صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 73

الموضوع: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

  1. #16
    التسجيل
    01-06-2005
    الدولة
    الإمـــــ U A E ـــارات الحبــــيبة
    المشاركات
    267

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الصراحة القصة رووووووووووووووووووووووووووعة

    وأنا سهرانة طول الليل عليها أبا أعرف شو بيصير

    ومشكور أخوي... والقصة ماعليها كلام وما شاء الله عليك

    بس لاتتأخر علينا

    والله يرضى عليك لا تخلي النهاية مأساويه

    بعدين تخلينا نصيح

    وتسلم مرة ثانية على القصة

    ومنتظرين يديدك..
    ..مشكور الأخ Amarantعلى التوقيع الأكثر من رائع..


    ...مشكورة الغالية المفنووووودة عالهدية الحلوة...





  2. #17
    التسجيل
    25-09-2004
    الدولة
    •·.·°¯`·.·• ( شكراً لإلك يا الله لأنك خلقتني سورياً ) •·.·°¯`·.·•
    المشاركات
    1,678

    Wink مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    يعطيييييييييج العافية أخوي..
    قصتك حلووووووووووووووووة..
    وأسلوبك في سردها عالي..

    تاااابع ..
    بس ياريت تكون التكلمة عن قريب.. حتى لا تتطاير الشخصيات من راسي ..




    تحياتي،،


    بين أيديكم باقة من أجمل مواضيعي وأجددها .. يشرفني أن تزوروها :








    ربي لا تجعل الدنيا أكبر همي، ولا مبلغ علمي، ولا إلى النار مصيري..
    وارزقني علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء وسقم..
    وذكرني شكر نعمك بدوامها...

    ×( أنــا مـــاجــد )×

  3. #18
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    اشوه ... طمنتوني ... كنت باديه اصاب بالقلق الصراحه ....

    راح تكون فيها بعض الأحداث المأساويه ... او الدراميه .. لكن انشالله تكون النهايه حلوه ...

    تسلمون لي على التشجيع ... واكمل الأجزاء مره ثانيه ..

  4. #19
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل الثامن : صراع مع المرض

    استقبل الطبيب خالد بكل حفاوة وترحيب .. وطلب منه الجلوس ليتبادل معه الحديث حول صحته العامة وكيف يشعر وما إلى ذلك من أمور ..
    الطبيب : كيف حالك الآن ياخالد ؟!
    خالد : إنني اشعر بتحسن .. إلا أنني أصاب بالتعب والإرهاق سريعا .. فلا استطيع مثلا الخروج لأكثر من ساعتين متواصلتين يوميا ..
    الطبيب : هل أصبت بالإغماء مؤخرا ؟! او بتسارع في دقات القلب ؟! أو تعرق بارد ؟!
    خالد : في الحقيقة لقد أصبت بالإغماء قبل يومين .. إلا أنني سرعان ماستفقت وشعرت بتحسن ..
    الطبيب : خالد .. يجب أن اتكلم معك بصراحه ... إنك لست ولدا صغيرا ويجب أن تقدر خطورة الوضع الذي مررت به .. والذي قد تعود إليه إن لم تعتني بنفسك وبصحتك جيدا ..
    خالد : إنني أعتني بنفسي يادكتور .. ولكني أريد التنزه والاستمتاع بوقتي كذلك ..
    الطبيب : خالد .. إن مرضك لا شفاء له .. إنه نوع نادر من الأمراض يصيب واحد في الألف او الألفين من الأشخاص .. وقدر لك ان تكون منهم ..
    يجب ان تتقبل واقع أنك لست كغيرك من الناس .. فمرضك يتطلب اهتماما كبيرا بصحتك ..
    خالد : هل تعني يادكتور بأنني لن أعيش طويلا ؟!
    الطبيب : لقد تجاوزت مرحلة خطيرة من المرض .. وقد تم اكتشاف المرض قبل تفاقم الأعراض .. وتمكنا من جعله تحت السيطره .. إلا أن المرض قد ينشط مجددا .. إن لم تعتن بصحتك .. فكل الأدوية التي تستخدمها ماهي إلا أدوات تساعد في تهدئة المرض .. وخموله ..
    خالد : هل معنى ذلك بأن المرض قد يعود مجددا ؟!
    الطبيب : لقد قلت لك بأن هذه الخلايا المسببة للمرض تمر بقترات من النشاط و فترات من الخمول .. ونحن بالعلاج نساعد على جعلها خاملة .. إلا أننا لا نستطيع القضاء عليها ..
    ولكي تبقى بصحة جيدة .. وتمارس حياتك بشكل طبيعي .. عليك الإعتناء بصحتك ..
    خالد : كيف ذلك يا دكتور ؟!
    الطبيب : عليك اولا ألا تتعرض لأشعة الشمس لفترات طويله ..فالخلايا تنشط بكثرة التعرض لأشعة الشمس .. كما عليك أن تتبع نظاما غذائيا متوازنا .. وتمارس الرياضة بانتظام حتى تساعد على تقوية عضلاتك لدعم العظام .. كما عليك ألا تجهد نفسك كثيرا في نشاطاتك اليوميه .. فلا ترهق نفسك بالتمارين .. ولكن تمرن باعتدال .. وخذ قسطا كافيا من النوم ... كما يجب أن تبتعد عن كل مصادر التوتر والإزعاج .. وابتعد عن كل ماقد يسبب لك القلق والتوتر ..
    خالد : وماذا عن الأدويه ؟!
    الطبيب : سنحاول تخفيف الجرعات التي تتناولها الآن .. إلى أن نصل إلى الجرعه التي ستستقر عليها لبقية حياتك ..
    خالد : ومتى ستقرر يا دكتور ماهي الجرعه المناسبة ؟!
    الطبيب : أقترح ان تبقى هنا لشهرين آخرين .. نتأكد فيهما من استقرار الحاله .. ونحدد الجرعه الملائمة .. ولكن لا تنسى أن تتصل بي عند أي ألم عارض تشعر به ولو كان بسيطا ..
    خالد : وماذا بعد الشهرين ؟!
    الطبيب : سأطلب منك بعد ذلك ان تقوم بزيارتي مرتين سنويا .. للاطمئنان على صحتك .. فلن تحتاج لأكثر من ذلك إن اتبعت تعليماتي بدقة .. كما سأقترح عليك أسماء الأطباء الذين يمكنهم متابعة حالتك هناك في قطر .. ولا تنسى أن تتصل بطبيبك هناك عند أي ألم تشعر به ..
    وإن لم تجد طبيبك .. يجب أن تخبر الطبيب الذي سيعالجك بتاريخك المرضي ..
    خالد : حسنا يا دكتور .. شكرا لك على هذه المعلومات الوافيه .. وسأنفذ تعليماتك بحذافيرها ..
    الطبيب : إلى اللقاء في الوقت الحاضر .. وأراك بعد أسبوعين من الآن ..
    خالد : إلى اللقاء ...

    خرج خالد من عند الطبيب والخوف يملؤه .. ماذا يقصد الطبيب حين قال بأن المرض سيبقى معه طوال حياته ؟! هل بإمكانه أن يتزوج ؟! هل بإمكانه أن ينجب أطفالا ؟! هل سيعيش ويراهم يكبرون أمام عينيه ؟! هل سيتحقق حلمه في الارتباط بساره !؟
    أسئلة وأسئلة تدور في رأسه .. لم يفكر بها مسبقا لأنه حاول التهرب منها .. حاول إقناع نفسه بأنه أصبح في أفضل حال .. وأن مامر به لم يكن إلا سحابة صيف .. مرت وانتهت .. ولكنه الآن مجبر لمواجهة الواقع .. مجبر على الاعتراف بأنه ليس كغيره من الشباب الذين في مثل عمره ويمتلؤون شبابا وقوه .. بل هو شاب مريض وضعيف ..
    أراد خالد ان يعرف كل شيء حول مرضه ... فهناك أسئلة خجل أن يسأل الطبيب عنها .. فتوجه إلى مكتبه قريبه .. واتجه إلى حيث الكتب الطبيه ..

    ترى .. هل يشتري كتابا أجنبيا ؟! أم يتوجه إلى مقهى للإنترنت ويبحث عن معلومات حول مرضه باللغة العربية أولا .. وإن لم يجد .. اشترى كتابا أجنبيا . .. فهو يريد أن يفهم كل تفصيلات المرض .. ويخاف إن هو اشترى كتابا أجنبيا أن تستغلق عليه بعض الأمور ويستعصي عليه فهم كل شيء ..

    خرج خالد من المكتبة وتوجه إلى مقهى للإنترنت .. وما أن دخل إلى صفحة البحث .. حتى طبع اسم المرض " مرض الذئبة العام " .. وجد مواقع عدة تتناول المرض بالتفصيل .. ومعلومات وافية حوله .. فأخذ يقرأها بتمعن وتركيز .. فوجد أن أعراض المرض تتفاوت من شخص لآخر .. وتختلف حدتها وخطورتها كذلك .. فهناك من يصابون بأعراض خطيرة قد تؤدي إلى إلتهاب في أعصاب المخ ونزيف حاد في المخ وبالتالي الوفاة .. وهناك من يصابون بأعراض خفيفه كالطفح الجلدي أو تساقط شعر الرأس .. وهناك من يصابون بالتهاب في الكلية أو الرئة ..
    وكما قال الطبيب .. فإن هذا المرض يعتبر مرضا مزمنا .. قد يحمله الإنسان لسنوات إلا أن أعراضه قد لا تظهر إلا في وقت متأخر ، وهو ناتج عن خلل في جهاز المناعة .. تقوم من خلاله الأجسام المضادة للبكتيريا الموجودة في جسم كل إنسان بمهاجمة الخلايا والأنسجة العضويه للإنسان بدلا من مهاجمة البكتيريا والجراثيم ..

    عند هذا الحد .. توقف خالد عن القراءة .. فما عرفه أكثر من كاف ليقرر بأنه لا يستطيع أن يظلم ساره معه .. لا يستطيع أن يجعلها تقاسي معه وتتحمل مرضه الذي لاشفاء منه .. يجب أن يعاملها بطريقة مختلفه .. يجب أن يبين لها بأنه لم يعد يكترث لها .. يجب أن يحاول تجنبها .. لتنساه وتحب وتتزوج سواه ..

    شعر خالد بطعنة ألم عميقة حين فكر في أن سارة ستكون لغيره .. ترى هل ستنساه ؟! هل تقبل بغيره زوجا لها ؟! انحدرت دمعة حزينة على خد خالد .. ونهض مكتئبا .. وتوجه إلى صندوق الدفع ليدفع المستحق عليه لاستخدامه الانترنت ..

    لم يرد خالد العودة إلى المنزل حتى لا تراه والدته بهذه الحالة فتقلق عليه .. فقرر أن يتوجه إلى النهر .. فيركب المركب ويتنفس هواءا نقيا .. وما ان انطلق به المركب حتى شعر خالد باسترخاء وهدوء .. وغرق في ذكرياته ورحلته المؤلمة مع المرض ..

    تذكر فرحته وسعادته باقتراب الموعد الذي سيخطب فيه ساره .. وكيف أنه كان يحلم باليوم الذي سيفاجأها فيه بالخطوبة .. تذكر كم حلم باليوم الذي سيكونان فيه سويا .. ثم تذكر كيف بدأ يشعر بأعراض غريبه لم يسبق له ان شعر بمثلها ..

    كان اول عارض يصيبه طفح جلدي أصاب بطنه وصدره وأطرافه .. لم يعره اهتماما في البدايه .. إلا أن الطفح بدأ في الانتشار بشكل ملحوظ .. فتوجه للطبيب الذي طمأنه وأعطاه عدة مراهم .. قائلا بأن الطفح سيزول خلال أيام ..

    ثم تذكر كيف بدأت شهيته للطعام تضعف .. وكيف فقد وزنه بشكل مفاجئ .. فقد فقد قرابة العشرون كغم .. مع أن جسمه كان متناسقا .. ولكنه أيضا لم يعر فقدانه للوزن أي اهتمام .. فقد يكون ضعف الشهية أمرا طبيعيا .. يصاب به الكثيرين وخاصة حين يكون فكرهم مشغولا بأمور مهمة كالزواج ..

    تذكر أيضا كيف أنه بدأ يشعر بالخمول والإرهاق لأقل مجهود يقوم به ... وكيف أنه كان يميل للنوم لساعات طويلة .. وتذكر حالات الإغماء المفاجئة التي كانت تنتابه .. ودقاق قلبه المضطربة .. كما تذكر حالات التعرق التي كانت تصيبه .. وصعوبة التنفس ..

    خلال كل تلك الأعراض .. ومرض خالد المتواصل .. نسي الجميع امر الزواج .. فقد كان الكل قلقا على صحة خالد المتدهورة بشكل ملحوظ .. وما كان يؤلم الجميع .. بأن الأطباء لم يعرفوا تشخيصا لما يعانيه خالد .. وكانوا يرجعونه إما لفقدان الوزن .. أو للقلق .. أو لسوء الحالة النفسية ..

    استمرت حالة خالد في التدهور يوما بعد يوم .. فكان يدخل المستشفى لأيام .. ثم يخرج منها ليعود إليها مجددا .. إلى أن أجري له فحص دم .. تبين منه أنه مصاب بفقر دم حاد .. وقد كان فقر الدم هذا مفاجئا ومحيرا للأطباء.. وخاصة نظرا للانخفاض الكبير لكريات الدم البيضاء .. فشك الأطباء بأن يكون خالد مصابا بسرطان الدم ..

    اعيدت له التحاليل مرة تلو المرة .. إلى أن قرر الأطباء ضرورة سفره للعلاج بالخارج .. وأبلغوا أهله بأنه مصاب بسرطان الدم .. فزع الجميع من الخبر .. وأصيبوا بانهيار تام في البداية .. إلا أنهم تجلدوا .. وقووا من عزمهم .. وقرروا الصبر مع خالد حتى النهاية ..

    حين علم خالد بمرضه أصيب بصدمة تامة .. إلا أنه صبر وتوكل على الله .. وهو يأمل أن يشفيه .. ويعود بكامل قوته وصحته ..

    ما إن وصل خالد إلى لندن للعلاج .. منذ ستة أشهر حتى طمأنه الأطباء إلى أنه ليس مصابا بالسرطان .. وأن مرضه اقل خطورة بكثير .. ولكنهم حذروه من طول فترة العلاج .. وانه قد يمر فترات تكون حالته خلالها أسوأ بكثير من حالته الراهنه ..

    تذكر خالد كيف قضى الستة أشهر الماضية متنقلا بين المستشفى والشقه .. وتذكر الآلام والحمى التي كانت تصيبه .. وكيف أنه لم يكن له سلاح يقويه ويشد من أزره .. سوى إيمانه بالله .. ولم يكن له ما يفعله سوى الصلاة والدعاء أن يتخطى هذه المرحلة الحرجه وأن يعود إلى صحته وقوته ..

    قضى الأشهر السته وحيدا .. يحلم بساره وبحبه لها .. يتذكر عينيها وابتسامتها .. وآلام الحمى والمرض تمزقه ..
    تذكر الفحوصات والتحاليل والعينات التي كانت تؤخذ منه بشكل دوري .. تذكر الليالي الموحشة التي كان يقضيها بين جدران غرفة المستشفى الباردة .. تذكر خوف أمه وقلقها عليه ..

    استفاق خالد من خيالاته وذكرياته على صوت مرشد الرحلة يعلن انتهاء رحلة المركب .. وأن على الركاب الاستعداد للنزول ...

    كانت نفس خالد قد عمها السكون والهدوء الآن .. فاتجه إلى المنزل باستسلام حزين .. وهو يشعر بانكسار روحه .. فقد شعر بأنه قد هزم .. لم يعد باستطاعته ربح معركته مع المرض والفوز بساره ...

    ساره .. كم صارع المرض أياما وليال طويلة يمني نفسه بالعودة إليها .. يمني نفسه بالزواج بها وهو في أتم صحة وقوة .. لم يكن ليتخيل بأن المعركة التي ربحها ضد المرض .. ماهي إلا جولة قصيرة .. وأن المرض هو الذي سيربح المعركة .. ويحرمه من حلمه في الوصول إلى حبيبة أحلامه ..




    يتبع ...

  5. #20
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل التاسع : قلب محطم ..

    خرجت ساره من الفندق مسرعه .. فالساعه تشير إلى الثانية و عشر دقائق .. لقد تأخرت كثيرا عن الموعد .. ولكن تأخيرها كان رغما عنها .. فقد بقيت تنتظر اختها منال وابنة عمتها غدير اللتان ذهبتا للسينما .. وما إن عادتا حتى اسرعت بجذبهما من ايديهم والاتجاه إلى خارج الفندق ، حيث المجمع التجاري ..

    وصلت ساره والفتيات إلى الفندق بأنفاس لاهثه متلاحقة .. إلا أنها لم تقبل بإبطاء خطواتها حتى وصلت إلى المطعم المعتاد .. الذي وللأسف في هذه المره لم يكن يضم حبيبها خالد بين زواره .. فأصيبت بإحباط بالغ وعلمت بأنه لن يأتي في هذا اليوم ... فلم ترغب في البقاء في المكان .. وطلبت من الفتيات الخروج إلى أي مكان يردنه ..

    فكرت ساره " يبدو ان خالد لم يعد يحافظ على مواعيدنا ,, ترى هل تغيرت مشاعره نحوي؟! أم لا يزال يكن لي المشاعر ؟! " انتباتها الهواجس والظنون .. " هل هو يكن لها اي مشاعر في الأصل ؟! " نعم .. لا بد انه يكن لها حبا وإلا فما سر نظراته الهائمه التي لطالما حملتها إلى عالم آخر .. عالم مليء بالسحر والعذوبة والجمال ..

    فرحت الفتيات بعدم وجود خالد فأخيرا يمكنهم التوجه إلى مجمع آخر للتسوق بحريه .. فأسرعن بطلب سيارة أجرة وصعدن إليها متجهات إلى منطقة تمركز المحلات التجاريه .. وتجمهر أعداد هائله من الناس ..

    هيا : ارغب في شراء بعض الملابس للجامعه .. مارأيك ساره؟ إننا لم نشتري شيئا بعد ...
    ساره : حسنا .. لا امانع مادمنا متجهين للتسوق .. فلم لا !!!
    منال : إذن لنقسم أنفسنا إلى مجموعات حتى لا نضطر لانتظار بعضنا البعض وإضاعة الوقت ..
    شيماء : نعم .. ذلك افضل بكثير .. سآتي انا معكما يا منال وغدير .. ولتذهب كل من ساره وهيا سويا .. ولنلتقي في المقهى في تمام الساعه الخامسه .. مارأيكم ؟!
    غدير : حسنا انا عن نفسي لا أمانع .. ولكن هل سنتناول غداءنا أولا .. ام اننا سنتناوله في الخامسه ؟!
    هيا : لا داعي لإضاعة الوقت .. لنتسوق أولا ثم لنتناول الغداء ..
    ساره : لا أمانع ..
    غدير ومنال و شيماء : ولا انا امانع ..
    ساره إذن اتفقنا .. في الخامسة نلتقي ..

    نزلت الفتيات من سيارة الأجرة واتجهن إلى المجمع التجاري .. وما إن دخلن من الباب حتى تفرقن إلى مجموعتين .. اتجهت كل مجموعه إلى جهة مختلفة من المجمع ..

    قررت ساره ان تنتهز الفرصه لتسأل هيا عن شعورها نحو أخيها محمد .. ولكنها لم تعرف كيف تبدأ معها الموضوع .. او كيف تسألها بطريقه غير مباشره .. فقررت أن تبدأ حديثها بالكلام عن خالد ..

    ساره : ترى .. تعتقدين لم لم يأت خالد اليوم إلى المطعم ؟!
    هيا : في الحقيقه لا أدري يا ساره .. لقد استغربت الأمر .. ولكن قد يكون هناك ما شغله عن المجيء ..
    ساره : حسنا .. اعتقد ذلك انا ايضا .. لا بد ان هناك ظرف طارئ قد منعه من المجيء..

    فترة صمت ..

    ساره : هيا .. هل تعتقدين بأن خالد يحبني ؟!
    هيا : نعم أعتقد ذلك .. فنظراته إليك ممتلئه بالمشاعر ..
    ساره : هل جربت الحب هيا ؟!
    احمر وجه هيا وتلعثمت بالكلام : انا ؟!! لا .. كيف لي ان اجربه ؟! لو كنت جربته لكنت اخبرتك ..
    ساره : ولا أحسست بميل أو إعجاب لشخص ما ؟!
    هيا : في الحقيقه .. فاجأتني بهذا السؤال يا ساره .. ولكن .. سأجيبك بصدق .. نعم لقد أحسست بميل كبير نحو شخص ما .. ولا يزال هذا الميل يكبر يوما بعد يوم .. والإعجاب يزداد وينمو .. ولا أدري إلى متى ؟ او إلى أين سيأخذني هذا الإعجاب .. وهذا الميل ..
    ساره : معجبه بشخص ما ولم تخبريني ؟! لا أكاد اصدق !!! إنني لا أخفي عنك شيئا أبدا .. كيف تخفين الأمر عني ؟!
    هيا : لا تحرجيني يا ساره .. فأنا لم اقدر ابدا على الاعتراف بهذه المشاعر حتى لنفسي .. فكيف تطلبين مني ان اعترف بها لك؟!
    ساره : ولكن .. من عساه يكون ؟!
    هيا : إنه أقرب مما تتخيلين .. قريب وبعيد في ذات الوقت .. بل أكاد اقول بأنه كالطيف في حياتي .. يمر خفيفا .. ولكن متباعدا .. احس بأنني لن اصل إليه مهما حاولت ..
    ساره : قريب وبعيد ؟! هل هذا لغز ام ماذا ؟! هل تقصدين بأنه منا ؟! من الأهل ..
    أطرقت هيا برأسها في خجل : نعم .. إنه أقرب مما تتخيلين ..
    ساره : ترى هل تقصدين علي ابن جارتكم ؟!
    هيا : لا .. من أين خطر ببالك علي؟! إنني لم افكر به أبدا .. ثم انا اخبرتك بأنه قريب ..
    ساره : قريب .. قريب .. مستحيل ان يكون اخي محمد ؟! ام انه هو ؟!
    هيا وقد انقلب وجهها قرمزيا من الحرج : في الحقيقة .. نعم إنه هو ..
    صرخت ساره وصفقت : مستحيل .. لا أكاد اصدق .. إنك تحبين أخي .. كل هذا الوقت .. يا إلهي .. إنني سعيده .. سعيده .. صديقتي تحب أخي .. متى يأتي اليوم الذي أراكما فيه زوجين ..
    هيا : لا تبالغي .. إنني أحبه .. ولكني اعرف بأنه لن يفكر بي أبدا .. فهو لا يزال يراني طفله صغيره .. لا يستطيع الإدراك بأنني كبرت وأصبحت فتاة راشده لها قلب ينبض بالحب ..
    ساره : مادمت تحبينه .. فلا تقلقي .. اتركي الباقي علي .. فلن يهنأ لي بال حتى أراكما زوجين .. اما فيما يخص مشاعر أخي .. فامنحيني بعض الوقت لأتأكد منها ..
    هيا : لا تقدمي على عمل أخرق يا ساره .. ولا تحرجيني مع أخيك .. سأموت إن هو سخر بي وبمشاعري ...
    ساره : وهل تعتقدين بأن مشاعرك لا تهمني لأسمح لأي كان أن يسخر منها ؟ حتى وإن كان أخي ؟!!!
    هيا : لا .. ولكن .. إنني خائفه .. واحاول دوما عدم التفكير به .. خوفا من التمادي في التعلق بأوهام من نسج خيالي .. أنتي لا تدركين مدى سعادتي حين يوجه لي أي كلمه وإن كانت بسيطه .. اشعر بأنني أطير في عالم من الخيال ..
    ساره : آه ما أجمل الحب .. ادعو الله ان يجمعكما سويا .. فأرى أخي وصديقتي في منزل واحد .. وأطفالهما حولهما ..

    تجولت ساره مع هيا في أرجاء المجمع واشترتا بضعة أشياء اعجبتهما .. وسرعان ما ادركهما الوقت بحلول الخامسه مساء فاتجهتا إلى المقهى لتناول الغداء مع باقي الفتيات .. كانوا جميعا قد خرجوا من هذه الرحله بحصيله جيده من المشتريات .. وكل واحده منهن سعيده بما اشترت ..

    في تمام السادسه والنصف عادت الفتيات إلى الفندق .. فتركن أشياءهن واغتسلن وغيرن ملابسهن .. و خرجن مجددا إلى الحديقه .. قبل ان تحل الساعه السابعه .. وكالعادة دخلن من نفس الباب .. وسلكن نفس الطريق المؤدي للبحيره .. وساره تتوقع ان يكون هذا اليوم مثل أي يوم آخر ترى فيه خالد .. فيتبادلان النظرات .. ولكنها لم تتوقع ابدا .. ان يكون هذا اليوم مختلفا عن باقي الأيام .. وأن هذا اليوم سيحطم قلبها .. لفترة طويله ..

    اخذت ساره تبحث عن خالد بعينيها ... وما ان التقت عيناها بعينيه حتى ابتسمت له مرحبه .. إلا أن النظرة البارده في عينيه صدمتها .. كانت نظره بارده ببرودة الثلج .. متباعده .. لا مباليه .. متعاليه .. وكأنها لشخص آخر غير خالد .. لا يمكن انه يتعمد النظر إليها بهذه البروده .. لا بد أنه لم يرها أو انه مستاء لأمر ما لا دخل لها فيه ..

    ولكن خالد ابعد نظره عنها بلا مبالاه .. غير مكترث بتعلق عينيها بطيفه .. بحركاته وسكانته .. وتجاهل وجودها كليا .. وكأنها كرسي قديم مهمل .. او شجره من أشجار هذه الحديقه الخضراء .. بدأ القلق ينتاب ساره .. وبدأ وجهها يتغير شيئا فشيئا بمرور الدقائق .. فكل دقيقة تمر كانت تؤكد لسارة مخاوفها .. فتجاهل خالد لها يزداد وضوحا ..

    كان قلب خالد يعتصر ألما وهو يرى نظرات ساره الحزينه إليه .. ولكنه حاول ان يستجمع شجاعته .. ويمضي قدما في خطته التي وضعها لإجبار ساره على كرهه ونسيانه .. كان سيضعف ويستسلم للحظه بسيطه .. فقد أراد ان يبادلها الابتسام .. اراد ان يرمي بكل شيء وراء ظهره متناسيا مرضه وحالته .. لينعم بلحظات من السعاده في عينيها الدافئتين المرحتين ..

    ولكن لا .. عليه التظاهر بالبرود واللامبالاه .. عليه ان يمثل عدم الاهتمام .. وكأنه لم يكن إلا يتسلى بمشاعرها .. لتكرهه .. وتنساه .. ياإلهي كم هو مؤلم أن تحاول جعل أكثر من تحب في الدنيا يكرهك .. كم هو مؤلم للإنسان أن يقتل أمله وحبه بيديه ..

    طغى اكتئاب كاسح على خالد .. اراد ان يترك الحديقه ويعود للمنزل .. فلا يمكنه ان يبقى في مكان واحد معها متجاهلا إياها .. إنه يشعر بالاختناق .. ولكنه في نفس الوقت لا يريد الخروج من هنا .. يريد ان يكتفي بمراقبتها من بعيد .. دون ان تشعر .. فيطمأن بأنها بخير .. ويشبع عينيه من شوقهما إليها ..
    حاولت ساره التواصل معه بالنظرات علها تفهم مابه .. قد يكون هناك شيء ما ارتكبته دون علم منها قد أغضبه .. أخذت تستعيد كل الأحداث الماضيه بحثا عما يكون قد أغضبه أو أزعجه منها .. ولكنها لم تجد شيئا .. إنها متأكده بأنها لم تفعل شيء .. إلا إن كان قد ذهب اليوم إلى المجمع ولم يجدها فانزعج لتأخرها ؟! ولكن .. إنه لم يكن هناك حين ذهبت .. لابد أنه انصرف غاضبا حين تأخرت ..

    ارتاحت أسارير ساره عندما فكرت بأن هذا قد يكون سبب انزعاجه .. فبإمكانها بسهوله أن تعيد المياه إلى مجاريها وتوضح له بطريقة ما بأنها قد ذهبت إلى الموعد ولكنها تأخرت قليلا .. فظلت تحاول وتحاول أن تلتقي بعينيه ولكن دون جدوى ..

    وبحلول الساعة التاسعه كانت ساره قد فقدت الأمل نهائيا في التقاء أعينهما .. أو في الصلح .. لابد أن تنتظر إذن إلى الغد عله يكون أحسن حالا ويعذرها .. فنهضت ساره باكتئاب لترافق الفتيات للخروج من الحديقه والعودة إلى الفندق ..

    شعرت ساره بانكسار وبحزن .. فهي لاتريد إغضابه .. وتود لو تتمكن من التواصل معه لعقد الصلح .. والعودة إلى سالف عهدهما .. عاشقان هائمان في عيني بعضهما بعضا .. فظلت تذرف الدموع إلى أن انهكها التعب واستغرقت في النوم ..

    مرت الأيام القليلة التالية على نفس الوتيره .. فخالد ظل على حاله .. متباعدا .. باردا .. قاسيا .. وسارة تزداد يأسا وحزنا وكآبة بمرور الأيام .. وهي تجهل السبب الذي أدى لهذه القطيعة وهذا الخصام .. وكانت تمر عليها لحظات من الغضب تشعر خلالها بأنها تود لو تذهب إليه وتهزه بعنف ثم تضمه وتبكي بحرقة لتفرغ شحنة الغضب واليأس بداخلها ..

    وظل خالد يرقب ذبولها وحزنها عن بعد .. شاعرا بانكسار فؤاده وضعفه .. فليته يستطيع مد يده إليها ليمسح عنها أي أثر للحزن أو للدموع .. كان خالد يشعر بالعجز .. عجز جعله يكره نفسه .. ويقرر الابتعاد .. ولو قليلا .. فهو لن يتحمل ان يراها كل يوم .. دون أن يهفو قلبه شوقا إليها .. دون ان يتمنى ان تتعانق عيناهما للحظات ..

    فبدأ بتقصير فترات تواجده في الحديقه .. كما انه لم يعد يذهب إلى المطعم أبدا لتناول الغداء .. لأنه يشعر هناك بقربها الشديد .. وتواجدها الذي يطغى على المكان فيملؤه بطابع خاص .. دافئ .. عذب ... شفاف ..

    حاولت ساره اكثر من مرة أن تسأل اخاها محمد عنه .. إلا أنها لم تقدر أن تسأل بشكل عشوائي .. دون أن تفضح نفسها ومشاعرها تجاهه .. فقررت التزام الصمت .. وعدم السؤال .. والاكتفاء برؤيته من بعيد .. يكفيها انه بخير حتى وإن ماتت مشاعره تجاهها .. يكفيها بأنه يضحك مسرورا لاهيا .. سعيدا .. فهي تتمنى له الخير حتى وإن فقدته .. وكان هذا هو عزاؤها الوحيد في أيامها ولياليها الحزينه ...



    يتبع

  6. #21
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل العاشر : العوده

    حل يوم الرحيل .. اليوم على الجميع العودة لأرض الوطن .. والكل يشعر بشعور مختلف عن الآخرين حيال الأمر .. فهذا فرح مشتاق للعوده .. وتلك متذمرة ومتأففه من حرارة الجو التي تنتظرهم في الدوحة .. وذاك يعد أمتعته بطريقة عشوائيه فوضويه ... وبين كل ذلك .. كانت ساره هادئه هدوءا كئيبا .. تعد أمتعتها بحزن واليأس يملأ قلبها .. وتغالب دموعها بارتجاف .. فاليوم ستغادر .. بقلب كسير .. مذبوح .. مغدور ..

    لم تتخيل للحظة واحده بأنها ستواجه هذا المصير في حبها ..لم تتخيل ان ينبذها الشخص الوحيد الذي احبته بهذه الطريقه القاسية .. ترى مالذي فعلته لتستحق مثل هذا الجفاء وهذه القسوه ؟! لم تغير فجأه وبهذه الطريقه .. لم انقلب من حال إلى حال ؟! ترى هل كان يعبث بمشاعرها ؟ هل كانت بالنسبة له مجرد تسلية صيفيه .. ينبذها وراء ظهره بانقضاء الصيف ؟!

    غالبت ساره ارتجافها و ابعدت تفكيرها عما حدث .. فعليها نسيان كل شيء ورمي كل شيء خلف طهرها .. ويجب ان تبدأ صفحة جديده في حياتها .. بعيدا عن الحب و عذاب القلب .. يجب ان تركز في دروسها ومستقبلها .. وترمي كل ماعداهما بعيدا ..

    وبهذا القرار شدت سارة من عزمها .. وأجبرت نفسها على الإبتسام .. وكأنها بهذه الابتسامه قد قتلت اي ضعف في قلبها .. وشعرت بعزاء في عودتها للوطن .. فعلى الأقل لن تضطر لمواجهته يوميا وتمثيل دور عدم الاهتمام .. سيكون من الأسهل عليها نسيانه إن لم تكن مضطره لرؤيته ..

    كانت رحلة العودة هادئة .. فالجميع استغرق في النوم .. بما فيهم ساره التي لم تكن ميالة للحديث مع احد وفضلت إراحة عينيها وذهنها لساعات .. وما إن وصلوا لمطار الدوحة حتى اتجه كل إلى بيته على أمل اللقاء القريب ..

    ،،،،

    في هذا اليوم بالذات كان خالد يشعر بشوق غريب لرؤية ساره .. شوق كاد ان يجعله يتراجع عن قراره بالابتعاد عنها .. أراد ان يرمي بكل شيء عرض الحائط .. في مقابل نظرة ملؤها الشوق إليها .. بعيدا عن الادعاءات والحواجز التي بناها بينهما .. إلا أنه لم يجدها في الحديقه ولا في المطعم .. فخاب امله ... ولكنه حمدالله على ذلك فشوقه كاد ان يوقعه في أخطاء ذات عواقب وخيمه .. فشوقه اناني .. كيف له ان يهدم كل ما بناه ليجعلها تنساه في لحظة واحده ؟!

    لا لن يفعل هذا .. فهذا لا يجوز مطلقا .. عليه ان يتحكم في مشاعره ويسيطر عليها .. فليس من حقه ان يستغل حبها له وهو غير قادر على إسعادها ..

    مر يومان ادرك خالد خلالهما ان ساره قد تركت البلاد ... وأنه لن يراها مجددا .. ففقد اي ميل للبقاء في لندن لفتره اطول .. واراد الرحيل والعوده لبيته .. لأهله ..لعمله .. ولأصدقائه.. فقرر زيارة الطبيب ليسأله إن كان بإمكانه السفر .. والعوده بين فترة واخرى للمراجعه .. وكان الحظ حليفه إذ وافق الطبيب على السماح له بالمغادره بشرط العودة كل أربعة اشهر والمتابعه في الدوحة مع طبيب معين .. بشكل دوري .. فشعر خالد بالراحه وكأن حملا ثقيلا قد انزاح عن كاهله .. فأبلغ والدته بالأمر وحزم امتعته استعدادا للعودة .. بكل شوق ولهفه ..


    اخيرا سيعود بعد غياب دام لحوالي ثمانية شهور .. ياله من وقت طويل .. وما إن حطت الطائرة بسلام على ارض الدوحة حتى شعر خالد بلهفه لرؤية كل تفصيل من تفاصيل هذه الأرض التي نشأ وكبر فيها .. اراد ان يمتع ناظريه بكل جزء وكل ركن من هذه البلاد .. فغربته كانت طويله بشكل لايطاق .. طويله ومره ..

    ،،،

    بدأت دوامة الاحتفال بعودة خالد سالما .. فهذا غداء في منزل العم وهذا عشاء في منزل الخال .. وهذا صديق يقيم مأدبة بمناسبة السلامة .. ومرت الأيام على خالد بشكل سريع ومتتال لم يستطع خلالها بالبقاء منفردا ولو لدقائق معدوده .. مما لم يعطه وقتا للتفكير او الشعور بالحزن .. فكانت هذه الاحتفالات بمثابة مسكن لألم الفراق القاتل الذي كان يشعر به خالد بعد سفر ساره ...

    ولكنها كانت ايام معدوده .. سرعان ماعادت بعدها الحياة إلى وتيرتها ومسارها الطبيعي .. فعاد خالد لعمله وبدأ بتخطيط حياته وإعداد جدول لتمريناته الرياضيه التي اوصاه الطبيب بالمحافظة عليها .. اما اوقات فراغع فكان يشغلها إما بالقراءة او بالخروج مع بعض الأصدقاء..

    إلا ان ساره بقيت كالطيف الذي يطارد احلامه وخيالاته .. فلم يكن يستطيع ان يبعدها عن عقله او عن قلبه .. كان دائم التفكير بها .. في ساعات الليل الطويله .. او ساعات النهار في العمل .. او اثناء قيامه بالتمارين .. وفي بعض الأحيان حين يكون برفقة الآخرين ..

    ترى هل تفكر به كما يفكر بها ؟ هل هي سعيده ؟ هل لازالت تحبه ؟ ام انها نسيته ؟! ترى هل اصبحت تكرهه ؟ ماذا تفعل الآن ؟! كيف تقضي ايامها ؟!
    كان لابد له من الاطمئنان عليها ولو من بعيد .. فكان يسأل عنها اخته .. التي كانت تطمأنه عليها وعلى اخبارها .. وتقول له بأنها تبدو بخير وانها اصبحت من المتفوقات في الجامعه .. فكان هذا يشعره بالراحة والعزاء .. فعلى الأقل هاهي تشق طريقها بثبات ونجاح ..

    إلا أنه في بعض الأحيان كان يشعر بالانزعاج إذا اخبرته اخته بأن ساره تبدو سعيده ومطمئنة البال ..
    إذ كيف تشعر بالسعاده إن كانت فعلا تحبه ؟! فيعود ليعاتب نفسه فهو يحبها ويتمنى رؤيتها سعيده دوما .. وهو الذي سعى ليجعلها تنساه .. فلم يشعر بألم حين يعلم بأنها تضحك وتمرح دونه ؟! لم يشعر بطعنة الغيره والخوف من ان تكون قد احبت سواه او نسيت حبه ؟!

    "ترى ماهذه الأنانية في الإنسان .. لم يرغب ان يكون محور الكون بالنسبة لإنسان آخر ؟؟ حتى وإن كان هو نفسه غير قادر على منح هذا الإنسان السعاده ؟!"

    أسئلة تدور وتدور في مخيلة خالد الذي اعياه التفكير .. واعيته الغيره .. ولكن .. هو نفسه يضحك احيانا دون ان يعني ذلك بأنه سعيد او انه نسي حبها .. فضحكه ليس إلا قناع يرتديه ليخفي حزنه وألمه عن الناس .. فهل تراها مثله ؟! تخفي حزنها بضحكات زائفه ؟!

    ياإلهي .. مالفائده من هذه الأفكار .. ومالفائده إن كانت لا تزال تحبه ؟! فهو لن يستطيع في يوم من الأيام الوصول إليها .. إنها المستحيل بالنسبة إليه .. فلماذا يمني نفسه بحبها وعدم نسيانها لحبه؟!

    كانت تلك الأفكار التي ظلت تدور وتدور في تفكير خالد .. اليائس .. المتشائم .. الذي لم يتسامح مع نفسه وحكم عليها بالإعدام والموت البطيء .. خوفا من ان يظلم معه اناس آخرون .. متناسيا ان الله وحده هو الذي يعطي الروح وهو الذي يقبضها .. وان الناس جميعا .. اصحاء ومرضى مهددون بالموت بين لحظة واخرى ..



    يتبع

  7. #22
    التسجيل
    01-06-2005
    الدولة
    الإمـــــ U A E ـــارات الحبــــيبة
    المشاركات
    267

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    تسلم أخوي على التكملةالرووووووووووووووعة
    بس وااااااااايد مؤثرة و تكسر الخاطر
    و ماشاء الله عليك الصراحة أنت كاتب مبدع
    والقصة متسلسة بشكل رااااائع
    واتمنى لك التوفيق
    وتبدع الجميع بقصصك المذهلة
    وناطرين التكملة ولا تتأخر علينا
    ويعطيك العافية .
    ..مشكور الأخ Amarantعلى التوقيع الأكثر من رائع..


    ...مشكورة الغالية المفنووووودة عالهدية الحلوة...





  8. #23
    الصورة الرمزية SAD ANGEL
    SAD ANGEL غير متصل عضوه مميزه في منتدى النثر
    التسجيل
    25-10-2004
    الدولة
    حدائق بابل المعلقة / في سوريا
    المشاركات
    174

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    بصراحة القصة روعة وصارت مشوقة أكثر أسلوبك جميل جدا الله يوفقك

    لا تتأخر علينا بالباقي عم ننتظر على أحر من الجمر لأنه الاحداث صارت حزينة وننتظر الفرح بس بسرررررررعة ومشكور مشكور على هالقصة الحلوة


  9. #24
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الله يعطيكم العافيه خواتي ..

    تسلمون على الردود والتشجيع وانشالله اكمل لكم الباقي ..

  10. #25
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل الحادي عشر : النجاح



    بعد ان اتخذت ساره قرارها بنسيان قلبها .. بدأت في التركيز على الدراسة بشكل كبير .. فكانت تقضي معظم أيامها بين الكتب ... تبحث .. تقرأ .. وتحلل .. فاتسعت حصيلتها الثقافية والمعرفيه وبالتالي تحسن مستواها الدراسي كثيرا .. فكانت تحصل في كل اختباراتها على تقدير ممتاز .. مما كان يبعث في نفسها القوه والعزم على الاستمرار والمتابعة ..



    وقد لاحظ الجميع التغير الكبير الذي طرأ على ساره .. فقد غابت ضحكتها .. واصبحت دائمة الانعزال .. مندسة بين اكوام الكتب .. وكثيرا ماحاولت والدتها التقرب إليها لمعرفة ما أصابها ... ولكن دون جدوى .. حتى اخاها محمد استغرب تغيرها فقد كان في الماضي اقرب اخوته إليها .. ولكنها الآن مختلفه .. فهي لا تجلس كثيرا معه .. بل انه كان يشعر في بعض الأحيان بأنها تتهرب من الجلوس معه ..



    ولكن .. رغم اندفاع ساره نحو العزله والمذاكره .. لم تنس صديقتها المقربه هيا .. الوحيده التي تشاركها مكنونات قلبها .. والتي كانت بدورها تعاتبها على تقصيرها في حق اهلها .. فهي بعزلتها هذه قد ابتعدت عن الجميع .. حتى عن اقرب الناس اليها .. فكانت هيا دوما تحاول ان تعيد ساره الى رشدها .. وتقنعها بعدم جدوى ماتقوم به .. وأن ليس لأهلها ذنب في فشل حبها .. إلا ان ساره كانت في حاله من اللاوعي بحيث لا تستطيع استيعاب ماتقوم به من تصرفات .. او مايوجه لها من نصح .. فقد كانت تشعر بأنها في وسط هاله ضبابيه معتمه .. بارده وموحشه ..



    ،،،،،،



    مر الفصل الدراسي الأول بأكمله وساره لا تزال غارقه في بحر همومها متناسيه كل ماحولها .. تحاول نسيان قلبها الذي غدر بها .. وأبى الرضوخ لرغبتها في النسيان .. إلا أن حصولها على درجة الامتياز و المرتبة الأولى على كليتها .. قد أدخل القليل من البهجة والفرح إلي قلبها ..



    فرح الجميع بنجاح ساره وتفوقها .. وبالذات شقيقها محمد الذي قرر أن يقيم لها حفلة بهذه المناسبة عله يستطيع كسر الحاجز الذي بنته حول نفسها .. ويعرف مالذي أصابها وغيرها إلى هذا الحد ..



    محمد : مبروك يا أحلى أخت في الدنيا ..

    ساره : بارك الله بك يا محمد ..

    محمد : هيا قرري أين تريدين أن تقيمي حفلة نجاحك ؟!

    ساره : حفله ؟ لا .. لا داعي للاحتفال ..

    محمد : بلا .. سأقيم لك حفلة ضخمه في أي مكان تختارينه .. وكل ما عليك هو ان تحددي الزمان والمكان والأشخاص الذين تريدين دعوتهم للحفلة ..

    ساره : لا أدري كيف اشكرك على هذه البادره الجميله .. بالفعل كانت مفاجأه بالنسبة لي ..

    محمد : لا عليك يا ساره .. كل ما نريده هو رؤيتك سعيده وبأحسن حال .. وان تعودي لنا ساره التي عهدناها ..

    أطرقت ساره برأسها ولم تعرف بم تجيب .. فقد خجلت من لوم محمد المبطن لها على تغير حالها و ابتعادها عنهم ..



    محمد : ساره .. انتي تعرفين بأنني كنت دوما اعتبرك اقرب اخوتي إلي .. واشاركك واستشيرك في كل شيء .. ولكنك في الآونه الأخيره تغيرت كثيرا .. مالذي جرى لك ؟ لم تغيرت إلى هذا الحد ؟!

    ساره : لا شيء .. كل ماهنالك انني قررت التركيز في دروسي .. ولكن يبدو أنني انجرفت كثيرا في الدرس لدرجة انني نسيت أن لي اهلا واخوه واصدقاء .. لهم حقوق علي .. اعذرني يا أخي على تقصيري .. واعدك ان احاول العوده كما كنت في السابق ..

    محمد : اتمنى ذلك يا ساره .. بالفعل اتمنى ذلك .. فقدت افتقدت جلساتنا سويا .. كما افتقدت نزاعاتكما انتي ومنال ..

    ضحكت ساره ثم غيرت الموضوع قائله : حسنا .. لقد قلت بأنك ستقيم لي حفلة .. ما رأيك ان نقيمها في قاعة ( القصر ) ؟ إنها جميله وحجمها مقبول .. كما أنني لا انوي ان ادعو عدد كبير من الناس .. سأكتفي بدعوة صديقتان من الكليه بالإضافة إلى الأهل من بنات اعمام واخوال بالطبع ..

    محمد : حسنا .. احصري العدد بالضبط واعطيني التاريخ الذي تريدين لأجري الحجز ..

    ساره : حسنا إذن سأتصل بهيا لتأتي وتساعدني في إعداد القائمة وتحديد التاريخ ..

    خفق قلب محمد حين ذُكر إسم حبيبة قلبه .. إلا أنه حاول إخفاء ارتباكه وجفوله امام ساره .. فادعى الهدوء وقال : حسنا .. هيا إذن فلتتصلي بها .. سأنتظرك ريثما تجرين المكالمه ..

    اتصلت ساره بهيا التي وافقت في الحال وسألت : هل محمد هنا ؟!

    ونظرا لوجود محمد بالقرب من ساره اكتفت بالقول : نعم ..

    هيا : هل سيخرج ؟!

    ساره : لا أعتقد ..

    هيّا يا هيا أسرعي في المجيء فإن محمد هنا ينتظر أن نعد القائمة ولن ينصرف قبل ان نسلمها له ..

    ( كانت ساره تحاول بطريقة غير مباشره التلميح لهيا بأن محمد سيكون متواجدا طوال الوقت ) وقد فهمت هيا الرساله في الحال وفرحت جدا .. فقالت : هل أنتي جاده ؟! فقد اشتقت له كثيرا فأنا لم اره منذ مده ..

    ساره : حسنا .. أنا انتظرك .. لا تتأخري .. إلى اللقاء ...

    هيا : إلى اللقاء ..



    وماهي إلا عشر دقائق حتى كانت هيا عندهم في المنزل .. فاستقبلتها ساره بالترحيب وتوجهت بها إلى المجلس حيث كان محمد ينتظرهم هناك .. وقد اعد اوراقا واقلاما لهن لاستخدامها في إعداد القائمه ..



    كان محمد دوما يتعامل مع هيا بكثير من التحفظ خوفا من ان تفتضح مشاعره امامها .. فكان غالبا ما يحدثها بجديه واتزان .. ويكتفي ببضع جمل مقتضبه في حديثه إليها .. وما أن دخلت إلى المجلس حتى نهض مرحبا وحياها سائلا عن حالها .. وكيف كان اداؤها في اختباراتها..

    وكانت هيا ايضا تشعر بتحفظه معها مما كان يشعرها بالخجل ويجعلها تتحفظ هي ايضا في الحديث معه بالرغم من توقها للاستطراد في الحديث إليه دون انقطاع .. إلا انها وفي هذا اليوم بالذات نظرا لشوقها ولهفتها إليه .. نسيت تحفظها السابق وردت على سؤاله بمرح : انا ؟ اوه يا إلهي .. لقد رسبت في كل المواد .. وضحكت ..

    جفل محمد فقد كان يريدها متفوقه وناجحه دوما .. ولاحظت هيا جفوله فاحمرت خجلا وقالت : لقد كنت امزح .. اسفه .. لقد كانت اختباراتي جيده وقد حصلت على نتائج مرضيه .. ولكن بالطبع لن اصل لمستوى ساره .. فهي الأولى كما تعلم ..

    كيف حالك انت؟ وكيف هو عملك ؟!

    محمد : إنني بأفضل حال كما ترين .. وعملي يسير بشكل ممتاز .. لم يبق سوى شيء واحد ..

    هيا : وما هو ؟!

    محمد : زوجه صالحه استقر معها واكون اسره صغيره ..

    كان وقع الجملة على هيا مفاجئا فامتقع لونها .. إلا أنها حاولت تمالك نفسها والتفتت إلى ساره طالبة العون منها ..

    فسألت ساره محمد في الحال : ومن هي سعيدة الحظ يا أخي ؟؟ اتراك اخترت دون إخبارنا ؟

    محمد ( وقد لاحظ ضيق هيا ففسره على أنه رفض منها لتلميحه برغبته في الارتباط بها ) فقال : لا .. لم اختر بعد .. سأترك الأمر لأمي لتختار لي من تراها مناسبه ..

    واستأذن محمد في الحال بعد ان قال هذه الجمله فقد كان يشعر بضيق كبير لم يطق معه البقاء في المكان ..



    وما ان خرج حتى انهارت هيا في الحال .. وقالت باكيه : إنه لا يحبني ولا يشعر بوجودي .. إنه يريد الزواج بأي فتاة كانت ..

    ساره : لا تقولي هذا يا هيا .. لا تبكي ياعزيزتي .. انا متأكده بأن في الأمر شيء ما ..

    هيا : لا استطيع .. إن تزوج سواي سأموت حتما .. لن اطيق زواجه .. لماذا يرغب في الزواج الآن ؟!

    ساره : دعيني أتولى الموضوع ولا تفكري فيه .. وسامحيني لأنني نسيت ماوعدتك به من التوفيق بينك وبينه .. ولكني اعدك بأنني سأحاول مابوسعي لأجعلكما زوجين .. وسأسعى جاهده لإتمام هذا الأمر قبل موعد الحفله في الأسبوع القادم ..

    وبهذا هدأت هيا وإن على مضض والخوف مما هو آت يعتصر قلبها .. إلا أنها لا تملك سوى الصبر .. وبدأت الفتاتان تعدان للحفله .. وقد تعهدت ساره بينها وبين نفسها ان تسعى لزواج محمد وهيا منذ هذه اللحظه ..

    يتبع

  11. #26
    التسجيل
    01-06-2005
    الدولة
    الإمـــــ U A E ـــارات الحبــــيبة
    المشاركات
    267

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    مشكور أخوي على التكملة الأكثر من رووووووووووووعة.

    وهي واااااااااااااايد حلوة وكانت مفرحة و أكثر تشويق و أنا ما أقدر

    اصبرلأنها وااايد مشوقة و رائعة فرجاءً لا تتأخر علينا

    وتسلم على القصة الروعة

    وناطرين التكملة..
    ..مشكور الأخ Amarantعلى التوقيع الأكثر من رائع..


    ...مشكورة الغالية المفنووووودة عالهدية الحلوة...





  12. #27
    الصورة الرمزية SAD ANGEL
    SAD ANGEL غير متصل عضوه مميزه في منتدى النثر
    التسجيل
    25-10-2004
    الدولة
    حدائق بابل المعلقة / في سوريا
    المشاركات
    174

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الله يعطيك العافية أخوي
    بس الله يخليك لا تتأخر علينا بالباقي
    أنا متابعة القصة من وراء الكواليس بس مالي صبر أنتظر أكثر
    ممكن تكون الفصول أطول شوي..... لأني عم أحسها قصيرة نوعا ما والقصة عم اتخلص بسرعة وانا ما عندي صبر حتى أعرف النهاية بس ان شالله تكون النهاية مفرحة
    الملاك الحزين

  13. #28
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    princess sakura

    هلا .. ومشكوره على الكلام الحلو .. والتكمله جايه في الطريق انشالله ..

    SAD ANGEL

    نعم هي قصيره نوعا ما .. تقريبا باقي 8 فصول وتنتهي ..

    اشكر لج المتابعه من خلف الكواليس ويشرفني تواصلج .. وانشالله احط فصلين او 3 باليوم ..

  14. #29
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل الثاني عشر : حلم يتحقق ..



    أخذت ساره تفكر في الطريقة التي ستفاتح بها أخاها في موضوع هيا .. فوجدت أن افضل طريقة هي دعوته للخروج للعشاء في أي مكان .. ومن ثم التطرق لموضوع الزواج بطريقة عرضية .. وقررت ان تبدأ تنفيذ خطتها في الحال .. فاتصلت بمحمد ..

    سارة : الو .. محمد ؟؟ الى اين ذهبت ؟!

    محمد : لقد خرجت لأتمشى قليلا ..

    سارة : ما رأيك ان نخرج للعشاء اليوم ؟ إنني أدعوك في أي مطعم تختاره ..

    محمد : هل عادت هيا إلى منزلهم ؟!

    ساره : نعم لقد ذهبت ..

    محمد : في الحقيقه لا رغبة لي في الخروج اليوم .. مارأيك ان نؤجل الأمر إلى الغد ؟!

    ساره : إلى الغد إذن .. ولكني لن اقبل اعتذارا ..

    محمد : اتفقنا .. الى اللقاء

    أغلقت ساره سماعة الهاتف وصعدت إلى غرفتها لتخلو بنفسها لبعض الوقت وتعيد ترتيب حياتها .. فقد قصرت كثيرا في حق اهلها .. وعليها ان تحاول تعويضهم عن هذا التقصير .. فها هي شيماء ستتزوج قريبا .. وهي لم تقم حتى بعرض مساعدتها لأختها في تجهيزات زواجها .. كما انها لم تعد تمزح مع منال .. و لا عادت تجلس مع والديها .. حتى انها لم تسأل امها يوما إن كانت بحاجه لمساعده مع التوأمين ..

    ياإلهي كيف للإنسان ان يتغير بهذا الشكل بسبب فشل عاطفي .. كيف لخالد ان يقلب حياتها رأسا على عقب بهذا الشكل ؟! كيف لخالد ان يقلب حياتها رأسا على عقب بهذا الشكل ؟! إنها تكرهه .. تكرهه لأنه دمر علاقتها بأهلها .. تكرهه لأنه حطم آمالها واحلامها ..



    وانسابت دموع غزيره من عينيها .. لاضطرارها على الاعتراف مكرهه .. بأنها لا تكرهه بل تهيم به عشقا وغراما .. مهما جار وقسى عليها .. مهما جرحها وآلمها .. فإنه لن تقدر ابدا ان تكرهه ..



    بعد ساعات من بكائها الصامت اتجهت ساره إلى غرفة شقيقتها شيماء .. تسألها إن كانت تحتاج مساعده في ترتيب أغراضها ..

    فنظرت إليها شيماء نظرة لوم وعتاب : اتذكرت للتو بأن لك اختا على وشك الزواج ؟!

    احمر وجه ساره إحراجا وردت قائلة : آسفه لتقصيري .. وارجو ان تسامحيني وتعذريني .. فإنك تعرفين الظروف النفسيه التي مررت بها ..

    مدت شيماء ذراعيها منادية اختها لتضمها قائله : إنني اسامحك بالطبع ياحبيبتي .. ولكني تألمت لابتعادك عني في هذا الوقت .. والآن هيا بنا إلى العمل .. ساعديني في ترتيب ملابسي الجديده ..



    استغرقت الفتاتان في ترتيب الملابس والمشتريات في الحقائب .. وانضمت لهما منال تساعدهما .. فقضوا وقتا ممتعا سويا في استعراض الملابس وترتيبها ..



    وبهذا عادت العلاقه بين ساره واخواتها إلى سابق عهدها .. ولم يبق سوى ان تعيد العلاقه مع والديها .. وستسعى لذلك في اقرب وقت ممكن .. اما الآن فستتجه لغرفتها للنوم والراحه ..



    وفي اليوم التالي مساء .. استعدت ساره للخروج مع محمد ولكنها قررت عدم اخبار هيا بأمر خروجها معه حتى لا تقلق او تترقب حدوث امر ما .. فقد تخفق ساره في مسعاها .. وهي لا تريد لهيا ان تصدم او تتألم ..

    كان محمد ينتظر ساره في سيارته فأسرعت إليه حتى لا يلومها على تأخرها .. وحال وصولها سألها عن المطعم الذي ترغب في التوجه إليه .. فحددت مطعم هادئ لا يؤمه الكثير من الناس .. وتوجها إليه في الحال .. وما ان وصلا واستقرا على إحدى الطاولات حتى قررت ساره الدخول في الموضوع مباشره ..

    ساره : بالأمس حين كانت هيا عندنا قلت بأنك تفكر بالزواج .. اليس كذلك ؟!

    امتقع وجه محمد وتلعثم ... فرد قائلا : نعم .. ولكني غيرت رأيي .. فلا يزال الوقت مبكرا لمثل هذا الموضوع ..

    ساره : مبكر ؟إنك تكاد تبلغ التاسعه والعشرين.. وتقول بأن الوقت مبكر ؟!

    محمد : لا أدري .. إنني أفكر في الموضوع احيانا .. ثم اعود لأتراجع عنه ..

    ساره : ولماذا التراجع ؟! هناك الكثير من الفتيات اللواتي يتمنين الارتباط بشاب مثلك ..

    محمد : ربما .. لا ادري ..

    ساره : هل هناك فتاه معينه في ذهنك ؟! ام انك ستترك الأمر لأمي كما ذكرت بالأمس ؟!

    محمد : بالله عليك ياساره .. اقفلي هذا الموضوع ولنتحدث بأمر آخر ..

    ساره : لا لن اققله .. ففي بالي امر ما اسعى إليه .. ولا تسألني عنه .. فقط اجبني على اسئلتي بصدق .. اتفقنا ؟

    محمد : حسنا .. سأجيبك .. في الحقيقه هناك فتاه .. ولكني لا اعتقد بأنها قد ترغب او توافق على الارتباط بي .. فهي صغيرة في السن بالنسبة لي ..

    ساره : ومادخل العمر في الزواج ؟! بكم سنه تصغرك ؟!

    محمد : عشر سنوات تقريبا ..

    ساره : وماذا في ذلك .. لا اعتقد مسألة العمر تعد عائقا ..

    محمد : ربما هي لا تفكر في الزواج .. فالمستقبل امامها .. ربما ترغب في إكمال دراستها اولا ..

    ساره : وهل الزواج عائق ؟ هل هي هيا ؟!

    محمد : في الحقيقه نعم .. إنها هيا ..

    ساره : وماذا لو قلت لك بأنها لن تمانع .. بل ستوافق بكل سعاده ..

    محمد : هل انت جاده ؟! بالله عليك قولي ...

    ساره : بالطبع جاده .. إنها تحبك وتتمنى الارتباط بك ..

    محمد : وانا احبها .. بل انا اعشقها واهيم بها ..

    ساره : إذن ماذا تنتظر .. هيا بنا .. اسرع الى ابي واطلب منه ان يكلم عمي في الحال ليخطبها لك ..

    وبالفعل سرعان مافاتح محمد والداه في الموضوع .. ففرح الوالدان كثيرا واسرع الأب لمحادثة اخيه ليخطب منه ابنته .. فما كان من العم سوى ان وافق فرحا مسرورا وانطلق يزف الخبر لزوجته وابنته التي كاد ان يغمى عليها من هول المفاجأه .. فهي لم تتوقع ان يتم الأمر بهذه السرعه ..



    ولم تكد حفلة ساره تنقضي حتى تمت خطبة محمد وهيا رسميا .. وتم الاتفاق على عقد القران بعد زفاف شيماء مباشره ..



    اخيرا تحقق حلم هيا ومحمد .. وهاهما يبلغان مبتغاهما .. لم تكد الفرحه تسعهما .. فأثمن واغلى امانيهم قد تحققت ..

  15. #30
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل الثالث عشر : صدفة ..



    كان شعور ساره بالسعادة لا يوصف بسبب خطبة اخيها .. فها هو حلم كان بالأمس مستحيلا .. يتحقق فجأة .. ودون مقدمات .. وهذا اعطى ساره املا في ان يتحقق حلمها يوما ما ...



    قررت العائلتان إقامة حفل الزفاف في شهر اغسطس .. بناء على رجاء خاص من ساره لهيا .. فهي لم تكن ترغب في السفر هذا العام تجنبا لرؤية خالد .. فرؤيته قد تفتح جروحا بالكاد بدأت تلتئم .. كما انها لا ترغب في السفر دون شقيقتها شيماء وصديقتها هيا .. فسواء كانت ستتزوج في اغسطس ام بعده فإنها لن تقدر ان ترافقهم في السفر لأنها ستكون منشغله بالإعداد للزواج ..



    ،،،،،



    لم يبق سوى ثلاثة ايام على حفلة عرس شيماء .. وكانت الاستعدادات قائمه على قدم وساق .. فالكل منشغل بعمل شيء ما ... والكل مرتبك ومتوتر.. وعمت حالة طوارىء في العائله كلها .. ففي الغد سيقيمون ليلة حناء .. ويجب ترتيب المنزل وإعداد اصناف الحلويات وتنسيق باقات الورود وإعداد مجلس العروس وغيره وغيره من امور ..



    كانت هذه الترتيبات والإعدادات ممتعه للجميع .. بالرغم من كثرتها وصعوبتها إلا أنها ايام لا تنسى .. تحمل في طياتها الكثير من اللحظات الجميله والمواقف الطريفه التي يجد الإنسان لذه خاصه في استراجعها في ذاكرته المره تلو الأخرى ..



    الشيء الوحيد الذي كان يعكر صفو هذه اللحظات هو سفر شيماء بعد العرس مباشره .. وستعيش في الخارج لفتره طويله .. وبالتالي لن يتمكن اهلها من رؤيتها إلا على فترات متباعده ...



    بالرغم من سعادة ساره لزواج اختها وخطوبة صديقتها إلا انها كانت تشعر بالحزن والوحده حين تخلو بنفسها .. وذلك لسببين .. اولهما فراق اختها شيماء .. وثانيهما انشغال هيا وابتعادها الاضطراري عنها ..



    لم تكن ساره تلوم هيا لابتعادها عنها .. فهي تعرف بأنها لو كانت مكانها لخصصت كل وقتها إما للاستعداد للزواج او للحديث مع خطيبها الذي احبته طوال عمرها .. ولكنها لم تستطع قهر شعورها بالغيره من شقيقها محمد الذي اخذ منها اعز صديقاتها .. ولم يترك مكانا لها ..



    ،،،،،



    اقيم حفل زفاف شيماء وقد كان حفلا ضخما حضره الكثير من الناس .. وكانت شيماء وردة يانعه بفستانها الأبيض الجميل و مكياجها البسيط ... فلم تستطع ساره مغالبة دموعها التي انهمرت حالما رأت اختها تتمايل بفستانها الجميل .. كانت دموعها دموع فرح وفخر بهذه الأخت الغاليه ..



    مرت مراسيم الزواج بسلام وانصرف العروسان وسط زغاريد الأهل و التمنيات لهم بالسعاده .. وقد كان يوما طويلا ومرهقا بالنسبة لساره التي غطت في نوم عميق حالما وضعت رأسها على الوساده ..



    سافر العروسان في اليوم التالي بعد الغداء مباشره .. وشعرت ساره بالملل من البقاء وحيده دون شقيقتها او صديقتها .. فاتصلت بشقيقها محمد تسأله إن كان قادرا على اخذها إلى السوق او إلى اي مقهى لتغير جو الملل الذي تشعر به .. فوافق محمد على طلبها وخاصة انه لم يخرج معها منذ يوم خطبته لهيا ..



    وبعد ساعة كان محمد وساره جالسين في المقهى يتناولان المرطبات والحلوى .. ويتبادلان اطراف الحديث .. وفجأه إذ بشخص يدخل إلى المقهى .. وبرفقته فتاه .. شعرت ساره بيد جليديه تمتد إلى قلبها تعتصره .. وشحب لونها .. فآخر من كانت تتوقع رؤيته هو خالد .. ومعه فتاه !! ترى من تكون هذه الفتاه ؟! اتراها زوجته .. شعرت ساره بطعنة الغيره تضرب قلبها .. فأشاحت وجهها عنه بكره .. فهي لا تريد ان تتخيله متزوجا ..

    قاد خالد رفيقته إلى طاوله بعيده في الطرف الآخر من المقهى .. ولكنها مقابله لطاولتهم مباشره .. وقد كان يبدو متماسكا .. وكأنه لم يعرفها قط .. او انه يراها للمرة الأولى في حياته .. هكذا فكرت ساره في نفسها .. إلا ان الواقع كان مخالفا لذلك .. فقد كان خالد مرتبكا .. مصدوما .. فهو لم يتخيل ان يراها هنا .. ود لو كان بإمكانه الفرار من المكان .. لو أنه فقط رأها قبل ان تراه .. لكن انسحب من المكان بهدوء دون ان تشعر بوجوده .. ولكن للأسف .. فهي رأته قبل ان يراها .. فلم يكن امامه إلا التظاهر بالهدوء والتوجه إلى طاولة ما ..
    تظاهر خالد بالانشغال بقائمة الطعام وهمس لأخته مريم : ساره هنا
    مريم : احقا؟ اين ؟!
    خالد : خلفك مباشره .. لا تلتفتي رجاء .. لا اريد لفت انتباهها ..
    مريم : هل ترغب في ان نخرج من هنا ؟!
    خالد : لا .. لا داعي لذلك .. سأحاول تجاهل وجودها وعدم النظر باتجاهها ..
    مريم : لا بأس ولكن إن رغبت بالانصراف أخبرني


    ...
    كان وجه خالد شاحبا .. ليس لأنه مرهق او متعب .. ولكن لأنه لمح نظرة كره في عيني ساره .. إنها تكرهه .. آلمه ذلك بشكل كبير .. فآخر ما كان يريده هو ان تكرهه ساره .. ود لو كان بإمكانه الذهاب إليها ضارعا .. طالبا الصفح والعفو .. ود لو كان بإمكانه ان يشرح لها ظروفه .. وأن يطلب منها ألا تتركه .. ولكن .. إن هي علمت بحاله فستشفق عليه .. و هو لا يريد شفقتها .. لا يريدها ان تبقى معه بدافع الشفقه .. لن يحتمل ذلك ..




    اخذ خالد يختلس النظرات إليها .. حتى لا تنتبه إلى نظراته .. فكان يشيح بنظراته بارتباك بعيدا عنها كلما التقت اعينهما .. وكأنه لص ضبط بالجرم المشهود .. إلا ان اختلاس النظرات لم يكن كافيا له .. اراد ان يقترب اكثر .. اراد ان يراها عن كثب .. فقرر فجأة ان يتجه لطاولتها ويسلم على محمد .. ولكن .. كيف .. فمحمد لم يره وهو يدخل إلى المقهى؟! فسيكون الموقف محرجا إن هو اتجه مباشرة إليه قائلا : مرحبا انا هنا جئت لألقي التحيه .. سيكون من الأسهل أن يتصل به ويخبره بوجوده اولا .. فسارع للاتصال به ...

    محمد : الو ؟؟

    خالد : الو .. مرحبا ..

    محمد : اهلا بالصديق العزيز .. لقد تفاجأت حين رأيت اسم المتصل .. فأنت لم تحادثني منذ ان كنا عند احمد الشهر الماضي .. اين اختفيت يارجل ؟!

    خالد : في الحقيقه لقد كنت مشغولا ببعض الأمور .. كيف حالك ؟! وماهي آخر اخبارك ؟!

    محمد : انا بخير والحمدلله .. وانت كيف حالك ؟!

    خالد : على احسن مايرام .. لقد لمحتك من بعيد فأحببت ان اسلم عليك..

    محمد : انت هنا ؟! اين ؟!

    خالد : خلفك مباشره ..

    محمد : يالها من صدفة جميله ... سآتي لأسلم عليك ..

    خالد : لا داعي لذلك .. سأتي انا إليك .. ونهض كلاهما والتقيا في منتصف الطريق بين الطاولتين .. واخذا يتحدثان لبعض الوقت .. وأنظار خالد متجهه نحو ساره ..



    كانت ساره متوتره وهي تنتظر عودة شقيقها .. فهي لم تكن تعلم بأنه يرى خالد وان العلاقة بينهما وثيقه لدرجة تبادل المكالمات الهاتفيه .. فبقيت تنتظر عودة شقيقها بصبر لتسأله عن هوية الفتاة التي برفقة خالد بطريقة غير مباشره .. فبادرته بالسؤال حال عودته

    ساره : أليس هذا صديقك الذي رأيناه في لندن في الصيف ؟!

    محمد : نعم إنه خالد صديقي ..

    ساره : يبدو مختلفا بعض الشيء ..

    محمد : صحيح؟! لم ادرك ذلك .. ربما لأنك رأيته في الخارج بملابس عاديه .. وهنا يرتدي الثياب الوطنيه ..

    ساره : ربما .. هل تلك التي برفقته زوجته ؟!

    محمد : خالد ؟! لا .. إنه ليس متزوجا .. وإلا لكان دعاني لزواجه .. قد تكون شقيقته ..

    شعرت ساره بالراحه حين تأكدت بأنه ليس متزوجا .. وكأن حملا ثقيلا قد انزاح عن كاهلها .. فأخذت تثرثر بسعادة مع شقيقها وتتظاهر بعدم الاهتمام بتواجده في المكان .. بينما كان خالد صامتا ، مكتئبا وحزينا .. فلاحظت شقيقته الأمر وطلبت منه الانصراف اكثر من مره .. إلا انه كان يرفض في كل مره فهو لا يريد ان ينصرف قبلها .. إنه يريد ان يبقى حيث هي .. ينظر إليها من بعيد .. ولو لبضع دقائق أخرى .. فقد لا تتكرر صدفة اللقاء مرة أخرى ..

    ولكن شعورا قاتلا بالغيرة كان ينتابه .. فهاهي ساره تضحك وتتحدث مع محمد بانطلاق وانشراح .. تمنى لو انه هو من يسمع صوتها العذب .. تمنى لو انه هو وحده من يضحكها .. تمنى لو انه هو وحده من يأسر نظراتها .. من يلمس يداها الرقيقتان ..



    ياإلهي لم يعذب نفسه بالبقاء في المكان لفترة أطول .. لم لا يهرب من المكان؟! عليه ان ينصرف في الحال قبل ان يقدم على تصرف أخرق قد يندم عليه لبقية حياته .. فقال لأخته ..

    هيا بنا يامريم .. لم اعد اطيق البقاء أكثر ..

    مريم : حسنا .. هيا بنا .. كان يجب ان نخرج من هنا منذ بعض الوقت ..



    وخرج خالد ومريم من المقهى .. فانطفأ بخروجهما حماس ساره وانطلاقها في الحديث .. مخلفا وراءه حالة من الكآبة والحزن .. فشعر محمد بتغير مزاج اخته في الحال .. فسألها عما اصابها فجأه .. فقالت له : لا شيء .. ولكني اشعر ببعض الإرهاق من يوم امس .. مارأيك ان نغادر ونعود للمنزل ؟!

    محمد : حسنا هيا بنا إذن ..

    يتبع ...

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •