الحمد لله ولي الصالحين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
صدر يوم الجمعة الماضي العدد الثامن عشر من مجلة صوت الجهاد التابع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ، ولقد تضمن هذا العدد سبق إعلامي جهادي تجلّى من خلال مقابلة مع قائد سرية القدس فواز النشمي - نصره الله - التي قامت بعملية الخبر المباركة ، وتضمنت تلك المقابلة التفاصيل الكاملة للعملية التي أشاد بها كثير من أصحاب التيار الجهادي وأثنوا عليها حيث اعتبروها سابقةً في مجال العمليات الجهادية النوعية التي لم يشهد مثيل لها تاريخ العمل الجهادي الطويل معتبرين ما جرى بها من بطولة وشجاعة وبسالة ظهرت من أفراد السرية ومن كرامات إلهية حصلت لهم نقلة نوعية في العمل الجهادي أوقعت أقسى وأقوى الضربات التي وُجّهت للنظام السعودي العميل ، واعتبروها أيضاً من أجرئ العمليات وأشدها وأفضلها تكتيكاً لتنظيم القاعدة منذ غزوتي نيويورك وواشنطن ( 11/9 ). حيث إن المعركة دارت بين أربعةٍ من المجاهدين وبين آلاف جنود الطواغيت من قطاعات متعددة وأطوقة أمنية امتد نصف قطرها لمسافة لا تقل عن كيلومتر واحد ولمدة أربع وعشرون ساعة متواصلة من دون كلل أو ملل من جانب المجاهدين.... فيا للعجب..!
إخواني الأعضاء... لا أريد الإطالة عليكم وسأدع بين أيديكم هذه المقابلة كاملة لتطلعوا عليها ولتعلموا....
قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ))
لقاء خاص مع : قائد سرية القدس – فواز بن محمد النشمي
صوت الجهاد : في البداية نرحب بأخينا فواز ، ونرجو منه أن يعطينا نبذة عن الاستعداد لهذه العملية ومقدماتها ؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، حياكم الله ، بالنسبة لمعركة الخبر أو عملية الخبر ، كان مقرر أنها عملية استشهادية لا خروج منها ، والإخوة - أسأل الله أن يحفظ من بقي منهم ويتقبل من قُتل - كانوا واضعين في حسبانهم أن لا يرجع أحد منهم وأن يقاتلون حتى يقتلون ويحققون معنى الانغماس في العدو وذلك لقوة الأهداف وشدة الحراسات عليها ، وفي الحقيقة أن الموقع أيضاً كله مستوطنات ، وكأنك في ولاية غربية ، لدرجة أن الأسلحة الثقيلة والهمرات ونقاط التفتيش لا تكاد تسير 200 م إلا وتجدها ، و تجد سلاح وعساكر مسلحين .
فالحمد لله ، اجتمع الإخوة ووضعوا الخطة قبلها بأيام ، ومن بعد صلاة الفجر والإخوان جالسين يرتبون للأمر ( المراجعة النهائية) - وأخونا أبو هاجر كلفني بإمارة المجموعة ، ولست أهلاً لها ولكنها ابتلاء من الله - اجتمعتُ مع الإخوان وشرحت لهم الأهداف والخطة وأطلعتهم على الأهداف وقمنا بترصد غير الترصد السابق وحفظنا الطرق المؤدية للمواقع ، وفي يوم العملية وزَّعنا الأدوار النهائية ، وكنت أنا قائد السيارة ، وكان أخونا نمر البقمي نسأل الله أن يتقبله راكباً بجواري ، وأخونا حسين كان خلفي وأخونا الرابع نادر كان خلف نمر ، والسيارة مكسيما ، وفي ليلة العملية شرّكت السيارة ووضعت فيها المتفجرات لأن الموقع الثالث ( مجمع سكني ) هو أشد المواقع تحصيناً في المنطقة الشرقية كلها ، وكان بينه وبين قصر محمد بن فهد 500م فقط ، ومعروف أنه أكبر منتجع للعهر والدعارة ، وهو كبير جداً ومليء بالفلل ، وقد أسموا المجمع باسم الصانع ، وفي حقيقة الأمر أنه لمحمد بن فهد ، وما هذا إلا غطاء ، وكانت خطتنا أننا إذا انتهينا من الموقعين الأولين ( شركتي النفط ) نذهب للمجمع السكني وكانت قوات الطوارئ مجتمعة ، فكان مقرراً أن أدخل وأفجر السيارة فيهم بحيث أفتح الطريق للإخوة.
صوت الجهاد : كم تبلغ مساحة هذه المجمعات ؟
هذه المجمعات لم أر مثلها في حياتي ، وهي في منطقة الحزام الذهبي ، وهي أفخم وأثرى منطقة في المنطقة الشرقية وكلها قصور ، لدرجة أن أمير الشرقية ساكن فيها ، حتى أننا كنا نرى جنود المارينز يخرجون من هذه المجمعات بالبدلة العسكرية ، والمجمع تقريباً 3 كيلو × 3 كيلو وله عدة بوابات ، يعني مساحته هائلة .
صوت الجهاد : وماذا عن الشركات ؟
الشركة الأولى : هي الشركة العربية للاستثمارات البترولية ، وهي شركة تابعة لشركة هيلبرتون الأمريكية ، ولها مساهمة في العراق ، وهي تسمى الشركة العربية للاستثمارات البترولية وهي حقيقتها أنها في الداخل عدة شركات من كبريات شركات النفط العالمية .
نهاية الجزء الأول