السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----------
انطلقت صافرة البداية لأهم بطولة سعودية وأقواها على الإطلاق، كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وسط تباينات ومفارقات بين أنديتنا، سواء من حيث الاستعداد، أو التجهيز الفني والإداري، وقد تكون الضائقة المالية هي القاسم المشترك تقريباً بين كل الأندية، رغم تباين هذه الأزمات أيضاً نسبة وتناسباً، وفقاً للنادي، والدعم الذي يتلقاه، وحجم جماهيريته، والالتفاف حوله من أبنائه.
إذا ما ألقينا نظرة سريعة على بعض أنديتنا، نستطيع التنبه والتنبيه لبعض نقاط الضعف والقوة التي يمكن أن تسهم في رفع أو تقلب المستويات وبالتالي ظهور نتائج متواضعة. فالفريق الشبابي بطل الدوري الماضي، لم يظهر فيما رأيناه إلى الآن بمستوى يتوازى ومكانته. وقد يكون التغيير الإداري، حضور المدرب الفني البرتغالي الجديد كويلهو، وبداية الموسم، عوامل تسببت في عدم ظهور الفريق بمستواه الحقيقي المعروف عنه. يتميز الفريق الشبابي باعتماده على لاعبين شباب وتخريجهم وإعدادهم بشكل مناسب، نظراً لقلة الضغوط الجماهيرية عليه.
أما الهلال فترتكز نقاط ضعفه فنياً في خانات على الإدارة التحرك السريع لسدها بلاعبين متمكنين. أزمة الهلال التي أراها ماثلة أمامي هي في الخط الخلفي، وفي منطقة الظهير الأيمن بالذات، وما لم يسارع الهلاليون لحل هذه المشكلة فسيقعون في حرج كبير مع جماهيرهم. أما المدرب، فأعتقد أنه ما زال بحاجة إلى بعض الوقت للحكم عليه، ولا ننسى أن الهلال لم يلعب إلى الآن كاملاً وبنجومه المعروفين. إذا أراد الهلاليون فعلاً الحكم على مدربهم، فلهم ذلك إذا توافرت له كافة أدوات النجاح.
النصر سرح عدداً من اللاعبين، كان يوسف خميس قد طالب بإبعاد جلهم في تقريره المقدم نهاية العام الماضي. تعاقد النصر مع البرازيلي دنيلسون، وماساميسو المدافع الإفريقي قد يسهم كثيراً في حل بعض المشاكل. قد يكون طلال المشعل إن لم يتعرض لإصابات، ورقة يلعب بها النصر كثيراً. لكنه ما زال إلى حملة (ترميم) تشمل الأظهرة (اليمين والشمال)، وأظن يوسف خميس يعمل جاهداً على حل هذه الإشكالية.
الاتحاد بقوة، وفوجئ بمستوى الفريق الشمالي، الطائي، لكنه كان في الموعد، غير أن على مدربه البحث الجدي عمن يسد مكان محمد نور في منطقة المناورة بالتحديد، ولقد رأينا كيف استطاع أبناء حائل امتلاك منطقة المناورة كثيراً. محمد نور لاعب له ثقله الكبير في الاتحاد، ولا أظن أن هذه المهمه ستكون سهلة. يتميز الاتحاد بوجود كم وافر من النجوم في منطقة الهجوم، كالخبير حمزة، بورجيتي، وكايتا، غير أن هؤلاء بحاجة إلى مساندة من منطقة الوسط تهيئ لهم الفرص وتصنعها.
الأهلي، سامبا الكرة السعودية، بدأ بداية قوية في كأس الأمير فيصل، وقدم مستويات جيدة. تبدو الفرصة الآن مواتية أكثر من ذي قبل لنيبوشا ليهيئ فريقاً يكون له حضور فعلي في المناسبات. لم يختبر إلى الآن خط دفاع الفريق الأهلاوي، وعلى نيبوتشا التنبه لهذا الأمر، حيث لطالما كلفت أخطاء مدافعي القلعة خسائر بطولات كانت في متناول اليد، ولا أدل على ذلك من كأس الأمير فيصل العام الماضي، لما (ضرب) الدفاع الأهلاوي بعكسيتين عرضيتين هلاليتين.
أندية الشرقية، الاتفاق، والقادسية، متباينة ومتقلبة أحوالها. فالاتفاق الذي قدم مستويات جيدة في تصفيات بطولة الخليج الـ 22، فرط في فوز كان في متناول يديه أمام الهلال، وفلتت أعصاب لاعبيه، مما ينبئ بتأثر اللاعبين وشحنهم النفسي قبيل المباراة. ما زال خط الوسط الاتفاقي أضعف الخطوط بشكل عام. أما القادسية، فحاله كحال الشباب، من ناحية الاعتماد على أسماء سيكون لها وبلا شك شأن في المستقبل. غير أن القادسية ما زال تياني من غياب القناص الحقيقي، بعد رحيل ياسر القحطاني، رغم اجتهادات يوسف السالم الجيدة، لكنها تبقى فردية إلى حد ما.

نوافذ
ـ يجب ألا ننخدع كثيراً بسبعة الهند!
ـ عودة التائب، الشلهوب، الدعيع، وياسر القحطاني، ستشكل نقطة تحول في مستويات الفريق الهلالي!
ـ تخيلوا، مباريات الأسبوع الأول من الدوري تستغرق 13 يوما ونيفا! لا تعليق!
ـ بدأ النصر بشكل قوي أمام الحزم. كل الأماني أن يستمر النصر على هذا المستوى وأكثر.

عادل بن عبد الله التويجري كاتب رياضي بجريدة الاقتصادية

-
19/08/1427هـ