عناصر الرعاية الصحية باتباع المنهج الشامل:
اشتقت كلمة "الشامل" من كلمة "كل". ويعالج نظام الرعاية الصحية باتباع المنهج الشامل " شتي" جوانب الشخص "ككل".ويتم في هذا النظام تقييم التفاعل المعقد للعناصر البنيوية، والكيميائية، والعاطفية للفرد ثم القيام بعلمية إحداث توازن لهذه العناصر.
ويشتمل العنصر البنيوي لجسمك على الأنسجة الضامة، والعضلات، والأربطة والأوتار، والعظام. وتعد البنية العضلية الفقرية هي أساس الجسم. وتحتاج المباني إلى أساس قوي ومتوازن، وكذلك الجسم. فإن كان الجسم يعاني من أوجه عدم اتزان أو نقاط ضعف في بنيته فعندئذ تنشأ مشكلات صحية كالصداع. ومن الممكن أن يقوم المعالج المتبع للمنهج الشامل بتعديلات لعلاج اضطرابات البنية ويمكنه كذلك أن يعلمك كيفية الحفاظ على توازن جسمك وتقوية بنيتك من خلال اتباع عادات صحية.
ويضع الجانب العاطفي للمنهج الشامل في اعتباره كلاً من الشخصية، والأسلوب الحياتي، والحالة النفسية والروحية. فقد يكون للعواطف تأثيراً عميقاً على الصحة لا سيما وأن الصداع قد ينتج عن التوتر المستمر والصراعات العاطفية. وليس الأمر هو أن نعتقد أن جميع أنواع الصداع " تصيب الرأس" ولكن أن نفهم أن العقل والجسم يؤثران في بعضهما البعض تأثيراً مباشراً. ومن الممكن للتعامل مع الضغط النفسي والمسائل العاطفية بطريقة إيجابية أن تكون له آثار ملحوظة على صحتك وعلاج الصداع لديك.
الوسائل العلاجية للمنهج الشامل:
يضم نظام الرعاية الصحية بإتباع المنهج الشامل عدد كبير من الوسائل العلاجية لدرجة يتعذر معها تغطيتها جميعاً في مقام واحد. وقد انتقينا بعناية الطرق التي وجدناها أكثر نجاحاً في علاج الصداع.
· التقويم اليدوي للعمود الفقري: ويعد هذا الأسلوب هو أكبر بدائل نظم الرعاية الصحية في البلاد لعلاج الملايين كل عام. ويقوم أخصائيو التقويم اليدوي للعمود الفقري باستخدام مجموعة كبيرة من طرق العلاج لتقويم الأوجاع الجسمانية عن طريق إعطاء اهتمام خاص للآليات الحيوية للعمود الفقري، والجهاز العصبي، والجهاز العضلي الهيكلي، والعوامل الغذائية والبيئية.
· علاج عظام الجمجمة: وقد وضع هذا المنهج لاستعادة عمل الوظيفة الطبيعية للجمجمة، والجهاز العصبي، والجهاز العضلي والهيكلي للجسم. وتستخدم عملية التحرير المترفق للهياكل الوظيفية والأنسجة الرقيقة.
· الاستشارة الغذائية: إن التغذية السليمة شطر أساسي للصحة الجيدة. وسنستكشف في مقالات لاحقة أساسيات التغذية الصحية وإضافة الفيتامينات والمعادن والأعشاب. وبما أن الحساسية من بعض الأطعمة تعد سبباً شائعاً في الصداع، فسيتم إطلاعك على طريقة لاكتشاف تلك الأطعمة التي تسبب لك الحساسية والتي ينبغي أن تتجنبها. وسنناقش كذلك اضطرابات سكر الدم التي قد تؤدي إلى الصداع والمواد التي غالباً ما تستحث الصداع النصفي.
· الأساليب النفسية: يساهم الضغط النفسي في حدوث الصداع الناتج عن التوتر ويساهم كذلك في معظم أنواع الصداع الأخرى. وسنعلمك أيضاً كيفية تخفيف الضغط النفسي الواقع عليك عن طريق تقديم عدد من الأساليب سهلة الاستخدام. وسنبين كذلك وسائل التكيف مع الجوانب النفسية والعاطفية للصداع بأنواعه.
· اليوجا والتمارين العلاجية : تقوم العديد من أنواع التمارين العلاجية على اليوجا وهي إحدى أقدم واحكم طرق العناية بالنفس. وسنقدم لك بعض التمارين التي يمكنها أن تعينك على الحيلولة دون الإصابة بالصداع. وسنناقش كذلك كيفية تغيير عاداتك اليومية لتخفيف الضغط عن جسمك حيث من الممكن أن يؤدي ذلك الضغط إلى حدوث الصداع.
· التدليك: هناك أشكال عديدة من هذا الفن العلاجي وسنركز على الطريقة التقليدية للتدليك وأسلوب العلاج بالضغط بالأصابع والاستبطان وأسلوب العلاج بالتكبيس الحار لتخفيف وطأة الصداع والخلاص منه. وسنعلمك أيضاً طرق التدليك الذاتي لتخفيف الألم والتخلص منه.
المريض كشريك في العلاج:
يعد الصداع دلالة على وجود خلل ما. فإذا أخمدت هذه الدلالة بالعقاقير فستظل الأسباب الرئيسية له دون علاج وسيكون ارتداد الصداع أكثر حدوثاً.
ويحاول المنهج الشامل، بدلاً من علاج الأعراض، اكتشاف ما يحاول جسدك إخبارك به. وعندما يتم حسم هذا الأمر، يتم اتخاذ الخطوات اللازمة لإعطاء جسدك ما يحتاجه سواء كان ذلك الأمر يحتاج إلى علاج تخصصي أم إلى تغير طفيف في عادات المريض. ثم بعد ذلك يمكن لآليات العلاج الذاتي الفطرية لجسدك أن تتولي عملية الاتزان البدني والمحافظة على ذلك الاتزان. والاتزان البدني هو قيام الجسم بوظائفه بشكل طبيعي وصحي.
ويعد التعليم مكوناً هاماً من مكونات الرعاية الصحية بإتباع المنهج الشامل. ويقوم ممارسو هذا المنهج بتعليم مرضاهم كيفية الحفاظ على صحتهم ومنع الآلام من الارتداد إليهم فور استعادة هؤلاء المرضي لاتزان أبدانهم. ولا حاجة بك للحصول على دكتوراه لتتولي هذا الأمر، فالفهم الأولي لكيفية قيام جسمك بوظائفه يكفي. وستندهش وتكون سعيداً عندما تعرف مدى سهولة تعلم أساسيات العيش الصحي. وستعطيك هذه المعرفة قدرة أكبر على السيطرة على جسمك وعلى الصداع الذي يصيبك. ولن يبدو الصداع مرعباً ومربكاً عندما تفهمه.
ويدرك محترفو العلاج على طريق المنهج الشامل أهمية الجمع بين الاتجاهات العلمية الحديثة والقيم العتيقة. وتعد اللمسة الحنون والموقف الذي يتسم بالرعاية بنفس أهمية الكفاءة للعلاج المتخصص.
ويمكن لمحترف المنهج الشامل أن يكون مهندساً معمارياً يقوم بصنع منشور من أجل صحتك. ولكن ينبغي أن تكون شريكاً في بناء جسم قوي وصحيح والحفاظ عليه. إن جسدك هو بيتك، ويحتاج كأي بيت إلى رعاية إذا أردت له أن يكون مكاناً مريحاً. ومن الممكن أداء الكثير من أجلك ولكنك "أنت" من سيسيطر على مجريات الأمور في نهاية المطاف.
وقد تبدو هذه المسؤولية مرعبة في بداية الأمر. ولكن عندما تدرس الأمر بتأن فإن ذلك يعطي إحساساً بالكمال. وعلى كل، من ذا الذي يهمه أمر جسدك أكثر منك؟ من أكثر منك يدري كيف يشعر جسدك أنه في حالة أفضل؟
ولا يعني تحمل مسؤولية صحتك الجسمانية فعل كل شيء بنفسك. فلا زال عليك اللجوء إلى مختصين لتوجيهك وتصويبك ومعاونتك. ولكن الأمر يعود إليك في اتخاذ الإجراءات الوقائية شديدة الأهمية للتغلب على الصداع.
الوقاية:
تقول الحكمة القديمة: " الوقاية خير من العلاج "، وتظل هذه الحكمة حقيقة حتى اليوم. ألا يبدو الأمر أكثر معقولية في أن تعالج نفسك جيداً وتتفادى الصداع من أن تنتظر معجزة لعلاجه؟ إن الوقاية جزء لا يتجزأ من المنهج الشامل. فعندما يصبح العيش الصحي جزء من أسلوب الحياة، فإن احتمال حدوث الصداع يقل كثيراً.
وللوقاية من الصداع عدة جوانب: وضعية الجسم، والعمل، والعادات الشخصية، وتناول الأطعمة والمشروبات، والاسترخاء والتمدد. وسنعطيك نصائح تدريجية لتصويب كل هذه الأمور وأكثر. ولا داعي لأن تقلق من أنك قد أصبحت "مهووساً بالصحة" أو أن تضحي بكل ما يمتعك، بل قد تحتاج إلى تعديل بضعة من عاداتك ومن المحتمل أن تستمتع بالتغييرات وستحصل على أكثر بكثير مما ستتخلى عنه.
تحذير:
تعد معظم أنواع الصداع المختلفة نتيجة لمشكلات صغيرة في أسلوب المعيشة إلا أن الصداع "قد" يكون عرضاً لأمراض عضوية خطيرة. فقد يتبين من الصداع وجود ورم خبيث أو نزيف بالمخ، أو التهاب السحايا، أو التهاب الشريان الصدغي، أو الجلوكوما، أو العدوى، أو إصابة بالرأس أو أي مرض أخر.
وليس من الممكن دائماً التمييز بين أنواع الصداع التي تدل أعراضها على الإصابة بأمراض خطيرة عن أنواع الصداع العادية ومن ثم فليس التشخيص الذاتي كافياً. ويعد وجود القائمين بالاختيارات الطبية ضروريا لاستبعاد احتمال وجود أمراض تهدد الحياة. وغالبية من يعانون من الصداع لا يعانون من أمراض خطيرة ولا داعي للإحساس بالخوف ولكن ينبغي أن نتعامل مع الأمور بحكمة ونوصي بقوة بأن تخضع لفحوص طبية شاملة قبل بدء برنامج الاستشفاء من الصداع بإتباع المنهج الشامل.
وعندما يستبعد طبيبك وجود أي مرض فعندئذ تكون على استعداد للبدء في عملية اكتشاف السبب في إصابتك بالصداع وكيفية السير في علاج أسبابه من خلال الطرق الطبيعية. وستكون على استعداد للاستقرار على طريق المنهج الشامل. وكل ما يتطلبه منك هذا الأمر هو الالتزام المخلص للقيام بما يمكنك القيام به لتتخلص من آلام الصداع.
أرجو الترشيح ..............................................