فى البداية (1624) كان ما يعرف اليوم بإسم قصر فرساي عبارة عن مكان إنطلاق حملات الصيد الملكية فى عهد لويس 12 ؛ إلا أن لويس 14 قرر لأسباب سياسية هجرة باريس ، وتغيير محل الصيد البسيط الى القصر الرائع المعروف اليوم ، وبحيث قام المهندس (لوفو) فى عام 1668 بمضاعفة مساحة المكان وبناء الواجهة العريضة (850 مترا) المواجهة للحديقة ؛ وأستمرت أعمال توسيع القصر فترة طويلة تحت إشراف عدد آخر من المهندسين وفى عهود ملوك آخرين ....

ودفعت أحداث عام 1789 (الثورة الفرنسية) بالأسرة المالكة الى العودة الى باريس ، وسقط القصر فى عب الإهمال الكامل وتعرض تكرارا للسلب والنهب ، وفقد بعض من تحفه الفنية وذلك حتى سنة 1837 لما قرر لويس فيليب القيام بصيانته وتخصيصه متحفا للتاريخ الفرنسي.




يشغل متحف التاريخ 11 قاعة مخصصة للويس 12 ولويس 14 ، بالإضافة الى الأوبرا التى بنيت خصيصا بمناسبة زواج لويس 16 بماري انطوانيت ، مع كنيسة جميلة ؛ كما يضم عدد من الصالونات الضخمة والفخمة كصالون هرقل ، وشقة الملكة التى تضم 6 صالونات.... وفيه أيضا ممر المرايا الذى تم تنفيذه عام 1678 (المهندس هارودوان-مانسار) والذى يعتبر تحفة فنية رائعة الجمال : ويبلغ طول الممر 75 مترا وعرضه 10 أمتار وتزين سقفه لوحات تمثل الإنتصارات الفرنسية ... وهو يضم 17 نافذة مطلة على الحديقة (كل نافذة فى مواجهة مرآة) وقد كانت تتم إضائته ايام لويس 14 بثلاثة آلاف شمعة .


ويضم القصر أيضا صالونى الحرب والسلام .

أما حديقة القصر ، التى أشرف على تنفيذها المهندس الشهير (لونوتر) ، فأفضل مثال لتصميم الحدائق الفرنسية ، وهى تشغل 100 هكتار وتضم كثير من النافورات اشهرها نافورة ديان ؛ دون نسيان حوض ابوللو المواجه للقصر.

وتزين ممرات الحديقة مجموعة تماثيل لمشاهير فرنسا ، بالإضافة الى بحيرتها التى يتجاوز عرضها الستين مترا وطولها الكيلومترين.

وفى زاوية من زوايا الحديقة ، يوجد قصر تريانو الكبير (1687) الذى صممه مانسار على نمط القصور الإيطالية ، والذى كان لويس 14 يحبذ الإقامة فيه ، والقصر ذو طابق واحد ويضم مجموعة من الشقق الملكية الفخمة

اما قصر تريانو الصغير فقد شيد عام 1762 بناء على تعليمات لويس 15 ، وظل يعتبر كقصر عشيقة الملك (مدام دو بومبادور) التى توفيت فى المكان سنة 1764 ، ليصبح منذها مكان الملك المفضل ، حيث كان يمضي معظم اوقات فراغه قرب (كونتيسة بيري) . ثم منح نابليون القصر لأخته بولين .... وفيه يوجد أثاث الملكة ماري انطوانيت..



ويوجد فى الحديقة الصغيرة المحيطة (معبدالحب) ، ذو القبة المرتكزة على 12 عمودا يوجد تحتها مباشرة تمثال جميل يرمز للحب ، وكانت ماري انطوانيت تحب كثيرا التنزه فيه .

وكان قصر فرساى محل لعدد من الأحداث التاريخية الهامة ، فمنه أنطلقت اولي شرارات الثورة (1789) ، وكانت مدينة فرساي أثناء الحرب البروسية - الفرنسية (1871) مقر قيادة القوات الألمانية ، وفى القصر ، توّج وليم الأول (الألمانى) إمبراطورا (18/1/1871) ، كما كان القصر مقر مجلس النواب أثناء حقبة الجمهورية الثالثة (حتى 1879) ، وفيه وقعت معاهدة فرساي الشهيرة بعد الحرب العالمية الأولى (1919)...

أيضا كانت مدينة فرساى مقر القيادة العامة لقوات الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية وتحديدا مابين سنة 1944 و سنة 1945.




يمكن الوصول الى فرساى إنطلاقا من باريس بالقطارات :

- من محطة قطارات سان لازار Saint Lazare


- من محطة قطارات اوسترليتو Austerlitz

- من محطة قطارات مونبرناس Montparnasse


وبالمترو والحافلات :
المترو حتى نهاية الخط رقم 9 - محطة Pont De Sévre - ثم إستقلال الحافلة رقم 171 حتى القصر.


* الـقبطان *