صفحة 4 من 13 الأولىالأولى 123456789 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 46 إلى 60 من 195

الموضوع: الصرخة العظيمة

  1. #46
    التسجيل
    08-11-2004
    المشاركات
    96

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    اخيLongJohnSilverشكرالك على هذه القصة الشيقةجدا:shakehand وارجو ان تكون امتحاناتك قد انتهت على خير ان شاء الله حتى لاتتأخر علينابالتكملة هذه المرةولاتجعلناننتظركثيرا
    التعديل الأخير تم بواسطة foofoo ; 27-12-2004 الساعة 02:08 AM

  2. #47
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة foofoo
    اخيLongJohnSilverشكرالك على هذه القصة الشيقةجدا:shakehand وارجو ان تكون امتحاناتك قد انتهت على خير ان شاء الله حتى لاتتأخر علينابالتكملة هذه المرةولاتجعلناننتظركثيرا
    العفو أخي أو أختي foofoo ، وشكراً على المشارك والمرور..
    امتحاناتي للأسف لم تنته بعد الله يعين

  3. #48
    التسجيل
    14-12-2004
    المشاركات
    6

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    القصة رائعة والأسلوب أجمل

    أهنئك على التفوق المتميز

    mamoms


  4. #49
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mamoms
    القصة رائعة والأسلوب أجمل

    أهنئك على التفوق المتميز

    mamoms

    شكراً على إطرائك وعلى مرورك ومتابعتك..

  5. #50
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    الآن أخواتي وإخواني الأفاضل (قلت أخواتي لأن أصول اللباقة تقتضي أن السيدات أولاً )

    هذان فصلان آخران ،،، وبسم الله نبدأ:

    الفصل الثالث عشر



    . ذهب زياد ليرد ، وعاد وعلى وجهه أمارات التردد والتوتر

    "عمار ، المكالمة لك"

    قلت: "ماذا حل بك؟ لم أنت هكذا؟"

    لكنه لم يرد

    صرخت: "ماذا حل بك؟؟ كفاك صمتاً أشغلت بالي!!!"

    قال بتردد: "إنها أمك"

    قلت: "وماذا في ذلك؟؟ إنها تتصل دائماً ، هذا أمر عادي!!! ليست أول ولا آخر أم تتصل على ابنها!!!"

    قال: "لقد كانت تبكي"

    قلت: "ماذا!!!!!؟؟؟!!!!!"

    وركضت إلى الهاتف بأقصى سرعتي.. أخذت أتحدث إلى أمي لاهثاً

    "عمار ، أهذا أنت؟"

    "نعم!! خيراً يا أمي؟ ماذا حل بك؟ هل أصابك مكروه؟"

    قالت: "لا"

    ثم انفجرت بالبكاء.. وهنا أنا كدت أفقد أعصابي.. بل فقدتها ، فقد صرخت بها:

    "ماذا حصل؟!!!" ليس من الجيد أن أرفع صوتي عليها ، لكنها والله أثارت خوفي ولهفتي..

    أخذت تتحدث بصوت باكٍ لم أفهم منه شيئاً

    "أمي أرجوك تمالكي نفسكِ"

    "حسناً حسناً.. أعطني برهة من الوقت"

    "خذي ماتحتاجين ، ليست مشكلة"

    ثم أخذت تتحدث وهي تنشج وتبكي وقلبها يتقطع ألماً ، لم أكن أحب هذا الشعور لأي إنسان..

    "لقد كان أخوك مع سوسن كما هي العادة ، وفجأة سمعت جلبة ، فدخلت ووجدت سوسن فاقدة الوعي ، وفوقها ورقة"

    قالت ذلك ، ثم عادت إلى بكائها.. طبعاً ، لقد شعرت بالجزع والخوف على أخي الصغير.. الفرق بيني وبين أمي هو أنني أستطيع التصرف ، لكن أمي – كونها امراة – لايمكنها أن تفعل الكثير في موقف كهذا..

    "وماذا كتب على الورقة يا أمي؟"

    "ماذا؟"

    "ماذا كتب على الورقة؟"

    "مكتوب: إن أردت أخاك ، فتعال إلى حيث الإهانة الأولى وحدك ، ولا تبلغ الشرطة.. وإلا...!! الإمضاء: الهائج.."

    ثم قالت: "عمار ، أرجوك! افعل شيئاً!! لالا ، لا فعل شيئاً ، لست أريد أن يحصل لك مكروه ، لكنني لا أدري أن يحصل شيء لحمزة أيضاً.. إن أباك نفسه لم يعرف ، ولن أخبره حتى يرجع"

    "أبي ليس في البيت؟"

    "لقد قال أنه سيسهر مع أصحابه"



    رويت هذه التفاصيل لزياد وشاهر ، وأنا موشك على الافجار.. لو كنت مصباحاً كهربائياً لانفجرت.. لو كان في مخي أسلاك لاحترقت.. كل ذلك من خوفي وغضبي.. كيف يختطف حمزة؟؟ كيف يجرؤ؟؟ بل ومن بيته!!! سأريك ياحمدان!! سأقتلك!! سأقتلك!!!





    شاهر: "ولكن كيف عرفت أنه حمدان؟"

    قلت: "لايقدر أن يكتب اسمه الحقيقي ؛ لذلك اكفى باسم قريب من اسمه.. الهائج"

    زياد: "وماذا ستفعل؟"

    قلت: "ماذا تظن؟؟ سأذهب طبعاً!!!"

    طبعاً كل أحاديثي كانت بنبرة غاضبة!!

    زياد: "تريث يا صديقي ، دعنا نبلغ الشرطة. لا داعي لأن تؤذي نفسك"

    صرخت: "ألا ترى؟!!!!! كيف تريدني أن أهدأ؟؟!!!!"


    شاهر: "لن ندعك تذهب وتؤذي نفسك هكذا!!!"

    كدت أقول ، [امنعاني إن استطعتما] – لكنني تذكرت.. هذان صديقاي! هذان شاهر وزياد... كيف؟؟ كيف أفكر في التصدي لهما وإيذائهما في لحظة غضب؟؟؟؟!!!! كم أنا أحمق!!!

    "لن أؤذيكما لمجرد أنني غاضب ، لكنني سأذهب"

    قلتها ، وقرنت القول بالفعل ، وركضت.. لكن زياد كبلني.. أخذت ألهث بشكل غير طبيعي ، وأسعل بشكل قوي ، حتى إن زياد ظن أن بي شيئاً ما..

    "مابك ياعمار؟"

    لكن جوابي على سؤاله كان على شكل ازدياد في السعال واللهاث ، حتى أنه تركني ، وتساءل بلهفة:

    "خيراً؟ كل هذا بسبب الركض؟ إنك لم تخط خطوتين.. أنا رأيي أن...."

    وقبل أن يتم عبارته دفعته بقوة إلى الخلف فارتطم بشاهر ، وهكذا لم يعد هناك شيء في طريقي.. أسرعت إلى الخارج واستقللت سيارة أجرة.. لقد كان ضميري يؤنبني كثيراً كثيراً كثيراً.. ياليتني مت قبل أن أدفعهما هكذا.. ياليت الأرض خسفت من تحتي.. لكن شيئاً من ذلك لم يحصل ؛ ولذلك كان علي أن أتصرف لأنقذ حمزة.. المكان؟؟؟ الإهانة الأولى؟؟؟ آآآآه ، أظنني عرفت المكان ، تباً له!!! في هذا الوقت المأخر!!!



    طبعاً ، قام زياد وشاهر بسرعة ، لكن سرعتهما لم تكن كافية.. أتمنى ألا يعرفا المكان..






    "قم يا زياد!! ماذا تنتظر؟؟"

    "وماذا تريدنا أن نفعل؟؟ لن يقف شيء في وجه عمار!!"

    "سنذهب إلى بيته ، ونهدئ أمه ونقنعها بأننا سنصل بالشرطة ، بحيث نخبرهم التفاصيل كاملة ، وفي نفس الوقت سنحاول أن نعرف المكان"



    وفعلاً ، قرنا القول بالفعل ، وذهبا ، ونجحا – بطريقة ما – بإقناع أمي بأن الاتصال بالشرطة هو الحل الأمثل. تمت الإجراءات بسرعة ، لكن أحداً لم يعرف المكان أبداً..






    هل أنا مخطئ؟ المكان يبدو فارغاً ولا أثر لمخلوق.. لست أدري.. هل يعقل أنني أخطأت؟ لكن لا مجال لتفسير آخر.. إنه يقصد الإهانة الأولى.. هممم..


    وبينما أنا أفكر ، سمعت صوتاً.. كان منخفضاً.. طبعاً ، لقد كنت خائفاً ، فلست أتخيل هذا المكان في الليل ، فما بالكم وأنا وحدي وفي ساعة متأخرة ومتأهب وأتوقع أن أهاجم في أية لحظة؟





    أخذت أقترب من الصوت الذي مازال يتردد ، وكانت مخاوفي صحيحة!! إنه صوت بكاء.. صوت بكاء حمزة!! تباً!!!! أخذت أقترب وأقترب ، وبينما أنا أسارع الخطا ملهوفاً ، إذ بضربة غادرة على رأسي.. التفت إلى المصدر فتلقيت ضربة أخرى... ثم تبين لي المشهد.. أنا محاط بعشرة أشخاص ، ليس حمدان من بينهم..

    "الأمر لا يعنيكم ، أين حمدان؟ أخبروني وأعدكم ألا أمسكم بسوء"

    "يالك من مغرور!!!"

    كان ذلك صوت حمدان.. الفت إلى المصدر فرأيته ، ومعه كان حمزة..

    "مغرور وواثق من نفسك أيضاً ، المشكلة أنك مغرور ضعيف"

    "دعه وشأنه!! إياك أن تسمه بسوء!!!"

    "اطمئن ، لست أريد أن أمسه بسوء ، لقد اختطفه حتى أنتقم منك"

    صرخة واحدة تكفي.. لكن .. لا أدري.. أريد أن أصرخ مثل المرة الماضية ، لكنني لا أستطيع!! لست أقدر.. شيء في نفسي يغطي على قلبي وإرادتي.. لا أستطيع أن أصرخ.. لا أستطيع.. لكنني مازل غاضباً!!!

    "الحقيقة أنني لم أتوقع مجيئك بهذه السرعة"

    نظرت إليه بتمعن.. لقد كان واقفاً وبجانبه حمزة يقف جافلاً ، وكأن على رأسه الطير..

    "لكنك ضعيف ، انظر ، كل ذلك من أجل أخيك الغبي هذا الذي لا يفعل شيئاً سوى البكاء.. هاهاهاهاها"

    ومع كل كلمة يقولها كنت أشتاط غضباً!! كيف يتحدث هكذا عن أخي؟ سأريك ياعمار!! سوف ترى!!!

    "إياك أن تؤذي أخي ياحمدان!!!"

    "لن أؤذيه ، بل سأصفعه فقط"

    قالها ، وقرن القول بالفعل ، وصفعه...

    وكأن صوت الصفعة كان فيل الانفجار ، فقبل حتى أن يبكي أخي كنت قد انفجرت!!


    "لاااااااااااااا!!!"

    وضرب أقرب رفاقه إلي ، ثم ضربت اثنين آخرين ، وركضت إلى حمدان وحمزة.. كان المسافة قصيرة لاتكفي لأن تتعبني ، لكن قبل أن أصل جاءتني لكمة غادرة ، ثم تكاتف علي أصحابه وكبلوني وأمسكوني.. قاومت وقاومت ، لكنني لم أستطع أن أفلت

    "ماذا كنت تظن؟ يستحيل أن تهزم رفاقي العشرة!! هاهاهاها.. يارفاق... عليكم به!!"

    أحكم الاثنان اللذان يمسكانني قبضهما لي ، وجاء اثنان آخران ليقوما بركلي ولكمي وضربي وأن مكبل هكذا.. يقلون أن الكثرة تغلب الشجاعة ، لكنها لن تغلب االحديدي أبداً!!!

    بقوة لا أدري من أين جاءتني ، طوحت بالاثنين اللذين كانا يمسكان بي ، لكنني تقيت ركلة من أحدهم ، فرددتها على هيئة لكمة.. وبدأت المعركة!!






    "لكن ماذا نفعل ياحضرة الملازم؟" كان هذا زياد
    "لست أدري ، لكننا حاولنا الحصول على دليل ، وهم لم يتركوا شيئاً يدل على مكانهم بخلاف الورقة تلك"

    زياد: "حضرة الملازم ، نريد مراجعة الورقة أنا وشاهر لعلنا نتوصل إلى شيء"

    "حسناً لكما هذا"

    وأحضر الورقة لهما.. وأخذا يفكران..

    "المدرسة!!! هل تذكر يازياد!!! لاشك أنه يعني المدرسة!!!"

    "هذا صحيح!! كيف لم نفكر في ذلك؟؟!!"






    لم يكن الأمر سهلاً.. فمقابل كل لكمة كنت أتلقى أربعة أو خمسة.. الفرق ، هو أنني ألكم بحرقة ، وبوحشية.. لست أدري كيف ستنتهي هذه المعركة الغير متكافئة... لكن بمجرد أن فكرت بذلك ، لاحظت أن أعدادهم تقل.. لقد بدؤوا بالتراجع.. بقي ثلاثة منهم... أخذت أكيل لهم اللكمات أكثر مما يكيلون لي.. لقد كنت غاضباً!! غاضباً!! غاضباً!!! وكان لدي دافع ، وبصراحة ، أشعر بأن كل اللكمات التي تلقيتها لم تؤثر بي ، وبالعكس ، يبدو أن ضربتاي كانت تقهقرهم.. هاقد بقي واحد.. وقف وقفة استعدادية وسدد لكمة خاطفة إلى وجهي ، رددتها له بعدة لكمات انهالت من قبضتَي كالمدفع الرشاش..



    هاقد هزمتهم جميعاً.. لست أدري كيف فعل ذلك ، لكنني كنت أشعر بأنني قادر على فعل المزيد.. أريد المزيد من العراك!!!

    "كيف؟!!!! كيف هزمتهم وحدك؟؟!!! كيف هزمت عشرة وحدك؟؟!!!"

    "تحتاج إلى أكثر من العشرة لتوقفني عند حدي أيها الحقير!!"

    "الويل لك!!" قالها وأخرج سكيناً من جيبه

    طبعاً كان حمزة يقف مشدوهاً وهو يشاهد كل شيء...

    "هل تظنني أخاف من سكينك؟؟"

    "ليست سكيناً عادية ، إنها مسمومة"

    "ماذا!!!"

    "هاهاهاها ،هذا يعني أن جرحاً واحداً سيقتلك!!! هاهاهاها"

    لقد توترت في الحقيقة.. الأمر لن يكون سهلاً

    "هل تظن أن سكيناً مسمومة ستوقفني؟؟"


    "لست أظن بل أنا واثق"



    وأخذنا نقترب من بعضنا تدريجياً... صوت خصف نعالنا على الأرض الترابية كان وحده يشق الصمت.. ولكن مهلاً!! الأرض ترابية!! ماذا لو...

    وحصل ما توقعته ، ضرب حمدان الأرض برجله بحيث يدخل التراب في عيني فلا أقدر أن أرى ، فأغمض عيني فيباغتني بطعنة ، لكن شيئاً من ذلك لم يحصل ؛ لأنني كنت متوقعاً هذه الحركة ، فقفزت إلى الجانب ، وركلت السكين من يده ، ثم أخذت أنهال عليه بالضرب.. إلى درجة أنه لم يكن يستطيع أن يردني ، وأخذ يتوسل ويتوسل.. لكنني لم أكن أصغي له.. لقد تحولت إلى آلة عمياء.. كل هدفها هو الضرب... لم أكترث حتى لصوت سيارات الشرطة.


    اقتربت من حمزة ، أريد أن أضمه ، لكنه بدا خائفاً.. وكلما ازداد اقترابي كلما خاف أكثر ، قلت له: "لاتخف يا صغيري".. لكن ذلك لم يجد نفعاً.. لقد انفجر بالبكاء!! وكلما بكا كان قلبي يتقطع حزناً.. ألهذه الدرجة تخاف مني يا أخي؟ حسناً ، لا تخش شيئاً.. سأتركك.. عدت إلى حمدان ، وبكل برود أواصل ضربه – وبكل قسوة ، وهو عاجز عن الهروب ، إلى أن جاء رجال الشرطة.. ترى من بلغهم؟



    مرأى الشرطة أعطى قوة إضافية لحمدان جعلته يهرب باتجاههم ، ظاناً أنني سأتركه.. لكنني كنت غاضباً ، ولم أشعر أنني نلت كفايتي.. لقد تذكرت كل الأيام الماضية ، وكيف تعدى علي ، وكيف اختطف أخي.. لحقت به كالآلي ، وهو كان متعباً متعباً ، ولم يكن يستطيع سوى أن يزحف بصعوبة

    "أرجوك.. أرجوك!!! اتركني!!"

    لكنني لم أكترث لصراخه ولا لتوسلاته ، ويبدو أن مرأى فمه الذي يبصق دماً لم يزدني إلا تعطشاً... فقد أمسكت به – رغم وجود الشرطة – وأخذت أضربه!! وأضربه ، وأضربه.. بل ربما أقسى من السابق...

    "توقف ياعمار!!!"

    "توقف ياعمار!!!!"



    كانت هذه أصوات عناصر الشرطة والضابط وأمي وأبي وسوسن وزياد وشاهر والعم نبيل والدكتور أحمد.. لكنني لم أكترث!! حى عندما جاء شرطيان وأمسكاني وأبعداني بالقوة ، ركلت وجهه ركلة أخيرة..



    لم أحاول المقاومة.. ولم أندهش كثيراً حين سمعت صوت الطبيب الذي معهم يقول: "لقد مات!!"

    لقد قتلت إنساناً بيدي!! ماهو شعوري.؟؟ لست أدري ، يبدو أن عقلي لم يستوعب بعد أنني صرت قاتلاً... كل ماحصل أن قلبي صار ينبض بقوة شديدة وألم.. وأن الحموضة أصابتني.. ولم أكن أعلم أن هذه كانت بداية تغيير شديد في حياتي...






    في مكان آخر ، كان البروفيسور يتلقى مكالمة.. "ماذا؟؟ قتله عمار؟؟! رائع ، نجحت الخطة!!!"




  6. #51
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    الفصل الرابع عشر



    الجزع من الداخل كان أفضل وصف لشعوري وقتها ، خاصة بعد أن دخلت إلى قسم الشرطة وبدأ الملازم بالتحقيق معي.. عرفت فيما بعد أن اسمه جلال.

    "ولماذا لم تتوقف؟" سألني..

    كان علي تبرير ذلك ، لكنني فجأة تذكرت شيئاً..

    "حضرة الضابط ، قلت لي أنكم وجدتم سكيناً بالقرب من جثته"


    "هذا صحيح"



    "لقد أخبرني أن تلك السكين مسمومة"

    "لكننا أتينا لحمايتك منه!!"

    "ولو حضرة الضابط.. فمع فائق احترامي ، ماذا لو أنني توقفت ثم غدر بي في لحظة غضب وطعنني؟ ما الفائدة؟ على الأقل هنا مات المذنب.. أليس كذلك؟"

    "ولو... كان يجب أن تطيع الأوامر.. ثم ما الذي يثبت لنا أنه قال لك أن السكين مسمومة؟"

    "أقسم بالله يا حضرة الضابط أنه قال لي ذلك!"

    "القسم غير كافٍ قانوناً.. لكن فليكن.. سأرسل السكين إلى المعمل للتحليل.. لكن إن جاءت النتيجة بأن السكين عادية ، حتى لو كان حمدان قد قال لك أنها مسمومة ، فهذا لن يفيدك.. والآن انصرف"



    خرجت من القسم ، وكنت أتوقع أن أرى أبي منتظراً لي ، لكن لم يكن أحد هنا. سألت العسكري الواقف فأجابني: "أوه ، لقد انصرف بمجرد أن دخلت للتحقيق ، وقال لي أن أبلغك أن تتوجه إلى البيت بمجرد أن ينتهي التحقيق معك"



    خرجت خائباً.. كنت أتوقع أن ينتظرني أبي ، أو أمي ، أو كلاهما.. لكن لا أحد هنا.. علي الخروج لوحدي.. وحيداً ، والأفكار تتزاحم في رأسي.. والخواطر تتجمع في قلبي.. والهواجس تكثر في صدري.. لكن ، كالعادة ، علي دفن كل ذلك في أعماق صدري.. سأدفن كل ذلك في الأعماق وأنا أتابع الغرق.. ما الجديد في ذلك؟ لا جديد أبداً.. سأغرق وحدي ، وربما أنتشل نفسي بنفسي.. لست أحتاج مساعدة!! ولن..



    قطع أفكاري صوت محبب إلي

    "كنا بانتظارك" لقد كان صوت زياد! التفت ، فوجدته وواقفاً مع شاهر. كم أن سعيد! لقد صبرا وانتظراني حتى النهاية! تابع زياد قائلاً: "هيا بنا فلنستقل سيارة أجرة"

    قرنا القول بالفعل وذهبنا. الدنيا صارت نهاراً. وصلت إلى البيت ، وودعت زياد وشاهر.



    توقعت استقبالاً حافلاً من والداي ، وفي الحقيقة كان حافلاً ، لكن عكس ما توقعت تماماً ، فبمجرد أن دخلت ، فتحت فمي لألقي التحية ، لكن صوت أبي الغاضب قاطعني..

    "لماذا لم تلق التحية؟!!!"

    "لقد كنت على وشك أن...."

    "اصمت!! لا تتفوه بكلمة! لست وقحاً فقط ، بل ومجرم قاتل أيضاً!!!"


    لماذا يا أبي؟؟ والله لم أكن أقصد أن أقتله.. لماذا تريد أن تزيد الأمور سوءاً؟ لماذا؟ بل وأمي وقفت إلى صفك! هذا بدلاً من أن تواسيانني.. يكفيني الرعب الذي تلقيته.. يكفيني رعب أنني أزهقت نفساً بشرية (حتى لو كان حمدن الأهوج).. لماذا؟ ياليت الأرض تنشق وتبتلعني.. يارب! اخسف بي الأرض كما خسفتها بقارون وأتباعه!! ياليتني دخلت السجن.. ربما كان أفضل لي..

    ساعة كاملة وأنا واقف أتلقى التوبيخ من والداي. وفي النهاية قال:

    "اذهب ، لا أريد أن أراك.. لا تعد إلى البيت حتى الليل.. هل تفهم؟"

    وقالت أمي: "تستحق ماجرى.. ألم تجد وسيلة غير القتل؟"


    قال أبي: "اذهب إلى رفاقك الذين يحبونك.. دعهم يفيدوك في موقف كهذا"




    خرجت كسير الفؤاد.. لم أتوقع ذلك أبداً.. لا بأس ، الحمد لله على كل حال. فكرت بالذهاب إلى زياد أو شاهر ، لكنني تذكرت وجههما الباسم وهما يتلقيان المصيبة تلو المصيبة.. لا أريد أن أتسبب لهما بالمزيد من المتاعب ، يكفيهما ما نالاه مني.. بسببي. أنا واثق أنني لو تكلمت إليهما لتلقياني بصدر رحب ، لكنني لست أريد التسبب بالمزيد من المتاعب لهما..


    لكن أين أذهب؟ لايوجد مكان لي. لو أن الأمر عادي لتمشيت في أي مكان ، لكنني كنت مستيقظاً طوال الليل.. أريد أن أنام.. أحتاج إلى إنسان أو إنسانة بجانبي.. أحتاج إلى من يعطيني الحنان وأنا في خوفي هذا.. ياليته كانت لي زوجة.. أين سأذهب؟؟ لقد وجدتها.. ليس لي سوى المقبرة.. ربما كان الموتى أفضل من كثير من الأحياء






    "ها قد وصلنا يا زياد" ، سأطرق الباب..

    طبعاً ، قالت لهما أمي كل شيء "لست أدري أين ذهب ، لكنه سيعود في الليل"



    الحمد لله أن أبي لم يكن هو من فتح لهما الباب

    "فلنبحث عنه ياشاهر"






    "سلام عليكم دار قوم مؤمنين.. أنتم السابقون ونحن إن شاء الله اللاحقون"

    وصلت أخيراً.. المقبرة هادئة.. لا أثر لمخلوق.. حتى إنه لا حشرات ولا حيوانات..

    "الحمد لله.. الحمد لله الذي أوجد هذه المقبرة.. لا أدري لم يكره الناس المقابر.. لن أجد مكاناً أكثر هدوءاً من هذا..



    افترشت الأرض ، والتحفت السماء ، وتوسدت حجراً ، واستلقيت بجانب أحد المقابر.. لقد كانت جلسةً تأملية.. أشعر بضعف نفسي شديد ، ورغبة في البوح بكل مايجوب في صدري.. لكن لمن؟ للقبر... لم لا؟؟ لكنني لا أعرف كيف أبوح.. حاولت كثيراً أن أتحدث في مواقف مشابهة ، لكنني لم أقدر.. ما الفائدة من الحديث للجماد؟ الجماد لا يفقه ، والحي لا أضمنه..

    "آآآه أيها القبر آآآآه.. حمداً لله أنك لا تدري.. أنت في همك الخاص ، عندك منه ما يكفيك وزيادة."

    "لكن ماذا أفعل؟ لا يمكنني الحديث لأصدقائي.. لا أريد أن أصيبهما بالصداع ، وهما على الأرجح لن يفهما حاجتي ، هذا إن تمكنت من البوح لهما.. الحمد لله على كل حال.. لست بحاجة إلى شفقة.. حتى أنت ، لست بحاجة إلى شفقتك ، والآن أيها القبر.. فلتصبح.. أو فلتمسِ على خير"



    ها قد تزوجت أخيراً... أذكر تفاصيل العرس.. ها قد مرت عشرة أيام على زواجي.. لابد أن أقول كل شيء لزوجتي..

    "هل تحتاج إلى شيء يا عزيزي؟"

    "نعم ، أحتاج إلى إنسان مثلك يا عزيزتي"


    مررت بلحظة كبيرة التأثر ، ثم لم أشعر بنفسي إلا وقد ألقيت بنفسي بين ذراعي زوجتي ، وأخذت أبكي كطفل صغير.. أشعر وكأن كل عقدة من عقدي كانت تغسل مع كل دمعة أذرفها..

    "لاتبك يا عمار.. أرجوك! أشعر بقلبي ينخلع مع كل نشجة تنشجها هكذا"

    "لكنني بحاجة إلى البكاء!! ثم أريد أن أقول لك شيئاً"

    "أخبرني يا عزيزي.. أنت بأمان.. كلي آذان مصغية"



    "عمار!! عمار!! استيقظ!!"

    بدأ صدري يضيق ، ويختنق ، وبدأت أشعر وكأنني أصعد إلى السماء.. ماهذا الذي يحصل؟

    "استيقظ!!"

    "لا! لا تذهبي!!! لااااااا! ليس بعد كل هذا الانتظار"

    ماذا؟

    لقد كانت المقبرة حولي ، وأمامي زياد.. إذاً لقد كان حلماً.. حلماً أجمل من أن يتحقق..

    "هيا بنا ، عد إلى البيت. لقد قررنا أنا وشاهر أن نبحث عنك ، فانقسمنا ، واتفقنا أن نلتقي في بيتك الساعة السادسة ، سواء وجدناك أم لم نجدك.. ما الذي حصل؟"

    "كنت أحلم حلماً جميلاً.. لقد كنت متزوجاً ، لكنني لا أذكر شكل زوجتي ولست أعرف اسمها"

    "آسف على قطعي لحلمك ، هيا بنا.."

    "لست أريد أن أذهب.. المقبرة أجمل من البيت!"

    "ما الذي حصل؟"

    رويت له كل ما حصل ، فقال لي: "إنه لأمر مؤسف ، لكن يجب أن تعود"

    وظل يتحدث معي حتى أقنعني بالعودة..



    في البيت ، اتصل الملازم ، وقال لي: "نتيجة التحليل من صالحك.. السكين مسمومة"

    هتف شاهر: "الحمد لله. لكن لماذا لا يبدو عليك الارتياح؟"

    قلت: "لست أدري.. لا تنس أن القانون بيد علام ، وأنا أشعر أن له يداً في الموضوع"

    قال شاهر: "لا تخف ، الملازم جلال معروف عنه إخلاصه وشرفه وأمانته"

    قلت: "أعرف هذا ، لكنه مجرد إحساس داخلي"

    قال زياد ضاحكاً: "كفاك تشاؤماً ، والآن هيا عد إلى حياتك الطبيعية"



    ذهبا ، وبقيت وحدي في غرفتي.. كم أحتاج إلى شخص أبكي في أحضانه.. أمي وأبي ذهبا ليناما وكأن شيئاً لم يكن.. كما أنني لا أستطيع أن أطلب ذلك من شاهر أو زياد.. ثم إن صورة حمدان بقيت في ذهني.. لقد قتلته.. لقد أزهقت روحاً بشرية.. لكنني كنت أقنع نفسي بأنه يستحق ذلك ، وأنه هو الذي جنى على نفسه.. على أن مشهداً آخر لم يفارق ذهني.. مشهد أخي الصغير وكيف انتفض جسده خوفاً حين اقتربت منه أريد أن أضمه.. كلما تذكرت ذلك أصاب بالأرق والقلق والحزن الشديد.. سيبقى هذا المشهد شوكة في قلبي... لكنني سأحاول تعويضه عما فاته تدريجياً...



    نمت نومة سيئة مقطعة.. ربما قطع نومي عشرين مرة.. لست أدري.. استيقظت في الصباح ، وأخذت مصروفي.. لقد كنت أحلم بشراء جهاز كمبيوتر ، وقد جمعت مصروفي لفترة طويلة ، وأخيراً الحمد لله حصلت على المبلغ المطلوب.. خرجت من البيت ، فوجد شخصاً لم أتوقعه.. إنه شاهر!

    "أهلاً يا شاهر! ما الذي أتى بك؟"

    "أريد أن أحادثك في موضوع. إلى أين كنت ذاهباً؟"

    "أريد شراء جهاز كمبيوتر.. أنت تعلم أنني طالما رغبت في ذلك!"

    "يبدو أن الوقت غير مناسب إذاً.."

    خيراً؟ ماذا هناك؟ "ماذا حصل؟ تكلم!!"


    "إنه زياد.. أبوه يمر بأزمة مالية ، لكنه لم يقل لنا.. ربما يضطر إلى ترك المدينة.. أنا عرفت أمره بالصدفة"





    الخبر كان مثل الصاعقة على قلبي.. مستحيل!! لن أسمح بحصول ذلك!!

    "سنذهب إليه"

    "وماذا ستفعل؟"

    "سأعطيه مصروفي"

    "وهل تظن أنني لم أحاول؟ صحيح ، المبلغ الذي معي ليس كبيراً كالذي معك ، لكنني لست بحاجة إليه مثلك ، ومع ذلك لم يرض!"

    "سيرضى رغماً عنه!! أحضر ما تستطيع إحضاره!"

    "نقودي معي"

    "إذاً هيا بنا!!!"



    وذهبنا إلى بيت زياد ، وأعطيته النقود

    "لكن لماذا أخبرته يا شاهر؟"

    "لأنك صديقي وصديقه أيضاً"

    "لن آخذ شيئاً ، ثم ، ظننتك تحفظ نقوداً لتشتري جهاز كمبيوتر.. لن أسامح نفسي إن علمت أنني حرمتك من حلمك"

    "وأنا لن أسامح نفسي إن لم تأخذها.. لم أعد أريد أي شيء! لست أريد سوى أغلى شيء عندي.... أصدقائي... أرجوك يا زياد ، إن كنت تحترمني أنا وشاهر فخذ هذه النقود"

    "لست أحتاج إلى صدقة"

    "ليست صدقة ، بل هدية"



    لحظة من الصمت مرت ، ولحظة من التأثر.. أخذ زياد النقود ، فخرجنا أنا وشاهر ، ولم يبح أحدنا بكلمة..



    وصلت إلى بيتي.. وبعد مرور ساعة اتصل الملازم محمود.. لقد كان يطلبني إلى القسم... خيراً؟؟ ما الذي حصل؟؟ الحقيقة لم يكن شيئاً جيداً.. تابعوا القصة..


  7. #52
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    يا جماعة ليش ما أحد يرد؟؟

    أبغى تشجيع هداكم الله

  8. #53
    التسجيل
    26-08-2004
    المشاركات
    144

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    كاتب راع أخي كجمال قصتك أخي والقصه مربكه "it confused me " ولكن لدي تعليق أخي عليك تصحيحه في القصه
    "باختصار ، أريد أن أحميه من نفسه. الطاقة الكامنة في جسم صديقكم كبيرة ، وهو لا يعرف كيف يخرجها ، لكنها قد تخرج مع الضغط النفسي الشديد وبدون تحكمه أو إرادته ، وساعد على ذلك طبيعته الصامتة وتظاهره بالقوة النفسية والصلابة دائماً مناقضاً طبيعته الطيبة التي يعرفها الجميع. هذا الشيء يؤثر سلباً به ، وبالذي حوله أيضاً ، فهو يسبب الأذى – أتحدث عن إخراج الطاقة – فتخيلوا معي ، لو أنها خرجت بغير إرادته – أو لم نتخيل؟ هل تذكرون ما حصل منذ عام؟ كيف صرخ؟ الطاقة التي أخرجها في ذلك الوقت لم تكن كبيرة جداً ، ورغم ذلك خرجت من غير إرادته ، وانظروا ماذا سببت... تخيلوا معي ، لو أنها خرجت أثناء وجوده معكما ، أو في المدرسة ، أو حتى في بيته مع أخيه الصغير ؛ لذلك أردت جزءاً من خلاياه حتى أتمكن من إجراء الفحوصات اللازمة لكي أحميه من نفسه"



    أخي لقد وضعت لك خط تحت الخطى وهيا خطى زمني حيث أنك أخي لو رايت ان البروفسور علام قد واعده لكي يعود بعد العام ثم أحرق البيت بعد أن رجع بعد عام وذهب صديقنا واشتغل يعني أنقضى من وقت الحدث عامين وليس عام هذا ماأستطاعت عيني التقاطه وسلمت لنا أخي ومنتظرين بقيه الاجزاء

  9. #54
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al-shamiri
    كاتب راع أخي كجمال قصتك أخي والقصه مربكه "it confused me " ولكن لدي تعليق أخي عليك تصحيحه في القصه






    أخي لقد وضعت لك خط تحت الخطى وهيا خطى زمني حيث أنك أخي لو رايت ان البروفسور علام قد واعده لكي يعود بعد العام ثم أحرق البيت بعد أن رجع بعد عام وذهب صديقنا واشتغل يعني أنقضى من وقت الحدث عامين وليس عام هذا ماأستطاعت عيني التقاطه وسلمت لنا أخي ومنتظرين بقيه الاجزاء
    أخي الفاضل al-shamiri ، جزاك الله خيراً.. شكراً على ردك وتشجيعك
    معك حق ، أنا أخطأت.. تلخبطت سأخبر المراقب كي يقوم بتعديل الخطأ ، ومشكوووووووور ولاتحرمنا من مشاركاتك وملاحظاتك

  10. #55
    التسجيل
    14-12-2004
    المشاركات
    6

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    السلام
    بس لو سمحت بسرعة كمل القصة
    ما عاد فيينه صبر

  11. #56
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سأرفق فصلاً هذه المرة ، واعذروني على التأخير ، فالجامعة قررت اختصار الفصل ، ولذلك الاختبارات تأتي متوالية... وبسم الله نبدأ:

    الفصل الخامس عشر



    "خيراً أيها الملازم؟"

    "إنهم أهل حمدان"

    أوه تباً.. لقد نسيت أن له أهلاً.. هذا ليس أمراً جيداً... مع أن التحقيق حكم بأنني لست مذنباً ، إلا أن أهله لن يقتنعوا أبداً ، وسيحاولون إيذائي أو قتلي ، وربما إيذاء أو قتل أحد من أهلي – وهذه المرة لن يكون هناك من يثبت شيئاً ، سأبقى أنا وحدي من يعرف ،لكن دون دليل..

    "لا يريدون شيئاً"

    "ماذا حضرة الملازم؟"

    "أهله تفهموا الموضوع وعلموا بأن حمدان نخطئ ، ولقد تكلمت – على انفراد – معهم واحداً واحداً ، وأكدوا لي أنهم لن يؤذوك وأنهم تفهموا الموضوع وأن ابنهم حمدان كان هو المخطئ"

    !!!! لم لأتوقع ذلك أبداً!!

    "ما المشكلة إذاً؟"

    "لا مشكلة بخصوص أهله أبداً.. هناك مشكلة غريبة من نوعها ، وفي الحقيقة أول مرة يصادفني شيء مشابه"

    ابتلع ريقه وأخذ نفساً عميقاً ، وتابع حديثه:

    "التحقيق مبدئياً يثبت براءتك ، وأنك لست مذنباً ، لكن شيئاً ما حصل... القاضي أرسل لي أمراً مباشراً منه بإلقاء القبض عليك"

    "ماذا؟!"

    "القاضي لايملك السلطة بإصدار أمر كهذا ، لكنه أصدره. وحين أخبرته بذلك قال لي أنه هو القاضي وهو من يحكم ، وإن لم أطع أمره فسيشكوني إلى رؤسائي ، وطبعاً رؤسائي سيغضبون كثيراً"

    "وماذا ستفعل؟"

    "في الأحوال العادية ، كنت لأنسى القضية ؛ لكن هذا الأمر غريب.. لقد أخبرت القاضي أنن سألقي القبض عليك ، ولكن ليس فوراً حتى لايشك بي أحد ، بل سأعمل تدريجياً على تغير مسار التحقيق على حسب رغبة القاضي ، وفي هذه الأثناء سأحاول التقصي ومعرفة لماذا قام القاضي بذلك ، بل وربما – إن استطعت – توريط القاضي نفسه إن ثبت لي أنه خائن هو الآخر"

    أنا واثق أن السبب هو البروفيسور علام ، القانون بيده طبعاً ، ولاشك أنه صديق عزيز للقاضي ، وحتى إن م يكونا صديقين ، فربما يكون قد قام برشوته..

    قاطع صوت الملازم أفكاري: "عليك أن تخبرني بكل شيء"

    كدت أخبره بكل قصة البوفيسور معي ، لكن مصباحاً في داخلي ومض.. ماذا لو أن الأمر كله خدعة؟ صحيح أن الملازم جلال معروف بأمانته وشرفه ، لكن ماذا لو أنه يعمل لدى القاضي ، وكل ذلك لاستدراجي؟

    لذلك قلت: "لقد أخبرتك بكل شيء سابقاً في التحقيق"

    "لحظة انتظر"

    لقد كان الملازم يستقبل فاكساً. بمجرد أن قرأه تغيرت معالم وجهه بشكل كبير.. لقد تغيرت من الرصانة إلى الغضب!

    "ربما لايحق لي أن أسأل ، لكن ما الذي حصل ياحضرة الملازم؟"

    رقمني بنظرة غاضبة جعلتني أتلعثم "أممم... آههه. أظن.. أممم.. ربما.. أعني..."

    لكنه أعطاني ورقة الفاكس.. لقد كانت من القاضي ، وكانت تعده بمكافئة إن هو قبض علي!!
    "يريد أن يرشوني!! تباً له!!"

    "لماذا لاتستخدم هذه الورقة كدليل ضده؟"

    "القاضي وأصحاب المناصب العالية تصعب – إن لم تكن تستحيل – إدانتهم. يمكنه أن يقول أنه لم يرسل الفاكس ، أو أنه لم يقصد بالمكافئة نقوداً.. بل دعوة إلى الغداء ربما ، أو تذكرة لمسرحية رخيصة ، أو أي شيء تافه.. بل ، ويمكنه بعد ذلك أن يرفع علي قضية أخرى.."

    سكت قليلاً ثم تابع: "اسمع يا فتى ، لقد أصار الموضوع شكي حقاً.. لاتخف أنت ، اذهب وعش بشكل طبيعي"



    ولكن كيف؟ كيف أعيش حياتي بشكل طبيعي بعد كل ماحصل؟؟ عدت إلى البيت مشغول الفكر... كل الأمور صارت رتيبة بالنسبة لي ، وكأنها نهاية العالم.. لم يكن في البيت من أقدر أن أفضفض له ، ولا أقدر أن أحدث زياد وشاهر في هذا الموضوع ، مادخلهما؟ الذي اختطف أخي ، والذي قتلت من أجله هو أخي.. لادخل لزياد وشاهر... لن أشغل بالهما بسبب مشكلة تخصن كهذه ، يكفي مامافعلاه لأجلي.. لكن لمن أبوح بما في صدري؟ لا أحد... هذا هو الحل...

    "أبي ، سأبيت اليوم خارج البيت"

    "حسناً ليست مشكلة"



    في البيت لا أقدر أن أعتزل أبداً ؛ لذلك قرر الذهب إلى مكان أعتزل فيه وأبقى لوحدي.. المقبرة هي المكان الوحيد المتوفر حالياً... لا بأس.. سأذهب وأنام هناك..






    في مكان آخر ، كان البروفيسور والقاضي مجتمعين معاً..

    "ولكن كيف عرفت بأنه سيفعل ذلك يابروفيسور؟"

    "لقد راهنت بكل علمي وكل دراستي لعلم النفس أنه لن يتمالك نفسه.. صحيح ، هو شخص لا يعبر عن غضبه بسهولة ، لكنني جعلته يكره ذلك المقتول وبشدة ، ثم جعلته يؤذي شخصاً يحبه.. لكن هذه ليست المشكلة.. المشكلة هي أن الملازم جلال هذا لن يقبل برشوة أو أي شيء آخر.. لن يقبل سوى بالحقيقة"

    "لا تقق بشأن جلال.. إن لم يقبل العرض الذي قدمته له ، فسيندم وسأجد شخصاً آخر"

    "ولكن...."

    "لا عليك يا علام ، لا عليك"






    "ها هو! عمار! تعال إلى هنا"

    التفت ناحية الصوت فوجدت شاهر وزياد!! ما الذي أحضرهما إلى هنا؟

    "توقعت أنك هنا.. نسيت أن أسألك عن المرة الماضية.. عندما كنت متضايقاً لم تأت إلي أنا أو شاهر؟ ألسنا أصدقاء؟"

    "هذا صحيح ، نحن أصدقاء ، لكنني لم أرد أن أشغل بالكما ؛ خصوصاً بعد كل ما فعلتماه لي"

    "لا تقل ذلك! ولا تعد إلى عزلتك هذه أبداً"

    "العزلة جميلة"

    "ما المشكلة الآن ياعمار؟ هل جد جديد؟"

    لم أقل شيئاً... لكن الصمت كان أبلغ من الكلام في موقفنا هذا..
    "لماذا لا تتحدث لنا بكل ما يجول في خاطرك؟"

    "أرجوكما ، لا تفتحا علي باباً جديداً.. هناك الكثير من الأشياء تجول في خاطري وتشغلني ، لكن آخرها مشكلة حمدان"

    "ماذا؟"

    "الحقيقة أن مشكلة حمدان تساعدني في إيقاظ همي القديم.. لا تهمني مشكلته كثيراً ، بل في الحقيقة لست أفكر بها على الإطلاق.. أرجوكما.. أنا ضعيف جداً الآن.. أحتاج إلى أن أعود شخصاً جديداً"

    "وكيف تصبح شخصاً جديداً؟"

    "عندما أكون في قمة كآبتي ، وأشعر أنني أرغب في الحديث فإنني لا أتحدث ، وأصبر وأقول في نفسي إنها مجرد لحظة ضعف.. مجرد لحظة مثل أي لحظة.. تمر وتنتهي.. كل ما أفعله هو أنني أنام ، لكنني عندما أنام في هذه الحالة ، فإن النوم لا يكون عادياً ، إذ أنني أنام بكل عمق ، كالجثة الهامدة.. إنها الطريقة الوحيدة التي أنام فيها نوماً عميقاً غير متقطع ، ودائماً عندما أصحو ، أصحو شخصاً جديداً"

    "هل تعني أن نتركك تنام في العراء؟"

    "نعم.. لا أستطيع أن أعتزل في بيتي"

    "دعك من العزلة! يجب أن تتحدث!"

    "لا تقل لي ماذا يجب أن أفعل! لست أود التحدث!"

    "ألا تثق بنا؟"

    "ليست مسألة ثقة.. بلى ، أنا أثق بكما ، لكن الثقة لا تكفي"

    "تحدث فحسب ، وستشعر بالراحة إن شاء الله"

    "أنتما تعلمان أنني لا أحسن الحديث ، وحتى لو تحدثت ، أعلم أنكما لن تحلا مشكلتي"

    "وما أدراك؟"

    "المشكلة نفسها.. صدقاني ، لو كان لدي شك – مجرد شك – أنكما تستطيعان تقديم المساعدة لقلت لكما.. لكنني أفضل الصمت"

    "لماذا لا تخبر الشخص الذي يملك الحل؟"

    "لا أستطيع"

    "لماذا؟"

    "أرجوك لا تسأل"

    "لكن هذا هو الجزء المهم"

    "بغض النظر"

    "حسناً ، تحدث لنا ، وإن شاء الله ستشعر بالراحة"

    "لا فائدة.. اتركاني وحدي"



    ذهب زياد وشاهر أخيراً ، وتركاني وحدي.. أو هذا ما ظننته.. لم أسمع الحوار التالي:

    "مهلاً يا زياد! هل أنت ذاهب حقاً؟"

    "ألست ترى؟ لن نصل إلى نتيجة"

    "ولكنه صديقنا! كيف تريد أن تتركه؟"

    "وماذا تريدني أن أفعل؟ أعذبه حتى يعترف؟ هو الذي لا يرغب في الحديث!"

    "هو حر ، وأنا لم أكن أعني أن تتابع الحديث معه. لكن ، لا داعي لأن نتركه وحده هنا في المقبرة"

    "ماذا؟ تريدنا أن ننام هنا؟!!!"

    "ولم لا؟ أنا سأنام هنا"


    "يبدو أنك جننت! أنا ذاهب"



    لكنه توقف ولم يتحرك..

    "أنت على حق يا شاهر.. لقد كنت مستاءً فقط لاغير. لا يصح أن نتركه هنا. سننام هنا فقط ولن نزعجه"



    "أرى أنكما قد عدتما؟ هل نسيتما شيئاً؟"

    "لا ، قررنا فقط أن ننام هنا ، ولن نزعجك أبداً"

    "إن لم يكن لديك مانع طبعاً"


    "ماذا؟!!"

    "إن لم يكن لديك مانع"

    "....."

    "أظن السكوت يعني الموافقة؟"

    "لا يمكنني الرفض.. المقبرة ليست لي"



    حل الظلام... ومازلت أفكر وأفكر.. لازلت على نفس وضعية الجلوس.. لم أغير شيئاً ولم يتغير شيء.. ساعات وساعات مرت وأنا أفكر.. حتى زياد وشاهر أصابهما الإجهاد وناما ، وبقيت وحدي.. الحقيقة أن وجودهما أسعدني رغم كل شيء.. مر شبح ابتسامة على وجهي ، وغططت في نوم عميق أخيراً... لكنني لم أكن أعلم أن البروفيسور والقاضي كان في جعبتهما المزيد ، وأن شيئاً على وشك تغيير حياتي بالكامل...











  12. #57
    التسجيل
    22-11-2004
    الدولة
    مملكتنا الغالية
    المشاركات
    170

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    ياهووووووووووووو لا تخلينا وتروح كمل القصة ...... لكن كمل الاختبارات وبعدين كملها
    بس لا تبطئ نحن في الانتظار والقصة مشوقة جداًاًاًاًاًاًاًاًاًاًأًأًأًأًأ وتحياتي.
    لا تواخذني من الفرحة .. بكيت
    .
    بس شفتك طرت انا من فرحتي
    .
    ومن سعادة قلبي فيك..انا نسيت
    .
    ببتسملك وسبقتني.. دمعتي

    ...




  13. #58
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    أخي talal6555
    شكراً على مرورك ، والله يعطيك العافية

  14. #59
    التسجيل
    08-07-2003
    الدولة
    في بلاد لايرفع بها اسم الله
    المشاركات
    1,821

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    السلام عليكم والرحمه..

    متابع للقصه من البدايه ... ولم يسعفني الرد الى الان ...

    قصه جميله ... وارجوا اكمالها بعد انتهاء امتحاناتك

  15. #60
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي talal6555 ، آسف على ردي القصير في المرة الماضية ، كنت مستعجلاً.. لا عليك ، سأكمل القصة بعد الامتحانات إن شاء الله

    أخي العزيز يالطيف الطف ، لقد فرحت كثيييييراً حين علمت أنك تتابع القصة.. شكراً على المرور والله يوفقك

صفحة 4 من 13 الأولىالأولى 123456789 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •