النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الحل الوحيد

  1. #1
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    الحل الوحيد

    مرحبا من جديد .. اليوم سأبدأ بكتابة قصة جديده .. ليست قصيره .. ولكنها لا تصل إلى الحد الذي يمكنني ان اسميها روايه .. إنها مجرد قصه متوسطة .. إن جاز لي تسميتها بذلك ..
    إليكم الفصل الأول من أحداثها التي اتمنى ان تحوز على رضاكم ...
    كان الحماس يغمرها منذ علمت بأنها أخيرا حصلت على الوظيفة التي كانت تتمناها .. وبأنها أخيرا ستباشر العمل .. حماسها وشوقها للعمل وللبيئة الجديدة التي ستعيش بها .. دفعاها للاستغراق في التفكير .. في طبيعة العمل .. وهل ستتمكن من ادائه ام لا .. في الأشخاص الذين ستعمل معهم .. وهل هم ودودين ام لا .. لم تكن قد رأت الكثيرين منهم بالرغم من أنها ذهبت إلى هناك ثلاث مرات في السابق .. لإجراء المقابلات الخاصة بالتوظيف ..
    إلا ان الأشخاص الذين رأتهم بدوا لها على قدر كبير من الطيبة ...
    لم تكن تعلم في أي ساعة عليها الوصول .. ففضلت الذهاب باكرا .. إذ أنه سيكون أول يوم عمل لها .. ومن الأفضل ان تترك انطباعا حسنا لدى الموظفين الذين ستعمل معهم .. استيقظت باكرا جدا .. لم تكن الشمس قد اشرقت بعد .. إلا أن حماستها الشديدة سرقت النوم من جفونها .. وعبثا حاولت جلب الكرى لعينيها .. فنفضت عنها الغطاء .. وتوجهت للاغتسال ولارتداء ملابسها على مهل .. أخذت تتلكأ في تمشيط شعرها وتزيين وجهها .. وتنظر بين الفينة والأخرى إلى عقارب ساعتها التي ترفض التزحزح عن السادسه صباحا ..
    جلست تتناول إفطارها وهي مستغرقة في التفكير .. ترى كيف سيكون يومها الأول ؟! هل سيكون العمل صعبا ام انها ستتمكن من التأقلم والتعلم بسهوله ؟ حين أنهت طعامها .. استجمعت شجاعتها ونزلت إلى الطابق السفلي .. ثم إلى السيارة التي انطلقت بها إلى ذلك المبنى الأبيض ذو النوافذ الزجاجية القاتمة ..
    وصلت بها السيارة إلى باب المبنى .. وانتظر السائق نزولها بصبر .. إذ أنها شعرت فجأه برعدة تسري في أطرافها .. اهو خوف ؟ اهو ترقب ؟ ام انه مجرد ارتباك وقلق طبيعيان ؟ أخذت نفسا عميقا ثم مدت يدها إلى مقبض الباب وفتحته بشجاعه ..
    كانت الساعه تشير إلى السابعه .. إلا أن المبنى بدا لها مهجورا .. فيما عدا الحارس الذي كان يجلس خلف منصة في ردهة المبنى .. أخذ الحارس يوجه لها نظرات متسائله .. إلا أنه لم ينطق بكلمة واحده حين مرت من أمامه متجهة إلى المصاعد ..
    وقفت تنتظر وصول المصعد وهي تتلفت يمنة ويسرة .. معجبة بفخامة المبنى الذي ستعمل فيه .. وقارنته بالمكان الذي كانت تعمل به في السابق .. حيث الأبواب المهترئه .. والجدران المشققه .. والمصاعد القديمة التي بالكاد تقلها من طابق إلى آخر ..
    وصل المصعد أخيرا .. فصعدت إليه .. وضغطت زر الطابق الرابع .. ثم انتظرت وصول المصعد إلى وجهتها .. فتح المصعد على مصراعيه .. فخرجت منه .. ثم اتجهت إلى الإدارة التي ستعمل بها .. كان الممر خاليا .. والإدارة هادئه .. لا أثر لأحد فيها .. المكاتب مقفله .. والصمت يعم أرجاء المكان ..
    نظرت إلى الساعه بقلق .. كانت تشير إلى السابعة والربع .. لم يكن الوقت باكرا من وجهة نظرها .. ولكن .. ربما تختلف ساعات الدوام من مكان لآخر .. لعلهم سيأتون قريبا ..
    اخذت تتسكع في ممرات الإداره .. تطل على مكاتب الموظفين من زجاج النوافذ بفضول .. تريد تكوين فكرة عن زملائها في القسم .. كانت ثلاث مكاتب متجاورة .. لها نوافذ .. يقابلها مكتبان لا نوافذ لهما .. هذا المكتب يبدو في غاية الترتيب .. ولا توجد عليه أية ورقة .. ولا حتى أية أداه مكتبيه .. لابد ان صاحب هذا المكتب شخص جاد وصارم .. يميل إلى الترتيب في حياته .. يبدو ذو شخصية قويه وقياديه ..
    المكتب الثاني .. أوراق كثيرة تعلو سطحه .. اوراق مبعثره في كل اتجاه .. يبدو موظفا كثير المشاغل .. وكأن الإدارة بأكملها تعتمد عليه .. ولا بد ان يكون عمله جيدا كذلك .. نظرا إلى كمية الأوراق المتكدسه على طاولته ..
    المكتب الثالث والأخير .. الطاوله مرتبه .. تعلوها آيات قرآنيه .. وفي طرف الغرفه ..( نعالٌ ) بيضاء .. لم تستطع مغالبة التبسم حين رأتها .. لابد ان صاحب هذا المكتب شخص طيب .. ملتزم .. ذو اخلاق عاليه ..
    اختلست النظر مجددا إلى ساعتها .. انها السابعة والنصف .. وإلى الآن .. لا أثر لأحد في المكان .. ترى لمن هذان المكتبان ؟ اللذان لا نوافذ لهما ؟ إنها تعرف ذلك المكتب ذو الباب البني .. لأنها سبق وقابلت مدير الإدارة فيه .. ولكن .. لمن هذان المكتبان ؟ تمنت لو ان الأبواب لم تكن موصدة .. لتدخل وتستكشف .. وتخمن كيف سيكون أصحاب هذان المكتبان ..
    ها هو شخص يمر أخيرا من أمام باب الإداره .. ألقى نظرة عابره .. حين رأها .. ثم خرج مسرعا .. تذكر انها رأت وجهه في مدخل المبنى قبل ان تصعد .. لقد كان واقفا على الباب يدخن سيجارة وينظر إليها بفضول .. تساءلت ترى من يكون ؟!
    بعد لحظات عاد الشخص للظهور من جديد .. تقدم إليها سائلا :
    - من أنت وماذا تفعلين هنا ؟
    شعرت بالغيظ من سؤاله لأنه سألها بطريقة متكبره .. ولكنها حافظت على هدوئها .. وقالت :
    -أنتظر قدوم المدير .. متى سيأتي ؟
    أجابها .. لا يزال الوقت باكرا .. الموظفون يأتون في الثامنه .. اما المدير فقد يصل في الثامنة والنصف او في التاسعه ..
    شعرت بالقلق .. خشية أن تضطر للانتظار في الممر هكذا إلى ان يصل المدير .. إلا أنها لم تقل شيئا ..
    فسألها الشخص مجددا :
    -لم تحومين حول المكان هكذا ؟ ءأفتح لك احد مكاتب الموظفين لتجلسي فيه ؟!
    فأجابته : كلا .. افضل الانتظار هنا .. شكرا لك ..
    إلا انه الح عليها .. قائلا بأنه لا يجوز ان تدور في الممرات بهذه الطريقه .. فشعرت بالانزعاج لوقاحته .. ونظرت إليه بغيظ .. مصرة على موقفها .. فلم تكن تريد التطفل على مكاتب الغرباء .. ولا تريد إثارة حفيظة أحدهم حين يجدها جالسة في مكتبه ..
    تركها الشخص وخرج .. ثم جاء رجل آخر .. ذو جنسية آسيويه .. وسألها من تكون .. فشعرت بالاطمئنان إليه .. وأخبرته بأنها الموظفة الجديدة في القسم .. فرحب بها .. وأخذ يتكلم معها .. كلاما كثيرا .. لم تفهم جزءا كبيرا منه .. إلا أنها كانت تومئ له وتبتسم .. ليكمل حديثه .. اخبرها بأن في القسم آنستان سواها تعملان فيه .. وأنهما سيصلان قريبا .. وسألها إن كانت تريد ان تشرب شيئا .. فأخبرته بأنها لا تريد شيئا وشكرته ..
    ولم تمض بضع دقائق .. إلا وقد وصلت إحدى الموظفتين .. كانت ودودة للغاية .. استقبلتها في مكتبها .. وأخذت تحدثها عن العمل .. وطبيعته .. عن الموظفين .. وأخذت تحذرها من بعض الأشخاص .. وتنصحها بالابتعاد عنهم ..
    سألتها بفضول عن اصحاب المكاتب الثلاثه .. فأخبرتها عن اسمائهم .. وجنسياتهم .. كان كل من صاحب المكتب الأول والثالث قطريا الجنسية .. اما صاحب المكتب الثاني .. فهو أجنبي ..
    سرعان ما بدأ اصحاب المكاتب يصلون .. وكان اول الواصلين .. صاحب المكتب الأول .. كان له صوت أجش .. رزين .. هادئ .. خفق قلبها لدى سماعه .. وأدركت بأن فضولها لرؤيته .. كان قد بدأ مع اول نظرة القتها إلى مكتبه .. تمنت لو تستطيع الخروج من مكتب زميلتها لتلقي نظرة على صاحب الصوت العميق.. ولكنها لم تعرف كيف ستتمكن من ذلك ..
    بقيت مع زميلتها لبعض الوقت .. إلى أن وصل مدير القسم .. فانتهزتها فرصة .. لتخرج من المكتب وتلقي نظرة على المكتب المقابل في طريقها إلى مكتب المدير ..
    خفق قلبها بعنف حين وقعت عيناها عليه .. فشعرت بسهام الحب تضرب قلبها منذ اول نظره إليه .. لا .. بل منذ اول نظرة إلى مكتبه .. لقد كان في غاية الوسامه .. ببشرته السمراء .. وعضلاته المفتوله .. بطوله المتوسط .. ونظراته المتزنه ..
    شعرت بشيء يجذبها نحو مكتبه .. أرادت الدخول .. والتحدث إليه .. أرادت ان تأسر عينيه .. بالنظر إليها .. أرادت ان تتأمل هذه الملامح لأطول فتره ممكنه .. ولكنها تمالكت نفسها .. وجنونها .. وتوجهت إلى مكتب المدير .. طالبة من سكرتيرته المقابلة معه ..
    جلست تنتظر مديرها بتململ .. إلى أن أذن لها بالدخول .. فاستمعت إلى مايقول .. بذهن مشتت .. إذ كان عقلها كان في مكان آخر .. مكان قريب جدا .. لا يبعد سوى بضع خطوات من هذا المكتب ..
    حين أخبرها المدير بأنه سيأخذها في جولة تعريفيه على الموظفين في القسم .. فرحت .. لا .. بل كادت تطير فرحا .. إذ أنها ستقف امامه وجها لوجه .. وستتحدث إليه .. ترى .. هل رأها حين مرت من أمام مكتبه ؟ هل شعر نحوها بما شعرت هي به نحوه ؟! أم أنه لم يلحظ حتى وجود شخص غريب في القسم ؟!
    ظلت تسأل نفسها هذه الأسئله وهي تتبع مديرها في جولته التعريفيه .. وحين دخلت إلى مكتب آسر قلبها ابتسمت بخجل .. وسعادتها بالتحدث إليه كانت تطل من عينيها .. ابتسم لها بهدوء .. مرحبا .. بنبرة فيها الكثير من الجديه .. فأجبرت نفسها على كتم ابتسامتها وسعادتها بالتحدث إليه .. إذ ان نبرته كانت شديدة التحفظ والبرود .. فلم تشأ أن يظهر اهتمامها به جليا امامه ..
    عرفها المدير إلى بقية الموظفين .. الذين رحبوا بها .. فشعرت بالسعادة والاستقرار بينهم .. إلا أنها لم تعطى مكتبا خاصا بها .. فبقيت مع زميلتها الصباحيه .. في مكتبها .. إلى نهاية اليوم ..
    كانت تتحرق شوقا للاتصال بصديقتها المقربه لتخبرها عن فارس أحلامها الذي وجدته اخيرا .. في مكان لم تتصور قط ان تجده فيه .. إلا أنها لم تختلي بنفسها للحظة واحدة لتتمكن من الاتصال بها .. فلم تستطع اخبارها بما يعتمل في صدرها إلا حين جاء السائق ليأخذها إلى المنزل ..
    ما أن صعدت إلى السيارة حتى اتصلت بها .. صوتها مهتاج بحماس .. سعيد .. ثائر .. اخبرتها عنه .. عن مكتبه .. عن صرامته .. عن اتزانه .. عن تحفظه .. ثم أخذت تمتدح وسامته التي لم تر لها مثيلا قط في حياتها .. فسألتها صديقتها عن اسمه .. فقالت لها بأن كل ماتعرفه هو ان اسمه خالد .. وانها تريد من صديقتها جلب معلومات عنه حين تعرف اسمه كاملا .. فوافقت صديقتها في الحال ..
    في اليوم الثاني .. أُعطيت نور مكتبا .. ولكنه في الطابق الخامس .. اي انها لن تتمكن من رؤية خالد .. إلا إن اختلقت عذرا للنزول إلى الطابق الرابع .. فشعرت بالضيق .. ولكن المدير وعدها بأن بقاءها في الطابق الخامس سيكون وضعا مؤقتا .. إلى أن يجهزوا لها مكتبا معهم .. فشعرت بالاطمئنان .. إلا أنها تمنت النزول إلى الطابق الرابع سريعا وسريعا جدا ..
    كانت قد اعطيت ملفات الموظفين كلهم لجمع بعض المعلومات عنهم .. فشعرت بسعادة بالغه حين وصل ملف خالد إلى يدها .. ففتحته وأخذت تقلب اوراقه بسعاده .. متأملة صورة بطاقته الشخصيه .. بدا لها مختلفا كثيرا في الصوره .. وكأن الصورة تظلمه .. إذ أنه اكثر وسامة بكثير من هذه الصوره .. نظرت إلى تاريخ ميلاده .. ثم إلى اسمه كاملا ..
    اسرعت بالاتصال بصديقتها .. واعطتها الاسم .. طالبة منها التقصي عنه بأسرع وقت .. ثم اقفلت سماعة الهاتف .. واستغرقت في تقليب صفحات ملفه تتأمل كل صفحة فيه بعناية فائقه .. وكأنها تداعب وجنتاه وتلمس عيناه بأصابع حانيه ..
    ها هو خطه مسطور على هذه الصفحه .. خط انيق .. منمق .. لا يبدو كخطوط الرجال التي تكون عادة عبارة عن خربشات غير مفهومه .. هذه شهادة تخرجه من الجامعه .. ودرجاته في كل المواد .. درست الشهادة بعناية .. مادة مادة .. واستنتجت منها ان له عقل رياضي فذ .. يحب التعامل مع الأرقام .. بينما يكره التعامل مع الحروف والكلمات .. كل علاماته في المواد الرياضيه عاليه ..
    التعديل الأخير تم بواسطة maaaaaadry ; 07-10-2005 الساعة 12:15 AM

  2. #2
    التسجيل
    28-08-2005
    الدولة
    افتخر بكوني كويتي
    المشاركات
    683

    مشاركة: الحل الوحيد

    الف شكرا لك يا maaaadryعلى القصه وعلى كل قصصك ورواياتك
    ولا تاخرين التكمله

  3. #3
    التسجيل
    28-08-2005
    الدولة
    افتخر بكوني كويتي
    المشاركات
    683

    مشاركة: الحل الوحيد

    الف شكرا لك يا maaaadryعلى القصه وعلى كل قصصك ورواياتك
    ولي شرف ان اكون اول من رد على موضوعك
    ولا تاخرين التكمله

  4. #4
    الصورة الرمزية ~*~سحابة صيف~*~
    ~*~سحابة صيف~*~ غير متصل فارسة الثقافة في منتدى الصوتيات والمرئيات الاسلامية
    التسجيل
    13-12-2004
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    4,472

    مشاركة: الحل الوحيد

    وأخيراً نزلتي قصة
    مشكورة أختي الغالية وفي انتظار التكملة
    لكن عندي سؤال
    ما هو سر اسم خالد؟؟

  5. #5
    التسجيل
    30-06-2005
    الدولة
    بيـــــــــــــــــروت
    المشاركات
    96

    مشاركة: الحل الوحيد

    لا تغضبى اختى من رأيى النقدى

    القصة فاترة لا تمتلك مقومات القصة الثلاث التى تجعل القارئ يلتهم
    السطور0 لا تتسرعى فى كتابتها حتى لو اخذت منك عام كامل
    المهم ان تكون قصة جيده 0
    فى الواقع القصه التى تشعرى بثقلها من ثانى سطر وفى ثالث سطر
    تريد ان تطيحى بصفحته بعيد عنك تعتبر شئ اخر غير قصة
    وهذا ما حدث فى قراءة قصتك
    اختى الغالية تريثى ولا تتسرعى قبل الكتابة ان كبار الكتاب كانو يكتبون عملا واحدا فى خمس سنين واكثر ثم يخرج تحفة مبهرة بعد ذلك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •