بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
هذه أسباب الأرهاب وهذا هو العلاج
أعتقد جازماً بأن ظاهرة الأرهاب في المملكة العربية السعودية وفي جميع أنحاء العالم أن السبب الأعظم وراءها ( الفقر) والبطالة وغلاء الأسعار

ومن هذا المنطلق ينبغي الأسراع في مراعاة ظروف سكان هذا الوطن العزيز ( المملكة العربية السعودية) الكبير والصغير من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وإعطاء الحقوق قبل إقامة الحدود إذ أن شريعة الله والتي هي دستور هذه البلاد شاملة لما جاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لاتقبل التجزئة ومنها إعطاء الحقوق ونصرة المظلوم وأخذ الحق للضعيف الخ... .

لكن الملاحظ أن هناك إعتقاد سائد أن ( الشريعة هي إقامة الحدود ) ولا شك أن إقامة الحدود هو جزء من الشريعة لكنه ليس وحده هو الشريعة فقط .
فأين أنتم حفظكم الله من ما يحصل ويدور من أحداث يجدر بسموكم الجد في البحث عن أسباب المشكلة وتلمس الحلول وهذا الدور منوط بالدرجة الأولى بسموكم الكريم شخصياً .. مالسبب الذي يدفع بعض الشباب وربما 90% منهم مالذي يدفعهم إلى الانخراط في أعمال الأرهاب لاشك أن من الأسباب هو أن بعضهم بسبب الفراغ والبعض الآخر قلة ذات اليد والفقر والحاجة بسبب تفشي البطالة في المجتمع والتي تؤدي إلى الجريمة بجميع أنواعها .

- يتخرج الشاب بعد عدة سنوات من الدراسة وتحمل المشاق فتوصد أبواب العمل دونه فماذا ينتظر منه؟
- يرى أقرانه البعض معه سيارة فارهة وهو لايجد مايسدد به فاتورة الجوال والسبب غلاء أسعار الخدمات الفاحش والذي يؤمل أن نكون أقل أسعارا من الدول التي حولنا لأسباب كثيرة لكن العكس صحيح والمؤمل من سموكم حفظكم الله التنبه لقضية غلاء أسعار الخدمات وخفضها خفضاً ملموساً لاكما تقوم به شركة الاتصالات السعودية من ذر للرماد على العيون بخفض هللات مشروطة وتضخيمها إعلامياً ولا يجد المواطن شيئا يذكر مما يكتب وينشر بأجهزة الاعلام بل ينبغي أن تكون التخفيضات تحت إشراف جهة معينة حيادية توافق على هذا الخفض أو تطلب المزيد .
- يرى أقرانه البعض متزوج وله أولاد وبيت وهو لايستطيع عمل شيء فيصاب بالاحباط وتنتابه الأفكار والوساوس وتتجاذبه قوى الشر .
- يرى الشاب ويرى ويرى الخ ... فماذا ينتظر منه فلا حول ولا قوة الا بالله.
ومع أن ما أشرت إليه ليس مبرراً لما يفعله البعض لكنه واقع لايمكن إنكاره أو تجاهله.
أين الحلول لهذه المشكلات
وللأسف الشديد نسمع بعض التصريحات من قبل بعض المسئولين بالدولة وفي عدة مناسبات وعبر وسائل الأعلام نفي لهذه الأسباب مع أن الكثيرن يعزون أن البطالة والفقر هما الدافع الرئيس والسبب للأعمال الاجرامية وأن ما يقوم به هؤلاء هو من باب
(علي وعلى أعدائي ) : و كما يقول الشاعر الحكيم
إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً *** فليس على المضطر إلا ركوبها
والمؤمل من بعض هؤلاء الوزراء والمسئولين أن يقولو خيراً أو يصمتو

ونسمعع أحياناً تذمراً من الشباب حينما يسمعون أو يقرأون بعض التصريحات التي تصدر من بعض الوزراء ويشعر البعض بالامتعاض والاحباط حينما ينفي هؤلاء المسئولون أن الفقر والبطالة هي سبب لما يحصل

وقد يصرح البعض أو يلمح بأن هذا الوزير الفلاني أو المسئول وراء مايحدث بطريق غير مباشر شعر أو لم يشعر ذلك لأنه هو وأمثاله بطانة سوء ينبغي لولي الأمر التنبه له ومخالفة رأيه إذا لم يقل كلمة الحق والعدل والتي هي غايتكم حفظكم الله لكن البعض من المسئولين على العكس من ذلك لايهمهم إلا أنفسهم

ولكن (حسبنا الله ونعم الوكيل)
( فما من عبد يسترعيه الله رعية يأتي يوم القيامة وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) أو كما جاء في الحديث

أقول وأكرر وأشدد و( بإلحاح شديد) على عمل إصلاحات شاملة تشمل كل القطاعات ومن هذه القطاعات ( نظام معاشات التقاعد المدني) الذي سئم الناس من كثرة مايكتب عنه منذ سنوات والذي هو حجر عثرة في توظيف الشباب وفي الفقر لأصحاب المراتب والرواتب التقاعدية المتدنية .

خصوصاً ( من يعولون أسرا كبيرة ) فيلزم النظر في أحوال أرباب الأسر الكبيرة واعطاء رواتب مجزية حسب حجم الأسرة فمسئوليتكم كبرى نحو مواطني هذا البلد لتحسين معيشة المواطنين وخفض أسعار الخدمات خفضاً ملموساً من كهرباء وبنزين وغاز وهاتف ثابت وجوال وإنترنت الخ...
كذلك دراسة مشاكل الشباب والبطالة وإيجاد حلول بأسرع وقت وقبل فوات الأوان
وأن تجعلوا رضاء الله هو غايتكم
قال شاعر في هذا المعنى
إن لله عباداً فطـــــــــــنا *** طلقو الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علمو *** أنها ليست لحي وطنــــــــا
جعلوها لجة واتخذوا *** صالح الأعمال فيها سفنا

ياسمو الأمر لاتؤاخذني إن كنت قسوت في قولي فمحبتي لسموكم الكريم ولهذا الشعب والوطن هو الذي دعاني لكتابة هذه السطور وقد قيل (لأن تصحب أقواماً يخوفونك في الله حتى تدرك أمناً خير من أن تصحب أقواماً يؤمنونك حتى تدركك المخاوف) ( وصديقك من صدقك لا من صدقك أي من محضك النصيحة لا من سايرك على الباطل ) فأنتم مسئولون أمام الله والمسئولية أمانة عظيمة أمام الله ( ورحم الله إمروء أهدى إلي عيوبي)
قسى ليزدجروا ومن يك حازما *** فليقس أحياناً على من يرحم

هذا ما أردت توضيحه من باب قول الله تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ومن باب( النصيحة لله ورسوله وللمؤمنين ولأئمتهم وعامتهم)