مروة

[فراس القومي]

مروة



أبصرت النور وقد توفي والدها …. أشرقت شمسها مع بزوغ فجر حياة تعيسة … كبرت وكبرت آلامها

مروة فتاة بنت عشر سنين اضطرت لأن تعمل مع والدتها في الدكان

كانت أم مروة تسميها (( رجَّالْ البيت ))

أما أطفال الحارة عندما يرونها وهي تعمل تغني تلك العصافير وتنشد :

تكنس مروة … تعمل مروة … تحيا مروة …

تبتسم مروة لهم ابتسامة طفولية أنثوية وتتابع عملها في الدكان

تنظف وتبيع الكبار والصغار والجميع متعجبين من قدرات هذه الطفلة الأنثى …. إلا أم علي وابنتها خديجة التي من نفس سن مروة

كانت خديجة بنت أم علي تمر لتشتري من دكان أم مروة …

فتقول لمروة باستهزاء :

-كيف تسمح لك أمك أن تعملين وأنت أنثى ؟؟؟

-وما دخلك .... ثم مالعيب ألست انساناً ...

-بلى .. بلى ولكن ! أيضاً لا أرك تضعين غطاء ً على رأسك أما أنا فقد وضعته منذ أربع سنين وأمي دائما تقول لي أن أمك

جاهلة .. أمية .. هه .. !!

-اخرسي ... ولا تتكلمين عن أمي أي كلمة .



يعلو صوت الطفلتين فتخرج أم مروة تستطلع الأمر فتقول مروة لأمها:

-أمي أمي إن خديجة تتكلم عنك كلاماً قبيحاً .

-لا .. لا تصديقيها يا خالة إنها كاذبة ! .



تنظر أم مروة إلى ابنتها نظرة غاضبة ثم تأخذ بيد خديجة وتقول لها :

-تعالي يا ابنتي خذي هذه ( السكرة ) وسلمي على أمك أفضل السلام.



تعود الأم إلى الدكان ... تقول مروة لأمها :

-أماه إنها تتكلم...

(( تقاطعها أمها ))

-اهدأي يا ابنتي لن نتشاجر مع أحد من الجيران فنحن في هذه الحارة عائلة واحدة ولن نتشاجر مع أحد والعراك لن يوصل إلى حل هل فهمت يا ابنتي ؟...

-حاضر .... أنا آسفة !!.



كانت أمها تربيها على هكذا دائما ثم تقول لها كلمتها المعتادة :

-هيا قومي أيتها المرأة العظيمة وأكملي عملك فأمامنا أشغال كثيرة .

يعلو صوت مروة بكل شجاعة :

-حاضر أمي ...

انطلقت مروة بسرعة للعمل فرحة وعاد أطفال الحارة ينشدون :

تكنس مروة ... تعمل مروة ... تحيا مروة .





فراس القومي





----------------------------------------------
تكلم أبو الهول مرة واحدة في حياته .. وإليك ما قال :
حبة الرمل صحراء , والصحراء حبة رمل .

قال هذا وسكت ولم يفتح فاه .

قد سمعت ما قاله أبو الهول بيد أنني لم أفهم .



جبران خليل جبران

[M A R Q E Z]

ممممممممشششششششششككككككوووورررررر