النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.

  1. #1
    التسجيل
    09-08-2004
    المشاركات
    13,035

    Arrow من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

    وبعد:

    إن من كمال إيمان المرء أن يحب ويبغض في الله، فقد أخرج أحمد والترمذي والحاكم عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل الإيمان".

    لذلك إن من أصول أهل السنّة والجماعة بغض أهل الأهواء والبدع؛ لأنهم محادون لله ورسوله بابتداعهم في الدين، والله عز وجل حرم مواداة من حاده ورسوله، قال الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].

    لذلك يجب على صاحب السنّة قطع أسباب حب أهل الأهواء والبدع ومودتهم، وذلك يتم بالآتي:

    1) ترك السلام عليهم؛ روى الخلال أن رجلاً سئل الإمام أحمد: عن رجل له جار رافضي يسلم عليه؟ قال: لا، إذا سلم عليه لا يرد عليه.
    انظر: السنّة، للخلال، 1/494.

    2) ترك مجالستهم؛ قال الإمام ابن أبي زمنين: "ولم يزل أهل السنّة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم".
    انظر: أصول السنّة، لابن أبي زمنين، 3/1024.

    3) عدم قبول إحسانهم وصِلاتهم؛ روى اللالكائي عن شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك أنه كان يقول: "اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي".
    انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة، للالكائي، 1/140.

    كما يجب إظهار البغض والعداوة لهم على الجوارح، وذلك لا يكون إلا بـ:

    1) التصريح لهم بالبغض والعداوة، روى الآجري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر: "إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء، وهم منه براء، ثلاث مرات".
    انظر: الشريعة، للآجري، ص205.

    2) معاملتهم بالغلظة والشدة، نقل الإمام إسماعيل الصابوني تقريراً لمنهج السلف وأصحاب الحديث في كيفية معاملة أهل البدع، إذ قال: "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم، ومهاجرتهم".
    انظر: عقيدة السلف وأصحاب الحديث، للصابوني، ص315-316.

    3) قطع معونتهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

    وأخيراً، إن من الأصول المقررة عند أهل السنّة والجماعة إهانة أهل البدع، لدرء المفاسد المترتبة من تعظيمهم، لذلك يجب تجنب والحذر من الأمور التالية:
    1)إطلاق الألقاب الحسنة عليهم.
    2) تكنيتهم.
    3) استقبالهم بالبشر والطلاقة.
    4) تقديمهم في المجالس.
    5) التلطف معهم في الكلام.
    6) دعوتهم للطعام.
    7) تهنئتهم في المناسبات.
    8) استعمالهم في الوظائف.
    9) مشاورتهم.

    عموماً، فهذا الباب واسع جداً، لا يكاد ينحصر لاستحداث صور التكريم وألفاظ التشريف، فإن الضابط ما يستخدم في حق أهل البدع هو: "أن كل ما دلت النصوص على النهي عن استعماله، أو حذر العلماء منه من تلك الصور المتقدمة وغيرها، أو تعارف الناس عليه أنه من صور التعظيم فلا يجوز معاملة أهل البدع به".

    اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويتمسكون في دنياهم مدة حياتهم بالكتاب والسنة، وجنبنا الأهواء المضلة والآراء المضمحلة، والأسواء المذلة، فضلا منه ومنة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    أخوكم في الله/ أبو إبراهيم أحمد الرئيسي.

    ملاحظة: أصل المادة العلمية مختصر الجزء الثاني من كتاب: "موقف أهل السنّة والجماعة من أهل الأهواء والبدع" تأليف الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي، ط: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.

  2. #2
    التسجيل
    10-08-2005
    المشاركات
    58

    مشاركة: من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.

    مشكوره على الموضوع الاخت ( اسلاميه )
    وبأنتظار المزيد ان شاء الله

  3. #3
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    مشاركة: من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.

    مشكور على الموضوع.......

  4. #4
    الصورة الرمزية moneeeb
    moneeeb غير متصل عضو مميز في منتديات الاخبار
    Rurouni
    التسجيل
    01-12-2004
    الدولة
    الحجاز جزيرة العرب
    المشاركات
    3,303

    مشاركة: من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسلامية
    بسم الله الرحمن الرحيم







    1) التصريح لهم بالبغض والعداوة، روى الآجري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر: "إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء، وهم منه براء، ثلاث مرات".


    انظر: الشريعة، للآجري، ص205.

    2) معاملتهم بالغلظة والشدة، نقل الإمام إسماعيل الصابوني تقريراً لمنهج السلف وأصحاب الحديث في كيفية معاملة أهل البدع، إذ قال: "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم، ومهاجرتهم".
    ملاحظة: أصل المادة العلمية مختصر الجزء الثاني من كتاب: "موقف أهل السنّة والجماعة من أهل الأهواء والبدع" تأليف الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي، ط: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.






    السلام عليكم
    عندي ملاحظة عن الفقرتين.. الاولى ينقل الكاتب و يقول البغض والعداوة، و ابن عمر - رضي الله عنهما يقول: فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء. اين العداوة؟؟؟؟ ابن عمر يتبرئ !!!
    الثاني معاملتهم بالغلظة والشدة، و ينقل الامام الصابوني "وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم،"و الله اعلم مِن من هذا الكلام. اين الشدة هنا هو يقول الابتعاد!!!
    الرسول صلى الله عليه و سلم كان يدعو اهل قريش سنيين بالرفق و القاء الحجه و كانو اهل قريش هم اهل العداوه و الشدة و عند فتح مكه و هو الاعلى رفق بهم. مثال اخر اليهود اهل البدع و النفاق في المدينه المنوره كان الرسول صلى الله عليه و سلم ينصح و يرفق و يلقي الحجه عليهم .
    نحن ديننا الاسلام ليس العداوه و الشده. ديننا الحق منزل من عند الله كامل غير ناقص. الان اصبحت قلوب المسلمين مليئه بالحقد و الكره و العداوه و الجديد الان التكفير.


    (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ - لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) سورة الغاشية و ايه 21و22
    أَيْ فَذَكِّرْ يَا مُحَمَّد النَّاس بِمَا أُرْسِلْت بِهِ إِلَيْهِمْ فَإِنَّمَا عَلَيْك الْبَلَاغ وَعَلَيْنَا الْحِسَاب . قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَغَيْرهمَا لَسْت عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ أَيْ لَسْت تَخْلُق الْإِيمَان فِي قُلُوبهمْ
    المصدر للايه
    http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...EER&tashkeel=0

    المفروض يكون عنوان الموضوع: من أصول أهل السنّة: نصح أهل الأهواء والبدع

    اللهم اغفر لنا جميعاً و اهدنا الى سواء السبيل
    التعديل الأخير تم بواسطة moneeeb ; 21-08-2005 الساعة 04:52 AM

  5. #5
    التسجيل
    21-10-2004
    المشاركات
    560

    مشاركة: من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.

    وجوب العدل في الحكم على المبتدعة
    و ما يترتب على ذلك من الموالاة و المعاداة

    أمرنا الله تعالى بالعدل فقال سبحانه :
    ( يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا
    اعدلوا هو أقرب للتقوى )
    [ المائدة : 8 ] .

    و إذا كنّا عادلين في باب البراءة من المبتدعة و بغضهم و مباينتهم ، فلا بد أن يكون ذلك بحسب البدعة
    المتَلبَّس بها ، مع موالاتهم و محبتهم لما فيهم من الخير و البر من جهات أخرى ،

    هذا في حال كون البدعة غير مكفّرة ، و غير منافيةٍ لأصول أهل السنّة و الجماعة المتفق عليها ،
    فيكون :
    ( الحب و البغض بحسب ما فيهم من خصال الخير و الشر ، فإنّ العبد يجتمع فيه سبب الولاية
    و سبب العداوة ، و الحب و البغض ، فيكون محبوباً من وجه ، و مبغوضاً من وجه ، و الحكم للغالب )
    [ شرح العقيدة الطحاويّة ، لابن أبي العز الحنفي ، ص : 434 ] .

    و هذا مقتضى العدل ،

    و قد قرره شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في قوله:

    ( إذا اجتمع في الرجل الواحد خير و شر ، و فجور و طاعة و معصية ، سنة و بدعة ، استحق من
    الموالاة بقدر ما فيه من الخير ، و استحق من المعاداة بقدر ما فيه من الشر ، فيجتمع في الشخص
    الواحد موجبات الإكرام و الإهانة ، فيجتمع له من هذا و من هذا ، كاللص الفقير نقطع يده لسرقته ،
    و يُعطى من بيت المال ما يكفي حاجته ، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنّة و الجماعة ) .
    [ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 28/209 ].


    و بناءً على ما تقدم ممّا هو مقرّر عند أهل السنة و الجماعة :

    إنّ أهل البدع ليسوا على درجةٍ واحدةٍ ، ففيهم المبتدع الكافر ببدعته ، و فيهم الفاسق بتلبسه بها ،
    و فيهم الداعية إليها ، و غير الداعية ، و فيهم المعذور بجهله أو اجتهاده ، و غير المعذور
    شأنهم في ذلك شأن أهل الإيمان عند من قال إنّه يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان
    [ و هو مذهب جمهور أهل السنة خلافاً للحنفيّة . انظر : شرح الطحاويّة ، ص : 335 و ما بعدها ]


    فلا بد أن يُنزل كلّ إنسان منزلته ، و يُحلَّ محلَّه ، و يأخذ حقّه من المعاملة ولاءً و براءً .


    د . أحمد عبد الكريم نجيب
    http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/5.htm



    ============================

    ( ... خواطـــر على طريـق التزكيــــة ... )

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •