النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: عيــــــن دويرا ..رواية خيالية ..

  1. #1
    التسجيل
    11-01-2004
    المشاركات
    55

    عيــــــن دويرا ..رواية خيالية ..

    الفصل الأول :الغريب ..


    لم تكن قرية (أورال) تكاد ذكر بين القرى التي يزخر بها وادي (فارون) العظيم....فمع ضخامة وطول ذلك الوادي ...كان من الطبيعي أن تملأه القرى ... مثل قرية (مولدي) و (ميسيد) ...والتي لا تقارن معهما قرية (أورال) الصغيرة ... فلن ترى فيها روعة الطبيعة ولا تحضر المدن .. بل هي مجموعة من البيوت الضئيلة ذات الدور الواحد وعددها لا تتعدى العشرين منزلا .. ويصلها طريق ضيق مليئ بأشجار (الرياف ) ...بينما يطل عليها جبل (ألاكار) الذي لا يقربه أحد لضخامته ووعورة الطريق الموصل اليه ...



    لكن كل هذه الأسباب لم تمنع ذلك الغريب من القدوم إلى القرية عبر طريقها الوحيد ...كان ماشيا ..لأنه ما من دابة تستطيع حمل جسده العملاق ... فقد كان طوله قدر رجلين بالغين .. من فوق ساقيه الضخمة المغطاة بحذاء يصل إلى الركية .. ويحيط بخصره العريض حزام محكم ...بينما يرتدي عباءة بينة اللون ... لف بها جسده الذي يقع تحت رأسه الكبير ...واختفى فمه مع اللحية والشارب الكثين ..مع العينين الحادتين ... وثبت فوق رأسه خوذة ثقيلة ... لا يستطيع حملها جسد غير جسده ... وفوق ذلك ...كان يتوكأ على فأس ذو حدين ... طوله يكاد يصل إلى رقبته ... ليلمع تحت لهيب شمس الصيف الحارقة ..



    كانت خطواته ذات وقع قوي ... لكن أحدا لم يسمعها لخلو الطريق من المارة ...حتى وصل إلى مدخل القرية ...



    لوحة مهترئة ...كتب عليها بخط بدائي : (أورال) ... وتقع تحتها بوابة من عارضين من الخشب ... كانت ضيقة نسبيا ... فلا يمكن لعربة خيل أن تدخلها ...



    مشى الغريب من تحتها بعدما انحنى قليلا ... وأخذ يتأمل القرية باهتمام ...



    كل ما كان أمامه هو بعض البيوت الصغيرة ... يتوسطها بيت يبدو لزعيمهم أو حاكمهم ... وتطل كلها على ساحة صغيرة ....تناثرت فيها أوراق الأشجار ... تحركها النسائم الخفيفة ...



    لكن الطريق كان خاليا ... فالناس كلهم كانوا في بيوتهم ...هاربين من أشعة الشمس ... عندها توجه الغريب نحو أحدى الأشجار ... ووضع فأسه بجانبها ...ثم جلس تحت ظلها مستندا ...ولولا قوة الشجرة لانهارت ...



    نزع خوذته من على رأسه ...ليظهر شعر رأسه الكثيف ... وأدخل يده في ملابسه ليخرج زجاجة من الماء .. شربها في جرعة واحدة .. ثم وضعها على الارض بجانبه .. وأغمض عينيه ..محاولا النوم ...



    لكنه لم يرتح .. لان صوتا ما بدأ في الظهور ...كان صوت يشبه اصطدام الحديد او ما شابه .. فتطلع يمنة ويسرة ..ليرى شابا بدا انه في السادسة عشر من عمره ... يرتدي ملابسا متسخة ... وشعره المنكوش وحالته الرثة توحي انه كان في عمل شاق .. اتجه إلى الغريب وقال في دهشة متطلعا إلى جسده الضخم ...:

    ــ هل ..أستطيع طلب بعض المساعدة ؟

    نظر اليه الغريب في برود ..ثم قال :

    ــ على الرحب والسعة ..

    ويا لدهشة الشاب ... فمع القسوة البادية على وجه الغريب ...الا إن ابتسامة أبوية ظهرت على وجهه ... فقام من مكانه وأمسك بخوذته وفأسه ..ثم سار خلف الشاب الذي كان يرتجف من الدهشة ..حتى دخل معه إلى غرفة صغيرة أشبه بورشة حدادة ..

    أشار الشاب إلى قطعتين حاميتين من حديد ..:

    ــ هذا السيف ..حاولت تلحيمه منذ فترة لكنه شديد القوة .. هلا ساعدتني بعد اذنك ..

    ابتسم الغريب ثم مد يده إلى السيف المكسور ..واخذ يضرب ويضرب ...حتى استطاع أن يلحمه ..عندها قال الشاب بفرح :

    ــ كيف أستطيع أن اشكرك ؟..

    ــ لا شكر على واجب يا ..

    ارتبك الشاب ومد يده مصافحا .. :

    ــ( كادي) ...(كادي ساوجل )..انت ؟

    غاصت يده في يد الغريب الضخمة ..الذي قال .. :

    ــ يمكنك أن تدعوني (روداس) ..

    بدت الابتسامة على كل منهم .. قال الشاب :

    ــ الليلة هناك مأدبة عند الزعيم .. يمكنني أن اعرفه عليك ..

    ــ لابأس ..حتى ذلك الوقت سأحاول النوم تحت الشــ..

    قاطعه قائلا :

    ــ لا ابدا .. يمكنك المبيت في منزلي ...

    ــ ووالداك ؟

    بدا عليه الحزن قائلا ..:

    ــ أسكن فيه لوحدي ... والدتي في (مولدي ) مع زوجها ..أما ابي فلم اره في حياتي ..

    بدا الحرج على(روداس) .. فقال :

    ــ لا بأس ..يمكنني الذهاب عندك ...

    اتجه وراءه حتى وصل إلى منزله .. كان في طرف القرية .. كوخ صغير من غرفة واحدة .. دخله (روداس) بصعوبة .. ثم استلقى على ظهره وغط في نوم عميق ..
    عبدالعزيز

  2. #2
    التسجيل
    09-09-2005
    المشاركات
    49

    مشاركة: عيــــــن دويرا ..رواية خيالية ..

    شكراً على هذة القصة الرائعة

  3. #3
    التسجيل
    08-12-2003
    المشاركات
    794

    مشاركة: عيــــــن دويرا ..رواية خيالية ..

    رائعة ...........

  4. #4
    التسجيل
    11-01-2004
    المشاركات
    55

    مشاركة: عيــــــن دويرا ..رواية خيالية ..

    الفصل الثاني : لقد عادوا ..

    كهف مظلم مغبر ....قضى عليه الزمن فلم يقربه أحد ...ولم يعد فيه أي أثر للحياة ..

    إلا هذا ..

    رجل متوسط الطول ...يرتدي عباءةسوداء فلا يرى منه شيء ...بينما يختفي وجهه في الظلام ...

    أخذ يتجه نحو مدخل الكهف في تباطؤ ...وهويحمل عصاه المهترئة ...

    وفي نفس الوقت ظهر رجل آخر له ذات الهيئة ... اتجه نحو الكهف أيضا ..

    وآخر من الجانب المقابل للكهف ..حذا حذوهما ..

    ثم بدأ الكثير يحملون ننفس المشية الغريبة والشكل مخيف ..يتوجهون نحو المدخل..

    كان المنظر شديد الرعب ...فمع اكتمال القمر تلك الليلة ..وتوافد هؤلاء الأشباح واحدا بعد الآخر ..

    إلا إن المنظر في الداخل كان أشد رعبا ..

    ساحة كبيرة في داخل الكهف .. المئات منهم كانوا ملتفين حول صخرة ضخمة .. فوقها كان يقف أحدهم ووجهه مغطى بالعباءة ..وبجواره كرة حمراء في لون الدم .. مد يده اليها ورفعها عاليا ...

    ــ اكاستار فياردو ميليديام ...

    هنا بدأت الكرة تدور بقوة ...وتصدر بخارا أحمر اللون ..حتى احتفت وسط الأدخنة ...وعندما تلاشت ..ظهر مكانها جسم غريب أشبه بقناع ..:

    ــ سوبااااااك ...

    وهنا بدؤوا يفسحون الطريق لشيء لا يختلف عنهم ...الا انه كان يبدو أكثر قوة و ثباتا ...حتى وصل إلى الصخرة .. وصعد عليها في خفة ..

    كان يبدو وكأنه يطير ..ولا يمشي ... ما إن استوى على الصخرة حتى ادنى وجهه من حامل القناع الذي ادخله في وجهه المظلم ... وهنا بدت وكأن عاصفة هبت في المكان ..ثم هدأ الوضع فجأة ..

    عندها بدأ (سوباك) يصدر أصواتا غريبة من حنجرته ...ثم صرخ :

    ــ عشرون عاما ...عشرون عاما يا رجال ..

    سرت همهمة خفيفة بينهم تلاها صرخة أخرى من (سوباك) ..:

    ــ كانت أياما حزينة حقا .. لكنها انتهت ..

    هنا انطلقت صرخة ضخمة من الجميع ..ارتجت لها جدران الكهف ...فصرخ (سوباك) مرة اخرى :

    ــ إن العين قد قضت على (سوفدال) من قبل...لكنها تستطيع فعل ذلك الان .. أليس كذلك ..

    وبدت عينان حمراوان من وسط الظلام المحيط بوجهه ... عندما صرخ :

    ــ سنعوض تلك الأعوام الفائتة بحرب لن تنتهي الا بالنصر .. فهل ستكونون معي ..أم أنكم ستفعلون ما فعلتموه بمن سبقوني ؟

    انتشرت الصرخات فضرب بعصاه الارض وقال في نبرة هادئة تقريبا .. :

    ــ انتظرت هذه اللحظة العظيمة منذ أن حصلت الكارثة .. منذ أن انطلقت العين لتدحر الكوابيس ..

    هل سنستسلم لها اليوم ؟ ..هل سنترك لها الطريق لتفعل بنا نفس الفعلة ... وننتظر عشرين عاما أخرى ؟

    اجابته همهماتهم الغريبة .. فرفع عصاه عاليا و صرخ في قوة ..

    ــ فلتنتشر الزلازل ...ولتنهض البراكين ..ان الكوابيس قد عادوا ليكتسحوا العالم ..



    وعلى بعد آلاف الألاف من الأميال ... كان هنالك من يشاهد كل هذه الطقوس ... عندما أطلق زفرة قوية .. وقال :

    ــ لقد عادوا ..
    عبدالعزيز

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •