صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 73

الموضوع: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

  1. #31
    التسجيل
    01-06-2005
    الدولة
    الإمـــــ U A E ـــارات الحبــــيبة
    المشاركات
    267

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    تسلم أخوي على التكملة الحلووووووة ويعطيك العافية
    وهي واااااااااااااايد حلوة
    و كل مرة تحلو أكثر و أكثر وتصير أكثر تشويق
    ولا تتأخر علينا .... وناطرين التكملة
    ومشكوووووووووووووور .
    ..مشكور الأخ Amarantعلى التوقيع الأكثر من رائع..


    ...مشكورة الغالية المفنووووودة عالهدية الحلوة...





  2. #32
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    تسلمين اختي ... وانشالله تعجبج القصه للنهايه ..
    واليوم راح احط احلى فصلين في نظري .. وانشالله تستمتعين بقراءتهم ..
    مثل ما استمتعت بكتابتهم ..

  3. #33
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل الرابع عشر : ( مكالمه )

    لم تستطع ساره النوم في تلك الليله ولا في الليالي التي تليها .. فقد عادت إليها كل الذكريات دفعة واحده .. فكانت تقضي الليل في تذكر كل لقاء بينهما .. كل نظره .. فلقاءها الأخير به قد حطم كل الحواجز والأسوار التي بنتها حول نفسها وحول قلبها لتحميه من التحطم .. فعاد يخفق شوقا وحنينا إلى حبيب لم يبادل الحب بحب .. إلى حبيب أنكر كل ماكان بينهما في لحظه ..

    فظلت ساره تذرف الدموع اياما متتاليه حتى وهنت واصابها الهزال والمرض .. فظلت طريحة الفراش لأسبوعين كاملين .. ومشاعرها متقلبه .. فتكرهه تاره .. وتحبه تارة اخرى .. ولكن الحب كان دوما المنتصر .. مما يجعلها تشعر بالهزيمة فتذرف مزيدا من الدموع .. إلى أن يأست وشعرت برغبة شديده في الاستسلام .. ورمي الكرامة خلف ظهرها .. فقررت الاتصال به بأي طريقة كانت .. ولو لسماع صوته فقط .. ولن يهمها إن ادرك بأنها هي المتصلة .. ولكن .. من اين لها رقم هاتفه ؟! لابد ان تطلب من هيا مساعدتها في الحصول عليه من شقيقها محمد حين يذهب لزيارتها ..



    رفضت هيا في البدايه مساعدة ساره على الحصول على الرقم .. إلا انها رضخت في النهايه ووافقت .. وخاصة حين رأت الحاله التي وصلت إليها ساره .. فهاهي تذوي وتذبل يوما بعد آخر .. فأتتها بالرقم بعد يومان .. فشعرت ساره بارتياح كبير .. فأخيرا تستطيع التواصل معه .. وإن كان التواصل يقتصر على سماع صوته والاطمئنان عليه ..



    ادارت ساره الرقم بأصابع مرتجفه .. وبعد رنة واحد أجاب ..

    خالد : الو ؟؟؟؟

    ساره : ...............

    خالد : ألو ... ألو.....

    اقفلت ساره السماعه بهدوء وشعور بالراحة يغمرها .. فهي تستطيع الآن على الأقل سماع صوته .. لم يهمها ان يظهر رقمها عنده .. ولم يهمها ان يعرف بأنها المتصله .. فهي تحبه حتى وإن لم يحبها ..

    ظلت ساره تعاود الاتصال يوميا .. في نفس الساعة من كل يوم .. فأصبح موعدا جديدا بينهما .. ولكنها لا تدري إن كان قد ادرك بأنها هي المتصلة ام لا .. أتراه سيصدها إن علم بأنها المتصله ؟!

    كان خالد يعرف في قرارة نفسه بأن المتصل ليس سوى ساره .. ولكنه لم يقدر على صدها .. فهو يريد هذا التواصل الصامت .. يريده بكل ذره من كيانه .. ألا يكفي انه حرم من الارتباط بها ؟! ايحرمه القدر الحق بهذا التواصل الصامت ؟! اكثير عليه ان يرد على اتصالاتها بكلمة واحده فقط ؟! فيطمئن عليها وتطمئن عليه ؟! أكثير عليه ان يشعر بأنفاسها عبر اثير اسلاك الهاتف؟! لا .. ليس كثيرا .. إنه لا يرتكب خطأ برده عليها ..

    كانت كلمة "ألو" من خالد بالنسبة لساره كالمسكّن الذي يوقف الألم لفتره .. لا يلبث بعدها أن يعود الألم عاصفا مدمرا .. فهذه الكلمة لم تعد تكفيها .. ارادت المزيد .. ارادت ان تتأكد بأنه يعرف من تكون .. وأنه لا يعبث مع اي فتاة تتصل به بطريق الخطأ .. ارادت ان تحدثه .. ان تعرفه اكثر .. ان تبوح له بحبها .. ولكنها خائفه .. مرتعبه .. فكيف لها ان تحدثه ؟! أليست وقاحه ؟! بلى .. إنها كذلك .. يجب ان تعود إلى صوابها في الحال .. وتمتنع عن الاتصال به نهائيا .. يجب ان تضع حدا لجنونها ..



    مر يوم .. يومان .. دون ان تتصل ساره .. فشعر خالد بالقلق .. ترى .. لم لم تتصل ؟! هل هي مريضه ؟! هل أصابها مكروه .. فزع خالد حين مر هذا الخاطر بذهنه .. كلا .. يجب ان تكون بخير .. لن يستطيع الانتظار اكثر .. انه يريد الاطمئنان .. سيتصل هو هذه المره ... سيسمع صوتها .. سيتأكد بأنها بخير .. ثم سيقفل الخط ..

    لم تصدق ساره عينيها حين رأت رقم خالد على شاشة هاتفها .. فأغمضت عينيها وفتحتهما مجددا .. إنه هو .. إنها لا تحلم ... وأسرعت بالرد ..

    ساره : ألو ؟!

    خالد : ...........

    ساره : ألو ؟!

    أغلق خالد الخط .. بعد ان سمع صوتها .. وتأكد بأنها بخير .. اما ساره فلم تصدق بأن خالد يتجاوب معها .. ينتظر مكالماتها .. فشعرت بسعاده كبيره .. وعادت للاتصال به مجددا .. فيوما تتصل هي .. ويوما يتصل هو .. كانت تنتظر منه ان يقدم على خطوة ما .. ان يقول شيئا .. ولكنه لم يفعل .. بل اكتفى بالمكالمات الصامته .. ولكن ساره تريد المزيد .. فقررت المخاطره ..

    خالد : الو ...

    ساره : الو ..
    ذهل خالد .. ولم يصدق اذناه .. لا يمكن ان تكون قد تكلمت !!! فقال : ألو؟!!!!!!!!!!!

    ساره : الو .. مرحبا ..

    فترة صمت ...

    ساره : الو؟!

    خالد : اهلا !!!

    سارة : كيف حالك ؟!

    خالد : بخير .. من المتكلم ؟!

    شعرت ساره بالارتباك .. وشعرت بحماقة تصرفها .. فشعرت برغبه في إغلاق الهاتف والهروب .. إلا انه لم يكن بإمكانها التراجع الآن ..

    فقالت : أنا ساره ..

    خالد( والارتباك باد في صوته ) : أي ساره ؟!

    شعرت ساره بأن هذا كثير عليها .. فلم تستطع الاحتمال ... فقالت : آسفه .. ربما اخطأت بالرقم .. مع السلامه ..

    خالد : لحظه ... لا تغلقي الخط .. فقط قولي .. اي ساره ؟!

    ساره : ألست خالد ؟!

    خالد : نعم .. إنني هو ..

    ساره : انا ساره شقيقة محمد .. يبدو انني تسرعت بالاتصال ...

    كان الإحراج يغمر ساره من رأسها حتى أخمص قدميها .. فشعرت برغبة شديده في البكاء ..

    خالد : اهلا بك .. آسف .. كل ما في الأمر .. أنني ذهلت حين تكلمتي .. فلم اتخيل ان يدور بيني وبينك حديث فعلي ..

    ساره : انا المخطئه .. ماكان يجب ان اتكلم .. بل ماكان يجب ان اتصل من الأساس ..

    خالد : هل ندمت على اتصالك ؟!

    ساره : لا .. كل مافي الأمر أنني لا أدري كيف أقدمت على الإتصال .. إنها وقاحة مني ..

    خالد : لا تقولي ذلك .. إن أردت ان تنهي الاتصال فلك ذلك .. واعتبريه كأن لم يكن .. وثقي بأنك لم تتصلي سوى بإنسان يكن لك كل احترام وتقدير ..

    ساره : هل كنت تدرك بأنني المتصله ؟!

    خالد : في الحقيقة .. نعم .. ولكني لم اكن اتوقع ان تتكلمي .. فارتبكت وذهلت ..

    ساره : وهل ساءك انني تحدثت؟!

    خالد : كلا .. بل على العكس .. لا تعرفين كم انا سعيد بهذه المكالمه .. ولكني اجد نفسي عاجزا عن التفكير في شيء اقوله ..

    شعرت ساره بالاطمئنان فأطلقت زفرة راحه .. وقالت : وانا ايضا لا ادري ما اقول .. ولكني شعرت برغبة في الحديث .. لمجرد الحديث .. دون تحديد .. ولكن مارأيك ان نبدأ من جديد .. تخبرني عن نفسك واخبرك عن نفسي ؟ بالطبع إذا كان لديك متسع من الوقت .. ولست مشغولا بشيء ما ..

    خالد : ابدا .. لست مشغولا بشيء .. الوقت مناسب تماما .. امامي على الأقل ساعتين من الفراغ قبل ان انشغل بأي شيء ..

    ساره : حسنا إذن .. لنبدأ..

    خالد : اسأليني .. فأجيبك .. ماذا تريدين ان تعرفي بالضبط ..

    ساره : هل انت مرتبط عاطفيا بأي شكل من الأشكال ؟!

    خالد : لا .. لست مرتبطا .. ماذا عنك انت ؟!

    ساره : لا .. ولا انا كذلك .. دورك لتطرح سؤالا ..

    خالد : لقد فعلت !! لقد سألتك إن كنت مرتبطه !!!

    ساره : هذا ليس عدلا .. إنه سؤالي وقد أعدته إلي .. إطرح سؤالا آخر ..

    خالد : حسنا .. سؤال شخصي ... كم عمرك ؟!

    ساره : تقريبا عشرون سنه ... وانت ؟!

    خالد : تقريبا سبع وعشرون ..

    ساره : ماهو لونك المفضل ؟!

    خالد : سؤال تقليدي .. حسنا .. لأفكر قليلا .. ربما الأزرق .. وأنت ؟!

    ساره : الفضي .. والأصفر ..

    خالد : حسنا.......... ماهي أكلتك المفضله ؟!

    ساره : هذا ما أسميه سؤالا تقليديا .. المعكرونه .. وأنت ؟!

    خالد : وأنا ايضا ..

    ساره : حسنا ...... لم أهديتني الورده ؟!

    خالد : هذا سؤال في الصميم .. وجوابه صعب .. ولكني سأكون صريحا .. لنقل بأنها كانت وسيله للتعبير عن الإعجاب بشخصك الكريم .. .... وأنت .. لم قبلتها
    ؟!


    ساره : لأخبرك بأنني أبادلك اللإعجاب بإعجاب مثله ..

    خالد : حسنا .. لم سكتت .. إنه دورك في طرح الأسئله ..

    ساره : إنني متردده قليلا في طرح هذا السؤال ..... هل تهدي كل فتاة تعجبك ورده ؟!

    خالد : إنك تجرحينني بمثل هذا السؤال .. ولكن .. لا .. لم اهد غيرك ورودا ..

    ساره : ولم انا بالذات ؟!

    خالد : إنه دوري .. لنعتبر سؤالك هذا ملغيا ..

    ساره : حسنا حسنا .. لك ذلك ..

    خالد : هل كرهتني في أي وقت ؟!

    ساره : ايمكنك إعفائي من الجواب ؟!

    خالد : لا بأس .. اعتذر للسؤال .. ما رأيك ان نغير الموضوع ؟!

    ساره : لا مانع ..

    استمرت المكالمه لست ساعات متواصله .. فقدا خلالها اي احساس بالزمن .. فلم يكن هناك سواهما .. و نسي خالد موعده مع صديقه الذي كان من المفترض ان يخرج معه .. ولم يدرك ذلك إلا حين نظر إلى ساعته .. فأسرع يتصل بصديقه معتذرا ..



    كانت سعادة ساره بهذه المكالمه لا توصف .. فما ام اغلقت السماعه حتى اغمضت عينيها بسعادة حالمه وأخذت تدور حول نفسها مرات ومرات .. ثم وقفت امام المرآة تتأمل نفسها .. اهذه التي تطل عليها من المرآة هي ؟! انها تبدو مختلفه .. عيناها تلمعان بابتهاج وحنان غريبين .. ثغرها باسم .. خداها متوردان .. كانت لأول مره ترى نفسها جميله .. ايكسب الحب الإنسان جمالا ؟! ايجعله مشعا إلى هذا الحد .. اخذت تتلمس خديها غير مصدقه الجمال المفاجئ والحيويه المفاجئه التي دبت في وجهها فجأه ..



    استرجعت ساره المحادثه في ذهنها مرات ومرات .. فكانت تبتسم تاره وتقهقه تارة اخرى .. ترى هل فقدت عقلها لتضحك وحدها !؟



    اما خالد فكانت سعادته بهذه المكالمه تفوق سعادة ساره بمراحل .. فها هو اخيرا يحادثها .. يتمكن من الاقتراب منها ... من حلمه المستحيل .. صحيح بأنه لن يستطيع منحها اكثر من هذه المكالمات .. إلا أنه لم يستطع ان يحرم نفسه من التواصل معها .. فقد كان يريد هذا التواصل بشده .. وإن كان بتواصله معها أنانيا .. فهو في النهاية إنسان .. والإنسان بطبعه أناني.. انه لا يريد سوى اقتناص بضع لحظات من السعادة مع حبيبته التي يستحيل عليه ان يصل إليها في يوم من الايام ..

    يتبع

  4. #34
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل الخامس عشر : " احبك "



    سعادة ساره بهذه المكالمه فاقت كل الحدود .. فأرادت ان تبلغ العالم بأسره بحبها وسعادتها .. وبتحقق حلمها الذي طالما انتظرته .. فأسرعت تهاتف هيا لتبلغها بموضوع المكالمه .. ونقلت لها الحديث الذي دار بينهما كلمة كلمه .. وحرفا حرفا .. فوبختها هيا وقالت لها بأن ماقامت به جنون .. ونصحتها بعدم تكرار ذلك لأنه خطأ ولا يجوز لها ان تقوم بمثل هذا الفعل المشين .. إلا أن ساره اخبرتها بأنها تنوي الاستمرار فيما اقدمت عليه .. لأن هذه المكالمات هي المصدر الوحيد لسعادتها في الوقت الراهن .. فلم يسع هيا سوى الإذعان والسكوت .. ونصحها بالحذر وعدم الإنجراف خلف مشاعرها التي ستقودها للهلاك يوما ما ..



    شعرت ساره بالانزعاج بسبب موقف هيا .. فهي ترى حبها لخالد أطهر وأنبل من ان يظن به الظنون .. أو يساء تفسيره على أنه نوع من أنواع الاستهتار وقلة الحياء ..



    استمرت المكالمات بين خالد وساره .. وكان حب ساره لخالد يتنامى يوما بعد يوم .. فكلما تحدثت إليه اكثر كلما ازداد حبها واحترامها له ولشخصيته المتزنه .. كان مرحا .. ولكنه هادئ .. ضحكته العميقه يشوبها بعض الحزن .. الذي لم تكن تعرف له سببا .. صمته مريح .. وحديثه عذب .. تطرب ساره لسماعه .. كانا يتحدثان لساعات وساعات طوال .. دون أن يشعرا بمرور الوقت .. فأصبحت مكالماتهما إدمانا .. فلا يكادان يفترقان حتى يشتاقا للقاء جديد ..

    وكثيرا ماكانت ساره تعاود الاتصال به بعد لحظات من إنهاء مكالمتها له .. لتخبره بأنها قد اشتاقت إليه .. فيضحك منها بسعادة قائلا : لقد اغلقنا للتو .. هل اشتقت إلي بهذه السرعه ؟!!

    فترد عليه بخجل : نعم .. إنني اشتاق إليك وأنا معك .. فكيف وأنت بعيد عني ؟!

    فيطرب خالد لسماع هذه الكلمات ويشعر بأنه يملك الكون بأسره .. إلا أنه كان متحفظا في البوح بمشاعره .. فلم يقل لها يوما بأنه يحبها ..بالرغم من رغبته الشديده في البوح بحبه الذي يملأ كيانه .. كان دوما مترددا .. ايعترف بحبه .. ام يكتمه في قلبه .. إلا أنه وبعد مضي شهر من علاقتهما قرر أخيرا البوح بمكنونات قلبه .. فإنه لم يعد يطيق كتمان مشاعره اكثر من ذلك ..



    كان يوما هادئا .. جميلا .. وكان للصمت فيه متعه خاصه .. هدوء وسكينه تغمران روحهما .. فاستغل خالد هذه الفرصه للبوح بحبه .. فقال : ساره .. أنا احبك ..

    ارتعشت ساره وتلعثمت .. احمر وجهها .. انعقد لسانها .. تهدجت انفاسها .. لم تدر ماتقول .. فقد كانت الكلمه مفاجئه .. لم تتوقعها .. تعرف بأنها تحبه لكنها لم تكن متأكده إن كان هو يحبها ام لا .. ولكنه قالها .. اخيرا .. بعد عناء طويل .. ماأرقها حين نطقها .. ما أجملها حين خرجت بهمس من شفتيه ..

    بم تجيب ياترى؟! اتقول بأنها تحبه ؟! أرادت أن تقولها .. حاولت ان تنطق .. لكن الكلمات أبت ان تخرج من شفتيها .. فقد كان الخجل مسيطر على كل جزء منها..

    خالد : ألو ... ساره ؟!

    ساره : " لا تستطيع النطق "

    خالد : ساره .. انا اسف .. لم اقصد الإساءه إليك .. لكنني لم استطع السيطرة على مشاعري .. فصدرت مني الكلمة دون قصد ..

    سارة : لا تعتذر .. إنك لم تسىء إلي .. إنني سعيدة جدا بما قلت .. ولكني لا أدري بم اجيب .. وأشعر بخجل شديد .. لا أدري له سببا ..

    خالد : الحمدلله .. خفت ان اكون قد اغضبتك .. إذن سأقولها ثانية .. وبقصد هذه المره .. " أحبك " " أحبك" " أحبك"

    ضحكت ساره بسعادة وخجل وقالت : منذ متى ؟!

    خالد : لا أدري بالضبط .. ولكنك تغلغت في أعماقي .. سكنت روحي دون أن أشعر .. فأصبحت كالهاجس بالنسبة إلي .. ربما أحببتك مذ رأيتك اول مره .. وربما بعدها .. ربما لم ادرك بأنني احبك إلا حين عدت إلى هنا .. وأنت ؟ ماذا عنك؟! اتحبينني ؟!

    لم تجب ساره على سؤاله .. بالرغم من حبها الشديد له إلا أنها لم تجرؤ على نطق الكلمه .. اهو الخجل ؟ ام الحذر .. لا تدري ..

    احس خالد بترددها فقال : لا بأس .. ربما لم يحن الوقت بعد لمثل هذا السؤال .. ربما تحتاجين لمزيد من الوقت لتتأكدي من مشاعرك نحوي .. او مزيدا من الوقت لتحبيني .. ولكني سأنتظر ..

    أرادت ساره ان تحتج .. ان تقول بأنها تحبه مذ وقعت عيناها عليه اول مره .. ولكن الكلمات لم تطاوعها .. فظلت تحاول أياما وايام .. كلما حدثت خالد كانت تحاول ان تنطق الكلمه .. ولكن في كل مره كانت تحمر خجلا .. وتتلعثم .. فلا تقول ماتريد قوله .. إلا أنها لم تيأس من المحاوله .. إلى أن حل يوم .. لملمت فيه ساره شجاعتها .. وباردته قائله ..

    خالد .. أريد ان اقول شيئا ..

    خالد: قولي ياحبيبتي ماتشائين ..

    ساره : لا استطيع .. انسى الأمر ..

    خالد: ماذا هناك ؟! لقد اقلقتني .. أبك شيء؟!

    ساره : لا .. لا شيء .. لا تقلق .. كل مافي الأمر أنني اشعر بالخجل مما اريد قوله ..

    خالد : لا تخجلي مني حبيبتي .. وقولي ماتشائين ..

    فتحت ساره فمها وأغلقته عدة مرات .. تحاول ان تنطقها .. دون جدوى .. وخالد منتظر بصبر ماتريد ان تقول ..

    هتفت ساره بإسمه .. خالد ..

    خالد : نعم حبيبتي ..

    ساره : خالد .. انا ............

    خالد: انت ماذا حبيبتي .. ( وقد ادرك خالد ماتريد ان تقول .. فخفق قلبه ... وتهدجت انفاسه .. بلهفه .. فلطالما انتظر سماع هذه الكلمه منها )

    ساره : أنا ..... انا احبك ...

    نطقتها ساره بهمس .. وبسرعه .. واسرعت تغمض عينيها بشده وتدس وجهها في الوساده بخجل .. وتساقطت دموعها لشدة حرجها وحيائها مما قالت ...

    زفر خالد زفرة راحه .. وسعاده .. وهتف قائلا : آآآآآآآآه .. اخيرا قلتها .. اخيرا نطقت بها .. لقد جعلتني انتظر طويلا سماعها .. كم انا سعيد بها .. احبك ياساره .. تماما كما تحبينني وربما اكثر .. وأريدك ان تتأكدي من حبي لك .. مهما جرى بيننا .. ومهما كانت الظروف .. فلا تسيئي الظن بي في يوم من الأيام ..



    استغربت ساره لدى سماعها هذه الكلمات من خالد .. ولم تدر لها سببا .. فقد كانت تعتقد بأنهما سيتحديان بحبهما أقسى الظروف .. وسينتصران في النهايه .. سيجمعهما بيت واحد دافئ .. تملأه السعاده .. كانت ترى امامها مستقبلا ورديا .. زاخرا بالحب .. بينما خالد يرى أمامه مستقبل موحش .. قاحل .. فهو يعرف بأنهما سيفترقان يوما ما .. ربما قريبا .. لا يدري بالضبط متى .. ولكنه يعرف بأن صفحات كتابه سيمحى منها اسم ساره في يوم ما .. ولن يبقى سوى اسمه .. يعاني الألم والمرض والوحده .. وإلى أن يحين هذا اليوم سيبقى معها .. سيملأ حياتها بهجة وسعادة وسرورا .. سيتركها بذكريات جميله .. لأيامهما معا .. ترى هل ستنساه حين ترتبط بسواه ؟! هل ستنسى حبه لها ؟!



    ابعد خالد تفكيره عن المستقبل .. فهو سعيد الآن .. بقربها .. وما يهمه هو الحاضر .. الحاضر فقط .. ولن يقلق نفسه بالتفكير بما تخبأه الأيام له .. فلم يؤلم نفسه بالتفكير في الغد بينما هو سعيد ومرتاح اليوم ؟!



    مرت شهور على علاقة خالد وساره .. وها هو الصيف قد حان .. وحان معه موعد سفر خالد إلى لندن لمقابلة طبيبه .. لا يستطيع إلغاء الموعد ولا يستطيع تأجيله .. يعرف بأن ساره ستستاء حين تعرف بأنه سيسافر ويتركها ..لم يكن يريد إغضابها .. إيلامها او جرحها .. ومالم يكن يريده اكثر من اي شيء هو البعد عنها .. ولذلك قرر ان يجعلها رحلة قصيره .. أسبوعان فقط ينهي فيهما كل التحاليل والفحوصات اللازمه ثم يعود إليها سريعا .. وبدأ في اتخاذ إجراءات السفر ..



    وفي هذه الأثناء كانت ساره مشغوله في التجهيزات لعرس شقيقها وصديقتها الذي كان وشيكا .. وكانت تقضي اغلب يومها مع اهلها .. إلا أنها كانت تستغل كل لحظة فراغ ممكنه لمحادثة خالد الذي لم يكن يعرف كيف يخبرها بسفره ..



    خالد :ساره .. ألن تسافروا هذا الصيف ؟!

    ساره : كلا .. لا أعتقد ذلك .. فكما ترى نحن مشغولون بالإعداد لعرس محمد الوشيك .. لم يبق سوى ثلاثة اسابيع .. لم تسأل؟

    خالد : في الحقيقة .. إنني مضطر للسفر .. لقد وعدت اصدقائي بمرافقتهم ..

    ساره : ماذا ؟! إلى أين ؟!

    خالد : إلى لندن .. كالعاده ..

    ساره : وتتركني هنا وحدي ؟!

    خالد : إنك منشغله بعرس شقيقك .. ولن تشعري بغيابي .. ما ان ينتهي عرس شقيقك حتى تجديني قد عدت ...

    ساره : لا تقل بأنني لن أشعر بغيابك .. فمهما كان انشغالي فأنا لا انشغل عنك ..

    خالد : اعرف حبيبتي .. ولكني وعدتهم كما قلت لك .. ولا استطيع ان اخلف بوعدي .. وسأحاول أن احادثك من هناك كل يوم .. فلن تشعري بأي فرق ..

    ساره : لا تتركني ... لا أريد ان افارقك .. ارجوك..

    خالد : لا استطيع .. ارجوك ان تتفهمي موقفي ..

    ساره : حسنا إفعل ماتشاء ..

    خالد : ليس وانت حزينه بهذا الشكل ..

    ساره : لست حزينه .. انك حر فيما تفعل .. وليس لي اي حق في منعك ..

    والآن هل لي ان انفرد بنفسي لبضع ساعات ؟!

    خالد : كما تشائين ..



    ما ان اغلقت ساره السماعه حتى أجهشت بالبكاء .. فهي لم تفكر قط بأنه سيفضل رفقة اصدقائه على رفقتها .. ولم تفكر بأنه سيتركها ويبتعد عنها .. كانت تعتقد بأنها تغنيه عن العالم بأسره .. لم تكن تعرف بأنها لا تكفيه وانه يريد الاستمتاع والمرح مع اصدقائه .. ترى هل سينساها حين يسافر؟ هل مل منها ويريد التخلص منها بطريقة غير مباشره ؟!

    ظلت الأفكار السوداويه تلاحقها .. فتزداد كآبة وحزنا بمرور الوقت .. إلا أنها في نفس الوقت كانت تشعر بالخجل من نفسها .. فليس من حقها ان تحتكره لنفسها طوال الحق .. من حقه ان يخرج ويسافر ويختلط بالآخرين .. ليس من حقه ان تحبسه وتمنعه من اصدقائه .. مهما بلغ حبها له .. فليس لها ان تخنقه بحبها .. يجب ان تفسح له مجالا للتنفس .. فأجبرت نفسها على الرضوخ لسفره على مضض .. وإن كان ابتعادها عنه سيؤلمها ..

    يتبع


  5. #35
    التسجيل
    01-06-2005
    الدولة
    الإمـــــ U A E ـــارات الحبــــيبة
    المشاركات
    267

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    مشكووووووووووووووور أخوي عالتكملة

    ونفس ما قلت أنت أنهم أحلى فصلين

    الصراحة كانوا وااااااااااااااااااااااااااااااااااااو و استمتعت بقراءتهم

    و تسلم أخوي .. وناطرين التكملة بأحر من الجمر

    ووفقك الله
    ..مشكور الأخ Amarantعلى التوقيع الأكثر من رائع..


    ...مشكورة الغالية المفنووووودة عالهدية الحلوة...





  6. #36
    الصورة الرمزية SAD ANGEL
    SAD ANGEL غير متصل عضوه مميزه في منتدى النثر
    التسجيل
    25-10-2004
    الدولة
    حدائق بابل المعلقة / في سوريا
    المشاركات
    174

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    ياه القصة صارت قمة في الروعة وغاية بالجمال على الأقل خفت الأحزان عن قلب سارة
    والله قرأت الفصلين وتمنيت لو أنهم ما يخلصوا
    الأحداث روعة والله.
    مشكور مشكور أخوي وياريت ما تتأخر علينا بالباقي لأنه الأحداث صارت مشوقة جدا جدا وأسلوبك صار أجمل بتقدم القصة يعطيك العافية .



    الملاك الحزين



    صلي على النبي ثلاث مرات كلما قرأت هذه :
    اللهم صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...

  7. #37
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    princess sakura
    SAD ANGEL

    الف شكر على المتابعه الدائمه والتشجيع ..

    وإليكم التكمله .. ارجو ان تنال إعجابكم .. ورضاكم ..

  8. #38
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل السادس عشر .. خطوبه ...



    كان لسفر خالد وقع سيء في نفس ساره .. فهي اولا تخاف ان يصيبه مكروه .. وثانيا لا تريده ان يبتعد عنها مطلقا .. فقد كانت تشعر بالضياع بعيدا عنه .. ولذلك كانت لا تفارق الهاتف أينما ذهبت .. ومهما كان انشغالها .. فكانت تترقب اتصالاته وتنتظرها .. و قد وفى خالد بوعده لها .. فكان يتصل بها يوميا عدة مرات ليطمأنها عليه وليبعد عنها اي شعور بالضيق او القلق .. وخاصة أنها كانت تعامله ببرود في البدايه كنوع من التعبير عن استيائها لسفره .. إلا ان حاجز البرودة سرعان مازال باهتمام خالد ومحاولته إرضاءها واستمالتها ..



    أجرى خالد فحوصاته الدوريه المعتاده التي مرت بسلام .. فقد طمأن الطبيب خالد على صحته .. وأكد له بأنه على أحسن مايرام طالما ينفذ تعليماته بدقه .. فأحس خالد بارتياح وخرج سعيدا مسرورا من عنده .. وذهب إلى السوق بحثا عن هديه مناسبة يقدمها لساره .. ترى .. ماذا يهديها ؟! إنه يريد شيئا مميزا .. شيئا يبقى معها للأبد .. يذكرها به وبحبه الكبير لها .. شيئا رقيقا .. مثلها .. يعبر عن شعوره نحوها .. يريده شيئا ذا قيمه معنويه رمزيه ..



    يعرف بأن لساره كبرياءها وانها لن تقبل ان يهديها شيئا ثمينا كعقد او ساعه مثلا .. فهي ستعتقد بأنه يقلل من شأنها ومن احترامه لها إن هو فعل ذلك .. ولذلك فمن الأفضل ان يهديها تحفة ما .. تبقى في غرفتها كتذكار لحبه .. فأخذ يبحث ويبحث .. إلى أن وقعت عيناه على مطلبه .. طائر فضي صغير .. يقف وحيدا على غصن شجره .. يوحي بالضعف والرقه .. فأعجبه الطائر كثيرا وقرر بأنه انسب هديه يهديها إياها .. فهذا الطائر بإمكانه مرافقتها للأبد .. وهذا بالضبط هو مايريده .. سيرفقه ببطاقه صغيره يخط بها بضع كلمات تعبر عن حبه لها ..



    كانت سعادة خالد بالهدية التي اختارها لساره لا توصف .. وكانت لهفته للعودة ومفاجأتها بالهديه تفوق كل الحدود .. ترى هل ستعجبها كما اعجبته ؟ انه يتوقع ذلك .. لأنه يعرفها ويعرف ذوقها تماما .. ولكن كيف سيتمكن من إيصالها إليها .. لا بد من وسيلة ما .. ترى أيرسلها بالبريد السريع ؟! قد يكون ذلك ءأمن طريق لوصول الهديه .. نعم سيرسلها بالبريد السريع .. ولكنه سيبلغها اولا بذلك حتى لا تفاجأ حين تصلها هديته ... لم يبق امامه الآن سوى البحث عن بطاقة مناسبه يكتب فيها شيئا ما .. ايكتب لها قصيده ؟ ام يختار كلمات اغنية ما تعبر عن حبه وشوقه ؟! سيكتب لها كلمات اغنيه .. نعم .. اغنيه تصف مشاعره تماما .. وتعبر عن الوضع الذي مرا فيه ..



    في رحلة العوده استغرق خالد في التفكير عن الأغنيه المناسبة التي سيكتبها .. وحين استقر قراره على اغنيه معينه .. سارع بإخراج البطاقة والقلم وأخذ يخط كلمات الأغنيه بكل اهتمام وعنايه :



    سلامي على اللي حاضر معانا .. سلامي على اللي خالي مكانه ..

    سلامي انشالله يوصل سلامي .. أسامي ما اريد اذكر اسامي ..



    سلامي على اللي صان المحبه .. سلامي على اللي فرقته صعبه ..

    بعيد وياكل ويشرب معانا .. عزيزي وصاحبي وقلبي على قلبه ..



    سلامي على اللي يستاهل دموعي .. حزين وضحكته تعود برجوعي ..

    رجاء لا تذكرونه امامي .. اخاف يطير قلبي من ضلوعي ..



    فرحت ساره كثيرا بعودة خالد سالما من السفر .. فقد كانت في غاية الشوق والحنين إليه .. وإلى سماع صوته عن قرب .. نعم عن قرب .. فالإحساس يكون مختلفا حين يكون معها في نفس البلد .. لا تدري لم .. ولكنها تشعر به قريبا .. وكأنه معها في نفس المكان .. اما شعورها حين رأت الهديه والبطاقه .. فلا تكفي الكلمات للتعبير عنه .. فقد كان شعورا طاغيا بالحنان والحب .. الحب والعشق لهذا الخط الجميل الذي رسم بأناقه ودقه على البطاقه .. الحب والعشق لهذا الطائر الجريح الذي اختير بكل اهتمام وعنايه .. فقرأت البطاقة مرات ومرات دون ملل .. وكأنها تريد ان تحفظ كل انحناءة للحبر على الورق .. فتحفظ خطه عن ظهر قلب وتميزه اينما رأته ..



    سألها خالد عن عرس شقيقها فحكت له تفاصيل العرس وكيف كان العروسان سعيدين ببعضهما البعض .. وحكت له عن شوقها لهيا وافتقادها إليها .. فاستمتع خالد بحديثها وشعر بالراحة لعودته أخيرا إليها ..



    ،،،



    سرعان ما أدبر الصيف وبدأ عام دراسي جديد فعادت ساره للانشغال بالدرس وبالجامعه .. تخطط لإنهاء دراستها بأسرع وقت ممكن حتى تبدأ حياتها العمليه وتشق طريقها بنجاح برفقة خالد الذي تتمنى ان يتقدم لخطبتها .. وقد كانت تأمل ان يقدم على ذلك وتترقبه في كل وقت وكل حين .. إلا أن خالد لم يتخذ اي خطوه نحو ذلك .. بل أنه لم يفتح الموضوع معها إطلاقا .. ولكنها كانت تعتبره من المسلمات .. بحيث لا تحتاج لمناقشته والسؤال عنه .. ولكن .. حدث مالم تكن ساره تتوقعه .. وماكان خالد يخشاه دوما .. فها هو احد اصدقاء محمد شقيقها يريد التقدم لخطبتها والارتباط بها .. يدعى احمد وعمره ثمانيه وعشرون عاما .. كان قد رأها قبل عامين في لندن واعجب بها وقرر ان يخطبها حالما يكون مستعدا للزواج من الناحية المادية .. وها هو الآن مستعد من كل الوجوه .. ومنتظر منها الموافقه ..



    صعقت ساره للخبر .. ولم تدر بم تجيب .. فلم يخطر لها قط ان هناك من يرغب في الارتباط بها .. ولم تكن تتوقع ان يتقدم لخطبتها سوى خالد .. فقررت اللجوء إليه وسؤاله عما تفعل بالضبط .. لأنها لا تريد الارتباط إلا به .. وبه وحده .. فسارعت بالاتصال به ..



    ساره : الو ..

    خالد : اهلا حبيبتي ... كيف حالك ؟!

    ساره : بخير .. وانت ؟!

    خالد : يبدو عليك الضيق مابك؟!

    ساره : انني مرهقه فقط ..

    خالد : هل انت متأكده ؟!

    ساره : نعم .. كيف قضيت وقتك اليوم ؟!

    خالد : كالعاده .. في العمل .. ثم الغداء والقيلوله ...

    ساره : وكيف كان العمل ؟!

    خالد : لا بأس به .. ساره .. هل هناك خطب ما .. إنني لست مرتاحا إلى نبرة الحزن في صوتك .. مالأمر ؟!

    ساره : خالد .. اتعرف صديقا لمحمد يدعى احمد ؟! كان في لندن حين كنت انا هناك ..

    خالد : نعم اعرفه .. إنه صديقي .. ألا تذكرينه .. لقد كان معي حين رأيتك ...

    ساره : لا لا أذكره !!!

    خالد : لا بد انك تذكرينه فقد اخذ يحدق بك بطريقه مزعجه اغضبتني ..

    ساره : نعم نعم تذكرت .. اهو ذاك ؟!

    خالد : نعم .. لم تسألين ؟!

    ساره : في الحقيقه ... لقد تقدم لخطبتي .. واهلي يرونه زوجا مناسبا لي ...

    سكت خالد .. ولم يقل شيئا .. فقد كانت الصدمة مباغته له .. مع انه كان يتوقع أن يحدث امرا كهذا يوما ما .. ولكنه شعر بألم كبير .. شعر وكأنه من علو شاهق .. وتمزق اشلاءا .. بم يجيبها .. وكيف له ان يؤلمها .. ان يحطم فؤادها .. شعر بالعجز .. فهو لا يقوى على فعل شيء .. لا يقدر ان يخطفها بعيدا عن الكل كما يتمنى .. لا يملك سوى الاستسلام وتسليمها لغيره ..

    ساره : خالد .. مابك لم سكتت ؟!

    خالد : لا شيء .. لم تخبريني .. استوافقين ؟!

    ساره : كيف تقول ذلك .. بالطبع لا .. سأرفض .. لا ادري كيف خطر لك ان تسألني إن كنت سأوافق!!!!

    خالد : ولم لا ؟! احمد شاب وسيم .. مرح .. ناجح ومثقف .. بأي عذر سترفضينه ؟!

    ساره : سأخبرهم بأنني احبك ولن اتزوج بغيرك..

    خالد : هل جننت ؟! كيف تقولين لهم بأنك تحبيني ؟!

    ساره : ولم لا .. انا لم ارتكب ذنبا .. ولم افعل ما يسيء إليهم ..

    خالد : إنهم لن يتفهموا ذلك .. ثم .. انا لا افكر في الزواج .. لا الآن ولا في المستقبل ...

    صعقت ساره لهذا الكلام .. لا يفكر في الزواج !! اهذا معقول ؟! إذن .. لم كان يحدثها ؟ لم استمرت علاقتهما لأكثر من سنة ؟!

    خالد : فكري بأمر أحمد .. فهو شاب جيد .. لن تجدي مثله بسهوله ....

    ساره : لا اصدق بأنك تريدني ان اوافق ؟! لا اصدق بأنك تتخلى عني بمثل هذه السهوله ..

    خالد : انا لا اتخلى عنك .. إنني افكر بمصلحتك .. فأحمد شاب جيد .. اما انا فلا رغبة لي بالزواج .. فلم تضيعين الفرصة من يديك ؟!

    ساره : لأنني احبك ... وانت تحبني .. فكيف تريدني ان اتزوج بسواك ؟! ام انك لا تحبني ؟! وكنت تتسلى بمشاعري طوال الفترة الماضيه ؟!

    خالد : لقد احببتك .. بصدق .. ولكني لست من النوع الذي يتزوج .. فأنا اقدس حريتي ...

    ساره : لا اصدق .. لا اصدق بأنك نفس الشخص الذي احببته .. إنك شخص آخر .. قاس .. لا قلب لك ...

    خالد : سامحك الله يا ساره .. ستعرفين يوما ما بأنني لست قاسيا .. وان كل ما افكر فيه هو سعادتك وراحتك .. ولكني لن اقول شيئا الآن .. كل ما اطلبه منك هو ان تعيدي التفكير في امر الخطبه .. بعقلك لا بقلبك .. ولا تخيبي ظن اهلك بك .. اما انا .. إن رغبت يوما في اخ يقف قربك .. تشكين له همومك .. فستجدين بابي دوما مفتوحا امامك .. لن اغلقه ابدا ..

    اعتقد ان وقت الوداع قد حان يا ساره .. اتمنى لك التوفيق في حياتك .. واتمنى ان اكون قد وفقت في إدخال بعض البهجه والسعاده إلى أيامك الماضيه .. وان ابقى لك دوما ذكرى طيبه .. تذكرينها بالخير .. لا تكرهيني يا ساره .. فأنا لا استحق كرهك ..

    لم ترد ساره .. اخذت تشهق بالبكاء بطريقة هستيريه منعتها من الرد على مايقول .. بل إنها لم تسمع ما قال اصلا .. وسارعت بإغلاق السماعه .. فلم تعد قادره على سماع المزيد .. اخذت تحدق بالبطاقة التي اهداها إليها .. والكلمات غائمة امام عينيها .. قرأتها مرات ومرات .. ولكن بألم وحزن .. كذب .. كل ما جاء بك كذب .. كذب .. ارادت ان تمزقها .. لكنها لم تستطع .. فهي اخر ما بقي لها منه .. ستحتفظ بها لتذكرها دوما بكذبه .. بخيانته .. بغدره .. وستكرهه للأبد .. ستجعله يندم على تركها .. على استغلالها .. على قتلها ..

    يتبع

  9. #39
    التسجيل
    01-06-2005
    الدولة
    الإمـــــ U A E ـــارات الحبــــيبة
    المشاركات
    267

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    حرام عليه خالد ليش كسر خاطر ساره و الله ما كان على بالي أبد أنه بيسوي شذيه بعد كل اللي صار بينهم مع أنه معاه حق بس بعد ساره مسكين ما تستاهل
    و مشكووووووووووووور أخوي عالتكملة الرووووووووووووووووعة والمحزنة..
    وأنا مشتاقة وايد للتكملة أبا عرف شو بتسوي ساره بعد كل اللي صار حجها وكيف بتكون ردة فعلها ؟؟؟؟؟!!!!
    وما شاء الله عليك أخوي كل مرة تفاجئنا بماجأة يديدة ما نتوقعها أبد و أسلوبك المشوق الرائع والممتع
    وتسلم والله ماتقصر ويعطيك العافية ....وناطرين التكملة بكل شوووووووووووووق
    ولاتتأخر علينا..
    ومشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور...
    ..مشكور الأخ Amarantعلى التوقيع الأكثر من رائع..


    ...مشكورة الغالية المفنووووودة عالهدية الحلوة...





  10. #40
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    هلا وغلا اختي ..

    مشكوره على المتابعه الدائمه .. وانشالله تعجبج القصه للنهايه ..

    باقي 3 فصول انشالله .. هانت ..

  11. #41
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل السابع عشر : ود وسلام ..



    مر يومان على اخر مكالمه لها مع خالد .. وهاهي الآن وحيده .. حائره .. كيف تواجه اهلها .. كيف تخبرهم بأنها لا تريد الزواج ؟! بأي عذر ستتعذر ؟! ماذا ستقول ؟! اتقول بأنها تحب شخصا اخر .. شخص تخلى عنها ولا يريد الزواج بها ؟! هل بإمكانها قتل الفرحة في اعين اهلها .. امها .. ابيها .. اخيها ... برفضها الزواج دون سبب ؟! إنهم لن يجبروها على الموافقة على الزواج .. ولكنهم سيطالبونها بعذر مقنع .. من اين تختلق مثل هذا العذر ؟!



    اخذت تفكر وتفكر .. اتستسلم ؟! اتوافق وترضخ للواقع المر ؟! .. إنها تعرف بأنها ستفعل في النهايه .. فهي لن تقدر على خسارة اهلها .. فيكفيها خسارتها لخالد .. ستوافق .. ستحاول ان تحب خطيبها .. ان تتفهمه .. ان تخلص له .. علها تنسى جرح قلبها ..



    اتجهت ساره إلى غرفة والديها بهدوء .. كانت تشعر في داخلها بفراغ كبير .. وكأنها بلا روح .. وكأنها جسد خاو لا روح فيه ولا حياة ... اتجهت واليأس يملأ قلبها .. والحزن يملأ عينيها .. لتنطق بحكم الإعدام على قلبها .. على حبها .. وقالت نعم اوافق .. قالتها فاحتضنتها امها بفرحة غامرة .. فبكت ساره بحرقه .. ظنت امها انها دموع السعادة .. لم تدرك شقاء ابنتها .. لم تدرك تعاستها .. وأسرعت الأم تزف الخبر إلى الأب ... و اسرعت تتصل بابنتها شيماء تزف إليها الخبر .. ثم بمحمد .. ثم بمنال .. ففرح الجميع بالخبر السعيد واسرعوا يهنئونها على الخطوبة ويتمنون لها السعادة ..



    سرعان ماتمت الخطوبة رسميا بين احمد وساره .. وتم تحديد موعد لعقد القران في المحكمة .. ووسط كل هذا كانت ساره تشعر بلامبالاه غريبه .. وكأن هذه الخطوبه هي خطوبة شخص آخر .. وليست خطوبتها هي .. فلم تكن تكترث بأي شيء .. لا بموعد عقد القران .. ولا برؤية خطيبها الذي لم تره إلى الآن .. ولا حتى بتحديد موعد للزفاف .. وكان الجميع يلحون عليها ليعرفوا ماتخطط له بالتحديد .. إلا أنها كانت دوما تجيب بإجابات مبهمه ... لأنها لم تخطط لشيء .. ولا تريد التفكير بما سيأتي ..



    وفي اليوم المحدد لعقد القران .. اتجهت ساره للمحكمة مع ابيها وشقيقها .. وشعور باليأس يرافقها .. فكانت تشعر بأنها تلف حبل المشنقة حول رقبتها بيديها .. دون ان تستطيع التوقف .. وكأن قوى خفيه تدفعها لفعل ذلك .. وبأصابع مرتجفة وقعت ساره على عقد زواجها .. دون ان تقرأ ما جاء فيه .. لأن الكلمات كانت تتراقص امام عينيها .. تظهر وتتلاشى .. فلم تستطع التركيز .. ثم عادت إلى المنزل بصمت حزين .. لتستقبلها والدتها في المنزل بسرور بالغ .. ومعها كل الأهل والصديقات .. فهذه هيا تحتضنها بسعاده .. وهذه شيماء ترقص بفرح وسرور .. وهذه عمتها تطلق الزغاريد الفرحه .. فأجبرت ساره نفسها على الابتسام والبقاء معهن .. بالرغم من أنها كانت ترغب في الهرب إلى دفء غرفتها .. لتندس بين أغطية سريرها وتبكي ... تبكي حتى تجف منها الدموع ..



    أرادت أن توقف هذا الصخب المجنون من حولها .. أرادت أن تصرخ بهم جميعا وتطلب منهم أن يكفوا عن الرقص .. عن الضحك .. عن الغناء .. أرادت ان ترتمي على الأرض وتموت بسلام .. فتكف الذكريات المجنونة عن التدفق إلى عقلها .. ويكف قلبها عن الارتجاف بألم وكأنه طائر مذبوح ... أرادت أن تهرب .. تهرب بعيدا عن كل شيء ..



    وأخيرا .. هاهي تنفرد بنفسها .. تعود لغرفتها بسلام .. تشعر بالراحة والأمان بين جدران هذه الغرفه التي احتضنتها سنين طويله .. احتضنت اجمل ايامها وذكرياتها .. اغمضت عينيها واستسلمت للذكريات .. التي جرفتها بعيدا .. ذكريات جعلتها تذرف الدموع .. دموع ساخنه .. تجرح الخد وكأنها نصل سكين حاد .. أهذا هو شعور كل فتاة مقبله على الزواج ؟ ام انه شعورها هي فقط دونا عن الكل ؟!



    دقات على باب غرفتها أعادتها من ذكرياتها المؤلمه .. فأسرعت تمسح آثار الدموع عن خديها وتفتح الباب .. لتجد محمد واقفا وبيده هاتفه الجوال .. يمده إليها قائلا بأن خطيبها يود محادثتها ليهنأها بالخطوبه .. فمدت ساره يدها تأخذ منه الهاتف دون حماس او حراره .. وما أن لامست أصابعها الهاتف حتى شعرت برغبة في قذفه بعيدا .. فهي لا تريد ان تتحدث إلى هذا الغريب الذي يدعى زوجها .. ماذا ستقول له ؟! إلا أنها تماسكت وقبضت على الهاتف بقوة وأجبرت نفسها على النطق ..



    ساره : الو ؟!

    أحمد : اهلا ساره .. مبروك ..

    ساره : شكرا لك .. مبروك لك ايضا ..

    احمد : بارك الله بك .. كيف حالك ؟!

    ساره : بخير الحمد لله ..

    احمد : ساره .. اود استئذانك في اخذ رقم هاتفك من شقيقك محمد .. فهل تمانعين ؟!

    ساره : كلا .. لا أمانع .. فهذا حقك .. افعل ماتشاء ..

    احمد : حسنا إذن .. شكرا لك .. إلى اللقاء ..



    وماهي إلا دقائق معدوده حتى رن هاتفها .. وكان المتصل احمد .. الذي كان متلهفا للحديث مع زوجته التي انتظر سنتين كاملتين ليرتبط بها .. فردت عليه ساره ببرود .. واخذت تجيب على اسئلته باقتضاب .. متلهفة لإنهاء المكالمه .. فشعر احمد ببرودتها .. وبلهفتها لإنهاء المكالمه .. وانزعج لذلك .. إلا أنه عزا الأمر إلى الخجل .. فربما تكون خجولة لأنه لا يزال غريب عنها .. ولا تعرفه جيدا .. فحاول ان يكون ودودا .. مرحا معها .. ليشعرها بالراحه وليكسب ثقتها .. ولكن .. دون جدوى .. فقد بقيت صامته .. متباعده .. ردودها مقتضبه .. مقتصره على كلمتي " نعم و لا فقط ".. فشعر أحمد بإحباط غريب .. إلا أنه لم يستسلم لهذا الإحباط .. رغم أنه كون انطباعا سلبيا عن زوجته وبدأ يتخوف من احتمال عدم اتفاق طباعهما ..



    ما ان انهى احمد الاتصال حتى تنفست ساره الصعداء .. فقد كانت المكالمة ثقيلة على نفسها .. فالدقيقة تمر كالساعه .. تذكرت زمانا كانت فيه لا تمل من الحديث على الهاتف .. زمانا كان الوقت يمر فيه سريعا كالبرق .. دون ان تشعر بمروره .. زمانا كانت فيه تتلهف لسماع كل كلمة وكل همسه ينطق بها خالد .. تذكرت اول مكالمة بينهما وكيف انهما قضيا ست ساعات متواصلة في الحديث دون ملل .. فأدمعت عيناها .. إلا أنها تمالكت نفسها ومسحت دموعها .. فهو لا يستحق أن تذرف دمعة واحده من أجله .. لا يستحق ان تحبه .. لا يستحق ان تتذكره حتى ......



    ظل أحمد يحاول إزالة الحاجز بينه وبين ساره بشتى الطرق .. ولكن دون جدوى .. فلا مبالاتها كانت واضحه جدا .. فهي لم تتصل به قط .. كان هو دوما المتصل .. وهي دوما البادئة بإنهاء الاتصال .. حتى حين يزورها في منزلهم .. كانت تتعمد البقاء صامته .. متباعده .. وتفسح المجال لأخيها واختها بتبادل الحديث معه .. بينما هو يود لو تكون هي المتكلمه .. ليعرفها .. ليفهمها .. أهي دوما بهذا البرود ؟! بهذا الصمت ؟! بهذا التباعد ؟! ليتها كأختها منال .. منفتحه .. مرحه .. ودوده .. تستمع باهتمام .. تتحدث بلباقه .. تدير الحوار بكل سلاسة ويسر ..



    لم يكن احمد يطيق الصمت .. او البرودة .. فهو مرح يحب الحياة بكل ألوانها .. يحب الناس .. يحب الانطلاق .. والضحك .. يحب الاختلاط بالآخرين .. لا يطيق البقاء وحيدا .. فالوحدة تكئبه .. وعلى عكسه تماما كانت ساره .. وهذا ماكان يشعره بإحباط مابعده إحباط .. ليته لم يتسرع في الارتباط بها .. لقد انساق وراء إعجابه بجمالها .. دون أن يعرف شيئا عن شخصيتها .. التي تناقض شخصيته تماما .. فكان هذا الإحباط يقوده أحيانا لفقدان أعصابه .. فيثور عليها غاضبا .. ليعود ويعتذر مجددا عن ثورته .. فلا ذنب لها إن كانت هذه طبيعتها .. وليس بيده سوى تقبلها كما هي .. فاستسلم للأمر الواقع .. وتقبل صمتها .. وبدأ شيئا فشيئا يستمتع بزياراته لمنزلهم .. خاصة وأنه كف عن انتظار اي كلمه تنطق بها .. وبدأ يركز اهتمامه على حديث منال ومحمد .. وبدأ يحب هذه العائله بكل أفرادها .. بدأ من الأب وانتهاءا بالتوأمين ..



    انشغال ساره بحزنها ورثاءها لحالها .. افسح مجالا امام قلبين .. بدءا يخفقان بمشاعر الإعجاب والحب نحو بعضهما .. فيوما بعد يوم .. وزيارة بعد اخرى .. أخذ إعجاب أحمد بشخصية منال ومرحها وانطلاقها يتزايد .. فبالرغم من أن ساره اجمل شكلا من منال .. إلا أن لمنال جاذبيه خاصة وحضورا مميزا .. تجعل من الصعب على المرء ألا يدركها ويلاحظها .. فبدأ يشتاق لزيارة منزلهم .. ورؤيتها والحديث إليها .. فتمنى لو أنه رأى منال وأعجب بها .. وتزوجها هي بدلا من ان يتزوج بساره .. ولكن .. الندم لا يفيد الآن .. وقد تزوج بساره وانتهى الأمر .. لا يمكنه التراجع عن الزواج الآن .. فماذا سيقول للأب ؟! آسف .. اكتشفت بأنني أخطأت بالزواج من ابنتك هذه .. هل يمكنني استبدالها بأختها فقد اكتشفت بأنها تعجبني ؟! لا .. لا يستطيع التراجع ... عليه اكمال مابدأه حتى وإن كان قد اخطأ في اختياره .. فهو مسؤول عن اختياره ..



    وبالنسبة لمنال .. فما بدأ بشعور بالعطف نحو زوج اختها تحول شيئا فشيئا إلى إعجاب بمميزاته .. وبشخصيته .. ومن ثم إلى حب عميق لهذا الإنسان .. وشوق ولهفه لرؤيته .. والحديث إليه .. في البداية كانت تشفق عليه حين ترى البرودة التي تتعامل بها اختها ساره معه .. فكانت تحاول أن تلطف الأجواء بينهما بالمرح والمزاح .. وبأخذ زمام المبادرة في طرح المواضيع .. وكثيرا ما كانت تثور على اختها لمعاملتها الجافه لزوجها .. فتؤنبها وتلومها .. وتنصحها بتحسين تعاملها معه .. ثم تحولت هذه الشفقه إلى اهتمام .. فأصبحت تدافع عنه كالصقر .. واعتبرته مسكينا مظلوما .. يحتاج من يدافع عنه .. وبعد ذلك ودون ان تشعر تحول هذا الاهتمام إلى حب عميق .. ليس له آخر ..



    ما إن اكتشفت منال حبها لأحمد حتى بدأت تحاول بشتى الطرق التوفيق بين اختها وبينه .. فهي تريد ان تراه سعيدا .. مرتاحا .. يجب ان تسعى جاهده لتحسين العلاقة بينهما وإزالة التوتر .. فبدأت تحاول بشتى الطرق استدراج ساره وإشراكها في الأحاديث الدائره .. في البداية لم تستجب ساره لهذه المحاولات .. ولكن شيئا فشيئا بدأت تدخل في الحوار وبدأت تهتم بمن حولها .. واستمرت منال على هذا المنوال حتى تأكدت من أن وجودها لم يعد ضروريا .. فبدأت بالابتعاد عن طريق ساره وزوجها .. فكانت تهرب من المنزل حين يكون متواجدا .. لأنها لا تريد ان تحبه .. تريد ان تنساه .. وتريده ان يتزوج شقيقتها .. شقيقتها التي تشعر بالغيرة منها لأنها زوجته وليست هي .. ولكنها تحبها .. ويجب ان تقتل شعور الغيرة هذا وتدفنه في قلبها ...



    لاحظ احمد غياب منال المتكرر عن المنزل حين يذهب لزيارتهم .. وقد كان غيابها يشعره بالقلق والتوتر .. القلق عليها خوفا من أن تصاب بأي مكروه .. والتوتر لشوقه لرؤيتها و تبادل الحديث معها .. اما علاقته بساره فقد تحسنت كثيرا فأصبحا يتبادلان الحديث بكل سهولة ويسر .. واكتشف احمد بأنه كان قد ظلم ساره برأيه فيها .. فهي رغم هدوئها طيبه .. حنونه ودافئه .. فأصبح يحترمها ويكن لها كل مشاعر الود والتقدير .. و كذلك كان الحال بالنسبة لساره .. فقد بدأت تتقبل أحمد وتحترمه .. تحب مرحه وبشاشته .. فأحبته كثيرا .. تماما كما تحب أخاها محمد ..



    علاقة اخويه هادئه نمت بينهما .. فأصبحا صديقين .. مقربين .. يحكيان لبعضهما كل شيء .. إلا عن حبهما .. حب ساره لخالد .. وحب احمد لمنال .. لم يدر احمد كيف سيتمكن من إتمام زواجه بساره وهو ينظر لها كأخته .. ولم تدر هي أيضا كيف تفعل هذا به .. كيف لها ان تتزوجه وهي تعتبره كأخيها ؟! كيف تتزوجه وقلبها ليس ملكا لها .. لو لم يكن بهذه الطيبه وهذا الصفاء .. لو لم تكن تحبه كما تحب اخيها .. ربما لكان الأمر مختلفا ..

  12. #42
    التسجيل
    01-06-2005
    الدولة
    الإمـــــ U A E ـــارات الحبــــيبة
    المشاركات
    267

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الصراحة القصة صارت وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو و خطييييييييييييييييييرة..
    والتكملة واااااااااااااااااااايد حلوة وغير متوقعة أبد و صارة العقدة في القصة أكبر بكثير من قبل
    و الصراحة ما شاء الله عليك وعلى أفكارك الرائعة اللي ما ممكن الواحد يتخيلها
    و مشكوووووووووووووور عالتكملة الرائعة والمدهشة
    وناطرين التكملة ..
    ويعطيك العافية أخوي عالقصة الروعة ..
    ..مشكور الأخ Amarantعلى التوقيع الأكثر من رائع..


    ...مشكورة الغالية المفنووووودة عالهدية الحلوة...





  13. #43
    التسجيل
    05-10-2004
    المشاركات
    231

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    انا دخلت اليوم على هالمنتدى وشفت موضوعك
    وما توقت القصه بهذي الروعه
    بس اخر فصل يحزن
    وياليت الفصول الجايه تكون مثل الفصلين الي قبل هذا
    وننتظر التكمله
    وشـ كـ راً . . .

  14. #44
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    princess sakura

    تسلمين اختي على هالتشجيع .. وانشالله تعجبج الأحداث اليوم ..
    تسعدني ردودج .. شكرا لج ...

    كينشن

    تسلم اخوي على هالكلام الطيب .. الفصل يحزن شوي .. بس انشالله تعجبك النهايه .. وتكون على كيفك ..

  15. #45
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: قصة جديده ( غضي بالنظر ) من تأليفي ...

    الفصل الثامن عشر : مريض



    ألم ووحده .. ندم وحزن ... هذه هي الحال التي اصبح خالد عليها بعد فراقه عن ساره .. اصبح في حالة يرثى لها .. فقد كره الحياة بكل مافيها .. ود لو كان بإمكانه السفر والهرب بعيدا .. إلى أي مكان .. أي مكان يستطيع فيه ان ينسى ساره وحبه لها .. ولكن .. هل لهذا المكان وجود ؟! للأسف لا .. فأينما ذهب ستبقى في ذاكرته ... كرهه للحياة جعله لا يكترث لصحته ... فتوقف عن تناول أدويته .. لم تعد له رغبة في تناول الطعام .. لم يعد يستطيع النوم بشكل كاف .. وخاصة بعدما علم بأن عقد قران سارة قد تم فعلا .. يا إلهي .. كيف قام بقتل حبه لها بيديه .. كيف استطاع ان يتركها لغيره بهذه السهوله .. ليته يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء .. ولكن .. هل تفيده " ليت " الآن ؟! بعد ان اصبحت ساره ملكا لغيره .. وهو الوحيد الملام لذلك ...



    تدهورت صحته يوما بعد يوم من كثرة التفكير والندم .. إلى أن خارت قواه تماما .. فأصابه الهزال والضعف .. مما أقلق أهله كثيرا .. فحاولوا بشتى الطرق إخراجه من حالة اليأس التي يمر بها .. دون جدوى .. نصحته اخته مريم كثيرا بأن ينتبه لصحته .. وأن مايفعله لن يجدي نفعا .. وأنه هو الوحيد المتضرر .. فهو الذي سيعاوده المرض مجددا ان استمر على هذه الحال .. إلا أنه لم يلق لنصيحتها بالا .. وكأنه يستسلم لموت بطيء يريحه من العذاب الذي يعانيه .. والألم الذي يشعر به .. إلى أن جاء يوم انهار فيه تماما .. وغاب عن الوعي .. فأسرعت مريم بنقله إلى المستشفى في الحال ...



    وفي المستشفى .. حالما اخبرتهم مريم بحالة خالد ومرضه .. حتى سارعوا بطلب طبيبه الخاص لمعاينته .. فأمر الطبيب بإدخاله للمستشفى في الحال .. فقد أصيب الطبيب بالقلق حين رأى هزال خالد واصفرار لونه .. وخشي ان يكون المرض قد عاد إليه .. وخاصة حين علم من أخته بأنه توقف تماما عن تناول العلاج الموصوف له ..



    أجريت الفحوصات والتحاليل لخالد وتم إمداده بمغذيات اصطناعيه .. وقد استغرقت هذه الفحوصات عدة أيام .. كان خالد خلالها في حالة من الإعياء منعته من الاعتراض او الاحتجاج .. ونظرا لحاجته الماسة للراحه .. فقد امر الطبيب بحقنه بإبر منومه حتى يأخذ قسطا وافرا من النوم .. وبدأ خالد يسترد عافيته شيئا فشيئا في الأيام هذه .. إلى أن ظهرت نتيجة الفحوصات وقد كانت مطمئنه .. فالمرض لم يعاوده مجددا .. وكانت هذه مجرد عوارض إرهاق بسبب القلق وقلة النوم والتغذيه .. إلا أن الطبيب كان مستاء لإهمال خالد لصحته .. فعنفه بشده ..



    الطبيب : الحمد لله بأن أهلك قد احضروك في الوقت المناسب .. وإلا لكان الأمر اسوأ بكثير .. كيف تتوقف عن تناول أدويتك ؟! بعد كل التحذيرات التي حذرناك إياها ؟! هل تريد الانتحار ؟!

    خالد : لقد مللت الأدويه .. مللت العلاج .. مللت الحرص في كل شيء ..

    الطبيب : لا تسخط على قضاء الله .. واحمد الله أنك لا تزال حي ترزق بينما يموت الآلاف كل يوم ..

    خالد : الحمدلله على كل حال يا دكتور ..

    الطبيب : اعرف بأن الخوف الدائم من عودة المرض أمر صعب .. وأعرف بأن مامررت به لم يكن سهلا .. ولكن .. هناك من مر بأسوأ مما تمر به .. ومع ذلك .. فهم صامدون .. ولا تزال لديهم الرغبة في العيش والأمل بغدٍ أفضل .. أستطيع أخذك لزيارة بعض المرضى هنا .. لترى حالهم .. وكيف يتألمون .. ومع ذلك .. ترى البسمة على وجوههم حين تزورهم .. ترى الأمل بالشفاء في أعينهم ..

    سأبقيك هنا في المستشفى لبضعة أيام اخرى .. تسترد فيها عافيتك تماما .. ثم سأسمح لك بالعودة إلى المنزل .. بشرط ان تهتم بصحتك أكثر ..

    خالد : حسنا يا دكتور .. افعل ماتراه مناسبا ..



    خرج الطبيب بعد أن اعطى تعليماته للممرضات بعدم السماح بزيارات طويله للمريض .. والتأكد من أخذه اكبر قسط ممكن من الراحة والنوم .. فاستسلم خالد لهذه الأوامر واستغرق في نوم عميق لا تتخلله أي أحلام ..



    ،،،،



    بعد اسبوع من دخول خالد إلى المستشفى .. علمت ساره بطريق الصدفة بمرضه .. عن طريق أحمد ..

    أحمد : كيف حال اخيك محمد ؟! لقد اتصلت به مرارا ولكن هاتفه مغلق ..

    ساره : إنه بخير الحمد لله ..

    احمد : أهو مشغول اليوم ؟!

    ساره : لا أدري ... هل تريد شيء منه؟ اتريدني ان اتصل بمنزلهم ؟!

    احمد : في الحقيقه .. أردت ان اسأله إن كان يريد مرافقتي للمستشفى .. فلنا صديق مريض هناك .. وقد كنت اريد زيارته ..

    ساره : حسنا لا بأس سأتصل بهيا لأطلب منها إبلاغه .. ماذا اقول لها بالضبط ؟!

    أحمد : قولي لها ان تخبره بأن خالد مريض في المستشفى .. وانني سأذهب اليوم لزيارته .. إن كان يريد ان يرافقني ..

    غار قلب ساره حين سمعت اسم خالد .. أهو مريض ؟ ايمكن ان يكون هو ؟! لا مستحيل .. لا بد انه شخص آخر ..

    ساره : من خالد هذا ؟!

    أحمد : أتعرفين كل أصدقاءنا ؟!

    ساره : كلا كلا .. كل ما في الأمر بأنني قد رأيت احد اصدقاء محمد مرة حين كنا في لندن .. وقد كان اسمه خالد .. هذا كل مافي الأمر ..

    أحمد : إذن لابد بأنه هو .. فقد كان يتعالج هناك دوما ..

    شعرت ساره بالصدمه .. ماذا يقصد أحمد ب" يتعالج " ؟!!!! فرغبت في معرفة تفاصيل أكثر عنه وعن صحته .. فسألته :

    امرضه خطير ؟!

    أحمد : نوعا ما .. تستطيعين القول بأنه مرض مزمن ..

    وحكى لها احمد تفاصيل مرض خالد .. وكل مامر به من آلام .. ومراحل علاج .. وخاصة أنه كان في تلك الفتره قريب جدا منه .. و أنه كان في لندن معه ..

    كان احمد يحكي .. وسارة تذرف الدموع من هول ماتسمع .. أصيبت بصدمه عنيفه .. فهي لم تتوقع يوما أن يكون خالد مريضا .. او انه قد مر بكل هذه المعاناه ؟! يا إلهي .. لم لم يخبرها ؟! لم تركها تظن بأنه كان يتلاعب بمشاعرها ؟! لم تركها تجرحه .. تهينه .. تتهمه بالكذب والخداع ؟!



    لا بد ان تكلمه .. لا بد ان تطمئن على حاله .. ترى هل هو بخير ؟! هل به مكروه ؟! أدارت الرقم بأصابع مرتجفه وجله .. ولكن .. الهاتف مغلق .. عاودت الاتصال مرات ومرات ولكن دون فائده .. فقد بقي الهاتف مغلقا .. هل تتصل بالمستشفى وتسأل عنه بالاسم ؟ ام تذهب لتراه بنفسها ؟ لا .. لا يمكن ان تفعل ذلك .. لا تجرؤ على ذلك .. ستنتظر عودة احمد من زيارته لتطمئن عليه .. أخذت ساره تذرع أرض غرفتها ذهابا وإيابا .. وهي تنتظر عودة زوجها وشقيقها من زيارة خالد ..



    كان خالد قد استرد جزء كبير من عافيته .. فاستقبل اصدقاءه بابتسامه وفرح كثيرا لزيارتهم .. وقضى معهم وقتا ممتعا في تبادل الأحاديث والسؤال عن الحال والأحوال .. وأخبرهم بأنه سيخرج في اليوم التالي .. وما ان غادر احمد ومحمد من عنده حتى اتصلت ساره بأحمد تسأله عن صديقه .. وكيف هي حاله .. فأخبرها بأنه بخير وسيخرج في اليوم التالي .. وعزا احمد اهتمامها بخالد .. إلى العطف على مريض حاله سيئه ..



    بقيت ساره تحاول الاتصال بخالد طوال الليل دون جدوى .. فالهاتف ظل مغلقا .. فكانت تغفو بين حين وآخر .. لتستيقظ وتعاود الاتصال ثم تغفو مجددا .. إلى أن حل الصباح .. وأخيرا .. رن الهاتف ..

    رأى خالد رقم ساره .. فارتبك .. أيرد عليها .. ام يتجاهل الاتصال ؟! لقد وعدها بأنه سيكون بجانبها إن احتاجت لشيء .. يجب ان يرد عليها .. ولكن .. لم تتصل به الآن ؟! لم لم تتصل قبلا .. اتكون قد علمت بأنه في المستشفى ؟ لا مستحيل .. من سيخبرها ؟ لا بد انها تريد شيئا ما .. ربما حاولت الاتصال في الأسبوع الذي كان فيه في المستشفى ووجدت الهاتف مغلقا .. وما اتصالها الآن إلا بمحض الصدفه .. سيرد عليها .. ويتظاهر بأنه كان مسافرا وقد عاد للتو ..



    كل هذه الأفكار كانت تدور في رأس خالد .. والهاتف يلح في الرنين .. وقلق ساره يتزايد كلما رن الهاتف أكثر .. اهو متعب ؟ الا يريد ان يكلمها ؟ الن يرد على اتصالها .. وفجأه ..

    خالد : الو ..

    ساره : الو خالد ..

    خالد : اهلا ساره كيف حالك ؟

    ساره : بخير كيف حالك انت ؟

    خالد : انا بخير وبأتم عافيه ..

    ساره : لقد حاولت الاتصال بك مرارا .. ولكن هاتفك كان مغلقا ..

    خالد : في الحقيقه لقد كنت مسافرا .. أمحتاجة لشيء ؟ أبك خطب ما ؟

    ترقرقت الدموع في عيني ساره : كنت مسافرا ؟! إلى متى ستخفي عني الأمر ؟

    خالد " والفزع يملأ قلبه " : عم تتكلمين ؟

    فانفجرت ساره قائله : لم لم تخبرني عن مرضك قبلا ؟ لم لم تقل لي بأنك كنت في المستشفى؟

    سكت خالد .. ماذا بإمكانه ان يقول ..

    خالد : ليس بي شيء خطير .. إنها مجرد وعكة صحيه بسيطه ..

    ساره : لا تكذب علي .. إلى متى ستستمر في إخفاء الأمر .. لقد اخبرني احمد كل شيء .. كل شيء ..

    خالد : إنه شأني الخاص .. ولذلك اخفيته ..

    ساره : ألهذا لم ترد الارتباط بي ؟؟ ألهذا تركتني ؟

    خالد : لا شأن لمرضي بالأمر .. قلت لك انني لست من النوع الذي يتزوج وكفى ..

    ساره : كاذب .. إنك تحبني .. تحبني ولهذا اخفيت عني الأمر ..

    خالد : كفى يا ساره ارجوك .. كفى ..

    ساره : نعم انت تحبني .. يالك من غبي .. اتعتقد بأن مرضك كان سيجعلني اتركك واتخلى عنك ؟

    خالد : لم اكن اريد شفقتك ولا اريدها الآن .. ابتعدي عني وعودي لزوجك .. انه يحبك ..

    ساره : عن اي شفقه تتكلم ؟! إنك أعمى .. ألا ترى بأن حبي لك يفوق كل حد ... وأنني كنت مستعدة لقضاء كل عمري في سبيل سعادتك؟! وأن نظرة رضى في عينيك كفيلة بجعلي أسعد امرأة في الكون ؟!

    خالد : ساره لم يعد ينفع هذا الكلام .. عودي لزوجك .. ولحبه ..

    ساره : أنا لا احبه .. لا احبه .. إنني احبك انت .. احببتك وسأظل احبك .. اتعتقد بأنني سأسعد بقربه ؟ أتعتقد بأنك حين تركتني وتخليت عني قد رميتني في أحضان السعاده ؟! إذن اعلم .. بأنني اتعس امرأة في الكون .. فسعادتي .. هنائي .. بهجتي .. شقائي .. كلها تدور حولك .. حولك انت وحدك ..

    خالد : بربك يا ساره .. كفى .. لم أكن أريد إلا سعادتك ..

    ساره : سعادتي هي بقربك .. قل بأنك تريدني .. قل بأنك لازلت تحبني .. قلها وسأترك كل الدنيا لأجلك .. ارجوك ..

    خالد : لقد فات الأوان يا ساره ..

    ساره : لا .. لم يفت بعد .. ارجوك خالد .. انا مستعدة لمواجهة العالم من أجلك .. فقط قل بأنك تريدني ..

    خالد : لا تعذبيني يا ساره اكثر من ذلك .. إنني اشعر بالعجز .. لا تظني بأنني لا احبك او انني لا اريدك .. ولكني لا استطيع .. لن افعل هذا بصديقي .. ارجوك يا ساره .. ان كنت تحبينني حقا .. اكملي زواجك من احمد .. أكملي المشوار حتى النهايه .. حاولي إسعاده .. واسعدي معه .. انسي وجودي في هذه الدنيا .. إنه اول طلب اطلبه منك .. ارجوك ساره .. لا تبخلي علي به ...

    ساره : خالد .. أرجوك .. لا تقتلني بطلبك هذا .. لن استطيع .. ليس وانا اعلم بأنك تحبني تماما كما احبك .. لا تفعل هذا بي ..

    خالد : ارجوك ساره .. اعتبريها وصية مماتي ..

    ساره : لا تقل هذا يا خالد .. سأفعل ما تريد .. ولكن لا تأت بذكر الموت امامي .. لا تمزق قلبي بهذه الطريقه .. عسى الله ان يملأ ايامك كلها بهجة وسعادة وسرورا ..

    خالد : حسنا يا ساره .. إنني مطمئن عليك الآن .. ومتأكد بأن ما افعله هو الصواب .. اعتقد بأن وقت الوداع قد حان .. ...................... وداعا ساره ..

    ساره : وداعا خالد .....

    يتبع

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •