بسم الله الرحمن الرحيم
من هو عمر خالد؟
إخواني ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن الكتابة في هذا الموضوع هي من باب النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم كما قال صلى الله عليه وسلم ، قَالَ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ .
والتحذير من الأشخاص بذكر أسمائهم لا حرج فيه في شريعة الإسلام ، بل هو مأمور به على وجه الإلزام ، خاصة على أهل العلم ، أن يبينوا للناس خطر أهل البدع والشبهات على الدين وأهله .
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ .
ومن هؤلاء الأئمة الذين اتخذهم الناس علماء ، وهم في حقيقة أمرهم جهال ، وجهلهم مركب ، حيث يظنون انهم على شيء من العلم وهم في الجهل واقعون .
المسمى : عمرو خالد ، فيا ترى من هو ؟ وما حقيقة دعوته ؟
هذا ما سنتناوله بالعرض في هذا المقال إن شاء الله .
وانتبه أخي المسلم ، لا يعمينك التعصب والهوى فترد الحق ، لحجج واهية قامت في عقلك ، بل المسلم ضالته الحق متى ما وجده تبعه .
أولا : من هو عمرو خالد ؟ وما هي دراسته التي أهلته لكي يكون داعية ، ومن هم شيوخه الذين أخذ عنهم ؟ يجيب عمرو خالد بنفسه فيقول :
الاسم : عمرو محمد حلمي خالد
العمل : مراجع حسابات وشريك بمكتب مراجعة وعضو جمعية المحاسبين والمراجعين المصرية .
دراسته : بكالوريوس تجارة ، وهو دارس بمعهد الدراسات الإسلامية ويحضر رسالة الماجستير في الاقتصاد الإسلامي
شيوخه : لا شيوخ له درس عليهم مباشرة وأخذ عنهم بل يقول في حوار له مع جريدة الميدان بتاريخ 5/11/2002 ، والمنشور كذلك في موقعه ما نصه "
سؤال : أنت منذ السنة الثانية ثانوى ، بدأت تتجه لبناء نفسك ، وبناء تفكيرك ، وبناء عقيدتك ، كيف فعلت ذلك ، كيف قرأت لتكوين هذا الركام الهائل من الثقافة الدينية ؟
الجواب : ليس عندي ركام هائل : أنا بضاعتي قليلة لكنني أحاول الاجتهاد وأنا أحب رسالتي . وقد ابتدأ الأمر بحب المسجد ، والمسجد يكون في الأرض . ولكن السماء تكون فيه ، بروحانياتها وإحساسها . ومثلما يقام النهر فتقف الأرض عند شاطئيه . فلا تدخل على مياهه . يقام المسجد ، فتقف الدنيا عند جدرانه . ولا تدخل.
كنت أسكن حي المهندسين ، ولا أنسى مسجد طارق بن زياد الذي نشأت وتأثرت وتفاعلت فيه . كنت أدخل المسجد لأداء الصلاة ثم أحببت قراءة القرآن في المسجد بينما أمارس حياتي بشكل طبيعي . كان جدولي في الصيف : من العصر إلى المغرب في النادي لممارسة رياضات الراكت والتنس والكرة ، ومن المغرب إلى العشاء في الجامع . هذا التوازن بين الروح والجسد . جميل جدا بعد العشاء ، أذهب للفسحة مع أصحابي . ماذا بعد ذلك ينقصني عن بقية الشباب ؟ مشكلة الناس أنها تغذى الجسد ، وتنسى الروح . وكان من نعمة ربنا أنني مارست الإثنين . من خلال مرحلة الثانوية العامة في الصيف . كنت قد حفظت سورة البقرة وأجدت قراءة القرآن الكريم . فلما حفظت سورة البقرة أردت قراءة تفسيرها . ولما قرأت تفسيرها أحسست بشيء من الوعي ، وشئ من المتعة الجديدة متعة استشعار القرآن الذى أنزله الله لنعيش به . كنت أنظر إليه على أنه طلاسم . أصبح يخاطبني . فأحس بمعانية وأدركها .
بدأت أحفظ المزيد من القرآن . وأقرأ التفسير أكثر وألخص الكتب التي أقرأها . بدأت أسمع الشيخ الشعراوى بغزارة . وأسمع الشيخ محمد الغزالي . الشيخ الشعراوى يعطيني الإحساس بالقرآن وخواطره . والشيخ الغزالى يعطيني عمق الفكر والرؤية للأمة . كل هذا يصيغ وجداني وعقلي . وأنا أحب الحديث في الدين . فبدأت أتكلم عما أقرأ وأسمع فحدث تثبيت المعلومة . وبدأت أقرأ بعيون الناس ، أي أن الناس كيف ستتلقى قولي ؟ … وتعلمت ألا أتحدث من برج عاجى.
بعد تخرجي من الجامعة … ذهبت إلى انجلترا فاكتسبت خبرة كيف يفكر الغرب .. كل هذا صاغ شخصيتي . وأنا من النوع الذى يحفظ بمجرد القراءة وهذه نعمة من الله ساعدني بها على أداء رسالتي. وأستطيع انتقاء ما أقرأ . عيني لا قطة . إضافة لكوني مستمعاً جيداً . وهناك نصيحة قالها لي عماد الدين أديب منذ ثلاث سنوات . أعمل بها حتى اليوم . قال لي الناس التي تمارس مهنة الحديث إلى الآخرين ، يقرأ الواحد منهم مائة كلمة لكي يقول ألف كلمة . لو تريد الاستمرار اقرأ ألف كلمة لكي تقول الناس مائة كلمة . ....... . هذا هو المخزون الخاص بي "
انتهى كلامه بنصه من الحوار المنشور بموقعه ، ومن خلال هذا النص يتضح لنا ما يلي :
1-
بدأ الرجل بقراءة القرآن الكريم وحفظه في المسجد ، دون إهمال لجانب الجسد وهو الذهاب إلى النادي لممارسة رياضة ( الراكت ) والتنس والكرة ، بعد العصر .
دون إغفال يا إخواني أن النوادي المصرية نواد مختلطة بين الرجال والنساء ، وخاصة أن النساء بملابس الرياضة ( المحتشمة ) التي تكشف أكثر مما تغطي ، ولكن حضرت (الداعية ) عمرو لا يرى بالاختلاط بأسا كما سيأتي ذلك في باب فتاوى الداعية عمرو خالد .
ومما يزيد الطين بلة ، أن ينتقد الذين يغذون أحد الجانبين دون الآخر ، فمن غذى الجسد دون الروح فهو مخطئ ، وكذلك من غذى الروح دون الجسد فقد أخطئ ، فعلى ذلك ينبغي لطلبة الشريعة وطلبة العلم والعلماء أن يخصصوا لهم وقتا للذهاب للنادي وممارسة السباحة والكرة ، وحبذا لما ينتهوا أن يأخذوا حماما دافئا من السونا مع المساج ؟؟
فالله المستعان على هذه المهزلة
فالذي يظهر أن الرجل ( الداعية ) خريج نوادي رياضة ؟؟؟ فهنيئا له !!!
2
في المرحلة الثانوية حفظ سورة البقرة ، مع الإطلاع على بعض كتب التفسير ثم تلخيصها بعد ذلك ، ثم اتجه لسماع الشيخ الشعراوي بغزارة فهو يعطيه الإحساس بالقرآن وخواطره ، وسماع الشيخ الغزالي الذي يلهمه عمق الفكر والرؤية للأمة .
فشيوخه يا إخواني :
أ - كتب التفسير التي كان يطلع عليها ، ولم يذكر لنا منها شيئا ، ولعل كتاب ظلال القرآن المملوء باكثير من الأفكار والعقائد المخالفة للإسلام لسيد قطب كان على رأسها .
ب – الشعراوي ، صاحب البلاوي ، الذي يستنجد بالسيدة زينب والحسين ، ويخاف منهما خوف السر ، كما في مذكرات محمد متولي الشعراوي ، وعقيدته في الأسماء والصفات تخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، فهو من أهل التأويل والتعطيل
ت – محمد الغزالي ( المعاصر ، المعتزلي )، عدو السنة وأهل الحديث ، العقلاني ، الذي رد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي في البخاري ومسلم وقد أجمعت الأمة على قبولها ، لا لشيء سوى أنها تخالف عقله السقيم ، فرد حديث المجيء بالموت على صورة كبش ، وحديث فقء موسى عليه السلام لعين ملك الموت ، وغيرها من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
*ثم بعد تخرجه من الجامعة ، ذهب إلى انجلترا ، فاكتسب الداعية عمرو خالد خبرة في كيفية تفكير الغرب ( الكافر ) ، وبالطبع أعجب بهم وبزيهم ، فشابههم فيه ، فهو يحلق لحيته وشاربه كما يفعلون ، ويلبس الكرفتا والبنطال والقميص كما يلبسون ، ويفكر كما يفكرون
قال الإمام الصنعاني في كتابه سبل السلام ( والحديث دال على أن من تشبه بالفساق كان منهم أو بالكفار أو بالمبتدعة في أي شيء مما يختصون به من ملبوس أو مركوب أو هيئة .. "
وقال شيخ الإسلام في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم " هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بأهل الكتاب ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم "
(من كتاب التشبه المنهي عنه ، لجميل بن حبيب ص 44)
يقول ابن تيمية في كتابه الاقتضاء 1/ 93 " المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين ، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال ، وهذا أمر محسوس ، فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليهم ... "
ثم يقول ( الداعية ) بعد هذا السرد لمنهاجه في طلب العلم ، ( كل هذا صاغ شخصيتي )
الله أكبر ... اعتراف منه بأن ذهابه للنادي المختلط ، ولعبه الرياضات المختلفة ، وقراءته على نفسه ، ثم سماعه الشعراوي والغزالي وتأثره بهم ، وأخيرا تأثره بكيفية التفكير الغربي ، كل ذلك هو الذي صاغ شخصية ( الداعية ) عمرو خالد !!!! ووأنعم بها من شخصية
فيا إخواني ، هل هذا يكفي لكي يصيغ لنا شخصية داعية إلى الله على طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، تعلم الناس الخير وتدعو إليه ، أم أنها شخصية غربية دنيوية لا صلة لها بالعلم والتعليم
يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل
يقول المفسر السعدي رحمه الله " أي ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم ، إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح .. "
وهذا الذي عمل به نبينا صلى الله عليه وسلم فقال تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف
يقول السعدي رحمه الله " يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( قل ) للناس ( هذه سبيلي ) أي طريقتي الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته ، المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له ( أدعو إلى الله ) أي أحث الخلق والعباد إلى الوصول إلى ربهم وأرغبهم في ذلك وأرهبهم مما يبعدهم عنه .
ومع هذا فأنا ( على بصيرة ) من ديني أي على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية ( و ) كذلك ( من اتبعني ) يدعو إلى الله كما أدعو على بصيرة من أمره "
قال الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله – في شرح كتاب التوحيد ، باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، تفسير الآية السابقة " ( على بصيرة ) والبصيرة هي العلم ، البصيرة للقلب كالبصر للعين يبصر بها الحقائق والمعلومات ...
يعني أنه دعا على علم وعلى يقين وعلى معرفة لم يدعو إلى الله على جهالة "
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – في كتاب إعانة المستفيد ( 1/102)
" في هذا دليل على انه يشترط في الداعية أن يكون على بصيرة أي على علم بما يدعو إليه ، أما الجاهل فلا يصلح للدعوة ، بل لا بد أن يتزود بالعلم قبل أن يشرع في الدعوة .."
فمثل هذا ( الداعية ) ليس له علم بشريعة الله ، فلا هو درس على عالم ، ولا درس في الأزهر على الأقل ( على ما فيه من طوام وبلايا ) ، بل هو يجمع من هنا وهناك ، كحاطب ليل يجمع الغث والسمين ، فلا يصلح أن يكون للناس هاديا ومصلحا وداعيا إلى الله سبحانه وتعالى .
- وفي آخر النص المنقول لكم إخواني يقول " وهناك نصيحة قالها لي عماد الدين أديب منذ ثلاث سنوات . أعمل بها حتى اليوم ... "
هذا المسمى ( عماد الدين أديب ) لما سألت عنه قيل لي أنه مذيع في قنوات أوربت ، يجري مقابلات مع السياسيين ، من الكفار والفسقة ، فقد أجرى لقاءات مع اليهودي بيريز و شارون وغيرهم .
ثم تراه يذكره كناصح استفاد منه ، وهو يطبق نصيحته إلى اليوم ، ويفتخر بذلك ، فهنيئا لك هذه النصيحة .
ثانيا : تشابهت قلوبهم ....
سئل الحافظ بن أبي عاصم الشيباني – رحمه الله – في كتاب له بعنوان المذكر و التذكير والذكر ، هذا السؤال ، فتأملوا يا إخواني تفاصيل السؤال ، وقارنوها مع حال ( الداعية ) عمرو خالد
يقول الشيباني " سألتَ عن قوم نسبوا إلى البدع ، ابتنوا دورا ، وبنوا فيها مساجد ، كل دار منسوبة إلى رأس منهم يقص ، ويجتمع إليه من الناس النساء وضعفة من الرجال ، فيموه عليهم بكلام قد زخرفه ، ويدعوهم إلى بدعته ، حتى كثر اتباع هؤلاء القوم : ما الذي يجب على أمير ذلك المصر أن يفعله بهم ؟
انتهى السؤال الموجه للإمام الشيباني رحمه الله
والآن فلنتأمل الحالين ، ورد في السؤال : أقوام يجمعون الرجال والنساء وضعفة الرجال في الدور أو في المساجد ، ويقصون عليهم .
وحال ( الداعية ) عمرو خالد ، انه يجمع الرجال والنساء ( المتبرجات ) في الإذاعات ، وفي المساجد ، ويقص عليهم من سير الصحابة والصالحين
فالحال واحدة ، والأمر مشترك ، ولقد شاهدت حلقتين لهذا الداعية على قناة اقرأ فرأيت التالي :
يجلس ( الداعية ) على المسرح ، وعن يمينه وعن شماله ، مجموعة من الشباب يجلسون على مدرجات وضعت على المسرح .
وفي أسفل المسرح يجلس النساء والرجال جنبا إلى جنب ؟؟؟؟؟؟
والنساء ما بين كاسيات عاريات ، مظهرات للشعر ولأجزاء من أجسادهن ، ونساء قد غطين رؤوسهن وتحجبن بحجاب سنة 2003 ( آخر موضة )
وبعد أن أنهى ( الداعية ) محاضرته عن خالد بن الوليد _رضي الله عنه _ على ما أذكر ، طلب من الحضور التعليق على ما سبق ، فقاموا الحضور فرادا أمام مكبر الصوت كل يظهر مشاعره وأشجانه وتأثره بهذه القصة وما تعلمه منها .
في رأيكم ما حكم هذا الفعل ؟
تبرج وسفور ، في محاضرة ( دينية ) إن صح التعبير !!!
اختلاط بين النساء والرجال ، والهدف هو الإصلاح والدعوة إلى الله !!!
اقرأ معي أخي المسلم ، جواب الحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني لما سئل السؤال السابق
قال – رحمه الله – " فاعلم أكرمك الله أن الذي يجب على الوالي ، أن يرسل إلى رأس من هؤلاء ، ويحضر جماعة من أهل الستر ، ومن كان من أساب السلطان بالبلد ، فيقول الوالي بحضرتهم للرأس الذي دعاه : أنهاك أن تجلس للناس وتقص ، أو تجلس بعقب الصلاة مجلسا يجتمع الناس إليك فيه ، قد تقدمت إليك في هذا فمتى خالفت عاقبتك ....
فإن عاد بعد ذلك لمثل ذلك ، وجبت عقوبتهم بخلاف السلطان فإن هذا أبلغ
ثم يأمر الوالي مناديا ، فينادي نداء ظاهرا : أنا قد تقدمنا إلى فلان ابن فلان ، ونهيناه أن يجلس ويقص ، وان يجتمع إليه الناس ويجلس بعقب الصلاة ويجلس مجلسا يجتمع إليه الماس فيه ، وقد برئت الذمة ممن أتاه وجلس إليه
فإن عادوا بعد ذلك لما نهاهم عنه ، ولما تقدم إليهم في النهي عنه ، كان للسلطان أن يعاقبهم وان يهدم الدور ... " ص 61 من الكتاب المذكور بتحقيق خالد الردادي
فانظروا – هدانا الله للحق – كيف شنع عليهم هذا الإمام وأمر بنهيهم وزجرهم فإن لم يرتدعوا عاقبهم الوالي أو الإمام أشد العقاب ، لشناعة فعلهم وجرمه على الدين .
واقرأ أخي المسلم – هداني الله وإياك للحق – هذا الحديث النبوي ، الذي يحذر فيه النبي صلى الله عليه وسلم من القصاصين ، ومن سوء فعلهم
فعن كثير بن مرة قال " دخل عوف بن مالك مسجد حمص ، قال وإذا الناس على رجل فقال : ما هذه الجماعة ؟ قالوا : كعب يقص ، قال عوف : يا ويحه ، ألا سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " القصاص ثلاثة : أمير ، أو مأمور ، أو محتال "
قال الألباني رحمه الله " وهذا إسناد حسن المجلد الخامس حديث 2020
وعند البخاري في التاريخ زاد " فمكث كعب سنة لا يقص حتى أرسل إليه معاوية يأمره أن يقص "
وقد توالى السلف رحمهم الله في التحذير من القصاص ومن سوء عاقبتهم
ثم ما حكم الاختلاط الذي يحصل عند هؤلاء القصاص كما هو مشاهد في حلقات ( الداعية ) عمرو خالد ، هل هو مشروع أم لا
تجيب على ذلك اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله ، في الفتوى رقم 12087
السؤال : هل تجوز الدراسة المختلطة ؟
الجواب : اختلاط الطلاب بالطالبات ، والمدرسين بالمدرسات في دور التعلم محرم ، لما يفضي إليه من الفتنة وإثارة الشهوة ، ووقوع الفاحشة ، ويتضاعف الإثم ويعظم الجرم إذا كشفت المدرسات أو التلميذات شيئا من عوراتهن ، أو لبسن ملابس شفافة تشف عما وراءها أو لبسن ملابس ضيقة تحدد أعضاءهن .. "
والحال عند من شاهد حلقات ( الداعية ) يراها كما هو مسطر في الفتوى السابقة من محضورات
-1
هناك من الحاضرات للداعية قد كشفن – لا أقول الكف والوجهين – بل الرسغ والساعد ، والرقبة ، والشعر ... وغيرها من الأمور التي هي عورة للمرأة لا يجوز إخراجها
-2
كثير من الحاضرات يلبسن الملابس الضيقة أو الشفافة والتي تصف الجسم أو تحدده مثل ما يسمى بـ ( التنورة والقميص ) ومثل البنطال أو ما يسمى بـ ( الجنز )
-3
بالإضافة لوجود شباب قد ارتدوا القميص والبنطال ، وبعضهم قد قص شعره على أحدث قصات الشعر الأجنبية .
والجميع جالس بجانب الآخر ، والكل يشاهد الآخر ، كأنهم اخوة ومحارم لا فتنة بينهم
والله يقول سبحانه وتعالى " {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } (31) سورة النــور
قال السعدي رحمه الله ( يغضوا من أبصارهم ) عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات وإلى المردان الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة وإلى زينة الدنيا التي تفتن وتوقع في المحذور
(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) عن النظر إلى العورات والرجال بشهوة ونحو ذلك من النظر الممنوع " أ.هـ
وسئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله – مفتي الديار السعودية –عن الاختلاط فأجاب :
] اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات :
الأولى : اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال ، وهذا لا إشكال في جوازه .
الثانية : اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد ، وهذا لا إشكال في تحريمه .
الثالثة : اختلاط النساء بالأجانب في : دور العلم ، والحوانيت والمكاتب ، والمستشفيات ، والحفلات ، ونحو ذلك ، فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى افتتان كل واحد من النوعين بالآخر ، ولكشف حقيقة هذا القسم فإننا نجيب عنه من طريق : مجمل ، ومفصل .
أما المجمل : فهو أن الله تعالى جبل الرجال عن القوة والميل إلى النساء ، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف بان ، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء ، لأن النفوس أمارة بالسوء ، والهوى يعمي ويصم ، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر .
أما المفصل : فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها ، ووسائل المقصود الموصلة إليه لها حكمه ، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال ، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعلق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر ، وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة ... " فتاوى المرأة المسلمة ، جمع أشرف عبد المقصود 2/561
ثم سرد الشيخ –رحمه الله – الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط ، فلتراجع .
كما قد حذر الشيخ ابن باز – رحمه الله – مفتي الديار السعودية من مخاطر الاختلاط وشره على الأفراد والمجتمعات ومن ذلك
قوله رحمه الله في مقال له في مجلة الدعوة " إن الاختلاط وسيلة لشر عظيم وفساد كبير لا يجوز فعله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ "
وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم في المضاجع ، لأن قرب أحدهما من الآخر في سن العاشرة وما بعدها وسيلة لوقع الفاحشة بسبب اختلاط البنين والبنات ، ولا شك أن اجتماعهم في المرحلة الابتدائية كل يوم وسيلة لذلك ، كما انه وسيلة للاختلاط بعد ذلك من المراحل .
وبكل حال فاختلاط البنين والبنات في المراحل الابتدائية منكر لا يجوز فعله لما يترتب عليه من أنواع الشرور وقد جاءت الشريعة بوجوب سد الذرائع المفضية للشرك والمعاصي .. "
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، للعلامة ابن باز – رحمه الله 4/245
وتأملوا إخواني هذه الأدلة من الكتاب والسنة والتي تحذر من فتنة النساء
قال تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران
قال السعدي رحمه الله " يخبر تعالى أنه زين للناس حب الشهوات الدنيوية ، وخص هذه الأمور المذكورة لأنها أعظم شهوات الدنيا وغيرها تبع لها ..... "
ومما يزيد الأمر وضوحا الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
-1
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ رواه البخاري
-2
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ * رواه مسلم
-3
عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ " رواه مسلم
فكيف يكون الحال والنساء كاسيات عاريات ، فهذا أدعى لزيادة الفتنة بين الرجال والنساء .
كما أن أمثال هذه اللقاءات تكون وسيلة للفحش بين الرجال والنساء ، بحجة حضور محاضرة دينية ، والله أعلم بالأحوال
أما ( الداعية ) عمرو خالد فيفتي بجواز الاختلاط ، أي اختلاط الشباب الماجن بالفتيات الكاسيات العاريات كما هو مشاهد في حلقاته ، على الرغم من كل هذه التحذيرات من فتنة النساء
يقول ( الداعية ) عمرو في مقال له نشر في موقعه بعنوان ( إفشاء أسرار الزوجية خيانة )
لما سئل عن مظاهر الاحتفال بليلة الزفاف وطقوسها هل هي إسلامية أن فلكلور شعبي
فكان من ضمن فتواه " كل طقوس الفرح المعاصر أقامها النبي صلى الله عليه وسلم في فرح فاطمة ما عدا الأشياء التي فيها معصية .
فسأله المذيع : ماذا تقصد بالمعصية
أجاب : لا أقصد بالمعصية اختلاط الرجال بالنساء في الفرح ، ففي فرح فاطمة شارك الرجال والنساء معا في الاحتفال بزفاف فاطمة .. "
فسماحة ( الداعية ) المفتي ، يستدل على جواز الاختلاط ، باختلاط الصحابة مع الصحابيات في فرح فاطمة ؟؟؟؟
أنى لك ذلك ، وما مصدره من كتب الحديث ، وما درجة صحته ، أم هو محض افتراء على الله ورسوله قال تعالى " {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (22) سورة السجدة