النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: صديقات فرقهن الزمن

  1. #1
    التسجيل
    04-12-2005
    المشاركات
    37

    صديقات فرقهن الزمن

    صديقات فرقهن الزمن


    مجموعة من الصديقات جمعتهن المدرسة منذ سنواتهن الأولى، ضحكن معا وبكين معا، الكل كان يحسدهن على قوة صداقتهن التي لم تزعزعها الأيام ، وحتى أمهاتهن كن صديقات بفعل إجتماعهن مع بعضهن البعض..



    الحب ، المرح ، الجد والخوف صفات إجتمعت في نورة، سارة، مريم، ودانه على مدى الأيام و السنين، كبرن وكبرت أحلامهن، وكبرت مع كل واحدة قصة مبطنة بالأسرار..



    لم يغيرن أبدا عادتهن في اللقاء الإسبوعي، إلا أنه في السابق كان يومي، تفضي كل واحدة للأخرى ما تجود به قريحتها. جميعهن يردن الكلام وجميعهن يردن السكوت و الإستماع، فكانت في بعض الأحيان إحداهن تسكتهن وتجبرهن على الإستماع لها فيطلبون منها الإسراع، ولايأتي دور الأخرى حتى يحين موعد إنصرافهن فتشوقهن التالية بعبارات تجعلهن يأخرن الرحيل ليستمعن لحكايتها أو تبدأ بينهن مكالمات تلفونية حتى بعد منتصف الليل.لايتفقن في كل القرارات والأراء إلا إن ذلك لا يفسد للود قضية..



    وشاء القدر أن يفترقن عن بعضهن، بعدما أنهين الدراسة الجامعية، حيث مضت كل واحدة منهن تحث السير في طريق العلم والعمل، وأضحين لاهيات بمتطلبات الحياة المتغيرة، فكلما زادت الاعباء زاد إنشغالهن..



    هذه سنة الحياة ، لايبقى حال على حاله مدى الحياة، وبدات الاتصالات تقل والزيارات تندر ، وكما ياقال في لغتنا العامية: " بعيد عن العين بعيد عن القلب..."



    صار لكل واحدة حياة مختلفة عن الاخرى بعدما كن يشعرن بمدى قربهن من بعضهن البعض حتى في أدق التفاصيل....



    نورة تزوجت من رجل يكبرها بكثير ، تقول إنها مقتنعة به أو هكذا كانت تظن.. كان غني فلم يبخل عليها بشيء ، وسافرت معه الى كل مكان، وانجبت منه ولدا اسمته أحمد، وبعدها بدأت المشاكل بينهما ، وشعرت بعزوفه عنها، وشيئا فشيئا ادركت انه كان طوال فترة زواجهما،متزوج من أخرى لم ينجب منها الا البنات.. فكانت هذه صدمة لها في كرامتها وصدقها معه طوال تلك الفترة.. بكت وصرخت وتألمت فلم تجني سوى الحسرة، فتمنت لو تعود الايام وتجمعها بصديقاتها كمافي السابق تشتكي لهن هومها،فيخففن عنها، ويعنها على الحياة القاسية...



    سارة ، سافرت الى الخارج تكمل دراستها وهناك تعرفت على مجموعة من الفتيات يختلفن عن كل من عرفتهن، لم يكن يشبهن صديقاتها بشيء ، فدفعها هذا الامر الى استكشاف عالمهن فانخرطت معهن على ماهن عليه، دون مراعاة للعادات و التقاليد التي تربين عليها. وجدوا في البعد فرصة للتحرر من كل القيود، ولم يكن الامر يتعدى خروجهن لوحدهن في المساء الى المطاعم والحفلات الصاخبة، ولكن زاد الامر بعدها بانظمام فئة من الشباب لهن، فزعت سارة ، وازالت الغمامة عن عينيها، فالأمر بدأ يسوء ، وتذكرت صديقات طفولتها وكم هن عفيفات بعيدات عن كل ما يدنس اخلاقهن، فرفضت الانخراط معهن في الرذيلة وأخذت تحاول الابتعاد عن المجموعة الفاسدة بقدر المستطاع.. فغيرت مكان سكنها وخالطت الفتيات الصالحات، إهتمت بدراستها فحققت أعلى المراتب..



    مريم، كانت شديدة الاعجاب بمديرها، وكانت لاتخفي هذا الامر على أحد، وعندما شعرت ان الاعين تتربص بها والالسن تتقاذفها أدركت إن في الحياة أمور لايجب أن نصرح بها علانية، أحبت عملها من أجله، وعندما يتغيب ينقلب حالها رأسا على عقب.. وبعد فترة من الزمن شعرت أنه يبدالها الاحساس نفسه، ولكن ... إختفت مريم من العمل فجأة دون سابق إنذار ،تغيب مستمر، بطئ في أداء المعملات، لا، ليست مريضة بل إكتشفت حقيقة مرة آلمتها وحقدت على نفسها، كان هذا المدير متزوج وقد تأثر زواجه بسببها لأنه قد بدأ يميل لها وهو الذي إعترف لها بهذا.. قال لها ان الشرع قد حلل له الارتباط باربع وهو قادر على ان يعدل بينهما لانه غني وله عدة عقارات، لكنها رفضت بشدة ، فهي لاتقبل ان تقتحم حياة رجل هانئة بهذا الاسلوب، واحترم هو مشاعرها ولم يكلمها في الامر مرة اخرى، ارتاحت مبدئيا من عدم الحاحه، وطلبت أن تنقل الي مكان آخر، لكنه رفض ولزمها بالاتزام بعملها دون الربط بينه وبين الامور الشخصية.. ظلت مريم فترة الى ان استطاعت التاقلم، والعودة الي نمط حياتها السابق، كانت هذه التجربة بمثابة درس تعلمته في هذه الحياة بان تضع حدود في معاملتها مع الاخرين.



    اما دانة، فلم تجد ضالتها بعد ومازالت تبحث عما تملأبه حياتها، جربت العمل فلم تنجح به، ولا رغبة لها في اكمال دراساتها العليا، فظلت قابعة في المنزل تعين والدتها في صنع الحلويات و اعداد الولائم، وكانت هي اكثر صديقاتها شوقا لتلك الايام التي كانت تجمعهن..فدون العمل الذي طالما حلمت به ، شعر بانها تعيش على هامش الحياة.



    ضاقت الدنيا بالصديقات ولم يعد يسعهن الكون الواسع والفضاء الفسيح، حتى الطيور المحلقة في السماء وضعت في القفص، واستغنت الناس عن تزيين منزلها بالنباتات والزهور واكتفتبتعليق صورها..

    حياة اصبحت تبعث السأم و الملل ، فالكل في ضيق و الكل يشتكي من تردي الاحوال، حياة فرحها قليل وحزنها كثير...



    حاولت الصديقات الالتقاء من جديد، إتصلن ببعضهن البعض لتحديد الوقت و المكان، كانت المكالمات مليئة بالمشاعر، البعض بكى والبعض فرح، و اتفقن على اللقاء في منزل دانه، وبقي الزمان لم يحدد، تضارت الاوقات فلم تعد ظروفهن متشابه، وبعد عدة أيام إتفقن، وكان اللقاء، عناق و محبة وشوق، دام سنين طويلة، ولكن........ مالأمر؟ !!! التزم الجميع الصمت، ولم يتسابقن على الكلام، غابت لهفت التكلم السابقة، بدأت مريم حديثها وقبل أن تنتهي إعتذرت سارة بضرورة رحيلها.. عاد الصمت.. الكل فد لحظ التغي الذي طرأ عليهن.. تغير لم يعتدنه بعد، بل آلمهن أشد من ألم الحياة.. وبعد لحظات قليلة انفض اللقاء.. ولا أذكر إنهن إجتمعن بعدها إلا في المناسبات وآخرها وفاة والدة دانة الامر الذي جعلها أكثر انعزالا و تدينا..



    أما صداقتهن فظلت الذكرى الجميلة التي تحلق فوق رؤسهن، ظلت اليد الحنونه التي غابت كما غابت أم دانة، صور وأوراق حملنها في صناديق مقفلة آملات أن يستطعن حماية آخر ماتبقى لهن من صداقتهن من عبث الزمان وتقلبه..

    (تمت)
    أمل السيد

  2. #2
    التسجيل
    21-11-2005
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    241

    مشاركة: صديقات فرقهن الزمن

    الف شكر لك على القصة الرئعة...

    وننتظر جديدك.. ووفقك الله


    مع التحية...

  3. #3
    التسجيل
    04-12-2005
    المشاركات
    37

    مشاركة: صديقات فرقهن الزمن

    الحمد لله ان هذه القصة أعجبتك.. ياعاشقة الوهم..
    وأشكر لك حرصك على تشجيعي..
    أمل الســــــــيد

  4. #4
    التسجيل
    30-11-2005
    المشاركات
    1

    مشاركة: صديقات فرقهن الزمن

    شكرا لكي يا امل السيد على هذه القصة الجميلة لان هذه الدنيا مليئا في العجائب واتمنى لكي مستقبل افضل مع الشكر رمزي مطر

  5. #5
    التسجيل
    04-12-2005
    المشاركات
    37

    مشاركة: صديقات فرقهن الزمن

    الأخ الفاضل رمزي انا سعيدة بأن القصة فعلا نالت إعجابكم..
    واتمنى أن أكون دائما عند حسن الظن...
    أمل السيد

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •