أحمد : هلا .
؟؟؟؟ : السلام عليكم ..
أحمد : وعليكم السلام.
؟؟؟؟ : هذا منزل محمد الحربي .؟؟
أحمد: ايوة نعم .
؟؟؟؟ : ممكن أكلم سارة ؟؟
أحمد : سارة برة .. لما ترجع اقولها مين ؟؟
؟؟؟؟ : قلها صحبتها غدير .
انتفضت من مكاني .. شعرت بحرارة جسمي .. تمالكني شعور بالفرح ..بالأمل ..بالسعادة .. بل كنت أريد الطيران من شدة فرحي
بدد كل هذا شعوري بالإحراج من نفسي ..كيف رددت عليها بهذا الجفاء ..لم أنسق كلامي ..بل لم أكن لطيفا .. لم أكن مرحا ..
كنت كمن يريد أن يقول : ايوة خلصينا .. لا لكني لا أريد قول ذلك .. إن غدير معي الآن على الهاتف ..هل أخبرها بإعجابي بها أم أبقى صامتا .. إنها فرصتي الآن ..
؟؟؟؟ : طيب شكرا ..
لااا انتظري لا تنهي المكالمة..
تن تن تن تن ..
أقفلت السماعة دون أن أقول شيئا... لو كنت قلت على الأقل ( طيبهقولها)عندما قالت لي أنا صحبتها غدير .. يالي من أبله ..
جلست على الكرسي بجانب الهاتف أنظر يميني ويساري وأنا أسب في نفسي وفي غبائي .. وقعت عيني على الهاتف بالتحديد على الرقم الذي يظهر على كاشف الهاتف .. رقم جوال غدير ..
تأملت فيه كثيرا ثم أمسكت بجوالي وبدون تردد خزنت رقمها عندي
... إنه صوت باب المنزل لقد عادت سارة ..
أحمد : سارة ..
سارة : نعم .
أحمد : واحدة صحبتك اسمها غدير اتصلت عليكي .
سارة : غديير ....... أخيرا واحدة من صحباتي عبرتني .
وأسرعت للهاتف لتكلم صديقتها ..
حان دوري الآن ليتصل بي صديقي محمد .. لنخرج سوية ..
خرجت معه ولكننا عدنا بسرعة .. وأنا في طريقي للبيت أقود سيارتي ..مررت على البحر ..ففكرت أن أقف قليلا استنشق الهواء فوقفت .. بعد قليل اتصل بي صديقي علاء ..تحدثت معه قليلا ..
وعندما أنهيت المكالمة ..نظرت لجوالي فتحت الأرقام المسجلة فيه نظرت للرقم الذي سجلته اليوم .. إنه رقم غدير ..
ومن دون أن أفكر ضغطت على زر الاتصال منتظرا منها أن ترد
لكنني وجدت غير ما توقعته .. لم ترد غدير علي بل جعلت أخوها الصغير يرد علي ... أقفلت السماعة عندما سمعت صوته ..
لم أكن أتوقع هذا ...... فأنا لم أكن اتصل على أي فتاة من قبل ..بل كنت أرقمها وانتظر اتصال منها ..
ربما لم أنظر في حياتي إلى الفتيات اللواتي لم يأخذن رقمي بل كنت أنتبه إلى تلك التي انحنت لترفع الرقم من على الأرض فتأخذه وتتصل بي .. هل ظننت أن كل الفتيات كفاتن الفتاة التي رقمتها من سنة وأخذت رقمي وبلا حياء اتصلت بي ..أم أن كل الفتيات كمروة التي استمرت تحادثني لمدة شهرين وبالصدفة رقمها صديقي علاء وأخذته وتحدثت معه لمدة تطول عن المدة التي تحدثت فيها معي ثم نسيتنا نحن الاثنين .. وقد كنا نضحك على أنها لا تعرف أن علاء صديقي .. هل نسيت أن هناك فتيات مثل غدير ..؟؟؟
زاد هذا الموقف من إعجابي بغدير ..حتى أنني قررت أني سأعترف
لسارة قريبا بأنني معجب بصديقتها ..
وبعد هذا الموقف بشهر كامل ..وبينما أنظر من النافذة شاهدت غدير وأهلها يعودون من سفرهم والسعادة ملأت قلوبهم .. تذكرت سفرتي وكيف عدت منها .. ونظرت لغدير كيف عادت هي ...
تردد هذا السؤال في نفسي ..لماذا تشعر غدير بكل تلك السعادة ؟؟
أهو تجمع العائلة ؟؟ أم كثرة صديقاتها ؟؟ أم أنها سافرت لمكان أحلى من المكان الذي سافرت له أنا ؟؟؟
مر شهر من اليوم وأنا أراقب غدير من نافذتي كل يوم ..
مر شهر من اليوم و أنا أحاول أن أتقرب أكثر من أهلي .. من والدتي ومن سارة وقد نجحت في هذا نوعا ما ..فلم تكن تمر ليلة إلا وقد قضيتها في الحديث مع سارة ... فإن تقربي منها قد يساعدني على أن أخبرها بإعجابي بغدير ..
أنا من أكثر الأولاد حظا لأن أختي هي سارة التي تكن لي الاحترام والمودة ..لكنني لم أكن ألحظ هذا إلا بعدما تقربت إليها ...
لم أتقرب إلى سارة وحسب .. فقد تقربت إلى والدتي كذلك ..أصبحت أحادثها وأناقشها في كثير من الأمور ..
لكنني أشعر بشيء ينقصني ..شيء مهم أشعر بفقدانه .. شيء لم أنتبه إليه إلا بعد ذلك اليوم ..
كنت عائدا من نزهتي مع أصدقائي .. فسمعت صوت أخو غدير سالم الذي يبلغ عشر سنوات في الحديقة يلعب بالكرة .. فلم أبالي ودخلت البيت وصعدت إلى غرفتي ..ولكنني بعد قليل سمعت صوت أحدهم يتحدث إليه .. ففتحت النافذة ووجدت أنها غدير تتحدث إليه من خلف الباب ..علمت أنها غدير
عندما ناداها أخوها : اسكتي يا غدير مالك شغل ؟؟
غدير : مو عشان أبوي مسافر ماراح تروح ..
سالم : انكتمي أنت ..ومالك دخل .
غدير : عيب تراك كبرت اللحين صرت رجال ..لازم تروح ..
ثم دفعته بلطف ..فذهب وهو غاضب ..
أردت أن أعرف هل سيتستمع لكلامها ويذهب إلى حيث طلبت غدير منه ..أم أنه سينسى الأمر وربما يذهب ليلعب بالكرة في مكان بعيد .. نزلت ومشيت خلف سالم .. كل أبناء الحي يتجهون للمكان ذاته وكأنهم هم كذلك يتبعون سالم .. مشيت ومشيت خلفه ..حتى وصلنا للمكان المطلوب إنه مسجد الحي ..إنه مكان مزدحم وغير مزدحم ..مزدحم بالناس يجتمع فيه كل شباب ورجال وصبيان الحي
وغير مزدحم لأنه مكان متسع ورحيب مكان يشعر الناس فيه بالطمأنينة ...
دخل سالم لكني لم أدخل ..وقفت هكذا لا أعرف لماذ وقفت ؟؟ أنها المسافات بيني وبين هذا المكان ..ليست مسافة طريق ..لا .. فقد كان يفصل بيني وبينه بضع سنتيمترات أمشيها في ثانيتين ..لكنها مسافات في القلب .إنه مكان لم أألفه لم أعتد عليه ..نظرت حولي فوجدت الغني والفقير القوي والضعيف الصغير والكبير ..
كلهم تجمعوا في هذا المكان ..
نظرت ونظرت فوجدت شيخ أعمى عجوز يمشي على عصاه يقوده حفيده الصغير .. تأثرت لهذا المنظر .. الجميع يذهب هنا حتى الأعمى العجوز و أنا الشاب الصغير في كامل صحتي لا أفعل ..
وفجأة دق هاتفي الجوال نظر الناس إلي فالجميع يقفل هاتفه قبل دخول المسجد .. فابتسمت ورفضت المكالمة .. سمع الأعمى صوت جوالي فاقترب إلي وقال : هداك الله ياولدي قفل جوالك وادخل ..
وبدأ الإمام بالصلاة .. فأمسك الأعمى بيدي وأدخلني معه ..
دخلت والصفوف صفت ..وهناك من يسرع من الخارج ليصلي خلف الإمام .. مشيت مع الأعمى حتى وقفنا في آخر الصفوف ..
وان شاء الله الجزء الأخير منها في الرد الجاي ..