من يستمع إلى التصريحات المتوالية للمسئولين الأميركيين ، عسكريين و سياسيين عن سيطرتهم على الأوضاع داخل أفغانستان بعد انسحاب قوات طالبان ، يشعر و كأن الامور قد استقرت لهم بالفعل ، و لا يعانون أي مشكلة هم و أتباعهم من التحالف الشمالي ، بينما كما يقول المراقبون للشأن الأفغاني أن الأحوال ليست على هذه الصورة أبدا ، فالقوات الأميركية تركز قصفها حاليا على المناطق التي فيها تواجد علني لمقاتلي طالبان فقط ، و هي قندوز و قندهار ، بينما باقي الأرض الأفغانية تتم مراقبتها بصورة دورية و عامة لا تغطي أبدا كل مساحة أفغانستان ، أما بالنسبة لقوات التحالف الشمالي فهي لا تتجاوز خمسة عشر ألف جندي ، من المفترض أنهم يسيطرون على 30 ولاية أفغانية ، و مع تركز أكثر من ألفين جندي في كابل وحدها و كذا في باقي المدن الافغانية ، و احتياج التحالف إلى تأمين الطرق و خطوط الإمداد ، فإن ذلك يعني أن معظم الأراضي الأفغانية عمليا ليست تحت سيطرة قوات المعارضة الشمالية ، هذت و قد صرح مصدر مسئول في حركة طالبان الإسلامية أن : المجاهدين يتحركون بحرية حتى في المناطق التي يسيطر عليها التحالف الشمالي ، غير أنهم لا يدخلون المدن ، أما ضواحي المدن والقرى المحيطة بها فإنهم يتحركون فيها بحرية ...