السلام عليكم ..
كيف حالكم طيبين؟؟ الحمدلله ..
لا ابدا .. لدي قصة يؤلفها حاليا ولد عمي والذي ليس لديه خبرة في هذا المجال .. "أسطورة البس أو القط"
أرى أنكم ترون مستواها لأنها لم تنتهي بعد ..
إن شاء الله تستمتعوا بالجزء الناقص .. ربما أضع لاحقا التكلمة , لكن حتى الآن لدينا هذا ..
________________
1) ابتدأت هنا...
-----------------
السلام عليكم ! أنا شبح الليل ..أنا الانتقام .. كيف هال سديق .. أقصد السلام عليكم.. من أنا؟
أنا باتمان.. هاحعاحهاح أقصد أنا (زاهد إسماعيل).. أنا القرد ..أنا الدودة ...أنا الهيكل العظمي ..
اسم يذكركم بـ... كلها أوصاف تنطبق علي أنا (عاصم جمال) .
(زاهد):
هذه أول مرة منذ اثني عشرة سنة لا أشعر بالضيق لاقتراب المدرسة لسبب بسيط وهو أني انتهيت من المدرسة وصرت أدرس في كُلِّية ، والتي ظن الأبله (عاصم) أنها كِلية عندما أخبرته عنها في الجوال فصار يسألني ماذا لو كانت كبدة وماذا ستفعل لو أنها قلب؟
لا شغل يشغلني الآن سوى ألعاب الكمبيوتر والبلاوي التي أصنعها بالثري دي وقصة الجنة السوداء التي أؤلفها حالياً ، علي التوقف عن اللعب الآن فأنا ألعب منذ العصر حتى الساعة الثامنة ليلاًً ، زياد ذهب وقت العصر إلى جدة ليرمي الباقين لبيت خالتهم ولا بد أنه ذهب إلى بيت مروان ليأخذ ريان ، ومعه براء ويترك علاء ، وإلى بيت عاصم الطويل ليأخذه مع عمار الهبيل ، ويذهبون باللاند كروزر إلى ليتل سيزر ، ويذهبون للبرحة تغمرهم الفرحة ثم يتعشون ثم يعودوا لبيوتهم .
@ @ @
(عاصم):
لكان اليوم طيباً لو لم تعكره الخمس الساعات التي سأدرس فيها السواقة ... لا شغل لي سواها.. والأسوأ أنها تأخذ أفضل ساعات اليوم .. من الساعة الرابعة وحتى الحادية عشر ليلاً .. ربما هي أقل لكن الذهاب إلى هناك يتطلب سفراً كأني ذاهب إلى (القابخية) التي لا أعرف حقاً أين هي لكني -والحمد لله- انتهيت منها تقريباً فلم يبق إلا اليوم وبعده آخر يوم . وكارثة أخرى قادمة هي أن المدارس آتية بعد أسبوعين .. ما إن أنتهي من دراسة حتى تنبت لي دراسة أخرى.
@ @ @
(زاهد):
كيف حالك يا صغير؟ من هو الصغير؟ إنه قطنا الذي أخذناه من براء طبعاً! إنه يعيش حياة رائعة ، يأكل كل ما يريد وإن لم يعجبه طعام تركه فأعطاه (زياد) غيره ، ثم لعب ولعب و أيضاً ... الكثير من اللعب ..ثم ينام بكل براءة إما على سريري أو على سريره المكون من وسادة مريحة أو عند زياد ، وقد كدت أن أفطسه عدة مرات لولا أنه ينجو كل مرة بأعجوبة ، يبدو أنه يلعب الآن .. يلعب يلعب يلعب! ما دمت نشيطاً لماذا لا تخرج معي؟ انتظر حتى أصلي العشاء .
وفعلاً خرجنا -أنا والقط- للشارع ليشاهد مناظر الحياة في اخارج ويتعرف على قطط الحارة ، رغم أنه لا يرى قطاً إلا ويصرخ عليه.
وقد أنزله (زياد) للحوش وتركه فرأى القط أماً مع أبناءها فصرخ عليها وعندما سمعه زياد يصرخ صرخ هو بدوره: ولددددي! ولا أدري كيف قالها ونزل ليحضر ابنه ورأى في الحوش أن ابنه المشاغب هجم عليها -الأم- وتقاتل معها حتى جاء ابنها الكبير الذي أراد أن يدافع عنها.. لكن قطنا الشرس يهودي الطباع في النهاية رمى به ككيس القمامة على أمه وأبناءها ثم مشى متبختراً وأظنه يعتقد أن هرة كانت تراه ، وكما قلت ظل القط يصرخ عليهم حتى سحبته سحباً من الشارع .. أين نذهب؟ لماذا لا نذهب للبرحة؟ أنت لم تذهب إليها قبلاً .. فهذه فرصتك..
فذهبنا إليها وأنا أحاول في الطريق ألا أجعله يخدش المقاعد الجلدية ، هذا العرِّي لا تنفع له السيارات ، ربما كان علي أن أربطه بمؤخرة السيارة وأجره جراً حتى نصل للبرحة! وهناك ظل يلعب بالقوارير ويتبرز في كل بقعة تراب يراها بينما جلست أنا أشاهد القمر وتذكرت (عاصم) عندما يقول جملته التي يقولها كلما شاهد القمر : شف شف.. كيف القمر.. حيلو! لذلك أرسلتها له بالجوال. بعد أن تعب القط وانتهيت أنا من شرب كولا بدون كافايين وأكل أكياس (الحلاوة بيبسي) أردت الذهاب ....
فلم أجد القط!
________________
2) ما هذا الكائن؟
-----------------
(زاهد):
بحثت عنه تحت السيارة وحولها... كيف أجده وسط هذا الظلام؟ ويحي وويح دماغي وما حوله.. ماذا أفعل لو ضاع؟
يا لهوي! يا ليلة ظلماء! الخوف بدأ يعصرني ويقضي على مفاصل ركبي ..
وهنا سمعت صوت مواء طويل مرعب جمدني في الظلام! نظرت إلى مصدره فوجدت على الرصيف أشياء تتحرك وتلتف كأنها قطين يتقاتلا ، إذاً القط ذهب هناك وتشاجر مع قط آخر ، لكن ما ذلك الضوء الغريب هناك؟ ضوء أزرق خافت لا أتبين مصدره ، لا أجرؤ على الذهاب وحدي هناك ، لكن الكارثة أنني وحدي فعلاً ، ركبت السيارة بسرعة وغلقت الأبواب وأضأت الأنوار لتلك الجهة ، من يجرؤ الآن على مواجهتي أيها الأوغاد .. لكن أي أوغاد؟ لايهم الآن .. هناك رأيت قطي وهو يتقاتل كعادته مع قط آخر .. لا ليس قطاً .. هذا ضخم جداً بالنسبة لحجم قط .. لا بد أنه كلب .. كلا ليس كلباً أيضاً .. لأن ذيله طويل وكثيف الشعر .. يبدو كأنه قط لكنه ضخم الجسم شعره ليس كثيفاً لكن.. ليس هذا وقت التفكير والاستنتاج والآن يا شباب على أحدكم أن يخرج لـ... لحظة .. ليس هناك أحدهم نسيت أني لوحدي.. أنا أجبن من أن أخرج لمواجهة ذاك الشيء بدون حبل وجاروف وبنـزين وشكالينكوف على الأقل... ماذا أفعل؟
إما أن أجلس آمناً هنا وأترك قطي للموت .. أو أن أخرج نافخاً صدري وأتظاهر بالقوة وأشمر عن عضلاتي ثم أركض إليهما حتى أوشك أن أصل للشيء لكني أتعثر وأتشقلب كأني كرة روث يدحرجها الخنفس ثم أستقر على الأرض فاطساً ذاك الشيء شر فطسة وينتهي الأمر.. لكني أشك تماماً أن يحدث هذا! لست في فيلم حيث ينجو البطل كيفما وأينما ومهما يحدث .. لكني وجدت الحل ..
خرجت من السيارة وركضت حتى وصلت إليهما ثم أمسكت الشيء وضربته عدة مرات ثم رميت به بعيداً فرأيته يسقط ثم يهرب.. رفعت يديّ عالياً وقلت:
- هيييي نجونا!
فوقف القط على قدميه ورفع يديه وقال:
- هيييي..
ثم قال وهو يمشي نحوي:
- شكراً لأنك أنقذتني..
ياربيييي.. ما هذا؟ إنه يتكلم ... وااااا.. هه؟ أنا جالس في السيارة والقطان يتقاتلان.. يبدو أنها كانت مجرد أحلام يقظة.. لابد أن أتصرف .. هنا أمسكت المقود وعشقت على الدّي وأتت موسيقى رهيبة وجاءت الكاميرا على وجهي وأنا أضحك بنصف فم غير مبال وأهز رأسي مثل بلايد ثم عشقت على الدّي وتأتي الكاميرا على السيارة وهي تفحط بقوة ثم تنطلق...كف عن هذه الأحلام يا زاهد عليك أن تنقذ قطك.. وفعلاً كما رأيت في الحلم عشقت على الدّي بدون موسيقى ولا ابتسامات وعندما اقتربت السيارة من القطين ضغطت المنبه المزعج باصرار شديد ففر القطين كل في اتجاه .. ها هو قطي العزيز ..خرجت من السيارة أخذته ثم انطلقت بسرعة إلى البيت وأنا أبشر القط بأني لن أحضره لهذا المكان مرة أخرى كأنه يفهم ما أقول وقبل أن أكمل الإستدارة بالسيارة رأيت ما جعلني أجعل السيارة تجري جرياً إلى البيت...
في البيت شرعت أفحصه باحثاً عن آثار العراك لكن لم أجد إلا جروحاً خفيفة على جسمه ... غريب! ما هذه الكدمات على رأسه وأقدامه .. يبدو وكأنه قد ضُرِب بعصا! لا أعرف ماذا أفعل له الآن جراحه لا تبدو خطرة لكن لا بد من بعض العلاج ، ربما يعرف (عاصم) شيئاً عن هذا ، والذي يملك الخبرة حول القطط لأن لديه إثني عشرة قطاً وقطة فلا بد أنه رأى الكثير.. أرسلت له عدة رسائل عن هذا القط وجروحه وكيفية علاجها .. وما دام القط نائماً تعباً فليس عندي إلا... أن...ألعب بالكمبيوتر باتل فيلد ، هجوو.. يبدو أنه حتى الأشياء المخيفة لا يمكن أن تمنعني من اللعب...ووم!
@ @ @
(عاصم):
ألا يعلم ذلك الـ(زاهد) أني أدرس الآن؟
لا وقت الآن لأرد عليه ، فالمصري منعنا أن نستخدم الجوال .. سأنتظر حتى ينتهي.. " نو كرلوسينغ.. أوع الانتظار لك لكن يمكنك.. الطريق مغلق.. أي لك الأفضلية على.. سيم سيم سوا سوا تيرلا تيرلا .. هاها .. انت كل شي مطعم أكل.. حلاء؟ .. دا مطعم مش حلاء .. كل واحد يغي ياخد ورأتو.. جمال عبد الناصر" إنتهى إذاً أخيراً .. خمس ساعات تبدو كأنها يوم كامل ، إنها الساعة العاشرة سأصل للبيت عند الساعة الحادية عشر تقريباً .. خرجت من القاعة ماراً ببائع اللوز الذي يخبرنا أربع مرات بأن اللوز.."لوز لوز لوز لوز.." ثم يسألنا في الخامسة "..لوز؟" والذي أتجاهله دائماً على عكس جميع من يخرج من هذا الباب ، فذهبت للسيارة التي وجدت لها موقفاً في آخر الدنيا ودخلتها وفتحت الجوال لأرى ماذا يريد (زاهد)... إنها رسالة طبعا تقول:
- أرأيت ماذا حصل اليوم؟ ذهبت بالقط للبرحة فتقاتل مع شيء غريب لا أدري ماهو لكنه يشبه قطاً ضخماً ، فقمت بعمل بطولي لأخلص قطي الصغير من براثن ذاك الشيء ، في النهاية أخذته للبيت وعليه جروح كثيرة صغيرة ، ماذا أفعل له؟.
هل أبدو كطبيب بيطري؟ أعرف القليل عن هذا لكنه لا يؤهلني لأكون طبيباً ، أرسلت له:
- إذا لم تره يلعق جروحه فعقمها واتركها فسيلعقها غصباً عنه فهذا سلاحه للبقاء حياً.
هذا ما أعرفه ، أن القطط تستخدم لسانها للعق الجروح بسبب ما يحويه لعابها .. ربما مواد معقمة أو شيء كهذا .
ماذا كان يقصد بالقط الضخم؟ أعتقد أنه كان ذئباً ولم يتبينه في الظلام ، لكن هل كان الذئب ليترك قطاً صغيراً كهذا مقيداً بالحياة ، ولا يسبب له إلا جروحاً صغيراً؟ وهل كان يكفي العمل البطولي الذي قام به -زاهد لا الذئب- ليخلص القط من خطره -الذئب وليس زاهد-؟ إن الذئب لقادر على قتل إنسان بالغ ، خاصة إن كان هجيناً ذئب-كلب ، وذلك لأنه يجمع افتراس الذئب مع عدم الخوف من البشر ، لذلك أستبعد أن يكون كذلك.. لابد أنه كائن آخر..
أرسلت له رسالة أخرى أسئلة فيها عن أشياء أخرى. وانتظرت بماذا يجيب...
_______________________
3) بدأ يتغير..
-------------------------
(زاهد):
وهكذا .. عقمت جروحه التي أتوقع أن تكون خطرة والتي اعتقدت أن القط لا يمكن أن يصل لسانه إليها والتي لم أقرف منها ، باختصار عقمتها كلها. يبدو أن (عاصم) مثل الضرب يكون مفيداً أحياناً.
بعد أن انتهيت أرسل لي رسالة تقول:
- أخيراً قمت بعمل بطولي..أنت ولد شاطر..لكن ألم يكن ذاك ذئباً؟ وما العمل البطولي؟ هل هناك شيء آخر غريب؟
ربما كان ذئباً بالفعل! لكن هل الذئب خواف لهذه الدرجة؟ لا أظنه كذلك أنا متأكد أنه شيء آخر. السؤال التالي.. عمل بطولي؟ .. لم يفهم الغبي دعابتي ولم يخطر بباله إلا أنني قمت بعمل بطولي حقاً.. سأفكر في هذا لاحقاً. (اللي) بعده.. لم يكن سوى الضوء الخافت الأزرق الذي لم أعرف مصدره..
- نعم ، أستحي (أقلك) ، كان هناك الضوء الأزرق الخافت الذي لا أدري من أين يأتي ، والأخير هو أنني أظن أني لمحت ذاك الشيء وهو يبتعد وقد صار طويلاً مرتفعاً وهذا أكثر ما أرعبني .
@ @ @
(عاصم):
لا يعلم ذاك الأحمق (زاهد) كم سبب لي من الرعب بسبب ما يقوله.. شيء ضخم يشبه قطاً ثم فجأة صار طويلاً .. أظن أن الذي جعله طويلاً هو وقوفه على قدميه.. لا أجد تفسيراً آخر.. إلا إن كان ذاك الكائن من النوع الذي يقف على يديه مثل الظربان .. وهذا أشك فيه وإلا شم أنف (زاهد) رائحته المخزية.
لكن مرة أخرى .. ما دخلي أنا في تفسيرات تعقد الحياة... فلأنام الآن .. وهذ مشكلة بحد ذاتها.. لذلك شغلت شريط القرآن و أشعلت الأنوار و فعلت كل مايزيل عني الخوف ثم ... نمت بصعوبة....
@ @ @
(زاهد):
رغم أني عالجت القط لكنه ظل مستلقياً لا يتحرك حوالى الأربع ساعات ..
ولم يتحسن ويبدأ بالحركة إلا في الساعة الثانية ليلاً ، إننا نغضب منه حينما يلعب ونحزن عليه عندما يتعب ، ها هو قطي الصغير يتحرك ويلعب ..أنت سليم معافى الآن ولا خوف عليك .. إذاً فلأكمل لعبي "طاع .. تريك تك.. أحتاج إلى توصيلة.. طررر .. وإلا اضطررت إلى إيجاد شخص ... بروم.. على القتال" فجأة اسود كل شيء.. تباً .. لقد عبث القط بالأسلاك والأفياش ففصل فيش الكمبيوتر..
للتو قد شفيت وها أنت تزعجني ، لماذا تنظر إلي هكذا؟ هل أنت سعيد حقاً لأنك أفسدت لعبي في ذروة الحماس في باتل فيلد وما أدراك ما باتل فيلد؟ إياك أن تعيدها مرة ثانية أيها السمين ، وإلا سوف يكون عقـ.. آآآ إنزل عني يا لوح.. أمسكته من رقبته ورميته.. هنا قفز علي مرة أخرى .. ما الذي يفعله؟ .. إنه يريد أن يخمش وجهي .. لماذا وجهي بالذات .. آآآ أح أح .. عليك اللحمة! .. لماذا يفعل هذا؟ أنا لا أظن أن وجهي (وِحِش) لهذه الدرجة... أخيراً أردت أن أعاقبه فأمسكته من رقبته ووجهت له عدة صفعات ولكمات ثم ركبة في النهاية رمت به بعيداً... أخيراً هدأ وجلس..
ما هذا؟ أرى أشياء مثل الديدان تتحرك تحت جلده؟ أهي ديدان حقاً؟ يا للقرف! أنا لا أقرف من شيء مثل قرفي من الديدان .. وبعدها العناكب ، أرجو ألا تكون هذه معلومة مفيدة لأحدكم.
إن رأى أحدكم جثة حيوان ورأى كيف تتحرك اليرقات تحت جلدها فسيعرف ما أقصد ، الجلد يتحرك كأنه بساط فوق هذه الأشياء.. لا بد أن أذهب بك للبيطار في أسرع وقت.. أذكر فيلماً شاهدته عن كائن غريب يحب الماء ويموت بالكافيين وعندما أفصحت إحدى المستوليات عليهم من قبل ذاك الكائن أظهرت وجهها وتحت جلده تحركت أشياء كالديدان ذات حجم كبير وهذا بالضبط ما يحصل هنا.
بدأت أشعر بالخوف لأنني لوحدي مع هذا القط الغريب تحت سقف واحد ، منذ أربع ساعات كنت أعالجه والآن أنا خائف منه جداً ، لن أدعه ينام معي ..لذلك أخرجته من الغرفة وأغلقت الباب ووضعت صليباً عليه..آ.. أقصد وضعت منشفة تحته من شدة خوفي ، اتصلت على زياد وأخبرته بذلك ، ربما يعرف (عاصم) شيئاً عن هذا ، أرسلت له عدة رسائل لم أستطع تجميعها بسبب التوتر عن هذا القط وعن هذه الأشياء تحت جلده وعن ذكائه الغريب وعن مشاغبته والطريقة المثلى لعقابه .. إنها الساعة الثالثة صباحاً .. بعد كل هذا اللعب والتعب والمشاهد الغريبة لابد من شيء مهم .. ماهو؟ النوم طبعاً .. ، قمت من الكرسي ثم هويت على سريري العزيز رفيق الدرب كما يهوي الموماكيل بعد قتله ضاغطاً كل النوابض.. ترى بماذا سيجيب الأخ (عاصم) على أسئلتي الغريـ...
@ @ @
(عاصم):
صحوت في الليل على صوت الجوال لأن ذلك المزعج (زاهد) لا يحلو له إرسال رسائله إلا فجراً ، كنت معتاداً على هذا سابقاً لأن هذا الوقت الذي كنا نتراسل فيه عادة ، لكن عندي دراسة سواقة هذه الأيام وأنا لست (فاضي) له ، لكنها تمادى هذه المرة.. ألا يعلم أني لم أنم إلا أربع ساعات؟ جيد أن النوم قد خفف من توتري وإلا لبقيت تحت البطانيات حتى تطلع الشمس.
ما المهم لهذه الدرجة لكي يرسل لي خمس رسائل؟
إن لم يكن الأمر موت (بوش) نفسه فالويل له -زاهد طبعاً وليس بوش-.
أخذت الجوال .. إذاً هي خمس رسائل كما توقعت .. يبدو أنني إما محترف سمع أو محزر بارع.
فتحت القفل..الرسائل..خمس رسائل كلها لـ(زهاريد) ، ما الذي تحويه من المشاكل إذاً؟
حسن! معظمها تخبرني أن قطه مشاغب جداً! ما المبهر في هذا؟ لقد أخذوا القط من (براء) عالمين أنه مشاغب لعوب ، وظلوا معه أكثر من شهر وهو مشاغب ، وجئت عندهم وشاهدت أن القط مشاغب ثم يرسل لي سبعة رسائل يخبرني بأن القط مشاغب.
ربما السبب من جواله الذي هلوس فصار يرسل لي كثيراً مثلما فعل جوال أخيه (زياد) الذي أرسل لي خمس رسائل كلها تحوي : "موبايلي أشتغلت".
لكن هل هناك شيء خطير مثل أن القط صار يمشي على رجليه وهو يردد :
"منفو خوِي ، خوِي منفو"؟ وهل هذا خطير أصلاً؟ لفرحت جداً لو أن أحد قططي فعل هذا! لكنه لم يخبرني بذلك ، كما يسألني عن طريقة فعالة لمعاقبة قطه؟ أهذا صعب؟ أفضل طريقة هي لسعه بحبل رفيع أو سلك لأن القططة ليس عندها خدود مليئة باللحم يمكن صفعها ولا مؤخرات سمينة يمكن ركلها بل يحيط بها العظام ثم مباشرة تأتي الأمعاء والأعضاء الداخلية وغيرها ، فالضرب القوي على مؤخرته المكونة من عمود فقري وأمعاء غليظة وكليتين -رغم أنه يريح النفس فعلاً ويشفي الغل- يمكن أن يؤذيه. أما الغريب فهو عن الذكاء الغريب .. كيف غريب؟ لم يحدد .. قال أن القط صار ذكياً بشكل غريب وهذا هو الغريب .. لأن أعرف أن القطط غبية لذلك هي لا تنصاع للأوامر بعكس الكلاب ، علي أن أتصرف بشأن هذا فهناك واحد آخر (يفهم في هذه الأمور).
أرسلت له بالجوال ما أمكنني أن أجيب عنه ثم وضعت الجوال عازماً على اتخاذ قرار..
بما أنه أوقظني فمن المستحيل أن أعود للنوم لأن هذا يحتاج بضع ساعات من الإستلقاء ولست مستعداً لها ، ولأني صحوت فهناك سؤال خطير تتوقف عليه حياتي: "هل يوجد عندنا إندومي؟"