مــــن يعـــارض ....مــــن ؟
لعل المعارضة السياسية إحدى النماذج المهمة لتجسيد فعل التعارض والاختلاف في أبعاده الفكرية والسلوكية والاجتماعية .
والتاريخ السياسي للمجتمعات حافل بالأمثلة ,ومزدان بالتجارب السياسية التي وقعت تحت القراءة والتمحيص من قبل المفكرين والفلاسفة والسياسيين .
والذين بدورهم انتجو كماً هائلاً من النظريات المفســــرة لهـــــذا المفصـــل من المعرفة (السياسية الإجتماعية ) .
والواقع في دائرة إهتمام علم الاجتماع السياسي الذي ضم تحت عبائته رغم حداثته عدد كبير وكبير جداً من الأسماء الكبيرة والمهمة في تاريخ المعرفة السياسية والمعاصرة .
وقد إتفق جميع من درس موضوعة الديمقراطية على المفهوم الشامل لفعل المعارضة........،حيث لا تخرج عن كونها تنظيم يؤسس ويسعى بدوافع المصلحة للوصول للحكم ..وقد تكون المصلحة هنا حزبية أو طائفية أو فردية......) .
وظل هذا المفهوم ساريا ًومقبولاً يروج للديمقراطية الليبرالية ويغذى بعدها الوجودي المؤسس على جملة من الأعمدة والتي جميعها هادفة إلى سلب السلطة من (كل مواطن ) وبذلك ظلت المعارضة بهذا المعنى قاصرة على البلوغ ....وغير معبرة عن المصلحة الشعبية العامة وبمقاربة بسيطة بين المعارضة التقليدية بهذا المفهوم والمعارضة الشعبية الجماهيرية وفق المنظور السياسي الجماهيري .
نجد الفرق الواضح , ففي حين أغفلت النظم الليبرالية وما سبقها البعد الشعبي لفعل المعارضة السياسي وهمّشت وجوده بنفيه خارج اللعبة السياسية باقتراحها لممثلين مشكوك في أهدافهم وكذلك في مبررات معارضتهم التي قد تقنع فقط حزب أو طائفة أو تنظيم ما مستقل معارض تحت أي غطاء أو تسمية يديره أفراد بدوافع ضيقة /و ذاتيه ,تعمل تحت آليات محـدودة الأثر ,تتداخل بداخلها مواقع الأغلبية بالأقلية /الذاتي بالعام / الفردي بالشعبي .
وفى المقابل نجد في الديمقراطية المباشرة الأمر مختلفا ً,فالسلطة متجسدة في كل مواطن ,ليست من ممتلكات الأغلبية ولا هي من مطامح الأقلية .
إذ لا أقلية في ظل التطبيق الاْمثل والمباشر للديمقراطية التي كفلت المعارضة بحرية إبداء الرأي والدفاع عنه وكذلك الإقناع به دون اللجؤ لتشكيل حزب ولا لكسب أصواتا برلمانية أو نيابية.....بل من خلال تجسيد السلطة في شخص كل مواطن والذي يتعامل بدوره مع أي معارضة أو تعارض خارج نطاق المؤتمر الشعبي على انه محاولة لسلب السلطة من كل مواطن أو هي فعل غـــير ذي جدوى ,طائش وغير مسؤول ......
من هنا تميز المواطن الليبي وهو يعيش التجربة الجماهيرية ويمارس سلطته بإعتزاز وفخر بأنه أول السباقين للتمتع بحياة مستقرة خالية من منغصات لعبة المصالح المشبوهة والمعبرة مهما إتسعت عن الأطماع الفردية القاصرة ...
ومن هنا أيضاً ندرك عدم إكتراث الشعب الليبي بما إذا كانت المعارضة الليبية الموهومة مدعومة من قوىً خارجية ...أم لا ؟
ولم تقنغ سوى منظمي مؤتمر لندن ومن دعمهم من مرتتزقة وإستخبارات مأجورة
عموماً أطمئن الجميع بأننا في الجماهيرية لا نعترف إلا بالمعارضة واختلاف الرأي داخل المؤتمرات الشعبية التي اختارها الشعب ليقود نفسه من خلالها دون وصاية ....ولا نيابــــــــة
أشكر مشرف الصفحة الأستاذ اغنيوة على صفحته التي هي فعلاً ًإحدى إفرازات المدرسة الجماهيرية ....فكرة دون موضوع ...وفعلا ًدون إقرار .
كمــا أعبـــر عــن رغبـــتي في نشــر هــذه الرسالــة .
والســــــــــلام ختــــــــــام
