صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 34

الموضوع: أسطورة روبنسون كروز

  1. #1
    التسجيل
    05-10-2004
    المشاركات
    231

    Post أسطورة روبنسون كروز

    روبنسون كروزو



    الفصل الأول



    حيث أقدم نفسي إلى القارئ



    إني أدعى " روبنسون كروزو "، وهذا اسم مأخوذ من



    عائلة والدي ووالدتي، وهو تقليد متبع منذ قرون. ولذا



    فسوف يظل هذا الاسم في ذاكرة الذين سيقرؤون هذه



    المغامرة العجيبة، مغامرة " روبنسون كروزو ".



    ولدت سنة 1632، ثالث أبناء عائلتي، وكنت أحلم منذ



    طفولتي بركوب البحر وجمع الثروات من المناطق النائية.



    أراد لي والدي أن أكون محامياً، ولكن هذه المهنة التي



    تقتضي القليل من الحركة والكثير من الكلام لا تلائم مزاجي,



    وقد سعيت في إقناع أهلي عن هذه الخطة التي رسموها



    لحياتي, ولكن لم أنجح فعزمت على الهرب سراً إلى لندن

    والإبحار على أول سفينة يرضى بي قبطانها.



    وأعترف بأني كنت حزينا إذ فارقت أهلي دون أن أودعهم،



    ولطالما ندمت على هذا التصرف الطائش الذي يدل على



    نكران الجميل, ولكني كنت أخشى أن أطلع أحد أفراد عائلتي



    على ما عزمت عليه فأضعف أمام عتابه أو دموعه أستطيع



    السفر, وكانت لدي الرغبة في السفر بعيداً ما وراء البحار,



    فألمس بيدي وأرى بعيني العجائب التي يتحدث عنها



    الرحــــالة.



    ذات يوم ركبت السفينة دون أن يعلم بي أحد, وبدأت حياة



    التجوال. لقد كنت قوي العزيمة حاد الذكاء بالنسبة إلى حداثة



    سني, ولم أكن لأخشى موجهة الأخطار, ولا أهاب الإقدام



    على عظائم الأمور.



    وقد رافقتني هذه الصفات طول عمري وغطت على بقية



    عيوبي, وجعلت القبطان والبحارة يعجبون بي بحاراً مقداماً،



    وقد سعوا جميعاً إلى تلقيني أصول المهنة, وكنت متلهفاً إلى



    تعلمها بحيث لم أحتج إلى زمن طويل كي أتقنها, وسرعان ما



    تعلمت حساب موقع الشمس بالنسبة إلى السفينة في البحر



    وتوجيه الأشرعة والتجديف كما ينبغي للبحار أن يفعل.



    ما إن انقضت السنة الأولى من رحلتي حتى أصبحت بحاراً



    ماهراً, ورسخ في يقيني أن حبي للبحار سوف يدفعني إلى



    التجوال في القارات جميعاً، ولكن شاءت لي الأقدار أمراً



    مختلفاً.



    وذلك، أن السفينة التي أبحر فيها قد هاجمها القراصنة في



    الساحل الإفريقي, وبقيت أسيراً لدى العرب زمناً طويلاً وقد



    عاملني هؤلاء القوم معاملة حسنة واستفادوا من معارفي



    البحرية , وخفت حراستهم لي شيئاً فشيئاً حتى استطعت أن



    أهرب منهم ذات يوم على متن أحد الزوارق .



    وحين أتذكر اليوم تلك الفترة من حياتي حين كنت وحيداً في



    البحار الواسعة على متن زورق صير تتقاذفه الأمواج أشكر



    العناية الإلهية التي جنبتني العواصف والأخطار.



    وقد انتشلتني سفينة أسبانية متوجهة إلى البرازيل, وهي من



    الأقطار المجهولة لدي، ولقد ولطالما سمعت من أفواه البحارة



    عن عجائبها وفرحت لأن هذه المصادفة تتفق مع أهدافي.



    ما إن وطئت قدماي اليابسة حتى اشتغلت في مزرعة لقصب



    السكر, وأظهرت من الهمة والشجاعة ما جعل صاحب العمل



    يوكل إلي مهمة الإشراف على إدارتها.



    وحين تعلمت زراعة قصب السكر ومعالجته, عزمت على



    العمل لحسابي لكي أثمر ما اقتصدته من أثناء عملي.



    اشتريت قطعة أرض وجعلت ازرعها بكل ما أوتيت من قوة،



    وقضيت سنوات أعيش حياة الكفاح ، ولكن المثابرة السبيل



    الوحيدة لصنع الثروة ، فاستطعت أن أجمع ثروة طائلة.



    لو أنني داومت على زراعة القصب والتبغ لجمعت بال ريب



    ثروة طائلة، ولكن شاء الله أن أدمر نفسي بيدي.



    ذات يوم اجتمع عندي جيراني من المزارعين، واقترحوا أن



    نضم أموالنا بعضها إلى بعض كي نجهز سفينة إلى شواطئ



    أفريقيا بعض العبيد من الزنوج نستخدمهم في مزارعنا, وبما



    أن رحلاتي السابقة قد قادتني إلى غينيا ولي معرفة بالتعامل



    مع الزنوج، طلبوا مني أن أكون وكيلهم في هذه الرحلة.



    وقبلت المهمة راضياً لأنها الفرصة المتاحة للعودة إلى أحلم



    صباي التي ترسخت في أعماقي، ألا هي حب الإبحار على



    غير هدى.



    أعددت نفسي لهذه الرحلة, وأعددت ما يلزم لغرق السفينة إن



    حدث وكتبت وصيتي وأورثت فيها أهل الأرض التي أحسنت



    استثمارها. وتعهد لي جيراني بعقد مكتوب على العناية



    بأرضي أثناء غيابي مثلما يعتنون بأرضهم، فلم تكن المزرعة



    هماً يشغلني، ولو أطعت عقلي لما غادرت هذه المزرعة



    المزدهرة أبداً، ولكني كنت أطيع أهوائي طاعة عمياء ولا



    أستمع إلى صوت عقلي.



    أبحرت أول أيلول التالي.



    كان طاقم البحارة يتألف من خمسة عشر رجلاً بما فيهم



    القبطان والطباخ، وهم أخيار الناس, وقد انتقيناهم بعناية



    شديدة, وكانت ذخائرنا ومؤونتنا كافية ونوعيتها جيدة,



    وساعدنا هذا الطقس الرائق على بداية هذه الرحلة الموفقة.



    وأبحرت بنا السفينة عشرين يوماً على سطح الماء الساكن



    الذي يداعب السفينة برقة وحنان، وكان رفاقي يغنون



    ويعزفون على الأكورديون والقيثار, وكأنما عزمت الريح



    على أن تجعل رحلتنا أسعد الرحلات وأكثرها توفيقاً.



    ولن تغير كل شيء فجأة, فقد هب إعصار لم أر له مثيلاً في

    حياتي, ولم نستطع أن نفعل شيئاً سوى التسليم للأقدار تسوقنا



    إلى حيث تشاء الرياح العاصفة.



    ومازالت الرياح تسوقنا في هذا السباق الرهيب اثني عشر



    يوماً, وتوقعنا أن تغرق الأمواج العاتية سفينتنا, وقد أظهر



    الطاقم كله ما يتحلى به من شجاعة وسط الهلاك, وكان



    القبطان في مستوى مهمته, ولعل هؤلاء البحارة البائسين



    يستأهلون مصيراً أفضل مما قدر عليهم.



    كانت الرياح تسوقنا على غير هدى, والسماء مغطاة بالغيوم



    الكثيفة تمنعنا من معرفة مكاننا.



    وذات يوم صاح أحد البحارة: " اليابسة "!



    فلم نستطع معرفة هذا الشاطئ الأخضر الذي دفعتنا إليه



    العاصفة دفعاً, هل كانت جزيرة أم قارة تلك الأرض التي



    يمنعنا شاطئها الصخري من الدنو إليها؟ لم يكن أحد منا



    يعرف جواباً على هذا السؤال, وكنت أحسبني قريباً من



    الأرخبيل الكاريبي, ولم يكن هذا سوى ظن لا يعمه يقين.


  2. #2
    التسجيل
    05-10-2004
    المشاركات
    231

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    أنزل القبطان بعض الأشرعة لكي يخفف من سرعة السفينة



    إن أمكنه ذلك, وما كاد يفعل حتى اصطدمت السفينة بجرف



    رملي, ودفع البحر السفينة حتى سمعت ألواحها تتكسر وتكاد



    تتطاير شظايا, ونادى الجميع بصوت واحد: " إلى القوارب,



    إلى القوارب! ".



    ولمحت إلى القبطان أسأله, فهز كتفيه كمن يقول:



    " لا وسيلة سواها للنجاة من الهلاك ".



    وتناهى إلى أسماعنا صوت الألواح تتكسر تحت الأمواج التي



    اندفعت فوق حطامها هائجة, بحيث أصبح الفرار سبيلنا



    الوحيد للنجاة.



    ولكن هذا الفرار ينقذنا فعلاً؟ كنا نعلم أن البحر الهائج قد



    يغرق زوارقنا في الحال, فكنا نتبادل النظرات مترددين, ثم



    سمعنا ضجة ثانية أقوى من الأولى, فعرفنا أن السفينة



    انقسمت إلى قسمين فنسينا ترددنا ورمينا الزوارق إلى الماء



    وقفزنا فوقها, ثم جعلنا نجدف حتى اليابسة وقلوبنا عامرة



    باليأس من أن نصل إليها سالمين.



    والواقع أن الموت قد اختطف نصفنا فوراً, إذ أن الزوارق



    التي يركبها هؤلاء لم يستطع الابتعاد عن الدوامة التي نجمت



    عن غرق السفينة, وفي لمحة عين ارتفع الموج عالياً وغاص



    بهم إلى الأعماق ولم يظهر منهم أحد.



    فصرخنا مرعوبين, لكن حالتنا أفضل منهم, وكنا واثقين من



    اللحاق بهم, فانطلقنا نحو الشاطئ كمن يمضي نحو منصة



    الإعدام, وكلما اقتربنا منه تبين لنا أنه أشد خطراً من البحر



    الهائج.



    بعد أن جدفنا, أو دفعنا حوالي فرسخ, لحقت بنا موجة هائلة





    وضربتنا ضربة قاضية, وما إن هوت علينا حتى أغرقت



    الزورق بضربة واحدة وفرقتنا بعضنا عن بعض وغرقنا



    جميعاً.



    كنت أجيد السباحة, وما إن مرت لحظت الدهشة والذعر حتى



    ارتفعت فوق سطح الماء, وحبست أنفاسي كما يفعل



    الغواصون, وحين ابتعدت الموجة أدركت أني نجوت من



    الهلاك.



    ولكن الكفاح لم ينته بعد, فكانت الأمواج الهائلة ترتفع بي



    كالجبال, ثم تهوي إلى الأعماق كأنني دمية بي يدي طفل,



    وكان البحر يلهو بي فما إن أصل إلى الشاطئ حتى يجذبني



    الموج إليه, وقد فعل هذا عشر مرات, وكأنه وحش ضارٍ لا



    يريد التخلي عن فريسته, وكنت منهكاً فاقد الأمل, أرى النجاة



    أمامي ثم تغيب عني ولا قدرة لي على فعل شيء.





    وأخيراً, تقدمت موجة أعظم من سابقاتها ورمتني بعيداً إلى



    الشاطئ, فجمعت كل قواي وتمسكت بالرمل وتخلصت من



    ارتداد الموج، ثم صعدت أحد المنحدرات وتهالكت عليه.



    لقد نجوت من الهلاك, وأصبحت بعيداً عن متناول البحر



    المحيط.

  3. #3
    التسجيل
    05-10-2004
    المشاركات
    231

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    أرجو منكم أنكم تعطوني رايكم في القصه والوضوح واللون ...

    وبالنسبه للفصل الأول أعتبره أنا عادي بالنسبه للفصول الثانيه...

    لا تحكمون على القصه الابعد خمسة فصول إذا ما أعجبتكم...

    وبالنسبه للفصول الجايه أبقسمها إلى جزئين لأنها طويله وبكذا ما أتخر عليكم...

    وشكراً على انصاتكم لي..

    و شــ كــ ر أً . . .

  4. #4
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    مشكور أخوي ، تسلم على الموضوع..

    الخط ممتاز فعلاً ، وأسلوب الكتابة مريح للعين.. ياليت تتابع ، والله يعطيك العافية (مع أني قارئ القصة من قبل ، لكن والله كويسة الطريقة اللي تكتب فيها ^_^)

  5. #5
    التسجيل
    15-08-2003
    الدولة
    الدمام
    المشاركات
    9,183

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    مشكور اخوي على القصة

    بالنسبة للقصة فا القصة حلوه

    واللون جميل واضحة جدا بالنسبة لي

  6. #6
    التسجيل
    26-04-2003
    الدولة
    -(_)K..s..A(_)-
    المشاركات
    902

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    مشكور اخوي....
    هلالي إلى الابد




  7. #7
    التسجيل
    05-10-2004
    المشاركات
    231

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    مشكورين على مروركم ومشكورين على رفعكم معنوياتي
    وقريباً الفصل الثاني
    وشــ كــ ر اً . . .

  8. #8
    التسجيل
    10-05-2005
    الدولة
    في نفسي وحواليها
    المشاركات
    329

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    مشكور أخوي على القصة

    والخط واللون واضح جدا جدا

    أرجوا التكملة
    هه

  9. #9
    التسجيل
    05-10-2004
    المشاركات
    231

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة CUBIC EVIL
    مشكور أخوي على القصة

    والخط واللون واضح جدا جدا

    أرجوا التكملة
    مشكور على مرورك والقادم أحلى

  10. #10
    التسجيل
    05-10-2004
    المشاركات
    231

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    ان شاء الله تعجبكم التكمله

    وهذي هي التكملة
    ...............................................

  11. #11
    التسجيل
    05-10-2004
    المشاركات
    231

    Post مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    الفصل الثاني



    الأيـــــــــــــــــام الأولى

    الجزء الأول



    بعد أن بقيت ساكناً عدة ساعات نهضت أتمشى على الشاطئ,



    ماذا كنت آمل أن أجد؟ أحد رفاقي؟ ولكني متيقن من هلاكهم



    جميعاً, وأثناء صراعي مع الموج لم ألمح شبح إنسان أو قطعة



    حطام لزورق,كنت الناجي الوحيد من هذا الغرق, وكان



    البحر يهدر من حولي يذكرني بهذه الفاجعة.



    وجهت بصري نحو مكان السفينة الغارقة, فوجدها هناك



    مهجورة, وبكيت لموت هؤلاء الرجال الشجعان الذين لم يثقوا



    بصلابة هذه السفينة وإلا لكانوا الآن من الناجين.



    وأخيراً كفكفت دمعي وتلفت حولي لأعرف الحالة التي أنا



    فيها, كنت مبلل الثياب ولا ملابس بديلة لدي, ولا طعام عندي



    ولا ماء, ومما زاد الأمر سوءاً أن الظلام قد اقترب, ولا



    سلاح لدي أدافع به عن نفسي إذا حيوان مفترس.



    كنت بين أمرين أحلاهما مر: أن يفترسني وحش أو أموت



    جوعاً, ولم يكن معي سوى سكين وغليون وقليل من التبغ في



    علبة, تلك هي زوادتي, ولا أعتقد أن أحد المغامرين قد واجه



    أرضاً غريبة بمثل هذه الأدوات.



    ماذا سأفعل؟ يجب علي أن أشرب أولاً لكي أطفئ هذا الظمأ



    والحرارة الناتجة عن الحمى, وعلي أن أنام بعدها لأن جفنيّ



    ينطبقان رغماً عني, ولكني لن أخلد إلى الراحة إلا إذا شعرت



    بالأمان.



    وعزمت على النوم فوق غصن شجرة أربط نفسي إليها



    بحزامي, فتلك هي الراحة الوحيدة المتاحة لرجل لا يملك



    وسيلة للدفاع عن نفسه.



    مازلت أمشي على الشاطئ حتى وجدت الشجرة المطلوبة,





    وكان كثيفة الأوراق متشابكة الأغصان وجذعها مملوءٌ بالعقد



    والأشواك, والواقع أن صعودها صعب علي, ولكن يحميني



    من الحيوانات المفترسة.



    وفيما كنت أتأمل هذه الشجرة خطر لي خاطر وهو أن هذه



    الشجرة لا تكون على مثل هذه الضخامة والاخضرار إلا إذا



    ارتوت, ولا أظن أن مياه الأمطار ترويها. وقلت لنفسي:



    " لا بد أ، يكون نهر قريب من هنا ". وبعد دقائق من البحث



    وجدت نهراً يتدفق عبر المروج القريبة, فشربت حتى ارتويت



    وانتعشت, ثم رجعت إلى شجرتي فجلست بين مجتمع



    الأغصان.



    نمت دفعة واحدة حتى الصباح ولم أتمتع بمثل هذه الراحة منذ



    وقت طويل, وقد نسيت رعب الغرق واستسلمت لأحلام



    غريبة رائعة.





    حين استيقظت, كان أول شيء فعلته أن نظرت إلى البحر قبر



    رفاقي البائسين, وبحثت عن حطام سفينتنا, واستمسكت بأحد



    الأغصان لئلا أسقط من الدهشة.



    أثناء الليل هدأت العاصفة تماما واستقر الماء حتى كأنه بحيرة



    ساكنة, وعلى مسافة ميل من الشاطئ كانت السفينة جاثمة



    على الرصيف الصخري وقد دفعها الموج إليه, وهي تبدو



    كأنها سالمة لم تتحطم.ثم هبت من الشجرة.



    تأكد لي أني إذا انتظرت ساعة أو ساعتين حين تبدأ حركة



    الجزْر فإني أستيطع الوصول إلى السفينة مشياً على اليابسة,



    ولكن لهفتي للوصول إليها وإنقاذ ما أمكن من المؤونة



    والمعدات قد دفعني إلى الارتماء في الماء بعد أن نزعت



    ثيابي الثقيلة, وما إن سبحت عدة أمتار حتى تناهى إلى سمعي



    صوت حيوان متوحش, فرجعت إلى اليابسة وقد أمسكت



    بسكيني استعداداً للدفاع عن نفسي, ولن الصوت لم يكن



    صادراً عن البر بل عن البحر, فهل يكون حيواناً بحرياً لم أره



    من قبل؟



    أصغيت بانتباه.. ثم انفجرت ضاحكاً.



    لقد كان هذا الحيوان " باف " الكلب الذي صحبنا في السفينة



    ومعه " فون " القطة البيضاء التي أرعبت الفئران وعقدت



    صداقة وثيقة مع الطباخ, وقد هاجرانا مع المركب فهما



    يرفعان صوتهما بالنداء بحثاً عنا, فرجعت إلى السفينة سابحاً



    وأنا أقول لنفسي:



    " يا لهما من حيوانين بائسين ! لقد أنقذهما نسياننا لهما, ولعل



    القدر الذي شاء لهما الحياة, هو الذي رمى برفاقي في أعماق



    البحر, فهل تكون الغريزة أقوى من العقل؟ ".





    مازلت أسبح حتى وصلت إلى المكسر الحجري وحطام





    السفينة عليه, فعلقت بحبل يتدلى بارتفاع السفينة وصعدت



    إليها.



    جرى إلي باف مرحباً, وبعد اللقاء الحميم, نزلت إلى العنابر



    أتفقد المؤونة.



    كانت المؤونة سليمة. ولا ريب أن هيكل السفينة قد تحطم



    وتسرب إليه الماء, ولكن المؤونة وبرميلين من البارود بقيت



    على حالها ولم يصل إليها ماء البحر, ففتحة علبة من



    البسكويت وجعلت ألتهمها وأرمي إلى الكلب والقطة ببعضها,



    وبدأت أفكر بما يجب عليّ نقله من السفينة إلى البر ويكون



    عظيم الفائدة لي.



    أفرغت كيس بحارة من الثياب ثم ملأته بكل أنواع المؤونة:



    من بسكويت ورز وجبن هولندي ولحم مجفف وشيء من



    القمح كنا نرمي به إلى الدجاج في بداية رحلتنا. كما وجدت



    كمية من الشعير وقد أكلته بعض الفئران فكدت أرميه جانباً,



    ولكن أضفته إلى مؤونتي.



    في كيس آخر وضعت معدات النجارة التي كان اكتشافي لها



    سفينة مملوءة ذهباً, وأضفت إليها بندقيتين ومسدسين وبعض



    البارود والخردق وسيفين قديمين, واستكملت مؤونتي هذه



    ببرميلي البارود وصندوق مملوء بالزجاجات.



    كانت (فون) جالسة فوق أحد الكيسين تلحس مخالبها و(باف)



    يدق بي وكأنه يقول:



    " ماذا تنتظر لترحل؟ لقد حان الوقت ".



    فأجبته بصوت مرتفع:



    ـ نعم ياباف! سنرحل وكننا ننتظر مركبتنا.



    اخترت من بين الأدوات فأساً ومنشاراً وبدأت اصنع طوفاً,



    ولكنه طوف غريب الشكل, إذا كان يلزمني الوقت لإتقانه,



    وقد بعض حطام الصواري والألواح بعضاها إلى بعض



    وربطتها بإحكام, وتبين لي أنه تطفو باتزان.



    حملت مؤومنتي على ظهري وأنزلتها إلى الطوف بواسطة



    حبل, وناديت باف فقفز إلى الطوف وجلس فوقه هادئاً, وأما



    فون فلم أكن واثقاً من هدوئها, فوضعتها في كيس وربطته



    ووضعتها على الطوف. كان متوازناً يتحمل المؤونة وثقل



    رجل وحيوان معه, واستخدمت للتجديف مجدافاً كان ملقى في



    أحد العنابر, واستفدت منه كثيراً, وساعدني على النجاح ثلاثة



    أمور:



    أولها البحر الساكن, وثانيها: المد الذي لم يكن هائجاً,



    وثالثها: الريح التي كان تهب باتجاه اليابسة. هتفت للسفينة:



    " حفظك الله " وأنا ابتعد عنها بضربة مجداف قوية. ووصلت



    إلى الشاطئ بعد عذاب طويـــــل,


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    يتبـــــــــــع

  12. #12
    التسجيل
    08-02-2005
    المشاركات
    832

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    رائعه لكن نريد التكمله .....بسرررعه

  13. #13
    التسجيل
    08-02-2005
    المشاركات
    832

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    فعلا اخي ئكل الاسطورة رائعه..

  14. #14
    التسجيل
    08-02-2005
    المشاركات
    832

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    لكن ياحبذا لو تكملها

  15. #15
    التسجيل
    08-02-2005
    المشاركات
    832

    مشاركة: أسطورة روبنسون كروز

    اكمل اكمل....

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •