السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الحالة من الحالات المنتشرة في مجتمعاتنا في عصرنا الحالي ... وسأحاول أن أقول وجهة نظري بإيجاز إن استطعت .
أولاً: لا يحق للأب أن يغصب ولده على الزواج من من لا يحب ، فالرسول عليه الصلاة والسلام أكد على وجود المحبة بين الطرفين ، وإن عصى الولد أباه وتزوج من يحب فزواجه صالح وليس باطل.
وأذكر مثالاً على ذلك بأنه جاء الرسول عليه الصلاة والسلام زوجين ليأخذا رأيه ، فقالا:
_" يا رسول الله، تقدم لخطبة ابنتنا رجلان ، أحدهما مغدق والثاني ميسر ، فمن تختار لها".
فأول ماقاله الرسول هو:
_" ومن تهوى البنت ؟؟"
فقال الزوجان:
_ " أما نحن فهوانا مع الميسر".
فكرر الرسول سؤاله:
_" من تهوى البنت".
فقالوا:
_" إن هواهى مع المغدق".
فقال الرسول:
_ "لا أجد للمتحابين إلا الزواج".
ثانياً: ولكن على الشب أن يدرك أيضاً أن الزواج ليس فقط هو اقتران رجل بامرأة ، وإنما هو اقتران عائلتين مع بعضهما ، لذا يحق للوالدين أن يرفضى أو يوافى على الزواج لقوله تعالى :" وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".
ثالثاً: إذا خضع الولد لكلام أبيه وتزوج من إبنه عمه رغماً عنه فأخشى أن يظلمها معه في حياتها.
فالحل في نظري كما تفضلت الأخت هو أن يصلي الولد صلاة استخارة ، ثم يراجع الموضوع مع أبيه مجدداً عله استطاع أن يقنعه بوجهة نظره.
هذا هو رأيي ، فإن كان صواباً فبتوفيق من الله .
وإن كان خطأً فمن نفسي ومن الشيطان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: صلاة الإستخارة ليست كما يظنه البعض أن يصلي المرء ركعتين، ثم ينام ليشاهد وحياً من الله في منامه فقط، بل إن من يصليهما فليدرك أن نتيجة الأمر الذي استخار فيه ستكون كل خير بإذن الله، وتطبيقاً على الموضوع فإن وفقه الله ، واهتدى الأب للفكرة وتم الزواج، فهذه من نتيجة الإستخارة.
أما إن تعقدة الأمور، ولم يقتنع الأب بالفكرة فليدرك الإبن أن هذا الزواج ليس فيه خير، وهي أيضاً من نتيجة الإستخارة، لذا فاليصلي وليتوكل على الله.