صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 12345678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 183

الموضوع: بلا اتجاه

  1. #31
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    أخي JARRASH


    شكرا ً لإهتمامك، وأنت تكفيني كمتابع... وأنا كما أسلفت قبلا ً أضعها في منتدى آخر، وعدد الردود لا يهمني كثيرا ً، يكفيني قرأتك واهتمامك من وقت إلى آخر.

    شكرا ً لك.


  2. #32
    التسجيل
    07-03-2004
    الدولة
    فـي بـيـتـنـا !! والله ..
    المشاركات
    424

    مشاركة: بلا اتجاه

    وأنت تكفيني كمتابع...

    مشكور أخوي




    وممكن تضيفني عندك في الماسنجر؟؟؟






    ايميلي في التوقيع











    والسلام...
    ((سبحان الله عدد ماكان ويكون وعدد الحركات وعدد السكون))

  3. #33
    التسجيل
    26-04-2003
    الدولة
    -(_)K..s..A(_)-
    المشاركات
    902

    مشاركة: بلا اتجاه

    ماشاء الله تبارك الله

    اخوي والله انك مبدع ماشاء الله عليك

    آسف على تأخر الرد بسبب الامتحانات

    وشكرا لك وانا متااااابع لك .....
    هلالي إلى الابد




  4. #34
    التسجيل
    06-08-2003
    الدولة
    :: Alone With My Dream ::
    المشاركات
    3,354

    مشاركة: بلا اتجاه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....................^_^



    ما شاء الله تبارك الله ............ الله يزيدك اخوي والله القصة جدا رائعة .............. ننتظر منك المزيييييييييد من القصص.......

    Snake Never Die سابقا

  5. #35
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    الأخوان Tranedo و Snak Never Die

    شكرا ً لكما، وأتمنى أن تكون الفصول القادمة أفضل.

  6. #36
    التسجيل
    12-05-2005
    الدولة
    فـي ارض يغازلها القمر (الشارجه)
    المشاركات
    502

    مشاركة: بلا اتجاه

    القـــــــــــــــــــــــصة وايد طويـــــــــــــلة تعبت وانا أقراها ......

    مشـــــــــــــــــــــــــــكور أخــــــــــــــــــــــــــوي أنا راحل ....
    فيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك الخيـــــــــــــــر واللـــــــــــــه ....


  7. #37
    التسجيل
    29-04-2003
    الدولة
    Jordan
    المشاركات
    527

    مشاركة: بلا اتجاه

    تسلم اخوي على القصة الأكثر من رائعة

    سلام...

  8. #38
    التسجيل
    07-03-2004
    الدولة
    فـي بـيـتـنـا !! والله ..
    المشاركات
    424

    مشاركة: بلا اتجاه

    السلام عليكم


    أخوي


    انا راحل




    وين الجزء الجديد؟؟؟



    واتمنى انه يكون طويل شوي
















    والسلام...
    التعديل الأخير تم بواسطة JARRASH ; 12-06-2005 الساعة 10:09 PM
    ((سبحان الله عدد ماكان ويكون وعدد الحركات وعدد السكون))

  9. #39
    التسجيل
    10-02-2001
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    5,379

    مشاركة: بلا اتجاه

    بصراحة.. ماتوقعت هذا المستوى الراقي في الطرح والوصف وتتابع الأحداث.

    علقتني امام الشاشة يا اخي لمدة ساعة كاملة، كلمة رائع لا توفيك نصف مجهودك.

    كمل واللي يرحم والديك.. كمل.

  10. #40
    التسجيل
    26-04-2003
    الدولة
    -(_)K..s..A(_)-
    المشاركات
    902

    مشاركة: بلا اتجاه

    شوووووقتنا اخوي

    ننتظر الجزء الجديد على أحر من الجمر ......


    ونرجوا تثبيت الموضوع من المراقبين
    هلالي إلى الابد




  11. #41
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    roze flower & The Fury

    شكرا ً لكما، وعسى القادم أفضل.

  12. #42
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    أهلا ً أخوي JARRASH


    هذا الجزء التاسع بين يديك.


  13. #43
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    Kubaj


    سرني أن أعجبك ما كتبت، وهذا الفصل التاسع عسى أن يكون أفضل.


  14. #44
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    Tranedo

    أهلا ً وسهلا ً بك أخي، وشكرا ً للمتابعة.

  15. #45
    التسجيل
    21-05-2005
    المشاركات
    100

    مشاركة: بلا اتجاه

    الفصل التاسع



    من طرف خفي وهو مسترخي على مقعد ( الماكسيما)، جعل حمد يتأمل بشرة سعد البيضاء، جسده الناحل، شعره الثائر، وغمازات خديه الأنثوية عندما يضحك، التفت سعد وابتسم لنظرات حمد:



    - وش فيك تطالعني؟ مستغرب شكلي؟



    - هاه؟ لا... لا ( قالها بحرج وحول وجهه إلى الطريق المحصور بمباني حديثة).



    - بصراحة... كيف كنت متخيلني؟



    - هههه، كنت متخيلك سمين... ولك لحية خفيفة ( عوارض).



    - ههههههه، أنا كنت متخيلك طويل، ونحيف جدا ً وأسمر.



    - طلعت أنت أنحف مني وأطول.



    توقف سعد عند مسجد حديث البناء، ذو طراز شامي، له مئذنتان سامقتان على جانبيه، فرت قطة صغيرة كانت تعابث بقايا أرز يابس منثور على الأرض عندما ترجلا، قصد سعد المسجد فيما انحرف حمد إلى دورات المياه ليتوضأ.



    غسل حمد وجهه وأطرافه بقوة بالماء الفاتر، تاركا ً اضطرابه يحط مع قطرات الماء التي صارت أثرا ً لدربه عندما قصد المسجد، وعندما دخل لسعت برودة الرخام باطن قدميه وأورثته شعورا ً محببا ً.



    * * *



    كان سعد قد وصل متأخرا ً قليلا ً إلى حيث وقف حمد، واندفع من سيارته ليصافح الشاب ذو البنية الجيدة والوجه المنتظم الملامح وإن بدا تحت خطوط تعب، وبعد نهاية السلام والمجاملات البسيطة قاد حمد سيارته إلى ظل ناء حيث أوقفها بعيدا ً عن وطأة الشمس، ثم ترجل ليرافق صاحبه، وكل منهما يتأمل ملامح الآخر من طرف خفي.



    قال سعد والحصى الأبيض يصر تحت أقدامهما بعدما قضيت الصلاة:



    - الواحد يفكر في أشياء كثيرة يبي يقولها ولكن عندما يأتي الوقت تطير كلها، ويعجز يلقى موضوع يتكلم فيه.



    - ههههه، صحيح والله.



    - طيب يا سيدي، خلنا نتفق على برنامجنا اليوم، الآن نروح البيت... الوالدة مسوية لنا غداء على شرفك، راح نتغدى احنا الاثنين فقط لأن الوالد متزوج اثنتين ويتغدى اليوم عند زوجته الأولى، وبعد العصر لما تخف الشمس نطلع البحر، يناسبك كذا؟



    - توكل على الله.



    - ممتاز، وعشان نتعرف على بعض أكثر، أنا سعد عبد الرحمن ال...... وعمري 22 سنة مثل ما قلت لك قبل، أدرس في كلية الملك فهد للبترول والمعادن.



    - حمد علي ال.....، عمري 19 سنة وداخل على العشرين، وأدرس بجامعة الملك سعود.



    - ونعم فيك أخوي حمد، والساعة المباركة اللي شرفتنا فيها.



    دارت بينهما أحاديث مجاملة خفيفة، عن الجو والطريق، حتى أوقف سعد السيارة أمام منزل أبيض، كانت تبرز خلف سوره نخلة يتيمة، وتتوقف أمام بابه سيارة نقل قديمة، عبرا ممرا ً ضيقا ً مرصوفا ً بحجارة ذات لون رملي، تحف به حديقتان صغيرتان تنتصب في إحداهما النخلة اليتيمة، فيما يزين الثانية سقف خشبي تغطيه النباتات المتسلقة ويستقر تحته كرسيان مريحان ذوي بطانة جيدة.



    هاجمت رائحة العشب المبلول أنف حمد قبل أن يدعوه سعد بكلمات مرحبة للدخول إلى مجلس يحوي أرائك عصرية ذات لون فاتح مريح، وحطت على المنضدة الزجاجية التي توسطته، دلة عربية ذات لون ذهبي أحاطت بها فناجين و تمور شهية تزهو في أوانيها.



    أحس حمد بالراحة وهو يغوص في الأريكة، ويد سعد تناوله قهوة ذات رائحة قوية ذكرته بقهوة أمه، رشف من الفنجان فيما الأبخرة تتسلل إلى أنفه، استأذن سعد وغادر إلى داخل البيت.



    قلب حمد عينيه معجبا ً بنظافة البيت وتصميمه الجميل وأثاثه الأنيق، والصمت الذي يلفه، وتذكر حرجه عندما كان أصدقائه يزورونه في منزله ويسمعون زعيق أخته لمى، أو المشاجرات الدائمة بين عبير وسعد، تنهد وقال لنفسه " لا عجب أن تهيأت لك الفرصة للإبداع يا سعد، بيئة هادئة كهذه تصنع الإبداع".



    عاد سعد مبتسما ً، وجذب الدلة إلى مكان قريب من حمد ليتسنى لهما الجلوس متقاربين وجلس وهو يقول:



    - ما قلت لي يا حمد ما أنت مستغرب من التآلف السريع اللي صار بيننا؟؟؟



    - بصراحة سألت نفسي في الطريق، معرفتنا كانت قصيرة جدا ً، وكانت شجاعة منك اقتراح هذه الخطوة على إنسان ما تعرفه.



    - الشجاعة كانت شجاعتك اللي قطعت المسافة هذي كلها.



    - الله يخليك.



    - وكيف الكتابة معك؟ ما بدأت بالفصل الثاني؟



    - حرام عليك، أنا ما بعد رديت على قراء الفصل الأول.



    - ههههه، طيب فيه فكرة واضحة للفصول القادمة في بالك.



    - يعني... أفكر الفصل القادم يكون عن حياة العصابة في البر وعملياتهم، والفصل اللي بعده أخلي أحد أفراد العصابة ينقتل بحيث يكون مفتاح للأحداث.



    - تبي نصيحتي؟



    - أيوه.



    - قدم مقتل عضو العصابة إلى الفصل الثاني، وخل وصفك لحادثة القتل يجي بكلمات حازمة وقاطعة وبدون لعب على العواطف أو استدرار لها.



    - ما فهمت... كيف بكلمات حازمة؟



    - أصب لك قهوة ( ومد سعد يده فناوله حمد الفنجال فملأه وأعاده إليه ثم أردف قائلا ً)، لنفترض الآن أن المقتول بيكون جهز، زين؟ تكتب مثلا ً واصفا ً المشهد " كان الدم يختلط بذرات الرمل فتتماسك، قال طراد وهو يشير إلى أذنه (لقد عبرت الرصاصة من هنا) جذبت الشعر المشعث الطويل لجهز ورأيت الجرح في أسفل الجمجمة والذي كان يثعب دما ً وبخارا ً".



    - أف... أف... حرام عليك، وش الوصف المروع هذا، المنتدى فيه بنات يا أخي؟



    - هههههههه، وش عليك من البنات؟ أنت جالس تكتب رواية وإلا جالس تسولف على أخواتك؟ الرواية روايتك يا أخي، وأنت توصف براحتك ما دمت في حدود الأدب والأخلاق والدين، لا تضع قيود ما لها داعي، وإلا بتكتب على لسان نزال " آه... لقد مات جهز يا لحزني وألمي، كيف سأعيش بعدك يا جهز؟ لقد كنت نعم الحرامي ونعم قاطع الطريق" ولملمت أشتات قلبي الممزق و أهويت بيدي على فمي ون.....



    وتوقف سعد على ضحكات حمد الذي وضع يده على بطنه وهو يهتز وقد لمعت عيناه، وضحك وهو يكمل:



    - والله... من جد، لازم تكتب بدون ما تفكر بالآخرين، عندما تكتب كن نفسك، وإلا الناتج راح يكون كتابة ماسخة بلا عمق ولا صدق.



    - لكن الكاتب يكتب للقراء، فلابد يراعي رغباتهم.



    - لو كل الكتاب قالوا هذا الكلام لما تحركنا خطوة واحدة، الكاتب ليس المرآة التي تعكس رغبات القراء، الكاتب هو صانع المرآة التي يرى فيها القراء أنفسهم.



    - هذا تحجيم لدور القارئ.



    - بالعكس أنا أرى إشراك القارئ في الرواية ولكن ذلك يأتي بعد نهاية الرواية ونهاية النص، وهو ما يعرف بالنقد، أما إشراك القارئ قبل ذلك فهذا تدخل.



    - هذا ممكن في الروايات المطبوعة، ولكن الواقع على الانترنت إنك تنشر الرواية فصل... فصل، والقارئ قد يقترح بعض الأشياء أو يتدخل في النص.



    - يتدخل كنقد أو تصحيح خطأ، أما في الفكرة أو طلب تعديلات على الأحداث فعندها لا تكون رواية، ولا تعبر عن شخصية الكاتب.



    - معك... طيب نرجع لموضوعنا، ما قلت لي ليه أقتل أحد أفراد الرواية من الفصل الثاني؟ أليست خطوة مستعجلة؟



    - بالعكس خطوة في مكانها، وأيضا ً بترفع مستوى الأحداث.



    - صحيح، طيب بفكر بالموضوع.



    - أكتب الفصل بشكل احترافي، وأنا برسل الرابط للجماعة، وبإذن مكانك محجوز بيننا.



    - يصير خير... إلا روايتك أنت كيف حالها؟



    - تقريبا ً أنهيت الفصل السادس، والآن أراجعه.



    - روايتك تحتاج نفس طويل، لكنها رائعة جدا ً، وتدفع القارئ إلى مشاعر لم يجربها من قبل.



    - روايتي هذه بالنسبة لي مجرد تجربة، أجرب فيها مجموعة من أدواتي الكتابية، وأبدل فيها بين الأساليب الأدبية، أما مشروعي الروائي الذي أدعوه بحق رواية فهو الآن مجرد فكرة في رأسي.



    - حرام عليك... أنها أعتبرها من أجمل قصص الحب اللي قرأتها.



    - قلتها بلسانك، قصة حب، لا أكثر ولا أقل.



    - طيب... وين المشكلة؟ كل الكتاب يكتبون قصص حب.



    - رجعنا للكتاب والقراء؟ أنا هو أنا، لا يهمني أن فلان كتب قصة حب أو أن القارئ الفلاني يهمه هذا النوع، أنا أكتب عن الحب لأسباب خاصة قد تعرفها يوما ً.



    - أنا أشوف أن محاولة التميز في كل شيء متعبة، أنت متميز في الطرح، متميز في اللغة، متميز في أشياء كثيرة، فلا أظن تقليدية الموضوع تؤثر في هذا.



    - المواضيع غير المطروقة بالآلاف فليش أحصر نفسي في مواضيع مكررة؟



    - قد يكون الموضوع مكرر، ولكن طريقتك في الطرح متميزة ومختلفة.



    - ولكن تظ.....



    وقطع حديثه رنة واحدة من جواله، فنهض على إثرها مستأذنا ً، ثم عاد بعد دقيقة وهو يقول:



    - تفضل يا حمد الغداء جاهز.



    نهض حمد وقاده سعد إلى المغاسل التي كانت مرآتها الضخمة تلمع بالنظافة والعناية، وتتناثر أنواع الصابون ما بين سائل وصلب، والعطور وأعواد الأسنان بين الأحواض الثلاثة، غسلا يديهما، ثم جففاها بمنديل ورقي ملفوف حول عمود من الخشب ذو قاعدة سميكة، ثم ولجا غرفة جانبية صغيرة.



    كانت هناك سفرة مربعة تتوسط الغرفة تناثرت عليها أطباق الفواكه والسلطة والمرق وعلب المشروبات الغازية وتوسطها صحن كبير من الأرز الأبيض، وبجانبه استقر صحنان في أحدهما سمكة كاملة وفي الآخر قطع دجاج مقلية.



    استطاب حمد مذاق الطعام وتنوع ألوانه فأصاب منه فوق عادته، وكانا يقطعان انشغالهما بأحاديث خفيفة، أو ضحكات متقطعة على مزاح سعد وتعليقاته.



    عندما فرغا قاد سعد حمد إلى غرفة أخرى، تجاوزا للوصول إليها بابا ً ثم رواقا ً قصيرا ً، كانت صغيرة قياسا ً بالأولى، وتحتل أحد جدرانها مكتبة تزدهي بألوان مختلفة من الأغلفة، وتتراص العناوين فيها كمدرجات أستاد رياضي غداة مباراة نهائية، خطرت في بال حمد مكتبة أبيه الضخمة، كانت أكبر وأكثر تنوعا ً.



    أشار سعد إلى مقعدين استقرا أمام مكتب صغير وهو يقول:



    - استرح... لحظات بجيب الشاي.



    وغادر الغرفة، أدار حمد عينيه في العناوين، ميز بعض الكتب التي يعرفها، وبعض التي سمع عنها، " حقا ً... كيف لا يبدع من يمتلك هذه البيئة وهذه التجهيزات" قال لنفسه.



    عاد سعد بعد لحظات يحمل الشاي، واحتل المقعد المقابل له وهو يقول:



    - أيوه يا سيدي، وين كنا؟



    - ما أذكر... تكلمنا في عدة مواضيع.



    - ما عليه، عموما ً أنا تكلمت كثير، وأتمنى أن الموضوع هالمرة يكون منك.



    - طيب... أنا بسألك سؤال عندما قرأت قصتك لأول مرة، أحسست أنك تخاطب القارئ مباشرة، تصل إلى قلبه بسهولة، أتمنى أن أعرف كيف تستطيع فعل ذلك؟



    - بكل بساطة، لأني عندما أكتب لا أحاول توجيه القارئ، أنا أضع أمامه الحقائق كما هي بدون زخرفة أو تخفيف من حدتها، وعليه هو أن يستخرج منها العظة والعبرة، أنا أترك له حرية التفكير عندما أكتب نصي، بعكس الكتاب الآخرين الذين يفسدون القصص بسرد آرائهم في الحياة في ثنايا الحوار.



    ونهض واتجه إلى أحد الرفوف في المكتبة، وانتزع أحد الروايات وقلب صفحاتها قليلا ً ثم قال:



    - اسمع ماذا يقول الكاتب هنا " ... كأن حياتي أصبحت دربا ً لكل مار، يأتون بوجوههم وشعورهم المشعثة ليلقوا في وجهي أحاديثهم ونقودهم المتسخة، ما أصعب الحياة عندما تحشر الكلمات في الأذن و ..."، ما رأيك في هذا النص؟ وما هي الشخصية التي تتوقع أن الكاتب أجرى مثل هذا الكلام غير النمطي على لسانها؟



    - إذا كنت تقصد اللغة فهي جيدة، أما الفكرة فلا أستطيع الحكم عليها من هذا السطر المنتزع من الرواية.



    - أترك الفكرة، أقصد الألفاظ والفلسفة التي يتحدث بها هذا البطل، أمامك خيارات لتحديد مستوى بطل القصة العلمي، دكتور جامعي، طبيب، أو مهندس؟



    - ما أدري؟ لكن الكلام يدل على شخصية قوية وساخطة على المجتمع، يمكن يكون طبيب؟



    - لا... حلاق.



    - لا... لا... معقولة؟ حلاق؟ ههههههههه، وين حلاق يتكلم بهالكلام؟



    - لا تسألني... اسأل الكاتب العبقري، عموما ً... نسبة كبيرة من الكتاب يضعون آرائهم في الحياة وفلسفتهم على لسان البطل حتى لو كانت شخصية البطل لا تحتمل الفلسفة، أو لا تناسب سياقها التاريخي في السرد، الكل يقع في هذا الخطأ.



    - طيب يا سعد... لا تزعل مني، ولكن أنت في روايتك جعلت الشاب خالد يتكلم لغة أقوى من السياق التاريخي له.



    - لا... لا... لو أعدت قراءة روايتي، لوجدت أن الكلام الذي يقوله خالد في الحوارات لا يخرج عن السياق الذي نشأ فيه، أي أن قوة خالد تكون عندما يكتب، وهذه القوة تدل على الجهد الذي يبذله في نحت الكلمات لتزهو بحبيبته، فهمت قصدي؟



    - ولو... تظل اللغة أقوى من السياق التاريخي المفترض لخالد.



    - طيب... يا سيدي ممكن أكون وقعت في الخطأ الذي أحذر منه الآخرين، ولكن الخطأ يظل خطئا ً.



    - طيب... أتركنا من الموضوع هذا، خل نتحدث في مواضيع غير هذي.



    وبدأ الاثنان يخوضان في مواضيع شتى تتناول جوانب أخرى، ومضى الوقت وهما يتحدثان، ثم عرض سعد بعض الكتب على حمد والتي سوف تحسن من لغته وأسلوبه الكتابي، وظلا هكذا حتى أرتفع أذان العصر.



    قصدا المسجد القريب والذي يقع في الشارع الخلفي لبيت سعد، أقيمت الصلاة وصفا للصلاة وقد تحاذت مناكبهما، وبدأ حمد محاولاته الدائبة في الخشوع وطرد الهواجس والخيالات.



    وفي الركعة الثالثة أحس حمد بقلبه يدق كساعة جدارية التقت عقاربها، وتشتت خشوعه عندما هتك صوت رنين جوال هدوء وسكون المسجد، كان جواله هو، ولكن من المتصل؟ من؟ وانثالت الهواجس على حمد كسيل عرم.



    * * * * * * * * *



صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 12345678 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •