النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الكبر

  1. #1
    التسجيل
    19-05-2005
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    141

    Post الكبر

    هو شعور الإنسان بأنه أفضل من غيره ، وهو شعور كاذب مبني على الوهم والغرور



    لأنه ليس في مقدور الإنسان أن يقوم بإحصاء شامل لكل البشر في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ليقارن نفسه بغيرها ويتبين له أفضليته على غيره
    و آفة هذا الشعور انه يجعل للإنسان حقوقا إضافية ليست لغيره ولا يرى لغيره عليه حقوقا بزعمه انه خير ممن سواه فتصدر عن المتكبر أخلاقا وسلوكا سيئا يظهر في كلامه و أفعاله ولباسه وسائر ما يتعلق به .. ولنفرض أن الإنسان تفوق في أمر ما على غيره فهل يستمر هذا التفوق في التربع على القمة على الدوام . وماذا عن الجوانب التي يتفوق غيره فيها عليه . فلتقل انك اعلم الناس بالطب مثلا فلابد انك متفوق في تخصص واحد فقط من الطب ولا شك أن التخصصات الأخرى فيها من يتفوق عليك ثم ماذا عن الذي تفوق عليك في الهندسة أو في التجارة أو غيرها انك لا تستطيع أن تكون متفوقا دائما في كل شيء وفي كل وقت وفي كل الأحوال .

    ثم انظر إلى نفسك أيها المتفوق أن كنت أكثر مالا فلن تكون أكثر سعادة من غيرك فكم من رجل بسيط يعيش حياة مطمئنة وكم من رجل ثري يعيش في شقاء وقس على ذلك .

    إن تفوقك ما هو إلا حصيلة عدة عوامل لو توفرت لغيرك لكان مثلك أو أفضل منك فلماذا التكبر ؟

    ألا ترى الدنيا متقلبة بين غني وفقر وصحة ومرض وسعادة وشقاء وطاعة ومعصية وغيرها من الأضداد فإذا حالفك الحظ في التفوق فاعلم انه لا يدوم وتلك الأيام نداولها بين الناس ، انك بشر ممن خلق الله أصلك تراب واليه تعود ثم تبعث فتحاسب واعلم أن الله يحاسبك على ما أعطاك من الإمكانيات فان أعطاك مالا كان حسابك على المال وان أعطاك علما فسيحاسبك على العلم و هلم جرا فبدلا من التكبر استعد للحساب فيما أعطاك الله وجعلك متفوقا فيه فلكل نعمة ضريبة وضريبتها الشكر وشكر النعم أن تعلم أنها من فضل الله عليك أولا ثم عليك ان تحمد الله بلسانك و أفعالك وان تبث فيك روح التواضع فكل شيء زائل لا محالة لقد تكبر فرعون بملكه فما كانت خاتمته وتكبر قارون بماله فما كانت عاقبته ، وتكبر إبليس بعلمه فماذا كان جزاؤه ؟ أما لك في أولئك معتبر .

    تأمل هذا البيت من الشعر وقس عليه حالات التكبر :

    قل لمن يدعي في العلم معرفة علمت شيئا وغابت عنك أشياء


    إبليس هو أستاذ التكبر لدرجة أوصلته إلى عصيان أمر الله وتبرير عصيانه ولهذا استحق أللعنة إلى يوم الدين
    واعلم أن التكبر يكون بكثير من الأسباب فقد يتكبر الإنسان بالمال أو بالعلم أو السلطان أو حتى الدين ، نعم فكم من عابد متكبر يظن نفسه خير من غيره ولهذا يقول الصالحون رب ذنب أورث ذلا واستغفاراً خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا ، لو انصف المتكبر نفسه لعلم انه مخلوق مثل غيره وان ذنوبه أكثر من حسناته وما حسناته إلا فضل من الله عليه . وأكثر الأشياء سببا في التكبر هو العلم ولهذا يصنف العارفون العلم إلى نوعين علم رباني وعلم شيطاني فالعلم الرباني هو الذي يورث التواضع ولهذا كان سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمنا بالله و اخشانا لله وكان شديد الحياء والتواضع ، و أما العلم الشيطاني فهو يورث التكبر .

    والتكبر في الحقيقة صفة لا ينبغي أن يتحلى بها سوى الله تعالى فهو صاحب الكمال المطلق وما سواه لا يجوز له التكبر ، واعلم أن التكبر من أقبح الذنوب الباطنة التي تصيب القلب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "

    وهناك العديد من الشبهات في موضوع التكبر نورد منها

    1. ليس من الكبر أن يحب الإنسان العلم أو المال أو السلطان أو اللباس المحترم ولكن الكبر أن يحتقر الناس ولا يعترف بالحق .
    2. الثقة في النفس أن تعلم فضل الله عليك والتكبر أن تغتر بما انعم الله عليك.
    3. المتكبر إنسان في زمرة المطففين يستوفي حقه ويزيد ويبخس الناس أشياءهم بينما المتواضع إنسان متسامح يقبل المعذرة ويتنازل عن حقه طواعية لوجه الله فهو من أهل العفو عند المقدرة .
    4. المتكبر يغضب لحقوق نفسه ولا يبالي إذا انتهكت حقوق الله بينما المتواضع يغضب لله لا لنفسه
    5. المتكبر يعتبر نفسه سيدا وعلى الناس أن يخدموه بينما المتواضع يخالط الناس ويصبر على أذاهم .
    6. المتكبر كالدخان يرى نفسه مرتفعا وهو وضيع لا قيمة له ، بينما المتواضع اصله ثابت وفرعه في السماء
    7. المتكبر في عقله وتصوره خلل ويعيش على الأوهام وهو بذلك عرضة للمشاكل النفسية والتوترات بينما المتواضع إنسان عرف قدر نفسه فهو اكثر واقعية وبذلك اقل عرضة للتوتر والمشاكل


    وكما يصيب التوتر الأفراد يصيب الجماعات فقد ظن اليهود انهم شعب الله المختار لمجرد نسبهم وهذا التكبر عظيم وظن الألمان زمن هتلر انهم سادة العالم وفي أيامنا المعاصرة نرى تكبر أمريكا على العالم ولكن الحقيقة أن المشاكل التي يعانيها المجتمع الأمريكي و سيعانهيا كثيرة ومعقدة ولكنهم بسبب تكبرهم يخفونها ولا يظهرون الا ما يجعل وجههم القبيح جميلا .

    والمسلمون أيضا قد أصابهم الكبر يوم حنين أعجبتهم كثرتهم فلم تغن عنه شيئا وتكبر المسلمون عندما ركنوا إلى انهم خير أمة أخرجت للناس بالوارثة وتركوا الواجبات المناطة بهم وزهدوا في العلم و أسبابه وفي القوة وعواملها فكانت نتيجة هذا التكبر ما نعاني اليوم منه

    وختاما نقول رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ، ونستعين بالله على إنقاذنا من هذه الخصلة الذميمة وان يبدلنا بها تواضعا وواقعية ومصداقية فانه قل من ينجو من التكبر إلا من رحم الله .
    موضوع منقول من شبكة الفرسان الإسلامية
















    شكرا لك The Imaginary على التوقيع
    ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما أعنيه فهذه قناعاتي وهذه أفكاري وهذه كتاباتي أكتب ماأشعر به وأقول ماأنا مؤمن به وليس بالضروري ماأكتبه يعكس حياتي الشخصية هي في النهاية مجرد أفكار مع كامل الحب والتقديرلمن يمتلك وعياً كافياُ يجبر قلمي على احترامه


  2. #2
    التسجيل
    18-04-2003
    المشاركات
    4,423

    مشاركة: الكبر

    موضوع رائع ..
    تشكر عليه ..
    للحديث بقيه

  3. #3
    التسجيل
    20-01-2004
    المشاركات
    212

    مشاركة: الكبر

    مشكووور ويعطيك الف عافيه

  4. #4
    التسجيل
    28-08-2005
    الدولة
    امممم...مابعــد روسياا
    المشاركات
    358

    مشاركة: الكبر

    مشكوووووور ع الموضوع القيم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •