السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مضى على تطبيق نظام الاحتراف بوضعه الحالي أكثر من 14 عاماً دون أن يكون له أثر ملموس على تطور رياضتنا، وتحديداً كرة القدم، بل أنه أصبح يشكل عبئاً ثقيلاً على ميزانيات الأندية وخلق مشكلات كبيرة بينها وبين اللاعبين بسبب التأخر في صرف الرواتب، ورغم رصد رعاية الشباب إعانة خاصة لنظام الاحتراف بهدف دعمه بالصورة المطلوبة إلا أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل حتى يصل إلى خزائن الأندية ويحل بعض المشكلات المالية الكبيرة ولو قارنا بين هذه الإعانة وبين ما تصرفه الأندية مقابل عقود اللاعبين المحليين والأجانب فإن المقارنة شبه معدومة الأمر الذي وضع هذه الأندية أمام احراجات وعجز مالي كبيرين وهذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن بعض الإدارات لا تصرف إعانات الاحتراف على الأوجه المطلوبة وقد تضطر إلى اعتبارها (سلفة) لحل بعض الأزمات المالية التي تتعرض لها بين الوقت والآخر.. وفي رأيي المتواضع إن نظام الاحتراف لدينا أصبح أمام منعطف هام.. إما إلغاؤه حتى لا تتعرض انديتنا إلى المزيد من الهزات المالية التي قد تعطل أدوارها .. أو أننا نوجد الحلول المناسبة التي تعيننا على تجاوز سلبيات هذا النظام الذي ما زال (ناقصاً) في عملية تطبيقه حتى نضمن مستقبلاً أفضل للاعب وواقعاً جيداً للأندية، ولعل زيادة الإعانة في ظل إبرام عقود النقل التلفزيوني واللوحات الإعلانية وصرف رواتب المحترفين من رعاية الشباب مباشرة أو تحويلها إلى حساباتهم في البنوك واعتماد أي حسومات في الشهر التالي بعد أن يرفع النادي بإشراف من مسؤول الاحتراف (المعين) أو المتفرغ من رعاية الشباب كامل التقارير عن التأخير والغياب أو أي مخالفات يرتكبها اللاعب أحد الحلول التي قد تساعد على النهوض بنظام الاحتراف ووصوله إلى مرحلة شبه (آمنة) للاعب الذي قد يجد نفسه في بعض الاحيان في وضع لا يحسد عليه كون النادي يقف ضده وفي نفس الوقت لا تنصفه اللوائح ولعلكم تتذكرون كم من الأندية طلب من لاعبيه بعد (مماطلات) في تسليمهم لمرتباتهم أن يتنازلوا عنها لمصلحة النادي، بينما هؤلاء اللاعبون ولأنهم يعولون على الاحتراف (تأمين مستقبلهم) وبسبب تأخير مستحقاتهم اضطروا إلى أخذ (سلفة) لتسيير شؤون أسرهم بانتظار مرتباتهم وهنا يكون خرج من هذا النظام (صفر اليدين)، ولا شك أن لذلك انعكاسات سلبية على نفسيه اللاعب وعلاقته مع ناديه وهنا تكثر المشاكل ويتحول نظام الاحتراف (شبحاً) يهدد مستقبل الكثير من النجوم دون أن يوفر لهم أدنى الأمان الوظيفي رغم أن اللاعب بمجرد توقيعه على العقد يعد موظفاً ولابد أن يحظى ببعض المميزات كنظام التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي له ولأسرته.
فهل يتحرك اتحاد الكرة والأندية معاً لتفعيل هذا النظام ووضع حد لما يخلفه من سلبيات ومآس المتضرر منها ليس اللاعب فقط والأندية إنما الكرة السعودية التي ترى في نظام الاحتراف (جسراً) لتقدمها بصفة مستمرة إذا ما تم تطبيقه على الوجه الصحيح بدلاً من العمل به كإسم تتحكم به العلاقات في الأندية ويتم تفسيره حسب المزاج.