صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 48

الموضوع: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

  1. #1
    التسجيل
    18-07-2003
    الدولة
    بـلاد الـiـiـiــام , دمشق ..
    المشاركات
    3,356

    المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..




    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه و أفضل الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و أتباعه إلى يوم الدين ..
    أما بعد ..
    إن من كرم الله و رحمتهِ وواسعِ مغفرتهِ و جودِ عطائهِ .. أن مَنَّ على أمتي حبيبتي المصطفى صلى الله عليه و سلم بشهرٍ مبارك , شهر البركات و الخيرات , شهر تتنزل فيه الرحمات و تحط فيه الخطايا و السيئات و يستجاب فيه الدعاء .. و يباهي الله عز وجل الملائكة بالمؤمنين الصائمين و يتنافس أهل الصلاح و التقوى على أعلى الدرجات ..

    بـدا عليـــه من الأنوار إكليــل شهـر تحايــاه تكبير و تهليــل
    شهـر عليــه من الإجلال روعتـه لـه بكـل بقـاع الأرض تبجيــل
    شهـر التُّقى و الهُدى و الصوم حيـن بـدت أنواره زهقت منـه الأباطيـل
    شهـر تفتـح أبـواب النعـيـم بـه و التَّـوب فيه من العاصين مقبـول
    الـلـه عظَّـمـهُ قـدرا و فـضَّلـَهُ و ليس بعـد كـلام الـلـه تفضيـل


    فهو شهر أوله رحمة , و أوسطه مغفرة , و آخره عتـق من النار ..
    هو شهر فيه ليلةٌ خير من ألف شهر ، تصفد فيه الشياطين و تُغِلَُ فيه المردة المفسدين و تفتح فيه أبواب النعيم ..
    و ينادي منادي السماء يا باغي الخير أقبل . و يا باغي الشر أقصر . و يا أهل البر هيا إلى الميدان
    " و في ذلك فليتنافس المتنافسون "المطففين " لمثل هذا فليعمل العاملون " الصافات..
    هو الشهر الذي مهما تكلمنا عنه و كلمنا عن فضله ما أدينا حقه ..
    ألا و هو شهر رمضان ومن واجبنا كمسلمين أن نعمق معرفتنا بهذا الشهر الفضيل حتى نتمكن من الفوز بمغفرة ربنا و عتق رقابنا وزيادة حسناتنا و رفعةِ درجاتنا .
    فيا سعادة من استجاب . و يا خسارة من غفل و أغلق الباب . باب الريان ينتظر الصائمين .
    ليدخلهم إلى نعيم رب العالمين فليحرص المسلم على اغتنام الفرص فإن قطار الحياة سائر و العاقبة للمتقين ..

    سـلام من الرحمـن كل أوان علـى خير شهـر قد مضى وزمـان
    سـلام على شهر الصيام فإنه أمـان مـن الـرحمـن كـل أمـان
    لـئن فنيت أيامـك الغُـرَّ بغتةً فما الحـزن مـن قلبـي عليـك بفانِ


    جاء رمضان ليعود الناس فيه إلى ربهم ويؤموا بيوته .. ليعمروها بالتراويح والذكر ..
    حيث تحفل المساجد بالعباد صفاً واحداً متراصة أقدامهم وجباههم على الأرض سواء الغني والفقير والوضيع والوزير..
    يذلون لله فيعطيهم الله بهذه الذلة عزة على الناس أجمعين ومن كان لله عبداً مطيعاً جعله الله بين الناس سيداً
    ومن كان مع الله بإتباع شرعه والوقوف عند أمره ونهيه كان الله معه بالنصرة والتوفيق والغفران ..
    لقد حاز أجدادنا على المجد وأقاموا دولة ما عرف التاريخ أنبل منها ولا أفضل ولا أكرم ولا أعدل ..
    نعم لم يكونوا خواء بل إنهم يُذكرون إذا ذكر رمضان ويُذكر رمضان إن ذكروا
    فيه نزل القرآن على سيد البشر و خاتم الأنبياء " محمد صلى الله عليه وسلم "
    وفي رمضان .. نصر الله المؤمنين ببدر.. وسماه يوم الفرقان يوم التقى الجمعان..
    وفي رمضان فُتحت مكة لنبينا صلى الله عليه وسلم فطهرها من وساوس الوثنية ..
    وفي رمضان يفتح الله على خالد بن الوليد في اليرموك وعلى سعد في القادسية
    وعلى طارق بن زياد في الأندلس وعلى الملك قطز والظاهر بيبرس ضد جحافل التتار فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ..
    وكذا حطين .. ورمضان فيه وفيه وفيه ..
    هذا هو رمضان الذي يجمع للصائم صحة الجسم وعلو الروح وعظمة النفس ورضاء الله قبل كل شيء وبعده .
    شهر رمضان أيها الأخوة ليس شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس و لكنه شهر جهاد و عبادة و عمل ..
    لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم ,
    وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس
    وإخراجهم من الظلمات إلى النور , وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة
    وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات .
    رمضان أيها الناس.. شهر الحب والوئام فكونوا أوسع صدراً وأندى لساناً وأبعد عن المخاصمة والشر..
    وإذا رأيتم من أهلكم زلة فاحتملوها وإن بادئكم أحد بالخصام فلا تقابلوه بمثله بل ليقل أحدكم: إني صائم .
    وإلا فكيف يرجو من يمقت ذلك أن يكون له ثواب الصائمين .. وهو قد صام عن الطعام الحلال وأفطر على ما سواه من الحرام
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري..
    ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين ,
    وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار
    " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه "
    ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته
    وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات ,
    وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين
    " وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
    و لأجل هذا قمنا بفضل الله بإنشاء مجلة رمضانية و سنذكر فيها من أهم الأمور التي تتعلق بشهر رمضان .. من أحكام الصلاة و الصيام و من الأعمال التي تقربنا إلى الله تعالى و بيان فضائلها ..
    و سنذكر فيها كيفية تنظيم الوقت و تخطيطه للمسلم في هذا الشهر الفضيل حتى يفوز بتأدية قدر من الخيرات ..
    و من الأعمال الخاصة بالعشر الأخير .. و سنذكر بعض الفتاوى رمضانية الهامة و الفوائد الصحية و معلومات ثقافية خاصة من مقتطفات طريفة و أحداث رمضانية
    و غير ذلك من الأمور التي تفيدنا في هذا الشهر المبارك ..
    و سيكون نشر هذه المـجـلـة الـرمـضـانيـة على مدار الشهر حرصاً منا على تقديم الأفضل في الوقت الأفضل ..
    و قد بوبنا فقرة خاصة لمشاركتكم و آرائكم لتواصلكم معنا ..
    و نرجو من الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم و أن ينفع بهِ أمة حبيبه المصطفى صلى الله عليه و سلم ..

    إخوانكم ..
    أبو خالد – سهم الاسلام – شاب مصري

  2. #2
    التسجيل
    18-07-2003
    الدولة
    بـلاد الـiـiـiــام , دمشق ..
    المشاركات
    3,356

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..


    عذراً ..

    نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري

    و السلام

  3. #3
    التسجيل
    30-06-2004
    الدولة
    مُسْـلِمٌ مِنْ أُمَّةِ الإسِــلامِ
    المشاركات
    3,266

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الاحبه فى الله
    كل عام وانتم بخير ها هو الشهر الكريم يبداء ونريد ان ننهل منه بقدر ما يمكنا فيه واننى اذ اشكر
    اخوتى الاحبه الكرام اخى القدير ومراقبنا الفاضل سهم الاسلام
    وكذا اخى القدير ومراقبنا الفاضل شاب مصرى
    وابداء ان شاء الله معكم فيما خصص لى فى الموضوع بالحديث عن صلاة التراويح
    هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى
    ____________

    الخلاصة في أحكام صلاة التراويح وتعريفها

    ففي الموسوعة الفقهية :
    صَلاَةُ التَّراوِيح
    التّعريف :
    1 - تقدّم تعريف الصّلاة لغةً واصطلاحًا في مصطلح : ( صلاة ) .
    والتّراويح : جمع ترويحة ، أي ترويحة للنّفس ، أي استراحة ، من الرّاحة وهي زوال المشقّة والتّعب ، والتّرويحة في الأصل اسم للجلسة مطلقةً ، وسمّيت الجلسة الّتي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالتّرويحة للاستراحة ، ثمّ سمّيت كلّ أربع ركعات ترويحةً مجازاً ، وسمّيت هذه الصّلاة بالتّراويح ، لأنّهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كلّ أربع ركعات للاستراحة .
    وصلاة التّراويح : هي قيام شهر رمضان ، مثنى مثنى ، على اختلاف بين الفقهاء في عدد ركعاتها ، وفي غير ذلك من مسائلها .
    الألفاظ ذات الصّلة :
    أ - إحياء اللّيل :
    2 - إحياء اللّيل ، ويطلق عليه بعض الفقهاء أيضًا قيام اللّيل ، هو : إمضاء اللّيل ، أو أكثره في العبادة كالصّلاة والذِّكْر وقراءة القرآن الكريم ، ونحو ذلك . ( ر : إحياء اللّيل ) . وإحياء اللّيل : يكون في كلّ ليلة من ليالي العام ، ويكون بأيّ من العبادات المذكورة أو نحوها وليس بخصوص الصّلاة .
    أمّا صلاة التّراويح فتكون في ليالي رمضان خاصّةً .
    ب - التّهجّد :
    3 - التّهجّد في اللّغة : من الهجود ، ويطلق الهجود على النّوم وعلى السّهر ، يقال : هجد إذا نام باللّيل ، ويقال أيضاً هجد : إذا صلّى اللّيل ، فهو من الأضداد ، ويقال : تهجّد إذا أزال النّوم بالتّكلّف .
    وهو في الاصطلاح : صلاة التّطوّع في اللّيل بعد النّوم .
    والتّهجّد - عند جمهور الفقهاء - صلاة التّطوّع في اللّيل بعد النّوم ، في أيّ ليلة من ليالي العام .
    أمّا صلاة التّراويح فلا يشترط لها أن تكون بعد النّوم ، وهي في ليالي رمضان خاصّةً .
    ج - التّطوّع :
    4 - التّطوّع هو : ما شُرع زيادةً على الفرائض والواجبات من الصّلاة وغيرها ، وسمّي بذلك ، لأنّه زائد على ما فرضه اللّه تعالى ، وصلاة التّطوّع أو النّافلة تنقسم إلى نفل مقيّد ومنه صلاة التّراويح ، وإلى نفل مطلق أي غير مقيّد بوقت .
    وللتّفصيل ينظر مصطلح : ( تطوّع ) .
    د - الوتر :
    5 - الوتر هو : الصّلاة المخصوصة بعد فريضة العشاء ، سمّيت بذلك لأنّ عدد ركعاتها وتر لا شفع .
    الحكم التّكليفيّ :
    6 - اتّفق الفقهاء على سُنِّيَّةِ صلاة التّراويح ، وهي عند الحنفيّة والحنابلة وبعض المالكيّة سنّة مؤكّدة ، وهي سنّة للرّجال والنّساء ، وهي من أعلام الدّين الظّاهرة .
    وقد سنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلاة التّراويح ورغّب فيها ، فقال صلى الله عليه وسلم : « إنّ اللّه فرض صيام رمضان عليكم ، وسننت لكم قيامه ... » .
    وروى أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : « كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدّم من ذنبه » قال الخطيب الشّربينيّ وغيره : اتّفقوا على أنّ صلاة التّراويح هي المرادة بالحديث المذكور .
    وقد صلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة التّراويح في بعض اللّيالي ، ولم يواظب عليها ، وبيّن العذر في ترك المواظبة وهو خشية أن تكتب فيعجزوا عنها ، فعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد ، فصلّى بصلاته ناس ، ثمّ صلّى من القابلة فكثر النّاس ، ثمّ اجتمعوا من الثّالثة فلم يخرج إليهم ، فلمّا أصبح قال : قد رأيت الّذي صنعتم ،فلم يمنعني من الخروج إليكم إلاّ أنّي خشيت أن تفرض عليكم »، وذلك في رمضان زاد البخاريّ فيه : « فتوفّي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك » .
    وفي تعيين اللّيالي الّتي قامها النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه روى أبو ذرّ - رضي الله تعالى عنه - قال : « صمنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشّهر حتّى بقي سبع ، فقام بنا حتّى ذهب ثلث اللّيل ، فلمّا كانت السّادسة لم يقم بنا ، فلمّا كانت الخامسة قام بنا حتّى ذهب شطر اللّيل ، فقلت : يا رسول اللّه لو نفلتنا قيام هذه اللّيلة؟ قال : فقال : إنّ الرّجل إذا صلّى مع الإمام حتّى ينصرف حسب له قيام ليلة قال : فلمّا كانت الرّابعة لم يقم ، فلمّا كانت الثّالثة جمع أهله ونساءه والنّاس فقام بنا حتّى خشينا أن يفوتنا الفلاح قال : قلت : وما الفلاح ؟ قال : السّحور ، ثمّ لم يقم بنا بقيّة الشّهر » .
    وعن النّعمان بن بشير - رضي الله تعالى عنهما - قال : « قمنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث اللّيل الأوّل ، ثمّ قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف اللّيل ، ثمّ قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتّى ظننّا أن لا ندرك الفلاح وكانوا يسمّونه السّحور » .
    وقد واظب الخلفاء الرّاشدون والمسلمون من زمن عمر - رضي الله تعالى عنه - على صلاة التّراويح جماعةً ، وكان عمر - رضي الله تعالى عنه - هو الّذي جمع النّاس فيها على إمام واحد .
    عن عبد الرّحمن بن عبد القاريّ ، قال : خرجت مع عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - ليلةً في رمضان إلى المسجد ، فإذا النّاس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرّجل لنفسه ، ويصلّي الرّجل فيصلّي بصلاته الرّهط ، فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أبيّ بن كعب ، ثمّ خرجت معه ليلةً أخرى والنّاس يصلّون بصلاة قارئهم ، فقال : نعمت البدعة هذه ، والّتي ينامون عنها أفضل من الّتي يقومون . يريد آخر اللّيل ، وكان النّاس يقومون أوّله .
    وروى أسد بن عمرو عن أبي يوسف قال : سألت أبا حنيفة عن التّراويح وما فعله عمر ، فقال : التّراويح سنّة مؤكّدة ، ولم يتخرّص عمر من تلقاء نفسه ، ولم يكن فيه مبتدعاً ، ولم يأمر به إلاّ عن أصل لديه وعهد من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولقد سنّ عمر هذا وجمع النّاس على أبيّ بن كعب فصلّاها جماعةً والصّحابة متوافرون من المهاجرين والأنصار وما ردّ عليه واحد منهم ، بل ساعدوه ووافقوه وأمروا بذلك .
    فضل صلاة التّراويح :
    7 - بيَّن الفقهاء منزلة التّراويح بين نوافل الصّلاة .
    قال المالكيّة : التّراويح من النّوافل المؤكّدة ،حيث قالوا : وتأكّد تراويح ، وهو قيام رمضان. وقال الشّافعيّة : التّطوّع قسمان :
    قسم تسنّ له الجماعة وهو أفضل ممّا لا تسنّ له الجماعة لتأكّده بسنّها له ، وله مراتب :
    فأفضله العيدان ثمّ الكسوف للشّمس ، ثمّ الخسوف للقمر ، ثمّ الاستسقاء ، ثمّ التّراويح ... وقالوا : الأصحّ أنّ الرّواتب وهي التّابعة للفرائض أفضل من التّراويح وإن سنّ لها الجماعة، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم واظب على الرّواتب دون التّراويح .
    قال شمس الدّين الرّمليّ : والمراد تفضيل الجنس على الجنس من غير نظر لعدد .
    وقال الحنابلة : أفضل صلاة تطوّع ما سنّ أن يصلّى جماعةً ، لأنّه أشبه بالفرائض ثمّ الرّواتب ، وآكد ما يسنّ جماعةً : كسوف فاستسقاء فتراويح .
    تاريخ مشروعيّة صلاة التّراويح والجماعة فيها :
    8 - روى الشّيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - : « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج من جوف اللّيل ليالي من رمضان وصلّى في المسجد ، وصلّى النّاس بصلاته ، وتكاثروا فلم يخرج إليهم في الرّابعة ، وقال لهم : خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ». قال القليوبيّ : هذا يشعر أنّ صلاة التّراويح لم تشرع إلاّ في آخر سني الهجرة لأنّه لم يرد أنّه صلّاها مرّةً ثانيةً ولا وقع عنها

    يتبع بفضل من الله

  4. #4
    التسجيل
    30-06-2004
    الدولة
    مُسْـلِمٌ مِنْ أُمَّةِ الإسِــلامِ
    المشاركات
    3,266

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    سؤال .
    وجمع عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - النّاس في التّراويح على إمام واحد في السّنة الرّابعة عشرة من الهجرة ، لنحو سنتين خلتا من خلافته ، وفي رمضان الثّاني من خلافته .
    النّداء لصلاة التّراويح :
    9 - ذهب الفقهاء إلى أنّه لا أذان ولا إقامة لغير الصّلوات المفروضة ، لما ثبت « أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أذّن للصّلوات الخمس والجمعة دون ما سواها من الوتر ، والعيدين، والكسوف ، والخسوف ، والاستسقاء ، وصلاة الجنازة ، والسّنن والنّوافل » .
    وقال الشّافعيّة : ينادى لجماعة غير الصّلوات المفروضة : الصّلاة جامعة ، ونقل النّوويّ عن الشّافعيّ قوله : لا أذان ولا إقامة لغير المكتوبة ، فأمّا الأعياد والكسوف وقيام شهر رمضان فأحبّ أن يقال : الصّلاة جامعةً .
    واستدلّوا بما روى الشّيخان « أنّه لمّا كسفت الشّمس على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نودي : إنّ الصّلاة جامعة » وقيس بالكسوف غيره ممّا تشرع فيه الجماعة ومنها التّراويح . وكالصّلاة جامعةً : الصّلاة الصّلاة ، أو هلمّوا إلى الصّلاة ،أو الصّلاة رحمكم اللّه، أو حيّ على الصّلاة خلافاً لبعضهم .
    وذهب الحنابلة إلى أنّه لا ينادى على التّراويح " الصّلاة جامعة " لأنّه محدث .
    تعيين النّيّة في صلاة التّراويح :
    10 - ذهب الشّافعيّة وبعض الحنفيّة ، وهو المذهب عند الحنابلة إلى اشتراط تعيين النّيّة في التّراويح ، فلا تصحّ التّراويح بنيّة مطلقة ، بل ينوي صلاة ركعتين من قيام رمضان أو من التّراويح لحديث : « إنّما الأعمال بالنّيّات » وليتميّز إحرامه بهما عن غيره .
    وعلَّل الحنفيّة القائلون بذلك قولهم بأنّ التّراويح سنّة ، والسّنّة عندهم لا تتأدّى بنيّة مطلق الصّلاة أو نيّة التّطوّع ، واستدلّوا بما روى الحسن عن أبي حنيفة أنّه : لا تتأدّى ركعتا الفجر إلاّ بنيّة السّنّة .
    لكنّهم اختلفوا في تجديد النّيّة لكلّ ركعتين من التّراويح ، قال ابن عابدين في الخلاصة : الصّحيح نعم ،لأنّه صلاة على حدة ، وفي الخانيّة : الأصحّ لا ، فإنّ الكلّ بمنزلة صلاة واحدة، ثمّ قال ويظهر لي " ترجيح " التّصحيح الأوّل ، لأنّه بالسّلام خرج من الصّلاة حقيقةً ، فلا بدّ من دخوله فيها بالنّيّة ، ولا شكّ أنّه الأحوط خروجاً من الخلاف .
    وقال عامّة مشايخ الحنفيّة : إنّ التّراويح وسائر السّنن تتأدّى بنيّة مطلقة ، لأنّها وإن كانت سنّةً لا تخرج عن كونها نافلةً ، والنّوافل تتأدّى بمطلق النّيّة ، إلاّ أنّ الاحتياط أن ينوي التّراويح أو سنّة الوقت أو قيام رمضان احترازاً عن موضع الخلاف .
    وذهب الحنابلة إلى أنّه يندب في كلّ ركعتين من التّراويح أن ينوي فيقول سرّاً : أصلّي ركعتين من التّراويح المسنونة أو من قيام رمضان .
    عدد ركعات التّراويح :
    11 - قال السّيوطيّ : الّذي وردت به الأحاديث الصّحيحة والحسان الأمر بقيام رمضان والتّرغيب فيه من غير تخصيص بعدد ، ولم يثبت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى التّراويح عشرين ركعةً ، وإنّما صلّى ليالي صلاةً لم يذكر عددها ، ثمّ تأخّر في اللّيلة الرّابعة خشية أن تفرض عليهم فيعجزوا عنها .
    وقال ابن حجر الهيثميّ : لم يصحّ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى التّراويح عشرين ركعةً ، وما ورد « أنّه كان يصلّي عشرين ركعةً » فهو شديد الضّعف .
    واختلفت الرّواية فيما كان يصلّى به في رمضان في زمان عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه :
    فذهب جمهور الفقهاء - من الحنفيّة ، والشّافعيّة ، والحنابلة ، وبعض المالكيّة - إلى أنّ التّراويح عشرون ركعةً ، لما رواه مالك عن يزيد بن رومان والبيهقيّ عن السّائب بن يزيد من قيام النّاس في زمان عمر - رضي الله تعالى عنه - بعشرين ركعةً ، وجمع عمر النّاس على هذا العدد من الرّكعات جمعاً مستمرّاً ، قال الكاسانيّ : جمع عمر أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان على أبيّ بن كعب - رضي الله تعالى عنه - فصلّى بهم عشرين ركعةً ، ولم ينكر عليه أحد فيكون إجماعاً منهم على ذلك .
    وقال الدّسوقيّ وغيره : كان عليه عمل الصّحابة والتّابعين .
    وقال ابن عابدين : عليه عمل النّاس شرقاً وغرباً .
    وقال عليّ السّنهوريّ : هو الّذي عليه عمل النّاس واستمرّ إلى زماننا في سائر الأمصار وقال الحنابلة : وهذا في مظنّة الشّهرة بحضرة الصّحابة فكان إجماعاً والنّصوص في ذلك كثيرة .
    وروى مالك عن السّائب بن يزيد قال : أمر عمر بن الخطّاب أبيّ بن كعب وتميماً الدّاريّ أن يقوما للنّاس بإحدى عشرة ركعةً ، قال : وقد كان القارئ يقرأ بالمئين ، حتّى كنّا نعتمد على العصيّ من طول القيام ، وما كنّا ننصرف إلاّ في فروع الفجر . وروى مالك عن يزيد بن رومان أنّه قال : كان النّاس يقومون في زمان عمر بن الخطّاب في رمضان بثلاث وعشرين ركعةً ، قال البيهقيّ والباجيّ وغيرهما : أي بعشرين ركعةً غير الوتر ثلاث ركعات ، ويؤيّده ما رواه البيهقيّ وغيره عن السّائب بن يزيد - رضي الله تعالى عنه - قال : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - في شهر رمضان بعشرين ركعةً .
    قال الباجيّ : يحتمل أن يكون عمر أمرهم بإحدى عشرة ركعةً ، وأمرهم مع ذلك بطول القراءة ، يقرأ القارئ بالمئين في الرّكعة ، لأنّ التّطويل في القراءة أفضل الصّلاة ، فلمّا ضعف النّاس عن ذلك أمرهم بثلاث وعشرين ركعةً على وجه التّخفيف عنهم من طول القيام، واستدرك بعض الفضيلة بزيادة الرّكعات .
    وقال العدويّ : الإحدى عشرة كانت مبدأ الأمر ، ثمّ انتقل إلى العشرين .
    وقال ابن حبيب : رجع عمر إلى ثلاث وعشرين ركعةً .
    وخالف الكمال بن الهمام مشايخ الحنفيّة القائلين بأنّ العشرين سنّة في التّراويح فقال : قيام رمضان سنّة إحدى عشرة ركعةً بالوتر في جماعة ، فعله النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ تركه لعذر ، أفاد أنّه لولا خشية فرضه عليهم لواظب بهم ، ولا شكّ في تحقّق الأمن من ذلك بوفاته صلى الله عليه وسلم فيكون سنّةً ، وكونها عشرين سنّة الخلفاء الرّاشدين ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين » ندب إلى سنّتهم ، ولا يستلزم كون ذلك سنّته ، إذ سنّته بمواظبته بنفسه أو إلاّ لعذر ، وبتقدير عدم ذلك العذر كان يواظب على ما وقع منه ، فتكون العشرون مستحبّاً ، وذلك القدر منها هو السّنّة ، كالأربع بعد العشاء مستحبّة وركعتان منها هي السّنّة ، وظاهر كلام المشايخ أنّ السّنّة عشرون ، ومقتضى الدّليل ما قلنا فيكون هو المسنون ، أي فيكون المسنون منها ثماني ركعات والباقي مستحبّاً .
    وقال المالكيّة : القيام في رمضان بعشرين ركعةً أو بستّ وثلاثين واسع أي جائز ، فقد كان السّلف من الصّحابة - رضوان الله عليهم - يقومون في رمضان في زمن عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - في المساجد بعشرين ركعةً ، ثمّ يوترون بثلاث ، ثمّ صلّوا في زمن عمر بن عبد العزيز ستّاً وثلاثين ركعةً غير الشّفع والوتر .
    قال المالكيّة : وهو اختيار مالك في المدوّنة ، قال : هو الّذي لم يزل عليه عمل النّاس أي بالمدينة بعد عمر بن الخطّاب ، وقالوا : كره مالك نقصها عمّا جعلت بالمدينة .
    وعن مالك - أي في غير المدوّنة - قال : الّذي يأخذ بنفسي في ذلك الّذي جمع عمر عليه النّاس ، إحدى عشرة ركعةً منها الوتر ، وهي صلاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفي المذهب أقوال وترجيحات أخرى .
    وقال الشّافعيّة : ولأهل المدينة فعلها ستّاً وثلاثين ، لأنّ العشرين خمس ترويحات ، وكان أهل مكّة يطوفون بين كلّ ترويحتين سبعة أشواط ، فحمل أهل المدينة بدل كلّ أسبوع ترويحةً ليساووهم ، قال الشّيخان : ولا يجوز ذلك لغيرهم .. وهو الأصحّ كما قال الرّمليّ لأنّ لأهل المدينة شرفاً بهجرته صلى الله عليه وسلم ومدفنه ، وخالف الحليميّ فقال : ومن اقتدى بأهل المدينة فقام بستّ وثلاثين فحسن أيضاً .
    وقال الحنابلة : لا ينقص من العشرين ركعةً ، ولا بأس بالزّيادة عليها نصّاً ، قال عبد اللّه بن أحمد : رأيت أبي يصلّي في رمضان ما لا أحصي ، وكان عبد الرّحمن بن الأسود يقوم بأربعين ركعةً ويوتر بعدها بسبع .
    قال ابن تيميّة : والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلّين ، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام ، فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها ، كما كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل . وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل . وهو الّذي يعمل به أكثر المسلمين ، فإنّه وسط بين العشر وبين الأربعين ، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك ولا يكره شيء من ذلك . وقد نصّ على ذلك غير واحد من الأئمّة كأحمد وغيره .
    قال : ومن ظنّ أنّ قيام رمضان فيه عدد موقّت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ .
    الاستراحة بين كلّ ترويحتين :
    12 - اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الاستراحة بعد كلّ أربع ركعات ، لأنّه المتوارث عن السّلف ، فقد كانوا يطيلون القيام في التّراويح ويجلس الإمام والمأمومون بعد كلّ أربع ركعات للاستراحة .
    وقال الحنفيّة : يندب الانتظار بين كلّ ترويحتين ، ويكون قدر ترويحة ، ويشغل هذا الانتظار بالسّكوت أو الصّلاة فرادى أو القراءة أو التّسبيح .
    وقال الحنابلة : لا بأس بترك الاستراحة بين كلّ ترويحتين ، ولا يسنّ دعاء معيّن إذا استراح لعدم وروده .
    التّسليم في صلاة التّراويح :
    13 - ذهب الفقهاء إلى أنّ من يصلّي التّراويح يسلّم من كلّ ركعتين ، لأنّ التّراويح من صلاة اللّيل فتكون مثنى مثنى ، لحديث : « صلاة اللّيل مثنى مثنى » ولأنّ التّراويح تؤدّى بجماعة فيراعى فيها التّيسير بالقطع بالتّسليم على رأس الرّكعتين لأنّ ما كان أدوم تحريمةً كان أشقّ على النّاس .
    واختلفوا فيمن صلّى التّراويح ولم يسلّم من كلّ ركعتين :
    فقال الحنفيّة : لو صلّى التّراويح كلّها بتسليمة وقعد في كلّ ركعتين فالصّحيح أنّه تصحّ صلاته عن الكلّ ، لأنّه قد أتى بجميع أركان الصّلاة وشرائطها ، لأنّ تجديد التّحريمة لكلّ ركعتين ليس بشرط عندهم ، لكنّه يكره إن تعمّد على الصّحيح عندهم ، لمخالفته المتوارث ، وتصريحهم بكراهة الزّيادة على ثمانٍ في صلاة مطلق التّطوّع فهنا أولى .
    وقالوا : إذا لم يقعد في كلّ ركعتين وسلّم تسليمةً واحدةً فإنّ صلاته تفسد عند محمّد ، ولا تفسد عند أبي حنيفة وأبي يوسف ، والأصحّ أنّها تجوز عن تسليمة واحدة ، لأنّ السّنّة أن يكون الشّفع الأوّل كاملاً ، وكماله بالقعدة ولم توجد ، والكامل لا يتأدّى بالنّاقص .
    وقال المالكيّة : يندب لمن صلّى التّراويح التّسليم من كلّ ركعتين ، ويكره تأخير التّسليم بعد كلّ أربع ، حتّى لو دخل على أربع ركعات بتسليمة واحدة فالأفضل له السّلام بعد كلّ ركعتين . وقال الشّافعيّة : لو صلّى في التّراويح أربعاً بتسليمة واحدة لم يصحّ ، فتبطل إن كان عامداً عالماً ، وإلاّ صارت نفلاً مطلقاً ، وذلك لأنّ التّراويح أشبهت الفرائض في طلب الجماعة فلا تغيّر عمّا ورد . ولم نجد للحنابلة كلاماً في هذه المسألة .
    القعود في صلاة التّراويح :
    14 - جاء في مذهب الحنفيّة أنّ من يصلّي التّراويح قاعداً فإنّه يجوز مع الكراهة تنزيهاً لأنّه خلاف السّنّة المتوارثة .
    وصرّح الحنفيّة بأنّه : يكره للمقتدي أن يقعد في صلاة التّراويح ، فإذا أراد الإمام أن يركع قام ، واستظهر ابن عابدين أنّه يكره تحريماً ، لأنّ في ذلك إظهار التّكاسل في الصّلاة والتّشبّه بالمنافقين ، قال اللّه تعالى : { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } فإذا لم يكن ذلك لكسل بل لكبر ونحوه لا يكره ، ولم نجد مثل هذا لغير الحنفيّة .
    وقت صلاة التّراويح :
    15 - ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ وقت صلاة التّراويح من بعد صلاة العشاء ، وقبل الوتر إلى طلوع الفجر ، لنقل الخلف عن السّلف ، ولأنّها عرفت بفعل الصّحابة فكان وقتها ما صلّوا فيه ، وهم صلّوا بعد العشاء قبل الوتر ، ولأنّها سنّة تبع للعشاء فكان وقتها قبل الوتر. ولو صلّاها بعد المغرب وقبل العشاء فجمهور الفقهاء وهو الأصحّ عند الحنفيّة على أنّها لا تجزئ عن التّراويح ، وتكون نافلةً عند المالكيّة ، ومقابل الأصحّ عند الحنفيّة أنّها تصحّ ، لأنّ جميع اللّيل إلى طلوع الفجر قبل العشاء وبعدها وقت للتّراويح ، لأنّها سمّيت قيام اللّيل فكان وقتها اللّيل .
    وعلّل الحنابلة عدم الصّحّة بأنّها تفعل بعد مكتوبة وهي العشاء فلم تصحّ قبلها كسنّة العشاء، وقالوا : إنّ التّراويح تصلّى بعد صلاة العشاء وبعد سنّتها ، قال المجد : لأنّ سنّة العشاء يكره تأخيرها عن وقت العشاء المختار ، فكان إتباعها لها أولى .
    ولو صلّاها بعد العشاء وبعد الوتر فالأصحّ عند الحنفيّة أنّها تجزئ .
    وذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلى أنّه يستحبّ تأخير التّراويح إلى ثلث اللّيل أو نصفه ، واختلف الحنفيّة في أدائها بعد نصف اللّيل ، فقيل يكره ، لأنّها تبع للعشاء كسنّتها ، والصّحيح لا يكره لأنّها من صلاة اللّيل والأفضل فيها آخره .
    وذهب الحنابلة إلى أنّ صلاتها أوّل اللّيل أفضل ، لأنّ النّاس كانوا يقومون على عهد عمر - رضي الله تعالى عنه - أوّله ، وقد قيل لأحمد : يؤخّر القيام أي في التّراويح إلى آخر اللّيل ؟ قال : سنّة المسلمين أحبّ إليّ .
    الجماعة في صلاة التّراويح :
    16 - اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الجماعة في صلاة التّراويح ، لفعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما سبق ، ولفعل الصّحابة - رضوان اللّه تعالى عليهم - ومن تبعهم منذ زمن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - ; ولاستمرار العمل عليه حتّى الآن .
    وذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الجماعة في صلاة التّراويح سنّة .
    قال الحنفيّة : صلاة التّراويح بالجماعة سنّة على الكفاية في الأصحّ ، فلو تركها الكلّ أساءوا، أمّا لو تخلّف عنها رجل من أفراد النّاس وصلّى في بيته فقد ترك الفضيلة ، وإن صلّى في البيت بالجماعة لم ينل فضل جماعة المسجد .
    وقال المالكيّة : تندب صلاة التّراويح في البيوت إن لم تعطّل المساجد ، وذلك لخبر : « عليكم بالصّلاة في بيوتكم ، فإنّ خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصّلاة المكتوبة » ولخوف الرّياء وهو حرام ، واختلفوا فيما إذا صلّاها في بيته ، هل يصلّيها وحده أو مع أهل بيته ؟ قولان ، قال الزّرقانيّ : لعلّهما في الأفضليّة سواء .
    وندب صلاة التّراويح - في البيوت عندهم - مشروط بثلاثة أمور : أن لا تعطّل المساجد ، وأن ينشط لفعلها في بيته ، ولا يقعد عنها ، وأن يكون غير آفاقيّ بالحرمين ، فإن تخلّف شرط كان فعلها في المسجد أفضل ، وقال الزّرقانيّ : يكره لمن في المسجد الانفراد بها عن الجماعة الّتي يصلّونها فيه ، وأولى إذا كان انفراده يعطّل جماعة المسجد .
    وقال الشّافعيّة : تسنّ الجماعة في التّراويح على الأصحّ ، لحديث عائشة - رضي الله تعالى عنها - الّذي سبق ذكره ،وللأثر عن عمر - رضي الله تعالى عنه - ولعمل النّاس على ذلك. ومقابل الأصحّ عندهم أنّ الانفراد بصلاة التّراويح أفضل كغيرها من صلاة اللّيل لبعده عن الرّياء .
    وقال الحنابلة : صلاة التّراويح جماعةً أفضل من صلاتها فرادى ، قال أحمد : كان عليّ وجابر وعبد اللّه - رضي الله عنهم - يصلّونها في الجماعة .
    وفي حديث أبي ذرّ - رضي الله تعالى عنه - « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم جمع أهله ونساءه ، وقال : إنّ الرّجل إذا صلّى مع الإمام حتّى ينصرف كتب له قيام ليلة » .
    وقالوا : إن تعذّرت الجماعة صلّى وحده لعموم قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه » .
    القراءة وختم القرآن الكريم في التّراويح :
    17 - ذهب الحنابلة وأكثر المشايخ من الحنفيّة وهو ما رواه الحسن عن أبي حنيفة إلى أنّ السّنّة أن يختم القرآن الكريم في صلاة التّراويح ليسمع النّاس جميع القرآن في تلك الصّلاة . وقال الحنفيّة : السّنّة الختم مرّةً ، فلا يترك الإمام الختم لكسل القوم ، بل يقرأ في كلّ ركعة عشر آيات أو نحوها ، فيحصل بذلك الختم ، لأنّ عدد ركعات التّراويح في شهر رمضان ستّمائة ركعة ، أو خمسمائة وثمانون ، وآي القرآن الكريم ستّ آلاف وشيء .
    ويقابل قول هؤلاء ما قيل : الأفضل أن يقرأ قدر قراءة المغرب لأنّ النّوافل مبنيّة على التّخفيف خصوصاً بالجماعة ، وما قيل : يقرأ في كلّ ركعة ثلاثين آيةً لأنّ عمر - رضي الله تعالى عنه - أمر بذلك ، فيقع الختم ثلاث مرّات في رمضان ، لأنّ لكلّ عشر فضيلةً كما جاءت به السّنّة ، « أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النّار » .
    وقال الكاسانيّ : ما أمر به عمر - رضي الله تعالى عنه - هو من باب الفضيلة ، وهو أن يختم القرآن أكثر من مرّة ، وهذا في زمانهم ، وأمّا في زماننا فالأفضل أن يقرأ الإمام على حسب حال القوم ، فيقرأ قدر ما لا ينفّرهم عن الجماعة ، لأنّ تكثير الجماعة أفضل من تطويل القراءة .
    ومن الحنفيّة من استحبّ الختم ليلة السّابع والعشرين رجاء أن ينالوا ليلة القدر ، وإذا ختم قبل آخره .. قيل : لا يكره له التّراويح فيما بقي ، قيل : يصلّيها ويقرأ فيها ما يشاء . وصرّح المالكيّة والشّافعيّة بأنّه يندب للإمام الختم لجميع القرآن في التّراويح في الشّهر كلّه، وقراءة سورة في تراويح جميع الشّهر تجزئ ، وكذلك قراءة سورة في كلّ ركعة ، أو كلّ ركعتين من تراويح كلّ ليلة في جميع الشّهر تجزئ وإن كان خلاف الأولى إذا كان يحفظ غيرها أو كان هناك من يحفظ القرآن غيره ، قال ابن عرفة : في المدوّنة لمالك : وليس الختم بسنّة .
    وقال الحنابلة : يستحبّ أن يبتدئ التّراويح في أوّل ليلة بسورة القلم : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } بعد الفاتحة لأنّها أوّل ما نزل من القرآن ، فإذا سجد للتّلاوة قام فقرأ من البقرة نصّ عليه أحمد ، والظّاهر أنّه قد بلغه في ذلك أثر ، وعنه : أنّه يقرأ بسورة القلم في عشاء الآخرة من اللّيلة الأولى من رمضان .
    قال الشّيخ : وهو أحسن ممّا نقل عنه أنّه يبتدئ بها التّراويح ويختم آخر ركعة من التّراويح قبل ركوعه ويدعو ، نصّ عليه .
    المسبوق في التّراويح :
    18 - قال الحنفيّة : من فاته بعض التّراويح وقام الإمام إلى الوتر أوتر معه ثمّ صلّى ما فاته .
    وقال المالكيّة : من أدرك مع الإمام ركعةً فلا يخلو أن تكون من الرّكعتين الأخيرتين من التّرويحة أو من الأوليين ، فإن كانت من الأخيرتين فإنّه يقضي الرّكعة الّتي فاتته بعد سلام الإمام في أثناء فترة الرّاحة ، وإن كانت من الرّكعتين الأوليين فقد روى ابن القاسم عن مالك أنّه لا يسلّم سلامه ولكن يقوم فيصحب الإمام فإذا قام الإمام من الرّكعة الأولى من الأخريين تشهّد وسلّم ثمّ دخل معه في الرّكعتين الأخريين فصلّى منهما ركعةً ثمّ قضى الثّانية منهما حين انفراده بالتّنفّل .
    وعند الحنابلة : سئل أحمد عمّن أدرك من ترويحة ركعتين يصلّي إليها ركعتين ؟ فلم ير ذلك، وقال : هي تطوّع .
    قضاء التّراويح :
    19 - إذا فاتت صلاة التّراويح عن وقتها بطلوع الفجر ، فقد ذهب الحنفيّة في الأصحّ عندهم، والحنابلة في ظاهر كلامهم إلى أنّها لا تقضى ; لأنّها ليست بآكد من سنّة المغرب والعشاء ، وتلك لا تقضى فكذلك هذه .
    وقال الحنفيّة : إن قضاها كانت نفلًا مستحبًّا لا تراويح كرواتب اللّيل ، لأنّها منها ، والقضاء عندهم من خواصّ الفرض وسنّة الفجر بشرطها .
    ومقابل الأصحّ عند الحنفيّة أنّ من لم يؤدّ التّراويح في وقتها فإنّه يقضيها وحده ما لم يدخل وقت تراويح أخرى ، وقيل : ما لم يمض الشّهر .
    ولم نجد تصريحاً للمالكيّة والشّافعيّة في هذه المسألة .
    لكن قال النّوويّ : لو فات النّفل المؤقّت ندب قضاؤه في الأظهر .
    هذا وبالله التوفيق لى ولكم ولسائر المسلمين
    تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ووفقكم لكل خير
    اخوتكم فى الله
    ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
    والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
    ابوخــــــالد


  5. #5
    التسجيل
    30-06-2004
    الدولة
    مُسْـلِمٌ مِنْ أُمَّةِ الإسِــلامِ
    المشاركات
    3,266

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    عذراً ..

    نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري وذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله
    وحتى تظهر المجله بالصوره المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركه من الاخوه
    اخوتكم فى الله
    ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
    والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
    ابوخــــــالد


    و السلام

  6. #6
    التسجيل
    28-08-2004
    الدولة
    معشوقتي مصر
    المشاركات
    2,404

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    بسم الله والصلوات والسلام علي رسول الله تعالي
    أما بعد
    هنيئا علي المسلمين قدوم شهر الرحمات المنزلة .. شهر الكرامات .. شهر المغفرة والقرب من الله تعالي جل علاه
    كم من مسلم تمني أن يبلغه الله رمضان وحال قدره دون ذلك فساواه التراب؟!
    أسأل الله من فضله أن يبلغنا رمضان مرات ومرات لننهل من رحمة البارئ ونطرق أبوب عفوه ومغفرته
    قال تعالي في كتابه الكريم
    (سارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)
    نسأل الله جل علاه أن نخرج من هذا السباق وهذا الشهر المتسارع وهذا الجهاد العظيم بذنوب مغفورة وأعمال صالحة متقبلة باذن الله تعالي
    رمضان شرف ساقه الله عز وجل لأهل الايمان
    ورحمة ساق الله عز وجل أهل الايمان اليها
    قال المصطفي عنه
    "من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
    وقال كذلك
    "من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
    لذا فعلينا جميعا أن نعي ما يناسبنا في جهادنا وفي سباقنا هذا من معلومات وفتاوي ومشاريع استثمارية نتشارك بها باذن الله تعالي وهذا ما نرجوه من مجلتنا المتواضعة
    آمل أن تحوز علي اعجابكم واغفروا لنا أي تقصير فقد كنا في سباق لنخرج بها ولم يكن أمامنا الكثير من الوقت
    ولا أنسي أن أشكر أخي الحبيب سهم الاسلام علي مبادرته بالفكرة وعلي أخي الغالي أبو خالد علي استضافته للمجلة بالقسم الغالي الذي طالما حننت اليه واشتقت اليه كثيرا قسمنا الغالي القسم الاسلامي
    لا أرغب في الاطالة والمقدمة .. خاصة أن أحبائنا لم يتركوا ما يقال ونبدأ بعون الله تعالي في أول المواضيع المخصصة لي
    نصائح رمضانية تهمك
    قبل كل شئ
    أذكر نفسي وأذكركم بها
    1- ان كان شهر رمضان أعاده الله علينا وعلي جموع المسلمين بالخير شهر للتخلص من المعاصي
    وشهر لنفض الذنوب عن كاهل المسلم فلابد من استغلاله في محاسبة النفس وتقويم الأعمال ومراجعة
    وتصحيح كل معوج وكل ما هو سئ في حياتك .. طيبا أن نحاسب أنفسنا كل يوم قبل النوم وننبهها
    ونعنفها علي كل سوء بدر خلال نهار الصيام أو مسائه ونعقد العزم ونعاهد الله علي عدم التكرار
    فيكون الشهر كله نقطة محاسبة وتقويم وتصحيح ومراجعة لحياة المسلم كلها
    ..
    2- الحرص علي قيام الليل وصلوات التراويح والتهجد والتسابق اليها قدر الامكان وقدر الطاقة فرمضان كالسوق ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر
    كذلك قال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه" من صلي مع الامام حتي ينصرف كتب له قيام ليلة" فلا تفوتوا الفرص ولا تخرجوا من السوق دون ربح وفير
    ..
    3- الانسان عبارة عن مكونان (روح ومادة)
    نقضي حياتنا كلها في تغذية المادة وغذاء المادة من المادة سواء بالأكل أو الشرب أو المتعة أوالمال والبنون وما الي ذلك من متع زائفة أما الروح فنتركها دون غذائها .. لذا نجدها دوما مشتاقة الي كل فرصة لتطرق باب الرحمن وتنهل من القرآن والعبادة والصلاة والذكر فلا تحرموها من الجانب الروحاني ولنترك الجانب المادي قليلا هذا الشهر
    وان عاودت النفس اشتياقها الي المادة كان لنا ثواب ترويضها وتغذيتها روحانيا
    ..
    4- احذر من الاسراف في المال والأكل والشرب فالاسراف محرم ويقلل من حظ المرأ في الصدقات التي يؤجر عليها
    ..
    5- لابد من عقد العزيمة علي الاستمرار بعد رمضان فيما اعتدنا عليه وفيما روضنا النفس لأجله
    ..
    6- علي المسلم أن ينسي كل متعة ويعتبر بمضي الزمن ويتفكر فيما خرج به من مضي عمره فيجاهد بالعمل الصالح قبل انقضاء العمر وخسرانه الخسران المبين
    ..
    7- شهر رمضان شهر جهاد مع النفس وترويض لها .. شهر طاعات وشهر عبادة وعمل لذا فالصيام لم نؤمر به ليكون شهر نوم وكسل
    ..
    8- عود لسانك علي الذكر ولا تكن ممن يذكروا الله قليلا
    فاجعل من ذكر الله بالقلب واللسان وسيلة للتقرب دوما الي الرحمن .. وقت العمل ووقت الفراغ
    ..
    9- اذا ما شعرت بالجوع فلا تنسي ضعفك وتذكر أنك لا تستطع الاستغناء عن أي نعمة من نعم الله
    فهل يعقل أن نغضبه وناصيتنا كلها بيده وحده ؟!!
    ..
    10- انتهز الفرصة واستغني عن تعاطي كل ما يضرك ولا ينفعك
    ..
    11- اعلم أن العمل عبادة وأمانة فحاسب نفسك هل تؤدي الأمانة كما ينبغي أم لا؟
    ..
    12- سارع الي طلب العفو والسماح من كل من ظلمتهم قبل أن يأتي يوما يأخذ فيه حقه من حسناتك
    ..
    13- احرص علي أن تفطر صائما فيكون لك مثل أجره
    مرحي بمثل هذا الثواب فلا تفوتوه
    ..
    14- اعلم أن الله تعالي جل علاه أكرم الأكرمين أرحم الراحمين عفو يحب العفو وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ولا يهمل
    ..
    15- سارع بالتوبة وطلب المغفرة عند كل ذنب وكل معصية واندم واعقد العزم علي عدم التكرار فستر الله علي المعاصي وعدم فضحها ليس الا انذار
    ..
    16- الترويح الغير محرم عن النفس مقبول لكن التمادي فيه اضعاف للنفس وتفويت لفرصة الاستزادة بالخير
    ..
    17- احرص علي تعلم ما تجهله في دينك واستزيد مما تعلمه فاطلب تفسير القرآن والعلم والفقه والشريعة واقرأ عن السيرة العطرة وعلم نفسك منها محبة الله ومحبة المصطفي
    ..
    18- اقرأ يوميا ما تيسر من كتاب الله وتدبر معانيه واعمل بها ولا تكن ممن يهجره
    ..
    19- ابتعد عن جلساء السوء وأصحاب السوء وأبدلهم بالخيريين فهم دوما أول الطريق لكل خير وعمل صالح متقبل باذن الله
    ..
    20- لا تفوت الصلاة بالمساجد وتذكر أن الاعتياد علي التبكير الي المساجد يدل علي عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة خالق الأكوان
    ..
    21- تقرب الي الله بالنوافل فلا تنساها
    ..
    22- احرص علي توجيه من تحت كلمتك ومن تحت ادارتك الي ما ينفعهم في دينهم فقد يتقبلوا منك ولا يتقبلوا من غيرك وباذن الله لك من أجرهم وثوابهم
    ..
    23- لا تكثر من أصناف الطعام وطلبها فهو يزيد من غذاء مادتك علي غذاء روحك كما أسلفنا ويشغل أهل البيت عن الاستفادة من نهار رمضان في الطاعات والعبادات فاحرص علي أن تكون عادلا مع نفسك ومع أهل بيتك
    ..
    24- قلل من الذهاب الي الأسواق خلال رمضان لئلا تضيع ثوابك ووقتك
    ..
    25- اعلم أن رمضان ضيف راحل فاحسن ضيافته واستغلال كرم الرحمن فيه
    ..
    26- لا تكن ضعيفا فتزول حماستك في أواخر رمضان عن العبادات بل احرص علي قيام الليل وكثرة العبادات في العشرة الأواخر وتذكر أن فيها ليلة القدر فهي ليلة أفضل من ألف شهر
    ..
    27- الفطر دون عذر اثم كبير ومصيبة عظيمة اجتنبوها كفارتها التوبة والاستغفار واعادة الصيام
    ..
    28- تذكر أن يوم العيد يوم شكر لله فلا تجعله يوم فجور والعياذ بالله وانطلاق الي محرمات منعت نفسك عنها طيلة الشهر
    ..
    29- تذكر وأنت فرح مسرور بالعيد اخوتك واخوانك اليتامي والثكالي والمعدمين في بلاد الاسلام والمسلمين فاشكر الله من فضله عليك وادعو لهم ولا تبخل عليهم مما أعطاك الله في يدك ليختبر صنيعك
    ..
    30- يحسن الجهر بالتكبير ليلة العيد ويومه إلى أداء الصلاة
    ..



    31- اجعل لنفسك نصيبا من صيام التطوع ولا يكن عهدك بالصيام رمضان فقط
    ..
    32- حاسب نفسك في أمورك وأصلح من حالك واستمر علي الخير وانفر الشر
    ولا تنسي سؤال نفسك علي
    الصفح والسماح عند المقدرة وعمن بينك وبينه شحناء
    بر الوالدين
    حسن معاملة الجار ووده
    صلة الأرحام
    عدم الاسراف
    التربية الصالحة لنفسك ولمن تحت يديك
    دورك ومدي اهتمامك باخوانك المسلمين
    استجابتك وفرحك وعملك بالنصح
    حبك لأخيك ما تحبه لنفسك
    سعيك للاصلاح في الأرض وبين الخلائق وعدم الفساد فيها
    نفسك من الغيبة والكذب والربا و....
    تلاوة القرآن وصيام التطوع وذكر الله وقيام الليل وصلوات النوافل
    أخواتكم في الله
    سهم الاسلام ** أبو خـــــالد


    وأخاكم المحب
    شاب مصري
    التعديل الأخير تم بواسطة شاب مصري ; 04-10-2005 الساعة 04:07 PM
    السلام عليكم
    اخي في الله ( شاب مصري )
    اولا اعذرني اني مش باكتب لغه عربيه فصحي
    ولكن احب اقولك اني من اشد المعجبين بكتاباتك
    انا في الموضوع اللي كتبته مش عارف اقولك ايه بس واللهي الدموع داخل عيني انا كاتمها مش عايزها تنزل علي اكتمها و أوجه الشعور اللي جوايا في اني اتقدم واتغلب علي المشكلات التي تواجهنا في مصر والعالم الاسلامي
    انا مش عايز اظهر قدامك بالضعف او اني فاقد الامل
    وداعاً يا أعز من عرفت

  7. #7
    التسجيل
    30-06-2004
    الدولة
    مُسْـلِمٌ مِنْ أُمَّةِ الإسِــلامِ
    المشاركات
    3,266

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    عذراً ..

    نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري وذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله
    وحتى تظهر المجله بالصوره المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركه من الاخوه
    اخوتكم فى الله
    ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
    والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
    ابوخــــــالد


    و السلام

  8. #8
    التسجيل
    28-08-2004
    الدولة
    معشوقتي مصر
    المشاركات
    2,404

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    رمضان نحتاج فيه الي وقفة مع النفس وحساب لها ومن ثم بداية صفحة جديدة ونظيفة
    لذا فلابد من حديث عن
    التوبة
    بسم الله الرحمن
    قال الله في كتابه الكريم
    (اتل مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا مَا تَصْنَعُونَ)
    وقال تعالي(وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور /31 .
    قسم الله جل علاه العباد الي تائب وظالم فقال عز وجل : (ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) الحجرات /11
    ونحن اذ نرغب في شئ فاننا نطرق باب الله واثقين من رحمته راجين مغفرته وقبول توبتنا توبة نصوحة لا عودة بعدها باذن الله
    حسبكم من الاستهانة بالذنوب أو انقضاء العمر قبل التوبة
    فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلا كتبت واحدة ) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1209 نسأل الله أن يحط عنّا خطايانا ويلقيها عن كواهلنا الضعيفة
    عن أنس رضي الله عنه قال : ( إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر ، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات ) والموبقات هي المهلكات .
    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا – أي بيده – فذبه عنه "
    كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه ( وفي رواية ) إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ) رواه أحمد ، صحيح الجامع 2686-2687
    قال بعض العلماء قولا حكيما ستكون له فائدة جليلة باذن الله ان طبقناها بصدق "لا تنظر الي صغر المعصية ولكن انظر الي من عصيت"
    نسأل الله من عفوه ومغفرته في شهر العفو والرحمة
    أما وقد علمنا خطورة الذنوب فلابد من التوبة النصوحة للتخلص منها قبل الهلاك
    التوبة وشروطها
    التوبة لم تكن يوما كلمة تقال باللسان ثم عودة الي الذنب والمعصية بل أمرها عظيم ولابد لها من شروط ، فقد ذكر العلماء شروطاً للتوبة مأخوذة من الآيات والأحاديث ، وهذا ذكر بعضها :
    1. الإقلاع عن الذنب فوراً .
    2. الندم على ما فات .
    3. العزم على عدم العودة .
    4. إرجاع حقوق من ظلمهم ، أو طلب البراءة منهم .
    وذكر بعض أهل العلم تفصيلات أخرى لشروط التوبة النصوح ، نسوقها مع بعض الأمثلة :
    1- أن يكون ترك الذنب لله لا لشيء آخر ، كعدم القدرة عليه أو على معاودته ، أو خوف كلام الناس مثلاً . فلا يسمى تائباً من ترك الذنوب لأنها تؤثر على جاهه وسمعته بين الناس ، أو ربما طرد من وظيفته . ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته ، كمن ترك الزنا أو الفاحشة خشية الأمراض الفتاكة المعدية ، أو أنها تضعف جسمه وذاكرته . ولا يسمى تائباً من ترك أخذ الرشوة لأنه خشي أن يكون معطيها من هيئة مكافحة الرشوة مثلاً . ولا يسمى تائباً من ترك شرب الخمر وتعاطي المخدرات لإفلاسه . وكذلك لا يسمى تائباً من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته ، كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق ، أو الزاني إذا فقد القدرة على الوقاع ، أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه ، بل لابد لمثل هذا من الندم والإقلاع عن تمني المعصية أو التأسف على فواتها ولمثل هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الندم توبة ) رواه أحمد وابن ماجه ، صحيح الجامع 6802 .
    ..
    والله نزّل العاجز المتمني بالقول منزلة الفاعل ، ألا تراه صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الدنيا لأربعة نفر ، عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علماً ، ولم يرزقه مالاً ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأخبث المنازل ، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء ) رواه أحمد والترمذي وصححه صحيح الترغيب والترهيب 1/9 .
    ..
    2- أن يستشعر قبح الذنب وضرره . وهذا يعني أن التوبة الصحيحة لا يمكن معها الشعور باللذة والسرور حين يتذكر الذنوب الماضية ، أو أن يتمنى العودة لذلك في المستقبل . وقد ساق ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء والفوائد أضراراً كثيرة للذنوب منها : حرمان العلم والوحشة في القلب وتعسير الأمور ووهن البدن وحرمان الطاعة ومحق البركة وقلة التوفيق وضيق الصدر وتولد السيئات واعتياد الذنوب وهوان المذنب على الله وهوانه على الناس ولعنة البهائم له ولباس الذل والطبع على القلب والدخول تحت اللعنة ومنع إجابة الدعاء والفساد في البر والبحر وانعدام الغيرة وذهاب الحياء وزوال النعم ونزول النقم والرعب في قلب العاصي والوقوع في أسر الشيطان وسوء الخاتمة وعذاب الآخرة .
    ..
    3- أن يبادر العبد إلى التوبة ، ولذلك فإن تأخير التوبة هو في حد ذاته ذنب يحتاج إلى توبة .
    ..
    4- أن يخشى على توبته من النقص ، ولا يجزم بأنها قد قبلت، فيركن إلى نفسه ويأمن مكر الله .
    ..
    5- استدراك ما فات من حق الله إن كان ممكناً ، كإخراج الزكاة التي منعت في الماضي ولما فيها من حق الفقير كذلك .
    ..
    6- أن يفارق موضع المعصية إذا كان وجوده فيه قد يوقعه في المعصية مرة أخرى .
    ..
    7- أن يفارق من أعانه على المعصية وهذا والذي قبله من فوائد حديث قاتل المائة وسيأتي سياقه . والله يقول : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) الزخرف /67 . وقرناء السوء سيلعن بعضهم بعضاً يوم القيامة ، ولذلك عليك أيها التائب بمفارقتهم ونبذهم ومقاطعتهم والتحذير منهم إن عجزت عن دعوتهم ولا يستجرينك الشيطان فيزين لك العودة إليهم من باب دعوتهم وأنت تعلم أنك ضعيف لا تقاوم . وهناك حالات كثيرة رجع فيها أشخاص إلى المعصية بإعادة العلاقات مع قرناء الماضي .
    ..
    8- إتلاف المحرمات الموجودة عنده مثل المسكرات وآلات اللهو كالعود والمزمار ، أو الصور والأفلام المحرمة والقصص الماجنة والتماثيل ، وهكذا فينبغي تكسيرها وإتلافها أو إحراقها . ومسألة خلع التائب على عتبة الاستقامة جميع ملابس الجاهلية لابد من حصولها ، وكم من قصة كان فيها إبقاء هذه المحرمات عند التائبين سبباً في نكوصهم ورجوعهم عن التوبة وضلالهم بعد الهدى، نسأل الله الثبات .
    ..
    9- أن يختار من الرفقاء الصالحين من يعينه على نفسه ويكون بديلاً عن رفقاء السوء وأن يحرص على حلق الذكر ومجالس العلم ويملأ وقته بما يفيد حتى لا يجد الشيطان لديه فراغاً ليذكره بالماضي .
    ..
    10- أن يعمد إلى البدن الذي رباه بالسحت فيصرف طاقته في طاعة الله ويتحرى الحلال حتى ينبت له لحم طيب .
    ..
    11- أن تكون التوبة قبل الغرغرة ، وقبل طلوع الشمس من مغربها : والغرغرة الصوت الذي يخرج من الحلق عند سحب الروح والمقصود أن تكون التوبة قبل القيامة الصغرى والكبرى لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه ) رواه أحمد والترمذي ، صحيح الجامع 6132 . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم
    ..
    منا من يصر علي المعصية ويبدل معصية بأخري وهذه بعض الأسباب
    - أن يعتقد أن وزنها أخف .
    - لأن النفس تميل إليها أكثر ، والشهوة فيها أقوى .
    - لأن ظروف هذه المعصية متيسرة أكثر من غيرها ، بخلاف المعصية التي تحتاج إلى إعداد وتجهيز ، أسبابها حاضرة متوافرة .
    - لأن قرناءه وخلطاؤه مقيمون على هذه المعصية ويصعب عليه أن يفارقهم .
    - لأن الشخص قد تجعل له المعصية المعينة جاهاً ومكانة بين أصحابه فيعز عليه أن يفقد هذه المكانة فيستمر في المعصية ، كما يقع لبعض رؤساء عصابات الشر والفساد ، وكذلك ما وقع لأبي نواس الشاعر الماجن لما نصحه أبو العتاهية الشاعر الواعظ ولامه على تهتكه في المعاصي ، فأنشد أبو نواس :
    أتراني يا عتاهي تاركاً تلك الملاهي

    أتراني مفسداً بالنسك عند القوم جاهي

    السلام عليكم
    اخي في الله ( شاب مصري )
    اولا اعذرني اني مش باكتب لغه عربيه فصحي
    ولكن احب اقولك اني من اشد المعجبين بكتاباتك
    انا في الموضوع اللي كتبته مش عارف اقولك ايه بس واللهي الدموع داخل عيني انا كاتمها مش عايزها تنزل علي اكتمها و أوجه الشعور اللي جوايا في اني اتقدم واتغلب علي المشكلات التي تواجهنا في مصر والعالم الاسلامي
    انا مش عايز اظهر قدامك بالضعف او اني فاقد الامل
    وداعاً يا أعز من عرفت

  9. #9
    التسجيل
    28-08-2004
    الدولة
    معشوقتي مصر
    المشاركات
    2,404

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    نماذج من التوبة النصوحة
    عن بريدة رضي الله عنه : أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت ، وإني أريد أن تطهرني فرده ، فلما كان من الغد أتاه ، فقال : يا رسول الله إني زنيت فرده الثانية ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه ، فقال : ( أتعلمون بعقله بأساً ؟ أتنكرون منه شيئاً ؟ ) قالوا : ما نعلمه إلا وفيّ العقل ، من صالحينا فيما نرى ، فأتاه الثالثة ، فأرسل إليهم أيضاً ، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله ، فلما كان الرابعة حفر له حفرة ، ثم أمر به فرجم ، قال : فجاءت الغامدية ، فقالت : يا رسول الله إني زنيت فطهرني ، وإنه ردها ، فلما كان الغد ، قالت : يا رسول الله لم تردني ؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً ، فوالله إني لحبلى ، قال : ( أما لا ، فاذهبي حتى تلدي ) ، قال : فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة ، قالت : هذا قد ولدته ، قال : ( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ) ، فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز ، فقالت : هذا يا رسول الله قد فطمته ، وقد أكل الطعام ، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها ، وأمر الناس فرجموها ، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها ، فسمع نبي الله سبه إياها ، فقال: ( مهلاً يا خالد ! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس {وهو الذي يأخذ الضرائب } لغفر له ) رواه مسلم . ثم أمر بها فصلى عليها ، ودفنت .
    وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها ! فقال : ) لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم ، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل . رواه عبد الرزاق في مصنفه 7/325 .
    رحمة الله في
    توبة قاتل المائة
    عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة ؟ فقال : لا ، فقتله فكمّل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدّل على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه ملك الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيراً قط , فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم – أي حكماً - فقال : قيسوا ما بين الأرضيين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة ) متفق عليه . وفي رواية في الصحيح ( فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها ) وفي رواية في الصحيح ( فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال : قيسوا ما بينهما ، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له ) .
    نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ! فهل ترى الآن يا من تريد التوبة أن ذنوبك أعظم من هذا الرجل الذي تاب الله عليه ، فلم اليأس ؟ بل إن الأمر أيها الأخ المسلم أعظم من ذلك ، تأمل قول الله تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً ، إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ) الفرقان /68 – 70 .
    ووقفة عند قوله : ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) الفرقان /70 تبين لك فضل الله العظيم ، قال العلماء التبديل هنا نوعان :


    الأول :
    تبديل الصفات السيئة بصفات حسنة كإبدالهم بالشرك إيماناً وبالزنا عفة وإحصاناً وبالكذب صدقاً وبالخيانة أمانة وهكذا .

    والثاني : تبديل السيئات التي عملوها بحسنات يوم القيامة ، وتأمل قوله تعالى : ( يبدل الله سيئاتهم حسنات ) ولم يقل مكان كل سيئة حسنة فقد يكون أقل أو مساوياً أو أكثر في العدد أو الكيفية ، وذلك بحسب صدق التائب وكمال توبته ، فهل ترى فضلاً أعظم من هذا الفضل ؟ وانظر إلى شرح هذا الكرم الإلهي في الحديث الجميل :
    عن عبد الرحمن بين جبير عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم - وفي طرق أخرى – " جاء شيخ هرم قد سقط حاجباه على عينيه وهو يدّعم على عصا حتى قام بين يديّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئاً وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة أي صغيرة ولا كبيرة إلا أتاها ، وفي رواية ، إلا اقتطعها بيمينه لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم أي أهلكتهم فهل لذلك من توبة ؟ قال : ( فهل أسلمت ) قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . قال : ( تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ) قال : وغدراتي وفجراتني ، قال : ( نعم ) قال : الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى. قال الهيثمي رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبي نشيطة وهو ثقة ، المجمع 1/36 وقال المنذري في الترغيب إسناده جيد قوي 4/113 وقال ابن حجر في الإصابة هو على شرط الصحيح 4/149.
    وهنا قد يسأل تائب ، فيقول : إني لما كنت ضالاً لا أصلي خارجاً عن ملة الإسلام قمت ببعض الأعمال الصالحة فهل تحسب لي بعد التوبة أو تكون ذهبت أدراج الرياح .
    وإليك الجواب : عن عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي رسول الله أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتِاقة أو صلة رحم أفيها أجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أسلمت على ما أسلفت من خير ) رواه البخاري .
    فهذه الذنوب تغفر ، وهذه السيئات تبدل حسنات ، وهذه الحسنات أيام الجاهلية تثبت لصاحبها بعد التوبة ، فماذا بقي !
    أسئلة خاصة بالتوبة
    التوبة تمحو ما قبلها ؟
    وقد يقول قائل : أريد أن أتوب ولكن من يضمن لي مغفرة الله إذا تبت وأنا راغب في سلوك طريق الاستقامة ولكن يداخلني شعور بالتردد ولو أني أعلم أن الله يغفر لي لتبت ؟ فأقول له ما داخلك من المشاعر داخل نفوس أناس قبلك من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولو تأملت في هاتين الروايتين بيقين لزال ما في نفسك إن شاء الله .


    الأولى :
    روى الإمام مسلم رحمه الله قصة إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه وفيها : " فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ابسط يمينك فلأبايعك ، فبسط يمينه فقبضت يديّ قال : مالك يا عمرو ؟ قال : قلت أردت أن أشترط ، قال ( تشترط بماذا؟) قلت : أن يغفر لي . قال : ( أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟ ) .



    والثانية :
    وروى الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن أناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا : " إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن ، ولو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ، فنزل قول الله تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً ) الفرقان /68 . ونزل : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) .

    هل يغفر الله لي؟
    وقد تقول أريد أن أتوب ولكن ذنوبي كثيرة جداً ولم أترك نوعاً من الفواحش إلا واقترفته ، ولا ذنباً تتخيله أو لا تتخيله إلا ارتكبته لدرجة أني لا أدري هل يمكن أن يغفر الله لي ما فعلته في تلك السنوات الطويلة . وأقول لك أيها الأخ الكريم : هذه ليست مشكلة خاصة بل هي مشكلة كثير ممن يريدون التوبة وأذكر مثالاً عن شاب وجه سؤالاً مرة بأنه قد بدأ في عمل المعاصي من سن مبكرة وبلغ السابعة عشرة من عمره فقط وله سجل طويل من الفواحش كبيرها وصغيرها بأنواعها المختلفة مارسها مع أشخاص مختلفين صغاراً وكباراً حتى اعتدى على بنت صغيرة ، وسرق عدة سرقات ثم يقول : تبت إلى الله عز وجل ، أقوم وأتهجد بعض الليالي وأصوم الاثنين والخميس ، وأقرأ القرآن الكريم بعد صلاة الفجر فهل لي من توبة ؟
    والمبدأ عندنا أهل الإسلام أن نرجع إلى الكتاب والسنة في طلب الأحكام والحلول والعلاجات ، فلما عدنا إلى الكتاب وجدنا قول الله عز وجل : ( قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً أنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) الزمر الآيتان 53،54 فهذا الجواب الدقيق للمشكلة المذكورة وهو واضح لا يحتاج إلى بيان .
    أما الإحساس بأن الذنوب أكثر من أن يغفرها الله فهو ناشيء عن عدم يقين العبد بسعة رحمة ربه أولاً . ونقص في الإيمان بقدرة الله على مغفرة جميع الذنوب ثانياً . وضعف عمل مهم من أعمال القلوب هو الرجاء ثالثاً . وعدم تقدير مفعول التوبة في محو الذنوب رابعاً . ونجيب عن كل منها .
    فأما الأول : فيكفي في تبيانه قول الله تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) الأعراف /56 .


    وأما الثاني : فيكفي فيه الحديث القدسي الصحيح : ( قال تعالى من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ، ما لم يشرك بي شيئاً ) رواه الطبراني في الكبير والحاكم ، صحيح الجامع 4330 . وذلك إذا لقي العبد ربه في الآخرة .
    وأما الثالث : فيعالجه هذا الحديث القدسي العظيم : ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي ، صحيح الجامع 4338 .

    وأما الرابع : فيكفي فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) رواه ابن ماجه ، صحيح الجامع 3008 .
    وإلى كل من يستصعب أن يغفر الله له فواحشه المتكاثرة نسوق هذا الحديث :


    كيف أفعل إذا أذنبت؟
    وقد تقول إذا وقعت في ذنب فكيف أتوب منه مباشرة وهل هناك فعل أقوم به بعد الذنب فوراً ؟ . فالجواب : ما ينبغي أن يحصل بعد الإقلاع عملان .



    الأول : عمل القلب بالندم والعزم على عدم العودة ، وهذه تكون نتيجة الخوف من الله .
    الثاني : عمل الجوارح بفعل الحسنات المختلفة ومنها صلاة التوبة وهذا نصها :

    عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ) رواه أصحاب السنن ، صحيح الترغيب والترهيب 1/284 . ثم قرأ هذه الآية : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران /135 . وقد ورد في روايات أخرى صحيحة صفات أخرى لركعتين تكفران الذنوب وهذا ملخصها :
    - ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ( لأن الخطايا تخرج من الأعضاء المغسولة مع الماء أو مع آخر قطر الماء
    - ومن إحسان الوضوء قول بسم الله قبله والأذكار بعده وهي : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين – سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . وهذه أذكار ما بعد الوضوء لكل منها أجر عظيم .
    - يقوم فيصلي ركعتين .
    - لا يسهو فيهما .
    - لا يحدث فيهما نفسه .
    - يحسن فيهن الذكر والخشوع .
    - ثم استغفر الله .
    والنتيجة :غفر له ما تقدم من ذنبه .
    إلا وجبت له الجنة . صحيح الترغيب 1/ 94 ، 95
    ثم الإكثار من الحسنات والطاعات ، ألا ترى أن عمر رضي الله عنه لما أحس بخطئه في المناقشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية ، قال بعدها فعلمت لذلك أعمالاً أي صالحات لتكفير الذنب. وتأمل في المثل الوارد في هذا الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : ( إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع أي لباس من حديد يرتديه المقاتل ضيقة ، قد خنقته ، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلى الأرض ) رواه الطبراني في الكبير ، صحيح الجامع 2192 . فالحسنات تحرر المذنب من سجن المعصية ، وتخرجه إلى عالم الطاعة الفسيح ، ويلخص لك يا أخي ما تقدم هذه القصة المعبرة . : عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها، قبلتها ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت ، فلم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه لو ستر نفسه ، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره ، ثم قال : ( ردوه علي ) ، فردوه عليه فقرأ عليه : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) . فقال معاذ – وفي رواية عمر – يا رسول الله أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال : ( بل للناس كافة ) رواه مسلم .
    أهل السوء يطاردونني
    وقد تقول أريد أن أتوب ولكن أهل السوء من أصحابي يطاردونني في كل مكان وما أن علموا بشيء من التغير عندي حتى شنوا عليّ حملة شعواء وأنا أشعر بالضعف فماذا أفعل ؟! ونقول لك اصبر فهذه سنة الله في ابتلاء المخلصين من عباده ليعلم الصادقين من الكاذبين وليميز الله الخبيث من الطيب . وما دمت وضعت قدميك على بداية الطريق فاثبت ، وهؤلاء شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض لكي يردوك على عقبيك فلا تطعهم ، إنهم سيقولون لك في البداية هذا هوس لا يلبث أن يزول عنك ، وهذه أزمة عارضة ، والعجب أن بعضهم قال لصاحب له في بداية توبته عسى ما شر !! والعجب أن إحداهن لما أغلق صاحبها الهاتف في وجهها لأنه تاب ولا يريد مزيداً من الآثام اتصلت به بعد فترة وقالت عسى أن يكون زال عنك الوسواس ؟ والله يقول : ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس ) الناس /1-6 .
    فهل ربك أولى بالطاعة أم ندماء السوء ؟!
    وعليك أن تعلم أنهم سيطاردونك في كل مكان وسيسعون لردك إلى طريق الغواية بكل وسيلة ولقد حدثني بعضهم بعد توبته أنه كانت له قرينة سوء تأمر سائق سيارتها أن يمشي وراءه وهو في طريقه إلى المسجد وتخاطبه من النافذة . هنالك : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) إبراهيم /27 . سيسعون إلى تذكيرك بالماضي وتزيين المعاصي السابقة لك بكل طريقة ، ذكريات .. توسلات .. صور .. ورسائل .. فلا تطعهم واحذرهم أن يفتنوك وتذكر هنا قصة كعب بن مالك الصحابي الجليل ، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة جميعاً بمقاطعته لتخلفه عن غزوة تبوك حتى يأذن الله ، أرسل إليه ملك غسان الكافر رسالة يقول فيها : " أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة ، فالحق بنا نواسك " يريد الكافر استمالة المسلم حتى يخرج من المدينة ويضيع هناك في ديار الكفر .
    ما هو موقف الصحابي الجليل قال كعب : " فقلت حين قرأتها وهذه أيضاً من البلاء فتيممت بها التنور أي الفرن فسجرتها أي أحرقتها . وهكذا اعمد أنت أيها المسلم من ذكر أو أنثى إلى كل ما يرسل إليك من أهل السوء فاحرقه حتى يصير رماداً وتذكر وأنت تحرقه نار الآخرة . ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذي لا يوقنون )
    إنهم يهددونني
    أريد أن أتوب ولكن أصدقائي القدامى يهددونني بإعلان فضائحي بين الناس ، ونشر أسراري على الملأ ، إن عندهم صوراً ووثائق ، وأنا أخشى على سمعتي ، إني خائف !! ونقول : جاهد أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ، فهذه ضغوط أعوان إبليس تجتمع عليك كلها ، ثم لا تلبث أن تتفرق وتتهاوى أمام صبر المؤمن وثباته . واعلم أنك إن سايرتهم ورضخت لهم فسيأخذون عليك مزيداً من الإثباتات ، فأنت الخاسر أولاً وأخيراً ، لكن لا تطعهم واستعن بالله عليهم ، وقل حسبي الله ونعم الوكيل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال : ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ) رواه أحمد وأبو داود ، صحيح الجامع 4582 . صحيح أن الموقف صعب وأن تلك المسكينة التائبة التي اتصل بها قرين السوء يقول مهدداً : لقد سجلت مكالمتك ولديّ صورتك ولو رفضت الخروج معي لأفضحنك عند أهلك !! صحيح أنها في موقف لا تحسد عليه . وانظر إلى حرب أولياء الشياطين لمن تاب من المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات فإنهم يطرحون أسوأ إنتاجهم السابق في الأسواق للضغط والحرب النفسية ، ولكن الله مع المتقين ، ومع التائبين ، وهو ولي المؤمنين ، لا يخذلهم ولا يتخلى عنهم ، وما لجأ عبد إليه فخاب أبداً ، واعلم أن مع العسر يسراً ، وأن بعد الضيق فرجاً .
    وإليك أيها الأخ التائب هذه القصة المؤثرة شاهداً واضحاً على ما نقول .
    إنها قصة الصحابي الجليل مرثد بن أبي مرثد الغنويّ الفدائي الذي كان يهرب المستضعفين من المسلمين من مكة إلى المدينة سراً . " كان رجل يقال له : مرثد بن أبي مرثد ، وكان رجلاً يحمل الأسرى من مكة ، حتى يأتي بهم المدينة ، قال : وكانت امرأة بمكة بغي يقال لها عناق وكانت صديقة له ، وأنه كان وعد رجلاً من أسارى مكة يحتمله ، قال : فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة ، قال : فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجانب الحائط ، فلما انتهت إليّ عرفت ، فقالت : مرثد ؟ فقلت: مرثد ، قالت : مرحباً وأهلاً ، هلم فبت عندنا الليلة ، قلت : يا عناق حرم الله الزنا ، قالت : يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية ، وسلكت الخندمة ( وهو جبل معروف عند أحد مداخل مكة ) فانتهيت إلى غار أو كهف ، فدخلت فجاءوا حتى قاموا على رأسي وعماهم الله عني قال : ثم رجعوا ، ورجعت إلى صاحبي فحملته ، وكان رجلاً ثقيلاً ، حتى انتهيت إلى الأذخر ففككت عنه أكبله ( أي قيوده ) فجعلت أحمله ويُعييني ( أي يرهقني) حتى قدمت المدينة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله أنكح عناقاً ؟ مرتين ، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليّ شيئاً ، حتى نزلت ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) النور /3 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلا تنكحها ) صحيح سنن الترمذي 3/80 .
    هل رأيت كيف يدافع الله عن الذين آمنوا وكيف يكون مع المحسنين؟.
    وعلى أسوأ الحالات لو حصل ما تخشاه أو انكشفت بعض الأشياء واحتاج الأمر إلى بيان فوضح موقفك للآخرين وصارحهم ، وقل نعم كنت مذنباً فتبت إلى الله فماذا تريدون ؟ ولنتذكر جميعاً أن الفضيحة الحقيقة هي التي تكون بين يدي الله يوم القيامة ، يوم الخزي الأكبر ، ليست أمام مائة أو مائتين ولا ألف أو ألفين ، ولكنها على رؤوس الأشهاد ، أما الخلق كلهم من الملائكة والجن والإنس ، من آدم وحتى آخر رجل . فهلم إلى دعاء إبراهيم :
    ( ولا تخزني يوم يبعثون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ) الشعراء /87-89
    وتحصن في اللحظات الحرجة بالأدعية النبوية : اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ، اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من بغى علينا ، اللهم لا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين
    التعديل الأخير تم بواسطة ابو خالد ; 04-10-2005 الساعة 06:19 PM
    السلام عليكم
    اخي في الله ( شاب مصري )
    اولا اعذرني اني مش باكتب لغه عربيه فصحي
    ولكن احب اقولك اني من اشد المعجبين بكتاباتك
    انا في الموضوع اللي كتبته مش عارف اقولك ايه بس واللهي الدموع داخل عيني انا كاتمها مش عايزها تنزل علي اكتمها و أوجه الشعور اللي جوايا في اني اتقدم واتغلب علي المشكلات التي تواجهنا في مصر والعالم الاسلامي
    انا مش عايز اظهر قدامك بالضعف او اني فاقد الامل
    وداعاً يا أعز من عرفت

  10. #10
    التسجيل
    28-08-2004
    الدولة
    معشوقتي مصر
    المشاركات
    2,404

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    فتاوى مهمة للتائبين
    وقد تقول : أريد أن أتوب ولكني أجهل أحكام التوبة ، وتدور في ذهني أسئلة كثيرة عن صحة التوبة من بعض الذنوب ، وكيفية قضاء حقوق الله التي فرطت فيها ، وطريقة إرجاع حقوق العباد التي أخذتها ، فهل من إجابات على هذه التساؤلات ؟ وإليك أيها العائد إلى الله ما علّه يشفي الغليل .
    س1 : إنني أقع في الذنب فأتوب منه ، ثم تغلبني نفسي الأمارة بالسوء فأعود إليه ! فهل تبطل توبتي الأولى ويبقى عليّ إثم الذنب الأول وما بعده ؟
    جـ1 : ذكر أكثر العلماء على أنه لا يشترط في صحة التوبة ألا يعود إلى الذنب ، وإنما صحة التوبة تتوقف على الإقلاع عن الذنب، والندم عليه ، والعزم الجازم على ترك معاودته ، فإن عاوده يصبح حينئذ كمن عمل معصية جديدة تلزمه توبة جديدة منها وتوبته الأولى صحيحة .
    س2 : هل تصح التوبة من ذنب وأنا مصر على ذنب آخر ؟
    جـ2 : تصح التوبة من ذنب ولو أصر على ذنب آخر ، إذا لم يكن من النوع نفسه ، ولا يتعلق بالذنب الأول ، فمثلاً لو تاب من الربا ولم يتب من شرب الخمر فتوبته من الربا صحيحة ، والعكس صحيح ، أما إذا تاب من ربا الفضل وأصر على ربا النسيئة فلا تقبل توبته حينئذ ، وكذلك من تاب من تناول الحشيشة وأصر على شرب الخمر أو العكس ، وكذلك من تاب عن الزنا بامرأة وهو مصر على الزنا بغيرها فهؤلاء توبتهم غير صحيحة ، وغاية ما فعلوه أنهم عدلوا عن نوع من الذنب إلى نوع آخر منه . راجع المدارج.
    س3 : تركت حقوقاً لله في الماضي من صلوات لم أؤدها وصيام تركته وزكاة منعتها ، فماذا أفعل الآن ؟
    جـ3 : أما تارك الصلاة فالراجح أنه لا يلزمه القضاء لأنه قد فات وقتها ، ولا يمكن استدراكه ويعوضه بكثرة التوبة والاستغفار ، والإكثار من النوافل لعل الله أن يتجاوز عنه .
    وأما تارك الصيام فإن كان مسلماً وقت تركه للصيام ، فإنه يجب عليه القضاء مع إطعام مسكين عن كل يوم أخره من رمضان حتى دخل رمضان الذي بعده ، من غير عذر وهذه كفارة التأخير ، وهي واحدة لا تتضاعف ولو توالت أشهر رمضان .
    مثال : رجل ترك 3 أيام من رمضان سنة 1400 هـ و 5 أيام من رمضان سنة 1401 هـ تهاوناً ، وبعد سنين تاب إلى الله ، فإنه يلزمه قضاء الصيام ثمانية أيام ، وإطعام مسكين عن كل يوم من الأيام الثمانية .
    مثال آخر : امرأة بلغت عام 1400 هـ وخجلت من إخبار أهلها ، فصامت أيام عادتها الثمانية مثلاً ولم تقضها ، ثم تابت إلى الله الآن فعليها الحكم السابق نفسه ، وينبغي أن يعلم أن هناك فروقاً بين ترك الصلاة وترك الصيام ، ذكره أهل العلم على أن هناك في العلماء من يرى عدم القضاء على من ترك الصيام متعمداً دون عذر .
    وأما تارك الزكاة فيجب عليه إخراجها وهي حق لله من جهة ، وحق للفقير من جهة أخرى . للمزيد راجع مدارج السالكين 1/383 .
    س4 : إذا كانت السيئة في حق آدميّ فكيف تكون التوبة ؟
    جـ4 : الأصل في هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت لأخيه عنده مظلمة ، من عرض أو مال ، فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم ، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه) رواه البخاري فيخرج التائب من هذه المظالم إما بأدائها إلى أصحابها وإما باستحلالها منهم وطلب مسامحتهم ، فإن سامحوه وإلا ردها .
    س5 : وقعت في غيبة شخص أو أشخاص ، وقذفت آخرين بأمورٍ هم بريئون منها فهل يشترط إخبارهم بذلك مع طلب المسامحة وإذا كان لا يشترط فكيف أتوب ؟!
    جـ5 : المسألة هنا تعتمد على تقدير المصالح والمفاسد .
    فإن كان إذا أخبرهم بم اغتابهم أو قذفهم لا يغضبون منه ولا يزدادون عليه حنقاً وغماً صارحهم وطلب منهم المسامحة ولو بعبارات عامة ، كأن يقول إني أخطأت في حقك في الماضي ، أو ظلمتك بكلام ، وإني تبت إلى الله فسامحني ، دون أن يفصل فلا بأس بهذا .
    وإن كان إذا أخبرهم بما اغتابهم أو قذفهم حنقوا عليه وازدادوا غماً وغيظاً – وربما يكون هذا هو الغالب – أو أنه إذا أخبرهم بعبارات عامة لم يرضوا إلا بالتفاصيل التي إذا سمعوها زادوا كراهية له ، فإنه حينئذ لا يجب عليه إخبارهم أصلاً لأن الشريعة لا تأمر بزيادة المفاسد ، وإخبار شخص بأمور كان مستريحاً قبل سماعها على وجه يسبب البغضاء وينافي مقصد الشريعة في تأليف القلوب والتحاب بين المسلمين ، وربما يكون الإخبار سبباً لعداوة لا يصفو بعدها قلب المغتاب أبداً لمن اغتابه ، وفي هذه الحالة يكفي التوبة أمور منها :
    1- الندم وطلب المغفرة من الله والتأمل في شناعة هذه الجريمة واعتقاد تحريمها .
    2- أن يكذب نفسه عند من سمع الغيبة ، أو القذف ويبرئ المقذوف.
    3- أن يثني بالخير على من اغتابه في المجالس التي ظلمته فيها ، ويذكر محاسنه .
    4- أن يدافع عمن اغتابه ، ويرد عنه إذا أراد أحد أن يسيء إليه .
    5- أن يستغفر له بظهر الغيب المدارج 1/291 ، والمغني مع الشرح 12/78
    ولاحظ أيها الأخ المسلم الفرق بين الحقوق المالية وجنايات الأبدان ، وبين الغيبة والنميمة ، فالحقوق المالية يستفيد أهلها إذا أخبروا بها ، وردت إليهم ، ويسرون بذلك ، ولذلك لا يجوز كتمها بخلاف الحقوق التي في جانب العِرض ، والتي لا تزيد من يُخبر بها إلا ضرراً وتهييجاً .
    س6 : كيف يتوب القاتل المتعمد ؟
    جـ6 : القاتل المتعمد عليه ثلاثة حقوق :
    خلق الله ، وحق القتيل ، وحق الورثة .
    فحق الله لا يُقضى إلا بالتوبة .
    حق الورثة أن يسلم نفسه إليهم ليأخذوا حقهم ، إما بالقصاص أو بالدية أو العفو .
    ويبقى حق القتيل الذي لا يمكن الوفاء به في الدنيا ، وهنا قال أهل العم إذا حسنت توبة القاتل ، فإن الله يرفع عنه حق القتيل ويعوض القتيل يوم القيامة خيراً من عنده عز وجل ، وهذا أحسن الأقوال . المدارج 1/299 .
    س7 : كيف يتوب السارق ؟
    جـ7 : إذا كان الشيء عنده الآن رده إلى أصحابه .
    وإن تلف أو نقصت قيمته بالاستعمال أو الزمن وجب عليه أن يعوضهم عن ذلك ، إلا إذا سامحوه فالحمد لله .
    س8 : أشعر بالحرج الشديد إذا واجهت من سرقت منهم ، ولا أستطيع أن أصارحهم ، ولا أن أطلب منهم المسامحة فكيف أفعل ؟
    جـ8 : لا حرج عليك في البحث عن طريق تتفادى فيه هذا الإحراج الذي لا تستطيع مواجهته ، كأن ترسل حقوقهم مع شخص آخر ، وتطلب عدم ذكر اسمك ، أو بالبريد ، أو تضعها خفية عندهم، أو تستخدم التورية وتقول هذه حقوق لكم عند شخص ، وهو لا يريد ذكر اسمه ، والمهم رجوع الحق إلى أصحابه .
    س9 : كنت أسرق من جيب أبي خفية ، وأريد الآن أن أتوب ولا أعلم كم سرقت بالضبط ، وأنا محرج من مواجهته ؟
    جـ9 : عليك أن تقدر ما سرقته بما يغلب على ظنك أنه هو أو أكثر منه ، ولا بأس أن تعيده إلى أبيك خفية كما أخذته خفية .
    س10 : سرقت أموالاً من أناس وتبت إلى الله ، ولا أعرف عناوينهم ؟
    وآخر يقول أخذت من شركة أموالاً خلسة ، وقد أنهت عملها وغادرت البلد ؟
    وثالث يقول سرقت من محل تجاري سلعاً ، وتغير مكانه ولا أعرف صاحبه ؟
    جـ10 : عليك بالبحث عنهم على قدر طاقتك ووسعك ، فإذا وجدتهم فادفعها إليهم والحمد لله ، وإذا مات صاحب المال فتعطى لورثته ، وإن لم تجدهم على الرغم من البحث الجاد فتصدق بهذه الأموال بالنيابة عنهم ، وانوها لهم ولو كانوا كفاراً لأن الله يعطيهم في الدنيا ولا يعطيهم في الآخرة .
    ويشبه هذه المسألة ما ذكره ابن القيم رحمه الله في المدراج 1/388 أن رجلاً في جيش المسلمين غل ( أي سرق ) من الغنيمة ، ثم تاب بعد زمن ، فجاء بما غله إلى أمير الجيش فأبى أن يقبله منه ، وقال كيف لي بإيصاله إلى الجيش وقد تفرقوا ؟ فأتى هذا التائب حجاج بن الشاعر يستفتيه فقال له حجاج : يا هذا إن الله يعلم الجيش وأسماءهم وأنسابهم فادفع خمسه إلى صاحب الخمس وتصدق بالباقي عنهم ، فإن الله يوصل ذلك إليهم ففعل فلما أخبر معاوية قال لأن أكون أفتيتك بذلك أحب إليّ من نصف ملكي ، وهناك فتوى مشابهة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قريبة من هذه قصة مذكورة في المدارج .
    س11 : غصبت مالاً لأيتام وتاجرت به وربحت ، ونما المال أضعافاً وخفت من الله فكيف أتوب ؟
    جـ11 : للعلماء في هذه المسألة أقوال أوسطها وأعدلها أنك ترد رأس المال الأصلي للأيتام ، زائداً نصف الأرباح ، فتكون كأنك وإياهم شركاء في الربح مع إعادة الأصل إليهم .
    وهذه رواية عن الإمام أحمد ، وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية وترجيح تلميذه ابن القيم رحمه الله ( المدراج 1/392 )
    وكذلك لو غصب سائمة من إبل أو غنم فنتجت أولاداً فهي ونصف أولادها للمالك الأصلي ، فإن ماتت أعطى قيمتها مع نصف النتاج إلى مالكها .
    س12 : رجل يعمل في الشحن الجوي وتتخلف عندهم بضائع أخذ منها مسجلاً خلسة وبعد سنوات تاب فهل يُرجع المسجل نفسه أو قيمته أو شبيهاً به ، علماً بأن هذا النوع قد انتهى من السوق ؟
    جـ12 : يرجع المسجل نفسه زائداً عليه ما نقص من قيمته لقاء الاستعمال أو تقادم الزمن ، وذلك بطريقة مناسبة دون أن يؤذي نفسه ، فإن تعذر ، تصدق بقيمته نيابة عن صاحبه الأصلي .
    س13 : كان عندي أموال من الربا ولكني أنفقتها كلها ، ولم يبق عندي منها شيء ، وأنا الآن تائب فماذا يلزمني ؟
    جـ13 : لا يلزمك إلا التوبة إلى الله عز وجل توبة نصوحاً والربا خطير ، ولم يؤذن بحرب أحد في القرآن الكريم إلا أهل الربا وما دامت الأموال الربوية قد ذهبت كلها ، فليس عليك من جهتها شيء الآن .
    س14 : اشتريت سيارة بمال بعضه حلال وبعضه حرام ، وهي موجودة عندي الآن فكيف أفعل ؟
    جـ14 : من اشترى شيئاً لا يتجزأ كالبيت أو السيارة بمال بعضه حلال وبعضه حرام فيكفيه أن يخرج ما يقابل الحرام من ماله الآخر ويتصدق به تطييباً لتلك الممتلكات ، فإن كان هذا الجزء من المال الحرام هو حق للآخرين وجب ردّ مثله إليهم على التفصيل السابق .
    س15 : ماذا يفعل بالمال الذي ربحه من تجارة الدخان ، وكذلك إذا احتفظ بأمواله الأخرى الحلال ؟
    جـ15 : من تاجر بالمحرمات كبيع آلات اللهو والأشرطة المحرمة والدخان وهو يعلم حكمها ثم تاب يصرف أرباح هذه التجارة المحرمة في وجوه الخير تخلصاً لا صدقة ، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً .
    وإذا اختلط هذا المال الحرام بأموال أخرى حلال كصاحب البقالة الذي يبيع الدخان مع السلع المباحة ، فإنه يقدر هذا المال الحرام تقديراً باجتهاده ، ويخرجه بحيث يغلب على ظنه أنه نقى أمواله من الكسب الحرام ، والله يعوضه خيراً وهو الواسع الكريم .
    وعلى وجه العموم فإن من لديه أموالاً من كسب حرام ، وأراد أن يتوب فإن كان :
    1- كافراً عند كسبها فلا يُلزم عند التوبة بإخراجها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُلزم الصحابة بإخراج ما لديهم من الأموال المحرمة لما أسلموا .
    2- وأما إن كان عند كسبه للحرام مسلماً عالماً بالتحريم فإنه يُخرج ما لديه من الحرام إذا تاب .
    س16 : شخص يأخذ الرشاوي ، ثم هداه الله إلى الاستقامة ، فماذا يفعل بالأموال التي أخذها من الرشوة ؟
    جـ16 : هذا الشخص لا يخلو من حالتين :
    1- إما أن يكون أخذ الرشوة من صاحب حق مظلوم اضطر أن يدفع الرشوة ليحصل على حقه لأنه لم يكن له سبيل للوصول إلى حقه إلا بالرشوة ، فهنا يجب على هذا التائب أن يرد المال إلى الراشي صاحب الحق لأنه في حكم المال المغصوب ولأنه ألجأه إلى دفعه بالإكراه .
    2- أن يكون أخذ الرشوة من راش ظالم مثله تحصل عن طريق الرشوة على أشياء ليست من حقه ، فهذا لا يُرجع إليه ما أخذه منه ، وإنما يتخلص التائب من هذا المال الحرام في وجوه الخير كإعطائه للفقراء مثلاً ، كما يتوب مما تسبب فيه من صرف الحق عن أهله .
    س17 : عملت أعمالاً محرمة وأخذت مقابلها أموالاً فهل يجب عليّ وقد تبت إرجاع هذه الأموال لمن دفعها إليّ ؟
    جـ17 : الشخص الذي يعمل في أعمال محرمة ، أو يقدم خدمات محرمة ، ويأخذ مقابلاً أو أجرة على ذلك إذا تاب إلى الله وعنده هذا المال الحرام فإنه يتخلص منه ولا يعيده إلى من أخذه منه .
    فالزانية التي أخذت مالاً على الزنا لا تعيده إلى الزاني إذا تابت ، والمغني الذي أخذ أموالاً على الغناء المحرم لا يعيده إلى أصحاب الحفلة إذا تاب ، وبائع الخمر أو المخدارت لا يعيدها إلى من اشتروها منه إذا تاب ، وشاهد الزور الذي أخذ مقابلاً لا يعيد المال من استخدمه لشهادة الزور وهكذا ، والسبب أنه إذا أرجع المال للعاصي الذي دفعه فإنه يكون قد جمع له بين العِوض الحرام والمُعوَّض بالتخلص منه ، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وترجيح تلميذه ابن القيم . كما في المدارج 1/390 .
    س18 : هناك أمر يقلقني ويسبب لي إرهاقاً وأرقاً ، وهو أني وقعت في الفاحشة مع امرأة فكيف أتوب ، وهل يجوز لي أن الزواج منها لستر القضية ؟
    وآخر يسأل أنه وقع في الفاحشة في الخارج ، وأن المرأة حملت منه فهل يكون هذا ولده ، وهل يجب عليه إرسال نفقة الولد .
    جـ18 : لقد كثرت الأسئلة عن الموضوعات المتعلقة بالفواحش كثرة تجعل من الواجب على المسلمين جميعاً إعادة النظر في أوضاعهم وإصلاحها على هدي الكتاب والسنة وخصوصاً في مسائل غض البصر وتحريم الخلوة ، وعدم مصافحة المرأة الأجنبية والالتزام بالحجاب الشرعي الكامل وخطورة الاختلاط ، وعدم السفر إلى بلاد الكفار والاعتناء بالبيت المسلم والأسرة المسلمة والزواج المبكر وتذليل صعوباته .
    أما بالنسبة إلى السؤال فمن فعل الفاحشة فلا يخلو من حالتين :
    1- إما أنه زنى بالمرأة اغتصاباً وإكراهاً فهذا عليه أن يدفع لها مهر مثلها ، عوضاً عما ألحق بها من الضرر ، مع توبته إلى الله توبة نصوحاً ، وإقامة الحد عليه إذا وصل أمره إلى الإمام ، أو من ينوب عنه كالقاضي ونحوه . انظر المدارج 1/366
    2- أن يكون قد زنى بها برضاها ، فهذا لا يجب عليه إلا التوبة ، ولا يُلحق به الولد مطلقاً ولا تجب عليه النفقة لأن الولد جاء من سفاح ومثل هذا ينسب لأمه ، ولا يجوز إلحاقه بنسب الزاني .
    ولا يجوز للتائب الزواج منها لستر القضية والله يقول : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) التوبة /3 .
    ولا يجوز العقد على امرأة في بطنها جنين من الزنا ، ولو كان منه، كما لا يجوز العقد على امرأة لا يدرى أهي حامل أم لا .
    أما إذا تاب هو وتابت المرأة توبة صادقة وتبين براءة رحمها ، فإنه يجوز له حينئذ أن يتزوج منها ، ويبدأ معها حياة جديدة يحبها الله .
    س19 : لقد حصل والعياذ بالله أني ارتكبت الفاحشة وعقدت على المرأة الزانية ، وقد صار لنا سنوات وقد تبنا أنا وهي إلى الله توبة صادقة فماذا يجب عليّ ؟
    جـ19 : ما دامت التوبة قد صحت من الطرفين فعليكما إعادة العقد بشروطه الشرعية من الولي والشاهدين ، ولا يلزم أن يكون ذلك في المحكمة بل لو حصل في البيت لكان كافياً .
    س20 : امرأة تقول إنها تزوجت من رجل صالح وقد فعلت أموراً لا ترضي الله قبل زواجها ، وضميرها يؤنبها الآن ، وتسأل هل يجب عليها إخبار زوجها بما حصل منها في الماضي ؟
    جـ20 : لا يجب على أيٍّ من الزوجين إخبار الآخر بما فعل في الماضي من المنكرات ، ومن ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله وتكفيه التوبة النصوح .
    وأما من تزوج بكراً ثم تبين له عند الدخول بها أنها ليست كذلك لفاحشة ارتكبتها في الماضي ، فإنه يحق له أخذ المهر الذي أعطاها ويفارقها ، وإن رأى أنها تابت فستر الله عليها وأبقاها فله الأجر والمثوبة من الله .
    س21 : ماذا يجب على التائب من فاحشة اللواط ؟
    جـ21 : الواجب على الفاعل والمفعول به التوبة إلى الله توبة عظيمة ، فإنه لا يُعلم أن الله أنزل أنواعاً من العذاب بأمة كما أنزله بقوم لوط لشناعة جريمتهم فإنه :
    1- أخذ أبصارهم فصاروا عمياناً ، يتخبطون كما قال تعالى : ( فطمسنا أعينهم )
    2- أرسل عليهم الصيحة .
    3- قلب ديارهم ، فجعل عاليها سافلها .
    4- أمطرهم بحجارة من سجيل منضود ، فأهلكهم عن بكرة أبيهم .
    ولذلك كان الحد الذي يقام على مرتكب هذه الفاحشة القتل محصناً أو غير محصن ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في إرواء الغليل .
    س22 : تبت إلى الله ولديّ أشياء محرمة كأدوات موسيقية وأشرطة وأفلام ، فهل يجوز لي بيعها خصوصاً وأنها تساوي مبلغاً كبيراً ؟
    جـ22 : لا يجوز بيع المحرمات وثمن بيعها حرام ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله إذا حرم شيئاً حرك ثمنه ) رواه أبو داود وهو حديث صحيح . وكل ما تعلم أن غيرك سيستخدمه في الحرام فلا يجوز لك بيعه إياه، لأن الله نهى عن ذلك فقال : ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ومهما خسرت من مال الدنيا فما عند الله خير وأبقى ، وهو يعوضك بمنه وفضله وكرمه .
    س23 : كنت إنساناً ضالاً أنشر الأفكار العلمانية ، وأكتب القصص والمقالات الإلحادية ، وأستخدم شعري في نشر الإباحية والفسوق ، وقد تداركني الله برحمته ، فأخرجني من الظلمات إلى النور وهداني فكيف أتوب ؟
    جـ23 : هذه والله النعمة الكبرى والمنة العظمى ، وهي الهداية فاحمد الله عليها ، واسأل الله الثبات والمزيد من فضله .
    أما من كان يستخدم لسانه وقلمه في حرب الإسلام ونشر العقائد المنحرفة أو البدع المضلة والفجور والفسق فإنه يجب عليه الآتي :
    أولاً : أن يعلن توبته منها جميعاً ، ويُظهر تراجعه على الملأ بكل وسيلة وسبيل يستطيعه حتى يُعذر فيمن أضلهم ، ويبين الباطل الذي كان لئلا يغتر من تأثر به من قبل ، ويتتبع الشبهات التي أثارها والأخطاء التي وقع فيها فيرد عليها ، ويتبرأ مما قال وهذا التبيين واجب من واجبات التوبة ، قال تعالى : ( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم ، وأنا التواب الرحيم ) البقرة /160 .
    ثانياً : أن يسخر قلمه ولسانه في نشر الإسلام ، ويوظف طاقته وقدراته في نصر دين الله ، وتعليم الناس الحق والدعوة إليه .
    ثالثاً : أن يستخدم هذه الطاقات في الرد على أعداء وفضحهم وفضح مخططاتهم ، كما كان يناصرهم من قبل ويفند مزاعم أعداء الإسلام، ويكون سيفاً لأهل الحق على أهل الباطل ، وكذلك كل من اقنع شخصاً ولو في مجلس خاص بأمر محرم كجواز الربا ، وأنه فوائد مباحة ، فإنه ينبغي عليه أن يعود ويبين له كما أضله حتى يكفّر عن خطيئته والله الهادي .
    ---
    وأخيرا أعتذر عن الاطالة لكني اهتممت بهذا الموضوع لأهميته الكبيرة
    بتصرف عن مقال للشيخ محمد إبراهيم الحمد ورسالة الأستاذ محمد صالح المنجد

    السلام عليكم
    اخي في الله ( شاب مصري )
    اولا اعذرني اني مش باكتب لغه عربيه فصحي
    ولكن احب اقولك اني من اشد المعجبين بكتاباتك
    انا في الموضوع اللي كتبته مش عارف اقولك ايه بس واللهي الدموع داخل عيني انا كاتمها مش عايزها تنزل علي اكتمها و أوجه الشعور اللي جوايا في اني اتقدم واتغلب علي المشكلات التي تواجهنا في مصر والعالم الاسلامي
    انا مش عايز اظهر قدامك بالضعف او اني فاقد الامل
    وداعاً يا أعز من عرفت

  11. #11
    التسجيل
    30-06-2004
    الدولة
    مُسْـلِمٌ مِنْ أُمَّةِ الإسِــلامِ
    المشاركات
    3,266

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    عذراً ..

    نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري وذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله
    وحتى تظهر المجله بالصوره المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركه من الاخوه
    اخوتكم فى الله
    ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
    والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
    ابوخــــــالد






    و السلام

  12. #12
    التسجيل
    18-07-2003
    الدولة
    بـلاد الـiـiـiــام , دمشق ..
    المشاركات
    3,356

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..


    كيف تنظم وقتك ؟ و كيف تخطط لرمضان ؟


    لا بد من تنظيم الوقت و التخطيط .. إذاً
    خطوة خطوة ..
    لنبدأ بالوقت أولاً ..


    يا ترى أين ذهب الوقت
    " أتمنى لو كان اليوم 36 ساعة بدلا من 24 ساعة "
    " آسف لا يوجد لدي متسع من الوقت "
    " إن الوقت يطير بسرعة " " إننا نعمل ضد الوقت "
    " الوقت يزحف " " الوقت يلاحقنا"
    " انتبه للوقت " " انتهى الوقت ".


    كلمات تتردد على ألسنتنا كثيرا عندما نتحدث عن الوقت مما يعطي انطباعا عجيبا لو تمعنا في أي منها عن ما أهمية الوقت !!

    ولقد أغرقت الدراسات على تنوعها في معرفة ماهية الزمن أو الوقت إلا أننا هنا لن نتطرق إلى ماهية الوقت بالقدر الذي نود أن نبين أهميته .
    ولو راجعنا كل مناحي النشاط الإنساني لوجدنا الوقت عاملا أساسيا في نجاحها أو فشلها ،
    وصدق من قال أن " الوقت هو الحياة " فحقا حينما نقول " تنظيم الوقت " فإننا نعني ببساطة تنظيم الحياة ،
    حياة الفرد و حياة الأمة وما فلحت أمة على مر التاريخ عندما قلت أهمية الوقت في حسابها ،
    وحتى من يقيس الوقت بالذهب والفضة فإنه لم يعطي الوقت مكانته المطلوبة ,
    وفي هذه الفقرة سنحاول أن نعطي فكرتاً عملياً عن كيفية استغلال الوقت خلال شهر رمضان المبارك بشكل حسن فيما يعود علينا بالفائدة .

    أهمية الوقت :
    أقسم الله عز وجل في كتابه الكريم بالزمن في أثر من موضوع يقول سبحانه: " كلا والقمر، والليل إذ أدبر، والصبح إذا أسفر "
    ويقول تعالى : " والفجر، وليال عشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسر "
    ويقول: " والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها، والنهار إذا جلاها، والليل إذا يغشاها "
    ويقول: " والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى" ويقول : " والضحى، والليل إذا سجى "
    ويقول عز وجل: " والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"
    وأقسام الله سبحانه بهذه الأزمان دليل على عظمة أهميتها ،
    هذا عدا ما تحدثت عنه الآيات الأخرى فيما يخص تصور الكافرين للوقت في هذه الحياة وفي الآخرة
    فمنهم من تجده حريصا عليه ولكن ليس فيما يرضى الله فهو يتمنى أن يعمر ألف سنة حتى يضل فيما هو فيه من العصيان،
    ومنهم من يرى أن عمره كله الذي قضه كان يوما أو يومين
    " قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين، قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون "
    ويبين الله سبحانه وتعالى أن هذه الحياة فرصة من الزمن الممتد حتى بعد الموت وهي فرصة قصيرة قياسا للحياة السرمدية في الدار الآخرة،
    فرصة لابتلاء الناس أيهم أحسن عملا حتى يتميز الخبيث من الطيب
    يقول سبحانه : " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور "
    وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم لنا مثلا رائعا في حسن استغلال وتدبير الوقت، وسيرته كلها تشهد بذلك،
    ولقد كان حريصا أشد الحرص على أن تنتهج أمته ذلك النهج فوجهها في أكثر من حديث إلى أهمية الوقت مستغلا ما أمكن لترسيخ ذلك المفهوم في وجدان أتباعه،
    يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    " بادروا بالأعمال سبعا : هل تنتظرون إلا فقرا منسيا، أو غنى مطفيا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندا، أو موتا مجهزا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر "
    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال:
    "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"
    وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" رواه البخاري.
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
    " خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا،
    وخط خطا في الوسط خارجا منه،
    وخط خطوطا صغارا إلى هذه الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط،
    فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيطا به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله،
    وهذه الخطط الصغار الأعراض: فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا
    " رواه البخاري.
    هذه الأحاديث وغيرها كثير دليل على أهمية الوقت في حساب الإسلام كما وضحه جليا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ما هية تنظيم الوقت :
    كثيرا ما تمر علينا كلمات مثل "نظم وقتك حتى تنجح" لا بد من تنظيم وقتنا لننجز هذا العمل" "إنه يجيد فن إدارة الوقت"
    وكأنما الوقت شيء بين أيدينا نستطيع أن نتحكم به وفي الحقيقة هذا الاصطلاح "تنظيم الوقت" هو اصطلاح تعارف عليه الناس ولا يعني حقيقة أننا بمقدرتنا تنظيم أو إدارة الوقت.
    فلا يوجد إنسان يستطيع التحكم بالوقت كأن يوقف الدقائق عن الغد أو يرجع ثواني مضت من عمره.
    إن فن إدارة الوقت هو في الحقيقة فن إدارة الأعمال والأحداث المرتبطة بالوقت الذي لا يتوقف. فإذا كنت تحسن التحكم بأعمال وأحداث حياتك فأنت تدير وقتك بنجاح والعكس صحيح.

    أين يذهب وقتنا :
    يتساوى كل الناس على اختلاف أجناسهم وأقيامهم في المقدار الذي ينالونه من الوقت
    فهناك بالتمام 24 ساعة في اليوم، و 168 ساعة في الأسبوع، و720 ساعة في الشهر و 8736 ساعة في السنة لا أكثر ولا أقل .
    كما أوضحنا سابقا إدارة الوقت هي عملية إدارة الأحداث التي تنتج في فترة 168 ساعة في الأسبوع.
    قد يوهمنا هذا العدد (168) أن هناك وقت كثير لقضائه بينما لو جمعت الوقت الذي تستغرقه في قضاء المهمات التي يتوجب عليك قضائها أو التي تود فعلها فإن هذا الرقم لا يكون كافيا .
    و من خلال الفقرة الآتية سيتبين لك التوضيح أكثر إن شاء الله ..

    كيف توزع عدد الساعات في رمضان ؟ :
    سنقوم الآن بوضع مقال للجدول للأنشطة اليومية التي نقوم بعملها ولكي تقوم أنت بعمل جدول مثلهِ تماماً حسب أعمالك و قدرتــك ..



    ملاحظــة : هذا الجدول يختلف من أيام لأيام .. و من شخص لشخص ..
    فمثلاً : في النوم ربما يقل في أيام العشر الأخير إلى خمس ساعات يومياً و سيكون عدد الإجمالي للساعات " الأيام العشر الأول و الثاني 140 + العشر الأخير 50 " أي 190 ساعة
    و أيضاً يقل عدد الساعات للمواصلات و العمل و متطلبات العائلة و يزيد عدد ساعات لصلاة قيام الليل إلى ساعة واحدة يومياً .. و هكــذا ...

    و أما الآن أصبح دورك أخي الحبيب لتضع جدول أوقاتك أمامك .. و لكن لا تنسى أن تترك على الأقل يوميــاًَ ساعة واحدة لقراءة القرآن الكريم .
    أي في الشهر ثلاثون ساعة .. و بعض الأعمال الخاصة بــك ..
    و يفضل أن تقسم الجدول إلى ثلاث جداول و هي :
    الأولى : العشر الأول باسم أولــه رحمــه .. تضع في الجدول نفس الأنشطة الموجودة أعلاه و كالأنشطة التاليـة :
    الانترنت – مجالس علم – برامج فضائية – قنوات إخبارية – قراءة القرآن الكريم ..
    الثانية : العشر الثاني باسم أوسطـه مغفـرة .. تضع في الجدول نفس الأنشطة السابقة و حسب رغبتك ..
    الثالثة : العشر الأخير باسم آخره عتق من النار .. تضع في الجدول نفس الأنشطة السابقة مـع إضافات خاصة بأعمالنا مثل :
    العشر الأخير كصلاة التهجد - صلاة قيام الليل – الاعتكاف - أدعية و أذكار و غير ذلك حسب رغبتك ..
    و هي تختلف من شخصٍ إلى آخر ..
    هذا بالنسبة للوقت .. هنا نكتفي وأما الآن ننتقل إلى التخطيط ..

    ثانياً .. التخطيط ..

    يا ترى أين نحن من التخطيط ؟
    هل نخطط في عملنا في دراستنا في صيامنا في صلاتنا ؟
    ماالفرق بين التنظيم و التخطيط ؟

    التخطيط هو الأساس في العمل لولا التخطيط لما أكمل التنظيم فعند تنفيذ شيئاً ما يجب أن يكون هناك خطةً و زمناً لتنفيذها ..
    فمثلاً : كتاب القرآن الكريم كيف نختمه في الشهر دون التخطيط و التنظيم ؟ يجب علينا أن نخطط وننظم الوقت لها كالتالي :
    التخطيط : كتاب القرآن فيه ثلاثون جزءاً و في كل جزء 20 صفحة ..
    التنظيم : سنقرأ القرآن يومياً بعد صلاة الفجر و بعد صلاة العصر و مع الإمام في صلاة التراويح ..
    مدة الوقت : بعد صلاة الفجر سنأخذ نصف ساعة لقراءة القرآن نكون هنا قد قرأنا جزءاً واحداً و كذلك نفس الأمر بعد صلاة العصر نصف ساعة يكون قد قرأنا جزأين في ساعة واحدة أي في الشهر الواحد خاتمتين و إن زدنا ساعة ونصف أخرى لوقت صلاة التراويح نكون قد ختمناها ثلاث مرات في الشهر ..

    كيف تضع جدول التخطيط في رمضان ؟ :
    سنقوم الآن بوضع مقال للجدول للأنشطة اليومية التي نقوم بعملها ولكي تقوم أنت بعمل جدول مثلهِ تماماً حسب أعمالك و قدرتــك ..



    و لهذا أخي الحبيب أحببت أن أضع نقاطاً هاماً لكي تضعها في جدولك و من النصائح الهامــة ..

    الفجر ..
    1- عند الأذان: متابعة المؤذن، والدعاء بعده
    2- القيام للصلاة واستشعار قول الله عز وجل " وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ".
    3- مجلس علم ديني بعد صلاة الفجر في إحدى بيوت الله تعالى ..
    4- أذكار الصباح بعد أداء الصلاة و حضور مجلس العلم ..
    5- الانتظار إلى وقت الإشراق مع كتاب الله تعالى .
    الضحى ..
    صلاة الضحى ، قال الرسول عليه الصلاة والسلام " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال" ..
    الظهر ..
    1-مع أذان الظهر: الحرص على ترديد أذان المؤذن.
    2- الدعاء بين الأذان والإقامة، فهو دعاء لا يرد بإذن الله.
    3- القيام بالسنن الرواتب: أربع ركعات قبل الظهر، واثنتين بعدها، فمن حافظ عليها حرمه الله على النار.
    4-الحرص على أذكار الصلاة ، والمكوث في المصلى فالملائكة تستغفر لك ما دمت في مصلاك مطهراً.
    العصر ..
    1- مع أذان العصر: متابعة المؤذن، والترداد وراءه والدعاء، وتذكر قول الله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" .
    2-أداء الصلاة مع الذكر بعدها، وتلاوة القرآن نصف ساعة تقريباً بعد الصلاة.
    3- من خير ما يستغل به وقت العصر مشاهدة برامج فضائية إسلامية , سماع إذاعة القرآن الكريم ، وتدوين الفوائد .
    4-إعداد الإفطار واستشعار قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من فطر صائماً كان له مثل أجره، لا ينقص من أجر الصائم شيء"
    وقوله " في كل ذات كبد رطبة أجر" واستشعار أن ذالك قربة لله بإخلاص النية واحتساب الأجر فيها.
    قبيل المغرب ..
    1- قال تعالى " فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب" فاحرص على أذكار المسلم في هذا الوقت
    وكثرة الاستغفار والدعاء والتسبيح إلى أن يحين وقت الإفطار، ولا تفرط في هذه الأوقات الغالية.
    2- والحرص على الدعاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد"
    ولا تنسى المسلمين من دعائك فدعوة المسلم لأخيه في ظهر الغيب مستجابة ، وللداعي مثل ما دعا به لأخيه.
    المغرب ..
    1-عند الأذان يستحب التبكير بالإفطار ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور".
    2- الترداد مع المؤذن .
    3-إتباع السنة عند الإفطار، وذلك بالإفطار على رطب ، فإن لم تجد فعلى تمر .
    4-التبكير لصلاة المغرب وعدم الانشغال عنها بالأكل والاسترخاء، والحرص على أداء الأذكار بعدها.
    5- غالباً ما يكون وقت ما بعد المغرب لتجمع الأهل فيستغل بما ينفع. واحذر من إضاعته في المنكرات والملهيات، فما هكذا تُشكر نعمة الفطر.
    العشاء ..
    1-الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح مع إتباع السنة في ذلك، والحرص على أداء الأذكار بعد الصلاة.
    2- مجلس علم ديني .
    3- حبذا لو كان النوم قبل الساعة الحادية عشرة، ليكون ذلك عوناً على قيام الثلث الأخير من الليل.
    وقبل النوم :
    أ- الوضوء.
    ب- أذكار النوم .
    ج- لا تنس وقفة محاسبة ليوم غربت عليك الشمس نقص فيه عمرك ولم يزد عملك
    وتذكر يوماً فات من هذا الشهر ماذا أودعت فيه من العمل الصالح ؟
    ثلث الليل الأخير ..
    قال تعالى " أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه"
    إن دقائق الأسحار غالية فلا ترخصها بالغفلة فأحيها بـ صلاة ودعاءاً واستغفاراً.
    1- الاستيقاظ قبل الفجر، والحرص على إتباع السنة في :
    أذكار الاستيقاظ من النوم - السواك- قراءة الآيات من آخر سورة آل عمران (إن في خلق السماوات ..) الآية
    إيقاظ الأهل للصلاة، وإطالة القيام كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
    2- قبل أذان الفجر تناوُل السحور، وينبغي تأخيره لورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر قوله سبحانه "والمستغفرين بالأسحار".
    3-التهيؤ لصلاة الفجر.
    أخي الكريم أحرص على :
    1- تقوى الله عز وجل في كل حال.
    2- كثرة الذكر والتوبة والاستغفار وقراءة القرآن.
    3- تجنب الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها.
    4-الحرص على أعمال الخير والإحسان، مثل تفطير الصائم، الصدقة، الإحسان لغير، صلة الرحم،
    بر الوالدين، الكلمة الطيبة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدعاء، حسن الخلق،
    أداء العمرة إن استطعت، الحرص على السواك، إقامة حلقة ذكر للأهل ..
    هنــا نكون قد أنتهينا من التخطيط فقد علمت أخي الحبيب كيف تضع تخطيطك لشهر رمضان ؟
    و أرجو من الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم
    و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم ..
    التعديل الأخير تم بواسطة سهم الاسلام ; 05-10-2005 الساعة 10:35 PM

  13. #13
    التسجيل
    18-07-2003
    الدولة
    بـلاد الـiـiـiــام , دمشق ..
    المشاركات
    3,356

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..


    عذراً ..

    نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري و ذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله .
    وحتى تظهر المجله بالصورة المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركة من الأخوة

    إخوانكم في الله ..
    أبو خالد , سهم الاسلام , شاب مصري ..
    و السلام

  14. #14
    التسجيل
    28-08-2004
    الدولة
    معشوقتي مصر
    المشاركات
    2,404

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..

    فضائل رمضان
    ظننتك أخي الصادققد جمعت عزيمة قلبك، وبدأت في تدبير وترتيب أمرك، وهجرت ما كان من سئ عوائدك، وعزمت علي أن تستقبل حالا غير الذي كنت عليه في سابق أمرك
    وظننت حالك يتغير عن حالك من قبل حتي تستقبل هذا الضيف الكريم أحسن استقبال
    فيه ليلة القدر
    ففي سنن ابن ماجة باسناد حسن عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه كان اذا دخل رمضان قال"ان هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها الا محروم"
    وقد نزل ذلك التنبيه علي أصحاب النبي منزل الاستعداد والتهيؤ والاقبال علي الله جل علاه والتغيير لعوائد الدنيا
    فعساك أن تكون كذلك
    (فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين)
    في الصحيحين عن أبي هريرة أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال"اذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين"
    وفي غير الصحيحين "ونادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر"
    يا باغي الخير .. يا مريد الخير
    ذا أوانه .. ذا زمانه
    فأكثر من تحصيل خصال الخير وأسبابه
    فيا باغي الخير أقبل
    قد فتحت أبواب الجنة وزينت وتهيأت لأهل الايمان حتي يدخلوها
    وغلقت أبواب النار وحيل بين أهل الايمان وبين الشهوات
    وصفدت الشياطسن فلم يعودوا يبلغون من اغواء بني آدم ما كان يبلغونه من قبل
    يسر تحصيل المغفرة فيه
    في مستدرك الحاكم عن كعب عن عجرة أن رسول الله قال "احضروا المنبر" قال: فحضرنا فارتقي رسول الله درجة فقال "آمين" ثم ارتقي درجة ثانية فقال"آمين" ثم ارتقي ثالثة فقال "آمين" فلما نزل رسول الله قالوا يا رسول الله سمعنا منك اليوم شيئا لم نكن نسمعه .
    فقال "عرض لي جبريل فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين ثم قال "بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين ثم قال: "بعد من أدرك أبوابه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت :آمين"
    فان لك وظهر أن تلك الأيام التي تستقبلها ان لم تحصل مغفرة الله عز وجل فيها فذا كمال خذلان وحرمان أن يقصر العبد فيما يتيسر له وأن يفرط العبد في تحصيل أسباب نجاته، وقد هان عليه تلك الأسباب ولم تستصعب
    "بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له"
    لله فيه عند كل فطر عتقاء
    وفي مسند الامام أحمد باسناد حسن عن أبي امامة أن رسول الله قال: " لله عند كل فطر عتقاء" فتلك مكافأة الصائمين
    ان مدار استباقهم علي اصلاح صيامهم علي ترك اللغو والرفث علي ترك قول الزور والعمل به ...
    ان مدار استباقهم أن يتوصلوا من ترك المباحات الي ترك المحرمات والي التقرب الي رب الأرض والسموات
    فواصل قريبا وواصل بعده بأيام ومدرك ذلك آخر الصيام
    ولا يزال مدار السباق قائما في تحصيل الخيرات وفي التقرب الي رب الأرض والسموات
    فيه الفوز بثواب الصديقين والشهداء
    في صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم أن رجلا جاء رسول الله فقال " أرأيت ان شهدت أن لا اله الا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات المكتوبة وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا؟
    فقال الرسول "من الصديقين والشهداء"
    فمن استكمل أركان الاسلام وضم الي ذلك القيام كان ذلك مدرجا له في الصديقين والشهداء
    اللهم اجعلنا منهم وفيهم وبينهم يا رب العالمين
    فمن شهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأدي الصلوات المكتوبة وأدي زكاة ماله وحج البيت ان قدر وأما من لم يقدر فان صام رمضان فذلك يعني أنه من الصديقين والشهداء
    فيه مغفرة ما تقدم من الذنوب
    في الصحيحين أن رسول الله قال
    " من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
    فكان في ذلك بشارتان ..
    أما الأولي فالبشارة بمغفرة الله عز وجل لمن قام ليلة القدر
    وأما الثانية فمغفرة الله لمن صام رمضان ايمانا واحتسابا



    السلام عليكم
    اخي في الله ( شاب مصري )
    اولا اعذرني اني مش باكتب لغه عربيه فصحي
    ولكن احب اقولك اني من اشد المعجبين بكتاباتك
    انا في الموضوع اللي كتبته مش عارف اقولك ايه بس واللهي الدموع داخل عيني انا كاتمها مش عايزها تنزل علي اكتمها و أوجه الشعور اللي جوايا في اني اتقدم واتغلب علي المشكلات التي تواجهنا في مصر والعالم الاسلامي
    انا مش عايز اظهر قدامك بالضعف او اني فاقد الامل
    وداعاً يا أعز من عرفت

  15. #15
    التسجيل
    18-07-2003
    الدولة
    بـلاد الـiـiـiــام , دمشق ..
    المشاركات
    3,356

    مشاركة: المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..


    عذراً ..

    نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري و ذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله .
    وحتى تظهر المجله بالصورة المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركة من الأخوة

    إخوانكم في الله ..
    أبو خالد , سهم الاسلام , شاب مصري ..
    و السلام

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •