صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 78

الموضوع: معلومات عن الإسلام

  1. #1
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    الإسلام

    معلومات عن الإسلام:




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخواني اخواتي هذا الموضوع عن الإسلام ومعلومات عنه

    وهذي المعلومات تتكون من 6 اقسام:

    القسم الأول به فرعين

    القسم الثاني به فرعين

    القسم الثالث به 4 فروع

    القسم الرابع به 3 فروع

    القسم الخامس به فرعين

    القسم السادس به 9 فروع

    --------------------------------------------------
    القسم الأول:
    الفرع الأول:علوم القرآن
    الحمد لله الذي أنزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

    فإن من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى على هذه الأمة، أن أرسل إليها رسوله محمدًا (صلى الله عليه وسلم) بشيرًا ونذيرًا، ثم أنزل عليه هذا القرآن العظيم، وجعله هداية للناس ورحمة وشفاءً، وأمرهم بتلاوته وتدبره والعمل به، وكلمة "قرآن" في اللغة: مصدر مأخوذ من (قرأ) بمعنى القراءة والتلاوة، وهو عند الإطلاق -لا يختلف اثنان من المسلمين أن المقصود به- كلام الله تعالى الموجود بين دفتي المصحف المنقول إلينا نقلاً متواترًا المنزل على رسوله (صلى الله عليه وسلم) لهداية الناس.

    نزول القرآن:

    هذا القرآن العظيم أنزله الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم) وقد ورد التصريح بذلك في القرآن العظيم يقول الله تعالى: كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد [ابراهيم:1] وقال تعالى: تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ويقول أيضًا: حم، تنزيل الكتاب من الله العزيز العليمويقول:تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين.

    والآيات كثيرة جدًا في هذا الأمر مبينة أنه مُنزّل من عند الله، وفي هذا تشريف لهذا القرآن وتكريم لهذا الكتاب وبيان لعلو منزلته.



    كيفية نزوله:

    نزل القرآن جملةً من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا في الليلة المباركة وهي ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، وهذا ظاهر من قوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن [البقرة:185] وقوله: إنا أنزلناه في ليلة مباركة [الدخان:3] وقوله: إنا أنزلناه في ليلة القدر [القدر:1].

    روى ابن جرير عن عبدالله بن عباس (رضي الله عنه) في قوله تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر قال: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا جامع البيان ج15/258.

    وما كان لعبدالله بن عباس (رضي الله عنه) أن يقول ذلك بمحض رأيه، أو من عند نفسه، وهذا هو التنزل الأول ثم أنزل على الرسول (صلى الله عليه وسلم) منجماً ومفرقاً في ثلاث وعشرين سنة من بعثته إلى وفاته (صلى الله عليه وسلم) حسب الوقائع والأحداث.

    والمتأمل في نزول القرآن على هاتين الصفتين يتبين له بعض الحِكم.



    فأما الحكمة من نزوله جملة واحدة فهي:

    تفخيم أمر هذا القرآن العظيم وتعظيم قدر المنزل عليه وهو محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم الرسل وأشرف الخلق، وفيه أيضًا تكريم من ينزل عليهم وهم المسلمون، وفيه أيضًا تفضيل هذا القرآن الكريم على غيره من الكتب السماوية الأخرى وذلك بأن جمع الله له النزولين: النزول جملة والنزول مفرقًا.



    وأما الحكمة من نزوله منجمًا:

    فهي كثيرة وظاهرة، من ذلك تثبيت فؤاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما صرّحت بذلك الآية في قوله تعالى: وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً [الفرقان:32]، فكلّما حزن الرسول (صلى الله عليه وسلم) على عدم إيمان قومه وكلما ازداد عنادهم له وإيذاؤهم إياه كان نزول الآيات عليه بين فترة وأخرى تذكرة، وتبصرة، وتقوي صلته بربه وتبين له صبر الأنبياء قبله، وتدعوه إلى التأسي بهم وفي هذا من تثبيت فؤاده ما لا يخفى.

    وفيه من الحِكم أيضًا: تيسير حفظه وفهمه، فلو نزل جملة واحدة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) لكان في ذلك مشقة كبيرة والأمة أمية في جملتها لا تقرأ ولا تكتب، ولا شك أن نزوله منجمًا فيه تيسير لحفظه وفهمه وتسهيل للعمل به.
    التعديل الأخير تم بواسطة سوليدس سنيك ; 15-05-2004 الساعة 05:00 PM








    Death Warrior سابقًا



  2. #2
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    التكمله

    وفيه أيضًا من الحكم: التدرج في التشريع:

    وهذا ما بينته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذ تقول: "إنما نزل من القرآن أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبداً ..". وهكذا في بقية الأحكام وغالبًا ما يكون الإجمال في العهد المكي ثم التفصيل في العهد المدني.

    ومن الحِكم أيضًا: الدلالات القاطعة على أن القرآن الكريم من عند الله العزيز الحكيم فنزول القرآن مفرقًا في نحو ثلاث وعشرين سنة على فترات مختلفة الآية أو الآيات ثم يجده القارئ متناسق الآيات والسور، لا تنافر فيه ولا تعارض يدل دلالة ظاهرة أنه من حكيم حميد.

    هذه بعض الحِكم من نزول القرآن مفرقًا في هذه المدة وقد حرص الصحابة (رضي الله عنهم) على هذا القرآن العظيم فعلموا نزوله متى وأين، فعلموا منه ما نزل في مكة وما نزل في المدينة وما نزل في غيرهما من الأماكن التي ذهب إليها الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعلموا منه ما نزل في الليل وما نزل في النهار وما نزل في الحضر وما نزل في السفر وما نزل في الشتاء وما نزل في الصيف.

    يقول عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) : "والله ما من آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ومتى نزلت ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لأتيته"، ويقول أيضًا: "لقد أخذت سبعين سورة من في الرسول (صلى الله عليه وسلم)".

    وهكذا كان اهتمامهم بالقرآن العظيم وقت نزوله وبعد نزوله.



    خصائص القرآن العظيم :
    لقد اختص الله هذا الكتاب العزيز بخصائص كثيرة، وليس من السهل أن نستوعب هذه الخصائص بالحديث عنها ولكن نشير إلى بعضها إشارة وجيزة.

    فمن أهم هذه الخصائص:

    أنه من عند الله عز وجل فلا ينسب إلا لله سبحانه وتعالى فيقال كلام الله ولذا في القرآن العظيم التصريح بأنه منزل من عند الله قال تعالى: تنزيل من رب العالمين [الواقعة:80] وقال تعالى: تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم [الزمر:1].

    وقال تعالى: وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون [التوبة:6]، وغير ذلك من الآيات.

    ومن خصائصه أيضًا، أنه نزل باللغة العربية كما بين الله ذلك في أكثر من آية من كتابه، فنزل على سبعة أحرف، كل منها كافٍ شافٍ.

    فالقرآن هو الحجة التي أظهرها الله جل وعلا على يد نبيه (صلى الله عليه وسلم) وتحدّى الناس أن يأتوا بمثله أو بعشر سور منه أو بسورة من مثله وما استطاعوا ولن يستطيعوا ولو اجتمع الإنس والجن، ولم يدع المشركون سبيلاً للقضاء عليه إلا سلكوه فوصفوه بالسحر مع علمهم أنه ليس كذلك ووصفوه بالشعر مع علمهم أنه ليس كذلك ثم قالوا: "لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" [فصلت:26]، وليس القرآن معجزًا بأسلوبه فحسب بل إعجازه أكبر من أن يحيط به أهل عصر. فهناك الإعجاز العلمي، والغيبي وغير ذلك مما يستجد ويظهر في جيل بعد جيل، وما زالت وجوه الإعجاز فيه تتجدد كتجدد الليل والنهار.

    ومن خصائص هذا القرآن العظيم:

    حفظ الله له، كما قال تعالى: إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر:26].

    والقرآن وحده تعهد الله بحفظه أما الكتب قبله فقد أوكل الله حفظها إلى أهلها قال تعالى: إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء [المائدة:44]، ومع ذلك قام أهلها بتحريفها وتبديلها أما القرآن مع كثرة أعدائه، وحرصهم على تحريفه لم يستطيعوا زيادة حرف أو نقصانه، وهذا هو السر في قول الله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. ولذا أجمع المسلمون على أن طريقة أخذ القرآن هي التلقي من أفواه المشايخ وهذه هي الخاصية التالية ألا وهي:

    اتصال السند وأخذه بالتلقي، فإذا كان القرآن الكريم اختص من بين سائر الكتب بأنه يتلقى مشافهة، ولا يكتفى بدراسته من المصاحف بدون معلم فإن هذا يعني اتصال سند كل مسلم برسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن جبريل عليه السلام عن ربه جل وعلا وبهذا يكون سند القرآن في كل عصر متصلاً برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وليس هذا لكتاب غير القرآن الكريم، فقد شرّف الله هذه الأمة باتصال سندها برسولها (صلى الله عليه وسلم). ومن خصائصه أيضًا: تيسير حفظه وتلاوته، وقد بيّن الله ذلك بقوله: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر [العَمر:17] قال مجاهد: هوّنّا قراءته.

    وهذا جليّ لا يحتاج إلى بيان فهذا الأعجمي لا يعرف اللغة العربية لا نطقًا ولا معنى، ولا يخرج الحرف العربي من مخرجه سليمًا، تراه وهو يقرأ القـرآن فيرتله ترتيلاً، تخرج حروفه من مخارجها سليمة من حيث الفصاحة وسلامة النطق ثم تسمعه أيضًا يستظهر القرآن عن ظهر قلب من أوله إلى آخره.

    إن هذا لمن أعجب الصور في تيسير القرآن العظيم، وصورة أخرى من هذا القبيل إذ تنظر إلى الصبي الذي لا يتجاوز العاشرة من عمره يتردد على حلقات تحفيظ القرآن الكريم فلا يلبث إلا زمنًا يسيرًا فإذا به قد حفظه وأجاد تلاوته واستقام به لسانه وحسن به نطقه بل هذب أخلاقه وليس هذا وحده بل الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة وقد بلغ في العمر مبلغًا تراه يستمع إلى قراءة القرآن عبر أشرطة الكاسيت فلا يمضي عليه زمن إلا وقد حفظ منه الشيء الكثير، ومثل هذا في جانب التلاوة فالتلاوة ميسرة في ذاتها وسهولتها وميسرة في وفرة المصاحف وكثرتها المقروء منها والمسموع كاملاً ومجزءاً، فيقرؤه المسلم في كل وقت وحين في مسجده ومنزله ومتجره ومكتبه وطريقه. وهذا تحقيق لقوله تعالى: ولقد يسّرنا القرآن .







    يتبع








    Death Warrior سابقًا



  3. #3
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    التكمله

    وليست هذه خصائص القرآن الكريم فحسب بل هناك خصائص كثيرة يصعب حصرها في مثل هذه العجالة. فهو يفي بحاجات البشر مع عدم تصادمه مع الحقائق العلمية، وهو أيضًا ذو تأثير قوي في النفوس مع ما فيه من تأثير على الأمراض فهو شفاء ودواء من كثير من الأمراض النفسية والحسية، وفيه المتعة والأنس والسلوان في قراءته وترتيله فلا يُمل مع كثرة القراءة بل هو سبب من أسباب انشراح الصدر فهو أعظم الذكر والذكر يطمئن به القلب، وفي الآخرة يأتي شفيعًا لأصحابه الذين قضوا أوقاتهم في تعلمه وتعليمه وتعبدوا الله بتلاوتة، ومع هذا فهو سبب لرفع الدرجات وتكفير السيئات بما يترتب على قراءته من الأجر العظيم.








    Death Warrior سابقًا



  4. #4
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    فضل تلاوة القرآن:

    لقد أمرنا الله عز وجل بتلاوة هذا القرآن وتدبره والعمل به والتمسك بهديه، ووعد الذين يتلونه ويعملون به أجرًا عظيمًا ومنزلة عالية في الجنة فقال تعالى: إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور [فاطر:29-30].

    وهناك آيات كثيرة آمرة بتلاوة القرآن العظيم كقوله تعالى: فاقرأوا ما تيسر منه [المزمل:20] وقوله: ورتل القرآن ترتيلا [المزمل:4].

    وقد بيّن الرسول (صلى الله عليه وسلم) جزاء من قرأ القرآن وذلك بمضاعفة الأجروالترقي في درجات الجنان، وشفاعة القرآن لصاحبه، فمن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران".

    وما رواه الترمذي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".

    وهذا فضل عظيم، وأجر كبير لقارئ القرآن.

    وتلاوة القرآن حلية لأهل الإيمان فالمؤمن الذي يقرأ القرآن طيب الظاهر والباطن كالأترجة ريحها طيب وطعمها طيب وتلاوة القرآن أعظم مـن كنوز الدنيا فخير الناس من تعلم القرآن وعلمه، وهذه بشارة عظيمة لمن تعلّم القرآن وعلّمه، ولا شك أن السلف الصالح (رضوان الله عليهم) أدركوا هذه الخيرية التي يتميز بها معلم القرآن ومتعلمه فحرصوا على بلوغها، فهذا أبو عبدالرحمن السلمي بقي يقرئ الناس القرآن في مسجد الكوفة أربعين سنة، فهنيئًا لأهل القرآن بهذا الفضل العظيم والمنزلة السامية.

    وما ورد في فضل تلاوة القرآن العظيم شيء عظيم وأكثر من أن يحصر في مثل هذه العجالة.

    ولذا كان السلف الصالح يختمون القرآن في كل شهر مرة ومنهم من يختمه في كل عشر ومنهم من يختمه في كل أسبوع.

    فخير ما قضيت فيه الأوقات هو تلاوة القرآن العظيم وتدبره والتفكر في معانيه.








    Death Warrior سابقًا



  5. #5
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    جمع القرآن:

    لقد تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن العظيم ووعد رسوله (صلى الله عليه وسلم) بجمعه له فقال تعالى: إنا علينا جمعه وقرآنه [القيامة:17].

    والقرآن الكريم اجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الكتب السابقة فاعتمد في طريقة نقله المشافهة والحفظ والكتابة والتدوين.

    أما الحفظ والمشافهة فقد جمع القرآن على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كثير من الصحابة كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم كثير، فكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) إذا نزلت عليه الآيات تلاها على أصحابه وحفّظهم إياها فكان الصحابة يحفظون القرآن ولا أدل على ذلك من استشهاد حملة القرآن في بئر معونة وفي معركة اليمامة.

    أما حفظه بمعنى كتابته وتدوينه فتم في زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أيضًا يقول كاتب الوحي زيد بن ثابت:كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نؤلف القرآن من الرقاع، فكانوا يكتبون الآيات في العسب واللخاف والرقاع وغير ذلك مما هو متيسر من أدوات الكتابة آنذاك، فكتب القرآن كاملاً على عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلا أنه لم يكن مرتبًا كما هو الآن بين أيدينا لأن ترتيبه هذا كان معلومًا للصحابة (رضوان الله عليهم) في صدورهم ومحفوظهم.

    أما بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقد دعت الضرورة إلى كتابته وترتيبه بمحضر من حفظته لا سيما بعد استشهاد كثير من حملته من جهة ومن جهة أخرى دخول الناس في دين الله أفواجًا وهم لا يعرفون من القرآن شيئًا.

    قال زيد بن ثابت: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال : إن القتل قد استحرّ بقراء القرآن وإني أخشى أن يسحّر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر: كيف نفعل شيئًا لم يفعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك رأي عمر، قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتتبع القرآن فاجمعه، والله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان عليّ أثقل مما أمرت به من جمع القرآن.

    فقام به خير قيام وكان كما وصفه أبو بكر (رضي الله عنه) وهو مع ذلك ممن شهد العرضة الأخيرة والصحابة (رضوان الله عليهم) يعرفون ذلك. وكانت الكتابة على أعلى درجات الدقة والتوثيق فكان زيد لا يكتفي بما عنده ولا بما عند الصحابة أيضًا إلاّ بشهادة رجلين أنه كتب أمام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولهذه الشهادة فوائد جمة أعظمها التوثيق فيما يكتب، وانتهى العمل بكل اطمئنان وثقة، وكان مدة الجمع ما يقارب من عام ووضعت الصحف عند أبي بكر (رضي الله عنه) فلما توفي صارت إلى عمر (رضي الله عنه) فلما توفي صارت إلى حفصة رضي الله عنها حتى طلبها الخليفة عثمان (رضي الله عنه) فنسخ منها.

    وكان عمل الصديق (رضي الله عنه) محل إكبار الصحابة (رضي الله عنه) كما قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : "أعظم الناس في المصاحف أجرًا أبو بكر رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله".

    وفي أيام الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) اتسعت الفتوحات الإسلامية وكان كل صحابي يعلم الناس بالحرف الذي أتقنه على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكثر الخلاف بين المسلمين وكل يصحح قراءته دون الأخرى فراع ذلك بعض الصحابة كحذيفة بن اليمان حتى قال لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأدرك عثمان عِظم الأمر وقال للصحابة، اجتمعوا يا أصحاب محمد واكتبوا للناس إمامًا. فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقام عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بإرسال نسخ منها إلى أقطار المسلمين.








    Death Warrior سابقًا



  6. #6
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    تكمله

    وتميز هذا الجمع بـ:

    ترتيب سور القرآن في كل المصاحف.
    أنه لم يكتب إلا ما كان قرآنًا أما الكلمات التفسيرية فلم تكتب.
    توحيد الرسم في النص القرآني لدى جميع الأمصار.
    اتفق الصحابة رضي الله عنهم على هذا العمل وعدوه من مفاخر عثمان وحسناته، من ذلك قول الإمام علي (رضي الله عنه) لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلاّ على ملءٍ منا.
    وبهذا العمل جمع الله الأمة وسُمي مصحف الإمام فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا.




    نهاية الفرع الأول من القسم الاول








    Death Warrior سابقًا



  7. #7
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    بداية الفرع الثاني من القسم الأول

    الحمد لله رب العالمين فضّل شهر رمضان على غيره من الشهور واختصه بإنزال القرآن فيه، فرض صيامه وجعله من آكد أركان الإسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

    فيقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (183) أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرًا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون (184) شهـر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون [البقرة:183-185].

    صوم شهر رمضان المبارك هو الركن الرابع من أركان الإسلام وقد كتبه الله على هذه الأمة وقوله: (كتب) بمعنى فرض، فالصيام مفروض على هذه الأمة كما هو مفروض على من قبلها من الأمم وإن اختلفت كيفيته ووقته.

    وقد فرض الصيام على هذه الأمة في السنة الثانية من الهجرة،وصام رسولنا (صلى الله عليه وسلم) تسعة رمضانات.

    والصوم هو الإمساك عن المفطرات بنية خالصة لله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. أو هو الكف عما أمر الله بالكف عنه في وقت مخصوص، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولا شك أن للصوم حكمًا عظيمة فمن هذه الحكم والفوائد:

    أنه عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه بترك محبوباته من طعام و شراب ونكاح، لينال بذلك رضى ربه، وخالقه والفوز بدار كرامته، وهو بهذا العمل يقدّم محبوبات ربه على محبوبات نفسه.
    ومن فوائده وحكمه: أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بصيامه، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فبيّن سبحانه في هذه الآية أن الصيام سبب للتقوىـ والتقوى كلمة جامعة لكل خير، وهي فعل أوامره وترك مناهيه رجاءً لثوابه وخوفًا من عقابه. والصائم مأمور بتقوى الله جل وعلا وهي المقصود الأعظم بالصيام، ولذا قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيما صح عنه: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وقول الزور: كل قول محرم، والعمل بالزور: العمل بكل فعل محرم، والجهل السفه، وهو مجانبة الرشد في القول والعمل، فإذا حرص الصائم على صيامه وابتعد عن هذه الأمور حصلت له التقوى، وكان الصيام تربية لنفسه وتهذيبًا لأخلاقه وسلوكه، وكان سببًا في زكاة نفسه وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة.
    ومن فوائد الصيام وحكمه أيضًا: أنه يرقق القلب ويلينه ويتخلى القلب للذكر والفكر.
    ومن فوائده وحكمه أيضًا: أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه حيث يسّر الله له كل ما يشتهيه من الطعام والشراب وغيره، فإذا امتنع عن ذلك في وقت مخصوص وحصل له جوع أو عطش تذكر بذلك من منع من ذلك على الإطلاق، فيوجب له ذلك شكر هذه النعمة ويحمله ذلك على مواساة أخيه المحتاج والإحسان إليه.
    ومن فوائده الروحية: أنه يعوّد على الصبر ويمرّن نفسه على ضبطها والسيطرة عليها حتى يتمكن من قيادتها لما فيه خيرها وسعادتها في الدارين، ولا أدل على ذلك من ترك الصائم ما تشتهيه نفسه، وتطويعها لما أمر به.
    ومن فوائد الصوم وحكمه: أن الصيام الخالص والصيام الحقيقي يورث في القلب حب الطاعة وبغض المعصية.
    ومن فوائده أيضًا: أن الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر قوة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) الصوم وِجَاء، لقطعه شهوة النكاح.
    ومن فوائده أيضًا: ما يحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام وتنظيمه وإراحة الجهاز الهضمي لفترة طويلة.
    هذه أهم الفوائد والحِكم الظاهرة من الصيام.

    تفسير الآية :

    يقول تعالى مخاطبًا عباده المؤمنين ومناديًا لهم بهذا النداء الحبيب إليهم *الإيمان* : يا أيها الذين آمنوا ثم يقرر لهم هذا الفرض وهو الصيام والمؤمن سامع مطيع كيف وهو منادى من خالقه وهاديه للإيمان فلا يسعه إلا السمع والطاعة.

    ثم يبيّن أن هذا الصيام عبادة مكتوبة على الأمم السابقة والشيء إذا عمّ سهل فعله على النفوس وكانت طمأنينتها به أكثر فالصيام فريضة على جميع الأمم قبلنا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم.








    Death Warrior سابقًا



  8. #8
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    ثم يبيّن العلّة وهي : التقوى *لعلكم تتقون* إبرازًا للغاية العظمى من الصوم، فالتقوى هي ثمرة هذه العبادة العظيمة التي يؤديها العبد طاعة لله وإيثارًا لرضاه، والتقوى هي الحارس للقلب والجسد بأكمله من إفساد هذه الطاعة فكلما همّ بما يفسده منعته تقواه من ذلك.

    والتقوى لها منزلتها عند المؤمنين ويعرفون وزنها عند الله فهي مطمع لكل مؤمن والصوم يوصل إليها *لعلكم تتقون*.

    ثم أيضًا كونه أيامًا معدودات. فليس الدهر كله بل هي أيام معدودة وهي شهر رمضان كما بيّنها في الآية الثانية *شهر رمضان* ومع قلة هذه الأيام المعدودة فقد أعفي من وجوب أدائِه المرضى حتى يصحّوا والمسافرون حتى يقيموا وهذا كله تحقيقًا لليسر، يقول تعالى: فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر.

    والمريض إذا كان مرضه مزمنًا لا يرجى زواله فلا يلزمه الصوم ولكن يطعم عن صيام كل يوم مسكينًا لكل مسكين ربع صاع من البر الجيد ويحسن أن يكون معه إدام كلحم ونحوه.

    وكذلك الكبير العاجز عن الصوم فيطعم عن كل يوم مسكينًا، أما المريض الذي يرجى زوال مرضه فإن كان لا يشق عليه الصوم ولا يضره فيجب عليه الصوم، وإن كان يشق عليه الصوم فيكره صومه وإن كان يضره الصوم فيحرم عليه الصوم، ويبقى في ذمته حتى يعافى ويقضي ما فاته أثناء مرضه.

    ثم يقول تعالى: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ...

    أي وعلى الذين يستطيعون الصوم إن أفطروا إعطاء فدية والصوم خير من الفدية.

    وكان هذا في أول الإسلام عندما فرض عليهم الصيام ولم يتعودوه بهذه الكيفية فـرخّص لهم في الإفطار والفدية لمن شاء ومن شاء صامه روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآيةوعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكينكان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية بعدها فنسختها فهي رخصة في أول الأمر فرفعت هذه الرخصة عن الصحيح المقيم، وبقيت للشيخ الكبير الذي يجهده الصوم ولا ترجى له حالة يكون فيها قادرًا على الصيام كما فعل أنس بن مالك (رضي الله عنه) في آخر عمره عندما كبر حتى كان لا يقدر على الصيام فكان يفتدي عامًا أو عامين.

    ثم يقول تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ..

    وهذا تحبيب وترغيب في أداء هذه الفريضة وهو بيان للأيام المعدودات بأنها شهر رمضان.

    وقوله أنزل فيه القرآنفقد نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان.

    وهذا القرآن كلام الله الجليل الذي أخرج به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى أحسن الطرق وأقومها.

    إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم فهو رشاد للناس إلى سبيل الحق وقصد المنهج، وهو مع ذلك آيات بينات واضحات من الهدى والبيان الدال على حدود الله وفرائضه وحلاله وحرامه والفصل بين الحق والباطل.

    فمن شهد منكم الشهر فليصمه فمن كان حاضرًا مقيمًا في البلد حين دخول الشهر وهو صحيح في بدنه فعليه الصوم، أما من كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر، وهذه رخصة لمن هذه حاله وأعيد ذكر هذه الرخصة مرة ثانية لئلا يفهم من قوله: فمن شهد منكم الشهر فليصمه وقوله قبلها : وأن تصوموا خير لكم أن الصوم حتم لا تتناوله الرخصة بوجه.

    وهذا كله من إرادة الله اليسر بهذه الأمة: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.

    وهذا من فضل الله علينا، ورحمه بهذه الأمة في التكليف وهذه هي القاعدة في تكاليف هذا الدين أنها ميسرة لا عسر فيها فالمسلم الذي يؤدي هذه التكاليف يحس برحمة الله وإرادته اليسر والخير بعباده المؤمنين يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.

    ثم يقول تعالى: ولتكملوا العدة أي إنما أمر بالقضاء لتكملوا عدة الشهر فلا يضيع الأجر على من كان مريضًا أو مسافرًا.

    ثم أمر الله جل وعلا بتكبيره وشكره وحمده على هدايته وقد أمر جل وعلا بذكره عند انقضاء كل عبادة ففي الحج قال: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا.

    وبعد صلاة الجمعة قال: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون، ولهذا أخذ كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الآية: ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم.

    وقوله: لعلّكم تشكرون أي إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه وترك محارمه وحفظ حدوده فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين.

    فتشكرون الله على هذه النعمة،نعمة أداء هذه الفريضة ونعمة التقوى ونعمة إتمام الصوم وتكبير الله في آخره، ونعمة اليسر في أداء هذه العبادة فهي نعم تترى على المسلم تستلزم الشكر لمسديها.

    ومن فوائد هذه الآيات :-

    -أن صيام شهر رمضان واجب على الأمّة.
    -أن الصيام سبب لتقوى الله.
    -إباحة الفطر في رمضان للمريض والمسافر، وأنه يجب عليهما القضاء بعدد الأيام التي حصل فيها الفطر.
    -أن من أفطر في أيام رمضان بعذر فعليه القضاء ولا يشترط فيه التتابع لقوله تعالى: فعدة من أيام أخر ولم يشترط التتابع أو المبادرة بهن بعد زوال العذر مباشرة.
    -فضل شهر رمضان وتخصيصه بابتداء إنزال القرآن فيه لهداية العباد وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
    -يؤخذ من هذه الآيات : يسر الإسلام وسماحته في جميع تكاليفه، حيث لم يكلف أحدًا ما لا يطيق.
    -مشروعية التكبير بعد إكمال العدة للشهر.
    -وجوب شكر الله على نعمه بالتوفيق للصيام وأعمال الخير الأخرى.





    نهاية الفرع الثاني من القسم الأول وأيضًا نهاية القسم الأول








    Death Warrior سابقًا



  9. #9
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    القسم الثاني:1-الحديث وعلومه :
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد:

    فتعتبر علوم الحديث النبوي الشريف من العلوم الإسلامية الهامة، يؤكد ذلك نصوص القرآن ونصوص السنة وإجماع الأمة، وأن جميع المسلمين ينظرون إلى الحديث النبوي الشريف نظرة توقير وتبجيل، باعتبار أنه المصدر الثاني للتشريع، بعد القرآن الكريم. ويتفق جميع المشتغلين بعلوم الحديث النبوي على تعريف الحديث بأنه:

    "أقوال النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأفعاله، وتقريراته، وصفاته الخِلقية، والخُلقية"

    والمراد من "أقواله": كل ما نُسِب إليه (صلى الله عليه وسلم) أنه تلفظ به، مهما كان موضوع هذا التلفظ؛ في العقائد أو الأحكام أو الآداب العامة، أو في صفات الجنة أو النار، أو غير ذلك. مثل قول الصحابي: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها".

    والمراد من "أفعاله" : مـا نٌسِب إليه (صلى الله عليه وسلم) أنه فعله أو عمله، مثل وصف الصحابي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأنه "كان إذا صلّى فرّج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه".

    والمراد من "تقريراته" (ومفردها تقرير): أن يقول الصحابي قولاً أو يفعل فعلاً أمام النبي (صلى الله عليه وسلم)، أو في غيبته ويُخبر به، فيسكت عن ذلك القول أو الفعل، ولايعترض عليهما، فيعتبر هذا السكوتُ موافقةً منه على ذلك الفعل أو القول، لأن المعروف عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يُقِرّ أحدًا على قولٍ أو فعلٍ لم يرضَ عنه. ومن أمثلة تقريراته لأقوال الصحابة؛ إقراره أشعارَ حسّان بن ثابت (رضي الله عنه) التي كان يهجو بها مشركي قريش، وإقرارُه تعليم أبي بكر الصديق حسانًا أنساب قريش لينظمها له شعرأً. ومن تقريراته لأفعال الصحابة؛ إقرارُه عائشة على اللعب بالبنات (وقد كانت تصنع هذه الألعاب من الخرق وقطع القماش على صورة بنات)، ومنها إقرارُه أكل الضب على مائدته.

    والمراد من "صفاته الخَلقية": هيئته (صلى الله عليه وسلم) التي خلق عليها، مثل لون بشرته، ونعومة ملمسه، ومقدار طوله (صلى الله عليه وسلم).

    والمراد من "صفاته الخُلُقِيَّة": ما كان فيـه مـن الأخلاق الكريمة، والسجايا الحميدة -وكل أخلاقه من هذا القبيل- مثل شدّة حيائه، وكثرة تواضعه، وعطفه على الفقراء والأرامل واليتامى، وشجاعته وكرمه.

    تدوين الحديث الشريف:

    تدلنا نصوص كثيرة على أن كتابة الحديث النبوي بدأت في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأنها كانت بعلمه، بل بأمره في بعض الأحيان.

    فقد ثبت عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه قال: "ما من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثر حديثا عنه منـي إلا مـا كان مـن عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب". وقد تحدّث عبد الله بن عمرو عن كتابته للحديث فقال: "كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أريد حفظه، فنهتني قريشٌ فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشر، يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتابة، فذكرتُ ذلك لرسـول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق". وسمّى عبد الله بن عمرو صحيفته التي جمع فيها كتابته هذه "الصادقة"، واشتهرت هذه التسمية بين أهل العلم .
    وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالكتابة لأبي شاه، وهو رجل من أهل اليمن لم يستطع أن يحفظ تفصيلات إحدى خطب النبي (صلى الله عليه وسلم) فطلب أن تكتب له، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "اكتبوا لأبي شاه".
    ومنها أنه أمر بكتابة رسائل كثيرة، لعدد من الملوك وزعماء القبائل في عصره يدعوهم إلى الإسلام، منها: رسالة إلى كسرى (ملك فارس)، وأخرى إلى هرقل (عظيم الروم)، وثالثة إلى المقوقس (ملك مصر).
    وأنه (صلى الله عليه وسلم) أمر بالكتابة إلى الضحاك بن سفيان الكلابي أن يُورِّثَ امـرأة أشيم الضباني من ديته.
    ودعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأديم -وعلي بن أبي طالب عنده- فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يملي وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه (الأديم هو الجلد والأكارع هي امتداد الجلد من ناحية الأرجل).
    فهذه النصوص وغيرها تثبت أن كتابة الحديث بدأت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . ولما توفي (صلى الله عليه وسلم) استمر الصحابة في كتابة الحديث، وقد ذكر الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في كتابه: "دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه" اثنين وخمسين صحابيًا كتبوا الحديث، وأنه كان لبعضهم عدد من التلاميذ، كتبوا عنهم صحفًا حديثية. أما في عصر التابعين، فتوسعت دائرة الكتابة جدًا، حتى أحصى الدكتور الأعظمي فـي كتابه المتقدم مائة وواحدًا وخمسين تابعيًا، كان كل منهم يجمع الحديث ويكتبه ويمليه على تلاميذه. واستمر التوسع في كتابة الحديث حتى النصف الثاني من القرن الثاني حيث بدأت تظهر المصنفات الحديثية.

    ومن الجدير بالذكر أن يقال هنا: إن تدوين الحديث من قِبَل الصحابة ومَن بعدهم كان تدوينًا فرديًا خاصًا. أما التدوين الرسمي أي تدوين الحديث بأمر من رئيس الدولة، فقد كان في عهد عمر بن عبد العزيز، الخليفة الأموي، (كانت ولايته من سنة 99 إلى سنة 101هـ)، حيث وجّه كتبًا إلى عماله وولاته يطلب منهم الاهتمام بالعلماء، ويجمع حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وكان ممن أكّد عليهم بهذا الطلب عامله على المدينة أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم (توفي سنة 117هـ)، وعالم المدينة في زمنه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (توفي سنة 123هـ). وكان غرضه حفظ العلم ونشره، خوفًا من ضياعه وموت أهله.








    Death Warrior سابقًا



  10. #10
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    وقد ذكر الدكتور محمد عجاج الخطيب في كتابيه "الوجيز في علوم الحديث" و "المختصر الوجيز في علوم الحديث" أن التدوين الرسمي كان أسبق من ذلك، وأنه كان في عهد والي مصر عبد العزيز بن مروان (توفي سنة 85هـ) وهو والد عمر، وأنه كان قد تنبه إلى أهمية تدوين أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فكتب إلى كثير بن مُرّة الحضرمي *أحد أعلام التابعين* يطلب منه أن يكتب ما سمعه من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من أحاديث نبوية.

    وفي النصف الأول من القرن الهجري الثاني بدأ ظهور المصنفّات الحديثية، واختلف العلماء في تحديد أول من صنّف، لعدم وجود معلومات صريحة في ذلك، إذ كانت سنوات وفيات أصحاب هذه المصنفات متقاربة.

    ثم توالت المصنفات بالظهور تباعًا من النصف الثاني من القرن الهجري الثاني حتى كان القرن الهجري الثالث،وهو عصر الازدهار في المؤلفات الحديثية، إذ تنوعت فيه المؤلفات الحديثية وتعددت مظاهرها، وصارت ألوان التأليف وطرائقه واضحة مشهورة. فمن العلماء من ألّف على طريقة الموطآت، ومنهم من ألف على طريقة المسانيد، ومنهم من ألّف على طريقة الأبواب والموضوعات، أو على طريقة المعاجم والأمالي والفوائد والأجزاء … إلى غير ذلك من طرائق التأليف. وكان أبرز المصنفات الحديثية الكتب الستة، وهي: "الجامع الصحيح" لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (توفي سنة 256هـ)، و "الجامع الصحيح" لمسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (توفي سنة 261هـ)، وكتب "السنن" لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، (توفي سنة 275هـ)، ولأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (توفي سنة 279هـ)، ولأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (توفي سنة 303هـ)، ولابن ماجه أبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني (توفي سنة 275هـ).

    ويعتبر الكتابان الأولان "الجامع الصحيح" للبخاري و"الجامع الصحيح" لمسلم أصح كتابين بعد القرآن الكريم، لأن مؤلفيهما اشترطا لإخراج الأحاديث فيهما شروطًا خاصة لم تتوفر في غيرهما من المؤلفات. والبخاري مقّدم على مسلم في قوة هذه الشروط.








    Death Warrior سابقًا



  11. #11
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    ومن مظاهر عناية المحدثين بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قامت علوم مستقلة، احتوى كل علم منها على مؤلفات كثيرة جدًا، وعلى دراسات مهمة حول دقائق المسائل، خدمة لعلوم الحديث.

    منها: "علم الجرح والتعديل"، وهو علم اهتم بدراسة أحوال الرواة، ومعرفة سنوات ولادتهم، وسنوات وفياتهم، وأسماء شيوخهم وتلاميذهم، ورحلاتهم، ودرجات ضبطهم لمروياتهم، وغير ذلك من الصفات، التي تقتضي قبول أو رد الأحاديث التي رووها.

    ومنها: "علم علل الحديث"، وهم علم يهتم بدراسة الأسباب الخفية التي تؤدي إلى ضعف الحديث، مع أن ظاهر الحديث الصحة والسلامة.

    ومنها: "علم غريب الحديث" ويهتم ببيان معاني الألفاظ الغامضة المعنى، الواقعة في متون الأحاديث.

    ومنها: "علم ناسخ الحديث ومنسوخه"، والنسخ هو (رفع الشارع حكمًا متقدمًا بحكم منه متأخر). فموضوع علم ناسخ الحديث ومنسوخه، منصب على جمع ودراسـة الأحاديث المتعارضة التي لا يمكن التوفيق بينها، فيلجأ حينئذٍ لمعرفة المتقدم زمنًا منها وهو المنسوخ، والمتأخر زمنًا وهو الناسخ.

    ومن الجوانب المشرقة في الدراسات الحديثية، ما قام به المحدثون من وضع ضوابط لتمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة، وهو ما عرف بـ "علم أصول الحديث" أو "علم مصطلح الحديث". والغرض منه معرفة ما يقبل من الأحاديث وما يردّ. وهذا يحتاج إلى شيء من البيان:

    قسّم العلماء الأحاديث، تبعًا لغرض معرفة ما يقبل منها وما يردّ، إلى ثلاثة أنواع:

    أولاً: الحديث الصحيح: وهو الحديث المسند المتصل برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قارحة.

    والمراد من "المسند" : أن يكون منسوبًا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومعنى "المتصل" : أن يكون كل راوٍ من رواته قد تلقاه من شيخه، والمراد من "العدل": المسلم البالغ العاقل السالم من أسباب الفسق وخوارم المروءة. أما "الضابط" فيراد به: أن يكون الراوي متقناً لروايته، فإن كان يروي معتمدًا على ذاكرته لا بد أن يكون حفظه قويًا، وإن كان يروي معتمدًا على كتابه، فلا بد أن يكون كتابه متقنًا وأن تكون قراءته منه سليمة، وأن يعرف عنه محافظته على كتبه.

    فإذا توفرت العدالة في راوٍ وصف بأنه "ثقة".








    Death Warrior سابقًا



  12. #12
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    وحتى يكون الحديث صحيحًا لا بد أن تتوفر صفتا العدالة والضبط في كل راوٍ من رواته من بداية الإسناد إلى نهايته. والمراد من "الشذوذ": مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه. أما "العلة" فهي السبب الخفي الذي يقدح في صحة الحديث، مع أن ظاهر الحديث السلامة من مظاهر الضعف. وغالبًا ما تعرف "العلة" بجمع الأسانيد التي رُوي بها الحديث الواحد، وبمقابلة بعضها ببعض لاكتشاف ما وقع فيه بعض الرواة من أخطاء مع كونهم ثقات. وقد تعرف "العلة"، بتصريح من العالم الناقد الخبير بوجود غلط في حديث ما، ولا يبدي أسباب هذا الغلط ويكون تصريحه مبنيًا على المعرفة الواسعة في هذا العلم والخبرة الطويلة في جمع الأحاديث والملكة القوية في معرفة المتون واختلاف ألفاظها، وإلمام كبير بأحوال الرواة.

    ويلاحظ أن مدار صفات الحديث الصحيح على ثلاثة أمور:

    أحدها: اتصال السند.

    ثانيها: توثيق الرواة.

    ثالثها: عدم المخالفة.


    فإذا رُوي حديث بإسناد متصل، وكان جميع رواته ثقات، ولم يكن مخالفاً لأحاديث أقوى منه، وصفه العلماء بالحديث الصحيح. ويسميه بعضهم "الصحيح لذاته".

    والأحاديث الصحيحة متفاوتة في قوتها، تبعاً لقوة رجالها، ويطلق على أقواها اسم "سلاسل الذهب".

    والحديث الصحيح يحتج به العلماء ويعتمدون عليه في إثبات الأحكام، والعقائد وجميع أمور الشريعة.

    ثانيًا: الحديث الحسن: وهو مثل الحديث الصحيح في اشتراط جميع الصفات المتقدمة، إلا صفة الضبط، حيث يعتبر المحدثون أن درجة ضبط رواة الحديث الحسن تقصر عن درجة ضبط رواة الحديث الصحيح. فراوي الحديث الصحيح تام الضبط، وراوي الحديث الحسن ضبطه أخف. ويقال للحسن إذا كان كذلك: "الحسن لذاته"، وهو في الاحتجاج به والاعتماد عليه كالصحيح.

    ثالثًا: الحديث الضعيف: وهو الحديث الذي لم تتوفر فيه أي صفة من صفات الحديث الصحيح، أو الحديث الحسن. وهو على أنواع كثيرة تبعًا لعدم تحقق هذه الصفات، فقد يكون ضعيفًا لعدم اتصال السند: كما في الحديث المرسل والمعلق والمنقطع والمعضل والمدلس، وغيرها.

    والحديث المرسل: هو الذي يرويه التابعي عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتابعون هم الذين لقوا أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخذوا العلم عنهم. فالسقط فيه في آخر السند بعد التابعي.

    والحديث المعلق: هو أن يروي المصنِّف حديثًا يُسقط منه شيخًا أو أكثر من أول الإسناد.

    والحديث المنقطع: هو أن يسقط أحد الرواة من الإسناد في غير الموضعين المتقدمين.

    والحديث المعضل: أن يسقط من رواته اثنان متتاليان.

    والحديث المدلس: أن يروي الراوي عن شيخه الذي لقيه أحاديث لم يسمعها منه مباشرة، بلفظ موهم سماعه منه، فيظن تلاميذه أنها متصلة وأنه سمعها من شيوخه ولاتكون كذلك.

    وقد يكون ضعيفًا لمخالفة رواية رواة آخرين ثقات كما في الحديث الشاذ والمنكر والمضطرب والمدرج والمقلوب والمعل وغيرها.








    Death Warrior سابقًا



  13. #13
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    فأما الشاذ: فهو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.


    وأما المنكر:
    فهو مخالفة الضعيف للثقة. فالمنكر اجتمعت فيه صفتان من صفات الضعف: ضعف راويه، ومخالفته الثقات.

    وأما المضطرب: فهو أن يُروى الحديث الواحد بأكثر من طريق، أو بأكثر من لفظ، يخالف بعضه بعضًا، ولا يمكن الجمع بينها، كما لا يمكن ترجيح بعضها على بعض، بأي وجه من وجوه الترجيح.

    والمدرج: وهو أن يُزاد في متن الحديث ما ليس منه. فيظن من يسمع الحديث أن هذه الزيادة من قول الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وليست كذلك.


    والمقلوب:
    وهو الحديث الذي وقع تغيير في متنه أو سنده، ويضرب المثل في توضيح ما وقع القلب في متنه، بالحديث المشهور الذي ذكر فيه السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وفيه (رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، فهذا رواه بعض الرواة فقلبه فقال: (حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله). ومن أمثلة القلب في الإسناد: أن يقلب الراوي اسم أحد رجال السند، فيقول: عمـار بن هشام، والصحيح فيه هشام بن عمار.

    والمعل: هو الحديث الذي وُجدت فيه علة تقدح في صحته، مع أن ظاهر الحديث سلامته منها، وقد تقدم تعريف العلة.

    وقد يكون الضعف بسبب عدم توفر العدالة والضبط في راوٍ أو أكثر من رواة الحديث. كما في الحديث المتروك أو الموضوع.

    فالحديث المتروك: في رواته من يُتهم بالكذب، أو من كان شديد الضعف.

    والحديث الموضوع: فـي رواته كـذّاب، لـذا اعتبره العلماء مكذوبًا مختلقًا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

    وكما يقرّر العلماء أن الأحاديث الصحيحة ليست على درجة واحدة من القوة، تبعًا لقوة ضبط الرواة، وطول ملازمتهم لشيوخهم، فإنهم يقررون أيضًا، أن الأحاديث الضعيفة تتفاوت، فمنها ما هو شديد الضعف، ومنها ما هو يسير الضعف.

    وقد وضع علماء الحديث ضوابط تمييز الضعف اليسير من الضعف الشديد، ليس هذا موضع بسطها. لكن الجدير بالذكر هنا أن الحديث إذا كان ضعفه يسيرًا وجاء بإسناد آخر، أو أكثر، وكانت قريبة منه في ضعفها، فإن ضعفه يزول بمجموع طرقه ويرتقي إلى درجة الحسن ويطلق عليه "الحسن لغيره" لتمييزه عن الحديث "الحسن لذاته" الذي تقدم الكلام عنه.








    Death Warrior سابقًا



  14. #14
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    وما يجدر ذكره أيضًا، أن الحديث "الحسن لذاته" إذا جاء بإسناد حسن لذاته آخر، فإنه يتقوى ويرتقي إلى درجة الصحيح لكن يطلق عليه "الصحيح لغيره"، لتمييزه عن الصحيح المتقدم ذكره.

    السنة النبوية :

    تستخدم كلمة "السنة" عند المحدثين، وعند علماء أصول الفقه، وعند الفقهاء، وكل منهم يريد معنى لها غير الذي يريده الآخرون. تبعًا لاختلافهم في الأغراض التي يعتنون بها في علومهم، فأكثر المحدثين يريدون بها (ما نسب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، من أقوال أو أفعال أو تقريرات أو صفات خِلقية أو خُلقية)، فهي بهذا التعريف موافقة للحديث النبوي ومرادفة له.

    ويريد علماء أصول الفقه: (ما صدر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) -غير القرآن- من قول -ويسمى "الحديث" عندهم- أو فعل، أو تقرير).

    ويريد الفقهاء بها: (كل ما ثبت عن النبي(صلى الله عليه وسلم) ولم يكن من باب الفرض والواجب).

    وغالبًا ما ترتبط كلمة السنة بالقـرآن الكريم، وينظر إليهما علـى أنهما مصدرا التشريع: القرآن هو المصدر الأول، والسنة هي المصدر الثاني.

    ولم يكن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفرقون في التلقي بين القرآن والسنة، باعتبار أنهم يسمعون القرآن والسنة من شفتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيلتزمون بما يصدر عنه (صلى الله عليه وسلم). لكن في عهد التابعين ومن بعدهم، صار التحري عن صحـة الأسانيد التي تروى بها السنة، بخلاف القرآن الذي روي بالتواتر فكان قطعي الثبوت. فمـا وجد من سنة ثابتة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، التزموا بالعمل بها، وما كان من سنة غير ثابتة عنه، لم يلتزموا بالعمل بها. فمدار العمل بالسنة إذن مبني على ثبوتها.

    ولا يختلف علماء الإسلام في أهمية السنة النبوية في التشريع الإسلامي، وأنها في المرتبة الثانية في التشريع بعد القرآن الكريم. وهم ينظرون إليها على أنها:

    مؤكدة لأحكام وردت في القرآن الكريم، مثل: وجوب الصلاة والزكاة والحج، وغير ذلك. فهذه الأحكام ثبت وجوبها في القرآن وفي السنة النبوية.
    أو مبيّنة وشارحة لآيات وردت في كتاب الله. وقد تكون الآيات في القرآن مجملة فتفسرّها السنة النبوية وتبينها، أو تكون الآيات مطلقة فيأتي تقييدها في السنة. أو تكون الآيات عامة فتخصصها السنة. ومن أمثلة ما جاء مجملاً في القرآن الكريم وبينته السنة: الأمر بالصلاة والزكاة والحج وغيرها، جاءت دون تفصيل في عدد الركعات في كل صلاة، ودون بيان لكيفية السجود والتشهد، ودون تفصيل في مقادير الزكاة، والأنصبة في الأموال التي تجب فيها الزكاة، ودون تفصيل في كيفية الطواف والسعي والرمي، وغير ذلك. فجاءت السنة وبيّنت كل ذلك ووضّحته.
    ومن الأمثلة على ما جاء في القرآن مطلقًا وقيّدته السنة، قول الله -عزّ وجلّ-: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما. فقيدت السنة القطع بكونه من مفصل الكف.

    ومن الأمثلة على ما جاء في القرآن عامًّا وجاء في السنة تخصيصه: قول الله –عزّ وجلّ-: يوصيكم الله في أولادكم آية الميراث. فهذا عام في أن كل ولد يرث من والده، لكن ورد في السنة ما يخصص هذا الحكم بغير القاتل، لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "القاتل لا يرث".

    أن تكون السنة مثبتة لحكـم لم يرد في القرآن الكريم، مثل الحكم بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها. أو حرمة أكل كل ذي ناب من السباع، ومِخلب من الطير، أو حرمة لبس الحرير والذهب على الرجال. فهذه الأحكام وغيرها لم ترد في القرآن الكريم وإنما وردت في السنة النبوية. لذا فالسنة تستقل بالتشريع وتنشئ أحكامًا جديدة.


    نهاية الفرع الأول من القسم الثاني








    Death Warrior سابقًا



  15. #15
    التسجيل
    08-01-2002
    الدولة
    ^=== Kingdom Of Saudi Arabia ===^
    المشاركات
    2,961

    Re: معلومات عن الإسلام

    الفرع الثاني من القسم الثاني: متن الأربعين النووية للإمام النووي :

    الحديث الأول:

    عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجـر إليه". (رواه إماما المحدّثين: أبو عبدالله محمـد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة).

    الحديث الثاني:

    عن عمر (رضي الله عنه) أيضاً قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمّد أخبرني عن الإسلام؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"، قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"، ثم انطلق. فلبثت ملياً، ثم قال: "ياعمر أ تدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم". (رواه مسلم)

    الحديث الثالث:
    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "بني الإسلام على خمسٍ؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". (رواه البخاري ومسلم)

    الحديث الرابع:

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: حدّثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفةً ثم يكون علقةً مثل ذلك ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكَتْب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحد كم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها". (رواه البخاري ومسلم)








    Death Warrior سابقًا



صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •