بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم هب لنا توفيقا ً إلى الرشد
وقلوباً تتقلب مع الحق
ونطقا ً يؤيد بالحجة
وعزائم تقهر الهوى
وأنفساً تأنف الخنا
تولنا فيمن توليت ولاتضلنا بعد الهدى ياذا العلا
اللهم إهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط ٍ مستقيم
إلهي
إلهي
وجهت وجوهي إليك
فحقق مناي وأحلامي َ
وثبت فؤادي في حاضر ٍ
وتمم بواقي أيامي َ
اطلب الحق برفق ٍ تحمد ِ طالب الحق بعنف ٍ معتدِ
قاعدة
كلما زاد علم الشخص كلما قل إنكاره وصياحه ونياحه ...
((( أكتب الموضوع على عجل فلم يبقى على صباح العيد إلا سويعات قليلة)))
لتحرير المسألة يقال:
قد اختلف العلماء رحمهم الله في حكم تغطيت الوجه واليدين وكثير من الناس يجهل ويخلط في هذه المسألة ، ولذا لابد من تحرير محل النزاع بين العلماء فيها .
أولاً
محل الخلاف إنما هو الوجه واليدين ، أما ما عداهما فيجب فيها التغطية بالاتفاق ؛ كالقدم ، والساعد ، وشعر الرأس ، كل هذا عورة بالاتفاق .
ثانياً
اتفق العلماء على وجوب تغطية الوجه واليدين إذا كان فيهما زينة كالكحل في العين ، والذهب والحناء في اليدين .
ثالثاً
اتفق العلماء على وجوب تغطية الوجه واليدين إذا كان في كشفهما فتنة .
وقد نص كثير من العلماء القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة على وجوب تغطية الشابة لوجهها دفعاً للفتنة.وعليه فإن كشف أكثر النساء اليوم لوجوههن أمر محرم باتفاق العلماء ؛ لكونها كاشفة عن مقدمة الرأس والشعر، أو لأنها قد وضعت زينة في وجهها أو يديها ؛ كالكحل أو الحمرة في الوجه، أو الخاتم في اليد .
فمحل الخلاف إذاً بين العلماء هو الوجه واليدين فقط ، إذا لم يكن فيهما زينة، ولم يكن في كشفهما فتنة ، واختلفوا على قولين : الوجوب والاستحباب .
فالقائلون بأن وجه المرأة عورة قالوا بوجوب التغطية ، والقائلون بأن وجه المرأة ليس بعورة قالوا يستحب تغطيته .
ولم يقل أحد من أهل العلم إن المرأة يجب عليها كشف وجهها ، أو أنه الأفضل . إلا دعاة الفتنة ومرضى القلوب .
أما العلماء فإنهم لما بحثوا المسألة بحثوا عورة المرأة ؛ هل الوجه عورة ؟ أو ليس بعورة .
بمعنى هل تأثم المرأة إذا كشفت وجهها أو لا تأثم ؟ ((أما استحباب تغطية الوجه للمرأة فهو محل اتفاق بين القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة )).
ومن العلماء المعاصرين القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة الألباني -رحمه الله- ، لكنه يقول بالاستحباب ويدعو النساء إلى تغطية الوجه تطبيقاً للسنة حتى قال في كتابه جلباب المرأة المسلمة : ولقد علمت أن كتابنا هذا كان له الأثر الطيب والحمد لله عند الفتيات المؤمنات، والزوجات الصالحات ، فقد استجاب لما تضمنه من الشروط الواجب توافرها في جلباب المرأة المسلمة الكثيرات منهن ، وفيهن من بادرت إلى ستر وجهها أيضاً، حين علمت أن ذلك من محاسن الأمور ، ومكارم الأخلاق ، مقتديات فيه بالنساء الفضليات من السلف الصالح ، وفيهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن انتهى كلامه رحمه الله . (جلباب المرأة المسلمة ص26) .
أردت بهذا القول أن يتميز كلام العلماء القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة ، وبين دعاة الرذيلة .
فإن العلماء لم يدعُ واحد منهم إلى أن تكشف المرأة وجهها ، بل أقل ما قيل بينهم إن التغطية هو الأفضل .
بخلاف دعاة السوء الذين يطالبون بكشف المرأة لوجهها .
والشيخ-رحمه الله رحمة واسعة- اقتصر على جواز كشف الوجه . وهؤلاء تجاوزوه إلى نصف الرأس كما هو مشاهد ، بل بعضهن ترمي بجميع الحجاب إذا سافرت للخارج .
وقال : ( في ص 89 من جلباب المرأة )
( لكن ينبغي تقييد هذا بما إذا لم يكن على الوجه وكذا الكفين شيئ من الزينة ؛ لعموم قوله تعالى " ولا يبدين زينتهن " ، وإلا وجب ستر ذلك ، ولا سيما في هذا العصر الذي تفنن فيه النساء بتزيين وجوههن وأيديهن بأنواع الزينة والأصبغة ). ولم يستثن سوى الكحل . وأما هؤلاء النسوة فقد كشفن وجوههن المزينة بشتى أنواع الزينة و( المكياج ) مما يحرمه الشيخ - كما سبق - .
وكذلك الشيخ عندما اختار هذا الرأي صرح بأن ستر المرأة لوجهها هو الأولى والأفضل .
قال رحمه الله ( ص 28 من جلباب المرأة ) : ( نلفت نظر النساء المؤمنات إلى أن كشف الوجه وإن كان جائزاً فستره أفضل) . وقال - أيضًا - ( ص 32 ) : ( فمن حجبهما –أي الوجه والكفين- أيضاً منهن، فذلك ما نستحبه وندعو إليه) . وهؤلاء عاندوا الشيخ ؛ حيث لم يكتفوا بكشف الوجه ، بل دعوا إليه ، وطالبوا من تغطي وجهها أن تكشفه !! نعوذ بالله من مرض القلوب .
الرد على أدلة المبيحين
أي أخي وحبيبي
إقرأ هذا الجزء بتمعن
وإذا رأيت الحق تمسك به
تمسك به مسك البخيل بماله ِ
وعض عليه بالنواجذ تغنمُ
آية الجلباب: {... يدنين عليهن من جلابيبهن} (الأحزاب: 95).
" (دنا)، الدنو: القرب… ويقال: دانيت بين الأمرين وأدنيت أحدهما من الآخر …"، ثم ذكر الآية. وبذلك فسرها ترجمان القرآن عبد الله بن عباس فيما صح عنه، فقال:: "تدني الجلباب إلى وجهها ولا تضرب به"، كما سيأتي تخريجه.
الرد الأول
أن ابن مسعود قد قال – في تفسير هذه الآية " إلا ما ظهر منها " بأن المقصود هو الرداء والثياب ، وقال بقول ابن مسعود - رضي الله عنه - الحسن، وابن سيرين ، وأبو الجوزاء ، وإبراهيم النخعي ، وغيرهم. وقال ابن كثير في تفسيرها: أي لا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه. وهذا الذي رجحه الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان حيث قال – رحمه الله - : " إن قول من قال في معنى " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " أن المراد بالزينة الوجه والكفان مثلاً ، توجد في الآية قرينة تدل على عدم صحة هذا القول وهي أن الزينة في لغة العرب هي ما تتزين به المرأة مما هو خارج عن أصل خلقتها : كالحلي والحلل ، فتفسير الزينة ببعض بدن المرأة خلاف الظاهر، ولا يجوز الحمل عليه إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
الرد الثاني
- هذه هي حقا ً عصا موسى-
لفظ الإدناء في اللغة من معانيه الإرخاء والتقريب...
دنا تعني قرب وتعني سَفُلَ أو نزل وانخفض... فتقول الأرض الفلانية أدنى من الأراضي التي حولها يعني أسفل منها...
ورد في لسان العرب ج14/ص273...
و الأدنى السفل
وورد في لسان العرب ج2/ص630
ويقال للماء في أسفل الحوض إذا كان مقدار ما يستره وجاح ويقال لقيته أدنى وجاح
وتأتي كلمة أدنى بمعنى أرخى...
فقد ورد في المعجم الوسيط ج1/ص299...
أدنى الشيءُ قرُبَ و الحامل دنا نتاجها أو وضعها فهي مدن و مدنية و الشيء قربه و الستر أو الثوب أرخاه و في التنزيل العزيز قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن. إهـ.
المصدر هو المعجم الوسيط بتحقيق مجمع اللغة العربية...
وحين تريد أن تقول إقتَربْ مني يا فلان فإنك لن تقول إدنُ علي يا فلان بل ستقول إدن مني... بينما الآية قالت (يدنين عليهن) ولم تقل يدنين إليهن... فلماذا لم يذكر العلامةالألباني-رحمة الله رحمة واسعة- في كتابه المعاني الأخرى للإدناء والتي فيها ما يوافق سياق الآية أكثر من المعنى الوحيد الذي اجتزأه...
وأرجو ألا يتهمني متهم بسوء الأدب مع العلامة الألباني
نحن في مقام مناقشة
والكل من قوله يأخذ ويرد
فالآية تقول عليهن
وابن عباس-رضي الله عنه-
يقول
أتمنى أن يكون قد اتضح القول
الأية
تقول
{... يدنين
عليهن من جلابيبهن}
لم تستثنِ منهن شيئاً لا وجها ولا كفاً ولا يتأتى هذا إلا بإرخاء الخمار (الملحفة) من فوق أعلى الرأس إلى أخمص القدمين بما في ذلك الوجه والكفان لأنهما غير مستثنيتان من أمر الله في الآية...
ثالثا
هذه آية مُحكمة
الخلاصة والنكتةً
وبهذا يتبين أن الآية مع كل معاني الإدناء في اللغة حجة في وجوب إدناء الجلباب على سائر البدن من غير استثناء وجه أو كف أو غيرهما...
-----------------------------------------------------------------------------------------------
فأقول: إليك نص ما في " نيل الأوطار" (6/98- البابي الحلبي) تحت حديث عائشة:
" يا أسماء! إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح لها أن يرى منها إلا هذا وهذا. وأشار إلى وجهه وكفيه":
" وفيه دليل لمن قال: إنه يجوز نظر الأجنبية.
هذا الحديث ضعيف جداً كما قال بذلك أهل العلم ، وهو مرسل ؛ لأن خالد بن دريك لم يدرك
عائشة – رضي الله عنها – فالسند منقطع .. ورد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله– هذا الحديث بخمسة أوجه حيث قال سماحته:
1. إن الراوي عن عائشة المسمى خالد بن دريك لم يلق عائشة ، فالحديث منقطع، والحديث المنقطع لا يُحتج به لضعفه.
2. إن في إسناده رجلاً يُقال له سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يُحتج بروايته.
3.إن قتادة الذي روى عن خالد بالعنعنة وهو مدلس يروي عن المجاهيل ونحوهم ويُخفي ذلك ، فإذا لم يصرح بالسماع صارت روايته ضعيفة.
4. إن الحديث ليس فيه التصريح أن هذا كان بعد الحجاب، فيحتمل أنه كان قبل الحجاب.
5. إن أسماء هي زوج الزبير بن العوام ، وهي أخت عائشة بنت الصديق وامرأة من خيرة النساء ديناً وعقلاً، فكيف يليق بها أن تدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم وهي إمرأة صالحة في ثياب رقاق مكشوفة الوجه والكفين وزيادة على ذلك بثياب رقيقة وهي التي تُرى عورتها منها فلا يُظن بأسماء أن تدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذه الحال في ثياب رقيقة ترى من ورائها عورتها فيعرض عنها النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لها عليك أن تستري كل شيء إلاّ الوجه والكفين.
معنى هذا أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهي كاشفة لأشياء أخرى من الرأس أو الصدر أو الساقين أو ماشابه ذلك ، وهذا الوجه الخامس يظهر لمن تأمل المتن فيكون المتن بهذا المعنى منكراًً لا يليق أن يقع من أسماء رضي الله عنها.
-------------------------------------------------------
يستدل المبيحون لكشف الوجه ببنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تنتقب المرأة وأن تلبس القفازين في الإحرام ، ويرد عليهم أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم في الإحرام فقط ، فدل ذلك على أن النساء كن في عند النبي صلى الله عليه وسلم يسترن وجوههن وأيديهن عن الرجال الأجانب بعد نزول آيات الحجاب ، ومع هذا كله فالواجب على المرأة أن تستر وجهها إذا حاذاها الرجال كما كانت تفعل عائشة وأمهات المؤمنين عندما كانت إحداهن تغطي وجهها وهي محرمة عند المرور بين الرجال. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : هذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك بمقتضى ستر وجوههن وأيديهن.
--------------------------------------------------------------
الأدلة التي تأمر المرأة المسلمة
بتغطية سائر جسدها
وهي كثيرة متواترة
وسأقوم بنقل بعضها
----------------------------------------------
في قصة حادثة الإفك .. لما خرجت عائشة رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة .. وفي طريق عودتهم إلى المدينة .. ذهبت عائشة لتقضي حاجتها فتأخرت .. فلما رجعت فإذا الجيش قد ارتحل عنها .. قالت عائشة :
. فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب .. قد انطلق الناس ..
فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي ..
فتلففت بجلبابي .. وجلست .. فغلبتني عيني فنمت ..
فوالله إني لمضطجعة إذ مرَّ بي صفوان بن المعطل .. وهو أحد الصحابة كان قد تأخر عن الجيش لبعض حاجاته ..
فرأى سواد إنسان نائم .. فأتاني فعرفني حين رآني .. وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب علينا ..
فلما رآني قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .. ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ..
فخمرت وجهي بجلبابي ..
فخمرت وجهي بجلبابي ..
فخمرت وجهي بجلبابي ..
ووالله ما كلمني كلمة.. ولا سمعت منه غير استرجاعه..
حتى قرب راحلته إليَّ.. فأناخها.. فركبت.. وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس.. الحديث ..
ويقول الله -جل جلاله-
" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى
أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً".
وتقول مرة أخرى
كان الركبان - تعني الحجاج -
ومتى حج النبي -صلى الله عليه وسلم-
في أخر زمانه
حيث نزول الأيات المحكمة
تقول
يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات ..
فإذا حاذَوا بنا سَدَلت إحدانا جلبابها
من رأسها على وجهها ..
من رأسها على وجهها ..
من رأسها على وجهها ..
من رأسها
على وجهها ..
من رأسها
على وجهها ..
فإذا جاوزونا كشفناه .رواه أحمد، وأبو داود .
فهذا بيان من عائشة رضي الله عنه لحال الصحابيات المحرمات .. أنهن إذا مر بهن الرجال غطين وجوههن .. مع أن المرأة ممنوعة من تغطية وجهها وهي محرمة .. إذن لماذا يغطين وهن محرمات ؟!! لأنهن يعلمن أن تغطية الوجه أمام الرجال الأجانب أهم وأوجب ..
والله جل جلاله يقول
" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى
أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً"
ويقول-جل جلاله-
((إنما كان قول المؤمنيين إذا دعوا إلا الله ورسوله أن يقولوا
سمعنا وأطعنا))
ويقول
((فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثما لا يجدوا في أنفسهم
حرجا ً مما قضيت ويسلموا تسليما ً))
ويقول
((وإن تطيعوه تهتدوا))
فكن في اتباع المصطفى مثل عصبة ٍ
وراء خبير ٍ في ملغم بقعة ِ
فمن ينحرف يردى .. ومن يتبع يفز
وبين الردى والفوز زحف ٌ بخطوة ِ
حان آذان الفجر في الرياض وسأرجع للموضوع
لاحقا ً
أتمنى إلتزام الأدب في النقاش
ونحن إخوة أولا وآخرا
ووالله ماوضعت هذا الرد إلا بغيت الحق
وعلى إلهي توكلت
وأمري إليه فوضت
فأعني يامعين
أنت ربي في تصاريفك كلها أنت خير الأرحمين