صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 27

الموضوع: " ولم ينطفئ حـبـَك "

  1. #1
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    " ولم ينطفئ حـبـَك "

    مـقدمــــــــــــة
    اعزائى ..مازالت المعتقدات البالية تؤثر على عقول الناس الى اليوم..بعضهم وليس الكل
    طبعا، الفروق والمظاهر الاجتماعية بينهم بصرف النظر عن كون الانسانناجح فى حياته العلميةاو العملية ، فالبعض ينظر هذه النظرة التقليدية..هذا ابن من..؟ وهذه ابنة من ..؟ وربما احداث هذه القصة حدثت بشكل آخر..وهوعندما قرأت ذات يوم خبرا فى احدى الصحف ان سيدة يابانية تجاوزت الثامنين من عمرها تزوجت واقيم حفل زفافها على حب عمرها الطويل لرجل فى السادسة والثامنين من عمره وسط فرح احفاد الزوجين.. فقد نشئت قصة حب بينهما منذ اكثر من ستين عاما لكنه لم يكلل بالزواج لإعتراض اهل العروس على مكانة العريس اجتماعيا والتى لاتناسبهم .. ومرت السنون . تزوجت هذه السيدة من رجل آخر وتزوج هذا الرجل من سيدة اخرى وتمر اعوام كثيرة يرحل فيها زوج السيدة وزوجة هذا الرجل ويتقابلا صدفة فيجترو زكريات حبهم الخالد ..ويقرروا الزواج فى هذا العمر فى تحدى منهم لإرادة زمن واهل واراهم الثرى وياللاقدار من حكم.... هكذا انطلقت الشرارة الاولى لفكرة هذه القصة مع تغيير الاحداث والاماكن وتركت خيالى ان يصورها كما يشاء.. وسيتم نشرها فى هذه الصفحة على اجزاء وللحقيقة لا اعرف الى كم جزء ستنتهى عليه .. ربما اثنين او ثلاث او اكثر فحتى كتابة هذه السطور لم انتهى منهابعد ..واعذرونى على طول هذه المقدمة واتمنى ان تجد القصة الترحيب الذى لاقته قصتى السابقه( القلوب لاتعرف جنسيات) .. .. .. اترككم مع القصة ..
    كيــــــــــــــــــــن
    جميع الحقوق محفوظة ـ A.A.E
    *****************************
    " ولم ينطفئ حـبـَك "
    (الجزء الأول)..
    لم يعى منذ متى بدأ هذا الحب . ولكنه وجد نفسه دائما يتوق الى رؤيتها وكلامها وابتسامتها الساحرة التى تبعث فى نفسه الراحة .. ولم يعى ان هذا الحب مستحيل او محكوما عليه بالإعدام.. ربما لأنه كان صغيرا وقتها فى العقد الأول من عمره وهى بنت الثمانية ربيعا.. او لم يكن يعى اين مكانه بالتحديد من المجتمع وهو ابن حارس العمارة التى تسكُنها هى مع عائلتها فى احدى شُققها الفخمة،، هذه الفتاة الصغيرة التى تضج ملامحها بالبراءة والهدوء والجمال وهو يرتاح دائما عندما ينظر لهذه البراءة وهذا الهدوء وهذا الجمال.. ويمرحون ويلعبون دائما امام بهو العمارة او فى ردهة الطابق التى تسكن به ولا يشعرون للحظة واحدة من هو ومن هى .. وهى مريم ابنة المهندس عبد الحليم النجدى والمرشح بقوة لرئاسة مجلس ادارة احدى شركات الحكومة الكبرى،، وهو يحيى جابر مسلم ابن جابر مسلم حارس العمارة التى يقطنها عبد الحليم النجدى.. لكن البراءة لا تعترف بهذه الفروق وهذه المسميات.. ولايزالوا يلعبون يمرحون..ينسوا معا الوقت والأهل والفروق ويذبوا ويهيموا فى ملكوت من البراءة اللانهائية.. وتمر اعـــــــــوام يرسم فيها الزمن خطوطا رائعة الجمال فوق وجه مريم وتلتحق بالجامعة
    وتتخصص فى دراسة البيزنس بالجامعة الامريكية ،، وبالرغم من اُمية جابر مسلم إلا انه يعلم جيدا ما قدر التعليم ولا يفوت هذه الفرصة على ابنائه يحيى وخديجة ،، ويظهر على يحيى تفوق ملحوظ فى الدراسة حتى انـه كان من العشر الاوائل فى المرحلة الثانوية.. ويلتحق بكلية العلوم لدراسة الفيزياء .. إن كلية العلوم كانت بالنسبة له حُلما بدأ عندما قرأ بالصدفة وهو فى المرحلة الاعدادية كتابا عن إنجازات انيشتين وعبقريته العلمية فأصيب بعدها بحالة من الولع بهذا العالم الفذ ................ ويشب حبا عفيفا طاهراً بينهم.. ويُمنى يحيى نفسه بمستقبل افضل ويبدأ برسم هذا المستقبل من السنة الاولى فى دراسته الجامعية فيتفوق فيها حتى انه كل عام كان ينجح بتقدير امتياز .. وتنتهى دراسته الجامعية محققا فيها نصراً عظيما فقد كان اول دفعته.. وتم تعيينه معيداً بالكلية لمدة عام تم ترشيحه بعدها الى بعثة امريكا لنيل الدكتوراه على نفقة الدولة ..وتفرح به عائلته الصغيرة وسكان العمارة، إن معظمهم يعتبر يحيى كإبنا لهم .. لما عُرف عنه من دماثة الخُلق وحلاوة اللسان ونبوغه حتى ان الكثير توقعوا انه سيكون له شأنا فى المستقبل..ان تفوقه العلمى يؤهله لذلك ، ويسعد الحبيبان يحيى ومريم بهذا النجاح وهذا الحب ويتفقان على اعلان الخطوبة قبل السفر للبعثه.. انه الأن مؤهل ان يخطبها رسميا فشهادته فى يده واحلامه تتجسد فى خطى ثابتة وواثقة والمستقبل يفتح له بابا مُشرقا وحبيبته معه تبادله حب الطفولة والصبا والشباب.. وكان عليه ان يُفاتح والدها رسميا، وعلاقته مع والدها وزكرياته وتاريخه معه يُشجعانه على ان يفاتحه فى طلب ابنته مريم.. لقد كان دائما يراه بشوشا مبتسما كثير المزاح سواء معه او مع والده..... ..... ويصعد يحيى مع والده الى الطابق الثالث حيث يقطن المهندس عبدالحليم النجدى .. وبعد مقدمة حرص فيها ان لا تكون طويلة فاتحه فى موضوع خطبته لمريم و فجاءة يتحول وجه المهندس عبد الحليم ..الوجه الذى دائما كان يراه بشوشا طيباً هادئا الى بركان ثائر.. بركان يقذف بالحمم وقال له فى صوت اشبه بالصراخ وهو ينظر له نظرة قوية كلها تحد واحتقار:
    - قد جُن جنونك يا يحيى.. انسيت من انت وابن من ...........؟ ام ان المعاملة الطيبة التى كنا نعاملك بها جعلتك تقفز فوق خيالاتك لتأتى اليوم تطلب يد إبنتى.. أنسيت من هى مريم..؟ .. واستطرد وهو ينظر الى جابر فى احتقار:
    - ماذا جرى فى الدنيا يا جابر إن كان ابنك اغرته شهادته وتصور بها انه وصل الى درجة ان يطلب مريم .. ماذا اغراك انت لتوافقه على جنونه..
    ووقف جابر وهو يعتذر له فى ادب اعتذاراً مبالغا فيه وهو يحنى ظهره حتى يكاد وجهه يلامس ركبتيه وكأنه ارتكب جُرما فى حق المهندس عبد الحليم.. حتى قاطعه يحيى وهو يقول لوالد مريم فى هدوء يوارى غضب:
    - استاذ عبد الحليم .. إن كان ابى هو حارس العمارة التى تسكن فيها سيادتك فهذا ليس يعيبه بل يشرفه.. ان هذا الرجل كان يخدم هذه العمارة منذ اكثر من عشرين سنة بإخلاص وامانة وسيرته الطيبة يعلمها الجميع .. وان كنت انا ابن هذا الرجل حارس العمارة فهذا شئ لايعيبنى بل يشرفنى .. ان هذا الرجل علمنى حتى وصلت الى ان اكون معيداً فى الجامعة وتُرشحنى الى بعثتها لنيل الدكتوراه .. وإن كنت قد جئت اليوم لأطلب يد ابنتك.. فليس لأن شهادتى العلمية اغرتنى بذلك ..بل لأنى ابن هذا الرجل الشريف المكافح الذى تعرفه انت جيدا يا استاذ عبد الحليم .
    ثم ان الله لا يفرق بين عبداً وآخر إلا بتقواه وعمله فى الدنيا.. لا بأن هذا رئيس مجلس ادارة وهذا حارس عمارة ، كلهم سواسية امام الخالق،، ولعل هذا الرجل الذى صرخت فى وجهه الأن هو اقرب الى الله من اصحاب ملايين يبجلهم المجتمع بينما قلوبهم مليئة بالحقد والسواد.. اسف يا استاذ عبد الحليم على تجرأى وجنونى........ واعتذر جابر مرة اخرى بطريقته المبالغ فيها وكأنه يستجدى من والد مريم الصفح عن هذا الخطأ الجسيم الذى اقترفه
    ولم ينطفئ حبك .
    وذهب وراء يحيى ..... وكانت مريم فى غرفتها تسمع هذا الحوار بينهم حتى نهايته.. والقت بنفسها فوق الفراش تبكى بكل قطعة فيها بعد ما خرجا بكاءاً يُمزقها ويُغير الدنيا فى عينيها
    إن يحيى لم يكن مجرد شابا تعرفت عليه واحبته.. انه طفولتها وصباها .. شبابها وزكرياتها كلها ..انها احيانا تشعر انه يسكن تحت جلدها ويسرى فى دمها.. انها تتذكرانه لم يمر يوما عليها منذ تعلمت الكلام لم تنطق فيه اسم يحيى .. ولم يخطر على بالها يوما تلك الفروق والمعتقدات الباليه التى اثارها والدها فى نقاشه معه .. ثم ان المجتمع عندما ينظرلأى إنسان اليوم ينظر لنجاحه هو لوضعه هو لا لوضع والده.. ثم ما ذنب يحيى إن كان والده حارس عماره ،،انه لم يختار حياة اهله ولكنه قادر ان يختار حياته هو ومستقبله هو ..ومستنقبله يؤهله لحياة افضل .. حياة ناجحة يحترمها المجتمع ويشير اليها بالنجاح والإحترام والدولة بذاتها اعترفت بهذا النجاح وانفقت من مالها لتدعيمه بمنحُِِِِِِِِِه بعثة لأمريكا لنيل الدكتوراه.. ماذنبه اذن حتى يرفضه ابوها.. ؟ ماذا يستطيع ان يفعل اكثر من ذلك ليكسب احترام الناس.. وعادت تبكى وتلقى بزجاجات العطر واى شئ يقابلها من ادوات التجميل على الأرض فى عصبية .. حتى جفت دموعها ولم تعد عيناها تحمل دموعا تبكيها .. وخرجت الى والدها وهى تقول له فى تحد
    - ابى ... كان عليك ان تأخذ رأيى قبل اصدار حكمك
    فنظر لها الأب فى دهشة وهو يقول
    - وماذا كان رأيك.....؟
    وبنفس التحدى قالت
    - رأيى انى لن اتزوج احد غير يحيى
    فقال ابوها فى هدوء مفتعل
    - يا مريم.. انا ابوك وادرى بمصلحتك ومن حقى ان ارفض من لا اراه فى مصلحتك
    وقالت وقد بدأت عينيها تملؤهما غشاء من الدموع
    - من حقك يا ابى.... ومن حقى انا ايضا ان اختار ان لا اتزوج غير يحيى
    ونفذ صبره وقد علا صوته قليلا وهو يقول
    - ما هذا الاصرار يا بنت .. قلت لكى لن تتزوجى من ابن جابر
    فقالت وهى تبكى
    - اسمه يحيى يا والدى ، ، وجرت من امامه الى غرفتها والقت بنفسها على السرير مرة اخرى وهى تئن كالعصفور الجريح

  2. #2
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    (2)
    *-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
    ولم ينطفئ حبك .


    خرج يحيى فى المساء يسير فى الشارع فى خطوات يائسة وبلا هدف .. يسير لمجرد السير ولا يعرف اين ستذهب به قدماه .. وتترائ امام عينه صورة مريم وهى تبتسم ابتسامتها الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه كدعوة لسلام العالم يحملها نبى لإسعاد امته ويرتاح.. وهو يرتاح دائما امام ابتسامة مريم حتى لو تخيلها دون ان يراها حقيقة متجسدة امامه .. ثم تصعد امام عينه صورة والدها فيمتلكه احساس بالقهر والظلم ، نعم إن والدها ظالم .. ظلم ابنته قبل ان يظلمه هو .. ان مريم تبادله نفس الحب بل يخيل اليه احيانا انها تحبه اكثر، ان ما بينهم عمر .. عمر طويل من الحب ، ثم تتلاشى صورة والد مريم وتظهر بدلا منها صورة والده .. فيبتسم ابتسامة رثاء لهذا الوالد عندما شاهده اليوم يبالغ فى الإعتذار لوالد مريم ونفسه منكسرة.. كأنه أخطأ خطئاً فادحاً ثم يسترجع بخياله زكرياته مع والده .. كان ابا حنونا بالرغم من فقره لم يبخل يوما على اولاده بشئ فى حدود مقدرته .. وكان يعافر فى الحياة حتى يدبر نفقات تعليمة هو واخته خديجة .. لم يفكر فى نفسه حتى بعد رحيل زوجته فى ان يتزوج مرة ثانية بل فضل ان يعيش حياته مع اولاده ولهم فقط .. كان يجاهد فى الحياة من اجل اولاده ،، كان يعتبرهم ثروته الحقيقية فى هذه الدنيا .. فبجانب حراسته للعمارة كان يبيع المثلجات امام بابها ويقضى احتياجات السكان من شراء اطعمة واشياء اخرى واحيانا يصعد لينظف الشقق وينظف سيارات اصحاب الشقق..كل هذا ولم يشك او يئن فى يوم.. بل كان يراه دائما راضيا

    سعيدا .. كانت قمة سعادته عندما يجتمع مع اولاده على مائدة الطعام فى العشاء بعد عناء يوم وهو يشاهد التلفاز معهم وانفاس اولاده حوله تدفئه وتشعره بأنه غنيا بل اغنى من اصحاب الشقق الذى يخدمهم .. ... ثم تتلاشى صورة والده امام عينه وتظهر صورته هو.. يرى نفسه وهو على سلم الطائرة مسافراً للبعثة ومريم تودعه باكية وهو يبكى معها،، ويتفتق ذهنه لسؤال.. ماذا لو اخذها تسافر معه وتزوجها غصبا عن والدها ‍‍‍.. لكن إن لها سنة فى الجامعة لم تنتهى، ثم ان هذا ليس حلاً وليست من اخلاقه ان يتزوجها بدون رضاء اهلها .. ويحتار وتشتد به الحيرة وهو يجهل مصيره مع مريم.. كيف سيتركها هكذا ويسافر.. ثم ماذا يفيد المستقبل والشهادة والدكتوراه بدون مريم .. انها المستقبل .. انها الحياة واذا فقدها فقد معها الحياة.. لا مستحيل ولكن ماذا بيده.. انه اضعف من ان يقف امام رغبة والدها واغرورقت عيناه بالدموع وهو يسير حتى تعب من طول السير والتفكير الذى طمس عقله وعاد منهمكا ولم يعرف كيف عاد وكيف القى بنفسه على السرير بملابسه وحزائه ونام................

    *-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

    فى الساعة الثامنة من صباح اليوم التالى قام يحيى من نومه واحداث الأمس مازالت معلقة برأسه وغير ملابسه وخرج دون ان يتناول افطاره مع والده واخته كما اعتاد واتجه الى الجامعة الأمريكية.. كان عليه ان يقابل مريم يقابل ابتسامتها الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه.. راحة من الزوابع التى تساور عقله ويتكلم معها،، يتكلم معها كثيرا ، وانتظر حتى تنتهى من محاضراتها . انتظر طويلا امام الجامعة حتى لاح امامه خروج الطلبة والطالبات.. واقترب يكتشف مريم من بين زحام الطلاب ووجدها وما ان رأته حتى جرت عليه صائحة بإسمة

    - يحيـــى.. قالتها وكأنها تستنجد به ، ولكنه لم يجد ابتسامتها الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه معلقة على شفتيها كلما تقابلا ، كانت تبدو حزينه مهمومة ونظراتها لا تستقر داخل عينيها وكأنها تحولت الى علامة استفهام كبيرة .. تسأله بها عن المجهول الذى ينتظرهما . وسارت معه دون ان يتبادلا اى كلام .. كانو يسيروا فى صمت وكأن ألسنتهم لم تعد تقوى على الكلام من ظلال الحزن المخيم عليهم.. حتى نطقت مريم فى صوت مُحشرج وقالت

    - لا يجب ان نستسلم من اول جولة يا يحيى.. اننا لم نفكر فى هذا الرفض ابداً بالرغم من انه كان احتمال متوقع..واستطردت.. انه خطئنا كان يجب ان نفكر فى هذا الإحتمال

    وقاطعها يحيى قائلا وهو ينظر فى الارض

    - وماذا لو فكرنا فيه .....؟ ماذا كان سيحدث ......؟ . إن ابوك حكم علينا ظلما كالقاضى الذى يحكم بدون دليل او اثبات .. يحكم لمجرد ان واجبه يحتم عليه ان يحكم .. واستطرد.. انه خطأى انا يا مريم ..انا الذى عشت هذا الوهم دون ان ارى المسافة التى بينى وبينك.. انه سلم عالى،، عالى جداً لا استطيع الصعود اليه

    فقالت مريم فى اشفاق

    - لكن انا استطيع النزول يا يحيى لتقترب المسافة واستطردت.... ارجوك يا يحيى لن نُهزم من اول جولة وانا قلتها لأبى صريحة.. .. لن اتزوج احد غير يحيى.. لن يمسسنى احد غيرك.. وانت تعلم جيداً ما مقدار العند والإصرار التى تتصف به حبيبتك .. وانا متأكدة ان ابى سيلين بمرور الوقت ويرجع عن هذا القرار.. صدقنى يا يحيى هى مسألة وقت ليس إلا

    وقال فى انكسار

    - لا اعتقد انها مسألة وقت .. لو رأيتى نظرة والدك وهو يكلمنى امس لن تقولى ابداً انها مسألة وقت ...... كانت نظرة كلها احتقار وتحد عنيف

    ولم ينطفئ حبك .


    وقاطعته مريم وهى تقول فى لهجة الواثق

    - سافر يا يحيى

    فقال مندهشا

    - ماذا .......؟

    فقالت بنفس اللهجة

    - قلت لك سافر واطمئن لن اكون لرجل غيرك واستطردت.. ستعود وتجدنى فى انتظارك فى انتظار الدكتور يحيى.. لن اتنازل عن الدكتوراه هذا شرطى للزواج..ووضعت يدها فى يده وهى تقول فى همس:- اطمئن يا يحيى انت دائما فى قلبى..

    *-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

    لم يبقى سوى اسبوع واحد ويسافر يحيى. كان مشغولا فيه بانهاء اوراق السفر من توقيعات واختام الجهات الحكومية ومكتب البعثات والإجراءات الأخرى للسفر ، وهو فى ذات الوقت مشدوه الفكر بين السفر ومريم فعندما يفكر فى السفر والحياة الجديدة التى تنتظره فى امريكا،، حياة جديدة لم يتعودها تقفزامامه صورة مريم وهى تبتسم ابتسامتها الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه فيفكر فيها وفى تاريخه معها.. انه عمر لا يستطيع ان ينساه .. انه حياة ومن يستطيع ان ينسى عمره وحياته واثناء تفكيره فيها تقفز امامه البعثة والسفر لأمريكا والدكتوراه و احلام الغد ..لابد انه سيكون غدا افضل.. عندما تعود من امريكا حاملا فى يدك شهادة الدكتوراه فى الفيزياء وتصبح بعدها استاذا فى الجامعة .. ثم تأخذه احلامه لبعيد ويتجسم فى خياله المستقبل الى اين ذاهب .. الى التدرج فى وظيفته كأستاذا فى الجامعة ثم عميدا لكلية العلوم ثم نائب رئيس الجامعة ثم رئيسا للجامعة وربما .. ربما وزيراً ، لِما لا..! انهم عادة يختارون اساتذة ورؤساء الجامعات فى منصب الوزارة ويفيق من احلامه وتبقى ابتسامة حلوه تملأ وجهه .. ابتسامة رضاء.. ابتسامة مريحة كالتى تبتسمها له مريم فتبعث فى نفسه الراحة فيرتاح،، انه يحس الأن انه مرتاح .. ربما لأنه اقتنع بكلام مريم.."انها مسألة وقت"، ومن يعلم فربما فعلا والدها يُغير رأيه عندما يراه استاذا فى الجامعة يحمل شهادة دكتوراه فى الفيزياء من امريكا والمجتمع يقدره ويحترمه.. من يعلم ..؟ واقنع نفسه بأنها مسألة وقت.

    *-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*



    اليوم فى الساعة التاسعة مساءاً يغادر يحيى الوطن متجها الى امريكا.. حاملا فى عقله اصراراً على النجاح وفى قلبه حب العمر الطويل...............

    ولم ينطفئ حبك .


    واصرت مريم ان تذهب معه لتودعه حتى سلم الطائرة.. ومن خلف سور المودعين تقف مريم وهى تشير له بيدها بعلامة النصر وهو يصعد درجة السلم ثم يقف ينظر لها ليملأ عينه منها.. من ملامحها الهادئة البريئة .. من ابتسامتها الحلوه..الابتسامة التى تبعث فى نفسه الراحه فيرتاح.. هل سيكون مرتاحا فى الغربه وهو بعيد عن هذه الابتسامة.....؟ هل سيحتمل هذا البعد.......؟ ابداً ، انه يعرف جيداً انه سيفقد شيئا مهما هناك.. سيفقد نصف روحه.. لا بل روحه كلها، ثم يصعد درجة اخرى من سلم الطائر ويعود النظر لها فيجدها مازالت تشير بعلامة النصر وابتسامة حلوة على شفتيها فيبادلها نفس الاشارة وهو يبتسم لها ابتسامة اليائس من تحقيق امل حياته، ثم صعد درجات السلم الباقية ووقف على باب الطائرة.. لم يعد غير ثوان قليلة وتحمله هذه الطائرة لتلقى به فى بلد بعيد .. بعيد عن مريم.. عن ابتسامتها الحلوه،، وطبقة من الدموع تملئ عينه. ونظر لها نظرة اخيرة .. نظرة طويلة وكأنه يأخذ بها مخزونا يكفيه على تحمل الغربه..هناك بعيداً عنها.. مخزونا من هذه العيون الهادئة.. مخزونا من هذه الابتسامة الحلوه التى تبعث فى نفسه الراحه..ثم اختفى داخل الطائرة..وحاول ان ينظر بعدها للمودعين من خلال احدى نوافذ الطائرة لكنه لم يستطع ان يراها وصوت الطائرة يملأ رأسه ويزاحم افكاره.. هل سينجح هناك.....؟ هل سيعود اعلى قدراً حتى يقتنع به المهندس عبد الحليم النجدى زوجا لإبنته......؟ هل سيحتمل الغربه بعيداً عن اهله وعن مريم..انها المرة الاولى التى يسافر فيها .. المرة الاولى التى يركب فيها طائرة..إن صوت الطائرة مزعج .. مزعج جداً

    وبينما هو غارق فى سُحب من الافكار القى نظرة عابرة على النافذة وفوجئ امامه.. لقد وصل امريكا .. لقد مرت الساعات الطويلة دون ان يشعر بالوقت.....وتبدو امامه ناطحات السحاب وتمثال الحرية،، فعلا انها امريكا،،ارض الاحلام،، جنة الحريات ،وابتسم ابتسامة فرحه.. وهو يقول لنفسه < من يصدق . يحيى ابن جابر مسلم فى امريكا> اين انت يا عم جابرالأن.

    .--.--.--.--.--.--.--.--.



    تهبط الطائرة على ارض مطار نيويورك ويعترى يحيى حالة من الدهشة وهو يدوس بقدمه ارض امريكا ، واحس بشعور فى هذه اللحظه انه قوى .. اقوى من اى احد، لم يعد مجرد ابن حارس العمارة ..انه قوى بنجاحه بعلمه وبلده نفسها تشهد بذلك ،، وعليه الأن ان يرسم ملامح هذا النجاح حتى يصل به الى مرماه الى .. الى قمة المجتمع ، لن يعود ابن حارس العمارة..لن يُشفق عليه احداً بعد اليوم..لن يسمح بأن يشفق عليه احد ، سيأخذ الدكتوراه ويعود شيئا مهما.. استاذا فى الجامعة..وباحثا وربما عالما فى الفيزياء وواضع نظريات،،،،،،،،، من يدرى ..؟ انه لا مستحيل تحت هذه السماء



  3. #3
    التسجيل
    30-01-2006
    المشاركات
    245

    مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    يا الله بتعرف قصتك خلتني هيك اهتز ما بعرف ليه
    حلوة كتييييير وعنجد ابدعت
    بتعرف انا شو اللي بحبو فيك انو كل مرة بتجيب فكرة شكل
    يلا عشان هيك الله يخليك لا تطول علينا بدنا التكملة.....
    والا بتعرف شو بيصير.....


    ولم ينطفيء حبك بعد........
    تحياتي المغيمة


  4. #4
    التسجيل
    02-03-2004
    الدولة
    المكان: سري
    المشاركات
    1,667

    مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    متابع لقصتك ، وتم التثبيت ^^

  5. #5
    التسجيل
    13-02-2005
    المشاركات
    31

    مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    مشكووووووور على القصه

  6. #6
    التسجيل
    14-08-2005
    الدولة
    *¨`*:·. .·:*`¨* في ذكرى من أحبني ,, بصدق ,, *¨`*:·. .·:*`¨*
    المشاركات
    1,328

    لن ينطفئ ... أبداً ..

    لا مستحيل .. تحت هذه السماء ..
    عبارة رائعة ختمت بها جزأك الثاني ..
    والتفاؤل الذي يغلفها أروع وأروع ..
    أخي العزيز .. المواطن كين ..
    لديك أسلوب قصصي آسر ما شاء الله ..
    وتدرج بالأحداث .. لدرجة أنني أحسست بأني أعيش
    مع يحيى وإخته خديجة .. ومع مريم والعذاب الذي هي فيه ..
    أبدعت أخي في القصة .. وبإنتظار التتمة بفارغ الصبر ..
    دمت ودامت لنا روعة قلمك ..

    ملاحظة:
    لن ينطفئ حبك .. حتى لو حاول الكل ..
    ستبقى في قلبي .. فالقلب لك ...

    عبارة أحببتُ أن أخطها هنا ..
    وأن ابصمها على جدار الزمن ..
    فهي الحقيقة ..

    تقبل خالص إحترامي وتقديري
    إختك ** غاده **
    ليس بيدي أن أعطيكـَ لحظات الفرح ,, لكن ,,
    أعطني حزنكـَ ,,, لأحتويه ,,,


    *.. حلــ طفله ــــم ..*

  7. #7
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغيوم الحزينة
    يا الله بتعرف قصتك خلتني هيك اهتز ما بعرف ليه

    حلوة كتييييير وعنجد ابدعت
    بتعرف انا شو اللي بحبو فيك انو كل مرة بتجيب فكرة شكل
    يلا عشان هيك الله يخليك لا تطول علينا بدنا التكملة.....
    والا بتعرف شو بيصير.....


    ولم ينطفيء حبك بعد........
    تحياتي المغيمة


    غاليتى : الغيوم الحزينه
    مشكوره اولا على المرور
    ثانيا: ليش الفايبراشن بس
    عنجد شئ جميل ان القصة عجبتك
    وتابعينا: انشا الله التكملة قريبا
    تحياتى..

  8. #8
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة LongJohnSilver
    متابع لقصتك ، وتم التثبيت ^^
    اخى الكريم:: سيلفر
    شكرا للمتابعة
    وشكرا للتثيبت
    تحياتى..

  9. #9
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة cool_heiji
    مشكووووووور على القصه
    مشكوور اخى على المرور..
    تحياتى :
    كين

  10. #10
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    مشاركة: لن ينطفئ ... أبداً ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غاده الدلوعة
    لا مستحيل .. تحت هذه السماء ..

    عبارة رائعة ختمت بها جزأك الثاني ..

    الى اختى الغالية.. غادة الدلوعة
    بس الأول احبب اصحح لك معلومة
    كل هذا الجزء الأول فقط لسا ما كتبت الجزء الثانى
    لكن ممكن تقولى الفصل الثانى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غاده الدلوعة

    أخي العزيز .. المواطن كين ..
    لديك أسلوب قصصي آسر ما شاء الله ..
    وتدرج بالأحداث .. لدرجة أنني أحسست بأني أعيش
    مع يحيى وإخته خديجة .. ومع مريم والعذاب الذي هي فيه ..
    أبدعت أخي في القصة .. وبإنتظار التتمة بفارغ الصبر ..
    دمت ودامت لنا روعة قلمك ..

    ملاحظة:
    لن ينطفئ حبك .. حتى لو حاول الكل ..
    ستبقى في قلبي .. فالقلب لك ...

    عبارة أحببتُ أن أخطها هنا ..
    وأن ابصمها على جدار الزمن ..
    فهي الحقيقة ..

    تقبل خالص إحترامي وتقديري
    إختك ** غاده **
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غاده الدلوعة

    شكرا على المرور وعلى العبارة الرائعة
    التى خططتها اناملك
    وننتظرك مرورك بالجزء الثانى
    تحياتى:
    كين

  11. #11
    التسجيل
    27-06-2005
    الدولة
    Between The Flowers..AND...Roses..
    المشاركات
    3,899

    Thumbs up جميل

    اهليين..
    ماشاء الله شكل القصه رووعه..
    انا مابعد قريتها لكن إن شاء الله بقراها,,
    فلي باك مع رد أحسن
    إن شاء الله إن قريتها لينك منزل التكمله

  12. #12
    التسجيل
    09-03-2006
    المشاركات
    280

    مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "


    ماااا هذاااا الابدااااع والله كنت سعيده قبل ثوااانى والان حزنت 00

    لن ادخل هذااا القسم ابدااا مااا حييت0000

  13. #13
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: جميل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BuTtErFlY lOvE
    اهليين..

    ماشاء الله شكل القصه رووعه..
    انا مابعد قريتها لكن إن شاء الله بقراها,,
    فلي باك مع رد أحسن

    إن شاء الله إن قريتها لينك منزل التكمله
    اوكى بنتظر ردك وشكرا على المرور

  14. #14
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: مشاركة: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم منيره
    ماااا هذاااا الابدااااع والله كنت سعيده قبل ثوااانى والان حزنت 00

    لن ادخل هذااا القسم ابدااا مااا حييت0000
    لا حول الله ليش بس الحزن اختى ام منيرة
    ترى ما فى شئ للأن محزن بالقصة .. تدرى
    ياليت تغيرى رأيك.. .... وتابعى الجزء الثانى لما ينزل
    تحياتى

  15. #15
    الصورة الرمزية SAD ANGEL
    SAD ANGEL غير متصل عضوه مميزه في منتدى النثر
    التسجيل
    25-10-2004
    الدولة
    حدائق بابل المعلقة / في سوريا
    المشاركات
    174

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    أين البقية يا مواطن كين ؟؟؟؟
    لا تعليق إلا لما شوف الجزء التاني والتالت بأسرع وقت ممكن
    ما رح قول أنه أسلوبك رائع ومشوق لمعرفة النهاية
    وما رح قول أنه القصة روعة مع الحزن اللي فيها والغموض والتفاؤل اللي غالبين فيها
    بس يالله نزل الجزء التاني والتالت بأسرع وقت الله يخليك
    صلي على النبي ثلاث مرات كلما قرأت هذه :
    اللهم صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •