يقولون : لا تثق في الأشخاص الذين لا تري وجوههم وهم يكلموك .
وأقول : لا تثق في الأشخاص الذين لا تري توقيعهم علي خطاباتهم .
********ُ
هبطت من الطائرة في نيودلهي , وتلفت باحثا عن ذلك الكاهن .. ولكني لم أره .. ثم تذكرت .. كم كنت أحمق !
بالتأكيد لن أجد من ينتظرني .. ومن أين له أن يعلم بموعد وصولي ..! ثم تذكرت اكثر .. كيف أخبره بوصولي وأنا لا أعلم شيئا عنه ؟! .. وإن كنت كذلك فلو أرسلت له خطاب لكنت وصلت قبله - أي الخطاب - يبدو أن علي الأعتماد علي نفسي للوصول إلي هذا العنوان ..
وحمدت الله علي أنني مازلت أحتفظ بالخطاب الذي يحتوي علي العنوان الذي أرسل منه .. ولكن علي أن أجد من يستطيع أن يفهمني في هذا البلد .. يبدو أنه لا أحد يتحدث الأنجليزية هنا ..
وتوكلت علي الله وأتجهت لأحدي سيارات ألاجرة التي تقف بجوار المطار .. وحاولت بشتي الطرق أن أشرح له عنوان المنزل .. ولكن كيف لي بهذا ؟! قد اشرح الارقام .. ولكن ماذا افعل بالأسماء ؟!
دعك من إعطاؤه الورقة لأنها مكتوبة بالعربية ..
وفي نهاية الأمر طلبت منه توصيلي لمكتبة .. وفهم الشرح هذه المرة .. وطلبت منه الإنتظار , وترجلت من السيارة وأتجهت إلي المكتبة .. وشرحت لهم انني اريد قاموس انجليزي /هندي - لن أجد واحدا إلي العربية هنا - وأحضره لي البائع ونقدته ثمنه .. ولكنه ظل يحدق في النقود لفترة ثم أعطاني إياها مرة أخري ..
لم افهم ما يحدث .. يبدو وكأن النقود بها شبح من الاشياء التي تحب مطاردتي دائما ..!.. ولكن لحظة .. يبدو أنني شارد الذهن حقا .. فلقد أعطيته بضع جنيهات من التي كانت في جيبي ..!!!!!!!
كنت لم أعتد أسلوب بطاقات الإئتمان في هذا الزمن ..
وأخرجت له البطاقة هذه المرة .. ولكنه لم يزدد إلا دهشة .. وقال كلمة ما باللغة الاوردية .. ثم جاء رجل في ملابس انيقة وتحدث مع البائع فترة .. ثم التفت إلي وقال بالأنجليزية :
- - يبدو انك من زوار بلدنا المتواضع .. أتمني لك زيارة سعيدة .. ولكن يا سيدي نحن لا نتعامل بهذه النوعية من النقود .
واعطاني بطاقة الإئتمان مرة اخري ثم أستطرد :
- ولكني أهديك هذا القاموس هدية مجانية ...