وزير الدفاع العراقي يتحدث عن ملابسات مجزرة الحرس الوطني

حازم الشعلان لـ«الشرق الأوسط»: لا أستبعد تورط أياد خارجية في العملية وندرس تطبيق قانون الطوارئ ليسهل علينا ملاحقة الإرهابيين



لندن: معد فياضOctober 27 2004
قال وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان انه لا يستبعد تورط اياد خارجية في مجزرة المجندين العراقيين التي راح ضحيتها 49 مجندا، واكد ان تحقيقات على درجة عالية من السرية والجدية تجري لمعرفة ملابسات المجزرة. واشار الى انه قد تكون مجموعة «ابو مصعب الزرقاوي» قد نفذت هذه الجريمة أو مجموعة أخرى تستغل اسم الزرقاوي، «لا سيما انها حدثت على بعد بضعة كيلومترات من الحدود العراقية الايرانية»، شارحا تفاصيل الحادثة وملابساتها الاولية.
وألمح الشعلان في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه مساء أمس الى ان الحكومة العراقية قد تضطر لتطبيق قانون الطوارئ «مع احترام حريات وحقوق الشعب العراقي». وقال «لو كنا في عهد صدام (حسين) لتمكنا من القاء القبض على الزرقاوي خلال يومين لكننا نطبق نظاما ديمقراطيا يحترم حريات وحقوق العراقيين».
وفيما يتعلق بأزمة مدينة الفلوجة، أوضح وزير الدفاع العراقي ان المسألة ما زالت قيد التفاوض وانه التقى الوفد المفاوض عن اهالي المدينة أمس وقال «انا لا أفضل الحل العسكري ولكن على ما يبدو ان قواتنا ستضطر الى دخول المدينة وسيساعدنا اهالي الفلوجة في ذلك». وهنا نص الحديث:
* من تعتقدون انه وراء مجزرة الـ 49 مجندا السبت الماضي؟
- ـ الزرقاوي اعلن مسؤوليته عن هذه الجريمة. وقد لا يكون الزرقاوي من قام بها، نحن غير متأكدين 100%. قد تكون جهة اخرى نفذت هذه الجريمة وتسترت باسم الزرقاوي.
* هناك ملابسات عديدة حول هذا الحادث، مثلا كيف لم ترافق المجندين قوة مسلحة لحمايتهم؟ ولماذا سلكوا طريقا حدوديا مهجورا؟
ـ حسن، سأوضح كل شيء، صباح يوم السبت انهى هؤلاء المجندون دورة تدريبهم وتم الاحتفال بتخرجهم وقد ارسلنا الفريق دحام عسل لرعاية حفل التخرج الذي انتهى بحدود الساعة الثانية ظهرا، وكانوا قد تسلموا رواتبهم لشهرين. كان من المفروض ان يذهبوا الى بيوتهم في اجازة في صباح اليوم التالي حيث هيئت لهم باصات وحماية مسلحة وعبر طريق مؤمنة حمايته وهو الطريق العام المعروف والذي يمر عبر بغداد. وهذا ما يحدث عادة عندما تتخرج اية دورة او عندما يذهبون في اجازاتهم، لكن قسما منهم استعجلوا الذهاب الى عوائلهم من شدة الشوق والفرح وتركوا المعسكر على مسؤوليتهم الساعة الثالثة بعد الظهر، ولأن غالبيتهم من سكنة المحافظات الجنوبية فقد سلك سائقو السيارات التي اقلتهم الطريق الحدودي الفاصل بين الاراضي العراقية والايرانية اختصارا للمسافة والوقت، ثم ان خروجهم صادف بعد الظهر، بينما كان يجب عليهم الخروج صباح اليوم التالي.
* وكيف عرفت المجموعة التي نصبت لهم الكمين باتجاههم وعددهم ووقت خروجهم؟
- ـ المنطقة كلها عرفت بحفل تخرجهم وحتى خروجهم، وانا لا استبعد وجود خرق بين صفوف الحرس الوطني وقد اكتشفنا مثل هذه الخروقات حتى في وزارة الدفاع وتمت احالة المتورطين الى القضاء. لهذا انا لا استبعد وجود متعاونين اخبروا عن المجندين المتوجهين الى بيوتهم ذلك المساء، او احتمال ان هناك جواسيس من داخل المعسكر. نحن نسير في حقل الغام، حدودنا مفتوحة وهناك تدخلات من كل الجهات وليس على مستوى الجيش وانما حتى في وظائف الدولة. هناك من تطوع وتحايل كونه مؤمنا بحالة التغيير وبناء العراق الجديد ولكن بعد فترة نجري تحقيقاتنا حوله فنكتشف انه منتم الى تنظيمات معادية للحكومة.
* هل تعتقد ان هناك ايادي اجنبية متورطة في هذه المجزرة؟
ـ لا استبعد ذلك ومع هذا نحن في انتظار نتائج التحقيق ولو ثبت تورط جهات خارجية صدقني لن نخفي ذلك وسأعلنه امام الملأ.
* في اية منطقة بالضبط حدثت المجزرة؟
ـ على الطريق الحدودي بالقرب من بلدة جصان.
* ما هي المسافة التي تفصل بين موقع المجزرة والاراضي الايرانية؟
ـ بضعة كيلومترات، من 4 الى 5 كيلومترات.
* كم مجندا كان في المعسكر قبل خروج هذه المجموعة؟
ـ 780 مجندا.
* هل سيتم تطبيق قانون الطوارئ في ظل هذه الظروف؟
ـ تطبيق قانون الطوارئ قيد الدراسة ونحن في انتظار صدور قرار بتطبيقه.
* هل تتوقع تطبيقه قريبا؟
ـ يطبق مع مراعاة واحترام الحريات التي يتمتع بها الناس، وسيكون الخاسر المجرمين الذين ستنكشف وجوههم امامنا وسنثبت لهم عندئذ كيف تدار الدولة. المجرمون هم الذين سيضطرون الدولة لتطبيق قانون الطوارئ ونجحوا في ذلك. المواطنون يتصلون بنا او يقابلوننا ويطلبون منا تطبيق قانون الطوارئ واعدام الارهابيين في الشوارع. اليوم (امس) كان لدي اجتماع مع شيوخ العشائر وطالبونا بصراحة في انزال اقسى العقوبات بالمجرمين.
* هل اصبح موضوع القبض على الزرقاوي صعبا لهذه الدرجة؟
ـ ليس صعبا ولكنه يستفيد من الاجواء الديمقراطية التي يعيشها البلد، وهو وامثاله يختبئ خلف الاطفال والنساء ويتخذ من الابرياء دروعا بشرية، لو كنا في نظام صدام حسين لتمكنا من القبض عليه خلال يومين. نحن نراعي الانظمة المرعية في مجال القضاء. نراقب هدفنا بدقة ونسهر للحصول على المعلومات التفصيلية خشية على جيران الهدف ولكن الزرقاوي وغيره مجرمون لا يراعون حرمة حياة الابرياء ولهذا يختبئون بينهم.
* هل تعتقد ان تطبيق قانون الطوارئ سوف يسهل القاء القبض على المجاميع الارهابية؟
ـ بالتأكيد سيتم ذلك. هناك قضايا مطلوب منا تنفيذها بكل دقة وسرية تامة وبسرعة ولكن الان يترتب علينا لالقاء القبض على مشتبه به ان نحصل على موافقة القاضي والقاضي يطلب معلومات لا تتناسب وسرية عملنا فهو يريد الاسم والعنوان والاسباب وقد يتسرب الاسم بطريقة وبأخرى وبهذا تذهب جهودنا سدى، وقعنا نتيجة ذلك باخطاء كبدتنا خسائر بالارواح من قوات الشرطة والحرس الوطني جراء المخاطبات والمراسلات بيننا وبين المحاكم والقضاة.
* اين وصلت الامور في مدينة الفلوجة؟
ـ أمس (أول من أمس) كان عندي الشيخ خالد حمودي وهو كبير المفاوضين من قبل اهل الفلوجة، واليوم (أمس) كان في لقاء مع رئيس الوزراء وبعض الوزراء وسنعيد الحوار وندعو وفد اهالي الفلوجة للتفاوض في بغداد.
* هل ستدخل القوات العسكرية الى الفلوجة؟
ـ انا لست من دعاة الحل العسكري ولكننا اذا اضطررنا فسوف تدخل قواتنا العسكرية للمدينة, ولكني اتمنى ان لا نضطر لهذا الاجراء.
* وهل انتم متأكدون بوجود مقاتلين عرب في الفلوجة؟
ـ نعم متأكدون تماما من وجود مقاتلين عرب في الفلوجة وهذا باعتراف الاهالي انفسهم الذين سيشارك قسم منهم قواتنا في القتال ضد الارهابيين، هذا اذا وصلت الاوضاع الى حدود القتال واتمنى الا يحدث ذلك.
* أعلن عن إلقاء القبض على مساعد مهم للزرقاوي، من هو؟
ـ نعم هذا صحيح ونحقق معه الان ولا نستطيع ان ندلي بمعلومات عنه حتى ينتهي التحقيق.