النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: أسطورة القط أو البس

  1. #1
    التسجيل
    30-07-2002
    الدولة
    YIC
    المشاركات
    1,814

    أسطورة القط أو البس

    السلام عليكم ..

    كيف حالكم طيبين؟؟ الحمدلله ..

    لا ابدا .. لدي قصة يؤلفها حاليا ولد عمي والذي ليس لديه خبرة في هذا المجال .. "أسطورة البس أو القط"

    أرى أنكم ترون مستواها لأنها لم تنتهي بعد ..

    إن شاء الله تستمتعوا بالجزء الناقص .. ربما أضع لاحقا التكلمة , لكن حتى الآن لدينا هذا ..



    ________________
    1) ابتدأت هنا...
    -----------------


    السلام عليكم ! أنا شبح الليل ..أنا الانتقام .. كيف هال سديق .. أقصد السلام عليكم.. من أنا؟
    أنا باتمان.. هاحعاحهاح أقصد أنا (زاهد إسماعيل).. أنا القرد ..أنا الدودة ...أنا الهيكل العظمي ..
    اسم يذكركم بـ... كلها أوصاف تنطبق علي أنا (عاصم جمال) .

    (زاهد):
    هذه أول مرة منذ اثني عشرة سنة لا أشعر بالضيق لاقتراب المدرسة لسبب بسيط وهو أني انتهيت من المدرسة وصرت أدرس في كُلِّية ، والتي ظن الأبله (عاصم) أنها كِلية عندما أخبرته عنها في الجوال فصار يسألني ماذا لو كانت كبدة وماذا ستفعل لو أنها قلب؟
    لا شغل يشغلني الآن سوى ألعاب الكمبيوتر والبلاوي التي أصنعها بالثري دي وقصة الجنة السوداء التي أؤلفها حالياً ، علي التوقف عن اللعب الآن فأنا ألعب منذ العصر حتى الساعة الثامنة ليلاًً ، زياد ذهب وقت العصر إلى جدة ليرمي الباقين لبيت خالتهم ولا بد أنه ذهب إلى بيت مروان ليأخذ ريان ، ومعه براء ويترك علاء ، وإلى بيت عاصم الطويل ليأخذه مع عمار الهبيل ، ويذهبون باللاند كروزر إلى ليتل سيزر ، ويذهبون للبرحة تغمرهم الفرحة ثم يتعشون ثم يعودوا لبيوتهم .

    @ @ @

    (عاصم):
    لكان اليوم طيباً لو لم تعكره الخمس الساعات التي سأدرس فيها السواقة ... لا شغل لي سواها.. والأسوأ أنها تأخذ أفضل ساعات اليوم .. من الساعة الرابعة وحتى الحادية عشر ليلاً .. ربما هي أقل لكن الذهاب إلى هناك يتطلب سفراً كأني ذاهب إلى (القابخية) التي لا أعرف حقاً أين هي لكني -والحمد لله- انتهيت منها تقريباً فلم يبق إلا اليوم وبعده آخر يوم . وكارثة أخرى قادمة هي أن المدارس آتية بعد أسبوعين .. ما إن أنتهي من دراسة حتى تنبت لي دراسة أخرى.

    @ @ @

    (زاهد):
    كيف حالك يا صغير؟ من هو الصغير؟ إنه قطنا الذي أخذناه من براء طبعاً! إنه يعيش حياة رائعة ، يأكل كل ما يريد وإن لم يعجبه طعام تركه فأعطاه (زياد) غيره ، ثم لعب ولعب و أيضاً ... الكثير من اللعب ..ثم ينام بكل براءة إما على سريري أو على سريره المكون من وسادة مريحة أو عند زياد ، وقد كدت أن أفطسه عدة مرات لولا أنه ينجو كل مرة بأعجوبة ، يبدو أنه يلعب الآن .. يلعب يلعب يلعب! ما دمت نشيطاً لماذا لا تخرج معي؟ انتظر حتى أصلي العشاء .

    وفعلاً خرجنا -أنا والقط- للشارع ليشاهد مناظر الحياة في اخارج ويتعرف على قطط الحارة ، رغم أنه لا يرى قطاً إلا ويصرخ عليه.
    وقد أنزله (زياد) للحوش وتركه فرأى القط أماً مع أبناءها فصرخ عليها وعندما سمعه زياد يصرخ صرخ هو بدوره: ولددددي! ولا أدري كيف قالها ونزل ليحضر ابنه ورأى في الحوش أن ابنه المشاغب هجم عليها -الأم- وتقاتل معها حتى جاء ابنها الكبير الذي أراد أن يدافع عنها.. لكن قطنا الشرس يهودي الطباع في النهاية رمى به ككيس القمامة على أمه وأبناءها ثم مشى متبختراً وأظنه يعتقد أن هرة كانت تراه ، وكما قلت ظل القط يصرخ عليهم حتى سحبته سحباً من الشارع .. أين نذهب؟ لماذا لا نذهب للبرحة؟ أنت لم تذهب إليها قبلاً .. فهذه فرصتك..

    فذهبنا إليها وأنا أحاول في الطريق ألا أجعله يخدش المقاعد الجلدية ، هذا العرِّي لا تنفع له السيارات ، ربما كان علي أن أربطه بمؤخرة السيارة وأجره جراً حتى نصل للبرحة! وهناك ظل يلعب بالقوارير ويتبرز في كل بقعة تراب يراها بينما جلست أنا أشاهد القمر وتذكرت (عاصم) عندما يقول جملته التي يقولها كلما شاهد القمر : شف شف.. كيف القمر.. حيلو! لذلك أرسلتها له بالجوال. بعد أن تعب القط وانتهيت أنا من شرب كولا بدون كافايين وأكل أكياس (الحلاوة بيبسي) أردت الذهاب ....
    فلم أجد القط!

    ________________
    2) ما هذا الكائن؟
    -----------------

    (زاهد):
    بحثت عنه تحت السيارة وحولها... كيف أجده وسط هذا الظلام؟ ويحي وويح دماغي وما حوله.. ماذا أفعل لو ضاع؟
    يا لهوي! يا ليلة ظلماء! الخوف بدأ يعصرني ويقضي على مفاصل ركبي ..
    وهنا سمعت صوت مواء طويل مرعب جمدني في الظلام! نظرت إلى مصدره فوجدت على الرصيف أشياء تتحرك وتلتف كأنها قطين يتقاتلا ، إذاً القط ذهب هناك وتشاجر مع قط آخر ، لكن ما ذلك الضوء الغريب هناك؟ ضوء أزرق خافت لا أتبين مصدره ، لا أجرؤ على الذهاب وحدي هناك ، لكن الكارثة أنني وحدي فعلاً ، ركبت السيارة بسرعة وغلقت الأبواب وأضأت الأنوار لتلك الجهة ، من يجرؤ الآن على مواجهتي أيها الأوغاد .. لكن أي أوغاد؟ لايهم الآن .. هناك رأيت قطي وهو يتقاتل كعادته مع قط آخر .. لا ليس قطاً .. هذا ضخم جداً بالنسبة لحجم قط .. لا بد أنه كلب .. كلا ليس كلباً أيضاً .. لأن ذيله طويل وكثيف الشعر .. يبدو كأنه قط لكنه ضخم الجسم شعره ليس كثيفاً لكن.. ليس هذا وقت التفكير والاستنتاج والآن يا شباب على أحدكم أن يخرج لـ... لحظة .. ليس هناك أحدهم نسيت أني لوحدي.. أنا أجبن من أن أخرج لمواجهة ذاك الشيء بدون حبل وجاروف وبنـزين وشكالينكوف على الأقل... ماذا أفعل؟

    إما أن أجلس آمناً هنا وأترك قطي للموت .. أو أن أخرج نافخاً صدري وأتظاهر بالقوة وأشمر عن عضلاتي ثم أركض إليهما حتى أوشك أن أصل للشيء لكني أتعثر وأتشقلب كأني كرة روث يدحرجها الخنفس ثم أستقر على الأرض فاطساً ذاك الشيء شر فطسة وينتهي الأمر.. لكني أشك تماماً أن يحدث هذا! لست في فيلم حيث ينجو البطل كيفما وأينما ومهما يحدث .. لكني وجدت الحل ..

    خرجت من السيارة وركضت حتى وصلت إليهما ثم أمسكت الشيء وضربته عدة مرات ثم رميت به بعيداً فرأيته يسقط ثم يهرب.. رفعت يديّ عالياً وقلت:
    - هيييي نجونا!
    فوقف القط على قدميه ورفع يديه وقال:
    - هيييي..
    ثم قال وهو يمشي نحوي:
    - شكراً لأنك أنقذتني..
    ياربيييي.. ما هذا؟ إنه يتكلم ... وااااا.. هه؟ أنا جالس في السيارة والقطان يتقاتلان.. يبدو أنها كانت مجرد أحلام يقظة.. لابد أن أتصرف .. هنا أمسكت المقود وعشقت على الدّي وأتت موسيقى رهيبة وجاءت الكاميرا على وجهي وأنا أضحك بنصف فم غير مبال وأهز رأسي مثل بلايد ثم عشقت على الدّي وتأتي الكاميرا على السيارة وهي تفحط بقوة ثم تنطلق...كف عن هذه الأحلام يا زاهد عليك أن تنقذ قطك.. وفعلاً كما رأيت في الحلم عشقت على الدّي بدون موسيقى ولا ابتسامات وعندما اقتربت السيارة من القطين ضغطت المنبه المزعج باصرار شديد ففر القطين كل في اتجاه .. ها هو قطي العزيز ..خرجت من السيارة أخذته ثم انطلقت بسرعة إلى البيت وأنا أبشر القط بأني لن أحضره لهذا المكان مرة أخرى كأنه يفهم ما أقول وقبل أن أكمل الإستدارة بالسيارة رأيت ما جعلني أجعل السيارة تجري جرياً إلى البيت...

    في البيت شرعت أفحصه باحثاً عن آثار العراك لكن لم أجد إلا جروحاً خفيفة على جسمه ... غريب! ما هذه الكدمات على رأسه وأقدامه .. يبدو وكأنه قد ضُرِب بعصا! لا أعرف ماذا أفعل له الآن جراحه لا تبدو خطرة لكن لا بد من بعض العلاج ، ربما يعرف (عاصم) شيئاً عن هذا ، والذي يملك الخبرة حول القطط لأن لديه إثني عشرة قطاً وقطة فلا بد أنه رأى الكثير.. أرسلت له عدة رسائل عن هذا القط وجروحه وكيفية علاجها .. وما دام القط نائماً تعباً فليس عندي إلا... أن...ألعب بالكمبيوتر باتل فيلد ، هجوو.. يبدو أنه حتى الأشياء المخيفة لا يمكن أن تمنعني من اللعب...ووم!

    @ @ @

    (عاصم):
    ألا يعلم ذلك الـ(زاهد) أني أدرس الآن؟
    لا وقت الآن لأرد عليه ، فالمصري منعنا أن نستخدم الجوال .. سأنتظر حتى ينتهي.. " نو كرلوسينغ.. أوع الانتظار لك لكن يمكنك.. الطريق مغلق.. أي لك الأفضلية على.. سيم سيم سوا سوا تيرلا تيرلا .. هاها .. انت كل شي مطعم أكل.. حلاء؟ .. دا مطعم مش حلاء .. كل واحد يغي ياخد ورأتو.. جمال عبد الناصر" إنتهى إذاً أخيراً .. خمس ساعات تبدو كأنها يوم كامل ، إنها الساعة العاشرة سأصل للبيت عند الساعة الحادية عشر تقريباً .. خرجت من القاعة ماراً ببائع اللوز الذي يخبرنا أربع مرات بأن اللوز.."لوز لوز لوز لوز.." ثم يسألنا في الخامسة "..لوز؟" والذي أتجاهله دائماً على عكس جميع من يخرج من هذا الباب ، فذهبت للسيارة التي وجدت لها موقفاً في آخر الدنيا ودخلتها وفتحت الجوال لأرى ماذا يريد (زاهد)... إنها رسالة طبعا تقول:
    - أرأيت ماذا حصل اليوم؟ ذهبت بالقط للبرحة فتقاتل مع شيء غريب لا أدري ماهو لكنه يشبه قطاً ضخماً ، فقمت بعمل بطولي لأخلص قطي الصغير من براثن ذاك الشيء ، في النهاية أخذته للبيت وعليه جروح كثيرة صغيرة ، ماذا أفعل له؟.

    هل أبدو كطبيب بيطري؟ أعرف القليل عن هذا لكنه لا يؤهلني لأكون طبيباً ، أرسلت له:
    - إذا لم تره يلعق جروحه فعقمها واتركها فسيلعقها غصباً عنه فهذا سلاحه للبقاء حياً.
    هذا ما أعرفه ، أن القطط تستخدم لسانها للعق الجروح بسبب ما يحويه لعابها .. ربما مواد معقمة أو شيء كهذا .

    ماذا كان يقصد بالقط الضخم؟ أعتقد أنه كان ذئباً ولم يتبينه في الظلام ، لكن هل كان الذئب ليترك قطاً صغيراً كهذا مقيداً بالحياة ، ولا يسبب له إلا جروحاً صغيراً؟ وهل كان يكفي العمل البطولي الذي قام به -زاهد لا الذئب- ليخلص القط من خطره -الذئب وليس زاهد-؟ إن الذئب لقادر على قتل إنسان بالغ ، خاصة إن كان هجيناً ذئب-كلب ، وذلك لأنه يجمع افتراس الذئب مع عدم الخوف من البشر ، لذلك أستبعد أن يكون كذلك.. لابد أنه كائن آخر..
    أرسلت له رسالة أخرى أسئلة فيها عن أشياء أخرى. وانتظرت بماذا يجيب...


    _______________________
    3) بدأ يتغير..
    -------------------------

    (زاهد):
    وهكذا .. عقمت جروحه التي أتوقع أن تكون خطرة والتي اعتقدت أن القط لا يمكن أن يصل لسانه إليها والتي لم أقرف منها ، باختصار عقمتها كلها. يبدو أن (عاصم) مثل الضرب يكون مفيداً أحياناً.
    بعد أن انتهيت أرسل لي رسالة تقول:
    - أخيراً قمت بعمل بطولي..أنت ولد شاطر..لكن ألم يكن ذاك ذئباً؟ وما العمل البطولي؟ هل هناك شيء آخر غريب؟
    ربما كان ذئباً بالفعل! لكن هل الذئب خواف لهذه الدرجة؟ لا أظنه كذلك أنا متأكد أنه شيء آخر. السؤال التالي.. عمل بطولي؟ .. لم يفهم الغبي دعابتي ولم يخطر بباله إلا أنني قمت بعمل بطولي حقاً.. سأفكر في هذا لاحقاً. (اللي) بعده.. لم يكن سوى الضوء الخافت الأزرق الذي لم أعرف مصدره..
    - نعم ، أستحي (أقلك) ، كان هناك الضوء الأزرق الخافت الذي لا أدري من أين يأتي ، والأخير هو أنني أظن أني لمحت ذاك الشيء وهو يبتعد وقد صار طويلاً مرتفعاً وهذا أكثر ما أرعبني .

    @ @ @

    (عاصم):
    لا يعلم ذاك الأحمق (زاهد) كم سبب لي من الرعب بسبب ما يقوله.. شيء ضخم يشبه قطاً ثم فجأة صار طويلاً .. أظن أن الذي جعله طويلاً هو وقوفه على قدميه.. لا أجد تفسيراً آخر.. إلا إن كان ذاك الكائن من النوع الذي يقف على يديه مثل الظربان .. وهذا أشك فيه وإلا شم أنف (زاهد) رائحته المخزية.
    لكن مرة أخرى .. ما دخلي أنا في تفسيرات تعقد الحياة... فلأنام الآن .. وهذ مشكلة بحد ذاتها.. لذلك شغلت شريط القرآن و أشعلت الأنوار و فعلت كل مايزيل عني الخوف ثم ... نمت بصعوبة....

    @ @ @

    (زاهد):
    رغم أني عالجت القط لكنه ظل مستلقياً لا يتحرك حوالى الأربع ساعات ..
    ولم يتحسن ويبدأ بالحركة إلا في الساعة الثانية ليلاً ، إننا نغضب منه حينما يلعب ونحزن عليه عندما يتعب ، ها هو قطي الصغير يتحرك ويلعب ..أنت سليم معافى الآن ولا خوف عليك .. إذاً فلأكمل لعبي "طاع .. تريك تك.. أحتاج إلى توصيلة.. طررر .. وإلا اضطررت إلى إيجاد شخص ... بروم.. على القتال" فجأة اسود كل شيء.. تباً .. لقد عبث القط بالأسلاك والأفياش ففصل فيش الكمبيوتر..

    للتو قد شفيت وها أنت تزعجني ، لماذا تنظر إلي هكذا؟ هل أنت سعيد حقاً لأنك أفسدت لعبي في ذروة الحماس في باتل فيلد وما أدراك ما باتل فيلد؟ إياك أن تعيدها مرة ثانية أيها السمين ، وإلا سوف يكون عقـ.. آآآ إنزل عني يا لوح.. أمسكته من رقبته ورميته.. هنا قفز علي مرة أخرى .. ما الذي يفعله؟ .. إنه يريد أن يخمش وجهي .. لماذا وجهي بالذات .. آآآ أح أح .. عليك اللحمة! .. لماذا يفعل هذا؟ أنا لا أظن أن وجهي (وِحِش) لهذه الدرجة... أخيراً أردت أن أعاقبه فأمسكته من رقبته ووجهت له عدة صفعات ولكمات ثم ركبة في النهاية رمت به بعيداً... أخيراً هدأ وجلس..
    ما هذا؟ أرى أشياء مثل الديدان تتحرك تحت جلده؟ أهي ديدان حقاً؟ يا للقرف! أنا لا أقرف من شيء مثل قرفي من الديدان .. وبعدها العناكب ، أرجو ألا تكون هذه معلومة مفيدة لأحدكم.
    إن رأى أحدكم جثة حيوان ورأى كيف تتحرك اليرقات تحت جلدها فسيعرف ما أقصد ، الجلد يتحرك كأنه بساط فوق هذه الأشياء.. لا بد أن أذهب بك للبيطار في أسرع وقت.. أذكر فيلماً شاهدته عن كائن غريب يحب الماء ويموت بالكافيين وعندما أفصحت إحدى المستوليات عليهم من قبل ذاك الكائن أظهرت وجهها وتحت جلده تحركت أشياء كالديدان ذات حجم كبير وهذا بالضبط ما يحصل هنا.
    بدأت أشعر بالخوف لأنني لوحدي مع هذا القط الغريب تحت سقف واحد ، منذ أربع ساعات كنت أعالجه والآن أنا خائف منه جداً ، لن أدعه ينام معي ..لذلك أخرجته من الغرفة وأغلقت الباب ووضعت صليباً عليه..آ.. أقصد وضعت منشفة تحته من شدة خوفي ، اتصلت على زياد وأخبرته بذلك ، ربما يعرف (عاصم) شيئاً عن هذا ، أرسلت له عدة رسائل لم أستطع تجميعها بسبب التوتر عن هذا القط وعن هذه الأشياء تحت جلده وعن ذكائه الغريب وعن مشاغبته والطريقة المثلى لعقابه .. إنها الساعة الثالثة صباحاً .. بعد كل هذا اللعب والتعب والمشاهد الغريبة لابد من شيء مهم .. ماهو؟ النوم طبعاً .. ، قمت من الكرسي ثم هويت على سريري العزيز رفيق الدرب كما يهوي الموماكيل بعد قتله ضاغطاً كل النوابض.. ترى بماذا سيجيب الأخ (عاصم) على أسئلتي الغريـ...

    @ @ @


    (عاصم):
    صحوت في الليل على صوت الجوال لأن ذلك المزعج (زاهد) لا يحلو له إرسال رسائله إلا فجراً ، كنت معتاداً على هذا سابقاً لأن هذا الوقت الذي كنا نتراسل فيه عادة ، لكن عندي دراسة سواقة هذه الأيام وأنا لست (فاضي) له ، لكنها تمادى هذه المرة.. ألا يعلم أني لم أنم إلا أربع ساعات؟ جيد أن النوم قد خفف من توتري وإلا لبقيت تحت البطانيات حتى تطلع الشمس.

    ما المهم لهذه الدرجة لكي يرسل لي خمس رسائل؟
    إن لم يكن الأمر موت (بوش) نفسه فالويل له -زاهد طبعاً وليس بوش-.
    أخذت الجوال .. إذاً هي خمس رسائل كما توقعت .. يبدو أنني إما محترف سمع أو محزر بارع.
    فتحت القفل..الرسائل..خمس رسائل كلها لـ(زهاريد) ، ما الذي تحويه من المشاكل إذاً؟

    حسن! معظمها تخبرني أن قطه مشاغب جداً! ما المبهر في هذا؟ لقد أخذوا القط من (براء) عالمين أنه مشاغب لعوب ، وظلوا معه أكثر من شهر وهو مشاغب ، وجئت عندهم وشاهدت أن القط مشاغب ثم يرسل لي سبعة رسائل يخبرني بأن القط مشاغب.
    ربما السبب من جواله الذي هلوس فصار يرسل لي كثيراً مثلما فعل جوال أخيه (زياد) الذي أرسل لي خمس رسائل كلها تحوي : "موبايلي أشتغلت".

    لكن هل هناك شيء خطير مثل أن القط صار يمشي على رجليه وهو يردد :
    "منفو خوِي ، خوِي منفو"؟ وهل هذا خطير أصلاً؟ لفرحت جداً لو أن أحد قططي فعل هذا! لكنه لم يخبرني بذلك ، كما يسألني عن طريقة فعالة لمعاقبة قطه؟ أهذا صعب؟ أفضل طريقة هي لسعه بحبل رفيع أو سلك لأن القططة ليس عندها خدود مليئة باللحم يمكن صفعها ولا مؤخرات سمينة يمكن ركلها بل يحيط بها العظام ثم مباشرة تأتي الأمعاء والأعضاء الداخلية وغيرها ، فالضرب القوي على مؤخرته المكونة من عمود فقري وأمعاء غليظة وكليتين -رغم أنه يريح النفس فعلاً ويشفي الغل- يمكن أن يؤذيه. أما الغريب فهو عن الذكاء الغريب .. كيف غريب؟ لم يحدد .. قال أن القط صار ذكياً بشكل غريب وهذا هو الغريب .. لأن أعرف أن القطط غبية لذلك هي لا تنصاع للأوامر بعكس الكلاب ، علي أن أتصرف بشأن هذا فهناك واحد آخر (يفهم في هذه الأمور).

    أرسلت له بالجوال ما أمكنني أن أجيب عنه ثم وضعت الجوال عازماً على اتخاذ قرار..
    بما أنه أوقظني فمن المستحيل أن أعود للنوم لأن هذا يحتاج بضع ساعات من الإستلقاء ولست مستعداً لها ، ولأني صحوت فهناك سؤال خطير تتوقف عليه حياتي: "هل يوجد عندنا إندومي؟"




  2. #2
    التسجيل
    30-07-2002
    الدولة
    YIC
    المشاركات
    1,814

    مشاركة: أسطورة القط أو البس

    _______________________
    4) وتغير معه آخر..
    -------------------------

    (عاصم):
    بعد الشراب والإطعام والخراب و الحمام وفي الساعة السادسة صباحاً .. أتذكرون الذي يفهم في هذه الأمور؟ حسناً.. إنه طبيب بيطري أعرفه منذ زمن وهو رجل طيب على مقربة من سن الخمسين يمكنك أن تصاحبه بسرعة خاصة إن كنت تحب الحيوانات .. وهو يدعى (د. سلمان) .. أرسلت له رسالة أسأله عن قط (زاهد) الذي صار ذكياً بشكل غريب ،و هل يمكن للقط أن يقف على قدميه؟ فأنا أعرف أن عظام القط غير مجهزة للوقوف على قدمين والمشي بهما لأنها مخصصة للركض على أربع ، كما أنه حتى وإن وقف على قدمين فلن يستطيع التوازن بشكل يسمح له بالمشي ، وهل يمكن أن يتضخم القط ليصير بضعف حجمه الأصلي؟ وما هو عصير القط؟ ، أرسلت له أسئلتي وأنا آمل إجابة شافية.

    ما أجمل أوقات الصباح ، إنه أفضل وقت يمكن الخروج فيه ، لذلك خرجت للشارع قليلاً وذهبت للأرض التي بجانبنا لأرى قبر (الفظائية) وقد لحقت بي (البيظة) مع أخويها الصغيرين (أبو غراب) و(الأبيظ) وأختها الصغيرة (أم إسهال) وأخيراً (المنفوخة) أو كما يسميها زياد (شرخان) ، وهذه جميعاً أسماء قططنا لمن لم يفهم بعد .. .. وأنا أمشي ومعي جيش القطط اتصل بي زياد :
    - ألو السلام عليكم.
    - وعليكم السلام.
    - ماشاء الله ، كيف حالك؟
    - الحمد لله.
    - ماشاء الله ، أينك أنت الآن؟
    - في المقبرة.
    - مقبرة ماذا؟
    - مقبرة الحيوانات الأليفة.
    - ما شاء الله ، هل تعرف أين يباع (بنتوثال الصوديوم)؟
    بنتوثال الصوديوم؟ ماذا يريد أن يفعل به؟ هذا مصل لا يستعمله إلا المختصين ، أجبت على سؤاله بسؤال:
    - لماذا تريده؟
    - (بس كده).
    - والله ما أدري ، ربما في الصيدلية.
    - طيب ، اعتقدتك تعرف ، هيا.. سأراك إن شاء الله .. مع السلامة.
    - مع السلامة .
    لماذا يريده؟ إن هذا الدواء يعمل كمنوم مغناطيسي إن حقن بكمية معينة لأنه يضعف الإرادة ، ويسميه الأطباء (مصل الحقيقة) .
    علىى كل حال .. لادخل لي بكل هذا .. نسيت كل هذا ووقفت ألعب مع قطيطاتي.

    @ @ @

    (زاهد):
    يا له من انتعاش! ها هو فجر صباح جديد يبعث الأمل في النفوس!
    اسمعوا لتغريد العصافير وشاهدوا منظر الأرض الخضراء والشمس الساطعة!
    فجر؟ أي فجر؟ إن الوقت بعد الظهر الآن.انتعاش؟ مجرد تعبير ، لا شعور إلا بالنعاس الآن ، أما تغريد العصافير فهو على الأرجح صوت صراخ وتوبيخ لا أدري ممن ولمن ولماذا؟ بينما الأرض الخضراء هي فقط غرفتي الزرقاء المليئة بالنجوم والشموس ، ربما علي تغيير الطلاء يوماً ما ، لكن لماذا الشمس الساطعة يحيط بها أشواك من الأعلى؟ وملعقتين من الجوانب؟ وما هذا الشيء الكبير المتدلي منها؟

    ها! فهمت الآن! فالشمس الساطعة لم تكن إلا وجه البرسركير (زياد) بالعرق الأبدي عليه عاكساً الأضواء ، ترى هل يمكن تغييره هو أيضاً يوماً ما؟
    لماذا يوقظني الآن؟
    - هاه؟
    - قم هيا.
    - لماذا؟
    - أريدك أن تشتري لي (بنتوثال الصوديوم) .
    لم ألحظ أني لم أسمع بهذا الاسم في حياتي من قبل فقلت:
    - لم لا تشتريه أنت؟
    - ها؟
    - لم لا تشتريه أنت؟
    - إيه؟
    انتفخت حنجرتي من الغضب ، لم لا يضع أذنيه في كرشته حتى يسمع بسهولة؟ فقلت صارخاً:
    - لم لا تشتريه أنت؟
    - لا أقدر!
    - لم؟
    - تعبان!
    يا سلام ، يا له من عذر مقنع ، أقنعتني يا أخي ، لحظة...
    - ماذا أشتري؟
    - بنتوثال الصوديوم.
    أردت أن أفطس وجهه بأثقل كتاب عندي ، أهذا وقت سخافاته؟ ما كنه هذا الشيء؟ ولماذا يتكلم ببرود هكذا؟
    - (إشّكله) هذا؟
    - دواء!
    - لماذا؟
    - (بس كده).
    سبب وجيه حقاً ، ألن يكف عن إسكاتي بهذه الحجج القوية ؟! ، عدت أسأله:
    - لم لا تشتريه أنت؟
    - لأني أصلح سيارتي.
    - إذهب بسيارتي!
    - أنا مشغول. قم هيا.
    مشغول بماذا؟ بازعاجي؟ ، تعبان ويصلح سيارته وفي هذا الظهر والحر؟ أم صنع لسيارته كراجاً؟ ومتى خربت سيارته أصلاً؟ يبدو أن لا مفر من هذا الـ(زياد) إلا بتلبية طلباته الغريبة . قلت لأغيظه بطريقتي المعتادة:
    - لما تشاري هنتا؟
    - ماذا قلت؟
    - لا ولا شي!
    - ......
    لقد اغتاظ مني فعلاً ، فتعابير وجهه وعينه تقول هذا ، لا بد أنه سيغير النبرة المملة التي كان يتحدث بها قبل قليل والتي لم أسمعه يتحدث بها سابقاً ، لحظة أخرى..
    - من أين؟
    - من أين؟! من المطعم يعني؟! من الصيدلية طبعاً! هيا بسرعة ، اذهب للصيدلية (حقت) صاحبنا ذاك ، فهي التي يتواجد فيها الدواء.
    كما توقعت! لقد انتابه الغضب ، لكن لماذا تلك الصيدلية بالذات؟ إنها بعيدة في (آخر الدنيا) ، سأجرب أحد الصيدليات القريبة أولاً وإن لم أجد فيها سأذهب لتلك البعيدة. ولماذا يريد هذا الدواء؟ على كل حال هو حر في السم الذي يتناوله...


    _______________________
    5) طعام غريب اللون.. تضخم أغرب...
    -------------------------


    (زاهد):
    فعلاً وجدت ذاك الدواء في إحدى الصيدليات القريبة فوفرت وقت ووقود المشوار البعيد.
    عندما عدت للبيت في الثانية ظهراً ومعي (السم) صليت الظهر لكن (زياد) لم يأتي ليجرع سمومه ويريحني ، أين ذهب؟
    لست جائعاً الآن.. إذاً إلى كمبيوتري الأصفر العزيز .. اقتربت منه وما إن لمست الزر المشغل حتى انقطعت الكهرباء .. هل هذا وقته يا أولاد الـ..!

    أردت الذهاب للمكتبة لآخذ مجلة وفي طريقي إليها لمحت شيئاً مقرفاً في طبق الطعام الذي خصصه القط لنفسه بنفسه .. لم الطعام لونه مزرق بهذه الطريقة؟ أهو بلو كاديه أم بيرة بالتوت الأزرق خاصة بالقطط؟ كنت أتغثى من اللون البني لطعام القطط ، لكن لم أتصور يوماً أن اللون الأزرق أكثر تقريفاً!
    تجاهلت هذا الشيء فلابد أنها نخولة من (زياد) لأن القط لم يسمح له بمشاركته الطعام.
    وعندها نسيت السبب الذي جعلني آتي إلى هنا..

    رميت بجسمي (كجاموس ثور حطه السيل من علِ) على السرير المسكين الذي تحملني طوال هذه السنين وظللت أفكر .. ما الشيء المثير الذي فعلته؟ ما الإنجاز الكبير الذي حققته؟ حقاً فزت منذ عدة أيام بجدارة في مسابقة الثري دي في المنتدى بالمركز الأول لكن من عرف هذا ومن أعطاه اهتماماً سوى أشخاص لم أراهم؟ هذه أشياء لم أفكر فيها قط ، ربما علي أن...... أصرخ؟ طبعاً...

    آ آ آ أح أح! إنه القط .. لقد خربشني ثانية.. يبدو أنه لا يريدني أن أفكر حتىً.. لقد نسيت أن أذهب به للبيطار .. لكن هل يوجد واحد هنا .. ربما يعرف (عاصم) طبيباً بيطرياً في جدة.
    أرسلت له رسالة أسأله فيها عن إن كان يعرف طبيباً بيطرياً .
    لقد كبر هذا القط حقاً ، كيف لم ألحظ أنه صار ضخماً هكذا إلا¬ اليوم؟ ¬ربما التهم طعاماً كثيراً ، لكنه دائماً يأكل طعاماً كثيراً ولم يصبح يوماً بهذه الضخامة، منظره صار مضحكاً بسبب بطنه البارز من الجانبين ومفزعاً بسبب ضخامته ، إنه يلعب بهذه الطريقة ويظن ضربنا له لعباً معه كما قال لي (عاصم) ، إن الجرح طفيف.. لكنه آلمني بشكل كافي ، يدي مليئة بالخدوش لكن هذا أكبرها، بجانبي على الطاولة ما أحتاجه للتطهير والعلاج و...

    @ @ @

    (عاصم):
    بعد أن انتهيت من زيارة قبر (الفظائية) واللعب مع هريراتي عدت للبيت وأنا أعد نفسي بكوب شهي من الماء الطازج لكني عندما عدت للبيت فوجئت برسالة من (د. سلمان) تقول:
    - ((وعليكم السلام ، ليس غريباً أن يكون القط ذكياً ، معظم القطط أغبياء نعم، لكن هنالك أنواع من القطط لها ذكاء خاص فنوع يتعلق بصاحبه ولا يتركه مثل الكلب ، بل وأنواع أخرى تضرب عن الطعام إن تركها صاحبها ، ربما يملك قط صاحبك هذا بعض الذكاء .. حاول أن تحضره في يوم من الأيام لأعاينه.
    أما الوقوف على قدمين فيمكن للقط مجرد الوقوف أما المشي فلا أظنه يقدر على هذا -وأعاد لي نفس الكلام الذي قلته سابقاً- ، والتضخم يمكن هذا ببعض الهرمونات والأكل المفرط فيه.
    أما عصير القط فجرب إحضار جثة قط وضعها في علبة محكمة الإغلاق وسيتحول بعد عدة شهور إلى عصير قط)). فعلاً .. فقد مات عندي فروج ذات مرة فوضعته في علبه زجاجية وأغلقتها .. لكني أردت فتحها فلم أفلح فرميتها في العراء... وبعد شهور وجدتها وقد رأيت أن الفروج تحول إلى عصير أو شيء سائل غير لزج بل يسيل مثل الماء.. والذي اعتقدته أنا بترولاً.
    رسالة طويلة بالنسبة لجوالي صارت ثلاث رسائل مرتبطة. على الأقل أعطاني إجابة طيبة وفهمت بعض الأشياء. حتى السؤال الذي أردت أن أمازحه به رد عليه.

    @ @ @

    (زاهد):
    قمت لأذهب للبلكونة بسبب الحر .. لكني رأيت أن الطعام المزرق المقرف قد اختفى ازرقاقه وصار بلون الطعام المحيط به...
    ما هذا الشيء الغريب؟ قبل نصف ساعة كان مزرقاً والآن لونه طبيعي وقد بدأ القط بالأكل منه. علي الخروج للتنفس الآن...
    رغم الشمس فإن الهواء به بعض البرودة ، لا بأس بالجو ما دامت الشمس لا تصب حرارتها مباشرة على دماغي ، يا له من منظر! تعرفونه جميعاً ، لكن ما الناقص في المنظر هنا؟
    سيارة مستر (زياد) طبعاً ، أهذا التعبان الذي يصلح سيارته السليمة؟ لهذا لم أجده في البيت.. لماذا أيقظني وجعلني أقاسي الصعاب حتى أذهب إلى الصيدلية ثم يخرج هو؟ لقد صارت تصرفاته غريبة مؤخراً ، فأنا لا أكاد أراه إلا حينما يطعم القط وبعض الأحيان .
    هنا أمسكت الجوال بيدي طبعاً وضغطت على الأزارير بأصابعي .. وحاولت الاتصال على (زياد) .. لكن المشكلة أنه لا يوجد إرسال (خالص) ، ربما انقطعت الكهرباء عن برج الاتصالات. لا بد أنه...ما هذا الصوت؟ صوت تحطم زجاج من غرفتي الزرقاء ، لابد أن القط أسقط شيئاً.. كما توقعت! هذا القط الأبله قفز للمكتبة وأسقط أحد العطور بسبب حجمه ، لكن.. كيف صعد لهذا الارتفاع العالي رغم حجمه الهائل؟ فلأنظف المكان أولاً ثم.. ما هذا؟ مرة أخرى صعد القط فوق التلفاز وأسقط شيئاً ، ألن يكف عن اللعب بهذه الطريقة؟ لا يبدو عليه أنه يلعب ، ما أدرى ذاك الأخرق (عاصم) أن القط يلعب هكذا؟ فمن مظهره أرى أنه يتعمد الإسقاط ، بل ويسقط الأشياء الثمينة ، فقد أسقط هذه المرة قارورتي المليئة بالبايسون ، تباً لك أيها القط .. كاد أن يكسرها لولا أنها سقطت في القمامة. لأعاقبنه على هذه الشقاوة ..أمسكت سلكاً رفيعاً ولسعته عدة مرات .. فعلاً طريقة فعالة ومريحة.. فقد (هجد) هذا العُرِّي وجلس ، الآن بسببك أيها البدين علي أن أنظف الغرفة وإلا تعفنت أو لربما دست برجلي الضخمة الشبيهة برجل الغوريللا البيضاء على إحدى كسرات الزجاج ، لأنه لا أحد في البيت لينظفها غيري...

    @ @ @

    (عاصم):
    إنها الساعة الثالثة ظهراً ، بعد ساعة يحين موعد ذهابي للدراسة ، في الحقيقة بعد ساعتين ، إذاً لدي وقت كافي لأتشاجر مع ذاك القصير (عمار) ، في هذا الوقت أرسل لي (زاهد) رسالة أخرى تقول:
    - تحب ريحة الشُرَّاب المعقوص؟ ، لقد عاد لطبيعته إذاً ... لكن بقية الرسالة تقول:
    - نسيت أن أخبرك أن القط ما شاء الله صار حجمه بحجم .. لا أعرف لكنه صار ضخماً أضخم من دجاجتك الكبيرة تلك لكن هل هذا شيء طبيعي؟.

    لماذا يفترض أنني أعرف؟ لكن بما أنهم يطعمونه معتقدين أنه قرش أبيض فلا بد أن هذا بسبب (سوء التجويع) أو (الإفراط في التغذية) وقد حدث هذا التضخم لإحدى دجاجاتي التي صارت كأنها يقطينة عملاقة مغطاة بالريش وما دام يحدث كثيراً فإن هذا طبيعي حتماً . من الجيد أني سألت البيطار قبلاً. فأرسلت له:
    - أظن ذلك ، ألا تذكر تلك الدجاجة التي كانت عندي كيف كبرت حتى صارت كأنها ديناصور مشعر له منقار؟
    - أعرف يا ثور الله في برسيمه أنا ذكرتها لك ألم تقرأ الرسالة السابقة؟ أرأيت ما صار لطعام القط؟ صار مزرقاً وشكله مقرف ، ثم بعد نصف ساعة اختفى اللون الأزرق ولم يبق إلا طعاط قط بريء.
    - ربما هي بيرة بالتوت الأزرق أو كاديه خاصة بالقطط أو ربما أراد زياد أن ينظف صحن القط بسرعة فوضع الفيري مباشرة في الصحن هاهاهاااع! ما سبب ازرقاقه؟.

    لم يرد علي ، ربما كان قلقاً وخائفاً بحق ، رغم أني اعتدت أن هو المازح الأظرف دائماً ، هناك شيء غير عادي ولابد أن أعرف ماهو لكن فيما بعد.
    أما الآن فقد حان وقت الذهاب إلى . . .

    _______________________
    6) وتصرفات أغرب..
    -------------------------

    (زاهد):
    أخيراً صارت الغرفة نظيفة ، لا أذكر متى آخر مرة نظفتها فيها لكني اكتشفت أن هذا ممتع إلى حد ما. بعد هذا التعب هويت مرة أخرى على السرير بحركة بهلوانية متميزة وأمسكت الجوال من الملل وشرعت أراسل (عاصم) وأسأله عن رائحة الشُرَّاب المعقوص والتضخم الغريب للقط وعن سبب ازرقاق طعامه ظاناً أنه (يفهم في هذه الأمور) لكنه كان يتظاهر بالذكاء في غير وقته ولا يقدر الحال التي أنا فيها فتجاهلت أسئلته في النهاية.

    أف ف ف ! ياله من حر! متى ستعود الكهرباء؟ لا أطيق الحياة من غير مكيف ، لو أن مخترعه مسلم لما كففت عن الدعاء له.
    الآن لا أستطيع أن ألعب بالكمبيوتر ولا أن أصنع السيارات ولا أن أؤلف القصة لأنها في الكمبيوتر ، يبدو أن كل مشاغلي تعتمد عليه ، ليس عندي شاغل سوى اللعب مع هذا النمر الذي هو معي في غرفة واحدة .
    ها أنا أكذب عليه متظاهراً بأن في يدي طعام وليس فيها إلا الهواء محدثاً ذاك الصوت الذي يصدره البدو في كل كلماتهم وهو يُلفظ ولا يُكتب ، عندما صدق القط ادعاءاتي الباطلة اقترب من يدي لكن حدث شيء لم أتوقعه...
    فقد اقترب القط من يدي ثم نفث عليها ناثراً بصاقه المقرف عليها وأدار وجهه... مسحت يدي وأنا أردد عبارات القرف و(أوجع وأبلي في شكله) و(أعمي في وجهه)... ولولا أنني شخص مهذب جداً لـ(فكفكته) عن بكرة أبيه.. هنا عادت الكهرباء .. جيد أنها عادت وإلا لظللت أشتمه حتى يغدو ولداً بذيئاً. لقد ظلت منقطعة ساعة أو أكثر.

    @ @ @

    (زاهد):
    بعد التنظيف غسلت يدي ونشفتها لأفعل شيئاً مهماً!
    ما دامت الكهرباء قد عادت فماذا يعني هذا؟
    إلى الكمبيوتر طبعاً ، هجوووم!
    وأنا أجري مهاجماً الكبيوتر صرخ القط مصدراً مواءً مخيفاً لم أسمعه من قبل جمدني أنا والسبع اللترات من دمي ربع دقيقة! لم يموء هكذا ؟ والأدهى أنه لم يكن ينظر إلي بل كان ينظر لباب الشرفة المغلق ، بعد قليل سكت ، أنا خائف وساقي كشابورة في شاي ساخن.
    يا له من وضع غريب ، (أنا والعاو) أو (أنا والنياو) لوحدنا تحت سقف واحد ، لم ذهب ذاك الأحمق (زياد) وتركني لوحدي هنا؟ فلأتصل عليه حتى يأتي لنفهم ما يجري هنا..يووه لا يوجد إرسال! نسيت أن... كيف أتصرف مع هذا الشيء؟ إنه لا زال جالساً ينظر لباب البلكونة.. لا أريده أن يخيفني مرة أخرى لذلك أمسكته من رقبته المجغجغة ورميت به خارجاً وأنا أوشك أن أقول له (أخرج يا عدو الله).
    ما دام الأمر مستقراً الآن فهذا يعني...
    إلى الكمبيوتر طبعاً.. لايستطيع كائناً من كان أن يمنعني من هذا إلا لأسباب طويلة .. "طاع .. تريك تك.. أحتاج إلى توصيلة.. طررر .. وإلا اضطررت إلى إيجاد شخص ... بروم.. على القتال" يا للإثارة! لا يزعجنني أحد الآن فأنا في غمرة القتال... لذلك لم ألحظ أن..
    وسمعت صوت مواء من خلفي فاستدرت مرعوباً...
    رباه...

    _______________________
    7) ماذا حصل لـ(زاهد)؟
    -------------------------

    (عاصم):
    أخيراً! إنها الساعة العاشرة مساءً وقد انتهت الدراسة.
    لماذا يدرسوننا أشياء لا نستعملها؟ ولماذا يعلموننا أن نتقيد بإشارات لم يضعوها أصلاً؟
    جيد أنها كانت خمس أيام بخمس ساعات لكل يوم وانتهت ولم يبق إلا الاختبار! فليعين الله أصحاب الثلاثين يوماً والخمسة عشر!

    يا ربي! السيارة بعيدة جداً لأن في مثل هذه الأماكن لا تجد موقفاً إلا إذا جئت قبل الموعد بساعة ، لكن آتي قبله بنصف ساعة فهذا جزائي! الأولاد المشاغبين الذين يتأخرون عن الطابور لا يجدوا موقفاً قريباً ، ورغم أنني لست مشاغباً -أو هذا ما أظنه- فإن ذلك هو ما يحصل لي دائماً!
    لقد ابتعدت جداً عن البوابة وعن الناس الذين ينتظرون من يأخذهم ومع هذا عبرت نصف المسافة فقط إلى السيارة ، أنا لوحدي في شارع فارغ والناس بعيدون
    أنا لا أخاف من الوحدة لكن الذي أخافني هو الهدوء المصمت رغم البيوت المحيطة بي ، لكن... ما الذي يمكن أن يحصل لي؟ مثل هذه الأشياء لا تحصل إلا لـ(رفعت إسماعيل) أو أصدقائه أو أقربائه كما نعرف جميعاً ، لكني أعرف (زاهد إسماعيل) وأنا من أصدقائه وأقربائه فهل ينفع هذا لأن تلاحقني المشاكل؟
    لا أستبعد ذلك... هذا الصمت الرهيب والذي يتبعه من الطنين المزعج يثير توتري ويجعلني أمشي بسرعة مما يؤدي لجعلي أتخيل أن هناك من يطاردني.. صرت أمشي بهرولة حتى اقتربت من السيارة.. أخيراً وصلت للحصن الأبيض اللامع .. وعندما اقتربت جداً رن الجوال واهتز فوثبت عالياً من الجزع وسقطت مصطدماً بالمرآة الجانبية التي اعوجت من أثر الضربة.. من هذا الأبله الذي لم يختار إلا هذا الوقت ليسبب لي (قفزة قلبية)؟

    بالطبع إنه (زاهد) كالعادة ، أظنني الآن أمثل دور جاره (عزت) أو بالأصح (عصمت) الذي علي أن أعتاد على المشاكل ما دمت أعرفه! لم يعد يرسل الرسائل المرحة التي اعتادتها منه أو الرسائل الإخبارية أو الققص المضحكة والسجع .. بل كل رسائله أسئلة وطلبات.. ما الطلب هذه المرة؟
    دخلت السيارة ، وفتحت الرسائل ... يا ربي.. إن كان هذه المرة لا يمزح..
    أرى أنه علي أنا الذهب إليه ... ما دمت الوحيد الذي يفهم كل شيء... زياد معه ويستطيع الانتظار.. غداً سآخذ التصريح بعد الظهر وعندها لن أنتظر.. سأنطلق مثل (نيو) إلى بيته.. لا بد أن أعرف.. خاصة أن (زاهد) مثلي يريد أن يفهم ما يحصل هناك..

    @ @ @

    (زاهد):
    رغم أني رميته خارجاً لكني رغم هذا لا أشعر بالأمان .. أين ذهب هذا الـ(زياد) عديم الفائدة ولماذا تركني في هذا اليوم بالذات؟ ...
    لا أظن أحداً سيفهم ما حدث سوى (عاصم) فهو من ظللت أحكي له كل ما حدث تدريجياً كما أنه كما أعتقد أكثر من يفهم في هذه الأشياء.. اتصلت على غيره لكن أحداً لم يفهم وظنني أمزح كما هي عادتي ... وزياد جواله مغلق أو أنه لا يوجد إرسال..
    ترى هل سيفهم أحد فعلاً أو يصدق ما حدث لي هنا؟ .. لا أظنني سأقتني قطاً بعد اليوم أبداً بعد هذه التجربة المريعة..
    أنا نفسي لا أفهم ما الذي يحدث.. القط تغير صار كأنه يملك ذكاءً يفوق ذكاء القطط وصار ضخماً .. أظن أن كل هذا بدأ بعد قتاله لذلك الكائن الغريب..
    وزياد اختفى معظم اليوم وجواله مغلق.. وقد أرادني أن أترك البيت هذا اليوم فترة طويلة و ذلك ليضع له الطعام الغريب الأزرق والذي يتغير لونه بعد مدة إلى لون عادي كأي طعام قطط.. لكني لم أذهب بعيداً وعدت قبل أن يعود اللون طبيعياً.. ما الذي يجعل (زياد) يفعل هذا؟...

    @ @ @

    (عاصم):
    أخيراً.. لقد حصلت عليه.. بعد استحمام بالعرق ووقوف طويل تحت المكيفات الساخنة والطوابير العشوائية والتأمين و... و... والمدير و... والسند الضائع..
    المهم أني حصلت عليه.. الساعة هي الثالثة ظهراً الآن .. وسأصل للبيت عند الخامسة إلا ساعة وربع وبعد الغداء والنقاش والتهنئات ستكون الساعة تقريباً الخامسة .. لن يفهم أحد أن علي الذهاب بسرعة من أجل (التحقيق في هذه القضية).
    عدت للبيت مع احتفاظي بالقيادة الرزينة .. جيد أنه لا أحد يريد الذهاب معي إلى مكة بسبب الأعمال أو التلفيزيون أو المرض.. وهكذا سأذهب (خفيف)..
    إذاً إلى هناك...

    ها كيف بس ؟؟ أنتظر ردوردكم بشكل ..




  3. #3
    التسجيل
    26-04-2003
    الدولة
    -(_)K..s..A(_)-
    المشاركات
    902

    مشاركة: أسطورة القط أو البس

    قصة رائعة أخوي
    ننتظر التكملة ...

    ومشكوووووور
    هلالي إلى الابد




  4. #4
    التسجيل
    30-07-2002
    الدولة
    YIC
    المشاركات
    1,814

    مشاركة: أسطورة القط أو البس

    شي طيب إنها عجبتك .. شكرا .. بس ناقصها عنصر الحب .. هو دا الشي اللي يشعلل الردود , محد يوافقني؟؟




  5. #5
    التسجيل
    30-07-2002
    الدولة
    YIC
    المشاركات
    1,814

    مشاركة: أسطورة القط أو البس

    التكملة .. (ليست طويلة بسبب الإنشغال في المدرسة)

    إذاً إلى هناك.. اتصات على (زاهد) وأخبرته بأني قادم .. أما (زياد) فجواله مغلق .. غريب! لم أعتد أن يغلق جواله هكذا..

    @ @ @

    (عاصم):
    أخيراً وصلت.. الساعة الآن السادسة والنصف ... هذه أول مرة أسوق لوحدي في الطريق السريع.. أخيراً عرفت شعور السائقين الذين يسافرون لوحدهم ... علي الذهاب لأرى ماذا هناك.. سيارة (زاهد) و(زياد) موجودتان... لماذا أخبرني (زاهد) أن (زياد) غير موجود؟!
    اتصلت على جوال (زاهد) وقلت له أن يفتح الباب.. نحن متطورون ولا نستخدم الأجراس..

    فُتح الباب .. فدخلت وأنا أشعر كأن أحداً يراقبني من الخلف ولا أعرف لهذا تفسيراً .. إذ لا يوجد أحد في الشارع ..
    دلفت للداخل مغلقاً الأبواب صاعداً الدرج.. قرعت جرس الباب كما اعتدت .. ثم تذكرت أن لا أحد هنا فدخلت..
    وعندما دخلت للغرفة (غرفة زياد وزاهد) وجدتها خراباً.. كأن فرقتي نافاراي تقاتلت فيها... ما الذي حدث هنا؟

    كان (زاهد) مستلقياً على السرير وهو يعد بعض الريالات ويضعها في محفظته.. ويشاهد فيلم (توم وجيري) .. هل كان ما أخبرني به مجرد كلام جوالات أم حدث فعلاً؟ .. عندما دخلت قام وسلم علي بطريقة عادية كأن شيئاً لم يحدث ..أنا لا أتوقع أنه (قربع) الغرفة لأنه يبحث عن ريال ضائع.. لقد حدث شيء ما هنا .. لكن ما هو؟

    _______________________
    8) لا بد أن نعرف..
    -------------------------

    -.. وعندما أوشكت على... الهلاك ولم أجد بداً للخلاص .. جريت إلى باب البلكونة المفتوح وبجهد شديد استطعت أن أحمله وأرميه إلى الشارع.. فسقط على الأرض عادي .. لم يصب بشيء .. بل سقط على أربع كبقية القطط رغم أنه..تعرف يعني.. لم يكن يتقن هذا من قبل..

    بعدها مباشرة دخلت الغرفة وأغلقت الباب.. وأرسلت لك رسالة لأنك أكثر من عرف عما كان يحدث هنا.. بعدها حاولت الاتصال على (زياد) الذي لم يرد لأن جواله مغلق ولا أدري أين ذهب ولا كيف ذهب ولا لماذا أغلق جواله.. ثم اتصلت على بقية من أعرفهم لأزيل التوتر والوحدة قليلاً ثم قمت لأضمد جراحي الناتجة عن العراك مع ذاك الكائن..

    - ماذا كنت جالساً تفعل قبل أن يبدأ ..
    - كنت ألعب بتلفيلد رافعاً الصوت لأن لا أحد ينزعج هنا.. بعدها سمعت صوت مواء .. ارتعبت ونظرت للخلف فوثب علي..
    - ألم يكن من شيء غريب فيه؟
    - (إلا)... كان في عينيه نور أزرق مثل لمبات السيارات..
    - أين تقاتل القط مع ذلك الوحش؟
    - في البرحة.
    - ماذا تتوقع أن يكون؟
    - أقرب شيء هو قط متضخم مثل قطي هذا ..
    - (شكله كده) فهذا أقرب احتمال.. أنت قلت أن قطك تقاتل معه ثم بدأ يتغير..
    - نعم .. ربما نقل إليه جرثومة أو فيروساً..
    - إذاً فلنذهب إلى هناك لنبحث عنه ونعرف ما حدث..
    - ها؟
    - نبحث عنه..
    - لم؟
    - لنعرف ما حدث..
    - طيب إذا وجدناه..؟
    - نقتله ونعطيه لـ(د.سلمان)..
    - وما هذا؟
    - طبيب بيطري..
    - آ... نسيت.. وكيف نقتله؟
    - بسيف .. سكين.. مسدس.. أو عصا..
    - ومن أين جاء أصلاً؟
    - يمكن من وراء الجبل...
    - آآآ.. طيب..
    - يجب أن نأخذ العدة فربما يواجهنا الوحش.. يعني كشاف وماء وحبل..
    - لم الحبل؟
    _ لا أدري .. كل الذين يغامرون يأخذون حبلاً.. لا تنسى الأسلحة ، تجهز أنت .. أريد الذهاب للحمام..

    ذهبت للحمام ثم خرجت وعدت للغرفة فوجدت زاهد استعد كأنه ذاهب للحرب.. لبس حزاماً مليئاً بأدوات غريبة ومعطفاً وعلق على ظهره أسلحة أشد غرابة.. وحمل حقيبة تكاد تتمزق من الزحمة داخلها.. ووضع على رأسه خوذة الدبابات .. وعلق حبلاً على كتفه .. لا ينقصه إلا نظارة ورشاش.. ترى هل قيادة السيارة بهذا الشكل تعد مخالفة لقواعد المرور؟ هل سيتمكن من الركوب في السيارة هكذا؟
    أعطاني سكيناً وشوكة ومسدس خرز وأنا أكتم ضحكي من مظهره الرهوب... أخذ كل الأسلحة وأعطاني هذه .. ماذا أفعل بها؟ لا يهم قد لا نرى شيئاً وإذا وجدنا فإن (زاهد الشجاع) سيقوم بالواجب.. الذي لم ينسى أن يرتدي الدروع الزنكية التي صنعها بنفسه.. لكم أن تتخيلوا مظهره الآن..

    ركبنا في المازدا وصاحبها لم ينس أن يضع أعتى علامات الترهب على وجهه.. شكله رهيب فعلاً لولا أنه لم يضع ربطته السخيفة هذه.. فقد رمى الخوذة ولف ربطة بيضاء حول رأسه .. وكتب عليها "تتضارب؟" ومن الخلف "أنا أراك!" أيظن أن الحيوانات الغريبة تقرأ مثل هذا الكلام؟ .. بعد أن شغل السيارة وسخنها .. تحرك وقال:
    - هيا خذ! نسيت جوالي..
    - لا يهم! جوالي معي..
    - تذهب للبقالة؟
    - نعم.
    - لنذهب لبقالة اليمني لأن عنده الكثير من المسدسات..
    - طيب..

    دخلنا البقالة واشترينا (مؤن تكفي أسبوعاً) ولم ينس بطلنا أن يشتري المسدسات والذخيرة الخرزية وبعض الخناجر و(شوية) حلاوة...
    خرجنا وفي السيارة شغل زاهد نشيد (أعطيني جعبة وبارود...) ، ربما يفسر تقريباً حالته النفسية في هذا الوقت.. عدا أنه لم يقل " مش طالب..ترافقني"..

    تحركنا حتى وصلنا للبرحة وتوقفنا .. وطبعاً كانت الشمس على وشك الغروب.. خرجنا من السيارة وفوراً بدأ الشاطر يتحرك بنفسه باحثاً في المكان عن شيء ما.. "سد الثغر..وأنا أوريك إشلون الرجال تخوض الحرب...وما تولي" بينما كنت أنا أعبيء بحماس ذخائر المسدسات كأننا سنستعملها حقاً "سن سيوف..وعبي رصاص" بعدما انتهيت من التعبئة تحركت نحو (زاهد) وبحركة تدويرية بارعة أعطيته مسدساً محشواً.. فأعطاني هو بدوره سيفاً بتاراً متلماً وأخرج سيفه وجلس يتفنن به.. لا أدري ما الذي ننتظره هنا .. لذلك أردت أن أقوم وأستكشف لكن تذكرت أن المغرب قريب.. فجلست منتظراً حتى نصلي ونتحرك بعد الظلام لأني أعتقد أننا سنجد الوحش إياه في الليل..

    @ @ @

    صلينا المغرب بعد صراع واستهمام (قُرعة) على من يكون الإمام.. ثم بعد تفكير قررنا أن نبحث بالسيارة بدلاً من أن نمشي على أرجلنا متظاهرين بأننا لا نقهر..

    وفعلاً ..بحثنا عن الكائن في البرحات لأنه إيجاده سيكون سهلاً بسبب حجمه الضخم.. لكننا لم نجده.. فقلت لـ(زاهد) أن يتحرك نحو الجبل لنبحث هناك فأنا أظن أننا سنجده لأنه ربما سيكون قد بدأ بالتحرك بحثاً عن شيء ما ليفعل به فعلاً ما ..ذهبنا قرب الجبل وتحركنا برهة نبحث قربه دون جدوى..

    لكن فجأة حدث ما لم نتوقعه.. فقد وجدنا القط .. قط (زاهد) الضخم الذي رماه من الشرفة..:
    - (شوف) .. هذا قطنا..
    - أعرف .. ماذا ستفعل له؟
    - (دحين تشوف)..
    هنا وجدت (زاهد) قد غضب وانتفخ وجهه واحمر حتى كاد يضيء احمراراً وسط الظلام .. ثم انطلق مسرعاً نحوه ينوى دهسه..
    - كلا يا زاهد لا تتهور.. (سيبه)..
    - والله لأرينه (شغله)..

    واستمر بالاندفاع والقط يجري بسرعة وسط الشارع كأنه يريدنا أن نتبعه.. رغم حجمه الكبير فإن سريع ولا أنكر هذا..بعد بضعة ثواني من المطاردة غير القط مساره ودلف للبرحة التي بين جبلين.. فلحقناه بانعطافة قوية عمل الطرد المركزي عمله فيها وأنا متشبث بمقعدي أحاول ألا أطير من النافذة أو أتشقلب للمقاعد الخلفية. لذلك أغلقت النافذة.. (زاهد) لا يبالي بالمطبات المدمرة التي تضرب سيارته فكل ما ينويه الانتقام الآن..:
    - (بشويش) يا أخي.. انتبه من الصخور ... (زاهد) ..(زاهييييد..
    " قد صدمنا .. قد صدمنا .. قد صدمنا الصخور
    وعوجـنا .. وعوجـنا .. وعوجنا الكبوت..
    نحـن شجعان الليالي نحن طراد النـمور
    نحـن شجعان الليالي نحن طراد النـمور
    قد صدمنا الصخور.."
    "إنهم قادمون"

    _______________________
    9) ورطة..
    -------------------------

    .....
    يا له من موقف نتمنى أن نحسد عليه : أنا و(زاهد) عند البرحة التي بين جبلين التي كنا نتحاكى فيها قصص الرعب.. والسيارة اصطدمت بصخرة ويبدو أن البطارية انفصلت لأن الأنوار انطفأت.. لماذا في هذه البرحة بالذات؟
    خرجنا من السيارة لنرى مدى الضرر .. وعندما اقتربنا من الصخرة أمامنا التي صارت حمراء من أثر الطلاء.. نظرت لوجه (زاهد) المتقمع فوجدته ينظر لي .. عرفت أنه لا ينظر نحوي لأنه في الواقع ينظر إلى ما خلفي وهو بالضبط ما يوجد خلفه أيضاً.. هل فهمتم؟
    شاهد كل منا خلف الآخر أنواراً زرقاء عرفنا فوراً ما هي .. إنها القطط العملاقة نفسها لكنها كثيرة جداً... ماذا نفعل؟..

    - (زاهد).. لا تتحرك فهذه الحيوانات لها غريزة الأسود تهجم عليك إن شعرت بخوفك أو إن تحركت بسرعة..
    - يا شيخ (بلا) أسود (بلا) كلام فاضي..
    تحرك (زاهد) بسرعة عجيبة نحو السيارة ودخل وأغلق الباب.. بينما ظللت أنا واقفاً أنتظر أن لا تهجم تلك الأسود علي.. لكني رأيتها تتحرك نحونا ببطء .. "بلا أسود بلا كلام فاضي" .. كما يركب (ليغولاس) الحصان أمسكت بالباب وقفزت فوقه إلى داخل السيارة مباشرة وأغلقت الباب..

    ما العمل الآن؟... جيد أن عندنا بعض الأسلحة لكن هل تجدي ضد هذه الكائنات؟.. بدأ (زاهد) يلعق حلقه من المرارة التي يتوهمها بسبب ارتفاع الأدرينالين.. وبدأت أنا أنخم وأتنحنح و أبتلع البلغم الذي صعد فجأة.. بدأنا نشعر بالخوف والرعب والهلع والفزع ..
    هذه القطط شكلها غريب.. أرجلها الخلفية ثخينة جداً ..

    ها نحن محاطون بالقطط العملاقة زرقاء العيون سميكة الأطراف .. . ماذا نفعل يا أخ (زاهد)؟ ها هي نتيجة تهورك .. قلت لك أن تتركه وشأنه .. هاهي القطط تقترب من حولنا وعددها ما يقارب الستين إن صدق حدسي ... نحن محاطون بـ(ستين داهية) .. صارت تبعد عنا مسافة ما يقارب ثلاثة أمتار.. مصدرة أصوات مواءها المرعب الخافت .. أنا أعرف أن (زاهد) يخاف من أشياء بسيطة ، مثلما كنا نمشي مع (زياد) و(عمار) في الليل وسط الطرق المظلمة قرب هذا الجبل فكان يقول كل دقيقة "ما رأيكم أن نرجع" أو "إذا عدنا فلا تعودوا راكضين" .. فما شعوره الآن ونحن في وضع مخيف بل مرعب؟..

    ها هو واحد ضخم يقترب .. لقد صعد على المحرك وهو ينظر إلينا عيناه تتوهج باللون الأزرق الذي لا تشاهده إلا وحوله خطوط إشعاعية .. أكاد أحس بأنفاسه المقززة على وجهي .. أنا و(زاهد) على وشك الانهيار ..لا أذكر أني رأيت زاهد خائفاً من قبل..ما الحل الآن؟
    - (عاصم)؟ ماذا نفعل؟
    - وتسألني أيضاً؟ لا أدري ..
    القط بدأ يلكم بقوة.. قوة لا تتناسب مع حجم يده .. قط يلكم؟ .. إنه يلكم ويلكم . ونحن نقفز قفزاً مع كل ضربة..:
    - (أش بيسوّي)؟
    - يلكم طبعاً ..
    - ألا ترى هذا غريباً؟
    - بلى .. فأنالم أرى من قبل قطاً يقف متفرشخاً هكذا..
    - ما شاء الله .. أقصد لكمه هذا .. لا أظن أن القطط العادية تلكم بل تخمش مباشرة ..
    لكن لحسن حظنا قوته كانت لا تكفي لتهشيم الزجاج لكنها أرعبتنا بشدة ونحن نتخيله قد هشم الزجاج وقفز علينا وقد لحقه أتباعه خلفه وقد بدأوا ينهشون لحم (زاهد) ويبردون أسنانهم في عظامي..
    قال (زاهد) فجأة:
    - (عاصم) .. كيف حالك؟
    - طيب والحمد لله.. إش مسوي مع الكلية؟
    - قبلت في ينبع وسأذهب بعد أيام..
    - هل ستشتري لعبة هيتمان بلـ..
    لقد توقف عن اللكم ..لا أدري ما مناسبة هذا الحديث .. ربما بدأنا نفقد شيئاً من عقولنا التي كدنا أن ننسى وجودها من الخوف.. هنا صرخ بمواء عاااالي الصوت جعلنا نتجمد .. احتجنا لدقيقة حتى يعود النفس إلى رئتينا.. لقد نزل القط وصرنا لا نرى أمامنا إلا الجبل ، حسنٌ.. لقد توقف لكن ما العمل الآن؟ .. لا نستطيع التحرك ولا الخروج .. أنا على وشك أن يغمى علي هلعاً كما كدت أن أفعل سابقاً .. وزاهد وجهه صار مضحكاً بسبب خوفه .. زاهد نسي جواله.. جيد أن جوالي مـ.. يا للمصيبة ليس معي .. لا بد أنه سقط وقت المطاردة .. أمامنا ليل طويل إذاً مع هذه النمور.
    هنا رأينا ما زادنا ذعراً .. تحت ضوء القمر رأينا القطط وهي .... تقف على أقدامها الخلفية... ألم تكتفوا من ارعابنا؟ وأنا أكاد لا أرى إلا سحابة أمامي لأني على وشك الإغماء والأكسجين لم يعد ينشط دماغي قلت لـ(زاهد):
    - هل عرفت الآن لم بدا ذلك القط طويلاً؟
    - نعم .
    لقد صار ارتفاع الواحد منهم متراً أو أكثر.. ليتني أعرف ما الذي جعلهم يستطيعون المشي ويتضخمون بهذا الشكل..
    ولم تمر هنيهة حتى اقتربت القطط الماشية من السيارة ونحن نرى وجوهها الكبيرة والأضواء الزرقاء تقترب منا .. كأنهم أقزام يحملون كشافات معهم.. بعد لحظة اقترب وجه أحدهم من زجاج السيارة الذي في جهتي وهو يصوب الضوء نحوي.. ثم فتح فمه مظهراً أنيابه الطويلة مثلما تفعل أمهات القطط عندما يقترب أحد من أبناءها..ثم رفع يديه وبدأ يضرب السيارة وبدأت معه جميع القطط تضرب السيارة باصرار وتخمشها من كل جهة .. أصوات الخدوش المزعج والمواء الخافت والضرب المستمر .. والسيارة تهتز من شدة الضرب .. كأنهم يريدون إخراجنا منها..
    - (بَس) لا تضربوا سيارتي!
    - أعتقد أنها صارت كرسيدا الآن..
    إنني أحاول أن أحافظ على وعيي وأنا أسمع هذه الأصوات وأرى وجوهها الكبيرة بجانبي..
    إن السحابة تزداد كثافة.. ما فائدتك أيها الأكسجين؟... دماغي جائع والغذاء لم يعد ينفعه...
    يجب أن أظل واعياً..
    يجب ...

    @ @ @

    ....
    ألم تجد وقتاً أفضل للإغماء أفضل من الآن أيها الأحمق؟
    القطط تتحرك وتمشي ولا أدري لم تفعل هذا .. وهذا الطعم المر في حلقي أزعجني حقاً... لكن أليس معي سيف؟ بل سيفان؟ وبضعة مسدسات.. لم لا أجرب القيام بعمل بطولي كعادتي؟... كان هذا الغبي ليساعدني لولا أنه مغشي عليه يحلم بالإندومي.. أمسكت مسدسين مذخرين .. ومن فتحة النافذة البسيطة أطلقت رصاصة على أحد البدينين فانتفض قليلاً.. ربما ينجح هذا.. ذخرته وأطلقت هذه المرة بالمسدسين فانتفض قطان... شيء ممتع! أعدت التذخير وأطلقت مرة أخرى فقفز اثنان ألماً.. قد لا تكون هذه المسدسات قاتلة لكنها مؤذية ومزعجة.. أطلقت على كثير منهم وأنا آمل أن أستطيع إبعاد كل هذه القطط...
    لكن ... نفدت الذخيرة.. لا أدري كم من الزمن ظللت أطلق على هؤلاء القطط... لقد اشتريت خمس عقود من الرصاصات .. لكنها نفدت كلها ولم يتأثر أي من أولئك القطط.. ماذا أفعل؟
    أخذت الحقيبة المنتفخة وفتحتها .. وأخرجت منها سكاكين وأسلاك شائكة و كرات حديدية ثقيلة .. صرت أرمي أي شيء على أي شيء.. لكن بسبب مهارتي الفائقة وخبرتي الطويلة في الرمي والقذف والخذف .. لم يصب أي من تلك القطط..
    ليس أمامي حل إلا السيف.. أمسكت السيف الفضي الشطار الذي اشتراه (زياد) من (أمجد) وعندما أردت أن أحاول قطع رقبة من رقبة هؤلاء الواقفين.. صحا (عاصم) من غيبوبته..فقلت له بسبب غيظي:
    - (بدري!).. أخيراً صحوت..
    فقال مفسراً كل شيء:
    - نحن عالقون هنا..
    - أمسك سيفاً وحاول أن تبتر شيئاً..
    - أبتر ماذا؟
    - أي شيء من هذه البسس..
    - طيب..
    عندها أخذ السيف اللآخر .. لكن كيف سيضرب به؟ إن نافذته مغلقة.. بينما أنا لم أستطع أن أضرب شيئاً بسبب بعد المسافة بيني وبينهم كما أن يدي لا تخرج من النافذة الشبه مغلقة ..
    - وكيف سأضرب؟
    - تصرف .. علينا أن نخرج من هنا بأي وسيلة..
    فرأيته كعادته في التهور فتح الباب ووقف خارج السيارة وبدأ يلوح بالسيف وقد جرح الهواء وطعن النسيم في مقتل.. لم أرد أن تتبلل سيارتي بدماءه الخضراء لذلك سحبته وأنا أوبخه وكان هذا أفضل ما فعلته -السحب وليس التوبيخ- لأن القطط كانت تقترب وتوشك أن تقفز عليه.. ما الذي تنوي فعله يا لوح؟
    لاحظت أن القطط توقفت عن الخربشة والطرق وصارت واقفة لا تتحرك.. وتنظر لنا بأنوار زرقاء .. كأنها تنتظر شيئاً.. ما هو ذاك؟

    @ @ @

    لا زلنا والقطط حولنا بعد أن توقفت عن خمش وضرب السيارة .. لا يمكن لأحد أن يرانا بسبب توغلنا للداخل وسط الجبال.. خاصة أن الوقت ليل والظلام شديد مع بعض الضوء من القمر..
    بعد أن سحبت للداخل رغماً عني تركت السيف وجلست فقط أنظر حولي بينما (زاهد) يحاول أن يفشل في التظاهر بالخوف .. إن هذه المنطقة كأنها ممر بين جبلين مغلق بالصخور من الجهة الأخرى .. بينما يمكنني أن أتخيل أن وادياً يوجد خلفه.. ولأنني أول مرة أنظر لتلك الجهة لاحظت شيئاً هناك فوق الصخور.. ويبدو كرجل يرتدي معطفاً .. لهذا استنتجت بسرعة أنه رجل يرتدي معطفاً .. معطف الأطباء.. أهو رجل حقاً أم أنه عمود معلق عليه بعض الخرق .. حتى وإن كان كذلك.. فأي أحمق يأتي إلى هنا ويغرز عموداً ويعلق عليه خرقاً؟ وما الغرض من هذا؟ إذاً الاحتمال بأن يكون رجلاً هو الأورد..لم يقف هناك؟
    - (زاهد) .. انظر..
    - ماذا؟
    - يوجد أحد هناك..
    - لا أسمعك..
    - يوجد أحد هناك..
    - أين؟
    - فوق الجبل..
    - أي جبل؟
    - ذاك..
    - إي والله صحيح.. هذا رجل يقف هناك..
    - ( لا يشيخ؟).. أعرف .. لم يقف هناك؟
    - ربما (يشخ)..
    - يمكن..
    - ألا يستطيع أن يساعدنا..
    - (إلا).. هل (نزهمه)؟
    - طيب..
    - ناديه أنت!
    - بل أنت..
    - لم أنا؟
    - (كده)..
    -أنا طلبت أولاً فعليك أن تبدأ..
    - وهل هذا صعب لهذه الدرجة؟
    - إذا كان سهلاً فافعل أنت..
    - ولم أنا؟
    - لأني لا أستطيع!
    - (ليه)؟
    - لأن نافذتي مغلقة ولا يمكن فتحها..
    عند ذلك بدأت علامات التضايق تظهر على (زاهد) وهو وهو يحرك رأسه بطريقة (لا حول ولا قوة إلا بالله).. ثم قرب فمه من الزجاج وبدأ يصرخ كأنه يتألم ولم أفهم ماذا يقول في مناداته الغريبة هذه.. كأنه يغني بصوت نشاز جداً.. هل عرف كيف يتكلم لغته الجاوية أخيراً؟.. بدا أن الرجل -مثلي- لم يفهم حرفاً ، أظن أنه لم يعرف ما يقول -(زاهد) وليس الرجل- لذلك صرخ بأي كلام خطر في باله مكوناً شيفرة منوخة ، لكني لو كنت مكانه فلن أفعل أفضل مما فعل بل سأظل أسأله أن يقترح علي ما أقوله.. ولن أستطيع أن أتكلم باللغة البخارية مهما حاولت..
    يبدو أنه سمعنا.. وفضوله يكاد يحرقه ليعرف من نحن ولم يغني هذا الشخص هكذا..
    بدأ ينزل ببطء.. يبدو أنه رجل عجوز.. ها هو يقترب .. إنه لا يزال بعيداً.. لكنه يقترب .. لكن هناك شيء غريب..
    من هذا الرجل يا ترى؟ ولماذا لم...

    @ @ @


    إش رايكم حتى الآن؟؟




  6. #6
    الصورة الرمزية إنـسـان ثـانـي
    إنـسـان ثـانـي غير متصل ღ brotheR oF thE naturE ღ
    المجموعه الفائزة بالمركز الأول بمسابقة الأقسام الأدبية
    التسجيل
    12-04-2005
    الدولة
    الـAـسعــSــوديـKـة
    المشاركات
    1,825

    مشاركة: أسطورة القط أو البس


    جميل , رائع
    نحن في الانتظار
    سلام
    .
    .
    .
    .
    .
    anotheR humaN
    .
    .

  7. #7
    الصورة الرمزية KilluaPica
    KilluaPica غير متصل KilluaPica
    المركز الثاني بمسابقة الرسم الصيفية
    الفائز الثاني في مسابقة الرسم الترفيهية
    التسجيل
    04-09-2005
    الدولة
    K.S.A. - Jeddah
    المشاركات
    2,470

    مشاركة: أسطورة القط

    ما شا الله القصة حلوة ورهيبة وأنا بصراحة أحب هذا الأسلوب لأن..
    لأني أنا مؤلف القصة ..
    الله يهديه زاهيك حطها قبل ما أكمل النقش والتزبيط والـ.. إلخ..
    أرسلتها له عشان يقراها راح قرّاها لخمسين نفر تاني..
    ما يهم.. هذه تكملة بسيطة وأعتذر بسبب انشغالي بالمدرسة وخاصة الآن رمضان.. تعرفون حال طلاب الثانوي الثالث..
    أنا كل ما ألاقي نفسي فاضي أكتب شوية.. وياريت زاهك يؤكد لكم إني المؤلف عشان المشرف لا... والأعضاء ما..:vereymad:
    ويا ليت كمان يمسح كلمة (أو البس) من العنوان لأننا كلنا عارفين ما هو القط..
    وللمعلومية فإن أسلوبي اخذته من المؤلف الشهير (د.أحمد خالد توفيق) مؤلف قصص ما وراء الطبيعة بتاع (رفعت إسماعيل) ....


    @ @ @
    ....
    مم هاه.. صباح الليل.. يا له من صباح جميل كالعادة .. لابد أنني نمت طويلاً... هأ؟!
    ما هذا المكان؟ يا ديكي وصياحه وزرعي وتفاحه.. إذاً لم يكن ذاك حلماً! ما الذي حدث؟
    حسب ذاكرتي قد اصطدمنا وحاصرتنا القطط وجاءنا رجل غريب و.. لا أذكر ما حدث.. تباً لقلة تركيزي!
    أولاً.. أين أنا؟ حسب فراستي الشهيرة وتحليلي البوليسي الدقيق .. نحن في غرفة!
    بالتحديد في غرفة كبيرة بعض الشيء ، مضاءة بلمبة حمراء ساخنة جداً ومغلقة لكن لا أعرف بالمفتاح أم لا؟ ولا دخل لي بهذا.. لماذا أشعر أنه يوجد شخص معي؟ لأنه بالتأكيد يوجد شخص معي.. وهو ذاك الـ(عاصم) طبعاً .. فلسنا في سجن أمريكي يضعون فيه كل سجين في زنزانة..لكني أشعر فعلاً أني سجين.. خاصة لعدم وجود مكيف.. يا له من سجان غير متحضر! لماذا لم يضع مكيفاً هنا؟ سيندم بشدة على هذا .. لأنه الرائح الفطرية المتحمضة ستملأ المكان بعبقها الساحر.. ما لم يتصرف وينقلنا لمكان بارد..
    أعتقد أن هذا المكان مخزن لأسباب معروفة.. وهذا سبب عدم وضع مكيف هاهنا.. انظروا لـ(عاصم)! إنه لا يزال نائماً أو مخدراً ويتظاهر بالبراءة كأنه لم يقتل أحداً في حياته.. تباً له من... قذفته بأقرب علبة معدنية قربي فارتطمت برأسه.. لن أجلس هنا وحدي أعاني الحر بينما عمنا نائم مرتاح.. رغم الضربة فلا يبدو أنه شعر بشيء.. إذاً هناك طريقة أخرى.. اقتربت منه.. عينه تتحرك تحت الجفون.. إذاً هو في الأحلام الآن.. لكن لن أجعل هذا يدوم طويلاً.. قربت فمي من أذنه.. ثم بدأت أتكلم بصوت مرعب أشبه بالفحيح وأصدر أرواح وشياطين تتعذب حتى شعرت أنا نفسي بالخوف .. بعد مدة صحا برجفة .. وفتح عينيه ورآني فارتعش مرة أخرى وعلى وجهه علامة قرف .. لم ذلك؟ فأنا لا أعتقد أن شكلي (مقرف) إلى هذا الحد المروع..
    عندما جلس .. بدا لي أنه استنتج كل شيء فلا داعي للشرح.. لكنه كان يملك بعض الرغبة في الخروج على ما يبدو .. هل كان هذا المكان الحار يعجبني لدرجة أني لم أحاول الخروج منه؟ جيد أنه ذكرني أن علينا الخروج من هنا.. قام الأخ واتجه للباب وحاول أن يفتحه.. لكن كأي سجن يحترم نفسه لابد أن يكون الباب مغلقاً.. ربما لو كنت شخصاً آخر بنفس حجمي لحاولت كسر الباب.. لكن هذا شيء لا أعرف كيف أفعله.. لكن يوجد حل آخر..

    @ @ @
    ....
    يا ربي رباه! لم أكد أتم فتح عيني حتى رأيت (وجه) زاهد أمامي.. يا لها من تصبيحة! .. لم يقرب وجهه هكذا؟ فأنا لا أظن أن شكلي (فاتن) إلى هذا الحد المروع..
    عندما جلست نظرت حولي وفهمت كل شيء فلا داعي للشرح.. لكن هذا المكان ليس رائعاً جداً .. فلا أريد البقاء هنا بسبب الحر والرائحة الحمضية التي أنا متأكد أن مصدرها (زاهد).. لهذا قمت متجهاً للباب الذي يقف كأي باب مغلق يحترم نفسه .. والذي كان مغلقاً بالطبع .. إذاً لا بد من حل آخر .. يمكن لكتف صاحبي أن تهشم الباب رغم أني لم أتخيله قط وهو بهذه الوضعية .. فكل ما يفعله عند المعركة هو أن يقوم بحركة مع أصوات بفمه ثم يتوقف وينظر ويرمش عدة مرات مفكراً بحركة بايخة أخرى.. لكن ربما لو رفس الباب لكسر مفاصله.. وربما تهشم الباب نفسه فهو لا يبدو خشبياً .. بل من مادة أخرى ربما هي (فايبرغلاس) أو نوع من البلاستيك.. كما أنه يفتح إلى الخارج وهذا ما سيجعل المهمة أسهل .. أردت أن أشير له أن يقوم ويرفس الباب لكنه قام قبل أحرك شيئاً.. هل صار يفهم حتى بدون إشارة؟
    قام بتثاقل واقترب.. ها قد اقتربت الحرية .. لكن صاحبنا كعادته لا يفعل كل شيء بسرعة.. إذ ظل يحرك رجله كأنه يقوم بتدريبها.. ثم بدأ يقوم بالتخطيط لطريقة الرفس فيبتعد عن الباب ثم يقترب بجري بطيء ويرفس ببطء.. ليظهر أن هذه هي الحركة التي ستحدث قريباً.. يبدو أن المهندس صار مستعداً لتنفيذ المخططات.. لا أدري كيف جاءتنا نوبة البطولية هذه فجأة..
    ابتعد عن الباب كما هو مخطط.. ثم بدأ يستعد.. ثم انطلق .. وعندما كاد أن يرفس الباب انفتح لوحده تاركاً (زاهد) يفقد توازنه وينقذف من الغرفة ليصطدم بمجموعة من الكراتين المصفوفة أمام الباب والتي قد (تكرمشت) جيداً بفعل الصدمة.. رغم موقفنا السخيف هذا فقد جعلني موقف (زاهد) الأكثر سخافة أصاب بالمغص من شدة الضحك لو لا أن شخصاً ما عكر هذا المزاج...

    @ @ @
    ....
    ياله من مقلب .. أشعر أني محطم الأوصال والرِيَش.. من هذا الأحمق الذي فتح الباب.. هل كان مفتوحاً وخدعني (عاصم) ليضعني في هذا الموقف؟
    إنه يضحك علي ولسوف أقوم الآن لكي.. لماذا توقف عن الضحك فجأة؟ أزلت أحد الكراتين من على وجهي بينما بقي واحد فوق رأسي مغطياً الرؤية... عندها رأيت على الأرض مداساً أو شبشباً مهما يكن اسمه.. والعجيب أنه يحوي قدماً بداخله.. قدم فوقها ساق.. هل صار الأخ يلبس الشباشب أخيراً؟
    أزلت كرتوناً آخر كان يغطي رأسي.. فأدركت وقتها كم كنت مخطئاً.. إن هذا الشبشب كان يحمل جسداً كاملاً .. إنه رجل يبدو أنه طبيب.. وعجوز أيضاً .. يرتدي نظارة.. له لحية قصيرة ويبدو كنصف مطوع .. وتبدو على وجهه ابتسامة طيبة.. لكن ما غير رأيي فيه هو أنه كان يصطحب معه عدة قطط ملظلظة جداً.. وفي أعينها نفس الوهج الأزرق المخيف .. التي على ما يبدو أنها تحرسه... عدا هذا هو يبدو وكأنه سيكافئنا على ما فعلنا لأجل إنقاذ بناته الأربع من الموت المحقق..
    قال لي وهو (يدنقس) مقرباً جسده مني كأنه يريد مساعدتي:
    - خير؟ مالك مستعجل هكذا؟
    - لا شيء .. كنت أريد الذهاب للحمام..
    - تفضل الحمام من هنا..
    إما أن هذا الشخص غبي أو طيب جداً.. إذ كيف لشخص كان يسجننا منذ دقيقة أن يعاملني هكذا؟ هل ثبتت براءتنا؟
    دلني (الرجل الطيب) على مكان الحمام رغم أني لم أكن أريد هذا إنما حجة فقط.. وأنا أغلق الباب سمعت.."كيف حالك يا عا..؟"
    @ @ @
    - الحمد لله..
    - ما الذي جاء بك إلى هنا؟
    - (زاهد) قال لي.. أن آتي..
    - هذا اسمه (زاهد)؟ ما شاء الله! صاحبك؟
    - ولد خالتي..
    - لم أرادك أن تأتي؟
    - قال أنه.. تحدث أشياء غريبة هنا..
    - مثل ماذا؟
    - مثل هذا..
    وأشرت إلى أحد القطط في خوف .. فابتسم العجوز ومشى مبتعداً.. أسئلة كثيرة تتردد في ذهني.. ما الذي جاء به إلى هنا؟ هل هو السبب فيما حدث؟ كيف حدث ذلك؟ ولم؟ ومتى؟ ولم هنا؟ ...
    ........

  8. #8
    الصورة الرمزية KilluaPica
    KilluaPica غير متصل KilluaPica
    المركز الثاني بمسابقة الرسم الصيفية
    الفائز الثاني في مسابقة الرسم الترفيهية
    التسجيل
    04-09-2005
    الدولة
    K.S.A. - Jeddah
    المشاركات
    2,470

    مشاركة: أسطورة القط أو البس

    تكملة


    _______________________
    11) د.(سلمان)...
    -----------------------------------------
    .........

    جلسنا أنا وأبو المصائب (زاهد) على كرسيين وضعها لنا الدوك بكل تهذيب .. لعله يكون مجنوناً لكنه خلوق على الأقل.. كنا قد لحقنا به رغماً عنا لأن الوحوش كانت تقودنا معه إلى غرفة تبدو كغرفة عمليات .. ليس بها تلك المعدات الثقيلة لكنها تبدو وافية بالغرض.. طبعاً لم ينس الرجل الطيب أن يضع بها مكيفاً .. كانت القطط الضخمة تحيط بنا لتمنعنا من الهرب أو البصاق على البلاط النظيف.. بعد مدة دخل العجوز الشاكوش من ذلك الباب ذو الحجم الكبير ثم وقف أمامنا كأنه مدرس علوم مختص..
    _ سأخبركما بكل شيء فقط لأنني أشعر بالوحدة إذ ليس من بشر يعلم أني هنا.. كما أني لا أريدكما أن تبقيا شاعرين بالحيرة بعد أن وصلتما هنا.. يمكنكما الذهاب لكن أن أنتهي من ... سأريكما فيما بعد.. إنه مجرد عقار بسيط .. لن تشعرا بشيء بعده لكنه سيضمن لي أن لا تفعلا شيئاً يؤذيني.. كما أن هذا سيفيدني في أبحاثي..
    تعرفون أني طبيب بيطري وهذا يعني أن عملي مع الحيوانات ، وقد دائماً أن أفعل شيئاً .. يعني.. ضخماً.. رائعاً.. أوصاف كهذه.. لهذا صرت أقرأ كل كتاب أجده حتى استطعت أن أكون هماً هائلاً من المعلومات عن الأحياء والطب وعلم الجينات والتشريح والخلية والهرمونات وكل ما يتعلق بالأحياء.. بالطبع معظم الكتب التي قرأتها كانت عندما سافرت خارجاً بسبب عدم توفر الكتب الكافية في مكتباتنا..
    بعد العلم الطويل .. لا بد من العمل .. أنا أسعى لأن أكون سلالة جديدة من الحيوانات .. وعند المثقفين فإن أسهل سبيل هي الحشرات ..
    فالحشرات تكتسب المناعة بسرعة فائقة ..هل قرأ أحدكم قصة (حشرة الشيطان) في كتاب (حلقة الرعب) ضمن سلسلة (ما وراء الطبيعة)؟
    - أنا قرأتها..
    - ما شاء الله .. ماذا كان فيها يا (عاصم)؟
    صار الأمر كأننا في مدرسة فعلاً عدا أنني لم أرفع اصبعي وأقول :"أستاذ .. أستاذ"..
    - حشرة نسيت اسمها قام عالم مصري باجراء اختبارات قاسية عليها جعلتها أكبر حجماً وقوة منيعة ضد النار والحرارة والبرودة و..إلخ..
    - هذا بالضبط ما كنت أريد فعله .. وهناك قصة أخرى اسمها (سلالة اندروميدا) لم أقرأها .. لكني أعتقد أنها مثلها...
    بالنسبة لتطوير سلالة من الحشرات .. قد سبقني إليه الكثيرون .. لذلك بحثت عن كائنات أخرى.. تكون متوافرة بكثرة ولديها ميزات عديدة..
    هنالك الكثير من الحيوانات .. لكن أكثر حيوان كان متوجداً بالنسبة لي هو..
    - القطط..
    - تماماً.. لذلك حزمت أمري .. وبما أنني أملك الأدوات اللازمة .. والمال الكافي فقد بحثت عن مكان ملائم يوجد فيه القطط الكافية لتجاربي العلمية .. فوجدت هذا المكان .. لم أرد أن يتطفل أحد علي لذلك بنيت مقري عند هذا الجبل.. وهو محاط من الأمام بالصخور فلا يراه أحد .. واستطعت أن أسحب الكهرباء من إحدى المحولات القريبة .. وأحضرت خزاناً صغيراً وضعته قريباً من أحد البيوت كي لا يشك أي سائق (وايت) عندما يأتي ليملأه لي بالماء..
    ثم بدأت.. اصطدت بضعة قطط من الشارع بعدة وسائل.. كنت أحياناً أستخدم بندقية هوائية .. لكن كي لا أخرب الجسد كنت أضع بعض (الباربيتيورايت) في قطع لحم وأرميها لأي قط فيأكلها ويتخدر فآخذه بكل سهولة .. وهناك عدة طرق أخرى..
    في أبحاثي كنت أهدف لتحسين الصفات الظاهرة والباطنة.. وقد نجحت كما رأيتما..
    - إذاً كان القط الذي جاء قبل أيام وتقاتل مع قطي هو أحد قططك.... الصفات الجديدة هذه تنتقل عن طريق العض.. صح؟
    - هذا صحيح يا (زاهد).. لأن ..
    - ..لأن الذي يضع الصفات في القطط هو بكتيريا خاصة تنتقل عن طريق اللعاب.. لهذا إذاً لم يجد (زاهد) على قطه إلا جروحاً خفيفة .. فقد كان قطك المتبكتر يحاول نقل البكتريا إليه ولم يكن ينوي قتله.. هل أنا محق؟
    - أنت محق يا (عاصم).. فأنا وجدت أن السبيل الأفضل هو بدلاً من أن أحول كل قط على حدة فكرت في أن أجعل كل قط يقابل غيره يتحول لنموذج القط الجديد..
    - هذا سبب الضوء الأزرق المنبعث من أعينها.. أظنك وضعت جينات إحدى البكتيريا المضيئة في بكترياتك هذه ومن ثم جعلت أعين القطط تضيء...
    - بالتأكيد .. وقد كان هذا أصعب عمل فعلته إذ أن التعامل مع الجينات صعب جداً رغم البساطة في التعلم..
    - ماذا عن جعل القطط تقف على قدميها؟
    - هذا عمل البكتريا أيضاً .. إن البكتريا مفيدة جداً .. فقط عليك أن تعرف كيف توجهها وتجعلها تعمل ..قام النوع الذي خصصته من أجل هذا العمل يزيادة عدد الخلايا في العضلات الهيكلية الخاصة بالساق والفخذ والورك.. كما أنها قامت بتقوية الأنسجة العصبية والألياف لمساعدة القطط على الوقوف والحركة بسهولة.. بدون الحاجة للتعديل شكل العظام.. لأن القطط يمكنها الوقوف على قدمين لكن المشي هو الصعب..
    - هذا صحيح فَقِط (زاهد) كان يقف أحياناً على رجليه.. لكن عندي سؤال.. ما الذي حدث لنا؟ كيف جئنا هنا؟
    - بالنسبة لكم فقد كنت أجري اختبارتي ووقتها سمعت صوت اصطدام وتفحيط.. استغربت من هذا الأحمق الذي يفحط بجانب هذه الصخور ويصدم سيارته بها..
    لذلك خرجت من المكان الوحيد الذي استطيع الخروج منه للعالم الخارجي ..وهو عبر تلك الصخور.. حاملاً معي مضخة لغاز منوم وبخاخ رذاذ للحماية.. وقفت عالياً لأستطيع الرؤية جيداً ..فوجدت سيارتكما المصدومة وقد أحاطها قططي من كل جهة لأنها كانت تحرس ذلك المخرج .. ثم رأيت أحدكم وقد خرج من السيارة وهو يلوح بشيء ما ثم دخل بسرعة... ظللت أراقب المكان لأعرف ما الذي تريدان فعله .. ظللت أنتظر حتى بدأ صبري ينفد.. رأيتكما تتشاجران داخل السيارة مدة قصيرة وعرفت أنكما رأيتماني .. وفجأة سمعت أحدكما وهو يغني بصوت مزعج.. وأنا لم أفهم ما يقول.. ظننته يسخر مني أو يستهزيء أضف أني مللت من الانتظار هناك.. لذلك نزلت من فوق الصخور ثم ذهبت إليكما ورششت الغاز من بعيد حتى اقتربت من السيارة ورششت داخلها.. وعندما تخدرتما قامت قططي المطيعة بحملكما إلى مقري إلى داخل المخزن..
    لكني بعد ثلاث ساعات من الحبس حزنت عليكما فذهبت للمخزن كي أخرجكما .. لكن فور أن فتحت الباب اندفع الأخ (زاهد) للخارج محطماً كومة من الكراتين المصفوفة أمامه..
    - فهمت.. لكن هنا سؤال خطير.. ماذا فعلت لـ(زياد)؟
    .......

  9. #9
    التسجيل
    26-09-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية (الدمام)
    المشاركات
    6

    مشاركة: أسطورة القط أو البس

    مشكوووور على القصة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •