انصاع الفتى البالغ من العمر 13 عاما لطلب إحدى الخادمات في المنزل عندما ذهب كي يدعو والديه إلى طعام الغداء فيما انصرفت الخادمة إلى المطبخ لتحضير الطعام ذهب الصغير ولم يكن يعرف ما الذي ينتظره.


لقد كان أمام مشهد لا يصدق ولم يخطر على باله مطلقا ان والده رجل الأعمال كان يسبح في بركة من الدماء فيما كانت امه هي الأخرى جثة هامدة على الكنبة أمام شاشة التلفزيون.المشهد الفظيع هال الصغير الذي أسرع صوب اقرب قسم للشرطة وهناك بلهجة ممزوجة بالبكاء تارة والفزع ابلغ بما شاهده.


على الفور تحرك صوب مسرح الجريمة رجال الشرطة وهناك حرّر المحققون المكان وادوات الجريمة وبدا لهم أن الضحيتين رجل الأعمال وزوجته مصرية الجنسية قد قتلا بطلقات نارية فيما كانت الأموال والمجوهرات والحلي متروكة في مكانها مما بعث على الاعتقاد من أول وهلة أن القتل لم يكن بدافع السرقة وإنما لدوافع أخرى.


وتبين أن والد الفتى كان ممددا على السرير وقد أطلق عليه من الخلف عياران ناريان من مسدس أما الأم أصيبت بطلقة نارية واحدة من الخلف بجانب الأذن اليسرى.


بعد التحري وجمع الاستدلالات استجوب المحققون الخادمات والعاملين من الحراس في المنزل واتضح من خلال التحقيقات أن كل واحد منهما أمضى النهار في عمله كما العادة ولم تكن هناك أي شبهة حولهم رغم قناعة المحققين من أن الجريمة ارتكبت من قبل شخص في الداخل لأنهم لم يعثروا على ما يدل أن الجاني أو الجناة قد تسللوا من الخارج.


ولهذا رغم ما أبداه المشتبهون من الخادمات والحارس والسائق من نفي قاطع لعلاقتهم بالجريمة حيث أكد السائق انه كعادته انتظر الضحية منذ الصباح الباكر لينقله إلى العمل غير انه على غير عادته لم يخرج مطلقا حتى اكتشاف وقوع الجريمة كما أفاد الحارس انه لم يشاهد أحداً دخل إلى المنزل.


وأن ابنة الضحيتين خرجت في الصباح الباكر وركبت سيارتها وانطلقت بسرعة جنونية كما أكدت إحدى الخادمات أن ابنة الرجل الوحيدة كانت مدللة وفي الأيام الأخيرة حظر عليها والداها الخروج ومنعاها من مغادرة المنزل وأفادت الخادمة أنها عندما همت كعادتها بالصعود إلى الطابق العلوي لتقديم الحليب إلى الضحيتين قابلتها ابنتهما وقالت لها أن والديها نائمان ولا يريدان الحليب.


مع جمع هذه المعلومات بدأت الشكوك تحوم حول ابنة الضحيتين خاصة بعد ان تبين انها كانت مدللة وتعيش في رفاهية مطلقة وتتعاطى المخدرات والحشيش وسبق أن ابلغ عنها والدها قبل عام أنها ذهبت إلى محافظة صعدة في مغامرة مع احد الشبان.


واستردها عن طريق قوى الأمن التي دخلت حينها في مواجهة مع ذلك الشاب أصيبت الفتاة خلالها بطلق ناري في رجلها كل تلك القرائن حدت بالمحققين إلى فتح محضر استجواب للفتاة التي انكرت أن يكون لها علاقة بمقتل والديها .


واستكمالا لإجراءاتهم تلك قاموا بتفتيش غرفتها ووجدوا فيها بعضا من المخدرات والحشيش كما عثروا على مسدسين في حوزتها احدهما تطابقت أعيرته مع الأعيرة التي أطلقت على الضحيتين ما عزز شكوكهم من أن تكون قد اقدمت على فعلتها تحت تأثير المخدرات، ثم حاولوا محاصرتها بالأسئلة فأقرت بفعلتها قائلة إنها في البداية اتجهت إلى امها التي كانت حينها تشاهد التلفزيون وعاجلتها بطلق ناري من الخلف ثم مضت إلى غرفة والدها وأطلقت عليه النار عندما كان يغط في نوم عميق.