صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 100

الموضوع: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

  1. #16
    التسجيل
    29-04-2004
    الدولة
    قــ الجمـ ــطــ ـيـع ــر
    المشاركات
    504

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    يا سيدي .. ان كان سيد قطب قد طعن في معاوية .. فإن عليا قد قاتله, فما تقول في ذاك؟ هل ستكفره من اجل ذلك؟ او تفقسه مثلا؟

    ارجوك, إقرا كتاب "عملاق الفكر الاسلامي" اللذي كتبه الشهيد عبد الله عزام للرد على شبهاتك اللتي اوردتها.

    ونحن قد نجد في الظلال وغيره بعض الألفاظ التي قد تحتاج إلى دقة أكثر لتتفق مع المصطلحات الشرعية في العقيدة الإسلامية ، وهذا لا بد أن يكون مادام بشرا يخطئ ويصيب.

    أما: أن يصل بنا الأمر أن ننسب إليه تلك العقيدة الفاسدة الضالة وهي: القول بوحدة الوجود.

    هذه القولة التي تكاد تخر لها الجبال هدا ، سبحانك يا رب هذا بهتان عظيم ، إن وحدة الوجود تعني أن الخالق والمخلوق شيء واحد ، وأن الأثر هو المؤثر وأن الصانع قد ظهر في المصنوع لا انفصال ولا تباين.

    إن وحدة الوجود تعني أن الحجر هو الله ، وأن الصحن هو الله ، وأن الحيوانات هي الله ، فلم يعد هنالك فرق بين من عبد الحجر والصنم والشمس وبين من يعبد الله ، لأنها كلها صور لشيء واحد هو الذات الإلهية (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ) ، هل يصدق عاقل أن سيد قطب كان يعتقد أن عبد الناصر هو الله ، وأن حمزة البسيوني وشرطته هم صور الله ، وأن صفوت الروبي الجلاد هو الله وأن لا فرق بين من يعبد ابن غوريون ودايان ، وبين من يعبد الرحمن ، هل يصدق ذو لب أن سيد قطب كان يعتقد أن السجن الحربي هو الله ، أو يدخل في عقل عاقل أن سيد قطب كان يظن أن الشجر والحجر والقرد ، و الخنزيز والكلب صور لله عزوجل -سبحانك يا رب! إنها لإحدى الكبرـ.
    التعديل الأخير تم بواسطة حسـن ; 29-07-2005 الساعة 06:36 AM

    كبير يا فيليبي

  2. #17
    التسجيل
    30-06-2004
    الدولة
    مُسْـلِمٌ مِنْ أُمَّةِ الإسِــلامِ
    المشاركات
    3,266

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    الاحبه فى الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كثـُر الجدل فى هذا الموضوع وارى الكثير من الاخوه ما بين مؤيد ومعارض لذلك القول الفصل هنا
    هو ما قاله العلماء الاجلاء والمشايخ المعتبرين فى حق رجل هو بين يدى الله الان ومن افضل
    ما قراءت فى هذا الامر كلمة العلامه المغفور له باذن الله حمود بن عقلاء الشعيبى حيث يقول

    فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله :

    كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟



    الجواب
    :


    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .

    وبعد :

    فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟

    إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

    فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

    وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .

    وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.

    والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .

    وختاما :

    لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .

    وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    [
    قاله ؛ حمود بن عقلاء الشعيبي | 16/5/1421هـ]


    ______________




    قالة الامام العلامة ابن جبرين (بعض الشباب يبدعون الشيخ سيد قطب وينهون عن
    قراءة كتبه ويقولون أيضا نفس القول عن حسن البناويقولون عن بعض العلماء أنهم خوارج وحجتهم
    تبيين الأخطاء للناس ، وهم طلبة حتى الآن , أرجوالإجابة حتى إزالة الريب لنا ولغيرنا حتى لا
    يعم هذا الشيء .
    الجواب :
    الحمد لله وحده ... وبعد
    لا يجوز التبديع والتفسيق للمسلمين لقول النبي (صلي الله عليه وسلم) : (من قال لأخيه يا عدو الله وليس
    كذلك حار عليه) ، وفي الحديث : (أن من كفر مسلما فقد باء بها أحدهما) ، وفي الحديث: (أن رجلا
    مر برجل وهو يعمل ذنبا فقال والله لا يغفر الله لك . فقال من ذا الذي يتألي علي أني لا أغفر لفلان ،
    إني غفرت له وأحبطت عملك).
    ثم أقول إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما
    وهدي بدعوتهما خلقا كثيرا ولهما جهود لا تنكر ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد
    قطب عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال ـ عليه من الله ما
    يستحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما ، وشهد بذلك الخاص والعام
    ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار ثم تلقى العلماء كتبهما ، ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما
    منذ أكثر من عشرين عاما وإذا وقع لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي ، وابن الجوزي وابن عطية ،
    والخطابي والقسطلاني ، وأمثالهم كثير ،وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد

    قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة ، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله
    ـ وكذلك
    محامل على الشيخ عبد الرحمن وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير ..
    وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا
    قاله وأملاه : عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
    وفى هذا الرابط تطلع على اقوال العلامه الالبانى
    وغيره ممن هم افضل منا جميعا عن الرجل
    ______________
    الخلاصه اعلموا احبتى فى الله ان مداخلتى هذه ليست مع او ضد سيد قطب رحمه الله
    ولا دفاعا او جدالا فيه ولكن لنفض اشتباكا يكاد يحدث بيننا نحن الاخوه فمن يعارض
    او يعترض على الرجل فهو يعارض كبار اهل العلم ومن بينهم المغفور له العلامه بن باز
    اذ لما يتشفع لسيد هو والملك فيصل رحمة الله عليهم اجمعين والرجل ضال مضل
    هل هؤلاء يتشفعون فى من يضل الامه وما مصلحتهم فى ذلك او كان خافيا عنهم اجرام الرجل
    ام لا ناخذ بكلام العلماء الذين اسلفت اقوالهم
    انصحكم ونفسى بتقوى الله والبعد عن كل هذه الامور فمن يريد ان يحمل الكتاب او يقراءه هو حر فى ذلك ومن لا يريد هو ايضا حرا فى ذلك مع الاخذ فى الاعتبار ان الرجل له اخطاء
    ومثله مثل باقى البشر يخطىء ويصيب فلا معصوم بعد النبى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آل بيته
    هذا وان اصبت فمن الله وان اخطاءت فمن نفسى والشيطان
    والسلام عليكم



    التعديل الأخير تم بواسطة ابو خالد ; 29-07-2005 الساعة 07:06 AM

  3. #18
    الصورة الرمزية أحْـــــمَـدْ
    أحْـــــمَـدْ غير متصل عضو قدير ومراقب عام سابق
    oOo غـريبُ الـرُّوح oOo
    التسجيل
    11-08-2004
    الدولة
    .َ أحلق بحثا ً عن أرواحٍ تـُضئ جوانحَ روحي بأنوار محبتها .َ
    المشاركات
    2,433

    Smile ... حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله ...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أخى الفاضل الكريم الحبيب ... أبـــو خالـــد ... جزاك الله خيرا على التوضيح والتفصيل وارشادنا الى القول الفصل فى الموضوع ...

    بارك الله فيك ولك وجعله فى ميزان حسناتك ونفع به الجميع ...

    أخى الحبيب فى الله ... لا تطل علينا غيبتك فنحن - يعلم الله - نفتقدك ونفتقد مشاركاتك الطيبة ومرورك الكريم العطر ... ودمت لنا ناصحا ومذكرا ومرشدا ... ودام لنا قلمك نورا وضاء وسيفا قاطعا ...

    اللهم أدخله فردوسك الأعلى من الجنة اللهم أجره من النار وحرمه عليها ... اللهم آمين ...

    لا تنسانى من صالح دعائك بظهر الغيب ...
    وجزاك الله خيرا ...


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
    أخوك المحب لك فى الله ...


  4. #19
    التسجيل
    25-06-2005
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    931

    مشاركة: ... حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله ...

    جزاك الله خير يابو خالد
    على توضيحك المدعم بفتاوى كبار العلماء

    ليتبين لنا من يعارض على بيّنه
    ممن هو خارج السرب , والجميع عنده ضالون وليس الأمر وليته يتوقف عند الشهيد سيد قطب رحمه الله
    بابٌ في وَسَـطِ الصّحــراءْ
    مَفتـوحٌ لِفضـاءٍ مُطلَـقْ .
    ليسَ هُنالِكَ أيُّ بِنــاءْ
    كُـلُّ مُحيـطِ البابِ هَـواءْ .
    - مالكَ مفتــوحاً يا أحمَـقْ ؟!
    - أعـرِفُ أنَّ الأمـرَ سَـوَاءْ
    لكـنّي ..
    أكـرهُ أنْ أُغلَــقْ !
    / l

  5. #20
    التسجيل
    22-04-2002
    المشاركات
    2,837

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك يا أبو خالد وعلى وسع صدرك وحسن ظنك

    ولكن حفظك الله لا يؤخذ بعض القول ويترك بعضه

    اليك هذا الرابط

    ردالشيخ الألباني على بعض أقوال السيد قطب المذكور في الظلال
    http://www.alathar.net/files/sound/alalbani/alnoor/805.rm

    فلا يحق للآى شخص كان البتر حتى وان كانت تسجيلات

    دمتم بخير


  6. #21
    التسجيل
    22-04-2002
    المشاركات
    2,837

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    سلسلة الهدى والنور - الشيخ محمد ناصر الالباني

    ذكر كلام سيد قطب للتعليق عليه


  7. #22
    التسجيل
    28-08-2004
    الدولة
    معشوقتي مصر
    المشاركات
    2,404

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    المشايخ ثلاثة أنواع
    شيخ شيخه العلم
    وشيخ شيخه الكبر
    وشيخ شيخه الشيطان
    لكني لست بمن يتتبع أخطاء فلان وعلان ولست بمن يكفرهم ان اختلفت معهم
    فلست بعالم أو مدعي علم
    من يملك أقوال علماء أجلاء تكون قول فصل في هذا الموضوع فليتفضل ليفيدنا ومن لا يملك فليكتفي بالقراءة والمتابعة دون تعليق
    بخصوص عبد الناصر فأنا أذكر قرائتي أنه وبعد اعدام سيد قطب رحمه الله صادر جميع كتبه حتي ما كان يدرس في المدارس من أشعار في حب الوطن
    سامح الله من أخطأ ورحمنا الله أجمعين
    السلام عليكم
    اخي في الله ( شاب مصري )
    اولا اعذرني اني مش باكتب لغه عربيه فصحي
    ولكن احب اقولك اني من اشد المعجبين بكتاباتك
    انا في الموضوع اللي كتبته مش عارف اقولك ايه بس واللهي الدموع داخل عيني انا كاتمها مش عايزها تنزل علي اكتمها و أوجه الشعور اللي جوايا في اني اتقدم واتغلب علي المشكلات التي تواجهنا في مصر والعالم الاسلامي
    انا مش عايز اظهر قدامك بالضعف او اني فاقد الامل
    وداعاً يا أعز من عرفت

  8. #23
    التسجيل
    19-07-2005
    المشاركات
    55

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    الأخ الكريم كاتب هذه الشبه هذا رد موجز عليها :
    أما قولك :

    الطعن في الصحابة رضي الله عنهم

    . قول سيد قطب : (( إن معاوية وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع . وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشـوة وشـراء الذمم، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل . فلا عجب ينجحـان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كـل نجاح ))

    [من كتاب : ( كتب وشخصيات) لسيد قطب ص : 242. : ] .



    فيقال لك :

    لقد تراجع الشهيد سيد قطب رحمه الله عن ذلك لأنه قال ذلك قبل أن يصبح ملتزما الخط الإسلامي الأصيل في أواخر الثلاثينات و وأوائل الأربعينات من القرن الميلادي الماضي

    ولم يتكلم بكلمة واحدة سيئة على صحابي أبدا ويمكن مراجعة الظلال والمعالم والإسلام ومشكلات الحضارة وخصائص التصور الإسلامي والمستقبل لهذا الدين

    **************

    وقد ذكر معاوية رضي الله عنه في الظلال فلم يذمه في مكان وهذه أمكنة ذكره :

    وقال سفيان الثوري , عن راشد بن سعد , عن معاوية بن أبي سفيان , قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم " . فقال أبو الدرداء - رضي الله عنه - كلمة سمعها معاوية - رضي الله عنه - من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها .

    فهكذا أخذ النص طريقه في النظام العملي للمجتمع الإسلامي ! ولم يعد مجرد تهذيب للضمير وتنظيف للقلب , بل صار سياجا حول حرمات الناس وحقوقهم وحرياتهم , فلا تمس من قريب أو بعيد , تحت أي ذريعة أو ستار .

    ***************

    روى الإمام أحمد . قال:حدثنا وكيع , حدثنا يونس بن أبي إسحاق , عن أبي السفر , قال " كسر رجل من قريش سن رجل من الأنصار . فاستعدى عليه معاوية . فقال معاوية:سنرضيه . . فألح الأنصاري . .فقال معاويه:شأنك بصاحبك ! - وأبو الدرداء جالس - فقال أبو الدرداء:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من مسلم يصاب بشيء من جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة , أو حط به عنه خطيئة " . . فقال الأنصارى:فإني قد عفوت " . .

    وهكذا رضيت نفس الرجل واستراحت بما لم ترض من مال معاوية الذي لوح له به التعويض . .

    وتلك شريعة الله العليم بخلقة ; وبما يحيك في نفوسهم من مشاعر وخواطر , وبما يتعمق قلوبهم ويرضيها ; ويكسب فيها الاطمئنان والسلام من الأحكام .

    *************

    ولقد ترك القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين أثرا قويا وطابعا عاما في هذه الناحية ظل هو طابع التعامل الإسلامي الفردي والدولي المتميز . .

    روى أنه كان بين معاوية بن أبي سفيان وملك الروم أمد , فسار إليهم في آخر الأجل . [ حتى إذا انقضى وهو قريب من بلادهم أغار عليهم وهم غارون لا يشعرون ] فقال له عمر بن عتبة:الله أكبر يا معاوية . وفاء لا غدر . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من كان بينه وبين قوم أجل فلا يحلن عقده حتى ينقضي أمدها " فرجع معاوية بالجيش . والروايات عن حفظ العهود - مهما تكن المصلحة القريبة في نقضها - متواترة مشهورة .

    ***********

    بل يبين أن الذي فتن بين الصحابة رضي الله عنهم هو عبد الله بن سبأ اليهودي

    يقول رحمه الله :

    ولقد وقف بنو إسرائيل في وجه الدين الجديد وقفة العداء والكيد والتضليل , وحاربوه بشتى الوسائل والطرق حربا شعواء لم تضع أوزارها حتى اليوم . حاربوه بالاتهام: (فلما جاءهم بالبينات قالوا:هذا سحر مبين) . . كما قال الذين لا يعرفون الكتب ولا يعرفون البشارة بالدين الجديد . وحاربوه بالدس والوقيعة داخل المعسكر الإسلامي , للإيقاع بين المهاجرين والأنصار في المدينة , وبين الأوس والخزرج من الأنصار . وحاربوه بالتآمر مع المنافقين تارة ومع المشركين تارة . وحاربوه بالانضمام إلى معسكرات المهاجمين كما وقع في غزوة الأحزاب . وحاربوه بالإشاعات الباطلة كما جرى في حديث الإفك على يد عبدالله بن أبي بن سلول , ثم ما جرى في فتنة عثمان على يد عدو الله عبدالله بن سبأ . وحاربوه بالأكاذيب والإسرائيليات التي دسوها في الحديث وفي السيرة وفي التفسير - حين عجزوا عن الوضع والكذب في القرآن الكريم .

    ويقول أيضا :

    إن الذي ألب الأحزاب على الدولة المسلمة الناشئة في المدينة ; وجمع بين اليهود من بني قريظة وغيرهم ; وبين قريش في مكة , وبين القبائل الأخرى في الجزيرة . . يهودي . .

    والذي ألب العوام , وجمع الشراذم , وأطلق الشائعات , في فتنة مقتل عثمان - رضي الله عنه - وما تلاها من النكبات . . يهودي . .

    والذي قاد حملة الوضع والكذب في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الروايات والسير . . يهودي . .

    ثم إن الذي كان وراء إثارة النعرات القومية في دولة الخلافة الأخيرة ; ووراء الانقلابات التي ابتدأت بعزل الشريعة عن الحكم واستبدال "الدستور" بها في عهد السلطان عبدالحميد , ثم انتهت بإلغاء الخلافة جملة على يدي "البطل" أتاتورك . . يهودي . .

    وسائر ما تلا ذلك من الحرب المعلنة على طلائع البعث الإسلامي في كل مكان على وجه الأرض وراءه يهود !

    ثم لقد كان وراء النزعة المادية الإلحادية . .

    يهودي . .

    ووراء النزعة الحيوانية الجنسية يهودي . .

    ووراء معظم النظريات الهدامة لكل المقدسات والضوابط يهود !


    يتبع

  9. #24
    التسجيل
    19-07-2005
    المشاركات
    55

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    تابع :
    وأما قولك :



    قول سيد قطب : (( إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجتنبه هو وبنيه إياها لا تتمثل فقط في تلك الصورة الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم أو التي كانت تزاول شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أحجار أو أشجار ... إن هذه الصورة الساذجة كلها لا تستغرق صورة الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصورة الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الصحيحة الحقيقية ما يعتور البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة ) [ الظلا ل : 4/2114 ].



    فنقول له هذا نص كلامه كاملا :

    إن الاعتقاد بالألوهية الواحدة قاعدة لمنهج حياة متكامل ; وليس مجرد عقيدة مستكنة في الضمائر . وحدود العقيدة أبعد كثيرا من مجرد الاعتقاد الساكن . .

    إن حدود العقيدة تتسع وتترامى حتى تتناول كل جانب من جوانب الحياة . .

    وقضية الحاكمية بكل فروعها في الإسلام هي قضية عقيدة . كما أن قضية الأخلاق بجملتها هي قضية عقيدة . فمن العقيدة ينبثق منهج الحياة الذي يشتمل الأخلاق والقيم ; كما يشتمل الأوضاع والشرائع سواء بسواء . .

    ونحن لا ندرك مرامي هذا القرآن قبل أن ندرك حدود العقيدة في هذا الدين , وقبل أن ندرك مدلولات:"شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" على هذا المستوى الواسع البعيد الآماد . وقبل أن نفهم مدلول:العبادة لله وحده ; ونحدده بأنه الدينونة لله وحده ; لا في لحظات الصلاة , ولكن في كل شأن من شؤون الحياة !

    إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم - عليه السلام - ربه أن يجنبه هو وبنيه إياها , لا تتمثل فقط في تلك الصورة الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم , أو التي كانت تزاولها شتى الوثنيات في صور شتى , مجسمة في أحجار أو أشجار , أو حيوان أو طير , أو نجم أو نار , أو أرواح أو أشباح . . .

    إن هذه الصور الساذجة كلها لا تستغرق كل صور الشرك بالله , ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله . والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصور الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها ; ويمنعنا من الرؤية الصحيحة لحقيقة ما يعتور البشرية من صور الشرك والجاهليةالجديدة !

    ولا بد من التعمق في إدراك طبيعة الشرك وعلاقة الأصنام بها ; كما أنه لا بد من التعمق في معنى الأصنام , وتمثل صورها المتجددة مع الجاهليات المستحدثة !

    إن الشرك بالله - المخالف لشهادة أن لا إله إلا الله - يتمثل في كل وضع وفي كل حالة لا تكون فيها الدينونة في كل شأن من شؤون الحياة خالصة لله وحده . ويكفي أن يدين العبد لله في جوانب من حياته , بينما هو يدين في جوانب أخرى لغير الله , حتى تتحقق صورة الشرك وحقيقته . .

    وتقديم الشعائر ليس إلا صورة واحدة من صور الدينونة الكثيرة . .

    والأمثلة الحاضرة في حياة البشر اليوم تعطينا المثال الواقعي للشرك في أعماق طبيعته . .

    إن العبد الذي يتوجه لله بالاعتقاد في ألوهيته وحده ; ثم يدين لله في الوضوء والطهارة والصلاة والصوم والحج وسائر الشعائر . بينما هو في الوقت ذاته يدين في حياته الاقتصادية و السياسية والاجتماعية لشرائع من عند غير الله . ويدين في قيمه وموازينه الاجتماعية لتصورات واصطلاحات من صنع غير الله . ويدين في أخلاقه وتقاليده وعاداته وأزيائه لأرباب من البشر تفرض عليه هذه الأخلاق والتقاليد والعادات والأزياء - مخالفة لشرع الله وأمره - إن هذا العبد يزاول الشرك في أخص حقيقته ; ويخالف عن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله في أخص حقيقتها . .

    وهذا ما يغفل عنه الناس اليوم فيزاولونه في ترخص وتميع , وهم لايحسبونه الشرك الذي كان يزاوله المشركون في كل زمان ومكان !

    والأصنام . .

    ليس من الضروري أن تتمثل في تلك الصور الأولية الساذجة . .

    فالأصنام ليست سوى شعارات للطاغوت , يتخفى وراءها لتعبيد الناس باسمها , وضمان دينونتهم له من خلالها . .

    إن الصنم لم يكن ينطق أو يسمع أو يبصر . .

    إنما كان السادن أو الكاهن أو الحاكم يقوم من ورائها ; يتمتم حولها بالتعاويذ والرقي . .

    ثم ينطق باسمها بما يريد هو أن ينطق لتعبيد الجماهير وتذليلها !

    فإذا رفعت في أي أرض وفي أي وقت شعارات ينطق باسمها الحكام والكهان , ويقررون باسمها ما لم يأذن به الله من الشرائع والقوانين والقيم والموازين والتصرفات والأعمال . . .

    فهذه هي الأصنام في طبيعتها وحقيقتها ووظيفتها !

    إذا رفعت "القومية " شعارا , أو رفع "الوطن" شعارا , أو رفع "الشعب" شعارا , أو رفعت "الطبقة " شعارا . . .

    ثم أريد الناس على عبادة هذه الشعارات من دون الله ; وعلى التضحية لها بالنفوس والأموال والأخلاق والأعراض . بحيث كلما تعارضت شريعة الله وقوانينه وتوجيهاته وتعليماته مع مطالب تلك الشعارات ومقتضياتها , نحيت شريعة الله وقوانينه وتوجيهاته وتعاليمه , ونفذت إرادة تلك الشعارات - أو بالتعبير الصحيح الدقيق:إرادة الطواغيت الواقفة وراء هذه الشعارات - كانت هذه هي عبادة الأصنام من دون الله . .

    فالصنم ليس من الضروري أن يتمثل في حجر أو خشبة ; ولقد يكون الصنم مذهبا أو شعارا !

    إن الإسلام لم يجيء لمجرد تحطيم الأصنام الحجرية والخشبية !

    ولم تبذل فيه تلك الجهود الموصولة , من موكب الرسل الموصول ; ولم تقدم من أجله تلك التضحيات الجسام وتلك العذابات والآلام , لمجرد تحطيم الأصنام من الأحجار والأخشاب !

    إنما جاء الإسلام ليقيم مفرق الطريق بين الدينونة لله وحده في كل أمر وفي كل شأن ; وبين الدينونة لغيره في كل هيئة وفي كل صورة . .

    ولا بد من تتبع الهيئات والصور في كل وضع وفي كل وقت لإدراك طبيعة الأنظمة والمناهج القائمة , وتقرير ما إذا كانت توحيدا أم شركا ? دينونة لله وحده أم دينونة لشتى الطواغيت والأرباب والأصنام !

    والذين يظنون أنفسهم في "دين الله" لأنهم يقولون بأفواههم "نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" , ويدينون لله فعلا في شؤون الطهارة والشعائر والزواج والطلاق والميراث . .

    بينما هم يدينون فيما وراء هذا الركن الضيق لغير الله ; ويخضعون لشرائع لم يأذن بها الله - وكثرتها مما يخالف مخالفة صريحة شريعة الله - ثم هم يبذلون أرواحهم وأموالهم وأعراضهم وأخلاقهم - أرادوا أم لم يريدوا - ليحققوا ما تتطلبه منهم الأصنام الجديدة . فإذا تعارض دين أو خلق أو عرض مع مطالب هذه الأصنام , نبذت أوامر الله فيها ونفذت مطالب هذه الأصنام . . .

    الذين يظنون أنفسهم "مسلمين" وفي "دين الله" وهذا حالهم . . عليهم أن يستفيقوا لما هم فيه من الشرك العظيم !!!

    إن دين الله ليس بهذا الهزال الذي يتصوره من يزعمون أنفسهم "مسلمين" في مشارق الأرض ومغاربها !

    إن دين الله منهج شامل لجزئيات الحياة اليومية وتفصيلاتها . والدينونة لله وحده في كل تفصيل وكل جزئية من جزئيات الحياة اليومية وتفصيلاتها - فضلا على أصولها وكلياتها - هي دين الله , وهي الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه .

    وإن الشرك بالله لا يتمثل فحسب في الاعتقاد بألوهية غيره معه ; ولكنه يتمثل ابتداء في تحكيم أرباب غيره معه . .

    وإن عبادة الأصنام لا تتمثل في إقامة أحجار وأخشاب ; بقدر ما تتمثل في إقامة شعارات لها كل ما لتلك الأصنام من نفوذ ومقتضيات !

    ولينظر الناس في كل بلد لمن المقام الأعلى في حياتهم ?

    ولمن الدينونة الكاملة ? ولمن الطاعة والاتباع والامتثال ? . .

    فإن كان هذا كله لله فهم في دين الله . وإن كان لغير الله - معه أو من دونه - فهم في دين الطواغيت والأصنام . .

    والعياذ بالله . . !

    هذا بلاغ للناس , ولينذروا به . وليعلموا أنما هو إله واحد , وليذكر أولو الألباب . .

    *************

    والله إنه لكلام حق فهو يدافع عن عقيدة التوحيد بأجلى بيان وأقوى حجة

    فإذا كان هذا يعتبر ذما له

    فأنعم به من ذم

    ********************
    يتبع :

  10. #25
    التسجيل
    19-07-2005
    المشاركات
    55

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    تابع
    وأما قولك :

    ` الطعن في الأنبياء : .

    قول سيد قطب في كتاب : ( التصوير الفني في القرآن ) ص : 162 – 163 :



    (( لنأخذ موسى ؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج !! )) .



    وقال آخر قولا مثل هذا فقال :

    فقال سيد عن نبي الله موسى لنأخذ موسى أنه نموذج لزعيم المندفع العصبي المزاج ) وقال سيد بعد ذكره لقوله تعالى ( ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه ) قال سيد : وهنا يبدو التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي وسرعان ماتذهب هذه الدفعة العصبية فيثوب الى نفسه شأن العصبييين ) من كتابه التصوير الفني

    **************

    والجواب عن هذه الشبهة واضح

    حيث إن هذا كان في كتابه التصوير الفني في القرآن الكريم واللاحق ينسخ السابق بالإجماع

    وإليك ما قاله في تفسير هذه الآية في الظلال :

    قال رحمه الله :

    ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها , فوجد فيها رجلين يقتتلان:هذا من شيعته وهذا من عدوه ; فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ; فوكزه موسى فقضى عليه . قال:هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين . قال:رب إني ظلمت نفسي , فاغفرلي , فغفر له , إنه هو الغفور الرحيم . قال:رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين . .

    ودخل المدينة . .

    والمفهوم أنها العاصمة وقتئذ . .

    فمن أي مكان جاء فدخلها ?

    وهل كان من القصر في عين شمس ?

    أم إنه كان قد اعتزل القصر والعاصمة , ثم دخل إليها على حين غفلة من أهلها , في وقت الظهيرة مثلا حين تغفو العيون ?

    لقد دخل المدينة على كل حال (فوجد فيها رجلين يقتتلان . هذا من شيعته وهذا من عدوه . فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه) . .

    وقد كان أحدهما قبطيا - يقال إنه من حاشية فرعون , ويقال إنه طباخ القصر . والآخر إسرائيلي . وكانا يقتتلان . فاستغاث الإسرائيلي بموسى مستنجدا به على عدوهما القبطي . فكيف وقع هذا ? كيف استغاث الإسرائيلي بموسى ربيب فرعون على رجل من رجال فرعون ?

    إن هذا لا يقع إذا كان موسى لا يزال في القصر , متبنى , أو من الحاشية . إنما يقع إذا كان الإسرائيلي على ثقة من أن موسى لم يعد متصلا بالقصر , وأنه قد عرف أنه من بني إسرائيل . وأنه ناقم على الملك والحاشية , منتصر لقومه المضطهدين . وهذا هو الأنسب لمن في مقام موسى - عليه السلام - فإنه بعيد الاحتمال أن تطيق نفسه البقاء في مستنقع الشر والفساد . .

    (فوكزه موسى فقضى عليه) . .

    والوكز الضرب بجمع اليد . والمفهوم من التعبير أنها وكزة واحدة كان فيها حتف القبطي . مما يشي بقوة موسى وفتوته , ويصور كذلك انفعاله وغضبه ; ويعبر عما كان يخالجه من الضيق بفرعون ومن يتصل به .

    ولكن يبدو من السياق أنه لم يكن يقصد قتل القبطي , ولم يعمد إلى القضاء عليه . فما كاد يراه جثة هامدة بين يديه حتى استرجع وندم على فعلته , وعزاها إلى الشيطان وغوايته ; فقد كانت من الغضب , والغضب شيطان , أو نفخ من الشيطان:

    (قال:هذا من عمل الشيطان . إنه عدو مضل مبين) . .

    ثم استطرد في فزع مما دفعه إليه الغضب , يعترف بظلمه لنفسه أن حملها هذا الوزر , ويتوجه إلى ربه , طالبا مغفرته وعفوه:

    (قال:رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) . .

    واستجاب الله إلى ضراعته , وحساسيته , واستغفاره:

    (فغفر له . إنه هو الغفور الرحيم) . .

    وكأنما أحس موسى بقلبه المرهف وحسه المتوفز في حرارة توجهه إلى ربه , أن ربه غفر له . والقلب المؤمن يحس بالاتصال والاستجابة للدعاء , فور الدعاء , حين يصل إرهافه وحساسيته إلى ذلك المستوى ; وحين تصل حرارة توجهه إلى هذا الحد . . وارتعش وجدان موسى - عليه السلام - وهو يستشعر الاستجابة من ربه , فإذا هو يقطع على نفسه عهدا , يعده من الوفاء بشكر النعمة التي أنعمها عليه ربه:

    (قال:رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) . .

    فهو عهد مطلق ألا يقف في صف المجرمين ظهيرا ومعينا . وهو براءة من الجريمة وأهلها في كل صورة من صورها . حتى ولو كانت اندفاعا تحت تأثير الغيظ , ومرارة الظلم والبغي . ذلك بحق نعمة الله عليه في قبول دعائه ; ثم نعمته في القوة والحكمة والعلم التي آتاه الله من قبل . وهذه الإرتعاشة العنيفة , وقبلها الإندفاع العنيف , تصور لنا شخصية موسى - عليه السلام - شخصية انفعالية , حارة الوجدان , قوية الاندفاع . وسنلتقي بهذه السمة البارزة في هذه الشخصية في مواضع أخرى كثيرة .

    ****************

    والفرق بين الكلامين واضح لا يحتاج إلى تفصيل

    ****************


    يتبع

  11. #26
    التسجيل
    19-07-2005
    المشاركات
    55

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    تابع :
    وأما قولك :

    وحدة الوجــــــــــــــــــــود



    قول سيد قطب عند قوله تعالى (قل هو الله أحد ) : (( لا شيء غير معه، وأن ليس كمثله شيء، إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية ـ إلى أن قال ـ فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي، ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعلية الإرادة الإلهية ...‎).



    ثم قال ( ... ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها، وهذه الدرجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه، ووراء ها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله، لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله )) . وقال في تفسيره عنده قوله تعالى ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ) قال (... ويتلفت القلب البشري فلا يجد كينونة لشيء إلا الله ) ثم قال: ( فهذا الوجود هو الوجود الحقيقي الذي يستمد فيها كل شيء حقيقته، وليس وراءها حقيقة ذاتيه ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود ) ثم قال: ( ... ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال إنه يرى الله في كل شيء في الوجود، وبعضهم قال:ـ إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه يرى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود ... وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال، إلا أن ما يؤخذ عليهم ـ على وجه الإجمال ـ هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور. والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها ...)



    [ الظلال : أنظر مواضعها بحسب السور ].

    *****************

    يقول الشهيد عبد الله عزام رحمه الله في كتابه النفيس عملاق الفكر الإسلامي (سيد قطب )

    سيد قطب والقول بوحدة الوجود

    اطلعت في مجلة المجتمع العدد (025) المؤرخ (11) جمادي الأولى سنة (1041هـ) على مقابلة مع الشيخ الألباني يقول فيها:

    (إن قول سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص وأول سورة الحديد (هو عين القائلين بوحدة الوجود.. كل ما تراه بعينك فهو الله ، وهذه المخلوقات التي يسميها أهل الظاهر مخلوقات ليست شيئا غير الله.. وعلى هذا تأتي بعض الروايات التي تفصل هذه الضلالات الكبرى بما يرى من بعض الصوفيين القدماء من كان يقول (سبحاني ما أعظم شأني) والآخر الذي يقول (ما في الجبة إلا الله)... هذا الكلام كله في هذين الموطنين من التفسير)(1). 1- انتهى كلام الشيخ الألباني.



    ولقد هزني من أعماقي أن تنشر المجتمع على صفحاتها هذا الكلام لقرائها في العالم ، والمجتمع بالهيئة المشرفة عليها تدرك أن قراءها هم تلاميذ الأستاذ سيد قطب.

    ولقد حز في النفوس أن ينسب هذا الكلام (القول بوحدة الوجود) إلى الأستاذ سيد الذي جلى حقيقة التوحيد من كل غبش ، بل ركز معظم كتاباته على شرح معنى (لا إله الآ الله) ونقل المعنى النظري للتوحيد إلى واقع حي متمثل في سلوك وحركات ، ودماء وتضحيات ، ولقد كانت حياته المليئة بصور الإعتزاز بالله ، والتوكل عليه والإلتجاء إليه خير شاهد على أن توحيد الربوبية (التوحيد العملي والنظري في القلب والنفس) (توحيد المعرفة والإثبات) قد جمع معه توحيد الألوهية (التوحيد العملي بالفعل) في واقع الحياة مشاعر وشعائر وكلمات ومواقف ، حتى غدا المؤمن بهذا التوحيد كالشم الرواسي لا يزعزعه قوى الأرض ، ولا يهزه جبروت الطغيان.



    وحسبك منه تلك الكلمات التي كانت تنبثق من أعماقه معبرة عن استقرار التوحيد في طياته ، (تسمعه وهم يعرضون عليه الوزارة وهو رهين القيود يقول: (إن إصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة لترفض أن تكتب حرفا تقر به حكم طاغية).



    وتصغي إليه وهم يحاولونه أن يسترحم فيقوللماذا أسترحم? إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضى حكم الحق وإن كنت محكوما بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل).



    ولقد حدثت شقيقته حميدة أمامي فقالت: يوم الأحد (82) أغسطس (6691م) جاء قرار الإعدام موقعا من رئيس الجمهورية -عبدالناصر- ولكنهم كما يبدو أوعزوا إلى مدير السجن الحربي حمزة البسيوني أن يحاوله الإعتذار حتى آخر لحظة.



    قالت حميدة: دعاني حمزة البسيوني وأطلعني على مصادقة عبد الناصر على قرار الإعدام فارتعشت أوصالي ، لأني كنت احب سيدا حبا يملك علي نفسي ، ثم قال حمزة: أمامنا فرصة أخيرة لإنقاذ هذا العلامة لأن إعدامه خسارة كبرى للعالم الإسلامي ، فإذا اعتذر فإننا نخفف حكم الإعدام إلى السجن ثم يخرج بعفو صحي بعد ستة أشهر ، فبادري إليه لعله يعتذر.



    قالت حميدة: فدخلت عليه وقلت له: إنهم يقولون: إن حكم الإعدام سيوقف فيما إذا اعتذرت.



    قال سيد: (عن أي شيء أعتذر? عن العمل مع الله ، والله لو عملت مع غير الله لاعتذرت ، ولكنني لن أعتذر عن العمل مع الله ، ثم قال: إطمئني يا حميدة ، ان كان العمر قد انتهى سينفذ حكم الإعدام ، وإن لم يكن العمر قد انتهى فلن ينفذ حكم الإعدام ولن يغني الإعتذار شيئا في تقديم الأجل أو تأخيره).



    يا لله! حبل المشنقة يلوح أمام ناظريه ، ولا تهتز أوصاله ، ولا يضطرب موقفه ، ولا يتراجع عن كلمته ، إنها القمة السامقة التي أحله فيها التوحيد ، إنها الطمأنينة التي سكبها الإيمان بالله في أعماقه وهو كما يقول في مقدمة (في ظلال القرآن) ص(31) دار الشروق:

    ومن ثم عشت في ظلال القرآن هادئ النفس ، مطمئن السريرة ، قرير الضمير ، عشت أرى يد الله في كل حادث ، وفي كل أمر ، عشت في كنف الله وفي رعايته ، عشت أستشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها..) (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).



    (أي طمأنينة ينشئها هذا التصور? وأي سكينة يفيضها على القلب? وأي ثقة في الحق والخير والصلاح أو أي استعلاء على الواقع الصغير يسكبها في الضمير(1)? 1- ص(41) مقدمة الظلال.



    والكلام في هذا الموضوع يطول ، وليس هذا مكان الاسترسال في بيان أثر التوحيد في حياة هذا العملاق الكبير ، وما تركته كتاباته عن التوحيد من أثر في نفوس الجيل العائد إلى الله ، في جميع أنحاء الأرض.



    ليس بدعا من القول أن نشير إلى أن سيد قطب أكثر من أثر في الأجيال بعد النصف الثاني من القرن العشرين ، ولا نعرف إنسانا ترك بصماته واضحة عميقة في نفوس الشباب أكثر منه ، ولا أظنني مغاليا إن قلت ما من مجموعة مسلمة أثرت في مجتمعاتها إلا وكان لسيد قطب أثر في نفوسها قليلا كان التأثير أم عميقا .



    إن محاولة النيل من سيد قطب عبث ، وإن النزول معه في معركة سذاجة تبوء على صاحبها بالخيبة والخسران بعد أن بلغ الرجل كلمته ، وحمى كلماته بدمه وسار إلى ربه رافع الرأس ، قرير العين ، شامخ الأنف ، عزيزا ، أنا لا أنكر أن بعض محاولات النقد منبعثة من قلوب مخلصة ، ومحبة لإظهار الحق ، لأن الحق لا يعلو عليه أحد ، وإنما يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.



    نحن لا ننزه سيدا من الخطأ ، وحاشا لله أن ندعى له العصمة ، إذ ما من إنسان إلا ويؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر ص ، كما كان يردد إمام المدينة وعالمها مالك.



    ونحن قد نجد في الظلال وغيره بعض الألفاظ التي قد تحتاج إلى دقة أكثر لتتفق مع المصطلحات الشرعية في العقيدة الإسلامية ، وهذا لا بد أن يكون مادام بشرا يخطئ ويصيب.



    أما: أن يصل بنا الأمر أن ننسب إليه تلك العقيدة الفاسدة الضالة وهي: القول بوحدة الوجود.



    هذه القولة التي تكاد تخر لها الجبال هدا ، سبحانك يا رب هذا بهتان عظيم ، إن وحدة الوجود تعني أن الخالق والمخلوق شيء واحد ، وأن الأثر هو المؤثر وأن الصانع قد ظهر في المصنوع لا انفصال ولا تباين.



    إن وحدة الوجود تعني أن الحجر هو الله ، وأن الصحن هو الله ، وأن الحيوانات هي الله ، فلم يعد هنالك فرق بين من عبد الحجر والصنم والشمس وبين من يعبد الله ، لأنها كلها صور لشيء واحد هو الذات الإلهية (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ) ، هل يصدق عاقل أن سيد قطب كان يعتقد أن عبد الناصر هو الله ، وأن حمزة البسيوني وشرطته هم صور الله ، وأن صفوت الروبي الجلاد هو الله وأن لا فرق بين من يعبد ابن غوريون ودايان ، وبين من يعبد الرحمن ، هل يصدق ذو لب أن سيد قطب كان يعتقد أن السجن الحربي هو الله ، أو يدخل في عقل عاقل أن سيد قطب كان يظن أن الشجر والحجر والقرد ، و الخنزيز والكلب صور لله عزوجل -سبحانك يا رب! إنها لإحدى الكبرـ.



    والآن لا بد أن نقف على بعض الأقوال لمن قالوا بوحدة الوجود ، وقبل أن أدخل معك لأطلعك على أقوالهم ، أحب أن أبين أن سيد قطب قد هاجم القول بوحدة الوجود بالنص.



    يقول رحمه الله في تفسير قوله تعالى:



    (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ، بل له مافي السموات والأرض كل له قانتون ، بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) (البقرة: 711)



    يقول في تفسيرها ص(601) ح(1) دار الشروق:

    والنظرية الإسلامية أن الخلق غير الخالق ، وأن الخالق ليس كمثله شيء.. ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة: وحدة الوجود -على ما يفهمه غير المسلم من هذا الإصطلاح- أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق ، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده ، أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس.

    والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى أخر: (وحدة صدروه عن الإراد ة الواحدة الخالقة ، ووحدة ناموسه الذي يسير به...)

    والآن لنرجع إلى أقوال الذي قالوا بوحدة الوجود ، هؤلاء قوم كانوا يرون أن المصنوعات كلها صور للصانع حتى بلغ الأمر ببعضهم أن لايبصق على الارض ولا يستنجي بالحجارة لأنها في نظره صور لله -عزوجل- وتعالى عما يقولون علوا كبيرا (1). 1- أنظر قاسم غني ص(65) تاريخ التصوف في الإسلام.



    يقول أبو يزيد البسطامي سنة (162هـ): (خرجت من الله إلى الله ، حتى صاح مني في يا من أنا أنت) (سبحاني ما أعظم شأني) (1). 1- أنظر كتاب الوكيل: هذه هي الصوفية ص(46) عن تذكرة الأولياء ص(061).



    وتحدث البسطامي عن حوار بينه وبين الله تعالى فقال: ورفعني فأقامني بين يديه وقال لي: يا أبا يزيد: إن خلقي يحبون أن يروك فقلت: ربني بوحدانيتك ، وألبسني أنانيتك ، وأرفعني إلى أحديتك ، حتى إذا رآني خلقك قالوا: رأيناك لتكون أنت ذاك ، ولا أكون أنا هناك)(1). 1- هذه هي الصوفية للوكيل ص(211) نقلا عن اللمع للسطوسي ص(383).



    وقال الحسين بن منصور الحلاج سنة (903 هـ):



    مزجت روحك في روحي كما تمزج الخــمرة بالمـــــاء الــــزلال



    فـإذا مسـك شــيء م سـني فــإذا أنـت أنـا فـي كـل حــال(1)



    وقال الحلاج(2):



    أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا



    فإذا أبصرتني أبصرتـــــه وإذا أبصـــرته أبصـــرتنـا



    1- هذه هي الصوفية للوكيل ص(94) نقلا عن الطوسين للحلاج ص(031ـ231).



    2- الصلة بين التصوف والتشيع (كامل الشيبي) ص(85).



    هذا كلام البسطامي والحلاج في وحدة الوجود ، والقول ظاهر لامجال فيه لتأويل متأول ، ولا لتفسير مفسر ، أن الخالق هو المخلوق ولم يعد هنالك انفصال ولا تمايز و لا تباين ، بل الصور هي الله ، والأشياء هي الله. فعبادة الأشياء هي عبادة لله.



    أين هذا الكلام من عقيدة سيد قطب التي يصرح فيها مئات المرات في ظلال القرآن بالفرق بين الخالق والمخلوق ، والتباين بين مقام الإلوهية ومقام العبودية ، والآن تعال معي نقتبس بعض عباراته.



    يقول في خصائص التصور الإسلامي(1): 1- خصائص التصور ص(803) ط(1)/الإتحاد الإسلامي العالمي.

    (يقوم التصور الإسلامي على أساس أن هناك الوهية وعبودية... ألوهية يتفرد بها الله سبحانه ، وعبودية يشترك فيها كل من عداه وقل مـــــا عــــداه..

    وكما يتفرد الله -سبحانه- بالألوهية ، كذلك يتفرد تبعا لهذا بكل خصائص الألوهية ، وكما يشترك كل حي وكل شيء بعد ذلك في العبودية ، كذلك يتجرد كل حي وكل شيء من خصائص الأولوهية.. فهناك إذن وجودان متميزان. وجود الله ، ووجود ما عداه من عبيد الله ، والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق وإلاله بالعبيد).

    أرأيت إذن:

    إن عبارة نصه تقول: فهناك إذن وجودان متميزان ، وجود الله ، ووجود ما عداه من عبيد الله ، والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق والإله بالعبد.



    هل بقي قول لقائل أن يدعي بأن سيد قطب يخلط بين الله وبين عبيده وأن الله قد تجلى في صور مخلوقاته ، وأن الخالق والمخلوق شيء واحد لا فرق بينها ولا تمايز.



    يتبع :

  12. #27
    التسجيل
    19-07-2005
    المشاركات
    55

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    تابع :
    ويقول سيد -رحمة الله عليه- في تفسير آية الإسراء: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)(1). 1- أنظر في ظلال القرآن ط/دار الشروق (1122).



    (وتذكر صفة العبودية (أسرى بعبده) لتقريرها وتوكيدها في مقام الإسراء والعروج إلى الدرجات التي لم يبلغها بشر - وذلك كي لا ننسى هذه الصفة -ولا يلتبس مقام العبودية- بمقام الألوهية كما التبسا في العقائد المسيحية بعد عيسى عليه السلام ، بسبب مالابس مولده ووفاته - وبسبب الآيات التي أعطيت له فاتخذها بعضهم سببا للخلط بين مقام العبودية ومقام الأولوهية.. وبذلك تبقى للعقيدة الاسلامية بساطتها ونصاعتها وتنزيهها للذات الإلهية عن كل شبهة من شرك أو مشابهة ، من قريب أو من بعيد) ويقول رحمه الله عند آية:



    (لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا ، فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ، وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ، ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ) (النساء: 271)



    لقد عني الإسلام عناية بالغة بتقرير حقيقة وحدانية الله سبحانه ، وحدانية لا تتلبس بشبهة شرك أو مشابهة في صورة من الصور ، وعني بتقرير أن الله سبحانه ليس كمثله شيء ، فلا يشترك معه شيء في ماهية ولا صفة ولا خاصية.



    كما عني بتقرير حقيقة الصلة بين الله سبحانه وكل شيء (بما في ذلك كل حي) وهي أنه صلة ألوهية وعبودية ، ألوهية الله وعبودية كل شيء.. والمتتبع للقرآن كله يجد العناية ، فيه بالغة بتقرير هذه الحقائق -أو هذه الحقيقة الواحدة بجوانبها هذه- بحيث لا تدع في النفس ظلا من شك أو شبهة أو غموض.



    ولقد عني الإسلام كذلك بأن يقرر أن هذه هي الحقيقة التي جاء بها الرسل أجمعون. تقررها في سيرة كل رسول ، وفي دعوة كل رسول ، وجعلها محور الرسالة من عهد نوح عليه السلام إلى عهد محمد خاتم النبيين -عليه الصلاة والسلام- تتكرر الدعوة بها على لسان كل رسول: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).



    وكان من العجيب أن أتباع الديانات السماوية -وهي حاسمة وصارمة في تقرير هذه الحقيقة- يكون منهم من يحرف هذه الحقيقة وينسب لله -سبحانه- البنين والبنات -أو ينسب لله سبحانه- الامتزاج مع أحد من خلقه في صور الأقانيم ، اقتباسا من الوثنيات التي عاشت في الجاهليات!



    ألوهية وعبودية... ولا شيء غير هذه الحقيقة ، ولا قاعدة إلا هذه القاعدة ولا صلة إلا صلة الألوهية بالعبودية وصلة العبودية بالألوهية ولا تستقيم تصورات الناس -كما لا يستقيم حياتهم- إلا بتمحيص هذه الحقيقة من كل غبش ، ومن كل شبهة ، ومن كل ظل.



    أجل لا تستقيم تصورات الناس ولا تستقر مشاعرهم إلا حين يستيقنون حقيقة الصلة بينهم وبين ربهم.



    هو إله لهم وهم عبيده ، هو خالق لهم وهم مخاليق.. هو مالك لهم وهم مماليك.. وهم كلهم سواء في هذه الصلة لا بنوة لأحد. ولا امتزاج بأحد.. ومن ثم لا قربى لأحد الا بشئ يملكه كل أحد ويوجه إرادته إليه فيبلغه (التقوى والعمل الصالح).. وهذا في مستطاع كل أحد أن يحاوله ، فإما البنوة وإما الإمتزاج مالي بهما لكل أحد?!



    إن المسيح عيسى بن مريم لن يتعالى عن أن يكون عبدا لله ، لأنه -عليه السلام- وهو نبي الله ورسوله خير من يعرف حقيقة الألوهية وحقيقة العبوديه ، وإنهما ماهيتان مختلفتان لا تمتزجان. وهو خير من يعرف أنه م ن خلق الله فلايكون خلق الله كالله أو بعضا من الله(1). 1- أنظر تفسير الآية (لن يستنكف المسيح...) (النساء: 271) في طبعة دار الشروق (في ظلال القرآن) المجلد (2) ص (818ـ028).



    والآن دعنا نرجع إلى بعض أقوال القائلين بوحدة الوجود ، الذين خرجوا من دين الله بأقوالهم هذه. إذ أن عباراتهم واضحة جلية في الكفر الصراح البواح ، وبمنطوقهم الصريح لا لبس فيه أنهم يعتبرون الخلق هم عين الخالق ، والأشياء هي حقيقة الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .



    يقول ابن الفارض سنة (236) في قصيدته التائية وهو يصف الله ويتكلم عنه كأنه يتكلم عن معشوقته ويتغزل بحبيبته.



    لها صلواتي بالمقــــــــــــــام أقيمــــــها وأشهد فيها أنها لي صــــلــــ- ت



    كلانا مصل واحد ساجـــــــــــد إلى حقيقته بالجمع في كل ســــــجدة



    وما كان لي صلى سواي ولم تكن صلاتي لغيري في إدا كل ركعة



    إنه ينطق بعبارة صريحة أنه يصلي لله والله يصلي له فكلاهما مصل واحد وساجد واحد ، فأبن الفارض صلى لنفسه ولم تكن صلاته لغيره فهو وربه حقيقة واحدة ، وشئ واحد تعالى الله عما يقول الفارض.



    ويقول ابن عربي (836 هـ): (فوجودنا وجوده ، ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا ، وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه : من يحمدني وأحمده ويعبدني واعبده(1). 1- هذه هي الصوفية للوكيل ص(34) نقلا عن فصوص الحكم لابن عربي (1/38).



    ويقول(1):

    1- هذه هي الصوفية للوكيل ص(471) نقلا عن الفتوحات المكية لابن عربي الباب (921).

    العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف



    ويقول(1).

    1- مدارج السالكين (1/06).

    لا تراقب فليس في الكون إلا واحد لعين فهو عين الوجود

    ويسمــى فـــي حالــــــــة بالـــــــه ويسمـــى فـــي حالة بالعبـــــــيد



    وأما جلال الدين الرومي سنة (276) فهو يقول(1): 1- قاسم غني ص(351). (يا من تبحثون عن الله ، إنما أنتم الله ، ليس الله خارجا عنكم ، هو أنتم أنتم ، اعتكفوا في الدار ، ولا تدوروا هنا وهناك لأنكم أنتم الدار ، وأنتم رب الدار أنتم الذات وأنتم الصفات فالذي لم يلد ولم يولد هو منكم أنتم الأطهار والقيومون المنزهون البعيدون عن التغيير).



    ويقول صدر الدين القونوي سنة (376):

    (فالإنسان هو الحق وهو الذات ، وهو الصفات ، وهو العرش وهو الكرسي... وهو الموجود وما حواه... وهو الحق وهو الخلق ، وهوالقديم وهو الحادث)(1). 1- هذه هي الصوفية للوكيل).



    هذه عبارات القائلين بوحدة الوجود ، هي واضحة صريحة بمنطوقها ونصها أن الخالق هو المخلوق ، وأن الإنسان هو الله. -سبحان الله عما يشركون 0



    أهذه العبارات تشبه عبارة سيد قطب التي حملوها فوق ما تحتمل ، وفسروها تفسيرا يفضي إلى الكفر كما يقول الألباني:؛نحن لا نحابي في دين الله أحدا ... نقول هذا الكلام كفر).



    يقول الأستاذ سيد في تفسير آية الحديد: (هو الأول والأخر والظاهر والباطن) هذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شيء وجوده ، وهذه هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شيء حقيقته ، وليس وراءها حقيقة ذاتية ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود.



    إذن فهما وجودان: وجود الله ، ووجود الأشياء الذي استمد وجوده من الله ، وهما حقيقتان: حقيقة الله ، وحقيقة الأشياء.



    (وهما وجودان متمايزان كما يقول في خصائص التصور(1): 1- خصائص التصور الإسلامي ص(803) ط/ الإتحاد الإسلامي العالمي. (ووجود ماعداه من عبيد الله والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق والإله بالعبيد).



    وما كان لكاتب المعالم والظلال ، وخصائص التصور ومقوماته إلا أن تكون عقيدته صافية بهذا الشكل ، فهو يقول في تفسير آية:

    (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق...) (النساء: 171)

    (والله سبحانه تعالى عن الشركة ، وتعالى عن المشابهة ، ومقتضى كونه خالقا يستتبع -بذاته- أن يكون غير الخلق ، وما يملك ادراك أن يتصور إلا هذا التغاير بين الخالق والمخلوق ، والمالك والملك)(1). 1- في ظلال القرآن ص(618) المجلد (2).

    أرأيت هذه العبارة الأخيرة لعملاق الفكر الإسلامي: (وما يملك إدراك أن يتصور إلا هذا التغاير بين الخالق والمخلوق).



    أي: لا يمكن لعاقل في رأسه ذرة من تفكير أو بقية من لب أن يتصور أن الشيء وخالقة واحد ، ولا يمكن الإنسان سوى أن يمر بذهنه أو قلبه لحظة أن الحجر والشجر هو ذات الله -عز وجل- بل لقد كان المشركون الذي يعبدون الأصنام يقولون: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى).



    وكانوا يقولون: (لبيك اللهم لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك).



    ثم يقول الأستاذ رحمه الله في سورة الحديد:

    (ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى ، وهاموا بها وفيها ، وسلكوا إليها مسالك شتى ، بعضهم قال: أنه يرى الله في كل شيء في الوجود وبعضهم قال: أنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود ، وبعضهم قال : انه رأى الله فلم ير شيئا غيره في الوجود وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال(1). 1- سورة الحديد في ظلال القرآن (6/0843) ط/الشروق.



    إن ذكر كلمة المتصوفة في هذا المجال هو الذي جعل المنتقدين بهذه العبارات ينتفضون ، والمتصوفة يقولون بوحدة الوجود ، إذا فسيد قطب يقول بوحدة الوجود!!.



    هذه عبارات أدبية خرجت مع قلم سيد قطب السيال بهذا النص ، هو يريد أن يوضح القضية الكبرى التي تجعل الإنسان يعبر على مسيرة الحياة بالمبادئ الربانية والشريعة الإلهية. هذه القضية أن الله عزوجل هو الفعال لما يريد ، وكل فعل ممن عداه لا يستحق أن ينظر إليه ، لأنه صغير ، حقير ، وهو بجانب قدرة الله وفعله لا يساوي شيئا ، بل كأنه غير موجود.



    وكما يقول في مقدمة (في ظلال القرآن): (ومن ثم عشت في ظلال القرآن ، هادئ النفس ، مطمئن السريرة ، قرير الضمير ، عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر)(1). 1- مقدمة الظلال ص(31).



    ويقول في تفسير (قل هو الله أحد):

    (ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله) ، نستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها ، وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه ، ووراء ها الدرجة التي لا يرى فيها شيئا في الكون إلا الله ، لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله)(1). 1- في ظلال القرآن (6/3004) ط/دار الشروق.



    العبارات أدبية بأسلوب رائع رصين وفيها خفاء في المعنى وبعض الإبهام وهي تتضمن في ذاتها (الفرق بين الخالق والمخلوق) فهو يقول: مستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها إذن فهما وجودان: وجود الله ، ووجود كل شيء آخر انبثق من إرادة الله.



    هذه واحدة ، والشيء الآخر أن المسألة والقضية هي: مجرد مشاعر ورؤية قلبية فالعبارات تقول: وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه ، وأما إذا أردنا الوقوف على ظاهر الألفاظ فهل يرى القلب يد الله?(1).

    1- قال ابن القيم في مدارج السالكين (1/451): (الفناء: هذا الإسم يطلق على ثلاث معان:



    أ- الفناء عن وجود السوى (غير الله): فهذا فناء الملاحدة القائلين بوحدة الوجود.



    ب- الفناء عن شهود السوى: فهو الفناء الذي يشير إليه أكثر الصوفية المتأخرين وهو الذي بنى عليه أبو إسماعيل الأنصاري كتابه ، وليس مرادهم فناء وجود ما سوى الله في الخارج بل فناؤه عن شهودهم وحسهم ، فحقيقته: غيبة أحدهم عن سوى مشهوده (الله).



    ج- الفناء عن إرادة السوى: وهو فناء خواص الأولياء وائمة المقربين ، فيغنى بمراد محبوبه منه عن مراده هو من محبوبه.



    ولابن القيم كلام قريب من هذا أن الأمر الذي يريد سيد قطب إقراره في القلب هو: إرجاع الأمر كله إلى الله (قل إن الأمر كله لله) ويريد أن يوهن أمر الأسباب حتى لا يعلق بها القلب البشري ، فهي صغيرة ، ضئيلة لا قيمة لها ولا وزن بجانب الإرادة الفعالة - إرادة الله - (فعال لما يريد) ، فوجود هذه الأشياء والأسباب والقوى التي تستعلي في الأرض صغير صغير أمام الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء) ، إن سيد رأى تخاذل الناس أمام قوى الطغيان التي تستعبد الناس في الأرض فأراد أن يغرس في النفوس أن هؤلاء بقواهم وعددهم لا ينظر إليهم إذا نظرنا إلى وجود الله وقوة الله فكأنهم غير موجود ، لأن القلب المرتبط بالله ينظر إلى القوة الحقيقية ، ينظر إلى جبار السموات والأرض إلى الذي يمسك السموات أن تزولا ، فما هذا الغثاء وما بال هذا الزبد يطفو وينتفش ويستعلي على عباد الله ، وهو في حقيقته كأنه غير موجود.



    ويصرح سيد بهذا المعنى الذي يريد إقراره في النفوس في تفسير سورة الإخلاص ، (كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب ، ورد كل شيء وكل حدث ، وكل حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت ، وبه تأثرت.. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني ، ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائما ويصل الأمور مباشرة بمشيئة الله (وما رميت إذا رميت ولكن الله رمى) (وما النصر إلامن عندالله« ؛وما تشاءون إلا أن يشاء الله) هذه هي مدارج الطريق التي حاد لها المتصوفة فجذبتهم إلى بعيد(1). 1- تفسير سورة الإخلاص ، في ظلال القرآن (6/303).



    وما أجمل ما أضاف سيد هنا وهو ينتقد الصوفية عبارة فجذبتهم إلى بعيد بالقول بوحدة الوجود) ثم يضيف عبارته التي أوردها في سورة البقرة في تفسير (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه).

    (والنظرية الإسلامية: أن الخلق غير الخالق ، وأن الخالق ليس كمثله شيء... ومن هنا تنتفي من التصور فكرة وحدة الوجود....أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة ، أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق ، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده ، أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس)(1). 1- في ظلال القرآن مجلد (1 /601) ط/دار الشروق.



    وما أجملها من عبارة له -رحمه الله- يقول فيها: (وعقيدة أن لله -سبحانه- ولدا عقيدة ساذجة ، منشؤها قصور في التصور يعجز عن إدراك الفارق الهائل بين الطبيعة الإلهية الأزلية الباقية والطبيعة البشرية المخلوقة الفانية ، والقصور كذلك عن إدراك حكمة السنة التي جرت بتوالد أبناء الفناء ، وهي التكملة الطبيعة لما فيها من نقص وقصور لايكونان لله)(1). 1- في ظلال القرآن مجلد (3/5081) ط/دار الشروق.



    ويقول: (الحقيقة الإعتقادية التي تنشأ في النفس من تقرير حقيقة الوحدانية.. حقيقة أن الوهية الخالق تتبعها عبودية الخلائق.. وأن هناك فقط ألوهية وعبودية ، ألوهية واحدة وعبودية كل شيء ، وكل أحد في هذا الوجود)(1). 1- في ظلال القرآن مجلد (2/818) ط/دار الشروق.



    هذه عبارة سيد قطب: يهاجم فيها بالنص (القول بوحدة الوجود) ويصرح فيها باللفظ مئات المرات ، أن مقام الإلوهية غير مقام العبودية (وأن الخالق غير الخلق... فهناك إذن وجودان متمايزان.. وجود الله ووجود ما عداه من عبيد الله).



    فهل هذه تلتبس وتشبه عبارات القائلين بوحدة الوجود مثل ابن عربي ويسمى في حالة باله ويسمى في حالة العبيد(1). 2- الفتوحات المكية لابن عربي الباب (921).



    أو تشبه عبارات سيد عبارة جلال الدين الرومي!!

    (يا من تبحثون عن الله ، إنما أنتم الله ، ليس الله خارجا عنكم.. هو انتم أنتم)(1) ، 1- قاسم غني في كتابة تاريخ التصوف في الإسلام ص (351).

    (أو هناك تماثل بين عبارات سيد الناصعة وبين قول فريد الدين العطار (اندمج أنت فيه فهذا هو الحلول.. فادخل الوحدة واجتنب الإثنية)(1) ، 1- قاسم غني في كتابة تاريخ التصوف في الإ سلام ص (571).

    أو هناك تقارب بين النصوص التي كتبها سيد وبين قول عبد الكريم الجبلي (إن الحق تعالى من حيث ذاته يقتض إلا يظهر في شيء إلا ويعبد ذلك الشيء ، وقد ظهر في ذرات الوجود)(1). 1- كتاب هذه هي الصوفية للوكيل ص(83) نقلا عن الإنسان الكامل للجيلي (2/38).

    يتبع :

  13. #28
    التسجيل
    19-07-2005
    المشاركات
    55

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    تابع :
    كان الأولى والأورع في دين الله قبل أن نتهم سيد قطب بالقول بوحدة الوجود أن نقرأ له أولا ثم بعد ذلك: نقدم المنطوق الصريح له على المنطوق غير الصريح ، ونقدم المفسر من قوله على القول المبهم له ، ونقدم بالترجيح المنطوق على المفهوم ، ونقدم عبارة النص على إشارة النص هذه من القواعد الأساسية في علم الأصول للخروج بأحكام (فإذا تعارضت النصوص لا بد من الجمع أولا ثم النسخ ثم الترجيح فهل حاولنا أن نقرأ تفسير جزء واحد من ثلاثين جزء ا من ظلال القرآن حتى تحكم على الرجل ، إن سيد قطب لم يقل: (إن كل ما تراه بعينك فهو الله) ، وهذه المخلوقات التي يسميها أهل الظاهر مخلوقات ليست شيئا غير الله.



    إن سيدا يقول: (ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله ، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها ، وهذه درجة يرى القلب فيها يد الله في كل شيء يراه ، ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئا في الكون إلا الله ، لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله).



    إذن لم يقل -كما قال الشيخ الألباني- إن كل ما تراه بعينك فهو الله ، بل قال: يرى القلب فيها يد الله في كل شيء.وشتان شتان بين رؤية القلب ورؤية العين.



    وقال سيد: ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئا في الكون إلا الله ، وفاعل يرى في هذه الجملة الثانية: ضمير مستتر تقديره هو يعود على القلب في الجملة الأولى.



    فعبارة الأستاذ سيد: تصور ، رؤية القلب ، إحساس داخلي وإن الإمام ابن القيم لا يعتبر هذا ولا أكثر منه صراحة من قبيل القول بوحدة الوجود.



    يقول ابن القيم في مدارج السالكين (1/251): (وفرق بين إسقاط الشيء عن درجة الوجود العلمي الشهودي ، وإسقاطه عن رتبة الوجود الخارجي العيني ، فشيخ الإسلام -يعني الهروي صاحب منازل السائرين- بل مشايخ القوم المتكلمين بلسان الفناء هذا مرادهم) هذه شهادة من إمام من أئمة السلف الذين يتذوقون أساليب البيان ، وتذوقوا طعم الأنس بالله من خلال السير صعدا على مدارج السالكين ، يقول ابن القيم: هذا الكلام السابق في تفسير عبارات الهروي صاحب المنازل ، يقول الهروي صاحب منازل السائرين: (الفناء: هو اضمحلال ما دون الحق علما ، ثم جحد ، ثم حقا ، وهو على ثلاث درجات).



    قال ابن القيم في تفسيرها: (الفناء اضمحلال ما دون الحق جحدا ).



    (لا يريد به أن يعدم من الوجود بالكلية ، وإنما يريد اضمحلاله في العلم فيعلم أن ما دونه باطل وأن وجوده بين عدمين ، وأنه ليس له من ذاته إلا العدم فعدمه بالذات ، ووجوده بإيجاد الحق له ، فيفني في علمه ، كما كان فانيا في حال عدمه ، فإذا فني في علمه ارتقى إلى درجة أخرى فوق ذلك ، وهي جحد السوى وإنكاره ، وهذه أبلغ من الأولى لأنها غيبته عن السوى فقد يغيب عنه وهو غير جاحد له ، وهذه الثانية جحده وإنكاره.

    ومن ههنا دخل الإتحادي وقال: المراد جحد السوى بالكلية ، وإنه ما ثم غير بوجه ما.

    وحاشا لشيخ الإسلام من الحاد أهل الإتحاد ، وإن كانت عبارته موهمة بل مفهمة ذلك ، وإنما آراء بالجحد في الشهود لا في الوجود ، أي يجحده أن يكون مشهودا فيجحد وجوده الشهودي العلمي ، لا وجوده العيني الخارجي ، فهو أولا يغيب عن وجوده الشهودي العلمي ، ثم ينكر ثانيا وجوده في علمه وهو اضمحلاله جحدا ، ثم يرتقي من هذه الدرجة إلى درجة أخرى أبلغ منها وحب اضمحلاله في الحقيقة ، وأنه لا وجود له البتة ، وإنما وجوده قائم بوجود الحق ، فلو لا وجود الحق لم يكن هو موجودا ، ففي الحقيقة: الموجود إنما هو الحق وحده ، والكائنات من أثر وجوده ، وهذا معنى قولهم (إنها لا وجود لها ولا أثر لها ، وإنها معدومة وفانية ومضمحلة)(1). 1- مدارج السالكين شرح منازل السائرين ح(1/841ـ051).



    أين عبارات سيد قطب من عبارات الهروي?

    كل الذي قاله سيد:

    عدم رؤية القلب للأشياء لأنه متعلق بالحق ، بالوجود الحق ، فهذه الأشياء والمخلوقات لا يعلق بها القلب ولا نجعل لها لأنه مشغول بالله ، فهي صغيرة حقيرة لا يراها القلب ولا يأبه لها فكأنها غير موجودة ،

    فالقضية باختصار:

    إحساس قلبي ، ومشاعر نفسية ورؤية داخلية ببصيرته ببصره ،

    أما عبارات الهروي:

    (اضمحلال ما دون الحق علما ، ثم جحدا ، ثم حقا ) (فإذا فني في علمه ارتقى إلى درجة أخرى فوق ذلك وهي جحد السوى وإنكاره) أي إنكار ما سوى الله وجحده ، والعبارة واضحة في وحدة الوجود.



    ومع هذا فإن ابن القيم رحمه الله يقول: وحاشا لشيخ الإسلام -الهروي- من إلحاد أهل الإتحاد ، وإن كانت عبارته موهمه بل مفهمة ذلك ، وإنما أراد بالجحود في الشهود لا في الوجود ، أي يجحده أن يكون مشهودا ، فيجحد وجوده الشهودي العلمي ، لا وجوده العيني الخارجي) ماذا نقول في سيد قطب لو قال بالدرجة الثالثة: (ثم يرتقي من هذه الدرجة إلى درجة أبلغ منها وهي: اضمحلاله في الحقيقة ، وإنه لا وجود له البتة) هذه عبارة ابن القيم في تفسير عبارة الهروي) ثم اضمحلاله حقا ) ويزيد ابن القيم في توضيح العبارة (وإنه لا وجود له البتة) وإنما وجوده قائم بوجود الحق ، فلولا وجود الحق لم يكن هو موجودا ، ففي الحقيقة: الموجود إنما هو الحق وحده ، والكائنات من أثر وجوده ، هذا معنى قولهم) إنها لا وجود لها ولا أثر لها ، وإنها معدومه وفانية ومضمحلة) ، هل سمعت عبارة ابن القيم? ففي الحقيقة: الموجود إنما هو الحق وحده والكائنات من أثر وجوده.



    ولقد دافع ابن القيم عن عبارات وأبيات للهروي خطيرة جدا (1)1- مدارج السالكين لابن القيم (1/741).

    يقول الهروي(1):

    1- مدارج السالكين لابن القيم (1/741).

    ما وحـــد الواحـــــد مــــن واحد إذ كــل مــن وحــده جاحـد

    توحيد من ينطق عن نعته عـــــارية أبطلهــــــا الواحــــــــــد

    توحيــــــده ايــــــــاه توحـــــــــــيده ونعـــت مــن ينعتـه لأحــــد

    قال ابن القيم: ومعنى أبياته (ما وحد الله -عزوجل- أحد توحيده الخاص ، الذي تفنى فيه الرسوم ويضمحل فيه كل حادث ، ويتلاشى فيه كل مكون ، فإنه لا يتصور منه التوحيد إلا ببقاء الرسم -وهو الموحد ، وتوحيده القائم به- فإذا وحده شهد فعله الحادث ورسمه الحادث ، وذلك جحود لحقيقة التوحيد ، الذي تفنى فيه الرسوم ، وتتلاشى فيه الأكوان).

    ثم يقول ابن القيم: رحمة الله على أبي إسماعيل ، فتح للزنادقة باب الكفر والإلحاد فدخلوا منه. وأقسموا بالله جهد أيمانهم: إنه لمنهم وما هو منهم ، وغره سراب الفناء... وحاشا شيخ الإسلام من إلحاد أهل الإتحاد. هذا موقف إمام السلف -ابن القيم- من عبارات تكاد تكون صريحة في وحدة الوجود ، فليتنا إذ لم نقف موقف ابن القيم وهو موقف الدفاع والتوضيح وإزالة الغبش والغموض ، أقول -ليتنا وقفنا موقف المحايد من الأستاذ سيد قطب ، لا الموقف الذي يحمل العبارات التي فيها شيء من الخفاء والإجمال على أسوأ تفسير وأخطر محمل فنقول: (نحن لا نحابي في دين الله أحدا ، هذا الكلام كفر) ، ولو تركنا هذه المسألة دون إثارة مافهم أحد من الناشئة أن هذا الكلام يشير إلى وحدة الوجود.



    لقد رأيت عبارات لابن تيمية قريبة من كلام سيد قطب يقول في دقائق التفسير(1). 1- دقائق التفسير لابن تيمية تحقيق محمد الجليند ، دار الأنصار ج- (1/102).



    (ومن المأثورعن أبي يزيد رحمه الله أنه قال: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق ، وعن الشيخ أبي عبد الله القرشي أنه قال: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة السجين بالسجين ، وهدا تقريب وإلا: فهو استغاثة العدم بالعدم).



    هذا كلام ابن تيمية: -استغاثة المخلوق بالمخلوق- استغاثة العدم بالعدم فالمستغيث عدم والمستغاث به عدم ، إذا حملنا هذا الكلام على ظاهره فإنا نقول: إن المخلوقات لا وجود لها ، ولكن المقصود أن الوجود الحقيقي هو لله -عزوجل- فهو صاحب الإرادة والمشيئة الفعالة التي لا وجود لأية مشيئة أو إرادة إزاءها(1). 1- دقائق التفسير لابن تيمية تحقيق محمد الجليند ط/دار الأنصار ح- (1/781).



    وكثيرا ما يقول ابن تيمية -رحمه الله- الإنسان ليس له من نفسه إلا العدم ، ولعلك لاحظت الأدب الجم في النقل -عن أبي يزيد- مع أنه يقول بوحدة الوجود.. (ومن المأثور عن أبي يزيد).



    ولقد رأيت أن شيخ الإسلام -ابن تيمية- وابن القيم يتلمسون الأعذار لبعض من قالوا بوحدة الوجود فيعاملونهم معاملة المسلمين ، لأنهم يعتبرون أن كلماتهم صدرت أثناء الغيبوبة ، ولذا فإن عبارة شيخ الإسلام عن أبي يزيد البسطامي الذي صرح بوحدة الوجود صراحة لا تأويل فيها ولا مواربة.



    قال ابن تيمية: عن أبي يزيد -رحمه الله- والدعاء بالرحمة لا يجوز إلا للمسلم مع أن أبا يزيد صرح صراحة جلية بوحدة الوجود.



    قال أبو يزيد: (خرجت من الله إلى الله حتى صاح مني في ، يا من أنا أنت (سبحاني ، ما أعظم شأني)(1) 1- هذه هي الصوفية للوكيل (46). (ما في الجبة الآ الله)(1) ، 1- مدارج السالكين (1/451). لكن ابن تيمية ينقل عنه وبأدب رفيع جم فيقول (ومن المأثور عن أبي يزيد رحمه الله) ويقول ابن القيم في المدارج.



    (ولكن في حالة السكر والاصطلام والفناء قد يغيب عن هذا التميز ، وفي هذه الحال قد يقول صاحبها: ما يحكى عن أبي يزيد أنه قال: سبحاني أو ما في الجبة إلا الله ، ونحو ذلك من الكلمات التي لو صدرت عن قائلها وعقله معه لكان كافرا ، ولكن مع سقوط التمييز والشعور قد يرتفع عنه قلم المؤاخذة).



    وكثيرا ما كنت أقول بيني وبين نفسي: إن عبارات الكفر التي نقلت عن القائلين بوحدة الوجود لا يمكن أن تكون صادرة عن عاقل ، لأنها تصطدم مع أبسط العقليات ، وتناقض كل البديهيات ، وهذا الأمر الذي كنت أقوله بيني وبين نفسي -والله أعلم إن لم ينطبق على كثير منهم فهو ينطبق على بعضهم.



    إن هذه الأقوال تصدر عنهم في حالات الغيبوبة أو كما يسميها إبن القيم في حالة السكر والاصطلام والفناء ، فلا عقل ، لا تنكير ولا شعور ولا تمييز .



    لا يمكن لعاقل مهما كان عقله أن يعتقد أن الخالق هو المخلوق ، وأن العابد هو المعبود ، وأن الله هو الإنسان ، فمن اعتقد هذا فهو إما مجنون أو زنديق كافر.



    إن استنباط حكم في أية مسألة يقتضي جمع النصوص التي تتعلق بالمسألة وبعدها ننظر لنخرج بالحكم بعد الإحاطة -على قدر الإمكان- بما ورد فيها من النصوص.



    فإذا سمعنا الحديث الذي رواه البخاري عن أم عطية رضي الله عنها قالت: (بايعنا رسول الله ص فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا ونهانا عن النياحة ، فقبضت امرأة يدها...)(1). 1- فتح الباري ح- (01/262).



    لا يجوز أن نأخذ حكما بمفهوم المخالفة للحديث فقبضت امرأة يدها أن غيرها صافح الرسول ص في البيعة.



    لأن هذا المفهوم يعارض المنطوق الصريح لحديث البخاري الآخر قال عروة: قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله ص: قد بايعتك كلاما ، ولا والله ما مست يد رسول الله ص يد امرأة قط في المبايعة ، ما يبايعهن إلا بقوله: قد بايعتكن على ذلك)(1). 1- فتح الباري ح- 01/162.



    وبعد أن نطلع على الحديث الثاني نفهم الأول أن المراد من فقبضت امرأة يدها كناية عن تأخرها عن قبول شروط البيعة.



    إن الحكم على منهاج رجل أو عقيدته أو اتجاهه أو مسلكه أو لغته لايتم من خلال قراءة عبارة مقطوعة مبتورة من احدى صفحات كتبه ، ان الخروج على الناس بحكم على مفكر لا يجوز أن يتم قبل مطالعة كتبه ، ومعرفة المتقدم والمتأخر منها ، ومن المعلوم كما بلغني من الثقات أن الشيخ الألباني كان يقول: إن خير من كتب عن التوحيد في هذا العصر هو سيد قطب ، وكان ينصح بقراءة معالم في الطريق لأنه يرى أن الكتاب وضح التوحيد



    وسواء شهد لسيد قطب الناس أم لم يشهدوا ، فالحقيقة أكبر من أن تغطى لأن الشمس لا تغطى بغربال ، إن سيدا نذر حياته لشرح حقيقة التوحيد



    وهذا لا يعصم الإنسان من الخطأ أحيانا ، أو يمنع من أن يكون في بعض عباراته غموض ، وهذه العبارات الغامضة أو المبهمة تحمل على السيل الجارف من النصوص الموضحة للتوحيد والتي تتجلى فيها العقيدة الصافية للسلف بلا غبش ولا غموض.



    وكثيرا ما كان ابن تيمية رحمه الله يتمثل بهذا البيت الذي يحضرني في هذا المجال.



    وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل



    وختاما ما أجمل أن ننهي هذا المقال بهذه الصورة التي تلوح لسيد في مخيلتي وهم يسوقونه إلى خشبة المشنقة يتقدم إليه شيخ من المشايخ الرسميين الذين يمثلون عادة ليلقنوا الذي سيعدم كلمة الشهادتين ، إذ أن هذا من مراسيم عملية الإعدام ، تقدم الشيخ إلى سيد فقال له: يا سيد! قل أشهد أن لا إله الآ الله ، فالتفت إليه الأستاذ سيد قائلا : حتى أنت جئت تتم المسرحية ، نحن نعدم لإننا نقول لا إله الآ الله وأنتم تأكلون خبزا بلا إله الأ الله ، إتق الله يا هذا ، ولا تبق سيفا للظالمين.



    وختاما فليس هذا إلا دفاعا عن الحق -والله يشهد- وليس تعصبا لسيد قطب ، وإن كنت أعتبر سيدا أكثر مفكر في النصف الأخير من القرن العشرين أثر في البشرية وهز الجيل فانتفض بإسلامه ، ورسم معالم الطريق ، وأقام الظلال لتستريح الأجيال المسلمة من هجير الجاهلية ولفحها وتتقي حرها وصلاءها ، نرجو الله أن يغفر لنا أجمعين.



    ووضح خصائص التصور وبين المقومات ، حتى يكون للشخصية المسلمة خصائصها ومقوماتها ، وبشرنا أن (المستقبل لهذا الدين) بعد أن وضح لنا حقيقة (هذا الدين).



    لقد هال الأستاذ سيد الصمت الرهيب المطبق من قبل الجماهير المتفرجة على قمع الحركة الإسلامية واجتثات الإسلام من الجذور على يد الطواغيت المسمين بأسماء المسلمين ، وفكر طويلا في سر موقف الجماهير غير عابئه ولا آبهة بما يجري للمسلمين من إبادة ، بين ظهرانيهم فخرج بنتيجة: (أن الجماهير لم تفهم لا إله الآ الله).



    ومن هنا نذر بقية حياته المباركة لتوضيح معنى لا إله إلا الله وتعميقها في النفوس حتى تؤتي ثمارها جنية مباركة في واقع الحياة.



    فغير كثيرا في الطبعة الثانية من الظلال وكتب (هذا الدين) (والمستقبل لهذا الدين) (وخصائص التصور الإسلامي ومقوماته) (ومعالم في الطريق) كان الأولى بالأستاذ الألباني أن يحاول:



    1- أن يجمع بين النصوص لسيد قطب: فيحمل المجمل على المبين ، والمبهم على الواضح .



    2- أو يلجأ إلى النسخ: فسورة البقرة التي كتبها سيد في الطبعة الثانية بعد سورة الحديد والإخلاص ، لأنه لم يصل إليها في الطبعة الثانية بل وصل إلى الجزء الرابع عشر فقط في الطبعة الثانية.



    3- أو يرجح بين النصوص المتعارضة لسيد فيرجح عبارة النص (في سورة البقرة) على إشارة النص في السورتين (الحديد والإخلاص) ويرجح المنطوق الصريح (في مهاجمة وحدة الوجود) على المنطوق غير الصريح في السورتين.



    ويرجح المنطوق الصريح في سورة البقرة والنساء (أن مقام العبودية غير مقام الألوهية وإنهما متمايزان بلا امتزاج) على المفهوم الوارد في سورتي (الحديد و الإخلاص).



    4- أو يلجأ إلى إسقاط العبارتين فيسكت عما فيهما ، وكان الأولى كذلك أن لا تنشر (المجتمع) هذا الكلام ، لأن فيه فتنة للشباب وبلبلة لهم ، لأنه لا يحدث أحد قوم ا بمقالة لا تبلغها عقولهم إلا كان فتنة لهم ، حدثوا الناس بما يفهمون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله.(هذه وصية السلف للخلف).

    وأخيرا أرجو الله أن يجمع القلوب وأن يجعل كلامنا كله خالصا لوجهه وأن يجمعنا مع سيد قطب -إن شاء الله - مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

    وأن يغفر لنا وللشيخ الألباني وللسلف والخلف ولسيد قطب وللمسلمين أجمعين.

    (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) (الحشر: 01)

    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

    ******************

    يتبع :

  14. #29
    التسجيل
    19-07-2005
    المشاركات
    55

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    تابع :
    وأما قولك :

    ` بدعة التأويل :



    . قول سيد قطب عند قول الله تعالى : {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } ( الحديد ) (( وكذلك العرش فنحن نؤمن به كما ذكره لا نعلم حقيقته أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق إستناداً إلى ما نعلمه من القرآن عن يقين من أن الله سبحانه لا تتغير عليه الأحوال فلا يكون في حالة عدم استواء على العرش ثم تتبعها حالة استواء ، والقول بأننا نؤمن بالاستواء ولا ندرك كيفيته لا يفسر قوله تعالى { ثم استوى } , والأولى أن نقول : إنه كناية عن الهيمنة كما ذكرنا والتأويل هنا لا يخرج على المنهج الذي أشرنا إليه آنفاً لأنه لا ينبع من مقررات وتصورات من عند أنفسنا )). [ ظلال القرآن : سورة الحديد ] .

    ****************

    قلت :

    أولا- هذا النقل غير دقيق

    فالذي يريد النصيحة يجب أن يكون عالما بها ومن أهلها ليس ناقلا عن غيره لا يدري ما صحة هذا الكلام وما هي الأغراض التي دفعت صاحبها لقوله ؟؟!!

    ثانيا – هذه المسألة أعني الاستواء مسالة خلافية منذ العصور الأولى للإسلام

    ثالثا- وردت كلمة الاستواء على في القرآن الكريم بمعان متعددة منها :

    1- وردت بمعنى النضوج والكمال قال تعالى :

    { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح

    ***************

    2- ووردت بمعنى الجلوس والاستقرار قال تعالى :

    { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} (13) سورة الزخرف

    ****************

    3- وبمعنى الاستقرار قال تعالى :

    { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (44) سورة هود

    وقال تعالى :

    { فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (28) سورة المؤمنون

    ****************

    4- وجاءت بمعنى الركوب والجلوس

    قال تعالى :

    { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} (13) سورة الزخرف

    *************

    وفي مفردات القرآن للأصفهاني :

    سوا

    - المساواة: المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن، والكيل، يقال: هذا ثوب مساو لذاك الثوب، وهذا الدرهم مساو لذلك الدرهم، وقد يعتبر بالكيفية، نحو: هذا السواد مساو لذلك السواد، وإن كان تحقيقه راجعا إلى اعتبار مكانه دون ذاته، ولاعتبار المعادلة التي فيه استعمل استعمال العدل، قال الشاعر:

    - 256 - أبينا فلا نعطي السواء عدونا

    (هذا شطر بيت لعنترة، وعجزه:

    قياما بأعضاد السراء المعطف

    وهو في ديوانه ص 52؛ والحجة للفارسي 1/246؛ والنوادر لأبي زيد ص 122؛ والمخصص 12/160)

    واستوى يقال على وجهين:

    أحدهما: يسند إليه فاعلان فصاعدا، نحو: استوى زيد وعمرو في كذا، أي: تساويا، وقال: }لا يستوون عند الله{ [التوبة/19].

    والثاني: أن يقال لاعتدال الشيء في ذاته، نحو: }ذو مرة فاستوى{ [النجم/ 6]، وقال: }فإذا استويت أنت{ [المؤمنون/28]، }لتستووا على ظهوره{ [الزخرف/13]، }فاستوى على سوقه{ [الفتح/29]، واستوى فلان على عمالته، واستوى أمر فلان، ومتى عدي بعلى اقتضى معنى الاستيلاء، كقوله: }الرحمن على العرش استوى{ [طه/5]، وقيل: معناه استوى له ما في السموات وما في الأرض، أي: استقام الكل على مراده بتسوية الله تعالى إياه، كقوله: }ثم استوى إلى السماء فسواهن{ [البقرة/29]، وقيل: معناه استوى كل شيء في النسبة إليه، فلا شيء أقرب إليه من شيء، إذ كان تعالى ليس كالأجسام الحالة في مكان دون مكان.

    وإذا عدي بإلى اقتضى معنى الانتهاء إليه، إما بالذات، أو بالتدبير، وعلى الثاني قوله: }ثم استوى إلى السماء وهي دخان{ [فصلت/11]، وتسوية الشيء: جعله سواء؛ إما في الرفعة؛ أو في الضعة، وقوله: }الذي خلقك فسواك{ [الانفطار/7]، أي: جعل خلقتك على ما اقتضت الحكمة، وقوله: }ونفس وما سواها{ [الشمس/7]، فإشارة إلى القوى التي جعلها مقومه للنفس، فنسب الفعل إليها، وقد ذكر في غير هذا الموضع أن الفعل كما يصح أن ينسب إلى الفاعل يصح أن ينسب إلى الآلة، وسائر ما يفتقر الفعل إليه، نحو: سيف قاطع.

    وهذا الوجه أولى من قول من قال: أراد }ونفس وما سواها{ [الشمس/7]، يعني الله تعالى (وهو قول ابن جرير 30/210. قال: و (ما) موضع (من) )، فإن (ما) لا يعبر به عن الله تعالى؛ إذ هو موضوع للجنس، ولم يرد به سمع يصح، وأما قوله: }سبح اسم ربك الأعلى *** الذي خلق فسوى{ [الأعلى/1 - 2]، فالفعل منسوب إليه تعالى، وكذا قوله: }فإذا سويته ونفخت فيه من روحي{ [الحجر/ 29]، وقوله: }رفع سمكها فسواها{ [النازعات/28]، فتسويتها يتضمن بناءها، وتزيينها المذكور في قوله: }إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب{ [الصافات/6].

    والسوي يقال فيما يصان عن الإفراط، والتفريط من حيث القدر، والكيفية. قال تعالى: }ثلاث ليال سويا{ [مريم/10]، وقال تعالى: }من أصحاب الصراط السوي{ [طه/135]، ورجل سوي: استوت أخلاقه وخلقته عن الإفراط والتفريط، وقوله تعالى: }على أن نسوي بنانه{ [القيامة/4]، قيل: نجعل كفه كخف الجمل لا أصابع لها، وقيل: بل نجعل أصابعه كلها على قدر واحد حتى لا ينتفع بها، وذاك أن الحكمة في كون الأصابع متفاوتة في القدر والهيئة ظاهرة، إذ كان تعاونها على القبض أن تكون كذلك، وقوله: }فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها{ [الشمس/14]، أي: سوى بلادهم بالأرض، نحو: }خاوية على عروشها{ [الكهف/42]، وقيل: سوى بلادهم بهم، نحو: }لو تسوى بهم الأرض{ [النساء/42]، وذلك إشارة إلى ما قال عن الكفار: }ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا{ [النبأ/40].

    ومكان سوى، وسواء: وسط. ويقال: سواء، وسوى، وسوى أي: يستوي طرفاه، ويستعمل ذلك وصفا وظرفا، وأصل ذلك مصدر، وقال: }في سواء الجحيم{ [الصافات/55]، و }سواء السبيل{ [القصص/22]، }فانبذ إليهم على سواء{ [الأنفال/58]، أي: عدل من الحكم، وكذا قوله: }إلى كلمة سواء بيننا وبينكم{ [آل عمران/64]، وقوله: }سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم{ [البقرة/6]، }سواء عليهم أستغفرت لهم{ [المنافقون/6]، }سواء علينا أجزعنا أم صبرنا{ [إبراهيم/21]، أي: يستوي الأمران في أنهما لا يغنيان }سواء العاكف فيه والباد{ [الحج/ 25]، وقد يستعمل سوى وسواء بمعنى غير، قال الشاعر:

    - 257 - فلم يبق منها سوى هامد

    (هذا شطر بيت، وعجزه:

    وسفع الخدود معا والنؤي

    وهو لأبي ذؤيب الهذلي، في ديوان الهذليين 1/66؛ والبصائر 3/187)

    وقال الآخر:

    - 258 - وما قصدت من أهلها لسوائكا

    (هذا عجز بيت، وصدره:

    تجانف عن أهل اليمامة ناقتي

    وهو للأعشى في ديوانه ص 131، واللسان (سوى) ؛ والبصائر 3/87؛ والمجمل 2/477)

    وعندي رجل سواك، أي: مكانك، وبدلك، والسي: المساوي، مثل: عدل ومعادل، وقتل ومقاتل، تقول: سيان زيد وعمرو، وأسواء جمع سي، نحو: نقض وأنقاض، يقال: قوم أسواء، ومستوون، والمساواة متعارفة في المثمنات، يقال: هذا الثوب يساوي كذا، وأصله من ساواه في القدر، قال: }حتى إذا ساوى بين الصدفين{ [الكهف/96].



    *************

    يتبع :

  15. #30
    التسجيل
    19-07-2005
    المشاركات
    55

    مشاركة: حمل تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله

    تابع :
    وجاء الاستواء في قوله تعالى في أمكنة متعددة :

    { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (54) سورة الأعراف

    فما هو المقصود بها ؟؟

    على ضوء الآيات السابقة يجب تفسير هذه الآية مع قوله تعالى : {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى

    فلا يمكن أن يكون المعنى أي واحد من المعاني التي ذكرت في القرآن الكريم لأنها تشبه الله تعالى بخلقه وهذا مستحيل على الله تعالى

    فما معنى الاستواء إذا هنا ؟؟

    قلت :

    هناك ثلاثة اتجاهات في تفسيرها :

    الأول – أنها من متشابه القرآن فالله تعالى أعلم بها فتقرأ كما هي ولا تفسر مع تنزيه الله تعالى عن مخالفة المخلوقات أعني نفي الصفات التي ذكرت في الآيات الأخرى وهذا هو المشهور عن السلف الصالح الصحابة فمن بعدهم

    والثاني - أنه يقصد بها الحقيقة وليس المجاز كقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (( إن الله مستو على عرشه حقيقة بائن من مخلوقاته ))

    والثالث – أن المقصود بها المجاز لأن المعاني التي وردت بها في الأمكنة الأخرى كلها مستحيلة على الله تعالى

    وقد اختلفت عباراتهم في هذا وكلها تدور حول القصد والاستيلاء

    ***********

    وفي شرح جوهرة التوحيد للباجوري :

    قال جابر بن عبد الله: المحكم ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره، والمتشابه ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل، فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه دون خلقه. ونقل عن عمر وعثمان وابن مسعود أنهم قالوا: الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر: قال أبو بكر الأنباري: فهذا يوضّح أن حروفاً من القرآن استترت معانيها عن جميع العالم اختباراً من الله عز وجل وامتحاناً، فمن آمن بها أثيب وسعد، ومن كفر وشك أثمّ وبَعُدَ.

    وجاء عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال حين سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة، ثم قال للسائل: وأظنك رجل سوء، أخرجوه عني. وقد عقب العلامة ملا علي قاري على قول الإمام مالك بقوله: وهذه طريقة السلف، وهي أسلم.

    وسئل الإمام الأوزاعي عن تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كما قال، وإني لأراك ضالاً. وقد عقب ابن الصلاح على هذا بقوله: على هذه الطريقة مضى صدر الأمة وساداتها، وإياه اختار الأئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحدٌ من المتكلمين من أصحابنا يصدق عنها ويأباها.

    وقد سئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء فقال: استوى كما أخبر، لا كما يخطر للبشر.

    ولما سئل الشافعي قال: آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل، واتهمت نفسي عن الإدراك، وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك.

    وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: نُثْبِتُ هذه الصفات التي جاء بها القرآن، ووردت بها السنة، وننفي التشبيه عن الله كما نفاه عن نفسه فقال: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيْءُ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}

    وقال الترمذي عند حديث: (إنْ اللهَ يَقْبلُ الصَّدقَةَ ويأْخْذُها بيمِيِنِه).

    وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه: يؤْمَنُ به ولا بتَوَهّمْ، ولا يقال. كيف؟ هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: اْمِرُّوها بلا كيف "وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة".

    ونقل الشهرستاني أن الأئمة: مالكاً والشافعي وأحمد لم يتعرضوا للتأويل واحترزوا عن التشبيه أيما احتراز، حتى قالوا: من حرك يده عند قراءة قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أو أشار بأصبعه عند رواية. "قَلْبُ المؤِمْنِ بَيْن أصْبُعَيْنِ مِنْ أَصابِعِ الرَّحمْنِ". وجب قطع يده وقطع أصبعه.

    وقد قال الإمام النووي بعد أن ذكر حديث النزول.. وفي هذا الحديث وشبهه من أحاديث الصفات وآياتها مذهبان، أحدهما: تأويله على ما يليق بصفات الله تعالى وتنزيهه عن الانتقال وسائر صفات المحدث، وهذا هو الأشهر عن المتكلمين.

    ثانيهما: الإمساك عن تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله سبحانه عن صفات المحدث. لقوله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} وهذا مذهب السلف وجماعة من المتكلمين، وحاصله أن يقال: لا نعلم المراد بهذا، ولكن نؤمن به مع اعتقاد أن ظاهره غير مراد، وله معنى يليق بالله تعالى.

    وقال الشيخ زين الدين قاسم الحنفي: قالت الشافعية: الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيفية، وكذلك جميع المتشابهات، وقال مشايخنا: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} لا يعلم تأويله إلا الله، وكذلك جميع المتشابهات.

    وحكى التكساري وغيره أن سلفنا قالوا في جملة المتشابه: نؤمن به ونفوض تأويله إلى الله تعالى مع تنزيهه عما يوجب التشبيه والحدوث.

    وقال ابن الجوزي في زاد المسير: أجمع السلف على ألا يزيدوا على تلاوة الآية، فلا يقولون. مستو على العرش (لأن اسم الفاعل يدل على كون المشتق متمكناً ومستقراً، بخلاف لفظ الفعل، إذ دلالته على هذا المعنى ضعيفة) ولا يبدلون لفظة "على" بلفظة "فوق".

    وقال العيني: ثم إن الجمهور سلكوا في هذا الباب الطريقة الواضحة السالمة، وأجروا على ما ورد مؤمنين به، منزهين الله تعالى عن التشبيه والكيفية، وهم الزهري، والأوزاعي، وابن المبارك، ومكحول، وسفيان الثوري، ومنهم الأئمة الأربعة: مالك، وأبو حنيفة والشافعي، وأحمد.

    وقال القرطبي: إن مذهب السلف ترك التعرض لتأويلها (أي الآيات المتشابهات) مع قطعهم باستحالة ظواهرها، فيقولون: أمِرُّوها كما جاءت.

    وقال الإمام فخر الرازي موضحاً مذهب السلف: حاصل هذا المذهب أن هذه المتشابهات يجب القطع فيها بأن مراد الله تعالى منها شيء غير ظواهرها، ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى، ولا يجوز الخوض في تفسيرها.

    وقال العلامة اللقاني فالسلف ينزهونه سبحانه عما يوهمه ذلك الظاهر من المعنى المحال، ويفوضون علم حقيقته على التفصيل إليه تعالى، مع اعتقاد أن هذه النصوص من عنده سبحانه، فظهر مما قررنا: اتفاق السلف والخلف على تنزيه الله سبحانه عن المعنى المحال، وعلى الإيمان بأنه من عند الله.

    وقال صاحب الخريدة...: وأجاب أئمتنا، أي سلفهم: بأن الله تعالى منزه عن صفات الحوادث مع تفويض معاني هذه النصوص إليه تعالى إيثاراً للطريق الأسلم. {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ}

    وقال الإمام البيضاوي في تفسيره..: وعن أصحابنا أنّ الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف، والمعنى أن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي عناه منزهاً عن الاستقرار والتمكين.

    ولكي ينقض آخر حجر في بناء المشبهة والمجسمة وأصحاب الأهواء والبدع الضالة، ولكي لا تبقى شبهة في خاطر ضعيف، ولأجل أن تبقى شمس الحقيقة بازغة تذيب كل وسوسة شيطان، وتحرق كل زخرف قول، لكل هذا نورد - ختاماً - قول ابن كثير عند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قال: فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك والأوزاعي والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله تعالى، فإن الله تعالى لا يشبهه شيء من خلقه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَمِيْعُ البَصِيْر}

    -حقيقة المذهب السلف:

    وقد جمع الإمام الغزالي في كتابه إلجام العوام نقاطاً لخص بها مذهب السلف فقال: وحقيقة مذهب السلف، وهو الحق عندنا أن كل من بلغه حديث من هذه الأحاديث (أي المتشابهة) من عوام الخلق يجب عليه أمور:

    أولاً - التقديس: وهو تنزيه الرب تعالى عن الجسمية وتوابعها.

    ثانياً - التصديق: وهو الإيمان بما قاله صلى الله عليه وسلم، وأن ما ذكره حق، وهو فيما قاله صادق، فإنه حق على الوجه الذي قاله وأراده.

    ثالثاً - الاعتراف بالعجز: وهو أن يقرر بأن معرفة مراده ليس على قدر طاقته، وأن ذلك ليس من شأنه وحرفته.

    رابعاً - السكوت: وهو أن لا يسأل عن معناه ولا يخوض فيه، ويعلم أن سؤاله عنه بدعة، وأنه في خوضه فيه مُخاطِرٌ بِديِنِه، وأنه يوشك أن يكفر لو خاض.

    خامساً - الإمساك: وهو أن لا يتصرف في تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى أو الزيادة فيه، والنقصان منه، والجمع والتفريق بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ، وعلى ذلك الوجه من الإيراد والإعراب، والتصريف، والصيغة.

    سادساً - الكف: وهو أن يكف باطنه عن التصرف فيه.

    يتبع :

صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •