أتاني بالنصائح بعض الناس ..... وقالوا أنت مقدام سياسي

أترضى أن تعيش وانت شهمُ .... مع إمراة تُقاسي ما تقاسي

إذا خاضت فأنت تخيض معها ... وأن نفست فأنت اخو النفاسي

وتقضي الأربعين بشر حالِ ... كالذي رأسه هشمت بفأسي

وأن غضبت عليك تنام وحيداً ... ومحروماً وتمعن في التناسي

تزوّج بأثنتين ولا تبالي ...... فنحن أولوا التجارب والمراسي

فقلت لهم معاذ الله إني .... أخاف من أعتلالي وأرتكاسي

إذا أحتاج الفتى لزواج ثاني ... فذاك له بلا أدنى التباسي

ولكل الزواج له شروطُ .... وعدل الزوج شرطاً اساسي

وإن معاشر النسوان بحر ... عظيم الموج ليس له مراسي

فقالوا أنت خوّاف جبانٌ ...... فشبوا النار في قلبي ورأسي

فخضت غمار تجربة الزواج الثاني ... بها كان إفتتاني وأبتئاسي

وكم كنت الضحية في مراراً ... وأجزم بانعدامي وانطماسي

فاحداهن شدّت شعر رأسي ... وأخراهن تسحب من أساسي

وإن عثر اللسان بذكر أحدهن .. شب عقلي الثانية من الالتماسي

وإذا أحتجت أمراً من الأخرى ... فلابد ان يكون بالاختلاسي

وكم ليلة أمسي حزيناً .... أنام على السطوح بلا لباسي

وكنت أنام محترماً عزيزاَ .... فصرت أنام ما بين الكراسي

وأن فرّطت في التحضير يوماً .... عن الوقت المحدد يا تعاسي

وإن لم أرض إحداهن ليلاً .... فيا ويلي ويا سواد المآسي

يطير النوم من عيني وأصحو .... لقعقة النوافذ والكراسي

يجي الأكل لا ملح عليه .... ولا أسقى ولا يكوى لباسي

وتصرخ الأولى وتبكي ....... لما لم تشتري احتياجي

والثانية تصرخ غاضبة ...... الفستان ليس على مقاسي

وأن اشتري لأحداهن خبزاً ... بكت الثانية يا ظالم ياقاسي

رأيتك حاملاً كيساً عظيماً .... فماذا فيه من ذهب والماسي

وأحلف صادقاً فتقول أنتم .... رجالُ خادعون وشر الناسي

فصرت في حالة تدمي وتبكي ... قلوب المخلصين لما أقاسي

وإحتار الناس في أمري لآني ... إذا سألو عن أسمي قلت ناسي

وضاع النحو والإعراب مني .... وضيّعت الرباعي بالخماسي

أسير أدور من حي لحي .... كأني مثل بعض أصحاب التكاسي

ولا أدري عن الأيام شيئاً ... ولا كيف أنتهى العام الدراسي

فلما عجزت وضاق صدري .... وباءت أمنياتي بالتلاشي

دعوت بعيشة العزاب أحلى ... من الإنكاد في ظل المآسي

وجاء الناصحون إليّ أخرى ... وقالوا نحن أرباب المراسي

ولا تسأم ولا تبقى حزيناً .... فقد جئنا لك بحل دبلوماسي

تزوّج حرمة ثالثة لتحيا .... سعيداً سالماً من كل باسي

:vereymad: