صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 19 من 19

الموضوع: روايات عالميه ( بلاجزاء وبالغة العربية)

  1. #16
    التسجيل
    11-03-2004
    المشاركات
    18

    مشاركة: روايات عالميه ( بلاجزاء وبالغة العربية)

    NouR.FaYe شكرا على مرورك وتفاعلك الصادق ونعم اتمنى ان تتحفينا بما لديك

  2. #17
    التسجيل
    11-03-2004
    المشاركات
    18

    مشاركة: روايات عالميه ( بلاجزاء وبالغة العربية)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المزيد من القصص



    العنوان: الإخوة كرامازوف


    تأليف: دوستويفسكي


    الرأي الشخصي: غاص دستويفسكي في الأغوار البعيدة للنفس البشرية وهو يرصد ويحلل سلوك شخصيات روايته (الإخوة كرامازوف) التي طبقت شهرتها الآفاق وكانت موضوع فيلم سينمائي يعد من أهم علامات الفن السادس. إن كلاً من الأب وأبنائه الثلاثة في هذه الرواية عالم قائم بذاته مناقض للآخر، ولا سبيل إلى اللقاء بين تلك الشخصيات في رواية الكاتب الروسي المتفرد في الأدب الواقعي بحيث يعد في موقع القمة من أعلامه في الشرق والغرب. (منقول) هذه النوع من الروايات يحتاج لدماغ صافا وشاي حليب لاني ما فهمت المغزى من وراء الرواية (يمكن رقدت في جزء معين )

    الأحداث باختصار: لقد ظل سائداً على وجه العموم أن دوستويفسكي هو كاتب قاس ومتشائم، تنتابه هواجس يصعب تفسيرها، يتناول فيها طبيعة الإنسان وميله إلى ارتكاب الجريمة. ولكنه برز ككاتب أول للقراء وكان دائماً يذهب إلى تقديم أفكاره بأسلوب سائغ، ويعتبر روح الدعابة نقطة جوهرية في الرواية. إن "الأخوة كارامازوف" التي يضم هذا الكتاب نصها بانوراما دوستويفسكي هي بانوراما دوستويفسكي المؤمنة بعمق بالمعتقدات الراسخة: وجود الرب وخلود الروح وحرية المرء والحال المشؤومة للعالم القائم بدون إله على مبادئ نسبية فقط. وهذه القضايا لم تناقش من قبل شخصيات دوستويفسكي فحسب، وإنما غرزت أيضاً عمله الفلسفي.
    لقد عالجت "الأخوة كارامازوف" كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين. ضم الكتاب بطبعته هذا نصاً للقصة باللغة الإنكليزية يقابلها ترجمتها بالعربية، مع ملحق ضم مجموعة من الأسئلة تساعد الطفل والناشئ على استيعاب المعلومات وتحرك فيه ملكة التفكير والبحث والاستنتاج.



    من الجزء الأول


    ....................................


    " على أنه كان يتصف بصفة حملت جميع رفاقه ، كبارهم وصغارهم على السواء ، أن يطمعوا في الهزء منه ، لا لسوء نية بل على سبيل التسلية والمرح . ولم تكن هذه الصفة سوى امعانه في التواضع والفخر والعفة . فكان مثلا لا يطيق سماع تعابير معية أو أحاديث معينة عن النساء . ولكن ثمة تعابير وأحاديث "معينة" لا يمكن لسوء الحظ استئصالها من المدارس . فالصبيان الذين ما زالت تغلب عليهم طهارة النفس والقلب ، وبراءة الطفولة، كلفون بالتحدث سرا وجهرا في المدرسة، عن صور ورسوم قد يستحي حتى الجنود من الحديث عنها . وأكثر من هذا ، فإن كثيرا مما يجهله الجنود ، أو مما لا يفهمونه أصبح أمرا مألوفا بين صغار أبناء طبقاتنا العليا والمثقفة . وليس ذلك انحطاطا خلقيا ، أو ميلا داخليا للاستهتار ، بل لا يعدو كونه نوعا من الإباحية الظاهرية السطحية ، كثيرا ما يرى فيه الأولاد علامة من علامات التهذيب والفطنة والجرأة تستحق التقليد . وكانوا إذا ما رأوا أليوشا كرامازوف يسارع إلى سدّ إذنيه بأصابعه عندما يرددون مثل " تلك الأحاديث" ، حلا لهم أحيانا أن يلتفوا حوله ، ويبعدوا يديه عن أذنيه ويصرخوا بعبارات بذيئة ، بينما هو يتخبط بينهم ويلقي بنفسه على الأرض ، محاولا أن يختبيء منهم ، ويتحمل إهاناتهم صامتا ، ولا تخرج من بين شفتيه كلمة بذيئة واحدة . وينتهي بهم الأمر الى أن يتركوه وشأنه ، ويكفون عن تعييره " بالأنوثة" ، بل انهم يحولون نظرتهم إليه بالسخرية الى نظرة عطف واشفاق . وكان أليوشا دائما من الطلاب النجباء في صفه ولكنه لم يتفوق قط فيكون أولهم . " (منقول)



    للحصول على الرواية : موقع


    أو

    دار الآداب في الشارقة
    التعديل الأخير تم بواسطة A&A&A ; 23-06-2005 الساعة 11:33 PM

  3. #18
    التسجيل
    11-03-2004
    المشاركات
    18

    مشاركة: روايات عالميه ( بلاجزاء وبالغة العربية)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المزيد من القصص





    الصورة:




    العنوان: حسناء الحجاز

    تأليف: إميل حبشي الأشقر

    الرأي الشخصي: ممتع جدا

    الإحداث باختصار:قصة رائعة تحكي عن قصى وفيما أعتقد هو جد جد الرسول ولكن باسلوب مقرب للنفس فالكاتب يجعلك تتخيل الرواية وكأنها حدثت امامك.

    أحلى مقطع:

    حبى بنت حليل

    نحن الآن في أواخر الجيل الرابع للمسيح وقد مضى على دولة بنى خزاعة في الكعبة زهاء ثلاث اجيال وهم يرثون الأمارة وسدانة الكعبة ويولون بعض الناس غير ذلك من المناصب ولم تكن مناصب الدولة كثيرة في ذلك الجيل ان عظمة الحجاز وشهرته تقومان بالناس الذين يحجون البيت وجميع المناصب التي تسند الى النبلاء تتعلق بالحجاج واصحاب المناصب امراء، امراء في حياتهم وفي جميع المظاهر التي تكتنفهم العبيد والجواري في قصورهم واسباب الرفاه والنعم تحيط بتلك القصور

    سيدهم جميعا صاحب الكعبة الملك أو أمير الأمراء

    وكانت الحجابة في ذلك الزمن قد انتهت الى حليل بن حبشية الخزاعي سليل اولئك الملوك الذين تولوا أمر الكعبة وهو رجل طاهر الوجدان شريف القصد خدم الكعبة كما يجب ان يخدمها الحاجب الصادق باشد ما منحه الله من أدب نفس واخلاص

    الرأي في الحجاز رأيه والأمر امره والناس يطيعونه ويمشون وراءه في كل ما يحدث له من امور وحوله بنو خزاعة قومه وبطن آخر هو بنو بكر يشدون أزره ويعينونه في الملمات

    ولحليل ولدان ذكر وانثى هما المحترش وحبى الاول ضعيف الارادة فاسد الرأي استسلم الى اللذات وملاهي الشباب، وحبى نبيلة الخلق كثيرة الذكاء بعيدة النظر لها بين فتيات الحجاز ونسائه المقام الأول ليس لانها بنت حاجب البيت بل لأن لها من الأدب ما عظمها في عيون القوم حتى ان اباها كان شديد الوثوق بها الى حد انه لا يصدر امرا الا اذا استشارها فيه فهي كاتبة اسراره وامين داره ومجلس مشورته وهي النور الذي يضئ في تلك الدار التي تغص بجماعات الناس كل يوم

    واخوها المحترش لا يعبأ بشئ من هذا كأن امر الكعبة التي جعلتها الاقدار في يد ابيه لا يعنيه بل كأن الحجاز كله بما له من شهرة ومجد لا يساوي في نظرة ساعة واحدة من ساعات لهوه وضعف نفسه

    وليس لسادان الكعبة الذي تنحنى له الجباه حيلة في رد ذلك الولد الطائش الى الهدى ولم يكن له قوة على تثويم ما اعوج من اخلاقة على رغم جميع وسائل التهديد والنصح التى يلجأ اليها الأباء مع البنين !

    والخمر ان الخمر احب شئ الى المحترش يشربها في الصباح وفي المساء لا يأنف من شربها ولا يرتوي وحبى ترى كل ذلك بكآبه وألم لأن اخاها لا يستطيع ان يخلف اباه في السدانه والامارة وهو على الحالة التي قرأت

    أجل ان والدها شيخ جاوز السبعين وقد يموت في ساعة لا يجد فيها امامه ولد صالحا يسلم اليه مفاتيح البيت وكانت تعلم ان الامارة لا تثبت لأخيها بعد موت حليل لانه اضعف من ان يقوم بأمور الناس فبانت حزينة يملأ صدرها الهم وهي تفكر في الأمر الذي تصير اليه الكعبة بعد موت ابيها الشيخ

    وحبى في الثامنة عشرة غير ان في صدرها نفسا كبيرة عاقلة تعرف جيمع معاني الحياة وهي تأبي الزواج ولا تريد ان تنظر في امره ان خروجها من بيت ابيها يفقد ذلك البيت نفوذه وقوته

    وكان الفتيان الأشراف من خزاعه وبكر وبني كنانة النازلين في مكة يرون حبى ويتمنى كل واحد منهم ان تنظر اليه نظرة رضى ليجسر على ان يخطبها الى ابيها حليل فلم تكن هذه النظرة لتفلت من عيني الفتاة ولم يرها الناس تبتسم لفتى ابتساوة حب واغراء

    كانت تعلم نسب اولئك الفتيان وشرفهم ومنزلتهم في القوم وكانت ترى العز يمشى حيث يمشون والكرامة تكتنفهم حيث يقيمون والعبيد والخيل بسروجها المذهبة تتبعهم حيث يرحلون ولكن ولكن جيمع هذه المظاهر لا تؤثر في حبى ولا تحملها على التفكير في اولئك الفتيان الا كما تفكر الملكة في الرعية التي سلطها عليها الله

    كأنها لم تجد بين نبلاء مكة على رغم عواطف الشباب وميوله فتى كفؤا لها في المقام بل لعلها لم تجد كفؤا لها الاخلاق انها لم تكن اكرم نسبا من ابناء قومها الذين ينتمون وتنتمى الى اصل واحد ومن بنى كنانة المتحدرين من معد وهم فرعة اسماعيل

    نعم وكانت تنظر الى النفس النبيلة قبل ان تنظر الى المحتد النبيل والشباب الذي يطوفون حول الكعبة وبجولون في ساحات مكة واسواقها وميادينها لا يعبأون الا بما يخلب الألباب من مظاهر وصور هؤلاء الشباب لا تريد احدا منهم زوجا لها وعندما كان ابوها يسألها رأيها في فتيان قومه ويحدثها بأمر الزواج كانت تقول له باسمة دعني يا ابي فلا ارغب في هذا الآن اين ان سادن الكعبة لم يكن يزوج ابنته قبل ان يستشيرها وذلك مالم تتعوده العرب في الجاهلية

    كان الناس يخطبون الى الأباء وينتهى امر الزواج دون ان يكون للفتاة رأي ان المرأة كانت سلعة يساوم بها بين البائع والشاري كالسلع التي تباع في الأسواق الا نفر قلائل هذبتهم التجارب فلا يزوجون بناتهم الا بعد ان يسألوهم وحليل بن حبشية من هؤلاء

    حتى ان لتجد اليوم في هذا الجيل الجماعات الكثيرة من الناس تقذف بناتها الى المستقبل الاسود لا تحترم لهم عاطفة لا تسمع لهن رأيا

    الوالد لا ينظر الا الى مصلحته ولام تخضع لمشيئة زوجها القاسية عن جهل او عن عجز وبين تلك القساوة وهذا الجهل تضيع الفتاة في مجاهل هذه الحياة

    فكف حليل عن السؤال جاعلا لحبى مجالا واسعا لاختيار من تشاء من الرجال

    وحبى وحدها عزاء ذلك الشيخ في كأبة نفسه التى اوجدها طيش اخيها المحترش وفساد اخلاقه



    ليلى بنت زياد

    كان الناس عندما يفرغون من سوق عكاظ يقفون في عرفة " موضع بينه وبين مكة بضعة اميال" ثم اذا اتو منى وارادوا الذهاب الى مكة فبنو صوفة وحدهم هم الذين يجيرونهم أي يعطونهم الأذن في المسير

    ذلك منصب كبير من مناصبهم كان لبني صوفة لا يخطو احد الحجاج خطوة واحدة بدون اذن هؤلاء وكانوا يقولون عندما يريدون ان يتركوا منى

    " اجيزي صوفة"

    فيمشى القائم بالامر امام الناس امام الألوف الذين قدموا ليزرورا البيت ثم تندفع تلك الالوف بعد ذلك تريد مكة

    نعم ليس لأحد من العرب ان ينفر من منى يوم النفر قبل ان ينفر اولئك النبلاء وقد عرفت العرب ذلك الحق لبنى صوفة وجعلوه دينا في انفسهم قبل ان تصبح ولاية الكعبة في يد خزاعةلا ينازعونهم اياه ولا يحاولون الخروج عنه كما كانت النسأه " أي تأخير الشهور الحرم" كما مر لبنى مالك بن كنانة وهي منصب آخر له شأنه

    اما أمير صوفه في ذلك الحين فزياد بن كعب وهو احد الاشراف الذين يجرون في الحجاز اذيال النعم وله ملا لأمثاله من النفوذ والجاه وقد وفر له الذهب وكثرت الخيرات بين يديه يعيش منها عبيده وموالية والمقربون اليه

    وله فتاة هي ليلى ليس له غيرها

    ولم يتزوج زياد بعد موت امها لئلا ترى من زوجته ما لا تحب وهي التي نشأت في احضان الدلا وبلغت الخامسة عشرة من السنين محمولة على اكتاف الجوارى والعبيد

    نعم ان زياد لا يطيق ان يكون في بيته الذي يشبه بلاط ملك سلطان فوق سلطان ليلى وصوت يرتفع قبل صوتها وقد عرفت الفتاة ذلك وأكبرت تلك العاطفة العالية التي تجول في صدر ابيها البار.

    لأجل هذا لم يكن لها هم الا ان يكون ذلك الوالد راضيا في جميع الايام التي يقضيها في قصره بين ابناء قومه واضيافه وكانت توصى جميع غلمانه باعداد وسائل الراحة والعناية به عندما يكون في سفر وليس لفي ديار بنى صوفة من يعصى لليلى امرا او يرد لها قولا فهي سيد القوم بعد زياد ولها الارادة النافذة في جميع الشؤون

    وفي الحجاز كله من اقصاه الى اقصاه لا تقع عيون الناس على جمال اروع من جمال ليلى ووجة احسن من وجهها الضاحك كأن الله ارد ان يرسلها آيه الجمال

    عينان فيهاما الخلابة وجفنان فيهما الفتور وثغر هو العذوبة التي ليس لها حد

    سبحان من خلق ليلى لقد جلعها في ذلك البهاء وذلك الحسن فتنة للناظرين وفي خفة روحها وابتسامتها الدائمة سحرا خلابا للعقول

    وكان جدها ابو زياد حيا لا يخرج من المنزل الا ليرى الشمس الطالعة من وراء الجبال ويشهد الناس يروحون ويجيئون في السواق مكة ذاكرا ايام الصبا وحياة الشباب وهو من الرجال الذين خبروا العالم من جميع نواحيه وقد تخلى عن منصبه لزياد ليستريح من تاعب ماضية ولكي يذب المعترك البشري ولده وينتشر نفوذه في الحجاز وهو حي فيفرح قلبه ويرحل الى الآخر مطمئن الضمير وهو الشيخ المحترم النافذ الكلمة في بيته على زياد وليلى ان يمهدا له سبل الهناء والراحة وليس لها ان يراجعاه في شئ

    وابو زياد احرس الناس على الشرف الموروث وعلى التقاليد التي قدسهااجداده لا ينزل عن شئ منها ولو قتلوه

    وكان عزيزا أبيا لا يصبر على ضيم ولا ينام على ذل

    وليس غريبا ان يكون كذلك فبنو صوفه قومه يمنعونه في المحن والعز والاباء شيمه الاشراف والعامة من العرب

    وام ليلى التي ماتت منذ اثنتى عشرة سنة لم تكن من بنى صوفه بل هي احدى بنات بنى الخزرج من المدينة " يثرب" ولها في المدينة خمسة اخوة اخوال ليلى جميعهم احياء ولهم فيها المقام والشرف والمال

    حبى وليلى صديقتان أحبت الواحدة منهما اخلاق الأخرى ووثقت الايام على المودة بين الاثنتين

    الولى في الثامنة عشرة والثانية في الخامسة علشرة كما قرأت وهو العمر الذي تثبت فيه العاطفة وتكثر الآمال والقلبان يغمرهما الشعور والاحساس ولكنهما لا يعرفان الغرام

    كانت الفتاتان مع فريق من بنات النبلاء معهن الجواري يصعدن في الجبل ويهبطن الوادي فوق مكة وحولها يتنزهن في الخلاء والحياة عند العذراء ذات القلب الخالي مرح وطرب لهو وفرح لا تعرف تعبا ولا تحمل هما وهي لا تشعر بالنار تذيب حشاشتها الا بعد ان تصيبها سهام الحب

    وعلى كثيب او على قمة تجلس عزارى الحجاز ينظرن الى طوائف النوق تحجب وجه الافق والى الرعاة الفتيان يتغنون ويرتجزون

    وقد يمر بهم فريق من الفتيان النبلاء هذا يطلب ابله وهذا يطلب خيله فتحدق العيون الى جمال حبى وليلى السافرتين ثم تتيه نظرات الفتيان وفي قلوبهم لوعة غرام

    يستهويهم ذلك الجمال ولكنهم لا يجرأون على الظهرو اما الاميرتين بمظهر المحبين

    وكثيرا ما كانت الاثنتان تنفردان عن الجماعة لتتحدثا عن هذا الفتى وعن الآخر ثم يتنهي الحديث بينهما الى الضحك ولاستهزاء ان تلك النظرات التي احاطهما بها القوم ليس فيها نظرة واحدة تفتح القلبين الخليين

    على ان حبى لا تستسلم الى الضحك حتى تعود الى التفكير في امراخيها المحترش وفي هذا العز الذي قد يسلبها ايام الزمان فتنقبض نفسها وتظهر الألم في عينيها الطافيتين وليلى لا ترى تلك الصورة ولا تفكر في الآلام ولولا الخامسة عشرة اجل لاولا سن الاحلام والمنى لكانت ترى في المستقبل خطرا اشد واروع من الخطر الذي يهدد حبى

    جدها شيخ وابوها ليس له ذكر يرث منصبه العالي فاذا مات الاثنان الجد والوالد اصبحت ليى وحيدة في البيت الذي نشأت فيه وامتدت الى امارة زياد ايدي قومها الطامعين فتنتقل من عز الى ذل وقد يجور الزمان فتخسر كل شئ

    وهب ان اباها جعل امراة النفر الى واحد من ابناء صوفه قبل ان يموت فالأمر على كل حال خارج من يد ليلى لا الانثى لا يولونها المناصب التي لا يستطيع القيام بها الا الرجال

    وهي ترضى العرب ان تجيزها فتاة وتنفر قبلها من منى الى مكة ؟ وهل منى الحجاز بقحط في الرجال حتى تقوم النساء بأمره؟

    وماذا تصنع ليلى وزياد يرفض الزواج ويكره ان يسلط امرأة غريبة على ابنته؟

    اذن فالفتاة على شفير الهاوية وهي لا تدري وزياد ايضا الذي هو صاحب الامر لا يفكر فيه

    أما حبى فقد اضناها التفكير وعليها بالاشتراك مع ليلى ان تجد لهما وسيلة تضمن في الزمن الأتي بهجة البنتين والعز الذي يعيشان فيه

    بين نبلاء صوفه فتى ربعة في الخامسة والعشرين من عمره اسود العينين صغيرهما واسع الجبهو كبير الوجه قصير العنق حتى يبدو كانه لا عنق له وهو ذو مال كثير وتركه له ابوه كله كما ترك له المئات من صنوف النوق

    تزوج فتاة من خزاعة وابوه حي ثم طلقها بعد موته ليختار له فتاة أخرى من بنات الاشراف وليس على صاحبنا من بأس اذا هو اختار في كل يوم زوجة بطلاق او بدون طلاق ان الذهب يملأجرابه ومواشيه تملأ السهل وعاطفته الهوجاء لا تستقر على حال

    اما اسمه فجبير بن عبادة

    وكانت له هيبة في نفوس القوم ليس لأنه ذو سلطان وذو مال بل لأنه حسود خبيث يحب السعايه والشر

    والذكاء الكثير الذي وهبه الله لجبير وجهه كله الى الفساد والاكاذيب لا يثنيه شء ولا يمل وهو – بفضل المال الذي انتهي اليه- كثير الخيلاء وكثير الغرور وقد يقوم في ذهنه ان مكة بمن فيها من النبلاء والامراء وما حولها من قبائل وأمم بحاجه الى رضاه وكثيرون في هذا الزمن لهم جنون جبير حتى دفعه ذلك الغرور الى الطمع بالامارة امارة زياد وحتى بات واثقا بان هذه الامارة تسعى اليه عندما يرتفع في بنى صوفه اول صوت له

    لكن مولى له من اليمن نصح له بالعدول عن هذا الرأي لان بنى صوفه لا يتركون زيادا وسائر بنى بكر لا يطيعون سواه وهذان الحيان لا يؤخذان بالسيف

    وطلب الامارة في مثل تلك الجرأة الغريبة يفضى الى حرب تستعر نارها في قلب الحجاز وجبير لسوء حظة لا يملك شيئا من اسباب هذه الحرب اضف الى ذلك ان بنى خزاعة انفسهم وعلى رأسهم امير الكعبة يكونون عونا لزياد فيكون الموت طعنا بالرماح نصيب المغرور

    فلم يقبل جبير نصيحة مولاه واستمر على رأيه يفكر في امر الحصول على المنصب الكبير الذي لم يخلق الا له

    وعبده اليمنى الذي نشأ في بيت عباده ابي جبير لا يطيق ان يرى سيده في ذلك الموقف الصعب الذي لا يستطيع اذا اصبح فيه ان ينجو منه

    ففي ليلة من ليالي الشتاء هجر النوم جفني جبير فنهض يهمبال1هاب الى عشراء صباه يستشيرهم في امره انلأمل الذي يجول في صدره ولم يبح به الا لعبده عدوان لم يعد قادرا على حفظة في ذلك الصدر ولم يب بجد بين رفاقه من يكون عونا له على بلوغ الغاية لكنه لم يلبس قلنسوته ويتناول العباءة حتى استفاق عدوان من نومه فرأى سيده يهم بالخروج فنهض مذعورا:ماذا تفعل يا مولاي؟

    قال: اخرج من هذا المنزل كما ترى

    - الى اين

    - الى حيث اجد اعوانا يجملون السيف عندما ادعوهم الى حمله

    - فقال: اصبر يا مولاي حتى اقص عليك ما رأيته في الحلم

    - ليست القضية قضية احلام ايها اللعين

    - ولكنها قصة جديدة يخيل الى ان ملاكا من السماء راوها لي وانا بين مستيقظ ونائم

    - سيكون حلمك نصيحة اخرى تبعدني عما ارغب فيه فلا حاجه لي اليه

    وجعل عباءته على رأسه ومشى الى الباب

    فتصدى له عدوان وهو يقول:

    - اسألك بتربة عبادة ان تصغي الى ما اقول (استغفر الله)

    فتراجع جبير الى فراشه وجلس عليه ثم قال:

    - اتريد ان تهزأ بي يا عدوان؟

    - لا ورب الكعبة يا جبير ما اردت لك ولأبيك من قبلك الا الخير

    - واي خير تراه الأن؟

    قال: التمس من مولاي ان يطلعني على اسماء اصحابه ال1ين اراد ان يفضى اليهم بسره

    فقال: حسبت انك استوقفتني لتقص على حلمك

    - هو ذاك يامولاي ولكن بعد ان تذكر لي هذه الاسماء

    - واذا أبيت

    - بل تفعل وقد استحلفتك بتربة عبادة

    قال: اذكر لك فلانا

    قال هذا لا خير فيه ولا لا يملك الا سيفه

    فذكر له رجلا آخر فقال:

    وهذا يعيش من بيت زياد

    ثم جعل يذكر اوصاف الرجال الذين سماهم جبير فكانوا جيمعهم من الفتيان الأغرار

    - اذن فانت لا ترى في بنى صوفة الا زيادا اتظن ان عشيرتنا كلها تحب صاحبك؟

    قال: ما راأيت احدا يكرهه يا مولا ي

    قال: انا

    n ولكنك وحدك وهذا لا يكفي

    n نعم وكلن سترى بعد قليل ان خلفي جيشا جرار يطلبون الامارة في بنى صوفه لا بن عباده

    n واظن انك ستشرتي هذا الجيش بالمال

    n اجل وزياد لا يستيطع ان يعطي الناس شيئا

    فابتسم الرجل قائلا:

    خير لك يا مولاي ان تحفظ هذا المال لأيام السود

    قال: أتنحني الرؤوس لابن الكعب وانا حي؟

    - ذلك ارث اجداده لم يستول فيه على حق احد

    - ولكني لا اطيق هذا وانا أغنى رجال العشيرة

    - وماذا تفعل ان الحرب لا قبل لك بها وجميع ما عندك من المال يذوب في يوم

    - اذن اقتل زيادا وينتهي الأمر

    قال كأنك نسيت ان الرجل من ابطال العرب

    -أقتله غدرا في ليلة من ليالي هذا الشتاء

    - وبعد ذلك؟

    - يثور الانصار الذين حولي ويجعلوني سيد القوم

    قال أفلا تعلم يا مولاي ان امارة زياد بن كعب دين في انفس العرب لا يريدون ان تخرج من بيته؟

    - ولكنه سيقتل وليس له ولد

    - عنده ليلي يا مولاي

    قهقه جبير ضاحكا وقال:

    وليلي هذه تدفع بالناس من عرفة وتجيرهم لينفروا من منى كما يفعل ابوها؟

    - قد يكون ذلك

    - بل لا يكون وفي العرب شرف

    - انهم يفعلون هذا ليقهروا قاتل زياد الذي هو انت

    - اراك تجعل النور في وجهه مولاك ظلاما كأنك حليف اعدائه

    - ومن هم اعداؤك يا مولاي؟

    - زياد ومن ينتمى اليه من العرب


  4. #19
    التسجيل
    11-03-2004
    المشاركات
    18

    مشاركة: روايات عالميه ( بلاجزاء وبالغة العربية)

    فاستوى عدوان في مجلسه وهو يقول: ان هؤلاء لم يفكروا قط في ان يكونوا اعداء لك لقد خلقت هذه العداوة الآن خلقت في صدرك الطامع بالامارة والناس لا يعلمون عنها شيئا نعم يا مولاي ان زيادا وقمه ابرياء ولو رجعت الى نفسك لرأيت انك أنتالجاني وان الاقدام على قتل البرئ جريمة لا تغفرها لك العرب ولا يغفرها الزمان

    - قلت اني لا اطيق ان يكون رجل من قومي سيدا لي

    - اذ كان ذلك فادخل على السيادة من الابواب

    - ومعنى هذا؟

    - معناه انك تستطيع ان تخلف زيادا دون ان تهرق الدماء

    فتردد الرجل في الجواب ثم قال:

    بالاستعطاف ام بماذا؟

    بالدهاء الذي تصبح معه سيد الناس

    فجعل يتفرس فيه وقد برقت عيناه

    أما عدوان فاستطرد قائلا:

    الا تعرف ليلى؟

    - اعرفها وهي تلعب في فناء الدار

    - انها تبلغ الخامسة عشرة من السنين

    - اجل وهي اميرة الحسان في الحجاز وكلني لم أزر زيادا بعد موت أبي ولم أفكر في طفلته

    قال: واراك ترغب في الزواج وتبحث عن حسان العرب

    قال نعم

    - وقد نسيت ليلي كأنك لا تعرفها وكأنك في اليمن أو في الشام

    - أتريد أن اجعل ليلي زوجة لي؟

    - نعم و في الزواج تضم اليك الجمال والشرف وترث زيادا

    قال: لم أر في هذا الرأي شيئا من الدهاء الذي ذكرت

    - لماذا؟

    - لأن ابن كعب في مقتبل عمره وقد يموت بعد خمسين سنة

    - بل قد تموت قبله وليس هذا الذي أردت

    - اذن كيف أرث الرجل؟

    - ترثه وهو حي..

    قال: اما الارث فلا يكون قبل الموت

    - ألم يكن كعب سيد الناس قبل زياد؟

    - بلى

    - وأنت ترى الآن زيادا في منصب أبيه وأبوه في الوجود

    - ولكنه ولده وقد جعله أميرا في حياته

    - كما يوليك زياد الامارة بعد أن تصبح زوجا لليلي ان هذه الطفلة هي في نظرك حياة الوالد والجد وسيده البيت الذي ولدت فيه ولولاها جل لوال اليلى لكان لزياد بضع زوجات له منهن بضعة عشر ولدا

    - واذ لم ينزل الرجل عن منصبه فماذا نفعل

    - إن إردته وارداة أبيه تضيعان عندما تريد ليى فاذا رغبت في السيادة فمن هذه الناحية ليس غير

    فأخذ جبير يفكر فيما سمع وقد بدت له الآمال من وراء ذلك التفكير ثم قال: لكنك نسيت امرا يا عدوان

    - اذكر هذا الامر يا مولاي؟

    - قال: أليس الرضى هو الشرط الأول للزواج؟

    - نعم

    - ومن يضمن لنا رضى ليلاك؟

    - ليس لنا أن نضمن رضاها عندما يرضى زياد

    قال: ان هؤلاء الامراء جعلوا الراي لفتياتهم وعلموهن الدلال أفلم تر ان حليل بن حبشية سادن الكعبة لا يزف حبى الا الى من تختار؟

    - وهل يكون زياد مثله؟

    - ومن يعلم فقد يتردد في الرضى ريثما يسأل ابنته

    قال: لا اظن أن في مكة رجلا يأبى ان تكون فتاته زوجة لك

    - وإذا حدث ملا تظن؟

    - تعود عنئذ إلى رأيك الأول الذي هو الحرب أم القتل

    - فقال دون ان يتردد: لقد رضيت ولم يبق الا أن أرى ليلى

    - احذر أن تحدثها بأمر الزواج قبل ان ترى أباها

    - بل اريد أن أرى وجهها بعد أن اضحت سيدة الحسان فأين يكون هذا؟

    قال: لو أردت أن ترى جميع عزارى مكة لتم لك ذلك

    قال: ان فيهن من لا تنزع عن وجهها الحجاب

    ذلك في بيوتهم اما خارج المدينة فجميعهن سافرات

    - أتعر فلهن موضعا يخرجن اليه؟

    قال: في هذا الجبل الذي يقوم شرقي مكة بقعة حمراء تنبسط امامها الأرض

    اعرفها وهنالك وترعى الخيل والفصلان

    - وراء البقعة الحمراء صخرا أملس كبير يسع قبيلة

    - واعرف هذا ايظا

    - اذن فأعلم أن حبى وليلى ومن يتبعهما من الجواري والفتيات يخرجن الى ذلك الموضع مرتين او ثلاثا كل ثمانية ايام

    - ومن يلحق بهن من العبيد؟

    - انك لاترى وراءهن احدا

    - وهل رأيت ليلى عن قرب؟

    - اكثر من عشرين مرة يا مولاي ووجهها يفيض نورا وعيناها تفيضان سحرا

    ثم قال: وقد تقع عينيك قبل غروب الشمس على فريق من فتيان مكة يدورون حول ذلك الصخر الاملس كما يدورون حول الكعبة وهو يطمعون بابتسامة ولا يتالونها

    = وفيهم من بنى صوفه؟

    ومن جميع بطون بني بكر وخزاعة ومن بي لؤي أنسبا زهرة بن كلاب الكناني وليس لحبى ذكر بين هؤلاء الفتيان يا مولاي انهم جميعهم يريدون ليى التي يحجب جمالها جمال بنت حليل

    - اذن نذهب غدا الى البقعة الحمراء فنرى من وصفت

    قال: لقد ذهلت عن هذا الشتاء العزير الذي ازعجنا منذ يومي فانتظر ريثما يصحو الجو

    قال: أصبت ويظهر أن ليلى ستنسينا كل شئ

    وقد اكتفى بما سمع فطرح عباءته وفلنسوته وقال لعدوان:



    للحصول على هذه الرواية: موقع


    http://www.neelwafurat.com/itempage....4&search=books







    أو
    المركز الثقافي في الشارقة
    أو
    دار الآداب





صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •