أخيرا استقر تقليب الصفحات على صورة الام التي تأكل رضيعتها ،وكأنما الكتاب قد حدد هدفه الدموي .
وهناك على السرير حيث تنام سوسن حدث امر عجيب ، طيف اثيري شفاف يشبة تكوين سوسن وملامحها
يطفوا فوقها وتلمع عيناة بلون احمر ، استدار الطيف ووقف في الهواء ثم نظر للكتاب الازرق وازداد لمعان عينيه.
وفي هدوء انساب بخفة ليعبر الباب ويخترقه ويطفو في الممر متجها لغرفة لمياء .
وقف طيف الام امام سرير لمياء لدقائق وشعرها يتطاير في الهواء ثم نادت لمياء بصوت خالي من المشاعر :
- لمياء انهظي يا ابنتي .
تمللت لمياء في سريرها وفتحت عينيها ورأت امها تنظر اليها وهي فارده ذراعيها لها .
بصوت ناعس قالت لمياء :
- امي .... هل حل الصباح .
ردت الام :
- نعم انه الصباح ، هيا تعالي لنذهب للحمام ونغسل وجهك .
نهظت لمياء من سريرها واتجهت لأمها واحتضنتها ، تألق بريق عيني الطيف وازداد احمرار عينيها ورفعت لمياء وتطلعت لوجها .
نظرت لمياء الى عيني امها وقالت :
-امي ... ماذا اصابك عينيك لماذا هم حمراوتان هكذا ؟
لم ينبس الطيف بأدنى حرف ، وضم لمياء بكل قوة ، صرخت لمياء عاليا ثم هوت يداها لأسفل وغابت عن الوعي .
اختفى الطيف فجأة وبقيت لمياء مستلقية على ارض الغرفه بلا حراك ، مرت دقائق طويله قبل ان تنهض لمياء واقفه ويدور رأسها في كل اتجاه في حركة عجيبه لا يتحملها الجسد البشري .
وهناك في اعلى الخزانه كان الكتاب الازرق يقلب الصفحات في هدوء ليقع اختياره على صفحة بها بيت يحترق .
اما عن لمياء فهزت رأسها كأنها توافق الكتاب على اختياره ، واتجهت الى الممر لتنزل الدرج الى المطبخ ثم تفتح اسطوانه الغاز بكل قوتها ليملئ الغاز جو المطبخ كله ثم تحمل عود ثقاب وتستعد لأشعاله .
وكأنما شعر الكلب لاكي ف الحديقة بحدوث شئ في البيت حيث نبح عاليا وركض بكل قوته نحوه ، وحاول الدخول عبر الباب ولكنه كان مغلقا وأستدار يركض مره اخرى ورأى باب القبو مفتوحا فدخلة مسرعا ومنه الى داخل البيت .
تتبع رائحة الغاز الى المطبخ ورأى لمياء واقفه تستعد لاشعال عود الثقاب ، وكأنما استشعر خطورة الموقف وحالة لمياء الغريبه , فأبرز مخالبه وتراجع قليلا للوراء وهو يكشر عن انيابه .
===================================
ماذا يفعل لاكي :
- يهجم على لمياء والطيف الذي يسكنها ويمنعها من اشعال البيت .
- ام ينبح بصوت عالي لينبه والداها على ما يجرى .