* النفس = الخطر :
للنفس أنواع وهي :
1 نفس مطمئنة : وهي أرقى الأنواع لأنها مطمئنة بذكر الله وعبادته وتكون مطمئنة في الآخرة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) سورة الفجر.
2 نفس لوّامة : وهي التي تلوم نفسها دائماً على الذنوب والتقصير وكأن هذه النفس تقوم بعمل الرقيب والمحاسب على الأعمال والأقوال والأفعال وقد أقسم بها تعالى في القرآن الكريم (ولا أقسم بالنفس اللوامة) سورة القيامة.
3 النفس الأمارة بالسوء : وهي من أسوأ الأنفس لأنها تأمر صاحبها بارتكاب الذنوب والمعاصي دون تورع أو خشية من الله بل على العكس تزيّن هذه النفس المعصية لصاحبها حتى يقع فيها
ويظهر ان النفس المطمئنة هي نفس المؤمن بعد الممات لانه سبحانه قال "ارجعي الى ربك راضية مرضية"
واما النفس اللوامة هي نفس المؤمن في الحياة .... هذا والله اعلم ,,,,
* ابليس .... ذلك المريض نفسيا :
البعض قد يصرفون اهتماماتهم ويولون عنايتهم لعقولهم فيزودون عقولهم بالمعلومات والافكار وبعض الناس يخدمون اجسامهم فيقدمون الطعام والشراب واللذات والراحة لاجسامهم ولكن كثيراً من الناس يتساهلون مع انفسهم بالرغم من انه اذا كانت النفس مريضة فانها تستخدم العقل استخداماً سيئاً يؤدي بالجسد الى الهلكة (ماذا ؟؟؟)
لو راجعنا التاريخ ونظرنا الى الواقع المعاصر لوجدنا ان اشخاصاً لديهم القدرة الكبيرة في الجانب العلمي والعقلي وعقولهم كبيرة والمعلومات التي تختزنها وتمتكلها عقولهم واسعة جدا ولكنهم في اسفل درك من الشقاء والانحطاط وابرز مثال على ذلك هو « ابليس » فهل كان انحطاطه وشقاؤه لقلة علمه ؟
كلا .......
لم يكن ابليس منحط بسبب قلة علمه وقلة معلوماته ... بالعكس فهو في هذا الجانب كان متفوقاً وكان عالماً كبيراً يعلم اشياء لا نعلمها نحن ولم نطلع عليها وبعض الامثلة على علمه الكبير انه لما خلق الله ادم ... كان خائف .. وكان يعرف ان ادم خلق لامر ما ... ولما اكتشف انه اجوف .. اطمأن قلبه .. وعرف ان لديه ما يسمى بـ "شهوة" فكيف عرف بالـ "شهوة " ؟؟
قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين مقتله كان التكبر ، والتكبر حالة نفسية وليست عقلية لذلك لم يستطع ان يستفيد من علمه وعقله وكثير من الذين انحرفوا وكثير من الذين شقوا ، المشكلة التي كانت عندهم ليست مشكلة قلة العلم والمعرفة وانما هي مرض النفس .
* هل النفس اخطر من ابليس ؟؟
احب ان اشير الى شيء وهو ان كل خير من عند الله .. وان كل شر من النفس ومن الشيطان ,,,
كيف يكون ذلك ؟؟
لو تركك الله لحظة .. لن تفعل خيرا ابدا .. لذا ادعو ربك أن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين .. فهو الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل ,,
فإبليس , ينسيك عقوبة الذنب , ويغرك على غفلة منك كي تقع في الذنب بدون شعور منك (أي انه يجعلك تقع في الذنب ناسيا للذنب وعقوبته )
أما النفس .. فهي أمارة بالسوء , تحب أن تتبع شهواتها وملاذها , فهي تعرف ان هناك عقوبة ولكن تذنب الذنب وتخطيء ,فهي تطمع ولا تشبع او تقنع . (أي إذا علم الإنسان أن هذا الذنب حرام وعليه عقاب ثم يقع في الذنب يكون هذا من هوى النفس )
من الجهل أن يظن المرء دائماً أنه عندما يقع في ذنب أو معصية أن هذا ناتج عن الشيطان ووسوسته ولكن الحقيقة أن معظم الذنوب والمعاصي التي يقترفها الإنسان هي من عمل النفس البشرية وقد قال تعالى في القرآن الكريم أن كيد الشيطان ضعيف (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) سورة النساء آية 76 .
ماهو العلاج ؟
علاج الشيطان الإستعاذة
أما علاج النفس فلا ينفع معها استعاذة لكن الذي ينفع هو العزيمة. عليك أن تعقد العزم على أن تخالف ما تدعوه إليك نفسك , والنفس عادة تدعو إلى أمور لا خير من وراءها لأن النفس البشرية تقدّر الأمور بغير مقدارها .
ارغم نفسك على ما تكره حتى تصل الى ما تحب , و اخلص النية لله لكي تنال معونته سبحانه , (حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات) فكل شهوة ترضي بها النفس هي طريق إلى النار وكل شهوة يقمع النفس عنها هي طريق إلى الجنّة. ولنتذكر دائماً هذه المقولة: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".
* ماهو العقل ؟ وما علاقته بالدماغ ؟واين يوجد العقل اصلا ؟؟
كما علمنا مما تتكون ماهية الانسان ... فسوف نعرف مما تتكون شخصية هذا الانسان ,,
وتتلخص في ثلاث ابعاد , ومن مجموع التفاعل بين هذه الابعاد الثلاثة تتكون شخصية الانسان :
1- العقل .
2- النفس .
3- الجسد .
(أين الروح ؟؟) الروح فهي وعاء يشمل هذه الابعاد جميعا وكما علمنا ان الروح هي تلك القوة التي تبعث الحياة في الانسان وتنبع منها الحياة والتي بمفارقتها للجسم تنتهي حياة الانسان في هذه الدار الدنيا .
(لا تخلط بين مكونات ماهية الانسان ومكونات شخصية الانسان !!)
فالعقل هو الادراك والتمييز والمعرفة فبالعقل يدرك الانسان ويميز ويقيم الاشياء وبالعقل نعرف طريق الحق من طريق الباطل ... وبالعقل نعرف ماهو الخير وما هو الشر , وبالعقل نفكر منطقيا ,مثل 1+1=2 و 2 * 10 = 20
فالعقل هو الوحيد القادر على ادراك هذه الاشياء فالعلم يكون بالعقل والمعرفة تكون بالعقل والتقييم والحكم على الاشياء يكون بواسطة العقل .
و نقصد بالنفس هنا هي مركز العواطف والميول والشهوات لدى الانسان يطلق عليها القرآن تارة عنوان "النفس" ويطلق عليها تارة اخرى اسم " القلب " .
ولا نستطيع تحديد مكان العقل الفعلي صراحة , وكل ما نعرفه هو الدماغ الذي يعتبر العقل الحسي , والذي يعتبر اداة المنطق والتفكير , واداة الخيال والابتداع ,,
* ماهي العاطفة ؟ واين مكانها ؟وما علاقتها بالعقل ؟؟
العاطفة من النفس , وهي الارادة والعواطف والاحاسيس ومصدر سعادة الانسان وشقائه مركز الميول والعواطف والرغبات , وكما يقول الله عز وجل : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها )
(يظهر ان القرارات تصدر من العقل فهو الحاكم وهو سيد الموقف.. هل هذا صحيح ؟؟ )
خطأ ,,,
اثبتت الدراسات الحديثة انه عندما يتضارب العقل والعاطفة ... فان نسبة حكم العاطفة على العقل هي 90 % وان العقل لا يشكل سوى 10% !!
فدور العقل في حياة الانسان هو دور الادراك والتقييم ولكن النفس تتخذ الموقف وهي التي تبادر وتمتلك زمام الموقف فبيدها ان تصدق وتعمل بما يقوله العقل او تنحرف.
قال عليه الصلاة والسلام : "ذهاب العقل بين الهوى والشهوة".
وقال عليه الصلاة والسلام " عدو العقل الهوى ".
اليك قصة مستشار عبقري وحاكم غبي وبها نختم موضوعنا ,,, المستشار هو العقل والحاكم الغبي هو النفس :
النفس : هيه انت !!
العقل : ماذا تريد ... يا سيدي ,,
النفس : اريد ان .. اسرق ..... هيا .. اسرع واعد لي خطة محكمة ,,
العقل : ولكن يا سيدي السرقة حرام .. والسرقة ....
النفس (مقاطعا) : لم اسألك مالذي اجنيه !! هات الخطة ولا تتدخل , هذا قراري الأخير !!
العقل : حاااااااااااضر يا مولاي ,,
ويعطي العقل خطة محكمة للنفس الامارة بالسوء هذه , لكي تشبع رغبتها والتي لم ولا ولن تشبع ابدا ,,,
,,,,,,,
,,,,,
,,,
,
سنعود