المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايدي 111
حاضر يا خوي..
ورح أتجاهل آخر جملة قلتها..
حسبي الله ونعم الوكيل..
..
أخذ الطبيب الشرعي اللفافة من يد المدير عماد، وأعطاها إلى مساعده وأمره بالتوجه إلى المختبر للتحليل.
قالت شيرين: ألم تعلم نوع السم بعد؟
هز الطبيب رأسه وقال: لا، ولكن السم قد دخل جوفه، وعند عودة المساعد سيكشف لنا عن نوعه.
اقتربت شيرين من الضحية ونظرت إليها، ثم قالت: هذا يعني أن المدير قد تناول السم دون أن يدري!!
عقد الطبيب حاجبيه وقال: نعم، فهذا محتمل جداً.
وراح يفحصها للمرة الألف، ولكن دون فائدة.
قالت شيرين: أتفعل السموم تصلباً في الجسم؟
فكر الطبيب وقال: لا، بل ترخي الجسد إلى حد انخفاض في الدورة الدموية، وبذلك ينخفض معدل الدم في الجسم مما يجعله بحاجة إلى الأوكسجين، فيموت من تعاطاه خنقاً.
ثم استدار إلى شيرين وقال لها: أيمكنك أن تصفي المدير حال تعاطيه السم؟
صمتت شيرين لبرهة ثم قالت: أذكر أنه كان يضع كلتا يديه على رقبته محاولاً التنفس، جاحظاً عينيه، وكان يلهث بقوة، ولقد بدأت هذه الأعراض بعد....
قاطعها الطبيب قائلاً: بعد دقيقة واحدة من تناوله السم. هل لك أن تطلعيني على شريط التصوير الذي شهد الجريمة؟
قالت شيرين وهي تتوجه نحو الغرفة الخلفية لتحضر الشريط وقالت: بكل سرور.
أحضرته بسرعة ووضعته في جهاز الفيديو بجانب مكتب الضحية، وبدأ العرض على شاشة صغيرة مغبرة.
لاحظ الطبيب تحرك المرأة في المكتب، وانتبه إلى يدها جيداً، فوجد أن شيئاً ما مخفي في باطن يدها.
فأشار إليه قائلاً: شيرين، أتستطيعين تكبير الصورة قليلاً؟
أجابت شيرين وهي تقوم بتكبير الصورة: بالتأكيد، أوجدت شيئاً؟
رد الطبيب مبتسماً: إن صدق ظني فسأعلم الأسلوب الذي اتبعته المرأة في قتل المدير.
وعند التكبير ظهرت علبة سجائر في باطن يد المرأة، محاولة إخفاءه، فقال الطبيب: أترين ما يظهر هنا؟ إنه السم.
تأوهت شيرين وقالت: لقد وضعت السم في اللفافات، ولسوء الحظ أخذها المدير دون أن يعلم ما ينتظره..
ثم أردفت: ولكن، كيف أخذها المدير والعلبة في يد المرأة؟
رد الطبيب بابتسامة مشرقة: تحليل ذلك سهل، ومع أني طبيب إلا أني أجيد دور المتحري.. فكل ما كان عليها هو أن تقوم باستبدال علبة السجائر الخاصة به والتي وضعها المدير على المكتب بعلبة أخرى مشابهة وقد أعدت فيها السم، وغادرت المكان سريعاً بعد إنهائها العملية حتى لا ينكشف أمرها.
قالت شيرين وهي تنظر إلى شريط العرض مرة أخرى: يا لها من خبيثة، إذاً فقد اعتمتدت في جريمتها هذه على السرعة والخفة معاً.