قدراته عالية على التخفي ويلقّب بـ"أبو سيف السوداني"
دبي- حيان نيوف
تحدثت تقارير صحفية غربية في الساعات القليلة الماضية عن وجود شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة تنشط في منطقة شرق إفريقيا لا تقل خطورة عن زعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي تنشغل الولايات المتحدة الآن بالبحث عنه. ورأى خبراء في شؤون الجماعات الاسلامية أن مجرد الحديث عن نشاط شخصيات في القاعدة في تلك المنطقة يعني أن الأجهزة الأمنية الأمريكية فشلت فشلا ذريعا في القضاء على بقايا التنظيم هناك بعد حملات تمشيط واسعة قامت بها.
"بن لادن الإفريقي" هو اللقب الذي أطلقه تقرير صحفي منشور على موقع " ستراتيجي بيج"، المتخصص بنشر الأخبار ذات الطبيعة الاستراتيجية، في الساعات القليلة الماضية، على شخصية بارزة في تنظيم القاعدة تنشط في شرق إفريقيا والذي رصدت الولايات المتحدة مبالغ طائلة لإلقاء القبض عليه.








من هو بن لادن الافريقي؟

وذكر الموقع أن هارون فاضل ( فاضل عبد الله محمد) أو الملقب بـ"أبو سيف السوداني"، المولود في جزر القمر، ولديه جنسية مزدوجة في كينيا، هو أحد أبرز المطلوبين من قبل الولايات المتحدة التي رصدت 5 ملايين دولار مقابل رأسه. وأشار إليه الموقع كـ"الزعيم والمخطط" لتفجيرات السفارات في شرق إفريقيا عام 1998 ، وتفجيرات أخرى في المنطقة. هارون فضل ينشط في القاعدة منذ بداية التسعينات.
ووصفه الموقع :" مثقف جيدا وشديد الذكاء في المجال التكنولوجي وشخصية مطلعة جدا ولديه القدرة على التنقل ما بين الشخصيات العلمانية .. وهذا ساعده على التخفي مستخدما أوراقا شخصية مزيفة ويتجنب رفقة بعض رجال الدين من المسلمين".
ويضيف الموقع أن هارون فاضل لديه كامل السيطرة على خلايا القاعدة في دول مثل الصومال، إثيوبيا، إيريتريا، تنزانيا واليمن. كما لفت الموقع إلى تقارير تتحدث عن عزم "بن لادن الإفريقي" القيام بهجمات ضد مصالح غربية موجودة في جزر المحيط الهندي، حيث تحتفظ بعض الدول الغربية مثل فرنسا وبريطانيا بمصالح حيوية لها في تلك الجزر.

يذكر أن السلطات في المنطقة القضائية الجنوبية في نيويورك أصدرت يوم 17 سبتمبر / أيلول عام 1998 لائحة اتهام ضد فاظل عبد الله محمد واتهمته فيها بالاشتراك في ارتكاب تفجير السفارتين الأمريكيتين في دار السلام بتنزانيا وفي نايروبي في كينيا يوم 7 أغسطس / آب عام 1998. إضافة إلى تهم أخرى مثل قتل مواطنين أمريكيين خارج الولايات المتحدة الأمريكية وتهمة التآمر لقتل مواطنين أمريكيين خارج الولايات المتحدة الأمريكية وتهمة تنفيذ هجوم على منشأة تابعة للحكومة الفدرالية أدى لوقوع وفيات.











حكاية القاعدة في شرق افريقيا

وأبدى د. ضياء رشوان، خبير شؤون الجماعات الاسلامية، استغرابه حول ما يثار من تقارير عن هذه الشخصية التي بدت غير معروفة كثيرا للعديد من المراقبين الذين تحدثت إليهم "العربية.نت".
وقال رشوان لـ"العربية.نت":" لو ثبت وجود مثل هذا الشخص والتنظيم الذي يعمل معه فعلى الأجهزة الأمنية الأمريكية أن تستقيل. بعد كل الامكانيات التي حشدتها على مستوى العالم وهذه المنطقة، يوجد من لهم قوة ويعملون لصالح القاعدة، هذا فشل أمني ذريع".
وحول وجود القاعدة في منطقة شرق إفريقيا، يوضح الدكتور ضياء رشوان " منطقة شرق افريقيا التي كان فيها تنظيم القاعدة من قبل والتي توجت أعمالها في أغسطس 1998 بتفجير سفارتين وبعد ذلك عام 2002 عندما حصل الهجوم على الفندق والطائرة الاسرائيلية هي مليئة بالأجهزة الأمنية وهي منطقة من قواعد التخابر الكبيرة سواء لأجهزة الأمن الأمريكية أو الاسرائيلية".
وتابع ": وجود القاعدة في تلك المنطقة، حيث نشط هناك عبد الله البنشيري الذي غرق في إحدى المراكب، كان في النصف الأول من التسعينات وتكثف وجده في الصومال وحيث وجد بعض المصريين واليمنيين. كل هذا تاريخ مختلف عما قبل تفجير السفارتين وما بعد تفجيرات 11 سبتمبر لأنه حصل نوع من التمشيط الواسع في تلك المنطقة. ولكن قطعا لا يزال هناك بقايا أفراد محليين أو من بعض الهاربين العرب مختبئين في مناطق السكان المحليين لكن لا استطيع التحدث عن نشاط تنظيم في تلك المنطقة".
ويتحدث المراقب لشؤون الجماعات الاسلامية عن مبالغة في الحديث عن شخصية هارون فاضل ضمن كل الظروف الأمنية الموجودة في منطقة شرق افريقيا، وقال" أذكر ما أثير حول أبو الفرج الليبي وما قيل عنه قبل القاء القبض عليه وعندما قبض عليه تبين أنه شخص مساعد وعادي".
ولكن ضياء رشوان أشار أخيرا إلى أن الحديث عن هذا الشخص هو تمهيد لشئ ما سيحصل في هذه المنطقة، وربما يحصل "سيناريو أمني عسكري في هذه المنطقة".