وأصبح اليوم عابداً لله صائم النهار قائم الليل وسباقاً إلى الخير ! وسبحان مغير الاحوال ..
صدق فيهم قول الله تعالى { أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس }
لن أطيل عليكم في مقدمتي بل سأزيح لكم الستار عن قصتي المؤلمه التي أقضت مضجعي وحيرت فكري وسلبت لبي ... إنها قصة بدايتها مكالمات طائشه ((عابرة)) نهايتها الم وفرح .. لا تستغربوا فهي تحمل الضدين معاً في آن واحد .. فها انا أبدأ قصتي دون استخدام البلاغه والفصاحه .. يكفي أنها قصة تصفع العاصي وتدمع عين الغيور وتهز كيان القارئ .. قصتي مع ذاك الشاب الطائش الذي لا يهمه سوى هتك حرمات المسلمين واللعب في اعراضهم فسأبدؤها من البدايه :
ذات يوم رن هاتف (( النقال )) قمت مسرعة ملبية النداء نظرت إلى شاشة الجوال .. لأرى من المتصل فجاة ... برقم غريب لم يسبق ان اتصل بي ..
فتحت الخط لأعرف من المتصل .. فإذا بي أسمع على الطرف الىخر صوت شاب .
- قلت : نعم ...من ؟
- قال : ممكن نتعرف !!
- قلت له وبلهجة غاضبة : لا .. لا يمكن .
ثم أقفلت الخط .. فأعاد الاتصال مرة أخرى .. فزجرته ونهرته .. لكن لا جدوى كرر اتصالاته واتبعها برسائل الحب والغرام والعتاب على الهجر ..
لكن محاولاته باءت بالفشل ... فأصبح يتصل بي بعد ذلك كل ساعه بل في كل ساعة مرتين ...
لا يمل ولا يفتر .. فاستمر على هذه الحال شهرين كاملين وانا لا أرد عليه ..وبعد هذه المرة ...مللت من اتصالاته المتكرره .. رديت عليه ... وكلي غضب وانزعاج من هذه الاتصالات .
- قلت له : نعم ماذا تريد .
- قال بصوت حزين : أريدك .. أرجوك لا تحرميني من صوتك العذب أرجوك ردي علي و ... و...
قلت له وبصوت عال : أنا لست كما تظن أرجو منك عدم الاتصال مره اخرى و ... و ....
- قال : أرجوك أرحميني أنا ...
أقفلت الخط في وجهه ولم اعبأ بما يقول ... لكن الشاب المعاكس واصل اتصالاته المتكرره لدرجة غني أصبحت أضع هاتفي النقال على خدمة (( الصامت )) لانه أصبح كثير الاتصال بي مما سبب لي إحراجاً امام اهلي .
وبعد شهر آخر من المعاناة ... اتصل ... لا أخفيكم ... انا لست من حجر كما كنت أزعم .. فانا كغيري من الفتيات أحمل بين جنبي قلباً ينبض بالحب والحنان والشفقة ويحمل بين طياته عواطف جياشه ...
فكانت نفسي الاماره بالسوء دائماً تحدثني بان أقبل اتصالاته .. والسبب انه يحبني كما _ يزعم _ هو وكلاب الاعراض وذلك لانه لم يمل من الاتصال ولم يفتر ولم ييأس من عدم ردي عليه بل كان يزداد إصراراً ..!
لكن سرعان ما كان داعي الفطرة يحذرني من سلوك هذا الطريق الذي نهايته زوال الشرف والعفة ... وخاصة كنت قد مررت بتجربة مشابهة لها مع هذه المكالمات الطائشة التي سرعان ما راجعت حساباتي وتركت الطريق واستعنت على ذلك بالله ثم بعباده الصالحين .. فلا يلدغ المؤمن من حجر مرتين ..
فنسال الله ان يجنبنا الحرام ويغنينا بحلاله عن حرامه (( آمين )) .. آسفه على الخروج من القصه فلنعد إليها :
وبعد شهر كامل ... وبالتحديد في شهر ذي القعده من عام 1424 هـ اتصل كعادته ... فرددت عليه وقد بلغ مني الازعاج مبلغه وثار في قلبي الغضب ما الله به عليم .
- فقلت له بدون مقدمات : نعم .. ماذا تريد يا ابليس .
- فاجاب وهو يضحك : انا ابليس ... مقبوله يا غاليه .. كل شي امام حبك يهون .
- فقاطعته قائله : انا قلبي من حجر لن تستطع كلماتك الزائفه ان تحرك لو جزءاً منه .. فلا تتعب نفسك .
- ثم رد علي وبكل قلة حياء : انا كلماتي زائفة حرام عليك .. لن تجدي مثلي في الدنيا يحبك بهذا الجنون .
ارتفع مستوى الضغط في جسدي .. وتلعثم لساني امام كلمات هذا المجرم .. ليس تأثراً بمحتواها ولكن من شدة وقاحته وقلة حيائه .. فقلت له لا شعورياً :
- الله يأخذك ويكفيني من شرك قل آمين .
- قال وبكل استهتار : علشان خاطر عيونك .. آمين يا رب .
ثم ضحك .. وفي تلك الأثناء .. لعله كان جالساً بين أصدقائه (( وبئس الصداقه )) وكان مما يبدو انه قد وضع صوتي على ميكرفون (( سبيكر )) المزود به جواله .. بحيث كان الجميع يسمعني .. وذلك حينما كنت أقول له (( الله ياخذك ... قل آمين )).
كان يقول وهو يضحك أمين يارب ... والجميع حوله يشاركونه في ضحك ثم يبدؤا بتعليقاتهم الماكره .. فغضبت حينها غضباً شديداً من قلة حيائهم وسذاجة تصرفاتهم .. أقفلت الخط في وجهه ..
ولكن الشاب المعاكس لم يمل ولم يغضب بل اتصل مرات وكرات حتى رددت عليه بعد أسبوعين تماماً ...
وقد بلغ مني الازعاج مبلغه .. خاصة وانا أشتكي من هذه المصيبه منذ 3 أشهر ..
فتحت الخط واذا به الشاب المعاكس .. يكرر العبارات نفسها والكلمات ذاتها وبصوت ظاهره الحب والحنان والود والاخلاص .. وباطنه مكر وكيد وخداع .
- قلت له مقاطعه : الله يأخذك ويفكني انا والمسلمين من شرك قل آمين
قال وليته ماقال .. لهان الامر قال واعوذ بالله مما قال .
- قال : والله مستعد أدخل نار جهنم بدالك وعلشانك ... فها انا علشان خاطرك أقول آمين يارب .
ثم ضحك ... وضحك من حلوه .. وبدؤوا بتعليقاتهم .. فمنهم من يقول .. هذه البنت مجنونه .. والآخر يقول : حرام عليكي احبيه فهو مجنون فيك ....
وهكذا قال ثالث ورابع ..
حتى تعاركت أصواتهم فلم اعد أسمع إلا ضحكاتهم واستهزاءاتهم .. وأصدر هذا الشاب كلمات رجاء لاخرق تلك الأجواء املها ان تجد قبولاً لدي فغضبت غضباً شديداً ثم أقفلت الخط في وجهه .. فاتصل مره اخرى .. فرددت عليه فحصل ما حصل في المكالمه السابقة فأقفلت الخط .. فتكرر ذلك ثلاث مرات .. وبعدها أقفلت جوالي نهائياً حتى أشرق صباح يوم جديد وكان يحمل بين طياته مفاجآت لم اتوقعها .
يتبع ...