صفحة 1 من 13 12345611 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 195

الموضوع: الصرخة العظيمة

  1. #1
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    الصرخة العظيمة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:

    فهذه قصة لم أؤلفها بعد ، وأنا الآن كتبت أول فصولها. للأسف لا أعدكم بإكمالها ، لكن النية والعزيمة موجودتان إن شاء الله.
    كما أنني قد لا أجددها بنتظام ، وذلك حسب ظروف الامتحانات والسفر.

    أرجو منكم إبداء رأيكم بالحلقة الأولى ، وخاصة الأخ المراقب أبوجمال ، وبكل صراحة..

    وبسم الله نبدأ
    ،
    ،
    ،

    ملاحظة هامة جداً جداً جداً: هذه الأسماء غير حقيقية ، وأنا ألفتها الآن (أعني أسماء العوائل)

    أولاً شخصيات القصة:

    عمار الحديدي: هو البطل الرئيسي. شخص ناضج أكثر من سنه ، من يراه يظنه غاضباً دائماً ، لكنه في الحقيقة طيب القلب.. ربما يكون مريضاً نفسياً (عندما يكبر قليلاً) ، انطوائي - إلا أنه يحب الجلوس مع من يحبهم ، متردد أحياناً في قراراته ، ولا يحب العجلة (غالباً)
    معتدل القامة ، معتدل البنية ، عادي الجسم ، حنطي البشرة ، عيناه وشعره قد يبدو أن لونهما أسود ، لكن ما إن يقف تحت الشمس أو ضوء قوي حتى يظهر أن لونهما بني شديد الغمق ، ورغم صغر عمره في القصة إلا أن الشيب موجود على جزء من مقدمة رأسه ، ولا يهتم بمظهره

    زياد الرمادي: صديق عمار ، يحب أن يساعده ويعتبر نفسه مسؤولاً عن سلامة صديقيه عمار وشاهر ، حازم جداً ولا يعرف التردد.
    اجتماعي ، يعرف الكثير من الناس ، ليس قوياً أكثر من أقرانه ، إلا أنه كالأسد الهصور عندما يتشاجر.
    معتدل القامة أيضاً (لكنه أقصر بقليل من عمار) ، أكثر صحة من عمار (قليلاً) ، عيناه بنيتان ، وشعره أسود قليلاً ، أبيض البشرة (قليلاً) ، ويهتم بمظهره

    شاهر القاضي: صديق أيضاً لعامر وزياد ، نحيف (لكن مو مصقول كما يقول العامة. هو نحيف قليلاً) ، أطول بقليل من عمار ، شعره أسود فاحم ، وعيناه أيضاً لونهما بني غامق (لكن ليست بغماقة عيني عمار إذا يمكنك ملاحظة اللون البني حتى بدون ضوء قوي)
    لطيف ، طيب القلب (لكن ليس إلى درجة السذاجة) ، حكيم جداً في تفكيره وتصرفاته ، ولا يتوانى عن تقديم المساعدة ، لكنه أيضاً يتردد أحياناً في اتخاذ قراراته

    حمزة: أخو عمار الصغير. عمار يحبه كثيراً.

    قاسم الحديدي: أبو عمار بطل القصة ، يعمل في حفر القبور ودفن الموتى وتغسيلهم ، ويساعده ابنه. الأب أقصر من ابنه ، أسمر البشرة ، ويبدو عليه أنه أصغر من سنه ، وهو شديد التردد (أكثر من ابنه) لكنه إن صمم على شيء واتخذ قراراً فإنه يحزم أمره بطريقة تثير الإعجاب. صاحب مبادئ ويخاف الله.

    عائشة: الأم ، قوية الشخصية (لكن لا تخافوا ليست شريرة متسلطة! بل هي أم عادية) ولا داعي لوصفها. تخيلوها كيفما أردتم يا أعزائي القراء

    نبيل النبيل: صديق قاسم والد عمار منذ الطفولة ، ويعامل أبناء صاحبه كأبنائه. أيضاً أترك للقراء تخيل شكله.

    أحمد النبيل: ابن نبيل صديق والد عمار ، طبيب ماهر جداً ، هادئ الطباع ، يلبس نظارات طبية ولا يهتم كثيراً بمظهره (يعني أهون من عمار) ، وبسبب النظارات وتفكيره الدائم يبدو دائماً أكبر من سنه

    سوسن النبيل: ابنة نبيل وأخت أحمد ، وهي أيضاً أخت حمزة بالرضاعة.

    أم أحمد: زوجة العم نبيل ، وأم أحمد وسوسن طبعاً ، ولهذا هي أم حمزة بالرضاعة. لم أضع لها اسماً ولا وصفاً لأنني لن أذكرها في القصة
    التعديل الأخير تم بواسطة Y a z e e d ; 24-03-2005 الساعة 12:30 PM

  2. #2
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    الحلقة الأولى

    عائلة عادية هي عائلتنا. اسمي هو عمار ، عمري هو 13 عاماً في هذا الوقت. لي أخ ولد حديثاً اسمه حمزة. توجد لي أم طبعاً ، اسمها عائشة. أبي اسمه قاسم ، وعمله هو حفر القبور وتغسيل ودفن الموتى.
    لقد شاهدت الكثير من الموت والجثث ، حتى لم تعد رؤية الموت تؤثر بي ، وكأن قلبي صار حجراً - رغم صغر سني – (أو هكذا كنت أظن) ، لكنني كنت أحب أهلي وأصدقائي.

    هناك رجل اسمه العم نبيل ، العم نبيل هذا هو صديق لوالدي ، وزوجته صديقة لأمي. ابنه الأكبر اسمه أحمد ، وهو طبيب مشهور في مستشفى كبير. ولديهم أيضاً ابنة اسمها سوسن ، وهي أصغر مني بعام ، ولقد كنا أصدقاء نلعب معاً كثيراً عندما كنا أصغر سناً. أما الآن وقد شارفنا على البلوغ فنحن لا نختلط معاً. عائلة العم نبيل عائلة متفهمة ومتدينة. وبالمناسبة سوسن هي أخت حمزة بالرضاعة.
    لي صديقان في مثل عمري هما زياد وشاهر. زياد قوي الشخصية إلى حد كبير! لا أدري مم اكتسب قوة شخصيته. شاهر طيب القلب (لا أعني غبي) إلى درجة كبيرة تشك معها هل هو إنسان أم مخلوق آخر؟


    لقد اعتدت على كبت مشاعري ، دائماً ، وذلك ربما لأخفي الجزء الحقيقي من شخصيتي ، الجزء الذي يحتوي بداخله شخصاً رقيقاً مرهف الحس. لقد اضطررت أتخذ قرارات كثيرة لا أحبها ، وشعرت بتأنيب الضمير كثيراً وأنا أتخذ بعض القرارات ، لكن كل شئ يهون في سبيل إخفاء مشاعري.

    كنت ألجأ لرفاقي وأصارحهم في حال حدوث مشكلة معي ، لكنني لم أكن أصارح أهلي إلا بالقليل ، وهذا لا يعني أنني لا أحبهم. تلك مسألة أخرى.



    "زياد!!! هيا فلنعد معاً!!!" صحت منادياً صديقي وأن خارج من المدرسة.

    فقال: "حسناً ، سأسبقك إلى السيارة"

    قلت: "آآه ، يا ليت شاهر كان معنا بنفس المدرسة ، هيا بنا"

    نعم ، فرغم صغر سني فقد كنت أقود سيارة ، وذلك بسبب مسؤولياتي الكثيرة الكثيرة الكثيرة جداً في البيت. لقد كنت أحمل مسؤولية كبيرة. فأبي الآن مريض ، وأمي أصيبت بمرض بعد ولادتها وصار عمر أخي الآن عام وهي لم تشف منه بعد ، وعلي الاعتناء بوالدتي المتعبة وأبي المريض وأخي الصغير وأيضاً الدراسة ؛ لهذا لم يكن لدي الكثير من الوقت للهو باستثناء وقت الاستراحة البسيط الذي في المدرسة فقط ، خاصة وأنني كنت لا أحب درس الرياضة وأفضل الجلوس وحدي على اللعب وذلك بسبب خلل بسيط في العظام بقدمي. كنت أستطيع المشي والوقوف ، لكنني لا أقدر أن أركض سوى القليل جداً.


    لكن جزءاً مني كان سعيداً برغم ذلك ، فأبي علمني القيادة وعمري 13 عاماً ، ولدي سيارة تحت تصرفي. جزء مني كان يشعر بأنني رجل ، وهذا الجزء كان سعيداً. وعلاوة على ذلك ، لم أفكر يوماً باستغلال إمكانياتي ومسؤولياتي (كالسيارة) سوى بخدمة أهلي ، وتوصيل صديقي زياد من وإلى المدرسة فقط ، وليس أية مشاوير أخرى.

    كنت أشعر بأنني أكبر من عمري ، وحتى عندما أقابل أو أحادث شخصاً في مثل سني فأنا أشعر أنني أكبر منه.


    كنا في طريقنا عندما لفت نظري مشهد ، عدد كبير من الأولاد متجمعون وهم يصيحون "ووووو!" "نعااااام!" "آآآآآآه" "المزيييييد!!!!" ، فاتنتجت أنها معركة. ليست شيئاً جديداً ، لكن شيئاً فيها كان غير مألوف.

    سألت أحد زملائي في الصف – وكان واقفاً يشاهد - : "ماهذا يا سعيد"؟

    فقال: "إنه حمدان الأهوج ، يعاقب نبيل المسكين ، لم يواجهه رجلاً لرجل ، بل أحضر عشرة من رفاقه وبدؤوا بضربه جميعاً!!"

    قلت: "ياللخسة! سأساعده!"

    قال زياد: "ماذا؟ وماشأننا؟"

    قلت: "حسناً سأوقف المعركة فقط وأربي حمدان الأهوج"

    دخلت إلى منتصف المعركة وأخذت أصيح بصوتي العالي: "توقفواً! توقفوا أيها الحمقى جميعاً!!! وإلا!!!!!!"

    ولدهشتي الشديدة توقف الجميع... صاح حمدان الأهوج: "وإلا ماذا أيها النحاسي؟"

    قلت له: "ماسبب هذه المعركة؟ ولماذا تستعين برفاقك ولا تقوم بالعمل وحدك؟"

    قال: "هذا ليس من شأنك أيها الصعلوك!"

    هنا تدخل زياد وقال: "لم لا تعترف بالحقيقة؟ أنت تغار منه لأنه متفوق على الكل وهو غريب ليس من هذه البلدة!"

    قال: "اصمت أنت وصديقك الأحمق!"

    صاح زياد: "لا تنعته بالأحمق ياصغير! أنت جبان! تخاف من ولد مثل نبيل! لهذا تستعين برفاقك ليضربوه بينما أنت تقف ساكناً!"

    قلت: "زياد ، ما الذي حدث لك؟"

    قال لي: "اصمت أنت!!"

    فالتزمت الصمت مشدوهاً

    وتابع زياد: "أنا أتحداك أيها الجبان أن تعاركني وحدي.. رجلاً ضد رجل"

    قال حمدان: "حسناً ، يا شباب هيا اضربوه شرباً مبرحاً"

    قال زياد: "اسمعوني أنتم ، ليس بيني وبينكم شئ ، لكن إن اعتديتم علي فالويل لكم! هيا! أنا أتحداكم جميعا!!!!"

    "هجووووم!!" وبدأت المعركة..

    "لااااااااااااااااااااااااااا" كانت هذه الصرخة الوحيدة التي تطالب بإيقاف المعركة ، وكانت مني ، لكن ما من مجيب.

    طبعاً لم تكن المعركة متكافئة. لقد نال زياد نصيباً وافراً من الضرب. ورغم أنني تدخلت ، لكن تدخلي لم يفده.لكن الحق يقال أنني رأيته يقاتل بشجاعة لم يسبق لها مثيل.

    سألته: "لماذا افتعلت المعركة مع أنك كنت لا تريدها؟"

    قال لي: "من أجلك طبعاً يا صديقي. لقد كنت موقناً أنهم سيضربونك ، كان ذلك واضحاً لا محالة. فقررت أن أحميك"

    قلت له: "وماذنبك أنت؟ لماذا؟"

    قال: "أنا صديقك ، ولن أنس المواقف التي دعمتني فيها معنوياً"

    صمت في تأثر. هكذا كان زياد. عندما يمتد شئ ليضرب يدي فإنه يبرز وجهه حتى يصده. لقد كان دائماً يدعمني بآرائه القوية أيضاً.



    اليوم التالي تغيب زياد بسبب أنه ذهب للمستشفى من كثرة الكدمات على وجهه. شعرت بتأنيب كبير للضمير.

    في وقت الخروج كان هناك شخص غير زياد ينتظرني. لقد كان الأهوج ، ومعه رفاقه.

    قال: "هاهاها ، أين صديقك؟ هل هو خائف؟"

    قلت: "لا ، لقد تغيب وهذا الأمر يخصه"

    قال: "ماذا؟ لا شك أنه خاف منا ومن أن ينال المزيد من الضرب"

    هنا شعرت بالغضب! كيف يتحدث هكذا عن صديقي؟ راودتني رغبة كبيرة بأن أصفعه على وجهه ؛ لكني الحقيقة أنني كنت أجبن من أن أفعل.

    وتابع حمدان الأهوج الحديث: "صديقك ليس رجلاً. إنه ولد! هاهاهاها"

    ازداد غضبي ولم أملك سوى الصمت..

    تابع: "أنا آسف فهو ليس ولداً. إنه فتاة!!! نيهاهاهاهاهاها"

    وأخذ الجميع بالضحك والقهقهة.. "هاهاها فتاة! هاهاها"

    وشعرت وكأن الأصوات كلها تتردد في رأسي ، هاهاها في رأسي.. وشعرت بطاقة كبيرة تجري في عروقي. ثم قفزت إلى ذهني صورة صديقي وكيف قاتل بشجاعة من أجلي. كيف أخونه هكذا؟ كيف؟؟ كيف؟؟؟؟!!!!

    لا!! لا!!! لا!!!

    طاقة البغض تزداد في أعماقي.. أغبقت عيني وصرت أتنفس بعمق وقوة وحرارة ، وأنا أشعر بالطاقة تزداد في أعماقي. طاقة الغضب.. طاقة البغض!!! لا أدري ماهي ، لكنني أشعر بها. أريد أن أخرجها... أريد أن أخرجها قبل أن تزداد... آآآآآآآآآآآآآآآآآآه!!!!!!!


    "لاااااااااااااااااااااااااااا" هااااع!!!

    "...."

    "..."

    ودوى الصمت.. لقد كان ما فعلته أشد من دوي القنبلة. لقد صفعت حمدان الأهوج صفعة قوية. ربما كانت كل ما أوتيته من قوة في ذلك الوقت. صفعته بينما كان يقهقه. هذا زاد من تأثيرها عليه. لست أصدق أنني فعلت ذلك.

    "ماذا؟ كيف تجرؤ؟!!!!" سمعت هذه الصرخة منه ، ثم شعرت بمجموعة من المطارق وسمعت الكثير من أصوات الطرق ووجدت نفسي ممدداً على الأرض وسط الساحة الفارغة. نعم ، فقد ضربوني ضرباً مبرحاً ، لكنني كنت سعيداً. لقد كنت وفياً لصديقي. وفجأة إذا بحمدان يأتي ويقول: "لن أنس لك هذا ماحييت! أنت أول من يفعل ذلك بي"

    يبدو أنها أثرت فيه أكثر مما توقعت. هذا أفضل.


    فيما بعد ، علم زياد بالموضوع ، ورغم أنه لم يبد رضاه عن تعريض نفسي للخطر ، إلا أنني أعلم أنه في الحقيقة سعيد جداً.


    بعد أسبوع قامت مدرسة شاهر بإجراء رحلة إلى مدرستنا. "انظر يازياد! أليس هذا شاهر؟"

    قال زياد: "بلى!! شاهر!!! تعال إلى هنا!!!"

    رآنا شاهر وقدم على عجل وابتسامة على وجهه وهو يقول: "عمار ، زياد ، كم أنا سعي..." ولم يكمل عبارته ، إذ أن لكمة بدت لنا وكأنها جاءت من الفراغ أصابت وجهه لتمحي تلك الابتسامة والفرحة. لقد كان الأهوج.

    صاح زياد: "تباً لك!!"

    صحت: "ماذا فعل لك؟!!!"

    قال: "نيهاهاهاها. كنت أنتظر هذا اليوم ، اليوم الذي أضرب فيه الشلة كلها. اهجموا عليهم!!!"

    أبعدت شاهر ، وقمنا أنا وزياد بالعراك.

    رغم أنهم كانوا عشرة ، إلا أن شيئاً كان بي وأنا بالمعركة. كنت غاضباً جداً. لا ، الغضب كلمة قليلة جداً لوصف حالتي. لقد كنت أنا الأهوج! ربما كان هذا ما جعلني وحشاً! لم أقاتل هكذا من قبل! زياد كان يقاتل أيضاً ، وبشراسة ، لكن رغم ذلك ، كان هناك شئ بي ليس موجوداً بزياد ، ربما كانت الطاقة. الطاقة التي أشعر بها عبر صدري وظري ومؤخرة عنقي. الطاقة التي أشعر أنها تتدفق في عروقي.

    عندما شعر حمدان أن المعركة ليست في صالحه أخرج سكيناً وطعن فيها زياد في يده ، "آآآآآآآآآآآآآآآآه!!" صرخة كبيرة خرجت من صديقي ، وبعدها هجم العشرة علي.

    لم تكن الطعنة قاتلة طبعاً ، لكن مرأى الدم فجر شيئاً بي. رغم أن العشرة انقضوا علي فقد أبعدتهم جميعاً عني ، وصرت أضربهم بسرعة وقوة شديدة وأتلقى الضربات في نفس الوقت. يبدو أن تلقيهم للضربات على هذا النحو قد أخافهم بعض الشئ ، خاصة وأن جسدي كان يرتجف!! كنت أشعر أنني سأنفجر!!! سأنفجر!!

    صرخ حمدان: "ماذا تفعلون أيها الجبناء؟؟ هيا اضربوه!!!"

    لكنهم بدو مترددين خاصة بعدما فعلته.. لقد وقفت ، وشددت ظهري ، وأغلقت قبضتي بقوة ، وأغمضت عيني وأنا أضغط على أسناني وأشعر بالطاقة تجري بي وبقوة....

    "هيا!!!!"

    وبمجرد أن هجموا علي ، صرخت "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"

    "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"

    "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"

    وأنا أصرخ وأصرخ كنت أشعر بحرارة. سقطت من الإجهاد وكانت المفاجأة!!

    زياد وشاهر ينظران لي بذهول!! الأولاد العشرة باستثناء حمدان كانو ساقطين أرضاً ، ويبدو على بعضهم آثار حروق. بل إن حائط المدرسة نفسه بدت عليه آثار حروق!! حمدان لم يصبه شئ.. بل ألقى سكينه وولى هرباً.


    لم يكن بعلمي أن شخصاً آخر كان يراقبنا ، وأن ماحدث كان فقط البداية.. البداية فحسب




  3. #3
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    الحلقة الأولى


    عائلة عادية هي عائلتنا. اسمي هو عمار ، عمري هو 13 عاماً في هذا الوقت. لي أخ ولد حديثاً اسمه حمزة. توجد لي أم طبعاً ، اسمها عائشة. أبي اسمه قاسم ، وعمله هو حفر القبور وتغسيل ودفن الموتى.
    لقد شاهدت الكثير من الموت والجثث ، حتى لم تعد رؤية الموت تؤثر بي ، وكأن قلبي صار حجراً - رغم صغر سني – (أو هكذا كنت أظن) ، لكنني كنت أحب أهلي وأصدقائي.


    هناك رجل اسمه العم نبيل ، العم نبيل هذا هو صديق لوالدي ، وزوجته صديقة لأمي. ابنه الأكبر اسمه أحمد ، وهو طبيب مشهور في مستشفى كبير. ولديهم أيضاً ابنة اسمها سوسن ، وهي أصغر مني بعام ، ولقد كنا أصدقاء نلعب معاً كثيراً عندما كنا أصغر سناً. أما الآن وقد شارفنا على البلوغ فنحن لا نختلط معاً. عائلة العم نبيل عائلة متفهمة ومتدينة. وبالمناسبة سوسن هي أخت حمزة بالرضاعة.

    لي صديقان في مثل عمري هما زياد وشاهر. زياد قوي الشخصية إلى حد كبير! لا أدري مم اكتسب قوة شخصيته. شاهر طيب القلب (لا يعني ذلك أنه غبي) إلى درجة كبيرة تشك معها هل هو إنسان أم مخلوق آخر؟




    لقد اعتدت على كبت مشاعري ، دائماً ، وذلك ربما لأخفي الجزء الحقيقي من شخصيتي ، الجزء الذي يحتوي بداخله شخصاً رقيقاً مرهف الحس. لقد اضطررت أتخذ قرارات كثيرة لا أحبها ، وشعرت بتأنيب الضمير كثيراً وأنا أتخذ بعض القرارات ، لكن كل شئ يهون في سبيل إخفاء مشاعري.

    كنت ألجأ لرفاقي وأصارحهم في حال حدوث مشكلة معي ، لكنني لم أكن أصارح أهلي إلا بالقليل ، وهذا لا يعني أنني لا أحبهم. تلك مسألة أخرى.




    "زياد!!! هيا فلنعد معاً!!!" صحت منادياً صديقي وأن خارج من المدرسة.

    فقال: "حسناً ، سأسبقك إلى السيارة"

    قلت: "آآه ، يا ليت شاهر كان معنا بنفس المدرسة ، هيا بنا"

    نعم ، فرغم صغر سني فقد كنت أقود سيارة ، وذلك بسبب مسؤولياتي الكثيرة الكثيرة الكثيرة جداً في البيت. لقد كنت أحمل مسؤولية كبيرة. فأبي الآن مريض ، وأمي أصيبت بمرض بعد ولادتها وصار عمر أخي الآن عام وهي لم تشف منه بعد ، وعلي الاعتناء بوالدتي المتعبة وأبي المريض وأخي الصغير وأيضاً الدراسة ؛ لهذا لم يكن لدي الكثير من الوقت للهو باستثناء وقت الاستراحة البسيط الذي في المدرسة فقط ، خاصة وأنني كنت لا أحب درس الرياضة وأفضل الجلوس وحدي على اللعب وذلك بسبب خلل بسيط في العظام بقدمي. كنت أستطيع المشي والوقوف ، لكنني لا أقدر أن أركض سوى القليل جداً.



    لكن جزءاً مني كان سعيداً برغم ذلك ، فأبي علمني القيادة وعمري 13 عاماً ، ولدي سيارة تحت تصرفي. جزء مني كان يشعر بأنني رجل ، وهذا الجزء كان سعيداً. وعلاوة على ذلك ، لم أفكر يوماً باستغلال إمكانياتي ومسؤولياتي (كالسيارة) سوى بخدمة أهلي ، وتوصيل صديقي زياد من وإلى المدرسة فقط ، وليس أية مشاوير أخرى.

    كنت أشعر بأنني أكبر من عمري ، وحتى عندما أقابل أو أحادث شخصاً في مثل سني فأنا أشعر أنني أكبر منه.



    كنا في طريقنا عندما لفت نظري مشهد ، عدد كبير من الأولاد متجمعون وهم يصيحون "ووووو!" "نعااااام!" "آآآآآآه" "المزيييييد!!!!" ، فاتنتجت أنها معركة. ليست شيئاً جديداً ، لكن شيئاً فيها كان غير مألوف.

    سألت أحد زملائي في الصف – وكان واقفاً يشاهد - : "ماهذا يا سعيد"؟

    فقال: "إنه حمدان الأهوج ، يعاقب نبيل المسكين ، لم يواجهه رجلاً لرجل ، بل أحضر عشرة من رفاقه وبدؤوا بضربه جميعاً!!"

    قلت: "ياللخسة! سأساعده!"

    قال زياد: "ماذا؟ وماشأننا؟"

    قلت: "حسناً سأوقف المعركة فقط وأربي حمدان الأهوج"

    دخلت إلى منتصف المعركة وأخذت أصيح بصوتي العالي: "توقفواً! توقفوا أيها الحمقى جميعاً!!! وإلا!!!!!!"

    ولدهشتي الشديدة توقف الجميع... صاح حمدان الأهوج: "وإلا ماذا أيها النحاسي؟"

    قلت له: "ماسبب هذه المعركة؟ ولماذا تستعين برفاقك ولا تقوم بالعمل وحدك؟"

    قال: "هذا ليس من شأنك أيها الصعلوك!"

    هنا تدخل زياد وقال: "لم لا تعترف بالحقيقة؟ أنت تغار منه لأنه متفوق على الكل وهو غريب ليس من هذه البلدة!"

    قال: "اصمت أنت وصديقك الأحمق!"

    صاح زياد: "لا تنعته بالأحمق ياصغير! أنت جبان! تخاف من ولد مثل نبيل! لهذا تستعين برفاقك ليضربوه بينما أنت تقف ساكناً!"

    قلت: "زياد ، ما الذي حدث لك؟"

    قال لي: "اصمت أنت!!"

    فالتزمت الصمت مشدوهاً

    وتابع زياد: "أنا أتحداك أيها الجبان أن تعاركني وحدي.. رجلاً ضد رجل"

    قال حمدان: "حسناً ، يا شباب هيا اضربوه شرباً مبرحاً"

    قال زياد: "اسمعوني أنتم ، ليس بيني وبينكم شئ ، لكن إن اعتديتم علي فالويل لكم! هيا! أنا أتحداكم جميعا!!!!"

    "هجووووم!!" وبدأت المعركة..

    "لااااااااااااااااااااااااااا" كانت هذه الصرخة الوحيدة التي تطالب بإيقاف المعركة ، وكانت مني ، لكن ما من مجيب.

    طبعاً لم تكن المعركة متكافئة. لقد نال زياد نصيباً وافراً من الضرب. ورغم أنني تدخلت ، لكن تدخلي لم يفده.لكن الحق يقال أنني رأيته يقاتل بشجاعة لم يسبق لها مثيل.

    سألته: "لماذا افتعلت المعركة مع أنك كنت لا تريدها؟"

    قال لي: "من أجلك طبعاً يا صديقي. لقد كنت موقناً أنهم سيضربونك ، كان ذلك واضحاً لا محالة. فقررت أن أحميك"

    قلت له: "وماذنبك أنت؟ لماذا؟"

    قال: "أنا صديقك ، ولن أنس المواقف التي دعمتني فيها معنوياً"

    صمت في تأثر. هكذا كان زياد. عندما يمتد شئ ليضرب يدي فإنه يبرز وجهه حتى يصده. لقد كان دائماً يدعمني بآرائه القوية أيضاً.




    اليوم التالي تغيب زياد بسبب أنه ذهب للمستشفى من كثرة الكدمات على وجهه. شعرت بتأنيب كبير للضمير.

    في وقت الخروج كان هناك شخص غير زياد ينتظرني. لقد كان الأهوج ، ومعه رفاقه.

    قال: "هاهاها ، أين صديقك؟ هل هو خائف؟"

    قلت: "لا ، لقد تغيب وهذا الأمر يخصه"

    قال: "ماذا؟ لا شك أنه خاف منا ومن أن ينال المزيد من الضرب"

    هنا شعرت بالغضب! كيف يتحدث هكذا عن صديقي؟ راودتني رغبة كبيرة بأن أصفعه على وجهه ؛ لكني الحقيقة أنني كنت أجبن من أن أفعل.

    وتابع حمدان الأهوج الحديث: "صديقك ليس رجلاً. إنه ولد! هاهاهاها"

    ازداد غضبي ولم أملك سوى الصمت..

    تابع: "أنا آسف فهو ليس ولداً. إنه فتاة!!! نيهاهاهاهاهاها"

    وأخذ الجميع بالضحك والقهقهة.. "هاهاها فتاة! هاهاها"

    وشعرت وكأن الأصوات كلها تتردد في رأسي ، هاهاها في رأسي.. وشعرت بطاقة كبيرة تجري في عروقي. ثم قفزت إلى ذهني صورة صديقي وكيف قاتل بشجاعة من أجلي. كيف أخونه هكذا؟ كيف؟؟ كيف؟؟؟؟!!!!

    لا!! لا!!! لا!!!

    طاقة البغض تزداد في أعماقي.. أغبقت عيني وصرت أتنفس بعمق وقوة وحرارة ، وأنا أشعر بالطاقة تزداد في أعماقي. طاقة الغضب.. طاقة البغض!!! لا أدري ماهي ، لكنني أشعر بها. أريد أن أخرجها... أريد أن أخرجها قبل أن تزداد... آآآآآآآآآآآآآآآآآآه!!!!!!!



    "لاااااااااااااااااااااااااااا" هااااع!!!

    "...."

    "..."

    ودوى الصمت.. لقد كان ما فعلته أشد من دوي القنبلة. لقد صفعت حمدان الأهوج صفعة قوية. ربما كانت كل ما أوتيته من قوة في ذلك الوقت. صفعته بينما كان يقهقه. هذا زاد من تأثيرها عليه. لست أصدق أنني فعلت ذلك.

    "ماذا؟ كيف تجرؤ؟!!!!" سمعت هذه الصرخة منه ، ثم شعرت بمجموعة من المطارق وسمعت الكثير من أصوات الطرق ووجدت نفسي ممدداً على الأرض وسط الساحة الفارغة. نعم ، فقد ضربوني ضرباً مبرحاً ، لكنني كنت سعيداً. لقد كنت وفياً لصديقي. وفجأة إذا بحمدان يأتي ويقول: "لن أنس لك هذا ماحييت! أنت أول من يفعل ذلك بي"

    يبدو أنها أثرت فيه أكثر مما توقعت. هذا أفضل.



    فيما بعد ، علم زياد بالموضوع ، ورغم أنه لم يبد رضاه عن تعريض نفسي للخطر ، إلا أنني أعلم أنه في الحقيقة سعيد جداً.



    بعد أسبوع قامت مدرسة شاهر بإجراء رحلة إلى مدرستنا. "انظر يازياد! أليس هذا شاهر؟"

    قال زياد: "بلى!! شاهر!!! تعال إلى هنا!!!"

    رآنا شاهر وقدم على عجل وابتسامة على وجهه وهو يقول: "عمار ، زياد ، كم أنا سعي..." ولم يكمل عبارته ، إذ أن لكمة بدت لنا وكأنها جاءت من الفراغ أصابت وجهه لتمحي تلك الابتسامة والفرحة. لقد كان الأهوج.

    صاح زياد: "تباً لك!!"

    صحت: "ماذا فعل لك؟!!!"

    قال: "نيهاهاهاها. كنت أنتظر هذا اليوم ، اليوم الذي أضرب فيه الشلة كلها. اهجموا عليهم!!!"

    أبعدت شاهر ، وقمنا أنا وزياد بالعراك.

    رغم أنهم كانوا عشرة ، إلا أن شيئاً كان بي وأنا بالمعركة. كنت غاضباً جداً. لا ، الغضب كلمة قليلة جداً لوصف حالتي. لقد كنت أنا الأهوج! ربما كان هذا ما جعلني وحشاً! لم أقاتل هكذا من قبل! زياد كان يقاتل أيضاً ، وبشراسة ، لكن رغم ذلك ، كان هناك شئ بي ليس موجوداً بزياد ، ربما كانت الطاقة. الطاقة التي أشعر بها عبر صدري وظري ومؤخرة عنقي. الطاقة التي أشعر أنها تتدفق في عروقي.

    عندما شعر حمدان أن المعركة ليست في صالحه أخرج سكيناً وطعن فيها زياد في يده ، "آآآآآآآآآآآآآآآآه!!" صرخة كبيرة خرجت من صديقي ، وبعدها هجم العشرة علي.

    لم تكن الطعنة قاتلة طبعاً ، لكن مرأى الدم فجر شيئاً بي. رغم أن العشرة انقضوا علي فقد أبعدتهم جميعاً عني ، وصرت أضربهم بسرعة وقوة شديدة وأتلقى الضربات في نفس الوقت. يبدو أن تلقيهم للضربات على هذا النحو قد أخافهم بعض الشئ ، خاصة وأن جسدي كان يرتجف!! كنت أشعر أنني سأنفجر!!! سأنفجر!!

    صرخ حمدان: "ماذا تفعلون أيها الجبناء؟؟ هيا اضربوه!!!"

    لكنهم بدو مترددين خاصة بعدما فعلته.. لقد وقفت ، وشددت ظهري ، وأغلقت قبضتي بقوة ، وأغمضت عيني وأنا أضغط على أسناني وأشعر بالطاقة تجري بي وبقوة....

    "هيا!!!!"

    وبمجرد أن هجموا علي ، صرخت "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"

    "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"

    "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"

    وأنا أصرخ وأصرخ كنت أشعر بحرارة. سقطت من الإجهاد وكانت المفاجأة!!

    زياد وشاهر ينظران لي بذهول!! الأولاد العشرة باستثناء حمدان كانو ساقطين أرضاً ، ويبدو على بعضهم آثار حروق. بل إن حائط المدرسة نفسه بدت عليه آثار حروق!! حمدان لم يصبه شئ.. بل ألقى سكينه وولى هرباً.



    لم يكن بعلمي أن شخصاً آخر كان يراقبنا ، وأن ماحدث كان فقط البداية.. البداية فحسب

  4. #4
    التسجيل
    25-11-2004
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    22

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    ماشاء اللة القصة رائعة نتظر منك المزيدأختك اللجين

  5. #5
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    أختي اللجين

    شكراً على مرورك

  6. #6
    التسجيل
    22-11-2004
    الدولة
    مملكتنا الغالية
    المشاركات
    170

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    بداية ممتازة وقصه حلوة لأنها جذبتني صراحه لكن اتمنى انك تكملها
    لأن اسلوبك جميل في الوصف
    وفي انتظار بقية القصة
    تحياتي
    لا تواخذني من الفرحة .. بكيت
    .
    بس شفتك طرت انا من فرحتي
    .
    ومن سعادة قلبي فيك..انا نسيت
    .
    ببتسملك وسبقتني.. دمعتي

    ...




  7. #7
    التسجيل
    29-04-2003
    الدولة
    في قلبِ من أُحِبْ ,,,
    المشاركات
    5,179

    Post مشاركة: الصرخة العظيمة

    ما شاء الله ....

    هل متأكد أنك أنت من كتب هذه القصة ...؟؟؟

    أمتأكد من ذلك ...؟؟

    ما شاء الله وكان ...

    إن دل ذلك على شيء فإنه يدل على إنك شخصٌ ذو ذوقٍ رفيع ..

    وكاتب متألق..

    أتمنى أن لا تحرمك إنشغالاتك عن كمال إبداعك المتواصل هنا...

    وأتمنى أن لا تحرمنا نهاية هذه القصة ...

    دمت لنا مبدعاً...

    أخوك ..

    أبوجمـــال

  8. #8
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ أو الأخت talal6555 ، شكراً جزيلاً على المرور. هذا يعني الكثير بالنسبة لي

    المراقب العزيز أبوجمال ، جزاك الله خيراً ، وشكراً على التفضل بالمرور. ربما لا تدري كم يعني هذا بالنسبة لي ، خاصة وأنها قصتي الأولى.
    (بس بيني وبينك حاسس إنك تبالغ شوي)
    عموماً الفصل الثاني قريب إن شاء الله. يمكن اليوم؟ يمكن بكرة؟ يمكن بعده..

  9. #9
    التسجيل
    29-04-2003
    الدولة
    في قلبِ من أُحِبْ ,,,
    المشاركات
    5,179

    Post مشاركة: الصرخة العظيمة

    (بس بيني وبينك حاسس إنك تبالغ شوي)
    وليش أبالغ..؟؟؟

    ...

    هذه الحقيقة ..

    إلا إن كنت غير واثق من كتابتك ..

  10. #10
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    أخي أبو جمال ، شكراً جزيلاً

    الإخوة الباقون:

    آسف على التأخير ، والآن سأعطيكم ثلاثة فصول. ربما لا توجد الكثير من الأحداث ، لكن اصبراً ، هناك الكثير في جعبتي

    وبسم الله نبدأ

  11. #11
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    الفصل الثاني


    لقد كان هناك رجل كهل يشاهدنا. يبدو في الخمسينات من عمره. (أعرف أن الأعضاء سيقولون: ليش خمسين سنة كهل؟ لسه شباب! لكن ما علينا ، هيك رغبة المؤلف).

    كان واقفاً ، ويبتسم ابتسامة صفراء لم تعجبني ، وكان يحدق بي مباشرة. ورغم الموقف الذي تعرضت له ، فقد تذكرت أمراً علمني إياه أحد أقربائي ، قال لي: "إذا رأ]ت شخصاً يحدق بك فبادله التحديق ، وإياك أن تبتسم – بل حافظ على نظرتك الجامدة"

    حسناً ، لقد كانت فرصة لتجريب ذلك. وبينما ألتفت إلى لرجل التفاتة سريعة لمحت بسرعة نقطً حمراء صغيرة على الأرض بطرف عيني. يا إلهي! هذا دم صديقي! كيف نسيت؟! لا وقت للتفاهات! فليحدق بي كما يشاء! ربما كان شكلي مميزاً!

    قلت لصديقي بلهفة وجزع: "يا إلهي! هيا إلى أي مستشفى أو مستوصف قبل أن يتعفن الجرح!"

    لكن زياد كان ينظر إلى الرجل ، ولم تعجبني نظرته ؛ كن يبدو متوتراً وربما خائفاً أيضاً.

    هتفت به: "ماذا أصابك؟ هل صابت الطعنة دماغك أم يدك؟ هيا تعال!"

    انتفض كمن استيقظ من كابوس وقام واقفاً دون أن يقول شيئاً. شاهر أيضاً كان يبدو عليه التوتر. تباً! لا ينقصني الآن رجال مثل ذلك الرجل! نظرت إليه شزراً فضحك ضحكة خافتة وانصرف.

    كان زياد يترنح من الألم ، وكنا جزعين أنا وشاهر. قال شاهر: "توقف يا زياد" وفجأة حمله ، بصراحة لا أدري كيف وأخذ يركض إلى السيارة مثلي ، رغم صيحات زياد التي كانت تقول بأن الموقف بسيط ولا يستحق ، لكنها لهفة الصديق على صديقه. لا ، لقد كنا أكثر من أصدقاء. لكن كنا أصدقاء وإخوة أيضاً ، وصدق من قال: "رب أخ لك لم تلده أمك". على أن مبادرة شاهر – رغم بساطتها – أثرت بي ، لم أفكر أبداً بأمر مماثل. كل ما فكرت فيه هو الوصول إلى المستشفى.


    ركبنا السيارة ، وتوليت القيادة. كنت متمالكاً نفسي أكثر من شاهر الذي كان يتساءل بحنق: "ماهذا؟ أين الشرطة؟ أين الإدارة؟ ألا يوجد نظام؟"

    قلت له مبتسماً بسخرية: "هاه! أنت إما مثالي أو أن ما حدث قد أنساك! الشرطة والنظام لا يأتون إلا في المسلسلات والأفلام! وإن أتوا في الحقيقة فلن يأتوا لأن شخصاً من البلد قام بضرب أو طعن أو حتى قتل شخص ليس من البلد!"

    وتابع زياد: "القانون هنا يطبق على الضعفاء فقط"

    بصراحة لم نكن خائفين لأن الطعنة قاتلة أو ما شابه ؛ كنا مبالغين وخائئفين فقط ربما لأن هذا كان أول مرة يحصل لنا. لكنه لن يمر على نفسي بسلام. لقد أساحوا دم صديقي. حتى ولو لم أتصرف في عالم الواقع فسأظل أذكر هذا اليوم ما حييت. هذا ما كنت أفكر فيه وأنا أقود.

    "بالمناسبة ، من هو ذلك الرجل؟" هكذا تساءلت

    رد شاهر: "ألا تعرفه؟!"

    قلت له: "نعم لا أعرفه. لماذا؟ هل من المفترض أن أعرفه؟"

    قال لي: "إنه عالم يستغل علمه في الشر. اسمه البروفيسور علام"

    قلت له: "حسناً ، ولماذا الخوف؟ فليستغل علمه في الشر أو الخير أو حتى تقشير البطاطا. ما المشكلة؟"

    قال لي: "مجال بحثه هو الإلكترونيات والجسم البشري. التخصص الثاني يهمنا"

    قلت له: "ما زلت لا أرى مشكلة! ماذا في ذلك؟ ليس أول ولا آخر عالم شرير"

    هنا تكلم زياد: "وهل نسيت ما فعلته؟"
    قلت له: "وماالذي فعلته؟"

    قال زياد: "بعدما صرخت وذلك الضوء! لن أستطيع محو المشهد من ذهني ما حييت! لقد شعرت بالخوف ولم أصدق عيني! لا شك أن هذا سيثير اهتمام البروفيسور!"

    "....." كان الصمت هو ما قلته. لقد نسيت الموضوع! أنا نفسي لم كن أدري ما الذي فعلته ولا كيف. بصراحة إعادة التفكير بهذا تثير خوفي. هل سمعتم عن شخص يصيح فيفعل ما فعلته؟

    "ما كان هذا يا عمار؟" قطع صوت شاهر حبل تفكيري. "لا أعلم يا شاهر ، صدقني لا أعلم"

    ثم استطردت: "هذه أول مرة يحصل هذا لي. ولم أسمع من قبل عن أشياء مشابهة"


    وصلنا إلى المستشفى ، وتم تضميد جرح زياد ، وعدت إلى البيت ونمت وكأن شيئاً لم يحدث. لكن اليوم التالي كان يخبئ أحداثاً أخرى.


    ذهبت إلى المدرسة وشاهدت صديقي واطمأننت عليه بعد تطبيب يده وأوصلته إلى داره. طبعاً لم ينتظرنا الأهوج. هذا ما توقعته ، لست أظنه ينسى ما رآه بسهولة. لكن شخصاً آخر كان ينتظرني قرب بيتي. (أكيد راح تقولوا البروفيسور ، صحيح ، وبجانبه شخص آخر لن تتوقعوا من هو. أتحداكم تتوقعوا من هو)


  12. #12
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    الفصل الثالث



    فعلاً ، كان البروفيسور يقف بعيداً قليلاً ، وأقرب إليه مني كان شخصاً آخر أعرفه. كان هذا لشخص يأتي هنا دائماً في هذا الوقت من الشهر لأخذ حسابه!! (نعم لأخذ حسابه!! من ظننتموه يكون؟) لقد كان البقال الذي نتعامل معه ، وكنا نشتري منه دائماً ثم ندفع له كل شهر مجموع ما اشتريناه. حاسبته وأكملت طريقي إلى البيت وكأنني لم أر البروفيسور (معليش النكتة بايخة شوي).



    "انتظر لو سمحت يا عمار" لم أكن أعرف صاحب هذا الصوت. لا يحتاج الأمر إلى ذكاء لأعرف أنه البروفيسور علام. لكن ما أدهشني أنه عرف اسمي. لكنني تظاهرت بأنني لم أسمع ، وافترضت أنني شكاك بل ولم ألتفت حتى ، وافترضت أن الحقيقة أن شخصاً ما نادى صديقاً أو قريباً له اسمه عمار. صحيح ؛ لست الوحيد في العالم الذي اسمه عمار – لهذا تابعت طريقي وكأن اسمي ليس بعمار.

    "عمار الحديدي! أنا أكلمك"

    هنا توقفت وكأن صاعقة أصابتني. لا يعرف الكثيرون هذا الاسم. لكن مهلاً! يمكنه أن يسأل عن اسمي ، لكن السؤال هو لماذا؟ بصراحة أصابني الفضول – وهذا شئ نادر – لمعرفة ماذا يريد البروفيسور علام مني ؛ لهذا التفت إليه متسائلاً: "أنا هو. ماذا تريد؟"

    ابتسم ومد يده مصافحاً: "أنا البروفيسور علام"

    مددت يدي أيضاً :"أعرف هذا ، وكنت أود أن أعرفك على نفسي ، لكن يبدو لي أنك تعرف اسمي"

    قال بلهجة لم تعجبني: "بل وعرف الكثير عنك أيضاً"

    اضطربت ، وقلت له: "ماذا تريد؟"

    قال ضاحكاً: "هاهاها! يبدو أنني أثرت فضولك! ياله من شرف لي"
    قلت له: "عن إذنك ، فلن أضيع وقتي بكلام فارغ عن فضولي"

    وأدرت ظهري ومشيت ، وبمجرد أن خطوت خطوتي الأولى أمسك بكتفي من الخلف ، وقال لي: "استطيع أن أعطيك التفسير"

    قلت له: "بروفيسور ، أنزل يدك لو سمحت"

    أنزل يده ، واستدرت إليه. قال: "أستطيع أن أعطيك التفسير"

    قلت له: "أي تفسير؟"

    قال: "تفسير ما حصل"

    قلت: "وما الذي حصل؟"

    قال: "لا تتصرف كأنك لا تعلم. أنا أقصد تفسير ما حدث أثناء معركتك مع أولئك الطلاب"

    قلت له: "أنا سأفسرها لك ، شخص غضب وصرخ فتهاوى الجميع أرضاً وأصاب جدار المدرسة حرق"

    قال لي: "أهكذا تفسر الأمور دائماً؟"

    قلت له: "نعم ، ببساطة وتجريد من كل المعاني"

    قال لي: "لكن كيف تعيش وتفكر هكذا؟"

    قلت: "هذ شأني وحدي ، والآن اسمح لي"

    قال: "يمكنني أن أعطيك التفسير ، ولكن بمقابل"

    طبعاً كان كلامي دائماً من النوع الذي يخرب الآمال ، لهذ قلت له: "بصراحة لست مهتماً. سواءً عرفت التفسير أم لم أعرف فما حصل قد حصل"

    قال: "هاهاها. لنتحدث بصراحة أكثر. أنا أحتاج إلى شئ منك. وفكرت بأن التفسير ربما يكون مقابلاً جيداً. اطلب ما تشاء مقابل الشئ الذي أريده منك"

    قلت له: " لا يهمني ماذا تريد"

    قال لي: "صدقني لو عرفته فسيهمك. لماذا تحكم على الشئهذا بأنه لن يهمك وأنت لم تعرفه أصلاً؟"

    بصراحة الرجل محق. ربما كنت أتصرف بجفاء ، لكنني لم أرتح لهذا الرجل ؛ خاصة وأن من النوع الذي أؤمن بإحساسي. "حسناً ، وما الذي تريده مني؟"

  13. #13
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    الفصل الرابع


    "ماذا؟" لم أصدق ما قاله! ويبدو أنه كان يتوقع ذلك ؛ لأنه قال – وبكل بساطة – :

    "أجل ، كما سمعت. أريد بعضاً من خلايا جسمك"

    قلت: "وماذا تريد من خلايا جسمي؟"

    قال: "أريد إجراء بعض الأبحاث ، وسأعطيك ما تشاء مقابل خلاياك"

    قلت: "أي نوع من الأبحاث؟"

    قال لي: "حتى لو قلت لك فان تفهم"

    التزمت الصمت مفكراً.

    قال: "تذكر ، اطلب أي شئ تريده"

    قطبت حاجبي.. لماذا يلح هكذا؟ لماذا هو متلهف هكذا؟ لا يبدو لي أنه ينوي خيراً.

    "جوابي هو لا!!"
    "هاهاها. ليست مشكلة. سأعطيك مهلة لكي تفكر. سأعود إليك بعد عام ، وحتى ذلك الحين أعدك بأن لا تراني أبداً كي لا أعكر صفو مزاجك. سأعود بعد عام لأعرف ما الذي تريده ، لا تنس هذا التاريخ أبداً.. الخامس من فبراير"


    عدت إلى البيت وكأن شيئاً لم يحدث. لن أخبر أبي أو أمي كي لا أشغل بالهما.

    "مرحباً أمي"

    "أهلاً يا عمار"

    "أين أبي؟"

    "موجود. خذ ، سلم على أخيك الصغير"

    نظرت إلى أخي الرضيع وقلت: "مرحباً يا أخي الصغير" وانصرفت لأغير ثيابي.

    "انتظر يا عمار!"

    "ماذا يا أمي؟"

    "ألا تحب أخاك؟!"

    أحب أخي؟ الحب كلمة قليلة ، لكنني لا أظهر عاطفتي. أنا أتمنى أن أمسك أخي وأضمه وأقبله! لكنني لا أظهر عاطفتي. لماذا؟ لأنني لا أحب التعليقات وكأنني مخلوق فضائي. [أوه ، يحب أخاه] ، [أوه ، ابتسم] ، [أوه ، احتضن أخاه الصغير! ياله من حنون!]

    أجل ، أنا شخص عاطفي جداً ومرهف الحس ، لكن الناس – كل الناس وحتى أمي – يتعاملون مع حسي المرهف وكأنه أمر غريب! وكأنه أمر غير معتاد ويستحق التعليق عليه وعلى كل صغيرة وكبيرة أفعلها. لكن عندما أظهر أنني صلب كالصخر فلا أحد يعلق ولا أحد يعرف حقيقتي. ربما كان ما أفعله خطأً ، لكن لم يعد يهمني.

    "لماذا لا ترد؟"

    "أنا آسف. كنت أفكر. المسألة ليست مسألة هل أحبه أم لا"

    "لا تهمني المسألة! أجب على سؤالي!"

    هنا دخل أي وأنقذني من الموقف دون أن يدري

    "أهلاً عمار ، متى وصلت؟"

    "منذ قليل يا أبي"

    "عظيم. هيا خذ قسطاً من الراحة وتجهز كي نذهب للعمل. يوجد الكثير من الموتى اليوم"

    "لا داعي. سأذهب من الآن. فلننته من العمل باكراً"

    "فليكن كذلك إذاً"

    هنا قالت أمي: "لا تنسوا إحضار أغراض للضيافة. السيد نبيل سيأتي هو وزوجته مع أحمد وسوسن غداً"


    كنت دائماً الصلب نفسياً. كان رفاقي يشكون إلي هموهم ، لكنني لم أكن أشكو شيئاً لأحد. كنت أعرف أسرار الجميع لكن لا أحد يعرف أسراري. ربما بسبب صلابتي من الخارج كانوا يظنون أنه لا هموم لدي ، وأنني لست صاحب حس مرهف.


    أذكر مرة أن شاهر تأخر عن امتحان (عن غير قصد) ولم يدخله المدرس ، وخاف من أن يخبر أهله. قمت أنا وتصرفت ، والحمد لله حلت المشكلة بعد أن تحدثت مع المدرس ، الذي طلب بحثاً مطولاً عن موضوع صعب! يبدو أنه كان يسخر مني ومن شاهر. فالبحث الذي طلبه كان صعباً.

    قال شاهر: "يا إلهي! كيف سنحل هذا الموضوع؟"

    "لا عليك! أنا لها يا صديقي! أنا لها يا صديقي!"

    وبعد جهد جهيد تمكنت من عمل البحث لصديقي ، وقدمه شاهر على أنه باسمه. طبعاً لم يصدق المدرس عيناه ، واضطر أن يضع له العلامة كاملة كما وعد.


    كان شاهر وزياد صديقين وفيين ، ولم يقصرا معي بشئ ، ولا أذكر مرة أني احتجتهما إلا ووجدتهما. المواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى.


  14. #14
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    في الفصول القادمة إن شاء الله بعض الأحداث

    بالنسبة لي وصلت إلى الفصل السادس في التأليف
    لا تقلقوا. ادعوا الله أن يؤتيني بعض الإلهام

  15. #15
    التسجيل
    22-11-2004
    الدولة
    مملكتنا الغالية
    المشاركات
    170

    مشاركة: الصرخة العظيمة

    ماشاء الله عليك اخوي سيلفر صراحه انجرفت مع التيار
    واندمجت مع القصه الجميلة لكن لا تنسى تستمر لانها قصه ممتازة
    ومحيرة يسلمك ربي............... تحياتي
    لا تواخذني من الفرحة .. بكيت
    .
    بس شفتك طرت انا من فرحتي
    .
    ومن سعادة قلبي فيك..انا نسيت
    .
    ببتسملك وسبقتني.. دمعتي

    ...




صفحة 1 من 13 12345611 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •