بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
أحبتي في الله...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يقول الناظم :
يانفس توبي إن الموت قد حانَ...
. واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانَ...
النفس وما أدراك مالنفس...
يقول العلماء النفس إما راكب وإما مركوب...
فإن ركبتها ألجمتها وقدتها إلى دروب الفلاح...
وإن ركبتك فهو الهلاك لا محالة...
وإن اللبيب العاقل لابد أن يزكي نفسه بالأخذ بالأسباب المعينة على ذلك فهذا هو طريق الفلاح ، قال الله تعالى {قد أفلح من زكاها(9)وقد خاب من دساها} [ الشمس 10 ]
والنفس قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام كما يلي :
النفس الأمارة :
يقول الله تعالى : {إن النفس لأمارة بالسوء} [ يوسف 53 ] ، وقال العلماء بأن الأمارة هنا تفيد المبالغة أي تكرار الأمر والإصرار عليه...
وهذا النوع يقود للهلاك والخسران وهذه حال من أطلق العنان لنفسه تقوده في ملذاته وتتخبط به في شهواته...
النفس اللوامة :
يقول الله تعالى : {ولا أقسم بالنفس اللوامة} [ القيامة 2 ] ، ويقول العلماء في وصف هذه النفس بأنها يعبر عنها في العصر الحديث بالضمير الذي يأنب صاحبه ، فهي تعاتب صاحبها على الزلل والخطأ فتجده إن وقع في معصية ندم وتحسر بعكس صاحب النفس الأمارة الذي لا يأبه بما تقوده إليه...
النفس المطمأنة :
قال الله تعالى : {يا أيتها النفس المطمئنة(27)ارجعي إلى ربك راضية مرضية} [ الفجر 28 ] ، وهي المرتبة الرفيعة والتي يسعى إليها كل مؤمن يريد ما عند الله من نعيم ويخشى عذابه...
وهذه المرحلة العظيمة لا تأتي بالتمني والتراخي وإنما تحتاج إلى مجاهدة وصبر...
كان أحد السلف خارجا من المسجد عائدا إلى منزله فمر بالطريق على بناء جميل فأخذه الفضول وسأل (لمن هذه البناية؟) ثم ذهب إلى منزله...
وكعادة المؤمنين الصادقين العقلاء ، أخذ يحاسب نفسه في آخر الليل قبل النوم ، فهو يحاسب نفسه كل ليلة بكل ما فعل أو قال في يومه ذلك...
وبينما هو كذلك وقف عند هذه الجملة (لمن هذه البناية؟) فقال لنفسه : ومالك يا نفس تسألين ؟! أتريدين الدنيا؟! والله لأعاقبنك بصيام سنة كاملة !...
الله أكبر ما أعظم هؤلاء الرجال ، قادوا أنفسهم وروضوها وجلدوها جلدا فأنى لها التمادي إلا أن ترضخ ثم تطمئن على الخير والصلاح فتقر عينها به وتقر عينه بها...
وكذلك أحد الصالحين نام عن قيام الليل فربط قدميه وجلدها حتى تحجر الدم بها !...
اللهم ارزقنا جهادا صادقا مع أنفسنا وأعنا عليها...
اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين وآتها تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...م ن ق و ل لتعم الفائده
