بسم الله الرحمن الرحيم

لا أجراء ــ ولكنني أصرخ ....!!!! أدركونااااااا !!!

كما هي عادتي عندما أدخل الشبكة الإلكترونية ... منتديات وساحات وغرف البالتوك ... أقوم بالتجول والتوقف عند المواضيع التي تسترعي انتباهي وخاصة تلك التي تعنى بالشأن العربي الخليجي السعودي ... وأن كنت غير متخصص في مجال محدد ... لذا كانت المواضيع الإسلامية والاجتماعية والسياسية تروقني ... كذلك المواضيع الحوارية التي تدخل ضمن الطرح والرد والمداخلات الموافقة أو المعرضة ... ومن هنا تأتي مقالاتي وكتاباتي كردة فعل لذلك التواجد ...
ولقد لفت نظري وخلال فترة قصيرة ... تلك الأقنعة والتي تقنع بها بعض المجموعات العربية ... التي تنطلق من بعض الأقطار العربية ... أو من المغتربين والمهاجرين إلى الغرب ... وأنغمس استحواذها في تلقف أخبار العالم العربي والإسلامي ... وأوضاع المنطقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال ما تلقي الأخبار من مصادر نعي أنها تتبنى التشنيع واصطياد الأخبار المغرضة لمنطقة الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة ... ورسخت ذلك الفكر لدى الأكثرية من خلال برامجها الحوارية التي يستضاف فيها رموز من المثقفين أو الإعلاميين أو من يعنى بالأمور والشؤون الإسلامية والشرق أوسطية ... ومن ثم نجد الهمز واللمز تارة أو الهجوم المبطن تارة أخرى ... بينما المتلقي من عالمنا العربي وأبناء الجاليات العربية في الخارج يجدون متنفسا لهم في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية التي وجهت الخطاب لهم ثم أقنعتهم بذلك المضمون ليخرجوا متبنين لذلك الفكر ... ولعلي أرى أن المتلقي في عالمنا العربي والشرق أوسطي وحتى المغتربين في الغرب والشرق ... سواء المثقفون منهم أم العامة وقعوا في براثن ذلك التوجه دون أن يدرون ... وهم من طغت همومهم الشخصية وحالاتهم الاجتماعية والمادية والروحية ... وأوضاعهم النفسية التي شلت فيهم القدرة على التفكير العقلاني والتمعن فيما وراء الخبر والحدث ... لذا كانوا ومازالوا يتتبعون الإخبار والأحداث التي بلا شك لا ترضينا ولا ترضيهم ... من غزو واحتلال وقتل وتنكيل وسجون تنتهك فيها الحرمات والأعراض ... وتقفل وتفتح بمفتاح السيد الذي ترسخ لديهم أن هذه الدولة تستطيع أن تأثر في قراره ... وتجعله يتراجع عن ما بدر منه ... والأدهى والأمر من ذلك أن قناعاتهم التي رسخت فيم حملتهم محمل العداء المطلق والمغيب كل ضابط للعقل والتفكر ... فهم لا يعنون بالبحث في مصداقية المصدر وشفافية العرض ... ولكن وقد جبلت تلك الأنفس على النظر للأمور وفق المنظور الذي بث الحدث أو الخبر ... ولم يجد من يوضح له أن هذا الخبر أو الحدث إنما يخرج من محيط أعد إعدادا طويل المدى من قبل من نعتقد أنهم أعدائنا الذين تملكوا وسائل الإعلام المؤثرة في العالم قاطبة ... ولهم تجارب في المنطقة التي يروق لهم أن ينقضوا عليها ... ويمهدوا لذلك بإشعال الفتن وتأجيج نارها ليكون أبناء هذه المنطقة رمادها ... فيتسنى لهم الانقضاض عليها دون خسائر من جانبهم ... وإن كنت أعي أن تلك الوسائل الإعلامية والممثلة في قناة قد زرعت بالقرب منا يقوم عليها إعلاميون عملوا في قناة كانت تبث ذلك الفكر في وقت سابق ... فمكن الله من مكن من إلجامها بالوسائل التي شرعت دوليا ... كما أنني أعي أن أي فكر أو مادة تبث هنا أو هناك لابد أن يرد عليها في المصدر حتى يمكنا أن نضع المتلقي أمام الحقائق التي يجدر به أن يعلمها ليكون حكمة منطلقا من تداول الأفكار وتعدد الطرح والإشراك في الحوار وتبني الفكر والفكر الأخر ... ولكن وقد منعنا من قبل المصدر من الرد المناسب وحتى لا يصل صوتنا لمن تلقى وترسخ فيه ذلك الفكر ... لذا وجدنا أن هناك أشخاصا قد تبنوا ذلك الفكر ... قد جعلوا من أنفسهم منبرا لمهاجمة المملكة العربية السعودية ... فاستقطبوا في منتدياتهم وغرفهم الخاصة التي يملكون حرية الحركة فيها والتحكم ... مجموعة كبيرة من مرتادي تلك المنتديات والغرف ... وبينهم أبناء الخليج والمملكة ... فأحسنوا العرض لمواضيع فيها تأجيج الفتن وإذكاء نار الضغينة بين أبناء المنطقة ... فنلاحظ في تلك الغرف عرض لمواضيع هي في الشأن العام تلقى فيها الشبه لتعزيز موقف يراد تحريكه ... وإشعار المتواجدين أن التوجه العام يطالب بذلك التحرك ... وأن كان ذلك الطرح موجة للعامة الذين لا يعون أنهم في عش العنكبوت ... أو دمى تحرك دون أن تعي أنهم سخروا دون إرادتهم في ذلك المحيط التضليلي المتداخل بصدى يدندن على محور في ظاهرة الحق وبين يديه الباطل المبين ... هذا الفكر يبث وفق خطاب مدروس ومخطط له تخطيطا من واقع لا يخفى على الراسخين في دراسة الفكر التكفير الضال ... ولكن وبلا شك أن الكثير من الذين يرتادون تلك المنتديات والغرف البالتوكية لا يعون أنهم الصيد الثمين ... فيقعون في الشرك وفق برنامج أعدوه إعدادا يتناسب مع كثافة وتواجد شباب وفتيات هذا البلد الأمين ... ولقد تخصصت هذه الغرف بما يعرفه العقلاء في أمور الدين والسياسة والشؤون الداخلية للمملكة هي المحور الأساسي في الطرح والمناقشات والحوارات والتداخلات ( فيكون المتلقي كما يقول المثل الشعبي أسمعي يا جارة فإياك أعني ) ... وإقامة الدولة الإسلامية الواحدة ... وهم يعملون كما هو الظاهر لقيام الخلافة الإسلامية ... ويرسخون هذا المضمون حتى يخالهم المستمع لهم أنهم مقتنعون بذلك الفكر ... ويناقشون ويتابعون ذلك الخطاب من قبل تلك الزمر والمجموعات التي كرست فكرها وعقلها وأسنتهم المفوهة وأسلوبهم وقدرتهم في تحوير الحديث وانتقاء الألفاظ التي تخرج في الظاهر من معتقد شرعي مبني على قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ... لذا كنت دائما أتحرى أن أجد مدخلا أستطيع من خلاله أن أجد قدما لي بين تلك الجماعات ... حتى أبني الرد المناسب في الوقت المناسب عليهم ... ولكنني أجد في نفسي الضعف وعدم القدرة على التحرك السريع وخاصة أن يد واحدة لا تستطيع أن تصفق ... في مسرح طغى تصفيق المالك المتملق والمكان على تصفيق راشد وحيد يده ممدودة ولكنها مقموعه من صاحب المسرح والممثلين ...
حاولت أن أتجاوز تلك المعضلة وتوجهت للغرف الوطنية التي تعنى بالشؤون الداخلية ... أطلت المكوث والإنصات وشاركت حتى أجد من له لسان مفوه ... ويتمتع بالثقافة وحسن الرد واللباقة ... فعرفت الكثير الذين يتمتعون بهذه الصفة ... وهم على خير ... ولكنهم انخرطوا في الشؤون المحلية وارتبطوا بالغرف السعودية ... وقد تعودوا المكوث فيها والمشاركة في مواضيعها ... ولكنني لم أيأس فراسلتهم بعدما عرفوني من خلال التحدث أو الكتابة ... وبنيت بيننا ثقة وجسور من المودة والاحترام ... ومن هنا حاولت مرارا وتكرارا أن أقنعهم بضرورة التوجه لتلك الغرف التي تتبنى الفكر التكفيري الضال ... والغرف الموجة لبث الفتن وإشعال نار الضغينة والإمعان في دق إسفين بين الحاكم والمحكوم ... وكشفهم أمام المرتادين من خلال محاورتهم ومداخلات تكون ضمن المواضيع المطروحة ... ولكن تفاجئت أن هناك حواجز تمنع هؤلاء الأشخاص من الدخول في حوار مع أرباب ذلك الفكر ... فراسلتهم فقلت لهم أن هناك ضحايا لذلك الفكر يجب أن نعينهم على عدم الوقوع في براثنهم ... ولكني لم أجد الجواب الشافي ... وأن كنت أعي سبب أحجامهم وهم القادرون على قيادة خطاب وفكر متعقل وبناء ... كما أني أعي أننا لم نجد الجرأة الكافية في أنفسنا ... أو الحوافز التي تعيننا على التحرك السريع والمنظم المترابط مع أهداف وسياسة الدولة الرشيدة ...
لذا أكتب هذا الموضوع وفي النفس ما فيها من وجل يستقر بمستقر الحكمة التي ينتهجها ولاة الأمر فينا ... الذين يعون أننا نخرج بمخرج الوعي المستدرك للأمور ... العارفين بما يحاك بظلمة خلف الكواليس وفي أوكار قد تسحر أبنائنا الصغار الغير مدركين للتبعات الأمور ... فنجد منهم الأفاعي والعقارب التي خطبت فيهم العاطفة ... بعدما حيد العقل والتفكير وحيدوا عن أولياء أمورهم وإبائهم وعلمائهم ...
ولعلي ومن خلال الرسائل المتبادلة مع من أثق فيهم وجدت توجها يجدر بي أن أذكره ... ألا وهو أن ندخل بين أولائك المدعون الباحثون عن النفاق والشقاق ... ونحسن الإنصات لهم ونعي ونتفكر في طرحهم ... ثم نوثق ذلك الطرح بما يتسنى لنا من توثيق ... ومن ثم نتبنى الرد عليه من خلال الحقائق والتوثيق المناسب ... وفي الوقت الزمان المناسب ... وأن لا يأخذنا الاندفاع والتسرع إلى أمور لا تحمد عقباها ... فالنجاح يتطلب أن نعرف أهدافهم ومغازيهم وأمور قد تفيدنا حتى نصل معهم إلى كلمة سواء فيكونوا منبر صدق بعدما كانوا معول هدم ...
كذلك تشجيع الفكر المعتدل الذي نجده بيننا وبينهم حتى لا ندفعه نحو الفكر التكفيري الضال ... فيزيد خصومنا ويشتد عودهم بينما نحن ما زلنا نعيد ترتيب أوراقنا ...
هذه صرخة تنطلق بمنطق من وعى وتفكر وتجول ووقف وقفة من شلة حركته ولكن عقلة وقلبه وقلمه ينقد وينقل ... وأن كثر الناظرين والدارسين وترسخ المفهوم ... في عالم أستقطب رموز ولكن عينه على الجوهر الذي يلمع ... وهو على مد النظر منا ومنهم فهل تكون لنا يد السبق في حمايته وتوجيهه التوجيه السليم المتناسب وفق مقتضيات العصر والمكان والزمان ...

ولعلي أستدرك وأقول ( ناقل الكفر ليس بكافر )

نادر النادر