السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مما قيل عن اللغة العربية : لا يوجد هناك كلمتين مختلفتين تشتركان في معنى واحد, وإن كانتا تدل على معنى واحد عامة.
من هذا المنطلق ومن هذا القول, أكتب لكم ما تيسر جمعه, من أمهات كتب اللغة, ومما وقعت عليه ما ستقرأونه بإذن الله, و سأكمل كتابة غيره من المواضيع و الفروق اللغوية إن تيسر إن شالله, و كل من لديه حس مرهف و تحليل ذوقي دقيق يجد متعة لا تضاهيها أي متعة في التعرف على دقيق هذه الفروق :
الفرق بين الكَتْب و النّسْخ, و بين المنشور و الكتاب و الدّفتر و الصّحيفة وما شابه ذلك :
الفرق بين الزَبْر و الكًتْب : أن الزبر الكتابة في الحَجَر نقـْرًا, ثم كثر ذلك حتى سميت كل كتابة زبرا.
وأصل الكلمة الفخامة و الغلظ, ومنه سميت قطعة الحديد زُبْرة, كما ورد في القرآن : آتوني زُبَرَ الحديد.
و الشَّعْر المجتمع على كتف الأسد زبرة, و زَبَرْتُ البئر أي طويته بالحجارة وذلك لغلظ الحجارة.
وإنما قيل للكتابة في الحَجَرِ زبْرٌ لأنها كتابة غليظة, ليس كما يكتب في الرقوق و الكواغد.
الفرق بين الكتاب و الدفتر : أن الكتاب يفيد أنه مكتوب, ولا يفيد الدفتر ذلك, ألا ترى أنك تقول : عندي دفتر بياض, ولا تقول : عندي كتاب بياض.
الفرق بين الصحيفة و الدفتر : أن الدفتر لا يكون إلا أوراقا مجموعة, و الصحيفة تكون ورقة واحدة, تقول : عندي صحيفة بيضاء, فإذا قلت : صحف, أفدت بأنها مكتوبة. و قال بعضهم : يقال صحائف بيض, ولا يقال صحف بيض, وإنما يقال من صحائف إلى صحف ليفيد أنها مكتوبة, وفي القرآن : (وإذا الصحف نشرت) و أيضا (صحف إبراهيم و موسى), و الصحيفة القطعة من أدمٍ أبيض أو ورق يكتب فيه.
الفرق بين الكتاب و المُصْحَف : أن الكتاب يكون ورقة واحدة, ويكون جملة أوراق, و المصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحِّفت أي جمع بعضها إلى بعض.
وأهل الحجاز يقولون : مصحِف –بالكسر- أخرجوه مخرج ما يتعاطى باليد, وأهل نجد يقولون : مصحَف وهو أجود اللغتين, و أكثر ما يقال لمُصحف القرآن, و الكتاب أيضا يكون مصدرا بمعنى الكتابة, تقول : كتبته كتابا, وعلمته الكتاب و الحساب.
الفرق بين الكتاب و السِّفْر: أن السفر الكتاب الكبير, قال الزجاج : الأسفار الكتب الكبار.
الفرق بين الكتابة و المجلة : أن المجلة كتاب يحتوي على أشياء جليلة من الحكم و غيرها, قال النابغة :
مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإلهِ ودِينُهُمْ **** كَريمٌ بِهِ يرْجونَ حُسْنَ العَوَاقِبِ
ولا يقال للكتاب إذا اشتمل على السخف و المجون و ما شاكل ذلك مَجَلّة .
فائدة : يتضح الآن جليا بأن عدد المجلات العربية بات عدُّها سهلا, لأنها لا تستحق اسم مجلة, فمجلات الفسق و العري بالإمكان تسميتها كالتالي :
فسق زهرة الخليج, مجون كل الأسرة, وغيرها من العصيان, ولك أيها الكريم أن تفكر كيف ستتضح لك صورة من تسمى بـ"مجلة" عندما تسمع أحدهم يقول : هل قرأت فسوق كل الأسرة ؟ هل اطلعت على منكر الصدى ؟ وفي الحقيقة يجب تسميتها بالصدأ و ليس الصدى, لأن ما من صفحة من صفحاتها إلا ووجدت فيها صورة لامرأة عارية, أو شبه عارية, أو حتى كاسية عارية.
يبدو أنني أميل إلى الخروج عن صلب الموضوع, فأكتفي بهذا القدر, أتمنى لكم الإستفادة من هذا الطرح
