صفحة 3 من 23 الأولىالأولى 1234567813 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 336

الموضوع: جناحا الذبابة

  1. #31
    التسجيل
    04-08-2005
    الدولة
    بإنتظار الفجر
    المشاركات
    5,035

    مشاركة: جناحا الذبابة



    فعلا الغرب يعاني من أمة أخلاقية
    الحمدلله على نعمة الإسلام

    شكرا أخوي على المواضيع القيمة
    لا تحزن

    فإن المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى والمحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، والعاصي يتوب

    والفقير يَغتني بحول الله وقوته.

  2. #32
    التسجيل
    27-03-2005
    المشاركات
    161

    مشاركة: جناحا الذبابة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوردة الجريحة

    فعلا الغرب يعاني من أمة أخلاقية
    الحمدلله على نعمة الإسلام

    شكرا أخوي على المواضيع القيمة
    قصدق لا اخلاقية

  3. #33
    التسجيل
    28-08-2001
    الدولة
    <=^=^==^=^=>
    المشاركات
    7,688

    مشاركة: جناحا الذبابة

    أهلا بكل القراء.

    فنجان قهوة


    انتحار الأفكار



    الإنجازات العظيمة تأتي من الأفكار العظيمة، ولكن الأفكار العظيمة بحاجة لمن يدفعها إلى النور، وإذا بقيت مجرد أفكار في رؤوس أصحابها فإنها تذبل وتموت، وإذا لم تفعل ذلك بشكل طبيعي فإنها تنتحر. ولو لم يجد اسحق نيوتن من يستمع إليه عندما تحدث عن التفاحة التي سقطت فوق رأسه، لما عرفنا قانون الجاذبية، ولو أن أصحاب المؤسسات الصناعية سخروا من ويليام جراهام بيل عندما قال لهم: إن لديه “فكرة” تجعل الشخص الذي يجلس في منزله في لندن يسمع الكلام الذي يقوله شخص يجلس في مكتبه في بكين، ويتحدث الاثنان إلى بعضهما البعض وكأنهما يجلسان في غرفة واحدة، لما عرفنا التليفون، ولما اكتشفنا عبقرية مجمع اللغة العربية في الاشتقاق، عندما أطلق على التليفون اسم الأرزيز، ولما عرفنا كل المخترعات الأخرى التي أوحى بها ذلك الأرزيز، ولما شهدت حركة التجارة العالمية ذلك الازدهار الذي تنعم به في الوقت الحاضر.
    وكل المخترعات الحديثة كانت أفكاراً في رؤوس أصحابها، وجدت رجالاً عظاماً دفعوها إلى النور، ولا أغالي إذا قلت إن مدير الشركة الذي وقع عقدا مع مخترع التلفزيون لاستثمار اختراعه لا يقل عبقرية عن مخترع التلفزيون نفسه، والناشر الذي قرأ مسودة الكتاب الأول الذي كتبه ارنيست همينجواي وأعطى الموافقة على نشره لا يقل أهمية، على صعيد الثقافة الإنسانية، من همينجواي نفسه، إذ لولا هذا وذاك، لظل التلفزيون وروائع همينجواي مجرد أفكار في رؤوس أصحابها. ولو أن فرديناند وايزابيلا سخرا من كريستوفر كولومبوس عندما عرض عليهما مشروع رحلته الاستكشافية، لكان الناس يجهلون حتى الآن أن هنالك منطقة شاسعة من الأرض خلف المحيط الأطلسي اسمها أمريكا.
    وهناك من يتمنى لو أن التلفزيون بقي مجرد فكرة في رأس صاحبها، ولو أن فرديناند وإيزابيلا طردا كولومبوس من مجلسهما عندما حدثهما عن مشروعه لاكتشاف طريق جديد إلى كنوز الشرق وثرواته، فالتلفزيون هو الذي روج أغاني الفيديو كليب، وهو الذي حوّل الضفادع إلى شخصيات مشهورة، تغني، وتتحدث عن فلسفتها في الحياة، ورأيها بشكسبير، وأدلر، وشوبنهور، وأمريكا التي ولدت بلا تاريخ، على أيدي المغامرين والمجرمين وخريجي السجون قبل قرنين من الزمن هي التي قتلت الحضارة والتاريخ، وطرحت، في كل أسواق العالم، حضارة الجينز والهمبورجر، ولكن الذين يقولون هذا الكلام إنما يقولونه مجرد “فشة خلق”، وبدافع الغضب من سوء استخدام التلفزيون، ومن سوء التوجهات الأمريكية.
    ومشكلتنا نحن أن الأفكار العظيمة تموت عندنا في رؤوس أصحابها، ولا تجد من يدفعها إلى النور، فنحن نخاف، أحيانا، من الأفكار الجديدة، وأحيانا نرفضها، وأحيانا نقاومها، وأحيانا يقول الواحد منا: طالما أن هذه الفكرة لم تنطلق مني، فإنها لا تساوي شيئا على الإطلاق، ولو كانت تساوي شيئا بالفعل، لخطرت على بالي، أو طالما أن تنفيذ هذه الفكرة يبدو مستحيلا في نظري، فإن أحدا في الكرة الأرضية لا يستطيع تنفيذها.
    إنه الغرور، والضحالة القاتلة، وهما كافيان لتدمير أية حضارة.




    أبوخلدون



  4. #34
    التسجيل
    06-09-2002
    المشاركات
    17

    مشاركة: جناحا الذبابة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة -Cheetah-
    فنجان قهوة

    جناحا الذبابة


    ليتنا نعرف ما هو الداء في أحد جناحي الذبابة، وما هو الدواء الذي في الجناح الآخر، وهل الدواء الذي في أحد الجناحين يلغي تأثير الداء الذي في الجناح الآخر؟
    هذا السؤال لم يفكر به أحد من قبل رغم أننا جميعاً نعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وقبل ما يزيد على أربعة عشر قرنا تحدث رسولنا الكريم عن جناحي الذبابة وقال وهو الصادق الأمين إن في أحد الجناحين داء، وفي الآخر دواء، وكان من المفروض أن يحث هذا الحديث الشريف علماءنا على البحث، لا أن ينتظروا العلماء الروس لكي يسمعوا الحديث من زملائهم المسلمين ويجروا بحوثا عليه.



    أبو خلدون


    إنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى
    لله المنه والحمد
    اللهم اٍهد قومى فهم لا يعلمون

  5. #35
    التسجيل
    28-08-2001
    الدولة
    <=^=^==^=^=>
    المشاركات
    7,688

    مشاركة: جناحا الذبابة

    أهلا بكل القراء.

    فنجان قهوة


    كلمات لا تقال بكلمات



    حتى الآن، لا يزال الإنسان يتعامل بالإشارة، رغم المشوار الطويل الذي قطعه مع اللغة. وعندما يتحدث اثنان إلى بعضهما بعضا، يطرحان الكثير من الكلام الذي يقولانه جانبا، ويبحثان عن “الكلام الأكثر صدقا” الذي يخفيه كل منهما، فتكشفه عيناه، وايماءاته وحركات يديه.
    وفي لغة العشاق، من القلب إلى القلب رسول، فهم عندما يلتقون تهرب اللغة، وتضيع الكلمات، وما أروع ذلك الشاعر الذي عبر عن مشاعره لحبيبته بقوله إنه عاجز عن الكلام، ولذلك تولى خفقان قلبه، واضطراب جوانحه، وشحوب لونه، وانعقاد لسانه التعبير نيابة عنه بما يحسه تجاهها .
    وأدباء اللامعقول يقولون إن اللغة وسيلة سيئة لنقل الفكر، ولذلك لا حاجة للناس بها، وإذا كان جورج برنارد شو يقول ان الكلمة الانجليزية تفقد معناها عندما تعبر قناة السويس، فإن مواطنه صموئيل بيكيت يقول إن الكلمة، مهما كانت اللغة التي تنتمي إليها، تفقد معناها بمجرد خروجها من الشفتين، وإن ما يقوله الناس لنا لا يمثل الواقع، ولا يعبر عن حقيقة مشاعرهم، وعندما يقول الناس لنا شيئا نفهمه نحن كما نريد، لا كما هو في واقعه. خذ هذه الجملة مثلا: “أمضيت عطلة نهاية الأسبوع على الشاطئ”.
    هذه جملة مفيدة تحمل معنى، ولكن المعنى يفهمه كل شخص على هواه، فقد يفهم البعض هذه الجملة على أنها إشارة إلى ممارسة رياضة صيد السمك، ويفهما آخر على أنها إشارة إلى ممارسة رياضة السباحة والاسترخاء على الشاطئ، ومتابعة السابحات الأوروبيات الفاتنات، ويفهمها ثالث على أنها جلسة على الرمال على شاطئ يغص بالعائلات والمحتشمات، لمراقبة أمواج الخليج، كما كان يفعل ذلك الغريب على الخليج بدر شاكر السياب في الخمسينات. وهكذا فإن الجملة الواحدة يفهمها كل واحد على مزاجه، وهذا يعني، في رأي أدباء اللامعقول، أن التواصل بيننا وبين الآخرين مقطوع.
    شيء بهذا المعنى قدمته إحدى محطاتنا الفضائية قبل انضمامها إلى الركب الفضائي الحضاري وتوجيه اهتمامها شبه الكامل لبرامج المسابقات والمنوعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فقد قدمت هذه المحطة فقرة عن “التفاهم بالإشارة” قالت سيدة فيها إن اللغة بين أفراد عائلتها تفقد وظيفتها بوجود الآخرين، وتتحول إلى لغة مجاملات لا تعكس فيها الكلمات حقيقة ما تريد أن تقوله، وأضافت: “عندما أكون في محل تجاري ويعجبني شيء، أنظر إلى عيني زوجي، ومن دون أن أتفوه بكلمة واحدة أعرف ما يجول في خاطره، فإذا شعرت أنه يوافقني الرأي، اشتريها، وإلا فإنني أخترع أي عيب فيها لتبرير رفضي لها، كأن أقول إن اللون لا يعجبني”. وقالت سيدة أخرى: “في المنزل، عندما يزورنا أحد الأصدقاء، يكون الحديث بيني وبين أفراد عائلتي بلغة الإشارات: نظرة تحدد المكان الذي ينبغي أن يجلس فيه كل فرد، ونظرة ثانية تحدد موعد الشاي، ونظرة ثالثة تقول إن الموضوع الذي تناقشه ابنتي لا يجوز طرحه بوجود أحد، فيتغير الموضوع على الفور”.
    وقبل مدة أجرت إحدى الصحف البريطانية تحقيقاً طريفاً تناول الكلمات التي لا نقولها بكلمات، بينما هي الكلمات التي نقصد قولها. ومثال ذلك، عندما تسألك الفتاة: “هل أنت متزوج؟” بينما كل أجهزة الاستشعار لديها تؤكد لها أنك أعزب، فإنها لا تقصد الاستفسار عن وضعك العائلي، وإنما تريد أن تقول لك: “سلامة نظرك، تعال اخطبني من بابا”، وعندما يقول صاحب المنزل لضيفة: “البيت بيتك، خذ راحتك”، فإنه يقصد: “لقد زودتها كثيراً، وأنا على استعداد لشرائه منك، بشرط ألا تترك فيه مسمار جحا، وأن تخرج منه، ولا تعود أبدا”.




    أبوخلدون



  6. #36
    التسجيل
    27-03-2005
    المشاركات
    161

    مشاركة: جناحا الذبابة

    شاهدت في سنة من السنوات الماضية قبل ظهور <<الحملة الغنائية>>, برنامجا شيقا , بحيث احضروا شخصين ووضعوهما في غرفة ,ا جلسوهما مقابل بعضهم البعض, امروهما بأن ينظر كل واحد الى عين الاخر لمدة ساعة كاملة دون كلام, وكانت النتيجة بان اصبح الشخصين من اعز الاصدقاء

    اتمنى ان نعمل يوم عالمي للسكوت

  7. #37
    التسجيل
    06-12-2005
    المشاركات
    696

    مشاركة: جناحا الذبابة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    لا زلت في موضوع الاكوان المتوازية

    بالنسبة لنظرية الأكوان المتاوازية، فهي نظرية فيزيائية إلى جانب كونها خيالا ادبيا.


    ماذا عن عالم الموت؟؟؟؟
    هل من الممكن اعتماد هذه النظرية عليه؟؟؟

    اي بعد ناقص؟؟ المكان؟؟ اليس متواجد بيننا؟؟ ام ان المعايير تختلف بيننا وبين الاموات؟؟؟

    البعد الزمني توقف بالنسبة لنا.. ولكن بالنسبة لهم، فالزمن ما زال يسير.

    الكون؟؟؟ اذن فهم في كون آخر.. ولكن؟؟ ماذا يربط العالمين؟؟؟

    تساؤلات..

    شكرا

    أدعو وَقلبي طافِحٌ برَغْوةِ الأحزانْ :
    يا واسِعَ الإحسانِ
    يا حَنّانُ يا مَنّانْ
    عَبْدُكَ قد أهلكَهُ التّفتيشُ عن خَليفْ
    فَابسُطْ ضِياءَ وَجْهكَ الوَضّاءِ يا لَطيفْ
    لِعَبْدكَ الضَّعيفْ
    لَعَلَّهُ
    سَيَهتدي، يَومًا، إلى شَريفْ !

    أين ذهب الشرفاء؟؟
    الماسآة لا تحدث عند ارتكاب المجرمين للجرائم وانما عندما يرى خيار الامة ذلك ولا يعملون شيئا حياله

  8. #38
    التسجيل
    06-12-2005
    المشاركات
    696

    مشاركة: جناحا الذبابة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة -Cheetah-
    أهلا بكل القراء.



    فنجان قهوة



    انتحار الأفكار



    الإنجازات العظيمة تأتي من الأفكار العظيمة، ولكن الأفكار العظيمة بحاجة لمن يدفعها إلى النور، وإذا بقيت مجرد أفكار في رؤوس أصحابها فإنها تذبل وتموت، وإذا لم تفعل ذلك بشكل طبيعي فإنها تنتحر. ولو لم يجد اسحق نيوتن من يستمع إليه عندما تحدث عن التفاحة التي سقطت فوق رأسه، لما عرفنا قانون الجاذبية، ولو أن أصحاب المؤسسات الصناعية سخروا من ويليام جراهام بيل عندما قال لهم: إن لديه “فكرة” تجعل الشخص الذي يجلس في منزله في لندن يسمع الكلام الذي يقوله شخص يجلس في مكتبه في بكين، ويتحدث الاثنان إلى بعضهما البعض وكأنهما يجلسان في غرفة واحدة، لما عرفنا التليفون، ولما اكتشفنا عبقرية مجمع اللغة العربية في الاشتقاق، عندما أطلق على التليفون اسم الأرزيز، ولما عرفنا كل المخترعات الأخرى التي أوحى بها ذلك الأرزيز، ولما شهدت حركة التجارة العالمية ذلك الازدهار الذي تنعم به في الوقت الحاضر.
    وكل المخترعات الحديثة كانت أفكاراً في رؤوس أصحابها، وجدت رجالاً عظاماً دفعوها إلى النور، ولا أغالي إذا قلت إن مدير الشركة الذي وقع عقدا مع مخترع التلفزيون لاستثمار اختراعه لا يقل عبقرية عن مخترع التلفزيون نفسه، والناشر الذي قرأ مسودة الكتاب الأول الذي كتبه ارنيست همينجواي وأعطى الموافقة على نشره لا يقل أهمية، على صعيد الثقافة الإنسانية، من همينجواي نفسه، إذ لولا هذا وذاك، لظل التلفزيون وروائع همينجواي مجرد أفكار في رؤوس أصحابها. ولو أن فرديناند وايزابيلا سخرا من كريستوفر كولومبوس عندما عرض عليهما مشروع رحلته الاستكشافية، لكان الناس يجهلون حتى الآن أن هنالك منطقة شاسعة من الأرض خلف المحيط الأطلسي اسمها أمريكا.
    وهناك من يتمنى لو أن التلفزيون بقي مجرد فكرة في رأس صاحبها، ولو أن فرديناند وإيزابيلا طردا كولومبوس من مجلسهما عندما حدثهما عن مشروعه لاكتشاف طريق جديد إلى كنوز الشرق وثرواته، فالتلفزيون هو الذي روج أغاني الفيديو كليب، وهو الذي حوّل الضفادع إلى شخصيات مشهورة، تغني، وتتحدث عن فلسفتها في الحياة، ورأيها بشكسبير، وأدلر، وشوبنهور، وأمريكا التي ولدت بلا تاريخ، على أيدي المغامرين والمجرمين وخريجي السجون قبل قرنين من الزمن هي التي قتلت الحضارة والتاريخ، وطرحت، في كل أسواق العالم، حضارة الجينز والهمبورجر، ولكن الذين يقولون هذا الكلام إنما يقولونه مجرد “فشة خلق”، وبدافع الغضب من سوء استخدام التلفزيون، ومن سوء التوجهات الأمريكية.
    ومشكلتنا نحن أن الأفكار العظيمة تموت عندنا في رؤوس أصحابها، ولا تجد من يدفعها إلى النور، فنحن نخاف، أحيانا، من الأفكار الجديدة، وأحيانا نرفضها، وأحيانا نقاومها، وأحيانا يقول الواحد منا: طالما أن هذه الفكرة لم تنطلق مني، فإنها لا تساوي شيئا على الإطلاق، ولو كانت تساوي شيئا بالفعل، لخطرت على بالي، أو طالما أن تنفيذ هذه الفكرة يبدو مستحيلا في نظري، فإن أحدا في الكرة الأرضية لا يستطيع تنفيذها.
    إنه الغرور، والضحالة القاتلة، وهما كافيان لتدمير أية حضارة.




    أبوخلدون




    فكرة رائعة ونقطة مهمة..

    للأسف هذا ما يحصل اليوم..


    سلامي

    أدعو وَقلبي طافِحٌ برَغْوةِ الأحزانْ :
    يا واسِعَ الإحسانِ
    يا حَنّانُ يا مَنّانْ
    عَبْدُكَ قد أهلكَهُ التّفتيشُ عن خَليفْ
    فَابسُطْ ضِياءَ وَجْهكَ الوَضّاءِ يا لَطيفْ
    لِعَبْدكَ الضَّعيفْ
    لَعَلَّهُ
    سَيَهتدي، يَومًا، إلى شَريفْ !

    أين ذهب الشرفاء؟؟
    الماسآة لا تحدث عند ارتكاب المجرمين للجرائم وانما عندما يرى خيار الامة ذلك ولا يعملون شيئا حياله

  9. #39
    التسجيل
    28-08-2001
    الدولة
    <=^=^==^=^=>
    المشاركات
    7,688

    مشاركة: جناحا الذبابة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة EverIslam
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    لا زلت في موضوع الاكوان المتوازية



    ماذا عن عالم الموت؟؟؟؟
    هل من الممكن اعتماد هذه النظرية عليه؟؟؟

    اي بعد ناقص؟؟ المكان؟؟ اليس متواجد بيننا؟؟ ام ان المعايير تختلف بيننا وبين الاموات؟؟؟

    البعد الزمني توقف بالنسبة لنا.. ولكن بالنسبة لهم، فالزمن ما زال يسير.

    الكون؟؟؟ اذن فهم في كون آخر.. ولكن؟؟ ماذا يربط العالمين؟؟؟

    تساؤلات..

    شكرا

    والله يا أخي Everislam لا أظن أن عالم الأموات يخضع لهذه النظرية، فما يقصد هنا بعالم وكون آخر، هو كون كلي متفرد تماما عن هذا الكون، قد يكون مشابها له من حيث البناء لكنه مستقل عنه تماما من حيث التطور.
    أما ما قد يجول بخاطر البعض بخصوص عالم الجن، فهو ليس مستقلا عن عالمنا نحن البشر، وهنالك أيضا قدرة الجن على رؤية البشر والتفاعل معهم، حتى لو لم يستطع البشر رؤية الجن فهذا لا يعني أنهم في كون آخر ولا أظن انه يصح تطبيق هذه النظرية عليهم.

    أما الرابط بين هذه العوالم، فهنالك الكثير من النظريات بهذا الخصوص منها:
    -يرتبط العالمان بواسطة اضطرابات في أبعاد المكان وبعد الزمان، من ذلك الثقوب السوداء، والأنابيب الحلزونية التي جمعت حولها من النظريات ما لايعد ولا يحصى.

    -يمكنك الانتقال من زمن لآخر إذا سافرت بطريقة ما بسرعة ما..... ولا أذكر التفاصيل.


    لكن هذا كله نظريات!!

  10. #40
    التسجيل
    28-08-2001
    الدولة
    <=^=^==^=^=>
    المشاركات
    7,688

    مشاركة: جناحا الذبابة

    فنجان قهوة


    حساسية ...أبو خلدون



    شخصيا، أعاني من حساسية شديدة من عبارة “الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان”، وكلما أسمعها يهرشني جسمي وأبدأ بالحك. والرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس يعانيان من حساسية من هذه العبارة أيضاً، فلو جرت الانتخابات الأمريكية بطريقة ديمقراطية تحفظ حق المواطن الأمريكي في الاختيار وحريته في التصويت للمرشح الذي يعجبه لما وصل بوش إلى الحكم ولما عرف العالم وزيرة مسكونة بالهواجس مثل “كوندي”. ومع ذلك فإن بوش ووزيرة خارجيته يكثران من الحديث عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وكلما كثر حديثهم خسر الأمريكيون المزيد من حرياتهم وأقيم المزيد من السجون في الخارج، على غرار جوانتانامو وأبو غريب، وغيرهما من السجون التي تنتهك فيها أبسط مبادىء حقوق الإنسان.
    وقبل مدة أعلنت جامعة ليك الأمريكية قائمة بالكلمات التي فقدت معناها خلال عام ،2005 إما بسبب سوء الاستخدام، أو كثرة الاستخدام بمناسبة ومن دون مناسبة، وهذه اللائحة تعدها الجامعة منذ عام ،1976 والكلمات والعبارات التي وردت في قوائم الأعوام الماضية كانت شبه عامة مثل: الوفاق والتعايش السلمي والامبراطورية الحمراء والشيوعية الخ. أما لائحة هذا العام فإنها تضم أشياء جديدة مثل: الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والشرعية الدولية، وبعض العبارات التي رددها بوش، ومن ذلك: “من حقل التعليم يخرج المتعلمون”، وهي عبارة فارغة لا توحي بشيء، ولكن الذين أعدوا القائمة يقولون: “ينبغي ألا نخلط بين التعليم والمدارس، لأن المدارس توقفت عن كونها مكانا للتعليم”.
    ويقول معدّو اللائحة: إن الرئيس بوش يكثر من الحديث عن الديمقراطية وتصديرها لدول العالم الثالث، وعندما تجرى انتخابات ديمقراطية خالصة، بإشراف دولي، في هذه الدول، وتفوز فيها جماعات إسلامية يرفض بوش الاعتراف بنتيجة الانتخابات، كأن المفروض من الديمقراطية أن ترفع أصدقاء الولايات المتحدة فقط إلى الحكم، وليس غيرهم، وهذا ما لم يحدث في الضفة الغربية وغزة، عندما فازت “حماس”.
    ومن العبارات التي لفتت نظر اللجنة عبارة توضع على بعض أنواع الأغذية تقول: “خال من الدهون”، وهي عبارة لا تعني شيئا، إذ إن الأغذية التي يقال إنها خالية من الدهون مشبعة بالدهون كغيرها، وعبارة ترددها أجهزة الإعلام وهي “خبر عاجل ومهم” وتستمع إلى الخبر فتجد أنه لا يهمك في شيء.
    وطالب معدو اللائحة بالتوقف عن استخدام تعبير “وكالة إدارة الطوارىء الفيدرالية”، بحجة أن إعصار كاترينا كشف أن هذه الوكالة غير فاعلة على الإطلاق، وإذا كانت غير فاعلة، فما حاجة الناس إليها، وما حاجتها هي إلى اسم.!!!
    في إحدى أغاني الفيديو كليب تظهر فتاة محجبة ترتدي “تي شيرت” و”جينز” ضيقاً، تجلس على جسر أثناء الليل، بينما المطرب يبثها لواعجه وهي تحرك يديها وتهز كتفيها على أنغام كلماته، وتبتسم ابتسامات فيها الكثير من الإغراء.
    ونحن لا نستنكر أن تهوى الفتاة المحجبة، فقد أحب القس سلامة، وعندما بدأ الناس يتحدثون عن العلاقة بينهما قال قصيدته المشهورة: “قالوا أحب القس سلامة/ وهو التقي الورع الطاهر/ كأن لا يعرف طعم الهوى/ والحب إلا الفاسق الفاجر/ يا قوم إني بشر مثلكم/ وفاطري ربكم الفاطر/ وأنني لي كبد كأكبادكم/تهوى وقلب بالمنى زاخر”، ولكن علاقة القس بسلامة كانت محكومة بالخلق الإسلامي القويم، ولم تكن بينهما خلوات لا على الجسور ولا في أمكنة أخرى.
    إن ظهور فتاة بالحجاب على شاشة التلفزيون إشارة إلى أنها ملتزمة بالخلق الإسلامي، وما شاهدناه في هذه الأغنية يخرج عن هذا الالتزام.




    أبوخلدون



  11. #41
    التسجيل
    28-08-2001
    الدولة
    <=^=^==^=^=>
    المشاركات
    7,688

    مشاركة: جناحا الذبابة

    فنجان قهوة


    البخل بين الحكيم ومحفوظ



    أول يوم ذهب فيه نجيب محفوظ إلى مقهى بيترو في الاسكندرية لملاقاة توفيق الحكيم، استقبله هذا الأخير بما عرف عنه من لطف، وكمن أراد أن يؤكد لضيفه ما أشيع عنه (عن الحكيم) من اتصافه بالبخل، قال له: “ممكن أطلب لك فنجان قهوة على حسابي وستضطر أن تطلب لي غداً فنجاناً على حسابك، فبدلاً من التعب فليدفع كل منا حسابه بنفسه”.
    رد عليه نجيب محفوظ: “إذا كان ما يمنعك هو خوفك من أن أضطر أن أطلب فنجان قهوة غداً، فإني أعدك ألا أطلبه، وممكن تطلب لي الفنجان وأنت مرتاح”، ولكن الحكيم ضحك وقال لمحفوظ: “وهل يعقل هذا وأنت باين عليك طيب وابن حلال.. اطلب القهوة على حسابك اطلب”.
    لكن نجيب محفوظ ظل لا يصدق أن توفيق الحكيم بخيل، رغم أن هذا الأخير كثيراً ما يورطه في دفع الحساب لبوفيه “الأهرام” يوم كان الرجلان يعملان معاً، حيث يصعب على محفوظ منظر ساعي البوفيه وهو يسأله: “حساب توفيق بيه يا نجيب بيه”، مما يضطر نجيب أن يغطي الحكيم فيدفع عنه الحساب. لكن محفوظ يروي أن الحكيم دعاه الى طعام الغداء مرة الى مائدة منزله في جاردن سيتي على نيل القاهرة، رغم أن هذا الخبر ظل سراً، لكن ما لم يكن سراً ما وصفته “الأهرام” في مانشيت بارز: “معجزة توفيق الحكيم مع نجيب محفوظ”، حيث حدث أن احتفلت “الأهرام” بعيد الميلاد الخمسين لنجيب محفوظ، ووسط دهشة الحاضرين الذين بلغ عددهم مائتي شخص، تقدم توفيق الحكيم الى المنصة، مدّ ذراعه الى جيب سترته الداخلي وأخرج منها لفة صغيرة جداً، حل رباطها وأزاح عنها ورقها، فإذا هي صينية صغيرة من الفضة، ناولها الى صديقه المحتفى بعيد ميلاده الخمسين وكلماته تختلط بابتسامة، وهو يقول للجميع ملوحاً بالصينية في الهواء حتى يراها القاصي والداني: “هذا من حرّ مالي.. والله!.. موش كده وإلا إيه؟.. إي والله من حرّ مالي صحيح”. يأخذ نجيب محفوظ الهدية من الحكيم وهو يكاد لا يصدق عينيه، ثم تابع الحكيم قوله: “إن أدب نجيب محفوظ معجزة لا تتكرر، لأنه استطاع أن ينتزع منه هدية”.. وكان أن ردّ محفوظ بكلمة رقيقة شكر فيها صديقه العزيز مؤكداً على كلامه أن هذه المعجزة لن تتكرر فعلاً، لأن توفيق الحكيم الفنان العظيم لا يكرر نفسه أبداً.
    في ركن بارز في مكتبة نجيب محفوظ تحتله كتب توفيق الحكيم، وضع الروائي الكبير الصينية الفضية هدية الحكيم إليه في الدولاب الزجاجي الكائن في مدخل شقته، وبه الأوسمة والنياشين التي حصل عليها، وفي الصدارة منها صينية الحكيم التي نقشت عليها عبارة: “إلى عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ مع الإعجاب”، ثم التوقيع باسم توفيق الحكيم. وإلى جوار الهدية الأولى وضع محفوظ الهدية الجديدة التي أهداها له الحكيم في عيده السبعيني وهي عبارة عن “قلمين”، كأنه يريد البرهنة على أنه كريم على الأقل مع صديقه الأعز.



    أبوخلدون



    هذه مكررة يا Yamato

  12. #42
    التسجيل
    08-07-2004
    الدولة
    EgYpT
    المشاركات
    3,050

    مشاركة: جناحا الذبابة

    السلام عليكم

    ماشاء الله
    ما هذه المكتبة الرائعة
    سأحفظها عندي في المُفضَلة بعد إذنك Cheetah

    ملاحظة: لست أنا كاتب المقالات.


    حسناً .. حسناً سأعفيك من الأسئلة

    شكراً جزيلاً لك ايها الرائع

  13. #43
    التسجيل
    28-08-2001
    الدولة
    <=^=^==^=^=>
    المشاركات
    7,688

    مشاركة: جناحا الذبابة

    لم أقصد بإنكاري كتابة هذه المقالات منع السؤال والنقاش، بل بالعكس إنه لمن المفرح جدا أن نرى تعليقات وأسئلة مختلفة عن هذه المقالات.


    فنجان قهوة


    هروب إلى القراءة ومنها



    العرب لا يقرأون، وهنالك الملايين من المخطوطات العربية النادرة في الدول الآسيوية التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي تنتظر من يكشف كنوزها ومعاهد الأبحاث العربية هي الوحيدة في العالم التي لا تأبه بها، ومخطوطات ايبلا التي تؤرخ لأول حضارة عرفها البشر لم يحقق الدارسون العرب إلا جزءا بسيطا منها، رغم أنها اكتشفت قبل عقود. وعشية حرب الأيام الستة أجرت إحدى الصحف الغربية مقابلة مع موشيه دايان الذي كان يشغل منصب وزير الحرب في “إسرائيل”، وسألته: “كيف ستتصرف “إسرائيل” في مواجهة كل هذه الجيوش العربية التي تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم”؟ فقال: “سنوجه ضربة مفاجئة إلى مطاراتهم وندمر سلاحهم الجوي بينما الطائرات جاثمة على الارض، وبذلك نحقق السيطرة على الأجواء ونحسم الحرب لصالحنا”. وفوجىء العالم أن هذه هي الخطة عينها التي اتبعها دايان في الحرب، وعندما هدأ غبار المعارك باحتلال الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان سأله أحد الصحافيين: “كيف تجرؤ على كشف خطتك العسكرية قبل الحرب؟” فأجاب: “ومن قال لك إن العرب يقرأون”؟
    والفرد العربي ينفق الكثير على وسائل رفاهيته، ونادراً ما يشتري ولو كتابا واحدا في السنة يقرأه، ومنازلنا فيها كل شيء إلا المكتبة، وأسطح المنازل فيها “دش” يلتقط كل الفضائيات ويتتبع كل الأقمار الاصطناعية والأقمار التي تظهر على شاشات التلفزيون على مدار الساعة، وربما يكلفنا الدش ما يعادل 100 درهم شهريا، ومع ذلك فإننا نبخل ببضعة دريهمات ندفعها ثمنا لكتاب. وحتى الذين كانوا يقرأون تركوا هذه العادة. وذكرت دراسة استرالية أن البريطانيين الذين اعتادوا على احتلال المرتبة الأولى في العالم في القراءة ينفق الواحد منهم ما يعادل 180 دولارا في العام على شراء الكتب، ولكن الهدف من الانفاق لا يتعلق بالثقافة والفن وتوسيع الذهن، وإنما قتل الوقت ومحاربة الضجر. وتقول الدراسة إن ورثة شكسبير النهمين جدا إلى القراءة إنما يفعلون ذلك لأنهم نادرا ما يخرجون من منازلهم، وإذا خرجوا فلكي يقعوا تحت رحمة وسائل المواصلات البطيئة، وخصوصا قطار الأنفاق. والأدهى من ذلك أن الدراسة تتهم البريطانيين بضعف نشاطهم العاطفي، الأمر الذي يصرفهم إلى القراءات السطحية، فيصبح الكتاب بالنسبة لهم مجرد وسيلة هروب بدلا من أن يكون وسيلة لاكتشاف التجارب الإنسانية والتفاعل معها.
    وفي السويد قابلت الشاعر موسى صرداوي الذي يحاول منذ ما يزيد على ثلاثة عقود إقامة جسور ثقافية بين الدول العربية وأحفاد الفايكنج بترجمة إنتاج العديد من الشعراء العرب إلى السويدية. ولفت نظري أن السويديين مغرمون بالقراءة: في الحدائق العامة، وفي محطات القطارات، وفي المقاهي، وعلى شاطىء البحر تجد الواحد منهم يمسك بكتاب، وتمنيت لو أن العرب عندنا يمتلكون مثل هذا الحماس للقراءة. وعندما قلت ذلك للشاعر الصديق قال لي: “لو راقبتهم، لوجدت أن الواحد منهم يفتح الكتاب على صفحة، ولا يقلبها أبدا، لأنه لا يقرأ وإنما يتفرج على الصفحة، والكتاب بالنسبة له وسيلة لكي يقول للآخرين: “أرجو أن تتركوني وحدي”.
    وتقول الدراسة الاسترالية إن الفرد الألماني ينفق 153 دولارا سنويا على شراء الكتب، وهو لا يقرأ لطرد الملل، فالدراسة تقول إن وسائل المواصلات الألمانية جيدة، ونشاط الألمان العاطفي لا غبار عليه، أما الفرنسيون فإن الفرد الواحد منهم ينفق 115 دولارا على شراء الكتب، ولكن ما يحصل عليه هؤلاء من القراءة يضيع وسط التيارات الظلامية التي تهب عليه من كل جانب.
    أما نحن، فقد أرحنا أنفسنا، وهربنا من القراءة، إلى القنوات الفضائية.


    أبوخلدون


  14. #44
    التسجيل
    28-08-2001
    الدولة
    <=^=^==^=^=>
    المشاركات
    7,688

    مشاركة: جناحا الذبابة

    أهلا بكل القراء.

    فنجان قهوة


    الكسندر فليمنج وتشرشل



    أشياء غريبة تمر في حياة الإنسان يعزوها أحيانا للمصادفة، ولكنها تشكل منعطفاً مهماً في حياته، بل ربما في حياة البشرية كلها. ويروي السير الكسندر فليمنج، مكتشف البنسلين أن المصادفة وحدها هي التي أتاحت له دخول المدرسة، ومن ثم الجامعة، ولولا المصادفة لما كان له أن ينهي حتى دراسته الابتدائية، فقد كان والده فلاحاً فقيراً بالكاد يوفر ما يسد به رمق أسرته، وكانت الأسرة تعيش في كوخ صغير في الحقل الذي يعمل به.
    ويقول السير الكسندر إن والده كان يعمل في أحد الأيام في الحقل، وفجأة سمع صوت استغاثة من مستنقع قريب، فترك عمله، وهرع إلى المستنقع ليجد طفلاً صغيراً سقط في حفرة مليئة بالماء الآسن والوحول، وقد غمره الماء حتى الابطين، يحاول الخروج من الحفرة فلا يستطيع، وبدا له أنه إذا لم ينقذ الطفل، فإنه سيموت لا محالة، فنزل إلى الحفرة، وخلصه من الوحول، وعاد لمتابعة عمله.
    وفي اليوم التالي وصلت إلى الحقل الذي يعمل فيه الرجل سيارة أنيقة ترجل منها رجل عليه سيماء الثراء، وقدم نفسه للفلاح فليمنج بقوله: “أنا والد الطفل الذي أنقذته أمس من الحفرة، وقد جئت لأكافئك على عملك” فرد الفلاح: “ما كنت لآخذ مكافأة على عمل إنساني قمت به لم يكلفني شيئا، وما فعلته سيقوم به أي شخص آخر إذا شاهد طفلا يتخبط في حفرة ملوثة ويوشك على الموت”، ورفض أخذ المكافأة بإباء.
    وفي تلك اللحظة، أطل طفل صغير من باب الكوخ، فقال الثري: “هل هو ابنك” فقال الفلاح: “نعم”، فقال الثري: “إذاً، سأعقد معك صفقة، وسأوفر للطفل الدراسة في أرقى الجامعات في بريطانيا، وسأحيطه بنفس الرعاية والاهتمام اللذين أحيط بهما ابني، وإذا نشأ هذا الطفل وفيه شيء من الشهامة التي تتحلى أنت بها، فإنه سيكون مبعث فخر لك، ولي أيضا”.
    ولم يمانع الفلاح المسكين، والتحق الابن بمدرسة لودن مور، ثم بمدرسة دارفيل اللذين كان يدرس فيهما أبناء الأثرياء، وبعد انتهاء الدراسة الثانوية انتقل إلى لندن والتحق بكلية سان ماري الطبية في جامعة لندن، وتخرج منها بامتياز، عام 1908.
    ومنذ بداية حياته العملية أظهر الكsندر اهتماماً بالميكروبات وطريقة عملها، وفي عام 1921 اكتشف في “الأنسجة والإفرازات” مادة في غاية الأهمية أطلق عليها اسم “لايسوزيم”، كان عام 1928 كان يجري أبحاثا على فيروس الانفلونزا، ولاحظ أن مساحة خالية تماما من الجراثيم قد تكونت بشكل عرضي على الطبق الذي وضع فيه الفيروس، فأثار ذلك اهتمامه، وانتهى به الأمر إلى اكتشاف البنسلين الذي جلب له جائزة نوبل، كما حصل على لقب سير من ملك بريطانيا تقديراً لمكانته العلمية، وهو اللقب ذاته الذي يحمله وينستون تشرشل الذي أنقذه والد الكسندر فليمنج من الحفرة الملوثة عندما كان طفلا.
    ولم تنقطع العلاقة بين تشرشل والكسندر فليمنج، بل ربما كان تشرشل أول من استفاد من اكتشاف البنسلين، فقد أصيب بالتهاب رئوي حاد كاد يقضي عليه، وعالجه فليمنج بالبنسلين، وقد ذكر تشرشل في مذكراته أن عائلة فليمنج أنقذته من الموت مرتين، الأولى عندما أخرجه والد الكسندر من الحفرة الملوثة، والثانية عندما عالجه الابن بالبنسلين.
    وبعض الفلاسفة ينفون وجود شيء اسمه المصادفة، ويقولون: كل شيء بميعاد، ولو لم يهب ذلك الفلاح البسيط لإنقاذ الطفل من الحفرة الملوثة، لما عرف العالم شخصا اسمه وينستون تشرشل، ولا عالماً اسمه الكسندر فليمنج، ولقضى ذاك في الحفرة، وشب هذا ليعمل في الحقل مثل والده.




    أبوخلدون



  15. #45
    التسجيل
    28-08-2001
    الدولة
    <=^=^==^=^=>
    المشاركات
    7,688

    مشاركة: جناحا الذبابة

    أهلا بكل القراء.

    فنجان قهوة


    مشعوذون



    من أنجح البرامج التي يقدمها التلفزيون الأمريكي هذه الأيام برنامج تقدمه المذيعة المعروفة دايان وارويك بعنوان: “حياة واحدة نعيشها”.
    والمذيعة دايان من أنجح المذيعات في أمريكا، وقد فازت بجائزة جرامي خمس مرات على التوالي، رغم أن برنامجها لا يتناول قضايا مصيرية مهمة، ولا يناقش الأمور السياسية أو الفنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، كما انه لا يتابع حرب بوش ضد الإرهاب، ولا يتجول في حواري نيويورك وشوارعها الخلفية لاصطياد مدمني المخدرات وبائعات البنفسج لإجراء مقابلات معهم، وكاميراته ليست خفية، وهي لا تطارد المشاهير وتتجسس عليهم، وإنما تركز على مناقشة الوسيلة التي استطاعت بواسطتها مجموعة ممن تدعوهم المذيعة دايان بالوسطاء الروحانيين، ومن أدعوهم أنا بالمشعوذين، السيطرة على حياة الملايين من الأمريكيين، وتغيير مجرى حياتهم بزعم فتح أبواب العمل والحب والمال أمامهم.
    والوسطاء المشعوذون في الولايات المتحدة تجمعهم رابطة تدير شبكة تلفزيونية اسمها “شبكة أصدقاء الوسطاء”، ومن بين الذين يتصلون بهذه الشبكة سياسيون بارزون، وممثلون مشهورون، ورجال أعمال بارزون، وقد كان البيت الأبيض مفتوحا في أيام ريجان للمشعوذين، إلى أن جاء كلينتون ففتحه للمتدربات. وقبل زواج ليزا بريسلي من مايكل جاكسون، ظهر الاثنان في برنامج دايان وارويك، وسألا أحد الوسطاء فيما إذا كان ملك الروك الراحل ألفيس يوافق على زواجهما أم لا، وسمع مشاهدو التلفزيون صوتا لا أستبعد ان يكون صوت أحد العاملين في الاستوديو، وقد استأجره مايكل جاكسون والوسيط لهذه الغاية يقول لليزا: “إنني أوافق على هذا الزواج يا ابنتي” ويقول لمايكل جاكسون: “مبروك.. إنني معجب بأغانيك”، وكما يعرف الذين يتابعون أخبار المشاهير، فإن هذا الزواج انتهى بعد أشهر بصدمة نفسية لليزا دفعتها إلى اعتزال الحياة والناس فترة طويلة في منزل أحد أصدقائها في فلوريدا.
    وفي الآونة الأخيرة، لفتت ظاهرة الوسطاء أنظار العلماء في الولايات المتحدة، فحاولوا إخضاع هذه الظاهرة للبحث العلمي، وقامت الجامعات العشر الأولى في الولايات المتحدة، ومن بينها هارفارد ويال، بإخضاع بعض الوسطاء للفحوصات المخبرية، وخرج العلماء في هذه الجامعات بنتيجة غريبة هي: أن الوسيط يتمتع بموهبة لا يستطيع العلم، بما توصل إليه حتى الآن، تحديدها، وهذه الموهبة تساعد الوسيط على معرفة أشياء كثيرة عن شخص ما بمجرد سماع صوته، أو رؤيته، أو لمس أي شيء يخصه، من دون الحاجة إلى الاتصال بأية قوى خارجة عن المألوف.
    وكانت جين ديكسون أشهر وسيطة في الولايات المتحدة، حتى أواخر الثمانينات، أما الآن، فإن الساحة خالية من الأسماء اللامعة، وقبل مدة كشفت وكالة المخابرات المركزية والمخابرات العسكرية في الجيش الأمريكي انهما كانتا تستعينان بجين ديكسون وغيرها من الوسطاء أثناء الحرب الباردة. وفي تحقيق مثير نشرته إحدى الصحف الأمريكية بعنوان: “الظواهر الروحية تجتاح الأمة الأمريكية” قالت: إن شركات الاستثمار وكبار المضاربين في البورصات العالمية يستخدمون “مستشارين سريين” من الوسطاء يكشفون لهم حركة الأسهم والسندات والعملات، كما تستعين بهم شركات النفط للمساعدة في تحديد الأماكن المناسبة للحفر، وشركات التنقيب عن المعادن، وموظفو التحقيقات الفيدرالية لكشف أسرار الجرائم الغامضة، بل إن بعض المستشفيات بدأ يستعين بهم في تشخيص الأمراض.
    ونحن نأم في الا يكون صانعو السياسة في البيت الابيض من بين زبائن مشعوذي دايان وان كانت سياسة بوش الخارجية توحي بذلك





    أبوخلدون



صفحة 3 من 23 الأولىالأولى 1234567813 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •