بسم الله الرحمان الرحيم..
أختي جهاد.. أثريت معلوماتي بموضوعك الغني، المثمر.. هذا الموضوع الذي يهمني و يعنيني إلى أقصى حد.. أنا الرضيع في عالم الأدب..
سؤال بسيط لم يزل يشوش ذهني.. هل الحبكة مرادفٌ للعقدة أم هي تعني منهج صياغة الأحداث و الوصل بينها ؟..
جاء في طرحك: (... و من تم وجب أن تجيء اللغة أقرب ما تكون إلى لغة الشخصية التي يتحدث الكاتب من خلالها إلينا..)، و لكن، أليس من الممكن أن يتداعى بناء اللغة عندما تُستعمل ألفاظ و جمل من العامية كمحاولة لتقريب العدسة من الشخصية.. و نحن نعلم أن القصة علاوة على الفكرة هي قطعة فنية، أدبية تسحر القارئ بلغتها و تخلب لبه برونقها.. قبل الفكرة.. دعونا صرحاء، نحن نبحث عن قصة للكاتب الذي شغفت كلماته قلوبنا !..
هذا و عندما قرأت قصة غادة السمان التي عرضها الأخ الكريم، تبلورت بذهني خواطر و أفكار ارتأيت أن أناقشكم إياها..
أولا.. بكل صدق أعترف و أقرّ أن هذا النص بات من أروع ما قرأت في باب القصة القصيرة.. سحرني الأسلوب و اللغة و بالأخص الصور الشعرية الراقية و اللوحات الفكرية المتقنة الرسم.. كانت حقا لحظات تأملية نادرة تلك التي عشتها و أنا أطالع القصة..
إلا أن العيب الوحيد و البشع الذي جعلني أكره سماع اسم الكاتبة مرة ثانية هو غرورها المتمثل في تلاعبها بقدسية الله سبحانه و تعالى..
و إن كانت عبارة (حسبي أنني إنسانة، بشعة، لكن حقيقية ) قد زلزلت كيان الأخ الكريم.. فقد صعقتني و ملأت قلبي غضبا و حنقا عبارة..
(كل ما فيه يذكرني بتحفز إله يستعد للحظة الخلق الحاسمة..).. أعوذ بالله من غضب الله.. ألم أقل لكم أنها مغرورة، متغطرسة.. من تحسب نفسها حتى تمثل و تشبه صورة من صور الدنيا بالإله الأعظم.. خالقها ؟!..
ثم..
( لا أجيب. ليته يجلس بجانبي. أحدثه طويلاً عن الحقيقة. ليتنا نصنع الحياة قبل أن نصنع الخلود.. يخيل إلي أن الخلود يمكن أن يتفجر بعفوية من لحظة حماسة حقيقية للحياة.. لكني أجبن من أن أواجه حقيقتي.. ).
طبعا الكاتبة هنا، لمن لم يفهم، تقصد الجنس.. هذا المعنى الذي نستره بستار العفاف و الحياء.. هذا الجزء منا الذي لم يهدأ بال بعضهم حتى عرّوه و كشفوه للأعين و الأذهان.. لعل أغلب من قرأ أو سيقرأ هذه القصة لن يتوقف عند هذه الكلمات، أو بالأحرى، المعاني الفاسدة !.. (فيها إيه.. ما دامت القصة حلوة ؟؟)..
على أية حال.. لا داعي لأن يردّ أحدكم و يحاول أن (يفهمني) الأمر.. لأنني غير مستعد لذلك.. و من جهة أخرى.. حساسيتي مفرطة جدا لمثل هذه المواضيع..
و في الختام أحييك أختي جهاد.. درسك القيم وصل و أسأل الله أن ينفعنا به.. و أعتذر عن مداخلتي.. لكن ما قيل كان يجب أن يُقـال..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..