صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 27 من 27

الموضوع: " ولم ينطفئ حـبـَك "

  1. #16
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SAD ANGEL
    أين البقية يا مواطن كين ؟؟؟؟
    لا تعليق إلا لما شوف الجزء التاني والتالت بأسرع وقت ممكن
    ما رح قول أنه أسلوبك رائع ومشوق لمعرفة النهاية
    وما رح قول أنه القصة روعة مع الحزن اللي فيها والغموض والتفاؤل اللي غالبين فيها
    بس يالله نزل الجزء التاني والتالت بأسرع وقت الله يخليك
    اهلين.. اختى ملاك حزين..
    على فكرة الجزء الثانى alredy نزل بس الكارثة اللى لحقت بالمنتدى
    وضيعت مواضيع كثيرة اخذت معها الجزء الثانى وتركت الجزء الأول
    بس لأجل عيونك حاضر .. الجزء الثانى بينزل حالا
    شكرا للمرور

  2. #17
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    " ولم ينطفئ حبك "
    ( الجزء الثانى)
    **************

    وخرج من المطار فى لهفة المستكشف الذى يريد التعرف على هذا العالم الجديد هذا المجتمع الجديد الذى قرأ عنه الكثير.. المجتمع الأمريكى.. انه مجتمع يقوم على العمل والمصالح فى المقام الأول ، لا مجال للعواطف..لا وقت لها.. لا لشئ سوى العمل ، هنا كل شئ بحساب.. السلام بحساب.. المصافحة بحساب.. العلاقات الأجتماعية بحساب.. حتى الحب بحساب ،، وسار فى شوارع نيويورك ينظر الى الوجوه يحاول ان يستكشف ما بداخلهم ..لعله يستطيع ان يصل الى عقولهم ..الى افكارهم.. تُرى كيف يفكرون هؤلاء البشر فى هذه البقعة من الأرض.....؟ كيف يتعاملون حتى يسهل عليه التعامل معهم بنفس الطريقة .. لكن الوجوه كثيرة.. إن عينه لا تستطيع ان تتحمل كل هذا العدد من الوجوه ، والناس امامه لا تسير..انها تجرى وكأنهم فى سباق مع الزمن وكأنهم يريدون اللحاق بالقطار قبل ان تنطلق صفارته.. او كأنهم ينتظرون شيئا مهما.. كلهم يهرلون..كلهم فى جرى مستمر ، فهذا الطفل يجرى وراء امه، وهذه الفتاة تجرى ..حتى هذه السيدة العجوز تجرى هى الأخرى.. ونظره الى نفسه فى غرابة.. انه الوحيد الذى يسير دون ان يجرى مثلهم ..ونظر الى قدماه وكأنه يحثها على الجرى.. وجرى فى خطواته مع الناس حتى يواكب هذا الإيقاع .. الإيقاع السريع . وكأنه تعلم اول درس له فى امريكا.. لابد ان يجرى حتى يواكب هذا الإيقاع الجديد..انه لو تقاعس عن الجرى ..سيصبح فى المؤخرة.. مؤخرة السباق،، إن امريكا دائما فى المقدمة لأنها تجرى و تجرى ، انه لو حدث مرة وتقاعست عن الجرى لن تصبح امريكا..لن تصبح فى المقدمة.. لن تصبح سيدة العالم . وهو فى جريه لا يزال ينظر الوجوه والأمكنة والشوارع وتلك البناءات الشاهقة.. بناءات من زجاج وبناءات تبدو من معدن تزداد لمعانا ووهجا عندما تصطدم بأشعة الشمس .. وحاول ان يسأل فى خطواته السريعة من يدله للوصول الى ميدان الحرية.. انه يريد ان يلتقى بهذا التمثال عن قرب كثيراً ما شاهده فى الأفلام الأمريكية وفى نشرات الأخبار .. انه لن يقتنع انه اصبح فى امريكا إلا اذا رأى هذا التمثال، وحاول ان يسأل فتاة شقراء مرت من امامه وقال لها فى لغة انجليزية ركيكة..

    pleas.. where is freedom square? -
    فقالت فى سرعة وهى تجرى من امامه دون ان تنظر له..

    I do,t know -
    يبدو انه سيواجه متاعب كثيرة فى هذه البلد، وابتسم بينه وبين نفسه فى سخرية.. انها لم تُكلف نفسها وتقف ثانية لترد على سؤاله .. الى هذا الحد تريد اللحاق بالسباق.. وسأل مرة اخرى رجلا عجوزاً مر امامه فأشاح بيده ولم يرد عليه.. وفغر يحيى فاه فى دهشة.. ثم ضحك بصوت عالى وهو يقول

    - ماذا يحدث هنا يا امريكا.. الا يوجد فاعل خير واحد فى هذا البلد يدلنا..فاعل خير يا اولاد العم سام.. فاعل خير واحد وله الأجر والثواب . وحاول ان يسأل مرة ثالثة لعله يجد من يرد عليه.. وكان شابا يرتدى ملابس ممزقه ذو شارب مهدل فوق فمه وشعر طويل مبعثر حول وجهه ،، وكرر يحيى السؤال عليه.. فوجد الشاب صامتا وهو ينظر له نظرات لها مغذى وطال صمته وفجاءة قال فى صوت هامس كفحيح ثعبان وهو يقترب منه ويمد يده الى قميصه يريد ان يفتح ازراره
    - I love you baby.. I love you .
    فنهره يحيى فى عنف وجرى .. جرى من امامه فى خوف ساخطا وهو يلعنه ويلعن امريكا معه، يبدو انه من الذين يطلقون عليهم شواذ ..لابد انه سيقابل هذا النوع كثيرا ..لقد قرأ عنهم وشاهدهم فى الافلام الامريكيه كثيرا .
    وجلس على احد المقاعد العامة يرتاح من الجرى وكانت بجواره تجلس سيده عجوز بدا على ملامح وجهها علامات طيبة ووقار.. مما يبدو انها ليست من هواة السباق والجرى وهذا الايقاع السريع التى تتسم به امريكا..واندهش وهو يقول فى نفسه....غريبة انه لم يرى احداً جالسا منذ حطت قدماه ارض امريكا،، حتى وهو يسير يشاهد البائعين فى الحوانيت كان يراهم وقوفا دائما..وسألها نفس السؤال فأجابته فى حبور ووصفت له الميدان وكان قريبا الى حد ما من مجلسهم .. ثم سألها فى بساطة عن فندق رخيص يقيم فيه لليلة واحدة حتى يسافر فى الغد الى لوس انجلوس.. وابتسمت له فى بساطة وكأنها تعرفه منذ زمن واعطته عنوانا لفندق رخيص فى شارع 8 وارتاح يحيى لبساطتها وبشاشة وجهها واخذهم الحديث عن المجتمع الامريكى وعن امريكا وهو يحكى لها.. انها المرة الاولى التى يغادر فيها بلده .. المرة الاولى التى يرى فيها امريكا.. وهو متخوف ..متخوف جداً منها فما رآه فى الساعات الاولى من وصوله لها لا يطمئن .. ولولا الدراسة لما كان يجرؤ ان يفكر ان يأتى اليها ابداً ..واستمر الحديث بينهما فى ود بالرغم من ان بعض الكلمات قد تمر على اذنيه لا يفهمها ..وعرف عنها انها انجليزية تقيم فى امريكا منذ خمس وعشرين سنة تبيع الصحف والمجلات فى هذا الميدان لتساعد زوجها.. انه بائع متجول .. وعندما ينتهى من عمله يأتى لها ويعودا سويا الى منزلهم الصغير. وليس لهم اولاد ولكنهم يؤمنون بأن القدر منحهم نعمة اجمل من الأولاد .. منحهم الحب.. انهم احبوا بعضهم وفاض حبهم على الناس فأحبهم الناس.. إن كل من يعرفهم يحبهم.. وهذه نعمة لا تقدر بثمن، وابتسم يحيى لها وهو يقول فى اعجاب
    - فعلا.. انها نعمة لا تقدر بثمن،، ان لدينا مقولة فى نفس هذا المعنى تقول..من احبه الله جعل كل الناس من حوله يحبونه، وشكرته العجوز على مجاملاته فى ابتسامة تكسوها طيبة وقالت كأنها تؤكد له شيئا
    - إن امريكا ليست قبيحة كما يعتقد البعض خصوصا العرب.. انا اعرف العرب جيداً ولى اصدقاء منهم كثير وايضا زبائنى منهم وهم يأتون خصيصا لى بالإسم الى ماتيلدا.. ليأخذوا منى الصحف..انى صديقتهم التى عرفوها وهم فقراء لا يملكون إلا طموحهم ولم ينسوا هذه الصداقه بعدما اصبحوا على اعتاب الثراء بل واثرياء بالفعل ..واستطردت قائلة .. سأحكى لك حكاية طريفة مستر يحيى،، كان لى زميل هنا منذ حوالى عشر سنوات او اكثر قليلا..كان عربى من سوريا يبيع الصحف ايضا ولكن على الرصيف الآخر.. ولكنه كان يتوق للثراء الى ان يصبح من اصحاب الملايين وساعده على ذلك طموحه واجتهاده واصراره على هذا الحلم.. اتعرف مستر يحيى ،، كان يبيع الصحف هنا فى فترة النهار ويعمل فى المساء نادل فى احد المطاعم حتى استطاع ان يؤجر مكان صغير يبيع فيه آكلات من المطبخ السورى ولاقت هذه الآكلات هنا رواجا ونجاحا رهيبا حتى انه استأجر مكان اكبر جعله كافتريا ومطعم وزاد الاقبال عليه واشتهر هذا المطعم ..اتعلم ماذا هو الأن..؟
    انه صاحب سلسلة مطاعم تقدم الآكلات العربية وله فروع فى اكثر من ولاية .. ومع ذلك لم ينسى صديقته القديمة ماتيلدا.. حتى انه عرض على يوما ان ادير احد هذه المطاعم،، ولكنى رفضت..... وقال يحيى فى استغراب
    - لماذا......!
    فقالت ببساطتها وابتسامه تملأ وجهها
    - لأنى احب الصحف وبيع الصحف وتعودت هذه الحياة وهؤلاء الناس لا يأتون لى لشراء صحيفة فقط.. لكن ليزورو صديقتهم ماتيلدا واستطردت.. انهم ليس زبائنى فقط مستر يحيى..لا ..انهم اصدقائى يأتون ويحكون معى عن قسوة ايامهم وافراحهم وحياتهم.. لقد احببت هذه المهنة وهذه الحياة وهى ايضا احبتنى وانا سعيدة بها ولا اريد ان اغيرها ولو اعطونى ملايين الدولارات .
    وتأهب يحيى للوقوف وهو يقول:
    - انه لمن دواعى سرورى ان قابلت شخصية طيبة مثلك مدام ماتيلدا فىهذا اليوم العصيب
    وإلا كنت سأفقد الثقة فى امريكا كلها من اول يوم لى هنا.
    فقالت وابتسامة بشوشة تملأ وجهها
    - لا داعى لفقدان الثقة مستر يحيى إن كل بلد بها الطيب وبها القبيح وامريكا بها أناس طيبون
    كثير ستجدهم دائما لو بحثت عنهم.. لكن مع ذلك..إحذر لأن بها قلة شاذة عن هذه القاعدة..
    وعلت ضحكته وهو يقول
    - نعم،، لقد قابلت واحدا من هؤلاء القلة منذ نصف ساعة فقط..القلة الشواذ.. واستطرد وهو يحمل حقيبته مستعداً للذهاب
    - تحياتى..مدام ماتيلدا اسعدت كثيرا بهذا اللقاء.
    وقبل ان يذهب استوقفته وهى تنادى بإسمه
    - مستر يحيى..لحظة واحدة
    والتفت اليها وجدها قد سحبت صحيفة من اكوام الصحف الموضوعة امامها وطوتها ثم مدت يدها بها له،، والتقطها يحيى ثم وضع يده فى احد جيوبه واخرج ورقة مالية اعطاها اياها لكنها رفضت وهى تقول فى بشاشة:
    - انها صحيفة عربية لعلك تحب ان تقرأها..اعرف انك تشتاق الأن الى اى شئ عربى
    والح عليها ان تأخذ ثمنها ورفضت فى اصرار وهى تقول
    - لا.. هذه هدية من ماتيلدا. عندما تأتى لى المرة القادمة وتشترى صحيفة سأخُذ ثمنها
    ..لا تنس ان تأتى لى وتروى اخبارك فى الدراسة مستر يحيى
    وابتسم يحيى وهو يتظاهر بأنه يرفع قبعة وهمية ويحنى ظهره امتنانا لها على الطريقة الأمريكية وهو يقول:
    - ابدا.. لن انساكِ مدام ماتيلدا..لن انسى اول صديقة لى فى الغربه..الى اللقاء ياصديقتى
    وذهب يحيى الى ميدان الحريه ووقف مبهورا امام التمثال وهذه المرأة التى ترفع بيدها الشعلة.. واخذ يروح ويجئ فى الميدان وهو ينظر للتمثال تارة ثم ينقل نظره للوجوه من حوله ليستكشف.. انه لا يزال يريد ان يستكشف.. يستكشف امريكا من وجوه شعبها ثم يعيد النظر الى التمثال وينتقل بنظره مرة اخرى الى الوجوه.. ثم توقف فجأة عندما تذكرها
    تذكر مريم.. تذكرها وهى تودعه من خلف سور المودعين وتشير بيدها علامة النصر
    وابتسامتها الحلوه على شفتيها.. الإبتسامة التى تبعث فى نفسه الراحة وبكى فى صمت
    وهو يخرج صورة صغيرة موضوعه فى جيب قميصه . وكانت صورة لمريم.. تُرى ماذا تفعل فى هذه اللحظة.. ؟ ماذا يجول فى خاطرها فى هذه اللحظة.. ؟ هل تبتسم..؟
    هل تبكى..؟ إن بيننا الأن مسافة كبيرة جداً.. جداً يا مريم،، مسافة من اليابس والماء يا ويلى ما كل هذا البعد.. ما كل هذه المسافة..هل هو حُلم ام حقيقة، مريم التى كنت المس يدها امس. الأن اصبح بيننا كل هذه المسافه..وخُيم الليل عليه وهوسارح فى عالم آخر ودهمه احساس بالبرد والملل فذهب الى الفندق الذى وصفته له العجوز ماتيلدا.. فندق رخيص يدعى لايكوس واستأجر غرفة لليلة واحده على ان يغادرها فى الغد متجها الى لوس انجلوس.. ليبدأ من هناك فى رسم ملامح المستقبل ..ملامح النجاح والآمال.. واهم امل فيه زواجه من مريم
    .. حلم عمره ومستقبله الجميل والنجاح الذى لن يكون له طعم إلا بها .....................
    --.--.--.--.--.--.--.--.--.--.--

    عادت مريم بعدما ودعت يحيى واطمأنت الى وصوله حتى سلم الطائرة والقت بنفسها على الفراش وكأنها تُلقى بعمرها كله عليه.. كانت تحس احساسا جديدا عليها.. بالوحدة بالفراغ .. احساسا بأن شيئا كبيراً ينقصها..شيئا مهما، انها تحس ان قطعة من جسدها انتزعت منها.. لقد اكتشفت بعد سفر يحيى انه مهما جدا بالنسبة لها..اهمية الماء والهواء للانسان..انها كانت تحبه وهى تعلم انه تحبه حبا كبيرا..لكن ثمة شئ اكتشفته فىهذه الليلة.. انها تحبه اكثر مما كانت تعرف.. تحبه بجنون..لم تكن تعرف الى هذه الدرجة حبها له،، لماذا لا نعرف مقدار غلاوة من نحبهم إلا عندما بغيبوا عنا اونبعد عنهم ..وقتها فقط نكتشف ماذا هم بالنسبة لنا ..نكتشف ما قيمتهم فى قلوبنا..نكتشف انهم قطعة منا ..لماذا..؟ إن مقولة{ البعيد عن العين ..بعيد عن القلب} مقولة خاطئة ، ابدا.. انه قريب،، قريب جدا بل اكثر اقترابا عما كان وسرحت بخيالها فى طفولتها ومراهقتها وشبابها وانطلاقها مع يحيى ..انها لم تفكر ابدا ان يأتى يوم ويفترقا هكذا.. ويصبح كلا منهم فى مكان بعيد عن الآخر ..هو فى آخر بلاد العالم
    .وهى .وحيدة هنا ، انها تشعر انها وحيدة يتيمة بدونه.. ماهذا ..؟ انه لم يمر سوى ساعات..كيف ستتحمل ثلاث سنوات..يا رب ثلاث سنوات من البعد ، وبكت.. بكت كثيرا عندما اكتشفت انها ضعيفة بدونه.. انها كانت تستمد قوتها منه..تستمد ثقتها فى نفسها وفى جمالها منه.. انها لم تشعر انها فتاة جميلة إلا منه. . هو اول من يشيد بجمالها وجمال عيونها..كان دائما يقول لها .. ان فىعينيكِ بريق تخشى اى عيون ان تقف امامه يا مريم...
    وسحبت الغطاء عليها وحاولت ان تنام.. حاولت كثيرا. لكن ابدا.. انها تعرف جيداً ان النوم لن يأتيها فى هذه الليلة..ومدت يدها وادارات مفتاح الراديو الموضوع بجانبها وانطلق منه اغنية لعبد الوهاب سمعتها مرة من يحيى يشدو بها.. انه كان يحب دائما الاغانى القديمة عن الحديثة وشردت مع كلمات الأغنية وهى تسمع مقطع منها يقول ( وكم من فجر صحيته وصحانى على عهودى وحتى العين فى غفلتها بتصحى دموعها فى خدودى تسبح فى الفضا شاغل شغلنى.......) واغلقت الراديو ورعشه على يديها ودمعه تسيل فى زحف على وجنتيها.. انها لم تحتمل ان تسمع كلمات هذه الأغنية التى اعادتها اكثر ليحيى واثارت زكرياتها معه وعادت تئن على فِراشها كعصفور جريح بعدما اخرجت صورة صغيرة من درج مكتبها.. اخذت تنظر فيها مليا وكانت صورة يحيى..

    --.--.--.--.--.--.--.--.--.--.--


    استيقظ يحيى فى صباح اليوم التالى فى غرفته بفندق لايكوس الساعة الثامنة متكاسلا..واحس بجسده متعبا من السفر فرفع سماعة التليفون وطلب من موظف الإستقبال ان يحضر له وجبة الإفطار فى الغرفة ثم تذكر ا ن يطلب منه معرفة موعد اول طائرة متجهة الى لوس انجلوس ..وترك الموظف السماعة للحظات ثم عاد يقول ..ان اول طائرة للوس انجلوس ستقلع فى الرابعة والنصف ..وجلس فى الشرفة يحتسى الشاى بعد تناوله الافطار وهو يضع امامه بعض الكتب العلمية التى أتـى بها معه واخذ يتصفحها حتى يحين موعد اقلاع الطائرة.. مازال هناك وقتا طويلا على ميعاد الطائرة..فليقتل هذا الوقت فى القراءة..ولكنه لا يستطيع ان يقرأ.. ان عقله مازال بعيداً مشدوها شارداً لا يقوى على تحمل قراءة سطور الكتاب الذى يحمله.. ان عينه تمر فقط على السطور دون استيعابها.. لعل الصدمة مازالت تلفه وتطمس عقله.. صدمة الغربة.. صدمة ان يكون غريبا فى بلد غريب.. صدمة البعد عن الأهل والأحباب.. صدمة الوحدة فى هذا البلد التى لايعرف فيها احد ولا صديق له فيها وهو لم يتعود ابدا ان يكون غريبا او بعيدا عن احبائه او وحيداً ليس له اصدقاء.. اوه.. لا لقد اصبح له صديقة بالفعل .. العجوز ماتيلدا..ولكن ماذا يفيد انها فى نيويورك وهو سيغادرها اليوم، وبين نيويورك ولوس انجلوس مسافة لايستهان بها.. وابتسم فى نفسه وهو يقول: - ما هذه المسافات.. حتى فى البلد الواحد ايضا مسافات، وحاول ان يقنع نفسه بأن الأيام الأولى له هنا ستأخذ هذا الأحساس.. انه احساس طبيعى.. ومن المؤكد سيتعرف على اناس وعلى عرب..ثم انه قرأ احصائية ذات مرة تقول ان نصف العرب فى امريكا يقيمون فى ولاية كالفورنيا.. لابد انه سيجد عرب معه فى الجامعة يدرسون او يستعدون للدكتوراه مثله.. ثم ارتاح فى جلسته والقى برأسه للخلف مستنداً على الكرسى ناظراً الى الشارع من خلال سور الشرفة.. وقد بدا امامه اناس كثيرون يخطون فى خطوات سريعة.. دائما الإيقاع السريع.. انه سمه من السمات الاساسية لامريكا.. السباق.. سباق مع الزمن ثم حول نظره الى السماء وشرد طويلا وتجسمت فى خياله احلام غده .. واسترسل فى هذه الاحلام.. سيواكب هذا الايقاع فى دراسته.. السرعه والانجاز، لو يستطيع ان يختصر السنوات الثلاث فى سنتين او سنة واحدة لكن افضل.. انه ليس من عشاق امريكا ولا من عشاق ان يحمل لقب مغترب.. لن يذهب وقته وتفكيره إلا فى الدراسة ليعود وهو يحمل لقب دكتور .. انه شرط مريم وابتسم ابتسامة واسعة عندما تذكرها وهى تقول له .. " اطمئن ستعود وتجدنى فى انتظار الدكتور يحيى.." لابد ان اعود دكتور من اجلك يا مريم.. لن اخذلك..انتتظرى عودة الدكتور يحيى ..استاذ الفيزياء.. لكن .. ان التدريس فى حد ذاته لا يرضى الطموح.. لعل لقب باحثا فى العلوم الفيزيائية وواضع نظريات يرضى هذا الطموح اكثر.. ان الابحاث العلمية هى التى ستُخلدك اكثر
    .. كم مدرسا يدرسون فى الجامعات..؟.. كثير.. كثير جدا بل ربما اكثر مما تحتاجه الجامعات،، ولكن كم باحثا وكم عالما يُشار اليهم بالبنان.. قليل ، ستكون باحثا ..باحثا مجتهداً دؤوبا وعالما فى تخصصك.. ووقتها اكبر الجامعات ستتهافت عليك وتطلبك للتدريس بها .. هكذا تصبح دراستك انجح.. تصبح مميزاً ، لا مجرد استاذ يلقى محاضرات وانتهى الأمر.. .. وافاق من استرساله فى تخيلات غده ونظر الى الساعة المثبتة فى الحائط ، اوه .. انها الثانية .. يجب عليك ان تذهب الى المطار الأن . فمن الأفضل ان تنتظر باقى الوقت هناك.........


    ----------------------------------------------

    الى اللقاء مع الجزء الثالث

    "كيـــــــــــــــــــن"

  3. #18
    الصورة الرمزية SAD ANGEL
    SAD ANGEL غير متصل عضوه مميزه في منتدى النثر
    التسجيل
    25-10-2004
    الدولة
    حدائق بابل المعلقة / في سوريا
    المشاركات
    174

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المواطن كين
    اهلين.. اختى ملاك حزين..

    على فكرة الجزء الثانى alredy نزل بس الكارثة اللى لحقت بالمنتدى
    وضيعت مواضيع كثيرة اخذت معها الجزء الثانى وتركت الجزء الأول
    بس لأجل عيونك حاضر .. الجزء الثانى بينزل حالا

    شكرا للمرور

    والله ما كنت بعرف أنه الجزء التاني كان نازل بالمنتدى وعلى كل حال مشكور على تلبية طلبي وأكيد هاد من زوءك ...
    بس لا لا لا يا كين
    والله رغم طول الجزء التاني بس حسيته كتير قصير ماعرفت كيف خلص معي
    حسيت أنه لازم يكون لسا في أحداث
    ما أشبع فضولي عشان أعرف شو رح يصير بيحيى وشو رح يحقق من طموحه !!!!
    يعني كانت الأحداث بطيئة رغم أسلوبك المشوق فيها وانتظار أي حدث ممكن يصير فيها أثناء القراءة " طبعا ً كان هاد إحساسي "
    على كل حال
    ما إلي إلا الصبر على قصتك الرائعة ... وعلى أسلوبك الأروع
    بسرعة أخي لله يوفقك ... لا تتأخر علينا بالجزء التالت
    نحن بالانتظاااااااااااار
    صلي على النبي ثلاث مرات كلما قرأت هذه :
    اللهم صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...

  4. #19
    التسجيل
    29-06-2005
    المشاركات
    32

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    ماشاءالله روووووعه ..

    مشكوووووور اخوي ..

    وننتظر التكمله .. ^^

  5. #20
    التسجيل
    18-04-2005
    المشاركات
    48

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    روعة أخي
    قصة مشوقة
    و في انتظار الجزء الموالي

  6. #21
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SAD ANGEL

    والله ما كنت بعرف أنه الجزء التاني كان نازل بالمنتدى وعلى كل حال مشكور على تلبية طلبي وأكيد هاد من زوءك ...
    بس لا لا لا يا كين
    والله رغم طول الجزء التاني بس حسيته كتير قصير ماعرفت كيف خلص معي
    حسيت أنه لازم يكون لسا في أحداث
    ما أشبع فضولي عشان أعرف شو رح يصير بيحيى وشو رح يحقق من طموحه !!!!
    يعني كانت الأحداث بطيئة رغم أسلوبك المشوق فيها وانتظار أي حدث ممكن يصير فيها أثناء القراءة " طبعا ً كان هاد إحساسي "
    على كل حال
    ما إلي إلا الصبر على قصتك الرائعة ... وعلى أسلوبك الأروع
    بسرعة أخي لله يوفقك ... لا تتأخر علينا بالجزء التالت
    نحن بالانتظاااااااااااار
    مرحبا مرة اخرى بالملاك الحزنان
    الاحداث كثيرة ومتشعبة ان شاء الله
    لأجل هذا ستطول فترة كتابة الجزء الثالث
    لكن اوعد كل الاعضاء المنتظرين فى اقرب
    فرصة سيتم تنزيل الجزء الثالث
    تحياتى

  7. #22
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ..MeRyL..
    ماشاءالله روووووعه ..

    مشكوووووور اخوي ..

    وننتظر التكمله .. ^^

    شكرا اخى على المرور
    وسأحاول فى اقرب فرصة
    تحياتى

  8. #23
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hassan2145
    روعة أخي
    قصة مشوقة
    و في انتظار الجزء الموالي
    شكرا اخى ع المرور
    واقرب فرصة بإذن الله
    تحياتى

  9. #24
    التسجيل
    15-11-2005
    المشاركات
    2

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    تسلم اخوي الغالي ما قصرت

    حلوه وااااااااايد

  10. #25
    الصورة الرمزية Amanda~
    Amanda~ غير متصل Mademoiselle Cocó
    الفائزة الأولى بمسابقة CD-Maker
    التسجيل
    29-01-2005
    الدولة
    Broken mirror million shades of light
    المشاركات
    2,202

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    قصة رائعة أتمنى أنك تستمر فيها
    أسلوب قصصي رائع وأنا أحب هالنوع من القصص
    بس حبيت أذكرك أسلوبك في الوصف ممتاز ماشاء الله كثر من الوصف للمشاعر رائع جدا
    شكرا جزيلا لك أخ
    تحياتي

  11. #26
    التسجيل
    24-05-2005
    الدولة
    بين الأزقة والطرقات
    المشاركات
    538

    Post رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    ولن ينطفئ نار حبي لك ... سيظل مشتعلا ً للأبد

    بداية مقنعة جدا ً للقارئ ، شخصيات مترابطة بحبكة ممتازة

    أكثر الشخصيات التي حازت على إعجابي هي العم جابر الذي يكن الإعجاب لمريم وإن لم يظهره
    إين أنت ياعم جابر الآن؟
    كانت خاتمة جميلة للجزء الأول من القصة

    تركيبك للشخصيات كان مدقنا ً ، اختيارك للبطولة النسوية من خلال شخصية مريم كان رائعا ً وكنت موفقا ُ فيها
    ذهاب مريم لأمريكا وتعرفها لثقافت شعب جديد كانت تحلم بلقائه ، ذكرني هذا الجزء من القصة برئعة يوسف شاهين " اسكندرية ... ليه؟ " عندما سافر من اجل أن يتعلم الإخراج وصدم بحقيقة المجتمع الأمريكي واتياقه لكل ماهو مصري ، اشتياقها لكل ما هو عربي وحنينها لكل ما يجرها لبلدها.
    ختام الجزي الثاني من القصة كان جميل لكن لم يكن بروعة ختامك للجزء الأول منها
    ونحن في انتظار الجزء الثالث إن كان هنالك جزءا ً ثالثا ً


    اعذرني لتأخري وتخبطي في الرد ، كما أنني اشيد بردود الأعضاء الي شاركوا وتأثروا بالقصة
    أمنتى أن يتحفوننا بقراءاتهم وابداعاتهم انت وهم معك في ملتقى سينماك والذي كنت تشارك فيه
    http://www.montada.com/forumdisplay.php?f=29

    تحياتي لك اخي المواطن كين وارجو ان تقبل اعتذاري

    اخوك
    تشارلي تشابلن
    Charly Chaplin
    ترقبوا - ملتقوي الشهر - موضوع الشهر الملتقوي - لشهر يناير 2007 م - ترقبوا

    في ملتقى سينماك
    الديفيدي كبديل للسينما
    لسعلو المنتدى HEllRAiSER


    في نقاشات الأفلام

    هل كان للرغبة عربة تحمل نفس الاسم؟






  12. #27
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: " ولم ينطفئ حـبـَك "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Charly Chaplin مشاهدة المشاركة
    ذهاب مريم لأمريكا وتعرفها لثقافت شعب جديد كانت تحلم بلقائه ،

    تحياتي لك اخي المواطن كين وارجو ان تقبل اعتذاري

    اخوك
    تشارلي تشابلن
    Charly Chaplin
    اخى العزيز: شارلى شابلن
    العذر كل العذر فى التأخير على الرد..
    وجزيل الشكر على مرورك للقصة
    وهذا التعليق الذى اكن له كل احترام
    لكن لى ملاحظة لك اخى.. فيما يبدو ان الأأمور احتلطت عليك عليك او قرائتك لم تكن بتمعن
    فالذى سافر الى امريكا لدراسة الفيزياء هو يحيى.. فمريم لم تبرح بيتها
    مرة اخرى شكرا للمرور
    تحياتى..
    كين

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •