صفحة 6 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 90 من 141

الموضوع: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟ علامات الساعة الصغرى والكبرى موضوع شامل

  1. #76
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    الكِبْر

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ من كِبْر، الكِبْر بطَر الحق وغمط الناس}(صحيح مسلم) وبطَر الحق هو دفعه ورفضه وإنكاره ترفّعًا، وغمط الناس هو احتقارهم والتعالي عليهم، وبطَر الحقّ ينبع غالبًا من احتقار الذي جاء به، وانتقاص المسلم لأخيه المسلم يقود إلى رفض كلامه في الغالب، والأصل في المسلم أنَّه ثقة لا يكذب حتَّى يتبيَّن العكس، والخبر عن الثقة حقّ حتَّى يُنفَى بحقّ، فرفضك لكلام أخيك المسلم لمجرَّد أنَّه فلان أو أنَّك لا تعرفه أو أنَّ كلامه لا يوافق أهواءك أو تصوُّراتك هذا يعني كبرًا في قلبك عليه وعلى الحقّ الذي جاء به، نعَم؛ ربَّما لا تقتنع بكلامه لضعف ذكائك وضيق تفكيرك وإدراكك أو لضعف كلامه وحجَّته، وهنا لا يحقّ لك التحدّث بكلامه حتَّى تتأكَّد أو تقتنع بصحَّته {كفَى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكلّ ما سمع}(صحيح مسلم) {كفَى بالمرء إثمًا أن يحدّث بكلّ ما سمع}(صحيح الجامع وابن حبان) ولكن أيضًا لا يحقّ لك أن ترفض كلامه أو تكذّبه بغير حقٍّ ولا سببٍ مشروع فإنَّ هذا من الكِبْر، فحتَّى الفاسق أمَرَنا الله تعالى أن نتبيَّن أخباره لا أن نرفضها مطلَقًا!.


    الغناء والمعازف
    قال الله تعالى: } ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضِلّ عن سبيل الله بغير عِلْم ويتَّخذها هزوًا أولَئك لهم عذابٌ مهين {(لقمان) قال ابن مسعود t: هو والله الغناء، وقال ابن عباس t: باطل الحديث وهو الغناء ونحوه، وقال جابر: هو الغناء والاستماع له. وكذلك قال عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وعمر بن شعيب والحسن البصري، وقال قتادة: والله لعلّه لا ينفق فيه مالاً, ولكن شراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق, وما يضرّ على ما ينفع.

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَيكونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ يستحلُّون الحر والحرير والخمر والمعازف}(صحيح البخاري).

    وقال: {سيكون في آخر الزمان خسفٌ وقذفٌ ومسخ إذا ظهرت المعازف والقينات واستُحِلَّت الخمر}(صحيح الجامع).

    وقال أبو بكر الصدِّيق t: الغناء والعزف مزمار الشيطان.

    وقال عمر بن عبد العزيز: الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن.

    وقال مالك بن أنس: الغناء إنَّما يفعله الفسَّاق عندنا.

    وقال أحمد بن حنبل: الغناء ينبت النفاق في القلب.

    وقال أصحاب أبي حنيفة: استماع الأغاني فِسْق.

    ومن تعجَّل شهواته المحرَّمة في الدنيا عوقب بحرمانها في الآخرة إذا لم يَتُبْ منها.


    يتيع
    السلام عليكم

  2. #77
    التسجيل
    23-12-2004
    الدولة
    AD
    المشاركات
    4,350

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    السلام عليكم.................

    بورك لك في العمل انشاء الله ...وجعله في ميزان حسناتك.............. وفقك الله .........

    وشكرا لك

  3. #78
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    shjoonal3in
    وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
    بارك الله فيك ونفع بك الإسلام
    وأتمنى أن تكوني قد إستفدتي
    والله يوفق الجميع
    السلام عليكم

  4. #79
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    هل تخيلتم صوتها؟

    :

    لعلكم تذكرون قصة ذلك الجيولوجي الروسي الذي إدعى أنه بينما كان في أحد المهام في سيبيريا، إخترقت آلة الحفر الخاصة بتفحص طبقات الأرض فجوة في باطن الأرض فرأى من خلالها منظراً مرعبا لمجموعة من النساء و الرجال... عراة.. يحترقون في النار و أصواتهم تتعالى في صراخ مرعب... مخيف!
    في الحقيقة شككت في صدقه - ولا زلت أشك في ذلك لكن...

    تلك الأصوات التي سمعتها - و إن كانت مفبركة - أثـّرت بي و أرعبتني..

    لقد كانت تصوراتي و تخيلاتي المحدوده عن نار جهنم - أعاذنا الله و إياكم منها - دائماً صورية و لم تكُ أبدا صوتية... لم أتخيل أصوات العذاب أو أصوات المعذبين أو حتى زمزمة نار جهنم ذاتهاً....

    بعض الأخوة أرعبه ما سمع فبعث الرابط الصوتي إلى الشيخ حامد العلي يسأله عن إمكانية سماع عذاب القبر فأجابه الشيخ بأن هذا الأمر ممكن



    ثم تطرق الشيخ إلى ما وصفه الكافر الذي لايعرف شيئا عن عذاب القبور ، ولا عما ورد في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: "والعجب كل العجب أن ما يقول هذا الكافر أنه رآه وسمعه وسجله ، من أنهم رجال ونساء عراة يصيحون من شدة العذاب ، ينطبق تماما على ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف عذاب القبر الذي يعذب به الزناة والزواني ، وذلك في الحديث الطويل الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أتاه آتيان ، فانطلقا معه ، وانه رأى عذاب المعذبين في حديث طويل ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : فأتينا على مثل التنور – قال: فأحسب أنه كان يقول: -فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت: ما هؤلاء؟ ثم ذكر الحديث وفيه : وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني"

    أضافت هذه الحادثة سؤالاً جديداً إلى تساؤلاتي الكثيرة عن النار - أعوذ بالله منها- حيث أني وجدت في وصف الرجل الدقيق لما رأى تشابهاً مع أحوال عذاب جهنم و ليس مع عذاب القبر! فجعلت أتفكر: أين هي؟! أين نار جهنم؟!!!!

    بحثت عن الإجابة في كتب صحيح البخاري و البداية والنهاية لإبن كثير و غيرهما من الكتب فما وجدت إجابة محددة لسؤالي.... ثم أعدت التأمل في بعض الآيات القرآنية و الأحاديث فوجدت أن فيها دلالات على الحركة فخلصت إلى أن النار متحركه و ليس لها مكان ثابت..



    يقول الله في سورة الفجر آية 23 "وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى"



    وقَالَ أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ: لَمَّا نَزَلَتْ "وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّم " تَغَيَّرَ لَوْن رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعُرِفَ فِي وَجْهه . حَتَّى اِشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابه , ثُمَّ قَالَ: ( أَقْرَأَنِي جِبْرِيل " كَلَّا إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا " الْآيَة وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّم ) . قَالَ عَلِيّ - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : قُلْت يَا رَسُول اللَّه , كَيْف يُجَاء بِهَا ؟ قَالَ : تُؤْتَى بِهَا تُقَاد بِسَبْعِينَ أَلْف زِمَام , يَقُود بِكُلِّ زِمَام سَبْعُونَ أَلْف مَلَك , فَتَشْرُد شَرْدَةً لَوْ تُرِكَتْ لَأَحْرَقَتْ أَهْل الْجَمْع ثُمَّ تَعْرِض لِي جَهَنَّم فَتَقُول : مَا لِي وَلَك يَا مُحَمَّد , إِنَّ اللَّه قَدْ حَرَّمَ لَحْمَك عَلَيَّ فَلَا يَبْقَى أَحَد إِلَّا قَالَ نَفْسِي نَفْسِي ! إِلَّا مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنَّهُ يَقُول : رَبّ أُمَّتِي ! رَبّ أُمَّتِي !




    و يقول سبحانه في سورة الكهف آية 100 " وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا" أي قرَّبناها لهم كما في تفسير الجلالين





    في أثناء بحثي عن "أين هي" عرجت على الكثير من الآيات و الأحاديث التي تذكر من أمر النار الكثير.. فأحببت أن أشارككم في المعرفة ... فـ...

    بسم الله نبدأ...



    ورد ذكر "جهنم" بهذه اللفظة في 77 موضع و بلفظة "النار" في 140 موقع - على الأقل - في القرآن

    و من أسماءها السعير و سقر... و الحطمة و الهاوية... حميم... لظى و جحيم....

    وهي عظيمة الحجم.. مترامية الأطراف و شاسعة ..لها قعر عمقه أكثر من سبعين خريفا... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ سمع وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تدرون ما هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا، فهوى يهوي في النار إلى الآن"

    و لك أن تتخيل أيها القاريء عظم حجمها إذا ما تذكرت أنها بالرغم من ما ألقي فيها من الأعداد الهائلة عبر العصور و الأمم إلا إنها لاتمتليء و لا تشبع و لا تزال تطلب بالمزيد " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد"

    عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تحاجت الجنة والنار، فقالت النار‏:‏ أوثرت بالمتكبرين والتمجبرين؛ وقالت الجنة‏:‏ مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم‏؟‏ قال اللّه عزَّ وجلَّ، للجنة‏:‏ أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار‏:‏ إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها‏.‏ فأما النار فلا تمتليء حتى يضع رجله فيها فتقول‏:‏ قط قط فهنالك تمتليء وينزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم اللّه عزَّ وجلَّ من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن اللّه عزَّ وجلَّ ينشيء لها خلقاً آخر‏





    و لِـجهنم سورٌ يحيط بالكافرين فلا يستطيعون الخروج منها " إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها" وسرادق النار هو سورها وحائطها الذي يحيط بها ... و في الحديث أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لِسُرَادِقِ النَّار أَرْبَع جُدُر كُثُف كُلّ جِدَار مَسِيرَة أَرْبَعِينَ سَنَة (حَدِيث حَسَن صَحِيح غَرِيب)

    و لها سبعة أبواب "وإن جهنم لموعدهم أجمعين ، لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم" و جميع أبوابها تغلق في رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ومردة الجن


    و النار درجات - كما أن الجنة درجات - و تسمى درجاتها دركات .. و كل دركة متفاوته في شدة حرها و عذابها بحسب ما أعده الله لأهلها.. يقول الله تعالى "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار"


    و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل النار "إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته" و روى عليه الصلاة و السلام أن "أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ، كما يغلي المرجل في القمقم" وقيل أن هذا هو عذاب أبي طالب - عم رسول الله - وذلك لنصرته للرسول وذبه عنه وإحسانه إليه!


    يقول إبن عباس: "ليس عقاب من تغلظ كفره وأفسد في الأرض ، ودعا إلى الكفر كمن ليس كذلك" و نخلص من هذا إلى أنه كل يدخل من باب بحسب عمله ويستقر في درك بحسب عمله!


    و يقوم على النار تسعة عشر من الملائكة ... خلقهم عظيم ... و وبأسهم شديد "غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" (خزنة جهنم)





    والنار مخلوق حي.. لها حواس... فهي تتكلم و ترى و تسمع بل و تغار وتشتكي و تختصم و تغضب...


    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج يوم القيامة عنق من النار ، لها عينان تبصران ، وأذنان تسمعان ، ولسان ينطق ، تقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلها آخر ، وبالمصورين.


    أما الإختصام و الكلام فقد ثبت في تخاصمها إلى الله في الحديث الآنف عن تحاجّ النار و الجنة


    و أما الرؤية فثبتت في قوله تعالى "إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا"


    و أما الشكوى فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: اشتكت النار إلى ربها ، فقالت رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير.


    ولها أيضاً من الأصوات "قط قط" حين تمتليء و كذلك الزفير و الشهيق "إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُور"


    و المقصود بالشهيق هو الصياح، يقول اِبْن عَبَّاس : الشَّهِيق لِجَهَنَّم عِنْد إِلْقَاء الْكُفَّار فِيهَا ; تَشْهَق إِلَيْهِمْ شَهْقَة الْبَغْلَة لِلشَّعِير

    أما الزفير فقد ذكر عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مُجَاهِد عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر: إِنَّ جَهَنَّم لَتَزْفِر زَفْرَة لَا يَبْقَى مَلَك مُقَرَّب وَلَا نَبِيّ مُرْسَل إِلَّا خَرَّ لِوَجْهِهِ تَرْتَعِد فَرَائِصه حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لَيَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَيَقُول : رَبّ لَا أَسْأَلك الْيَوْم إِلَّا نَفْسِي .

    أما الغضب فقد ثبت في قوله تعالى "تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ" و التميز من الغيض هنا بمعنى أنه كاد ينفصل بعضها من بعض من شدة غيضها و حنقها على أفواج الذين كفروا!



    أما وقودها..... فمنه الحجارة... وقد ذهب بعض السلف من أمثال ابن عباس ومجاهد وابن إلى أن هذه الحجارة هي من كبريت... ويقال إن في حجارة الكبريت خمسة أنواع من العذاب ليس في غيرها : سرعة الإيقاد ، ونتن الرائحة ، وكثرة الدخان ، وشدة الالتصاق بالأبدان ، وقوة حرها إذا حميت...


    و مما توقد به النار أيضاً الآلهة و الأصنام "إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون* لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون"


    و يقال أن الشمس و القمر يقذفان في النارأيضاً و يكونانِ من وقودها...و في ذلك يقول القرطبي: وإنما يجمعان لأنهما قد عبدا من دون الله ، لا تكون النار عذابا لهما لأنهما جماد ، وإنما يفعل بهما ذلك زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم!


    و من وقودها أيضاً يأجوج و مأجوج.... فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله : يا آدم . فيقول : لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، ثم يقول : أخرج بعث النار ، قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فذاك حين يشب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد . فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله ، أينا ذلك الرجل ؟ قال : ابشروا، فإن من يأجوج ومأجوج الفا ومنكم رجل. ثم قال : والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، ‘ن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالرقمة في ذراع الحمار"


    والنار تسعر كل يوم كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله "صل صلاة الصبح ، ثم أقصر عن الصلاة ،حتى تطلع الشمس ، وترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل فإن الصلاة مشهودة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم اقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصل" لكنها في اليوم القيامة تسعر بثلاثة: مقاتل يقاتل جرأةً وليس إحتساباً و رجل علمٍ تعلم العلم ليقال علام و ليس إبتغاء مرضاة ربه و رجل منفق ليقال هو جواد...


    و وقودها كذلك من بقية الناس الكفرة المشركين الذين لم يتقوا الله و لم يخشو عذابه " فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين"


    و من وقودها أيضاً.. "الأهل" و "الأصحاب"


    و أما الأهل فأكثرهم من النساء... عن ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أريت ‏ النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل أيكفرن بالله قال ‏ ‏يكفرن ‏ ‏العشير ‏ ‏ويكفرن ‏ ‏الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط


    و أما الأصحاب فهم كُثـُر... "الذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" " من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" " والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"




    لمن أعدت؟

    النار قد تكون منزل مؤقت للآثمين لكنها مأوى و سكن خالد للكافرين و المنافقين...

    روى ابن جرير عن ابن عباس قال: " إن الرجل ليجر إلى النار ، فتنزوي وينقبض بعضها إلى بعض، فيقول الرحمن : مالك ؟ فتقول إنه يستجير مني ، فيقول أرسلوا عبدي . وإن الرجل ليجر إلى النار فيقول : يا رب ما كان هذا ظني بك ، فيقول الله : ما كان ظنك ؟ فيقول: أن تسعني رحمتك ، فيقول : أرسلوا عبدي"

    و عن ‏ ‏أنس ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏ ‏يخرج من ‏‏ النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من ‏ النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ‏ ‏برة ‏ ‏من خير ويخرج من ‏‏ النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير... و روي كذلك عن ‏علقمة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال ‏‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا يدخل ‏ النار أحد في قلبه مثقال حبة ‏ ‏خردل ‏ ‏من إيمان ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة ‏ ‏خردل ‏ ‏من كبرياء....

    و يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها ، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة : رجل يخرج من النار حبوا، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يارب وجدتها ملأى ، فيقول الله عز وجل: اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي- أو تضحك بي - وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزل.

    و أما الخالدين في النار فهم المجرمون و الكافرون و المكذبون بآيات الله و المتسكبرون عنها... فهم "لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابه" و مع أن أكثر النصوص في الخالدين في النار جاءت عامة إلا أن منها ما جاء بالتخصيص و بالإسم... وقد أخبرنا القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم أن أشخاصا بأعينهم في النار ...

    فمنهم فرعون موسى ... و إمرأة نوح و إمرأة لوط "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلي"

    و كذلك أبو لهب و زوجته ... و عمرو بن عامر الخزاعي حيث رآه الرسول صلى الله عليه وسلم يجر أمعاءه في النار و كذلك قاتل عمّار بن ياسر... ففي الحديث أن "قاتل عمّار وسالبه في النار"

    __________________________________________________




    هذا بعضٍ مما جمعت عن النار.... أعاذنا الله و إياكم منها...

    فهلا إتعضنا و وقفنا مع النفس وقفة حساب جادة نراجع فيها أفعالنا كي نقي أنفسنا و أهلينا منها و نتجنب ما يستوجب عذابها؟!

    سُئل إبن تيمية رحمه الله ما عمل أهل النار فأجاب بقوله: الإشراك بالله تعالى ، والتكذيب للرسل ، والكفر ، والحسد ، والكذب ، والخيانة ، والظلم ، والفواحش، والغدر ، وقطيعة الرحم ، والجبن عن الجهاد ، والبخل ، واختلاف السر والعلانية ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ، والجزع عند المصائب ، والفخر والبطر عند النعم ، وترك الفرائض الله ، واعتداء حدوده ، وانتهاك حرماته ، وخوف المخلوق دون الخالق ، والعمل رياء وسمعه ، ومخالفة الكتاب والسنة ، أي اعتقادا وعملا ، وطاعة المخلوق في معصية الخالق ، والتعصب للباطل ، واستهزاء بآيات الله ، وجحد الحق ، والكتمان لما يجب إظهاره من علم وشهادة ، والسحر ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، والربا ، والفرار من الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات

    وهلا إستزدنا من أعمال الخير ما يقينا منها.....

    إن من أعمال الخير ماهو يسير الجهد و كبير الفائدة... و مثال ذلك تخليج قلوبنا بحب الله و رسوله و التصدّق و الدعاء و الإستجارة من النار...

    عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما سأل أحد الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، ولا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا ، إلا قالت النار : اللهم أجره مني.

    و في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذكر الملاكة الذين يلتمسون مجالس الذكر وفيه : أن الله عز وجل يسألهم وهو أعلم بهم، فيقول: "فمم يتعوذون؟ فيقولون : من النار ، فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا رب ما رأوها، فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد مخافة ، فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم"

    غفر الله لنا و إياكم
    وأحرم جلودكم من النار وأسكنكم فسيح جناته

    السلام عليكم


  5. #80
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    ما أجملها، سبحان الله،

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    وبما أن ديننا دين تبشير وترغيب كما هو دين تحذير و ترهيب، رأيتُ أن أتبع موضوعي ذاك بموضوعٍ عن الجنة اسأل الله أن يبلغني و إياكم فردوسها الأعلى.



    سأحاول جهدي إن شاء الله في أن أجعلك تتخيل أجمل مايمكنك تخيله.. و سأصف و أنقل لك أغلب ما قرأت عن الجنة و نعيمها و جمالها. لكن مهما إقتبست من آيات الله و أحاديث رسوله و مهما كتبت و مهما وصفت و مهما تخيل عقلك أخي القارئ من جمالها و نعيمها، فاعلم أن الجنة أجمل و ألذ و أبهج و أرهب مما تخيلتَ أنت أو أصِفهُ أنا و أن عقولنا و خيالاتنا المحدوده ستظل عاجزة عن إدراك نعيم الجنة و ذلك لقوله تعالى: "فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".

    روى أبو هريرة في الحديث القدسي أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏قال قال الله تعالى: "‏أعددت ‏ ‏لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" و يقول الْحَسَن الْبَصْرِيّ : "أَخْفَى قَوْم عَمَلهمْ فَأَخْفَى اللَّه لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْن وَلَمْ يَخْطُر عَلَى قَلْب بَشَر". أي أنه لمّا كان الجزاء من جنس العمل فإن جزاء من أخفى أعماله أن َخْفَى اللَّه لَهُمْ مِنْ الثَّوَاب و اللذات مالم يطّلع عليه أحد. و يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص".

    و مع يقيني التام بقصوري في الوصف و التعبير، إذ كيف لإمرءٍ أن يصف لأعمى اللون الأصفر الذي لم يره، فإني سأحاول لئلي أأجج الشوق في قلبك فتشمّر عن ساعديك و تجتهد أكثر و أكثر في صالح العمل، فينوبني و إياك الثواب

    بسم الله نبدأ....

    ورد ذكر "الجنة" بهذه اللفظة 56 مرة، في القرآن، لكنها وردت فيه بأسماء آخرى هي أقرب إلى الصفات التي تدل على ماهيتها و مايلقاه الإنسان فيها.

    فمن أسماءها الفردوس و الغرفة و دار السلام و دار القرار و الحُسنى و جنات النعيم و جنات عدن و دار الخلد و دار المقامة و المقام الأمين و مقعد صدق.

    أما أول خلقِها فيروي لنا الترمذي أنه عندما خلق الله الجنة بعث جبريل كي ينظر إليها و ما أعدّ الله لأهلها فذهب جبريل و نظر إليها ثم عاد و قال مُقسِماً" فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلهافأمر الله بها فحُفّت بالمكارِه، ثم قال لجبريل إرجع فأنظر إلى ما أعددت لأهلها فيها فعاد جبريل فرأى الجنة وقد حفتها المكاره فرجع إلى الله تعالى وقال "وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد ثم أمر الله جبريل أن يذهب أن ينظر إلى النار فذهب جبريل فإذا بالنار يركب بعضها بعضا فرجع إلى الله وقال "وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها" فأمر الله بالشهوات أن تحفّ نار جهنم وقال لجبريل إرجع إليها، فرجع جبريل إليها ورآها محفوفة بالشهوات ثم رجِع إلى الله و قال " وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها".
    تقع الجنة تحت عرش الرحمن مباشرةً و هي فسحة كبيرة و لك أخي القارئ أن تتخيل فسحتها و مساحتها الهائله إذا ماعرفت أن عرضها عرض السماوات و الأرض وإن إرتفاعها مائة درجة و أن بين كل درجة و الأخرى كما بين السماء و الأرض. و لك أن تتخيل حجمها أيضاً إذا ماعرفت أن في الجنة شجراً يسير الراكب في ظل الواحدة منها مائة عام فلا يقطعه، سبحان الله!

    أما بناء الجنة فيتناوب فيه الطوب الذهبي و الطوب الفضي و يتخلله ثمانية أبواب ضخمة ذات مصراعين يسير الراكب السريع بينهما (بعرض الباب) مسيرة ثلاثة أيام. و تظل سبعة من هذه الأبواب الثمانية مغلقة على الدوام حتى يأتيها محمد -صلوات الله عليه وسلامه- فيأخذ بحلقة باب الجنة فيقعقعها فتفتح على مصراعيها، و سوى ذلك فهي تفتح طوال شهر رمضان الفضيل ثم يُعاد غلقها، روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين
    أما الباب الثامن - وهو باب التوبة - فقد خلقه الله مفتوحا على الدوام ولا يُغلَق حتى طلوع الشمس من مغربها.

    لأبواب الجنة أسماء هي: باب محمد وهو نفسه باب التوبة ، و باب الصلاه و باب الصوم وهو نفسه باب الريان (يفتح حتى يدخل منه الصائمون ثم يقفل ولا يفتح لأحد غيرهم) و باب الزكاة و باب الصدقه و باب الحج والعمرة و باب الجهاد ("عليكم بالجهاد في سبيل الله ، فإنه بابٌ من أبواب الجنة ، يُذهب الله به الهم والغمّ" ) و باب الصلة.

    إن شئت أن تدخل من أي هذه الأبواب تشاء أخي القاريء فما عليك إلا حمل مفتاحهالجنة مفتاحها لا آله الا الله والأعمال الصلحة هى أسنان المفتاح" و من ثم إتباع تعليمات الفتح التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من يتوضأ ثم يقول أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله إلاّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيهما يشاء"

    إذا كتب الله لنا و لكم الدخول من هذه الأبواب - بحوله و قوته - فكل منا ذاهب إلى مستقرٍ بحسب عمله و درجته و لكن أول ما ستطأه قدمك أخي المسلم هو الزعفران و المسك حيث أن أرض الجنة ترابها الزعفران و طينها المسك.. و سيداعب أنفك رائحة عبقة زكية تملأ جنباتها وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسيرة اربعين عام. أما سقف الجنة، فكما أسلفتُ الجنة تقع تحت عرش الرحمن مباشرةً، فتخيل أخي جمالَ دارٍ عرش الرحمن سقفٌٌ لها؟! سبحاااااان الله!

    وإذا ما جال بصرك في فسحة الجنة فإنك سترى - بإذن الله - من جمال غرسها شجرٌ ضخم ساقه من ذهب و أوراقه رقائق من حُلل و سترى من بديع أنهارها ما يجري منه العسل المصفى و اللبن الذي لا يتغير طعمه و الخمر لذة الشاربين. و تنبع من هذه الأنهار الأربعة عيون الجنة، فمنها عين تسنيم وهى أشرف شراب أهل الجنة من الرحيق المختوم الذي جُعِل للمقربين، و منها عين السلسلبيل التي مُزِجت بالزنجبيل و هي لأهل اليمين و منها عين مُزِج شرابها بالكافور وهي شراب الأبرار. وجميع هذه الأشربة لا تُسكِر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة.

    بقي أن نذكر من أنهار الجنة نهر الكوثر الذي أعطاه الله للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- و هو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل و فيه طيرٌ أعناقها كأعناق الجمل، سبحان الله، و كذلك نهري البيدخ و بارق. أما نهر البيدخ فيغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا، و أما بارق فهو على باب الجنة و يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة و عشيا!

    كما قلتُ آنفاً للجنة مائة درجة و قد روى ابن جرير عن اليمان الهوزني أنه قال "الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة أَوَّلهَا دَرَجَة فِضَّة وَأَرْضهَا فِضَّة وَمَسَاكِنهَا فِضَّة وَآنِيَتهَا فِضَّة وَتُرَابهَا الْمِسْك وَالثَّانِيَة ذَهَب وَأَرْضهَا ذَهَب وَمَسَاكِنهَا ذَهَب وَآنِيَتهَا ذَهَب وَتُرَابهَا الْمِسْك وَالثَّالِثَة لُؤْلُؤ وَأَرْضهَا اللُّؤْلُؤ وَمَسَاكِنهَا اللُّؤْلُؤ وَآنِيَتهَا اللُّؤْلُؤ وَتُرَابهَا الْمِسْك وَسَبْع وَتِسْعُونَ بَعْد ذَلِكَ مَا لَا عَيْن رَأَتْ وَلَا أُذُن سَمِعْت وَلَا خَطَر عَلَى قَلْب بَشَر ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَة "فَلَا تَعْلَم نَفْس مَا أُخْفِيَ لَهُمْ ""


    و أعلى درجات الجنة هي الفردوس و من الفردوس تتفجر منابع الأنهار و العيون التي ذكرت أعلاه فتجري من تحت مساكن أهل الجنة فيشربون منها.

    و أعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كتب الله له مرافقته.

    و يلي الفردوس غرف عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر. يقول الله تعالى "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ" و إختلف المفسرون في عليين فمنهم من قال أنه كتاب جامع لأعمال الخير من الملائكة و الثقلين و مكانه السماء السابعة و منهم من قال أن عليين هي سدرة المنتهى ينتهي إليها كل شيء من أمر الله! أما الضحاك و مجاهد فيقولان إن عليين هو السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين و أما قتادة فقال أن عليين هو ساق العرش اليمنى.

    و يلي غرف عليين غرف أخرى من دونها أخرى و هكذا تتفاوت الغرف بإختلاف العمل و الجزاء "فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهو في الغرفات آمنون"، و يرى أهل الغرف أهل الغرف في درجات الجنة الأخرى كما يرى الناس الكواكب والنجوم فى السماوات العلا! و أدنى منازل الجنة هي منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال اغنى ملوك الدنيا، روى عن النبي - صلى الله عليه و سلم - أنه قال أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم و إثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لؤلؤ و زبرجد و ياقوت كما بين الجابية و صنعاء" و أعلاها منزلة هي منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين فى الله .
    و الغرف

    - في قول إبن كثير - هي القصور الشاهقة ومن فوقها غرف مبنية طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات و هنّ مخلوقات من الجواهر الشفافة و" يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها" "فإذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خلفها وإذا كان خلفها لم يخف عليه ما فيها" كما جاء في الحديث. و قال الأعمش "حدثنا مالك بن الحارث، عن مغيث بن سمي قال: إن في الجنة قصورا من ذهب وقصورا من فضة وقصورا من لؤلؤ، وقصورا من ياقوت وقصورا من زبرجد". في هذه القصور خياماً عجبية، كل خيمة منها عبارة عن لؤلؤة مجوفة، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالالخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلا، في كل ميل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون" و قال أبي الأحوص أن الخيمة "درة مجوفة فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب

    و فى كل قصر من هذه القصور أيضاً سبعون دارا من ياقوت أحمر فى كل دارسبعون بيتا من زمرد أخضر فى كل بيت سرير من ياقوت أحمر و له جناحان من زمرد أخضر و على كل سرير سبعون فراشا حشوها النور و ظواهرها السندس و بطائنها من استبرق وعليها سبعون سترة من نور. وعلى كل سرير زوجة من الحور العين فذلك قوله تعالى "هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ".

    أما مجالس هذه القصور و أماكن الجلوس في حدائقها و بساتينها فأُعدت بألوان من الفرش المعدة للجلوس و الإتكاء و فيها من النمارق المصفوفة (المخاد و الوسائد) و الزرابي المبثوثة (البسط). و إتكاء أهل الجنة على تلك الأرائك على هذا النحو من النعيم الذي يتمتعون به حين يجتمعون فيتحدثون دون أحقاد أو غيرة أو أحزان"وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين" في رياض الجنة "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ".



    و في الجنة شجرٌ ساقه من ذهب و أوراقه من الزمرد الأخضر و الجوهر و ثمره كأمثال القلال ألين من الزبد و أحلى من العسل. و يزيد من جمال هذا الشجر أنه كلما صفقته الرياح صدر منه صوت عذب يستفز بالطرب من يسمعه، و إن تشابهت أسماء بعض ثمار الجنة مع الفواكه المعروفة في الدنيا كالتين و العنب و الرمان و الموز و البلح و السدر و غيره مما خلق لنا الله تعالى في هذه الدنيا من ثمار، إلا أن هذه الثمار لاتشبه شجار الدنيا إلا في أسمائها و أما حقيقة شكلها و طعمها فلا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى
    وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً"
    من شجر الجنة التي أخبرنا عنه التالي:
    شجرة طوبى التي "غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت الحلي، والثمار متهدلة على أفواهها" و هذه الشجرة بالغة العظم في حجمها و تتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة و في كل ثمرة من ثمارها سبعين ثوباً بلون السندس (الحريرالرقيق ) والأستبرق ( الحرير السميك ).

    سدرة المنتهى "وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهارويغشاها نور الله والعديد من الملائكه وهى مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام ومعه اطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى".

    و هذا الشجر ليس بحاجة إلى الشمس أو ظلمة الليل كي ينمو - وليس في الجنة ليل أو نهار و لكن نور يظهر من قبل العرش فتعرف منه البكرة و العشية، سبحان الله!

    و يمر فوق ذلك الشجر و النهر و المروج سحاب، مطره ليس كمطر الدنيا بل طيبٌ طيّبٌ ليس لمثل ريحه شيئا قط و إن أهل الجنة ليسألون السحاب أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين .

    و الحور العين هن نساء مخلوقات لأهل الجنة قد أعطاهن الله شبابا خالداً و جمالاً لم تره عين من قبل، بياضهن كاللؤلؤ المكنون و لهن نور حتى أن الواحدة منهن لو اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم في وصفهنأن المؤمن لينظر ال مخ ساقها كما ينظر أحدكم الى السلك من الفضه فى الياقوت على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير نضر الله الوجوه وأضاءها بالنور ويجر ثوب احداهن اذا خطرت فى الجنة الف من الغلمان نزع الله ما فى قلوبهن من الغل فلا يعرفن الحسد ولا يكتوين بالغيرة" و قال الترمذي الحكيم أبو عبداالله في ذلك "بَلَغَنَا فِي الرِّوَايَة أَنَّ سَحَابَة أَمْطَرَتْ مِنْ الْعَرْش فَخُلِقَتْ الْحُور مِنْ قَطَرَات الرَّحْمَة , ثُمَّ ضُرِبَ عَلَى كُلّ وَاحِدَة مِنْهُنَّ خَيْمَة عَلَى شَاطِئ الْأَنْهَار سَعَتهَا أَرْبَعُونَ مِيلًا وَلَيْسَ لَهَا بَاب , حَتَّى إِذَا دَخَلَ وَلِيّ اللَّه الْجَنَّة اِنْصَدَعَتْ الْخَيْمَة عَنْ بَاب لِيَعْلَم وَلِيّ اللَّه أَنَّ أَبْصَار الْمَخْلُوقِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة وَالْخَدَم لَمْ تَأْخُذهَا , فَهِيَ مَقْصُورَة قَدْ قُصِرَ بِهَا عَنْ أَبْصَار الْمَخْلُوقِينَ".

    أما الغلمان الذي ورد ذكرهم في الحديث فهم من خلق الجنة المسخر لخدمة أهل الجنة و قضاء حوائجهم، يطوفون عليهم بسبعين آنية من الذهب و الفضة و في كل آنية لون من الطعام ليس في الأخرى مثله. و الغلمان على حالة من صغر السن مخلدون عليها فلا تزيد أعمارهم "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا " وهم من تمام نعيم الجنة والنظر إليهم و هم منتشرون في قضاء حوائج السادة يبعث في النفس السرور لصباحة وجوههم و حسن الوانهم و ثيابهم و حليهم.

    و بينما ينتشر الغلمان في قضاء حاجة السادة تنتشر طيور الجنة فوق شجرها، و إن الطير ليقع على الشجر فيأكل من ثمره و يشرب من أنهار الجنة و عيونها، و في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إِنَّ فِي الْجَنَّة طَيْرًا مِثْل أَعْنَاق الْبُخْت تَصْطَفّ عَلَى يَد وَلِيّ اللَّه فَيَقُول أَحَدهَا يَا وَلِيّ اللَّه رَعَيْت فِي مُرُوج تَحْت الْعَرْش وَشَرِبْت مِنْ عُيُون التَّسْنِيم فَكُلْ مِنِّي فَلَا يَزَلْنَ يَفْتَخِرْنَ بَيْن يَدَيْهِ حَتَّى يَخْطِر عَلَى قَلْبه أَكْل أَحَدهَا فَتَخِرّ بَيْن يَدَيْهِ عَلَى أَلْوَان مُخْتَلِفَة فَيَأْكُل مِنْهَا مَا أَرَادَ فَإِذَا شَبِعَ تَجَمَّعَ عِظَام الطَّائِر فَطَارَ يَرْعَى فِي الْجَنَّة حَيْثُ شَاءَ
    و هذه الطيور رائعة الجمال لها سبعون ألف ريشة، تطير ثم تقع على صحفة الرجل من أهل الجنة ثم تنتفض فيخرج من كل ريشة لون طعام أبيض من الثلج و أبرد و ألين من الزبد و أعذب من الشهد، ليس فيه لون يشبه الآخر فيأكل منه ما أراد ثم يعود الطير و يتزود من مروج الجنة و شجرها و ثمرها، و إذا ماطار الطير فوقعت عليه عين الرجل تشتهيه فإنه يخر في الحال بين يديه مشوياً : )

    و في الجنة من الطيور و الدوابٌ الأخرى مالا يعلمه إلا الله تعالى، ذُكِر في الحديث منها الفرس و الجمل. أما الفرس فهو من ياقوت أحمر لحديث الرجل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان في الجنة خيل، فأجابه الرسول "قال إن أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوتة حمراء فتطير بك فى الجنة حيث شئت وقال له رجل إن الإبل تعجبنى فهل فى الجنة من إبل فقال يا عبد الله إن أدخلت الجنة فلك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عيناك" و أما الجمل فهي مخطومة في الجنة لحديث إبن مسعود عن الرجل الذي جاء بناقة مخطومة فجعلها في سبيل الله فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم "لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة" .

    ذُكِر من أيضاً في دواب الجنة "النجائب" و هي خيلٌ و دواب الجنة المخلوقة من ذهب و فضة و لؤلؤ يركبون عليها فتأخذهم إلى سوق الجنة أو إلى حيث يشاؤون. و في الحديث أن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل و من أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در و ياقوت لا تروث و لا تبولا لها أجنحة خطوها مد بصرها فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين اسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة قال فيقال لهم كانوا يصلون في الليل و كنتم تنامون و كانوا يصومون و كنتم تأكلون و كانوا ينفقون و كنتم تبخلون و كانوا يقاتلون و كنتم تجبنون".


    أما سوق الجنة فهو يوم الجمعة يأتونه راكبين نجائبهم و دوابهم فيجلسون على كثبان من المسك فتأتيهم الريح فتأخذ من كثبان المسك، فترمى في وجوههم، وفي نواصي خيلهم ونواصي دوابهم، فيرجعون إلى أهلهم، وقد ازدادوا حسنًا وجمالا، فيقول أهلهم وزوجاتهم من الحوريات: والله لقد ازددتم حسنًا وجمالا، فيقولون: وأنتم -والله- بعدنا لقد ازددتم حسنًا وجمالا. روى الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن إسماعيل عن هشام بن عمار رواه ابن ماجة عن هشام بن عمار أن سعيد بن المسيب لقي ابا هريرة
    فقال ابو هريرة اسال الله ان يجمع بيني و بينك في سوق الجنة فقال سعيد او فيها سوق قال نعم اخبرني رسول الله ان أهل الجنة اذا دخلوها نزلوها بفضل اعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة عن ايام الدنيا فيزورون الله تبارك و تعالى فيبرز لهم عرشه و يتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور و منابر من لؤلؤ و منابر من زبرجد و منابر من ياقوت و منابر من ذهب و منابر من فضة و يجلس أدناهم و ما فيها دنى على كثبان المسك و الكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا قال أبو هريرة وهل نرى ربنا عز و جل قال نعم قال هل تمارون في رؤية الشمس و القمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم و لا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول يا فلان ابن فلان أتذكر يوم فعلت كذا و كذا فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول بلى افلم تغفر لي فيقول بلى فمغفرتي بلغت منزلتك هذه قال فبينما هم على ذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط قال ثم يقول ربنا تبارك و تعالى قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة فيها ما لم تنظر العيون إلى مثله و لم تسمع الأذان و لم يخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه و لا يشترى و في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقى من هو دونه و ما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس و الهيئة فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه احسن منه و ذلك أنه لا ينبغي لاحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا و أهلا بحبنا لقد جئت و إن بك من الجمال و الطيب افضل مما فارقتنا عليه فتقول أنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز و جل و بحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا".

    لباس الجنة هو لباس من الحرير و الذهب ولا يبلى أبد و لكن يرى المرأ "المزيد" فيشتهيه و يكون له، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من يدخل الجنة ينعم لا يبأس‏.‏ لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه‏"‏‏.‏

    يُحلى أهل الجنة بأساور من ذهب و لؤلؤ و فضة وو تيجان على الرؤوس هي من روعة الصياغة مما لايخطر على قلب بشر، أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن كعب الأحبار قال‏:‏ ‏"‏إن لله ملكا - وفي لفظ - ‏:‏ في الجنة ملك، لو شئت أن أسميه لسميته، يصوغ حلى أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة، ولو أن حليا منها أخرج لرد شعاع الشمس‏.‏ وإن لأهل الجنة أكاليل من در، لو أن إكليلا منها دلي من السماء الدنيا لذهب بضوء الشمس كما تذهب الشمس بضوء القمر‏"‏‏.‏ و تدخل الملائكة على أهل الجنة في قصورهم من باب مخصص لها ثلاثة مرات في اليوم يحملون معهم من التحف و الحلي من الله من جنات عدن مما ليس في جناتهم و يخبرونهم أن الله راضٍ عنهم : )

    و لكل مؤمن في الجنة أربعة أبواب فباب يدخل عليه منه زواره من الملائكة وباب يدخل عليه منه أزواجه من الحور العين وباب مقفل فيما بينه وبين أهل النار يفتحه إذا شاء ينظر إليهم لتعظم النعمة عليه وباب فيما بينه وبين دار السلام يدخل منه على ربه إذا شاء..

    سبحانك ربي أي نعيم و أي مسرة و أي رضى بعد الدخول على رب العالمين و نعمة النظر إلى وجهه؟
    !

    تلك هي الجنة.. سلعة الله



    ألا هل من مشمرٍ للجنة"؟!





    ماذكرت أعلاه - أخي القاريء - هو من وصف الجنة التي هي موجودة الآن حيث أعدها الله للمتقين و غرسها بيده، و سأعود لاحقاً إن شاء الله لإضافة مايحدث لأهل الجنة حين يدخلونها في الآخرة الخالدة و ما يلقونه من النعيم فيها.

    اللهم إجعلنا من داخليها و ساكني أعلى قصورها و تقبّل منا صالح أعمالنا و أرحمنا و منّ علينا برؤية وجهك الكريم!



    نسأل الله أن يجمعنى و والدى وإياكم وجميع القراء والكتاب في الجنة آمين

    السلام عليكم

  6. #81
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    ما أجملها، سبحان الله،

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    وبما أن ديننا دين تبشير وترغيب كما هو دين تحذير و ترهيب، رأيتُ أن أتبع موضوعي ذاك بموضوعٍ عن الجنة اسأل الله أن يبلغني و إياكم فردوسها الأعلى.



    سأحاول جهدي إن شاء الله في أن أجعلك تتخيل أجمل مايمكنك تخيله.. و سأصف و أنقل لك أغلب ما قرأت عن الجنة و نعيمها و جمالها. لكن مهما إقتبست من آيات الله و أحاديث رسوله و مهما كتبت و مهما وصفت و مهما تخيل عقلك أخي القارئ من جمالها و نعيمها، فاعلم أن الجنة أجمل و ألذ و أبهج و أرهب مما تخيلتَ أنت أو أصِفهُ أنا و أن عقولنا و خيالاتنا المحدوده ستظل عاجزة عن إدراك نعيم الجنة و ذلك لقوله تعالى: "فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".

    روى أبو هريرة في الحديث القدسي أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏قال قال الله تعالى: "‏أعددت ‏ ‏لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" و يقول الْحَسَن الْبَصْرِيّ : "أَخْفَى قَوْم عَمَلهمْ فَأَخْفَى اللَّه لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْن وَلَمْ يَخْطُر عَلَى قَلْب بَشَر". أي أنه لمّا كان الجزاء من جنس العمل فإن جزاء من أخفى أعماله أن َخْفَى اللَّه لَهُمْ مِنْ الثَّوَاب و اللذات مالم يطّلع عليه أحد. و يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص".

    و مع يقيني التام بقصوري في الوصف و التعبير، إذ كيف لإمرءٍ أن يصف لأعمى اللون الأصفر الذي لم يره، فإني سأحاول لئلي أأجج الشوق في قلبك فتشمّر عن ساعديك و تجتهد أكثر و أكثر في صالح العمل، فينوبني و إياك الثواب

    بسم الله نبدأ....

    ورد ذكر "الجنة" بهذه اللفظة 56 مرة، في القرآن، لكنها وردت فيه بأسماء آخرى هي أقرب إلى الصفات التي تدل على ماهيتها و مايلقاه الإنسان فيها.

    فمن أسماءها الفردوس و الغرفة و دار السلام و دار القرار و الحُسنى و جنات النعيم و جنات عدن و دار الخلد و دار المقامة و المقام الأمين و مقعد صدق.

    أما أول خلقِها فيروي لنا الترمذي أنه عندما خلق الله الجنة بعث جبريل كي ينظر إليها و ما أعدّ الله لأهلها فذهب جبريل و نظر إليها ثم عاد و قال مُقسِماً" فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلهافأمر الله بها فحُفّت بالمكارِه، ثم قال لجبريل إرجع فأنظر إلى ما أعددت لأهلها فيها فعاد جبريل فرأى الجنة وقد حفتها المكاره فرجع إلى الله تعالى وقال "وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد ثم أمر الله جبريل أن يذهب أن ينظر إلى النار فذهب جبريل فإذا بالنار يركب بعضها بعضا فرجع إلى الله وقال "وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها" فأمر الله بالشهوات أن تحفّ نار جهنم وقال لجبريل إرجع إليها، فرجع جبريل إليها ورآها محفوفة بالشهوات ثم رجِع إلى الله و قال " وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها".
    تقع الجنة تحت عرش الرحمن مباشرةً و هي فسحة كبيرة و لك أخي القارئ أن تتخيل فسحتها و مساحتها الهائله إذا ماعرفت أن عرضها عرض السماوات و الأرض وإن إرتفاعها مائة درجة و أن بين كل درجة و الأخرى كما بين السماء و الأرض. و لك أن تتخيل حجمها أيضاً إذا ماعرفت أن في الجنة شجراً يسير الراكب في ظل الواحدة منها مائة عام فلا يقطعه، سبحان الله!

    أما بناء الجنة فيتناوب فيه الطوب الذهبي و الطوب الفضي و يتخلله ثمانية أبواب ضخمة ذات مصراعين يسير الراكب السريع بينهما (بعرض الباب) مسيرة ثلاثة أيام. و تظل سبعة من هذه الأبواب الثمانية مغلقة على الدوام حتى يأتيها محمد -صلوات الله عليه وسلامه- فيأخذ بحلقة باب الجنة فيقعقعها فتفتح على مصراعيها، و سوى ذلك فهي تفتح طوال شهر رمضان الفضيل ثم يُعاد غلقها، روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين
    أما الباب الثامن - وهو باب التوبة - فقد خلقه الله مفتوحا على الدوام ولا يُغلَق حتى طلوع الشمس من مغربها.

    لأبواب الجنة أسماء هي: باب محمد وهو نفسه باب التوبة ، و باب الصلاه و باب الصوم وهو نفسه باب الريان (يفتح حتى يدخل منه الصائمون ثم يقفل ولا يفتح لأحد غيرهم) و باب الزكاة و باب الصدقه و باب الحج والعمرة و باب الجهاد ("عليكم بالجهاد في سبيل الله ، فإنه بابٌ من أبواب الجنة ، يُذهب الله به الهم والغمّ" ) و باب الصلة.

    إن شئت أن تدخل من أي هذه الأبواب تشاء أخي القاريء فما عليك إلا حمل مفتاحهالجنة مفتاحها لا آله الا الله والأعمال الصلحة هى أسنان المفتاح" و من ثم إتباع تعليمات الفتح التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من يتوضأ ثم يقول أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله إلاّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيهما يشاء"

    إذا كتب الله لنا و لكم الدخول من هذه الأبواب - بحوله و قوته - فكل منا ذاهب إلى مستقرٍ بحسب عمله و درجته و لكن أول ما ستطأه قدمك أخي المسلم هو الزعفران و المسك حيث أن أرض الجنة ترابها الزعفران و طينها المسك.. و سيداعب أنفك رائحة عبقة زكية تملأ جنباتها وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسيرة اربعين عام. أما سقف الجنة، فكما أسلفتُ الجنة تقع تحت عرش الرحمن مباشرةً، فتخيل أخي جمالَ دارٍ عرش الرحمن سقفٌٌ لها؟! سبحاااااان الله!

    وإذا ما جال بصرك في فسحة الجنة فإنك سترى - بإذن الله - من جمال غرسها شجرٌ ضخم ساقه من ذهب و أوراقه رقائق من حُلل و سترى من بديع أنهارها ما يجري منه العسل المصفى و اللبن الذي لا يتغير طعمه و الخمر لذة الشاربين. و تنبع من هذه الأنهار الأربعة عيون الجنة، فمنها عين تسنيم وهى أشرف شراب أهل الجنة من الرحيق المختوم الذي جُعِل للمقربين، و منها عين السلسلبيل التي مُزِجت بالزنجبيل و هي لأهل اليمين و منها عين مُزِج شرابها بالكافور وهي شراب الأبرار. وجميع هذه الأشربة لا تُسكِر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة.

    بقي أن نذكر من أنهار الجنة نهر الكوثر الذي أعطاه الله للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- و هو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل و فيه طيرٌ أعناقها كأعناق الجمل، سبحان الله، و كذلك نهري البيدخ و بارق. أما نهر البيدخ فيغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا، و أما بارق فهو على باب الجنة و يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة و عشيا!

    كما قلتُ آنفاً للجنة مائة درجة و قد روى ابن جرير عن اليمان الهوزني أنه قال "الْجَنَّة مِائَة دَرَجَة أَوَّلهَا دَرَجَة فِضَّة وَأَرْضهَا فِضَّة وَمَسَاكِنهَا فِضَّة وَآنِيَتهَا فِضَّة وَتُرَابهَا الْمِسْك وَالثَّانِيَة ذَهَب وَأَرْضهَا ذَهَب وَمَسَاكِنهَا ذَهَب وَآنِيَتهَا ذَهَب وَتُرَابهَا الْمِسْك وَالثَّالِثَة لُؤْلُؤ وَأَرْضهَا اللُّؤْلُؤ وَمَسَاكِنهَا اللُّؤْلُؤ وَآنِيَتهَا اللُّؤْلُؤ وَتُرَابهَا الْمِسْك وَسَبْع وَتِسْعُونَ بَعْد ذَلِكَ مَا لَا عَيْن رَأَتْ وَلَا أُذُن سَمِعْت وَلَا خَطَر عَلَى قَلْب بَشَر ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَة "فَلَا تَعْلَم نَفْس مَا أُخْفِيَ لَهُمْ ""


    و أعلى درجات الجنة هي الفردوس و من الفردوس تتفجر منابع الأنهار و العيون التي ذكرت أعلاه فتجري من تحت مساكن أهل الجنة فيشربون منها.

    و أعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كتب الله له مرافقته.

    و يلي الفردوس غرف عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر. يقول الله تعالى "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ" و إختلف المفسرون في عليين فمنهم من قال أنه كتاب جامع لأعمال الخير من الملائكة و الثقلين و مكانه السماء السابعة و منهم من قال أن عليين هي سدرة المنتهى ينتهي إليها كل شيء من أمر الله! أما الضحاك و مجاهد فيقولان إن عليين هو السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين و أما قتادة فقال أن عليين هو ساق العرش اليمنى.

    و يلي غرف عليين غرف أخرى من دونها أخرى و هكذا تتفاوت الغرف بإختلاف العمل و الجزاء "فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهو في الغرفات آمنون"، و يرى أهل الغرف أهل الغرف في درجات الجنة الأخرى كما يرى الناس الكواكب والنجوم فى السماوات العلا! و أدنى منازل الجنة هي منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال اغنى ملوك الدنيا، روى عن النبي - صلى الله عليه و سلم - أنه قال أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم و إثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لؤلؤ و زبرجد و ياقوت كما بين الجابية و صنعاء" و أعلاها منزلة هي منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين فى الله .
    و الغرف

    - في قول إبن كثير - هي القصور الشاهقة ومن فوقها غرف مبنية طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات و هنّ مخلوقات من الجواهر الشفافة و" يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها" "فإذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خلفها وإذا كان خلفها لم يخف عليه ما فيها" كما جاء في الحديث. و قال الأعمش "حدثنا مالك بن الحارث، عن مغيث بن سمي قال: إن في الجنة قصورا من ذهب وقصورا من فضة وقصورا من لؤلؤ، وقصورا من ياقوت وقصورا من زبرجد". في هذه القصور خياماً عجبية، كل خيمة منها عبارة عن لؤلؤة مجوفة، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالالخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلا، في كل ميل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون" و قال أبي الأحوص أن الخيمة "درة مجوفة فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب

    و فى كل قصر من هذه القصور أيضاً سبعون دارا من ياقوت أحمر فى كل دارسبعون بيتا من زمرد أخضر فى كل بيت سرير من ياقوت أحمر و له جناحان من زمرد أخضر و على كل سرير سبعون فراشا حشوها النور و ظواهرها السندس و بطائنها من استبرق وعليها سبعون سترة من نور. وعلى كل سرير زوجة من الحور العين فذلك قوله تعالى "هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ".

    أما مجالس هذه القصور و أماكن الجلوس في حدائقها و بساتينها فأُعدت بألوان من الفرش المعدة للجلوس و الإتكاء و فيها من النمارق المصفوفة (المخاد و الوسائد) و الزرابي المبثوثة (البسط). و إتكاء أهل الجنة على تلك الأرائك على هذا النحو من النعيم الذي يتمتعون به حين يجتمعون فيتحدثون دون أحقاد أو غيرة أو أحزان"وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين" في رياض الجنة "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ".



    و في الجنة شجرٌ ساقه من ذهب و أوراقه من الزمرد الأخضر و الجوهر و ثمره كأمثال القلال ألين من الزبد و أحلى من العسل. و يزيد من جمال هذا الشجر أنه كلما صفقته الرياح صدر منه صوت عذب يستفز بالطرب من يسمعه، و إن تشابهت أسماء بعض ثمار الجنة مع الفواكه المعروفة في الدنيا كالتين و العنب و الرمان و الموز و البلح و السدر و غيره مما خلق لنا الله تعالى في هذه الدنيا من ثمار، إلا أن هذه الثمار لاتشبه شجار الدنيا إلا في أسمائها و أما حقيقة شكلها و طعمها فلا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى
    وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً"
    من شجر الجنة التي أخبرنا عنه التالي:
    شجرة طوبى التي "غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت الحلي، والثمار متهدلة على أفواهها" و هذه الشجرة بالغة العظم في حجمها و تتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة و في كل ثمرة من ثمارها سبعين ثوباً بلون السندس (الحريرالرقيق ) والأستبرق ( الحرير السميك ).

    سدرة المنتهى "وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهارويغشاها نور الله والعديد من الملائكه وهى مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام ومعه اطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى".

    و هذا الشجر ليس بحاجة إلى الشمس أو ظلمة الليل كي ينمو - وليس في الجنة ليل أو نهار و لكن نور يظهر من قبل العرش فتعرف منه البكرة و العشية، سبحان الله!

    و يمر فوق ذلك الشجر و النهر و المروج سحاب، مطره ليس كمطر الدنيا بل طيبٌ طيّبٌ ليس لمثل ريحه شيئا قط و إن أهل الجنة ليسألون السحاب أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين .

    و الحور العين هن نساء مخلوقات لأهل الجنة قد أعطاهن الله شبابا خالداً و جمالاً لم تره عين من قبل، بياضهن كاللؤلؤ المكنون و لهن نور حتى أن الواحدة منهن لو اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم في وصفهنأن المؤمن لينظر ال مخ ساقها كما ينظر أحدكم الى السلك من الفضه فى الياقوت على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير نضر الله الوجوه وأضاءها بالنور ويجر ثوب احداهن اذا خطرت فى الجنة الف من الغلمان نزع الله ما فى قلوبهن من الغل فلا يعرفن الحسد ولا يكتوين بالغيرة" و قال الترمذي الحكيم أبو عبداالله في ذلك "بَلَغَنَا فِي الرِّوَايَة أَنَّ سَحَابَة أَمْطَرَتْ مِنْ الْعَرْش فَخُلِقَتْ الْحُور مِنْ قَطَرَات الرَّحْمَة , ثُمَّ ضُرِبَ عَلَى كُلّ وَاحِدَة مِنْهُنَّ خَيْمَة عَلَى شَاطِئ الْأَنْهَار سَعَتهَا أَرْبَعُونَ مِيلًا وَلَيْسَ لَهَا بَاب , حَتَّى إِذَا دَخَلَ وَلِيّ اللَّه الْجَنَّة اِنْصَدَعَتْ الْخَيْمَة عَنْ بَاب لِيَعْلَم وَلِيّ اللَّه أَنَّ أَبْصَار الْمَخْلُوقِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة وَالْخَدَم لَمْ تَأْخُذهَا , فَهِيَ مَقْصُورَة قَدْ قُصِرَ بِهَا عَنْ أَبْصَار الْمَخْلُوقِينَ".

    أما الغلمان الذي ورد ذكرهم في الحديث فهم من خلق الجنة المسخر لخدمة أهل الجنة و قضاء حوائجهم، يطوفون عليهم بسبعين آنية من الذهب و الفضة و في كل آنية لون من الطعام ليس في الأخرى مثله. و الغلمان على حالة من صغر السن مخلدون عليها فلا تزيد أعمارهم "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا " وهم من تمام نعيم الجنة والنظر إليهم و هم منتشرون في قضاء حوائج السادة يبعث في النفس السرور لصباحة وجوههم و حسن الوانهم و ثيابهم و حليهم.

    و بينما ينتشر الغلمان في قضاء حاجة السادة تنتشر طيور الجنة فوق شجرها، و إن الطير ليقع على الشجر فيأكل من ثمره و يشرب من أنهار الجنة و عيونها، و في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إِنَّ فِي الْجَنَّة طَيْرًا مِثْل أَعْنَاق الْبُخْت تَصْطَفّ عَلَى يَد وَلِيّ اللَّه فَيَقُول أَحَدهَا يَا وَلِيّ اللَّه رَعَيْت فِي مُرُوج تَحْت الْعَرْش وَشَرِبْت مِنْ عُيُون التَّسْنِيم فَكُلْ مِنِّي فَلَا يَزَلْنَ يَفْتَخِرْنَ بَيْن يَدَيْهِ حَتَّى يَخْطِر عَلَى قَلْبه أَكْل أَحَدهَا فَتَخِرّ بَيْن يَدَيْهِ عَلَى أَلْوَان مُخْتَلِفَة فَيَأْكُل مِنْهَا مَا أَرَادَ فَإِذَا شَبِعَ تَجَمَّعَ عِظَام الطَّائِر فَطَارَ يَرْعَى فِي الْجَنَّة حَيْثُ شَاءَ
    و هذه الطيور رائعة الجمال لها سبعون ألف ريشة، تطير ثم تقع على صحفة الرجل من أهل الجنة ثم تنتفض فيخرج من كل ريشة لون طعام أبيض من الثلج و أبرد و ألين من الزبد و أعذب من الشهد، ليس فيه لون يشبه الآخر فيأكل منه ما أراد ثم يعود الطير و يتزود من مروج الجنة و شجرها و ثمرها، و إذا ماطار الطير فوقعت عليه عين الرجل تشتهيه فإنه يخر في الحال بين يديه مشوياً : )

    و في الجنة من الطيور و الدوابٌ الأخرى مالا يعلمه إلا الله تعالى، ذُكِر في الحديث منها الفرس و الجمل. أما الفرس فهو من ياقوت أحمر لحديث الرجل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان في الجنة خيل، فأجابه الرسول "قال إن أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوتة حمراء فتطير بك فى الجنة حيث شئت وقال له رجل إن الإبل تعجبنى فهل فى الجنة من إبل فقال يا عبد الله إن أدخلت الجنة فلك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عيناك" و أما الجمل فهي مخطومة في الجنة لحديث إبن مسعود عن الرجل الذي جاء بناقة مخطومة فجعلها في سبيل الله فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم "لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة" .

    ذُكِر من أيضاً في دواب الجنة "النجائب" و هي خيلٌ و دواب الجنة المخلوقة من ذهب و فضة و لؤلؤ يركبون عليها فتأخذهم إلى سوق الجنة أو إلى حيث يشاؤون. و في الحديث أن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل و من أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در و ياقوت لا تروث و لا تبولا لها أجنحة خطوها مد بصرها فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين اسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة قال فيقال لهم كانوا يصلون في الليل و كنتم تنامون و كانوا يصومون و كنتم تأكلون و كانوا ينفقون و كنتم تبخلون و كانوا يقاتلون و كنتم تجبنون".


    أما سوق الجنة فهو يوم الجمعة يأتونه راكبين نجائبهم و دوابهم فيجلسون على كثبان من المسك فتأتيهم الريح فتأخذ من كثبان المسك، فترمى في وجوههم، وفي نواصي خيلهم ونواصي دوابهم، فيرجعون إلى أهلهم، وقد ازدادوا حسنًا وجمالا، فيقول أهلهم وزوجاتهم من الحوريات: والله لقد ازددتم حسنًا وجمالا، فيقولون: وأنتم -والله- بعدنا لقد ازددتم حسنًا وجمالا. روى الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن إسماعيل عن هشام بن عمار رواه ابن ماجة عن هشام بن عمار أن سعيد بن المسيب لقي ابا هريرة
    فقال ابو هريرة اسال الله ان يجمع بيني و بينك في سوق الجنة فقال سعيد او فيها سوق قال نعم اخبرني رسول الله ان أهل الجنة اذا دخلوها نزلوها بفضل اعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة عن ايام الدنيا فيزورون الله تبارك و تعالى فيبرز لهم عرشه و يتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور و منابر من لؤلؤ و منابر من زبرجد و منابر من ياقوت و منابر من ذهب و منابر من فضة و يجلس أدناهم و ما فيها دنى على كثبان المسك و الكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا قال أبو هريرة وهل نرى ربنا عز و جل قال نعم قال هل تمارون في رؤية الشمس و القمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم و لا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول يا فلان ابن فلان أتذكر يوم فعلت كذا و كذا فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول بلى افلم تغفر لي فيقول بلى فمغفرتي بلغت منزلتك هذه قال فبينما هم على ذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط قال ثم يقول ربنا تبارك و تعالى قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة فيها ما لم تنظر العيون إلى مثله و لم تسمع الأذان و لم يخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه و لا يشترى و في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقى من هو دونه و ما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس و الهيئة فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه احسن منه و ذلك أنه لا ينبغي لاحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا و أهلا بحبنا لقد جئت و إن بك من الجمال و الطيب افضل مما فارقتنا عليه فتقول أنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز و جل و بحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا".

    لباس الجنة هو لباس من الحرير و الذهب ولا يبلى أبد و لكن يرى المرأ "المزيد" فيشتهيه و يكون له، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من يدخل الجنة ينعم لا يبأس‏.‏ لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه‏"‏‏.‏

    يُحلى أهل الجنة بأساور من ذهب و لؤلؤ و فضة وو تيجان على الرؤوس هي من روعة الصياغة مما لايخطر على قلب بشر، أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن كعب الأحبار قال‏:‏ ‏"‏إن لله ملكا - وفي لفظ - ‏:‏ في الجنة ملك، لو شئت أن أسميه لسميته، يصوغ حلى أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة، ولو أن حليا منها أخرج لرد شعاع الشمس‏.‏ وإن لأهل الجنة أكاليل من در، لو أن إكليلا منها دلي من السماء الدنيا لذهب بضوء الشمس كما تذهب الشمس بضوء القمر‏"‏‏.‏ و تدخل الملائكة على أهل الجنة في قصورهم من باب مخصص لها ثلاثة مرات في اليوم يحملون معهم من التحف و الحلي من الله من جنات عدن مما ليس في جناتهم و يخبرونهم أن الله راضٍ عنهم : )

    و لكل مؤمن في الجنة أربعة أبواب فباب يدخل عليه منه زواره من الملائكة وباب يدخل عليه منه أزواجه من الحور العين وباب مقفل فيما بينه وبين أهل النار يفتحه إذا شاء ينظر إليهم لتعظم النعمة عليه وباب فيما بينه وبين دار السلام يدخل منه على ربه إذا شاء..

    سبحانك ربي أي نعيم و أي مسرة و أي رضى بعد الدخول على رب العالمين و نعمة النظر إلى وجهه؟
    !

    تلك هي الجنة.. سلعة الله



    ألا هل من مشمرٍ للجنة"؟!





    ماذكرت أعلاه - أخي القاريء - هو من وصف الجنة التي هي موجودة الآن حيث أعدها الله للمتقين و غرسها بيده، و سأعود لاحقاً إن شاء الله لإضافة مايحدث لأهل الجنة حين يدخلونها في الآخرة الخالدة و ما يلقونه من النعيم فيها.

    اللهم إجعلنا من داخليها و ساكني أعلى قصورها و تقبّل منا صالح أعمالنا و أرحمنا و منّ علينا برؤية وجهك الكريم!



    نسأل الله أن يجمعنى و والدى وإياكم وجميع القراء والكتاب في الجنة آمين

    السلام عليكم

  7. #82
    التسجيل
    21-08-2004
    المشاركات
    198

    Lightbulb مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    بسـم اللـه الرحمـن الرحـيم

    اخـــــى الفــــاضــل : حـــــد السيــــــف
    مــا شــاء اللــه . . تبـــارك اللــه . . نعــجز اخــى الكــريم حقيقـــه عــن التعلـيــــق . . فــلم تتـــرك لــنا مــن المفردات مــا تستحقـــه. . للتعبيـــــر عـن مـــدى شكــرنا لــك. . واعجــــابنا بهــذا المــوضــوع القيــــــم . . والمجهـــــود المقــــــدر . . بــارك اللــــه فيـــــــك . . وجــزاك الـف خــير . . وجعلــــه ان شــــاء اللـــــه فــى ميــــــزان حسنـــــاتك . .
    والســـــلام عليكـــــم ورحمـــه اللـــــــه وبركــــاته

  8. #83
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    الطاهر 7
    جزاكي الله خير على مرورك
    الطيب العطر والله لا يحرمني لا من وجودك هنا ولا على من المنتدى
    ودمتي لنا أختا عزيزه
    الله يوفقك ويسكنك فسيح جناته

    السلام عليكم

  9. #84
    التسجيل
    28-02-2005
    المشاركات
    2

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    ـ ثبتك الله يا اخ التنجو على هذه البادرة الطيبة وجزاكم الله خير الجزاء
    قادمون ،،،قادمون

  10. #85
    التسجيل
    28-02-2005
    المشاركات
    2

    Thumbs up مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    ـ ثبتك الله يا اخ التنجو على هذه البادرة الطيبة وجزاكم الله خير الجزاء
    قادمون ،،،قادمون

  11. #86
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القادم1
    ـ ثبتك الله يا اخ التنجو على هذه البادرة الطيبة وجزاكم الله خير الجزاء
    قادمون ،،،قادمون
    مشكور أخوي على المرور
    وكثر الله من أمثالك
    السلام عليكم

  12. #87
    التسجيل
    04-03-2005
    المشاركات
    81

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    بسم الله الرحمان الرحيم

    الله الله يا أخي جزاء الله خيرا ان شاء الله مواضيعك مميزة كلها فائدة تعجز الكلمات عن التعبير

    بارك الله فيك اخي حد السيف
    ناولتني الحياة كأسا دهاقــا بالأماني فما تناولت كأسي
    وسقتني من التعاسة أكوابا تجرعتها فيا شدة تعســـــي


  13. #88
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arwaf1
    بسم الله الرحمان الرحيم

    الله الله يا أخي جزاء الله خيرا ان شاء الله مواضيعك مميزة كلها فائدة تعجز الكلمات عن التعبير

    بارك الله فيك اخي حد السيف
    الله يبارك في أيامك
    ومشكوره أختي على المرور

    السلام عليكم

  14. #89
    التسجيل
    07-03-2005
    الدولة
    آنآ بجوفي جرح آبكم للحكي شفقآن ..! آكآبر بس روحي / آتفه آلآسباب تبكيها
    المشاركات
    2,890

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    السلام عليكم

    سلمت يمناك اخي العزيز على هذا الموضوع
    واتمنى لك دوام الرقي والعطاء
    وأسأل الله العلي القدير ان يكتب الاجرفي ميزان حسناتك

  15. #90
    التسجيل
    16-02-2005
    المشاركات
    10

    مشاركة: ماذا بقى من العلامـــــــــــــــات؟

    هل من الممكن نقل موضوعك للفائدة

صفحة 6 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •