صفحة 5 من 12 الأولىالأولى 12345678910 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 75 من 178

الموضوع: مذكرات عاشق

  1. #61
    التسجيل
    29-08-2005
    المشاركات
    13

    مشاركة: مذكرات عاشق


    مشكوووووووووووووره عزيزتي على التكمله
    الرووووووعه
    وشوقتينا للباقي

  2. #62
    التسجيل
    28-08-2005
    الدولة
    افتخر بكوني كويتي
    المشاركات
    683

    مشاركة: مذكرات عاشق

    مشكورا على القصه الروعه ولا تأخرين التكمله

  3. #63
    التسجيل
    07-09-2004
    الدولة
    In her heart
    المشاركات
    213

    مشاركة: مذكرات عاشق

    مشكورة مرة أخرى على لقصة الرائعة

    و مازلنا ننتظر الباقي على أحر من الجمر:vereymad:

    My feelings I hide My dreams I can't find

    Am falling behind am losing my mind



  4. #64
    الصورة الرمزية ~*~سحابة صيف~*~
    ~*~سحابة صيف~*~ غير متصل فارسة الثقافة في منتدى الصوتيات والمرئيات الاسلامية
    التسجيل
    13-12-2004
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    4,472

    مشاركة: مذكرات عاشق

    وين حلقة اليوم؟

  5. #65
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    ranoosh
    اغاريد
    her highness
    Angel Never Cry
    arlin

    شكرا للمتابعه .. وإليكم الذكرى الثانيه عشر ..

  6. #66
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى الثانية عشر :




    اتصلت بي حور منذ قليل وأخبرتني بأن هلا كانت متكدره كثيرا ولكنها استطاعت تهدأتها وإعادة السرور إلى قلبها .. كما انها تمكنت من إقناعها بلبس أجمل ماعندها من ملابس لتذهب لمقابلة عمر وهي بأبهى حلة .. فاطمأن قلبي و خرجت مع حور مرتاح البال ..



    جلسنا في المقهى لساعات طويله .. كانت حور تتحدث وانا اصغي إليها .. غير قادر على إبعاد عيني عن وجهها أتأملها بصمت ودود .. والابتسامة لا تغادر وجهي .. كنت احدق فيها بشده .. إلى درجة انها احمرت من تحديقي بها .. وكانت تطالبني بالكف عن ذلك .. إلا انني كنت ارفض لأنني اريد ان اطبع ملامحها بدقة في ذاكرتي .. ولأن شوقي لها كان كبيرا .. ولأنني اهواها بجنون ..



    بعد المقهى خرجت وحور إلى الشارع لنتمشى قليلا .. يدا بيد ... واتجهنا إلى العمارة التي تقطن فيها حور .. أوصلتها إلى باب العمارة .. ثم ودعتها على أمل ان القاها غدا .. ثم اتجهت إلى منزلي والسعادة تغمرني .. فنسيت كل شيء عن هلا و عمر .. رغم انني كنت مشغول البال بهما قبل ان اخرج ..



    *****



    لم اتذكر هلا إلا حين اتصلت بي لتخبرني عما دار بينها وبين عمر .. فخجلت حينها من نفسي لأنني لم اكن المبادر بالاتصال والسؤال ..



    أخبرتني بأن عمر كان رقيقا جدا معها .. واصطحبها للعشاء .. واعترف لها بأنه اكتشف حبه لها منذ دخولنا للجامعه ... ولكنه كان يشعر بأنها بعيدة عنه .. وأنها تفضلني عليه .. فكانت الغيرة تأكله .. لدرجة انه اصبح يكره الخروج معنا ..



    اخبرها بأنه انغمس في علاقات متعدده مع فتيات لم يعد يذكر اسماءهن رغبة منه في نسيانها ونسيان تأثيرها عليه .. إلا انه لم يقدر على ذلك أبدا .. فقرر اخيرا ان يرضخ لقلبه .. ويصارحها بحبه .. ويطلب منها ان تحبه ولو قليلا .. رحمة به وبحاله ..



    اخبرتني هلا بأنها لم تقدر على ان تكاشفه بمشاعرها نحوه .. لأن الخجل والصدمة قد عقدا لسانها .. فاكتفت بالإصغاء إليه خافضة العينين .. محمرة الوجنتين .. وطلبت منه إمهالها بعض الوقت لتتمكن من الرد على ما اخبرها به للتو ..



    استغربت من ردة فعل هلا .. فهي لم تكن تحلم بأن يحبها عمر يوما .. والآن وقد اعترف لها بحبه .. تقف حائره امام ما اخبرها به ولا تعرف بم ترد عليه ؟! إلا انني اظن بأنها كانت لا تزال تحت تأثير صدمة حبه لها .. ولكن .. لأنني اعرف عمر جيدا .. حثثت هلا على الاتصال به في الحال وإخباره بكل شيء عن مشاعرها نحوه .. لأنها إن لم تفعل ذلك فورا .. فسيظن عمر بأنها لا تحبه .. وقد يدخل في مغامرة جديده رغبة منه في الهروب من رفضها لحبه ..



    خافت هلا مما قلته لها .. فسارعت بالاتصال به .. لتخبره بمشاعرها اليائسه نحوه .. وكيف انها كانت دوما تحبه دون ان يشعر .. وكيف كانت تتحمل كل مغامراته وطيشه خوفا من فقدانه .. فاعتذر لها عمر بشده عن كل تصرف أرعن قام به يوما .. ووعدها ان يبقى مخلصا لها ولها وحدها إلى الأبد ..



    ******



    لم يبق على نهاية العام الدراسي الحالي سوى ايام قلائل .. يعود بعدها كل إلى وطنه .. بانتظار السنة الدراسية الجديده ( الأخيرة بالنسبة لنا .. انا ، حور ، راشد ، وعمر ) فنظام دراستنا يقتصر على ثلاث سنوات جامعيه فقط ..



    اتفق عمر مع هلا على الخطوبة حالما يعودان إلى الدوحة .. على ان يتم الزواج في عطلة منتصف العام الدراسي .. ففرحت كثيرا لهما .. وتمنيت لهما السعادة والتوفيق ..



    لم يطلب عمر من هلا ان تقطع علاقتها بي .. ولكنني اعرف بأنه كان يرغب بذلك في قرارة نفسه .. فقمت بما رأيته مناسبا ،، فطلبت من هلا ان تبتعد عني إن كانت تريد الاستمرار والنجاح مع عمر ..وإن كانت ترغب فعلا في إتمام الزواج كما تم الاتفاق بينهما .. فوافقت هلا بارتياح لأنها هي ايضا كانت تعرف بأن عمر سيكره صداقتي معها .. فاتفقنا على الافتراق بود ..وطلبت من هلا ان تعدني بالاتصال بي .. إن شعرت يوما بحاجة ماسة إلى صديق يقف قربها وقت الضيق او الأزمات ..



    عادت علاقتي بعمر إلى سالف عهدها بعدما انتهى السبب الذي كان يعكر صفوها .. اي بعد ان اطمأن إلى أن هلا ستكون له وحده .. ولن استطيع ان اسلبه إياها .. وبعد ان عرف بأنها كانت تحبه وحده دون سواه .. وأنني لم احب يوما سوى حور ..

    *****



    بدأت فترة الاختبارات فغرقنا جميعا في بحر المذاكره .. ولم يعد لدينا وقت للهو وإضاعة الوقت .. بالطبع كنت احدث حور يوميا .. ولكنني لم اعد اخرج معها كثيرا .. فلم اكن اراها إلا في عطلة نهاية الأسبوع .. لساعة واحدة فقط .. وهي الساعة التي نأخذها كاستراحة لنا من المذاكره ..



    لم اكن انوي العودة إلى الدوحة مباشرة بعد انتهاء الامتحانات .. فلم اكن ارغب في الابتعاد عن حور بهذه السرعه .. اريد ان اقضي معها بضعة ايام بعيدا عن جو الامتحانات الكئيب .. وهذا مافعلته بالضبط ..



    اخبرت اهلي بأنني سأبقى اسبوعا بعد الامتحانات لأرفه عن نفسي قليلا .. فوافقوا رغم شوقهم الشديد إلى رؤيتي .. ولكنهم كانوا يعرفون بأنني بحاجة للنقاهة بعد المذاكرة .. ولذلك سمحوا لي بالبقاء أسبوعا ..



    قضيت هذا الاسبوع مع حور بسعادة .. كنا نخرج معا يوميا .. زرنا المتنزهات والسينما والمطاعم والمقاهي والأسواق .. والمعالم الأثريه .. لم نترك شيئا لم نقم به .. وقد كان اجمل اسبوع قضيته في حياتي .. متناسيا الوقت والزمن .. وكأن الدنيا ليست سوانا نحن الاثنين ..



    ولكن .. لحظات السعادة لا تدوم طويلا .. فها انا اليوم مضطر للملمة أغراضي استعدادا للسفر والعودة إلى الوطن .. ورغم سعادتي بالعودة إلى الدوحة ورؤية أهلي .. إلا ان هذه السعادة كان ينغصها اضطراري للافتراق عن حور ... اعرف بأنه افتراق وقتي ليس إلا .. وأننا سنعود سويا بإذن الله في السنة القادمة .. ولكن رغم ذلك .. كنت حزينا لأنني لن اراها لشهرين كاملين ..



    ماباليد حيله .. ليس امامي سوى السفر .. على امل العودة من جديد .. وعسى ان تمر ايام الفراق سريعا .. والآن إلى اللقاء .. علي حزم امتعتي بتركيز .. لأنني لا اريد ان انسى شيئا هنا ..




  7. #67
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى الثالثة عشر :

    وضعت اخر قطعة من ملابسي في الحقيبه واغلقتها ،، وعيناي ممتلأتان بالدموع لوعة واسى لفراق حور .. وها انا اتوجه الآن في طريقي إلى المطار بحزن .. سأتصل بها لتبقى معي إلى ان اصل إلى المطار وانهي إجراءات السفر بسلام ..

    *****

    كانت رحلة الطائرة طويله ومرهقه .. وخاصة لشخص مثلي .. يشعر بالوحده والحزن .. حاولت ان انام ولكني لم اقدر .. فالذكريات اخذت تمر بي كالشريط السينيمائي .. فهذه ضحكتها،، وتلك ابتسامتها .. هذا بكاؤها ،، وتلك نظرتها .. آه كم اشتاق إليها رغم انني لم اغادرها إلا منذ سويعات قلائل ..

    شوقي لها اخذ في الازدياد بمرور الساعات .. وحين شعرت بأنني لم اعد اطيق الصبر والانتظار .. اخذت التفت يمينا وشمالا بحثا عن الهاتف الملحق بمقعد الطائره .. إلى ان وجدته .. فأدخلت بطاقتي الائتمانيه في المكان المخصص لها من الهاتف .. وأدرت رقم هاتفها بأصابع مرتجفة لهفة وشوقا ..

    لهفتي لسماع صوتها ذهبت ادراج الرياح ،، لأن هاتفها كان مقفلا .. وقد اعدت المحاولة مرات ومرات دون جدوى ... فقضيت بقية الرحلة خائبا حزينا .. محاولا شغل وقتي بأي شيء .. فتارة اقلب في قنوات التلفزيون .. واخرى اقرأ كتابا .. إلى ان حلت الساعة السابعه مساءا ..

    في هذه الساعه تماما ،، حطت الطائرة على ارض مطار الدوحة الدولي .. معلنة الوصول إلى وجهتها .. فهببت واقفا قبل ان تستقر الطائرة تماما .. وقبل ان تطفأ إنذارات ربط احزمة الأمان .. وكل ذلك لسبب واحد فقط .. هو لهفتي لتشغيل هاتفي والاتصال بحور ..

    ادرت هاتفي ،، وما ان ظهرت شارة الشبكه .. حتى استلمت رساله نصيه .. ففتحتها متلهفا .. وإذ بها من حور تقول فيها : ( حمدا لله على سلامتك ،، انارت الدوحة بقدومك ... اشتقت إليك ) .. فابتسمت وسارعت بضغط الأرقام لأتصل بها .. إلا انها كانت اسرع مني بالاتصال ..

    أجبت اتصالها حتى قبل ان تكتمل الرنة الأولى .. بلهفة وشوق لا يوصفان .. وأخبرتها بأنني كنت على وشك الاتصال بها إلا انها سبقتني .. فضحكت وأخبرتني انها كانت تحدق في هاتفها متلهفه بانتظار ان يتم تسليم الرساله .. لتسارع بالاتصال لأنها كانت قلقة علي للغايه ..

    شعرت بسعادة لا توصف حين أدركت مدى لهفتها وقلقها علي .. وانتابتني نشوه لم اعرف مثيلا لها في حياتي .. لأنني ايقنت بأنها تحبني .. لا .. لا تحبني .. بل تعشقني .. وتهيم بي ..

    قلت لحور بأنني اتصلت بها من هاتف الطائره ووجدت هاتفها مغلقا .. فسألتها عن سبب إغلاقها للهاتف .. فأجابتني بأن قلقها علي هو السبب .. فاستغربت لهذا الرد البسيط والمختصر في آن .. فسألتها ان تشرح لي كيف يكون قلقها علي سببا لإغلاق هاتفها ؟!

    شرحت لي حور السبب قائلة .. بأنها كانت في أشد حالات التوتر منذ صعدت إلى الطائره .. وكانت تذرع غرفتها ذهابا وإيابا مرات ومرات .. على أمل ان تمر الدقائق والساعات ليحين موعد وصولي فتطمئن علي .. وقد كان قلقها يزداد بمرور الوقت .. فأصابتها آلام في معدتها .. و ضربات قلبها أخذت في التسارع .. ويداها في الارتعاش .. وأخذت الأفكار السوداويه تروح وتجيء إلى مخيلتها .. إلى أن أحست بأن رأسها يكاد ينفجر .. فقررت أخذ حبة منومه لتسكت هذه الأفكار .. وهذا الارتعاش .. ثم اغلقت هاتفها ونامت لتستيقظ قبل موعد وصول الطائره بعشر دقائق فقط ..

    لم اصدق ما اخبرتني به حور .. ألهذه الدرجة تقلق علي ؟! ايمكن ان تكون جادة فيما تقول ؟؟ اعجبتني الطريقة التي عبرت فيها حور عن حبها وقلقها علي .. فشعرت بحنان طاغ نحوها .. وبأن حبها يغمرني من رأسي إلى أخمص قدمي .. لا اعرف كيف اعبر عن شعوري في تلك اللحظة بالذات .. إن قلت بأنني شعرت بأنني اصبحت كلي قلبا .. هل يبدو هذا التعبير واضحا ؟! او قلت بأنني شعرت بأن الحب يشع من نظراتي وينثر قلوبا متطايره من حولي .. ايبدو هذا اوضح ؟! لا أدري .. ولكن في تلك اللحظه بالذات تمنيت لو كانت حور بقربي لأضمها بكل قوه وحب ..

    بعد ان اطمأنت حور إلى وصولي سالما .. اغلقت الهاتف لأتمكن من الاتصال بأهلي وأبلغهم بوصولي .. على وعد مني بأن اتصل بها ليلا واقضي معها وقتا طويلا في الحديث .. ثم اتصلت بأبي الذي اخبرني بأنه ينتظرني في الخارج منذ بعض الوقت ..

    اخذت حقائبي وخرجت من المطار برفقة والدي الذي احتضنني حالما رآني .. بالرغم من انه متحفظ عادة في إظهار مشاعره علنا .. إلا ان شوقه لرؤيتي كان كبيرا هذه المره .. فقد غادرتهم منذ سنة كامله لم ازرهم خلالها مطلقا ..

    استقبلتني امي بالدموع .. دموع الفرح والشوق .. واخذتني في احضانها بقوه .. ولم تتركني لوقت طويل .. فضممتها بقوه مماثله وذرفت دموعي شوقا لها ولأهلي جميعا .. لأول مرة في حياتي .. فقد كنت اخجل عادة عن التعبير عن مشاعري وحبي لأهلي بالاحتضان او بالدموع .. وكنت شديد التحفظ معهم .. فلا اذكر انني احتضنت ابي او امي يوما .. نعم انا اقبلهما على رأسيهما .. ولكني اخجل من احتضانهما .. لا ادر لم اخجل من ذلك .. ولكنه شعور لطالما انتابني ..

    بقيت مع امي واخواتي وابي .. نتسامر ونضحك .. نسترجع ذكريات السنين الماضيه .. والأطفال يتقافزون ويلعبون بمرح وسرور حولنا .. وخاصة بأنهم لم يروني منذ زمن بعيد .. فكنت بالنسبة لهم شخصا جديدا آت من بعيد ..

    كنت مسرورا بالجلوس مع اهلي .. ولكني في نفس الوقت كنت اتوق للاختلاء بنفسي في غرفتي الصغيره .. لأتمكن من الاتصال بحور .. فقد كان شوقي إليها يجعلني قلقا .. متململا في مقعدي .. بغير ارتياح ..

    لم يسمح لي اهلي بمغادرتهم إلى أن حلت الساعة الواحدة ليلا .. فتوجهت إلى غرفتي بسعادة .. وما ان اغلقت باب الغرفة حتى اخرجت هاتفي من جيبي واتصلت بحور .. التي عاتبتني على تأخيري .. فاعتذرت لها شارحا كيف ان اهلي لم يسمحوا لي بمغادرتهم إلا منذ دقائق معدوده ..

    وإلى هنا .. اسمحي لي يامفكرتي أن اغادرك .. وسأعود لك مجددا بذكرى جديده .. قريبا.. فانتظري عودتي .. وإلى اللقاء ..

  8. #68
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى الرابعة عشر :

    هل يمكن للمرء ان يكون بين اهله واحبابه ،، ومع ذلك يملؤه الشعور بالغربه والوحده ؟! هذا ما اشعر به منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي ارض الدوحه .. بالرغم من شوقي لها .. بالرغم من شوقي لأهلي .. إلا انني كنت اشعر بأن روحي تائهة .. متململه .. غير مستقره ..

    منذ ان وصلت إلى هنا .. وانا افضل العزله .. افضل البقاء وحيدا في هدوء غرفتي .. غارقا في أحلامي وذكرياتي .. متخيلا مستقبلي مع حور .. مسترجعا ايامي الحلوة معها .. متذكرا حركاتها وسكناتها .. متخيلا ملامحها الضاحكه المضيئه ..

    كان الشعور بالذنب وتأنيب الضمير يملؤني .. فأنا هنا لأكون قريبا من اهلي .. وليس لأبتعد عنهم وابقى وحدي في ظلام غرفتي .. فكنت اجبر نفسي على الخروج والجلوس معهم .. إلا انهم لاحظوا صمتي و قلقي المستمران .. فقلقوا علي .. وسألوني عما اصابي مرات ومرات .. فكنت اجيبهم بأنني بخير وليس بي شيء ..

    لا اعرف كيف اعبر عن مشاعري .. لا اعرف كيف اصف ما اشعر به .. فلقد نشأت وكبرت هنا .. ولكنني فجأه لم اعد اشعر بأنني اعرف هذا المكان .. لم اعد احس بأنني اعرف هذا المكان .. او هؤلاء الأشخاص الذين يحيطون بي .. هل غياب سنتين يجعل من المرء غريبا حتى عن اهله ؟! ام انه شعور كل مغترب يعود إلى وطنه لفترة قصيره ثم يغادرها مجددا ؟!

    حتى معاملة اهلي لي مختلفه .. فرغم حفاوتهم وترحيبهم بي .. إلا انهم اصبحوا متحفظين في معاملتهم لي .. ربما لأنهم لم يتأقلموا بعد على وجودي بينهم .. او ربما ان ما اشعر به هو مجرد وهم يصوره لي خيالي .. لا ادري ..

    استرجعت في مخيلتي شقتي .. غرفتي .. مكتبي .. كليتي .. المقهى الذي ارتاده يوميا .. فشعرت بالحنين والشوق إليهم .. شعرت بأن هذه الأماكن مألوفة إلي اكثر من منزلي هنا .. شعرت برغبة جامحه في العودة إلى كل ما اعتدت إليه هناك .. وبالأخص .. العودة إلى حور .. التي ربما كانت السبب الرئيسي الذي يجعلني قلقا ومتململا .. فمنذ ان عرفتها لم افترق عنها بهذا الشكل ..

    حاولت التأقلم على وضعي كضيف هنا في منزل اهلي .. يحل لفترة قصيره ثم يغادر .. وقد تأقلمت بالفعل بعد مرور أسبوع على عودتي .. فقد اعتدت اخيرا على رتابة الحياة وروتينها .. اعتدت على صراخ الأطفال وركضهم المتواصل في المنزل .. اعتدت على الجلوس مع ابي وأزواج اخواتي لساعات في المجلس نقضيها في لعب الورق .. فزال كل شعور بالغربه احسست به في السابق .. فيبدو انه كان شعورا وقتيا .. سببه طول بعدي عنهم ..

    ******

    كنت اتصل بحور يوميا من هنا .. واحدثها لساعات .. وقد كانت كثيرا ما تبكي شوقا لرؤيتي .. وتشكو لي شعورها بالضيق والوحدة وخاصة حين تذهب للأماكن التي اعتدنا على الذهاب إليها سويا .. فكنت احاول ان اهون عليها قدر استطاعتي وأطلب منها الصبر .. فما هي إلا ايام قلائل وينتهي الفصل الصيفي الأول وتعود هي أيضا إلى الكويت ..

    كنت اقول لها بأنها ستنسى كل شيء عني حين تصبح مع اهلها واصدقائها .. فكانت تغضب مني بشده وتؤنبني على ما اقول .. وتقسم لي بأنها لن تنساني يوما .. وبأنني سأظل ساكنا روحها إلى آخر يوم من ايام حياتها ..

    في الحقيقه .. حين كنت اقول لها بأنها ستنساني حين تعود إلى اهلها .. كنت اقولها بأسلوب مازح .. وكأنني لا اعني ما اقول .. او وكأنني ارغب في إغاظتها .. إلا انني كنت داخليا .. اموت خوفا من ان تنساني بالفعل .. وكنت اعني ما اقول بكل جديه .. ولكني لم اكن اريد ان ابين لها خوفي هذا .. لم اكن اريدها ان تشعر بأنني لست واثقا بنفسي .. لست واثقا بقدرتي على الاحتفاظ بها .. لقد كنت بحاجة لتأكيدها المستمر لي بأنها لن تتركني يوما .. بأنها لن تنساني حتى وإن لقيت كل احبائها ..

    وها قد عادت حور أخيرا إلى اهلها .. ولكن ما كنت اخشاه لم يحدث .. فقد بقيت تتصل بي يوميا .. تحدثني بالساعات كما كنا قبل سفرها .. فعاد إلي الشعور بالاطمئنان .. وعادت إلي السعادة مجددا ..

    *****

    بدأت اخطط للارتباط بحور رسميا .. فقد طال امد تعارفنا .. وانا لم اتخذ بعد اي خطوة نحو الوصول إلى هدفي الرئيسي .. يجب ان افاتح اهلي بموضوع الخطوبه .. يجب ان يتم ذلك قريبا .. ولكن كيف سأفاتحهم ولا تزال امامي سنة دراسيه كامله ؟

    اظن بأنني سأنتظر حتى منتصف العام الدراسي الجديد .. لأفاتحهم في الموضوع .. ولا بد انهم لن يمانعوا .. فهي قريبة لهلا وهو يعرفون اهل هلا جيدا ويحبونهم .. فلا اعتقد بأنهم سيرفضون ارتباطي بها ..

    لن اخبر هلا بخططي هذه .. لا استطيع إخبارها بشيء الآن فلا احد يضمن الظروف .. ولا يمكن لأي كان بأن يتنبأ بما يخبئ له المستقبل .. لا لن اخبرها .. ليس الآن على الأقل .. سأفاجأها في إجازة منتصف العام بالخبر .. لا بد انها ستسر كثيرا ..

    اغمضت عيني واخذت اتخيل وقع الخبر على حور .. وتخيلت الحوار الذي سيدور بيننا .. تخيلت بأنها ستبكي بسعاده .. ثم ستقول لي بأنها تحبني .. وانها ترغب بأن تكون زوجتي وبشده .. فارتسمت ابتسامه حالمه على شفتي .. وانا اتخيل اللذه التي ستكون عليها ملامح حور .. وحمرة الخجل تكسو وجنتيها ..

    اه كم ارغب في سماع اغنية رومانسية في هذه اللحظات .. لم لا ادير جهاز الراديو فقد اجد مطلبي بين القنوات الإذاعيه ؟؟



    حبايبنا .. وش الدنيا بلاكم ..

    ملاه الشوق قلبٍ ما سلاكم ..
    يضيق به الفضا بعض الليالي ..
    إلى دور نديم ولا لقاكم ..
    حبايبنا ترى الفرقى صعيبه ..
    على مثلي مولع في هواكم ..
    حبايبنا إلى يوم اجتمعتوا ..
    ومر الذكر في سيرة لقاكم ..
    فلا تقولون يمكنه نسانا ..
    حرام الظن في اللي مانساكم ..
    ترى يمكني اذكركم واغني ..
    ملاه الشوق قلب ما سلاكم ..



    اغمضت عيني مستمتعا بكلمات الأغنيه .. فقد كانت تصف حالي من الشوق بدقه .. فغرقت بها .. إلى ان انتهت آخر كلمة من كلماتها ..

    والآن .. حان وقت النوم يا مفكرتي فتصبحين على الف خير .. واراك قريبا ..


  9. #69
    الصورة الرمزية ~*~سحابة صيف~*~
    ~*~سحابة صيف~*~ غير متصل فارسة الثقافة في منتدى الصوتيات والمرئيات الاسلامية
    التسجيل
    13-12-2004
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    4,472

    مشاركة: مذكرات عاشق

    رائعة وما شاء الله حطيتي أكثر من حلقة
    شكراً لكِ على التكملة وفي انتظار البقية

  10. #70
    التسجيل
    28-08-2005
    الدولة
    افتخر بكوني كويتي
    المشاركات
    683

    مشاركة: مذكرات عاشق

    ما هذا الذذي اقراه انها قص روعه؟لا بل ا فضل من روعه

  11. #71
    التسجيل
    22-08-2005
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    168

    مشاركة: مذكرات عاشق

    التكملة رائعة شكرا لكى وفى انتظار باقى الذكريات








  12. #72
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    ranoosh
    Angel Never Cry
    بنت مصر ..

    تسلمون على هالردود .. وانشالله تعجبكم التكمله

  13. #73
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى الخامسة عشر :

    سرعان ما مرت الأيام وانقضت .. وها انا اليوم استعد للعودة إلى كليتي ، شقتي وإلى كل ما ألفته واعتدت عليه .. وقد كان حماسي كبيرا إلى درجة لا توصف .. بل إلى الحد الذي جعلني اودع أهلي بابتسامة بينما هم يودعونني بالدموع .. فلم اكن قادرا على الشعور بالحزن الذي يشعرون به لفراقي .. ربما لأنني لم استوعب بعد بأنني سأفارقهم لمدة ستة اشهر .. او ربما لأنني اعتدت على ان اعيش بعيدا عنهم .. لم افكر في الأسباب .. كل ماكنت افكر به هو انني سأعود .. سأعود أخيرا إلى .. حور ...

    لم اخبر حور بأنني سأعود اليوم .. لأنني أريد ان افاجأها بعودتي .. ترى هل ستكون مسرورة لرؤيتي ؟ هل تشتاق إلي الآن كما اشتاق إليها ؟ هل سأجدها في شقتها ام انها ستكون في الخارج ؟! لا اعرف بالضبط .. ولكنني يجب ان انهي إجراءات ركوب الطائره الآن قبل ان يفوتني موعد الإقلاع ..

    *****

    وصلت إلى شقتي منهكا .. إلا انني لم ارغب في إضاعة وقتي بأخذ قسط من الراحة .. او حتى بتغيير ملابسي .. كل مافعلته هو انني رميت بحقائبي إلى داخل الشقه .. ثم خرجت مسرعا نحو العمارة التي تسكن فيها حور .. وقرعت الجرس .. فردت علي من المجيب الآلي سائلة : من الطارق ؟ فلم اجب .. لأنني أردتها ان تشغل جهاز الكاميرا الملحق بالمجيب وتراني واقفا على بابها ..

    وهذا ماحدث .. شغلت حور الكاميرا .. وشاهدتني في الحال .. فصرخت بسعادة .. مرددة إسمي .. وانهمرت الأسئلة من شفتيها .. كيف .. اين .. متى .. لماذا .. كل انواع الأسئلة .. فلم اجبها سوى بابتسامة .. طالبا منها النزول .. إن كانت لا تريد مني ان ابقى منتظرا على عتبة بابها إلى الأبد ..

    أسرعت حور نازلة إلي .. بلهفة وشوق .. لدرجة أنها كادت ان تحضنني شوقا .. ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة حياء وخجلا .. فضحكت من اعماق قلبي سعادة وحبا لها .. وأمسكت بيدها بشوق ناظرا إلى عينيها .. مستمتعا بنظراتها الزائغة الهاربة من ملاقاة عيني .. ثم طلبت منها ان ترافقني إلى المقهى لنجلس سويا ونتحدث .. ونسترجع ايامنا الخوالي ..

    ******

    سرعان ما بدأ العام الدراسي .. وانخرطنا جميعا في المذاكرة .. وخاصة أنا .. لأنني كنت انوي إتمام دراستي العليا .. كنت احلم دوما بأن احصل على شهادة الماجستير ، فالدكتوراة .. ولذلك كان علي أن اعمل جاهدا هذه السنة لأرفع من معدلاتي من جيد جدا إلى إمتياز .. وقد كان ذلك يتطلب جهدا كبيرا من ناحيتي .. ولذلك .. اصبحت لا اخرج إلا نادرا .. واقضي اغلب اوقاتي في المذاكره ..

    تركيزي الكبير على المذاكرة ادى إلى قضائي وقتا اقل بكثير من السابق مع حور .. التي لم تتفهم انشغالي بالمذاكره .. واعتبرت ذلك تقصيرا مني بحقها .. وتغيرا في مشاعري نحوها .. مما سبب لي شعورا بالضيق والانزعاج .. لأنني كنت اتوقع منها هي بالذات ان تقف إلى جانبي وتشجعني على التركيز والاجتهاد بدلا من التذمر والشكوى ..

    ازداد تبرم حور مع مرور الأيام .. وازدادت المشاكل والمشاحنات بيننا .. فبدأت أشعر بأنها تتصرف بطفولية مبالغ بها نوعا ما .. كما بدأت اشعر بأنها تختلق أي سبب للتشاجر معي وذلك فقط لأنني لا استطيع ترك مذاكرتي .. كما لو انها تريدني لها وحدها .. تريدني ان اكرس كل وقتي من اجلها .. تريد امتلاكي قلبا وقالبا .. فبدأت احس بالاختناق .. ولكنني رغم ذلك كنت لا ازال احبها .. واحبها بعمق .. رغم معرفتي وإدراكي لعيوبها .. إلا أن مشاعري نحوها لم تتحرك قيد انمله .. فأنا لا اتغير بسهوله .. ولا أزال حتى هذه اللحظة أخطط لأمر الخطوبة ..

    ******

    ما ان ظهرت نتائج الامتحانات حتى حزمت حقائبي عائدا إلى الدوحه دون إبطاء .. لأنني هذه المرة ذاهب لهدف معين .. ليس فقط لقضاء الإجازة .. وإنما لأكلم اهلي عن حور .. واطلب منهم خطبتها لي .. وهذا ما حدث بالفعل ..

    أخبرت اهلي عن حور .. عن كل شيء تقريبا .. كيف رأيتها اول مره .. وكيف هي مشاعرنا تجاه بعضنا البعض .. وكيف انني انوي الزواج بها .. وارغب منهم الموافقة على هذا الزواج ومباركته .. فسّر اهلي لأنني قررت الزواج اخيرا .. ولم يمانعوا نهائيا .. وخاصة لأنهم علموا بأن حور قريبة لهلا .. التي يعرفونها ويعرفون اهلها جيدا .. إلا انهم طلبوا مني إمهالهم بعض الوقت ليتمكنوا من السؤال اكثر عن الفتاة .. والتأكد من انها مناسبة لي .. فوافقت على مضض بشرط أن لا يطيلوا في السؤال .. لأنني لن استطيع البقاء معهم لأكثر من شهر ..

    بعد ان سأل اهلي عن حور وعن اهلها .. واطمأنوا من ناحيتها .. اعلنوا لي موافقتهم النهائية على الخطوبة .. فسارعت إلى الاتصال بحور لأزف لها الخبر السعيد .. ففرحت حور .. واخذت تبكي بسعادة .. لأنها كانت تخشى أن لا اكون راغبا في الزواج بها .. كانت تخاف ان لا اقولها يوما .. كانت تخشى ان املّها واتركها دون رجعه .. إلا أنني اكدت لها بأنني ماكنت لأتركها يوما .. وأنني منذ عرفتها كنت انوي الزواج بها .. ولم اكن لأرضى بأقل من ذلك ..

    طلبت مني حور الانتظار إلى نهاية هذا العام قبل ان نفاتح اهلها بالأمر رسميا .... لأنها تريد إنهاء دراستها الجامعية قبل ان تتزوج فلا يشغلها الزواج عن المذاكرة .. ولأن والدها لن يوافق على تزويجها قبل إتمام دراستها فوجدت انه من المستحسن ان تتم الخطوبة بعد امتحاناتها النهائيه لهذه السنة .. حيث ان والدها قد يعيد النظر في الأمر إن هي بقي على تخرجها عام واحد فقط ..

    لم تعجبني الفكرة .. إلا انني رضخت لها .. بعد ان وعدتني بأن تخبر امها بكل شيء .. وتطلب منها المساعدة على إقناع والدها بالموافقة حين اتقدم لها بطريقة رسمية ..

    اخبرت اهلي بأنني سأنتظر إلى ان اتخرج من الجامعه قبل ان اتقدم لخطبة حور .. وذلك لأن موقفي سيكون افضل امام اهلها .. حيث انني احمل شهادتي بيدي .. استغرب أهلي من تغير موقفي المفاجئ .. فبالأمس فقط كنت استعجلهم للموافقة .. واليوم اطلب منهم الانتظار .. إلا انهم اقتنعوا في النهاية بوجهة نظري من التأجيل .. ووجدوا بأنها وجهة نظر صائبه وبها الكثير من المصداقيه..

    *****

    وها قد عدت مجددا إلى الجامعة والمذاكرة .. وانغمست بها إلى اقصى حد .. لأنني كنت اريد ان يمر الوقت سريعا .. فأتخرج وأحقق حلمي الذي طالما حلمت به .. واتقدم لخطبة حور .. فتصبح ملكا لي وحدي دون سواي .. واخذت ادعو الله ليلا نهارا بأن يحقق لي أملي بالزواج منها ..




  14. #74
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    هنا نصل .. إلى نقطة التحول .. والتي سيكون لها تأثيرا كبيرا في حياة سيف .. ومذكراته المستقبليه ...

    الذكرى السادسة عشر :

    ذهبت وأبويّ إلى الكويت .. لأتقدم رسميا لخطبة حور .. بناءا على الموعد الذي حددته لنا والدتها .. ووصلنا إلى منزلهم فاستقبلونا بكل حفاوة وترحيب .. ( استقبلنا والد حور ووالدتها وهي معهم ) .. فدخلت والدتي مباشرة في صلب الموضوع .. وأخبرتهم بالهدف من الزيارة ..

    فردت والدة حور بأنهم لا يمانعون بل ويرحبون بي زوجا لابنتهم .. فكل فتاة تتمنى شابا مثلي .. إلا ان هناك شرطا .. لن يتحقق الزواج دونه .. وهو ليس شرطهم فقط .. بل هو شرط حور أيضا .. ( لم اشعر بالقلق حين قالت والدة حور هذا الكلام .. فقد كنت مستعدا لفعل اي شيء من أجلها .. تريد مهرا كبيرا ؟ لم لا .. فهو حقها .. تريد منزلا لنفسها ؟ لا امانع مطلقا .. لتطلب ماتريد ) ... فابتسمت مطمئنا .. وقلت لها : لتطلب حور ما تشاء .. وبإذن الله لن اقصر من ناحيتي وسألبي لها كل ماتريد ..

    ولكن مالم اكن اتوقعه هو ان يكون شرطها بهذه الصعوبه .. لم يكن شرطا ماديا .. ولكنه كان شرطا لم اكن مستعدا ابدا للموافقة عليه .. فهو لم يخطر لي ببال .. لقد اراد اهل حور مني أن انتقل للعيش في الكويت .. إلى الأبد .. ان اترك بلدي وأهلي وكل شيء .. واعيش معهم هناك ..

    وقع علي الشرط وقوع الصاعقة .. فصرخت وانتفضت واقفا .. وقلت لا .. لا يمكن .. مستحيل .. لن انتقل للعيش هنا مهما حدث .. لن اترك بلدي التي حلمت بالعمل فيها وخدمتها طوال عمري .. لن اترك اهلي الذين احبهم ..

    ذهلت حور من ردة فعلي وامتلأت عيناها بالدموع .. فخرجت مسرعة من المجلس ولا ادري إلى اين ذهبت بالضبط .. فلم اكن اهتم .. لأنني ببساطه كنت ارتعش من هول الصدمة والمفاجأة .. فكنت فاقدا للشعور بكل ما حولي .. لم اسمع بقية شروط اهلها .. ولم اسمع رأي والدي في ماقالوا .. لم اعرف ماذا كان رأيهم حيال الشرط .. كل ماكنت اريده هو الهرب من هذا المكان .. لأتمكن من تهدأة نفسي والتفكير بما حدث بهدوء..

    فيما بعد .. اخبرتني امي بأنها حاولت لملمة الموقف .. ووعدت أهل حور بالتفكير في هذه الشروط والرد عليهم خلال اقرب فرصه ممكنه .. لأن شرطهم كان شديد الصعوبة .. فأن افترق عنهم للدراسة شيء .. وان اهاجر للأبد شيء اخر .. شيء ليس من السهل عليهم تقبله .. لم اقل شيئا لأمي ردا على ماقالت لهم .. كل مافعلته هو انني طأطأت برأسي موافقا على كلامها .. واتجهت إلى غرفتي بصمت .. فقد كنت فاقدا القدرة على النطق .. وكنت شديد الحزن والكدر ..

    تمددت على السرير دون ان اشعل الضوء .. محدقا بالسقف .. افكر وافكر فيما قالته ام حور .. ترى هل كان فعلا شرط حور ؟ هل ارادت مني حقا ان اترك كل شيء لأجلها ؟ هل بلغت بها الأنانية إلى هذا الحد ؟! ألم تفكر بأنني الابن الوحيد لوالدي وأنهما ليس لديهما سواي ليقوم بهما وبخدمتهما حين يكبران ؟ ام انها ارادت منا جميعا ان نهاجر إلى الكويت لنبقى كلنا طوع بنانها وتحت تصرفها ..

    اغمضت عيني وحاولت ان انام .. إلا انني لم استطع .. فقد كنت اشعر بالنار تشب في جوفي .. لقد كنت اغلي من الداخل .. احس بالحريق في أحشائي .. فنهضت وبدأت الملم ملابسي .. واتصلت بالمطار لأحجز مقعدا للعودة إلى الدوحة .. لأنني لم اعد اطيق البقاء هنا لحظة اخرى ..

    اخبرت اهلي بأنني عائد .. وقلت لهم بأن يعودوا هم متى شاؤوا .. فضمتني امي وحاولت ان تهون الأمر علي .. ثم دعت لي بالهداية وراحة البال .. فودعتها واتجهت إلى المطار ..

    *****

    وها قد مر اسبوع منذ عودتي من الكويت .. ولا ازال حائرا .. فأنا من جهة .. لا اريد ان اخسر حور لأنني احبها بصدق .. ومن جهة اخرى .. لا استطيع ان اتخلى عن كل أحلامي وطموحاتي .. عن كل مسؤولياتي .. عن كل ما احب من اجلها ..

    ترى .. هل ستعيد التفكير بشرطها .. هل سيجهلها رفضي لهذا الشرط تتنازل عنه ؟ هل حبها لي كبير إلى الحد الذي يجعلها تتفهم موقفي ووجهة نظري تجاه الأمر .. ام انها ستظل متشبثه بهذا الشرط مهما كان الثمن ؟!

    *****

    كان يجب ان افكر بهدوء .. يجب ان اصل إلى حل يرضيني ويرضيها في نفس الوقت .. ولذلك سافرت إلى البحرين وحدي .. حتى لا يؤثر احد على قراري .. وقطعت كل وسائل الاتصال بيني وبين العالم الخارجي .. فبقيت في غرفة الفندق وحيدا .. افكر .. إلى ان وجدت حلا قد يرضي كلا الطرفين ..

    كان الحل ببساطة يتمثل في أن ابني لي بيتين .. احدهما في الكويت .. والآخر هنا .. فنقضي اسبوعا هنا واسبوعا هناك .. او شهر هنا وشهر هناك .. ولن ابحث عن وظيفة .. فسيكون الالتزام بوظيفة ثابته امرا صعبا بالنسبة لوضعي .. ولذلك سأعمل عملا حرا .. عملا لا يتطلب مني التواجد الدائم في اي من البلدين ..
    كان هذا اكثر الحلول عملية من وجهة نظري .. وانسب حل للمشكلة التي وضعتني فيها حور .. فمن ناحيه .. ستتحق لحور رغبتها في البقاء في الكويت .. ومن ناحية اخرى لن اضطر انا لترك الدوحة نهائيا ..

    انتابني الحماس وارتفعت روحي المعنوية فأسرعت إلى الهاتف لأتصل بحور واخبرها بالحل الذي توصلت إليه أخيرا .. إلا انها لم تجب اتصالي .. فأعدت المحاولة مرات ومرات دون جدوى .. اعرف بأنها غاضبة مني .. لأنني رفضت شرطها بقسوة .. ولذلك قمت بإرسال رسالة أبلغها فيها باقتراحي .. وأسألها الموافقة عليه .. إن كانت فعلا تحبني كما احبها .. وإن كانت تريد لعلاقتنا النجاح والاستمرار ..

    جاءني ردها على اقتراحي .. فصدمت .. ولم اعرف ما افعل .. فأخذت اتصل واتصل واتصل .. ولكنها لم تكن تجيب .. إلا أنني كنت اريد ان اتأكد مما قرأت .. اريد ان اسمعها تقوله لي بنفسها .. لا يمكن ان اصدق .. مستحيل ان تكون قد فعلت ذلك ..

    وكان هذا ما جاء في الرسالة بالتفصيل :

    ( انساني يا سيف .. لقد خطبت لشخص اخر .. شخص لم يرفض العيش معي اينما اكون .. لقد فات اوان تنازلك .. فلم اعد بحاجة إليه ) ..

    هكذا ؟ بهذه البساطة .. بدون مقدمات ؟! بهذه القسوة ؟ لا .. لا بد انها تكذب علي .. لا يمكن ان يكون هذا قد حدث .. ابهذه السهولة تبيع عشرتنا .. حبنا .. تنسى سنتان من عمرها عاشتهما معي ..

    كررت محاولة الاتصال إلى ان اجابت امها على الهاتف بدلا منها .. وطلبت مني بأن انسى كل شيء .. لأن ابنتها ليست من نصيبي .. ولأنها قد اصبحت ملكا لشخص اخر .. فأجبتها غاضبا بأن ذلك مستحيل .. لا يمكن ان تكون حور هي من وافقت على الخطوبه .. لا بد انهم اجبروها على الموافقة .. فأكدت لي والدتها بأنها لم تجبر ابنتها على شيء قط .. لا الآن ولا في السابق .. وان كل شيء تم بناء على رغبتها ..

    رفضت تصديق كلام الأم .. كنت افضل الف مرة ان اصدق بأنها اجبرت على الموافقة على ان اصدق بأنها قد تخلت عني .. فألححت على الأم بأن تسمح لي بمحادثة حور لأتأكد بنفسي من صدق ماتقول .. فحاولت التملص .. ولكن نظرا لإلحاحي الشديد .. رضخت اخيرا ..

    كلمتني حور بكل هدوء ... كان صوتها فاقدا الحياة ..لا روح فيه .. وكان كل ماقالته هو : بأنها وافقت من تلقاء نفسها .. وان اهلها لم يجبروها على شيء .. وانها تريد مني نسيانها لأنها لم تعد تحبني .. ولم تعد تريدني ..

    حين سمعت هذا منها شعرت بالدوار .. والغثيان .. فلم اقل شيئا .. إلا انني اغلقت السماعة على الفور .. لم اغلقها بغضب .. بل اغلقتها بكل هدوء .. وكأن حواسي كلها قد اصابها الخدر والخمول .. فجلست على الكرسي ووضعت رأسي بين كفي .. وأجهشت بالبكاء ..

    اخيرا افرغت كل ماكان بداخلي من قلق وحزن .. اخيرا غسلت روحي من الداخل بهذه الدموع.. حتى جفت كل الدموع من عيني .. ولم يعد لدي دموع لأذرفها .. وحينها بعثت لها برساله ضمنتها كل ما اشعر به من مرارة وألم في تلك اللحظه .. فكتبت لها :

    ليتك انتظرتي قليلا .. ليتك لم تبيعي حبي لك بهذه السهوله .. ليتك فكرت بي ولو قليلا ونحيت عنك انانيتك وحبك لذاتك المفرطين .. لقد كنت دوما لا تفكرين سوى بنفسك وبسعادتك .. كنت بالنسبة لك مجرد اداه للتسليه .. وانا ،، كنت اركض خلفك كالأبله ملبيا كل اوامرك .. ولكن لا تظني ابدا ان حبي لك كان ضعفا .. لا تظني بأنني سأركض خلفك بعد اليوم .. فأنت لا تستحقين حبي .. لا تستحقين ان اكون لك في يوم من الأيام .. فعودي لمن فضلت علي .. وتأكدي بأنك ستندمين لما تبقى من ايام حياتك ..


    وها انا الآن اجلس بكل هدوء لأخبرك بكل ماحدث .. بكل برودة .. ولكن ليس لأن ماحدث لم يؤثر بي .. بل لأنني افرغت شحنة الغضب التي بداخلي في هذه الرساله الطويلة نوعا ما .. فكان تأثيرها كتأثير المخدر في الجسد المليء بالجروح ..

  15. #75
    الصورة الرمزية ~*~سحابة صيف~*~
    ~*~سحابة صيف~*~ غير متصل فارسة الثقافة في منتدى الصوتيات والمرئيات الاسلامية
    التسجيل
    13-12-2004
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    4,472

    مشاركة: مذكرات عاشق

    لم أتوقع التكملة هكذا
    أحزنتني كثيراً
    لكنها جعلت القصة أكثر روعة
    مشكورة أختي العزيزة وفي انتظار البقية

صفحة 5 من 12 الأولىالأولى 12345678910 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •