النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يــا نفسُ .. لنسيب عريضة

  1. #1
    التسجيل
    09-06-2005
    المشاركات
    176

    يــا نفسُ .. لنسيب عريضة

    يا نفسُ ، ما لكِ والأنينْ ؟
    تتألَّميـنَ وتُؤلِميـنْ !
    عذَّبْـتِ قلبـي بالحَنينْ
    وكَتَمْتِـهِ ما تَقْصُدينْ

    قـد نامَ أربابُ الغـرامْ
    وتَدَثَّـروا لُحَفَ السـلامْ
    وأَبَيْـتِ يا نفـسُ المنامْ
    أفأنتِ وَحْـدَكِ تشعُرينْ

    الليلُ مَـرَّ على سِـوَاكْ
    أَفَمَا دَهَاهُـمْ ما دَهَـاكْ ؟
    فَلِمَ التمـرُّدُ والعِـرَاكْ
    ما سُـورُ جِسْمِي بالمَتِيـن

    أَطْلَقْـتِ نَوْحَـكِ للظلامْ
    إيَّـاكِ يَسمعكِ الأنَـامْ
    فَيَظُـنَّ زَفْرَتَكِ النِّيَـامْ
    بُوقَ النُّشُورِ ليومِ دِيـنْ

    يا نَفْسُ مَا لَكِ في اضْطِرَابْ
    كفريسةٍ بيـنَ الذئـابْ ؟
    هَلاَّ رَجَعْتِ إلى الصَّوَابْ
    وَبَدَلْتِ رَيْبَـكِ باليَقِينْ !

    أَحَمَامَـةٌ بينَ الرِّيَـاحْ
    قد سَاقَهَا القَـدَرُ المُتَاحْ
    فَابْتَـلَّ بالمَطَـرِ الجَنَـاحْ
    يا نَفْسُ مَا لَكِ تَرْجُفِينْ ؟

    أَوَمَا لِحُزْنِكِ من بَـرَاحْ
    حتَّى وَلَوْ أَزِفَ الصَّبَاحْ !
    يَا لَيْتَ سَرّكِ لِي مُبَاحْ
    فأَعِي صَدَى ما قد تَعِينْ !

    أَسَبَتْـكِ أرْوَاحُ القَتَـامْ
    فَأَرَتْكِ من خَلف اللِّثَـامْ
    فطَمِعْتِ في ما لا يُرَامْ؟
    يَا نَفْسُ , كم ذا تَطْمَحِينْ !

    أَصَعِدْتِ في رَكْبِ لنُّزُوعْ
    حتَّى وَصَلْتِ إلى الرُّبُوعْ
    فأَتَاكِ أَمْـرٌ بالرُّجُـوعْ
    أَعَلَى هُبُوطِكِ تَأْسَفِيـنْ ؟

    أَمْ شَاقَكِ الذِّكْرُ القَدِيـمْ
    ذِكْرُ الحِمَى قَبْلَ السَّدِيـمْ
    فَوَقَفْتِ في سِجْنِ الأَدِيـمْ
    نَحْوَ الحِمَـى تَتَلَفَّتِيـنْ ؟

    أَأَضَعْتِ فِكْرَاً في الفَضَاءْ
    فَتَبَعْتِـهِ فـوقَ الهَـوَاء
    فَنَأَى وَغَلْغَلَ في العَـلاَءْ
    فَرَجَعْتِ ثَكْلَى تَنْدُبِيـنْ ؟

    أَسَلَكْتِ في قُطْرِ الخَيَالْ
    دَرْبَـاً يَقُودُ إلى المُحَالْ
    فَحَطَطْتِ رَحْلَكِ عِنْدْ آلْ
    يَمْتَصُّ رَيَّ الصَّادِرِيـنْ

    فَنَسيتِ قَصْـدَكِ والطِّلاَبْ
    وَوَقَفْتِ يُذْهِلُكِ السَّرَابْ
    وَهَرَقْتِ فَضْلاَتِ الوِطَابْ
    طَمَعَـاً بِمَاءٍ تَأْمُلِيـنْ؟

    حتَّى إذا اشْتَـدَّ الأوَامْ
    وَالآلُ أَسْفَـرَ عَنْ رُكَامْ
    غَيَّبْـتِ رَأْسَـكِ كَالنَّعَامْ
    في رَمْـلِ قَلْبِي تَحْفرِينْ !

    أَعَشِقْتِ مثلَكِ في السَّمَاءْ
    أُخْتَـاً تَحِنُّ إلى اللِّقَاءْ
    فَجَلَسْتِ في سِجْنِ الرَّجَاءْ
    نَحْوَ الأعَالِي تَنْظُرِيـنْ ؟

    لَوَّحْـتِ بِاليَـدِ والرِّدَاءْ
    لِتَرَاكِ , لكنْ لا رَجَـاءْ
    لم تَدْرِ أَنَّـكِ في كِسَاءْ
    قَدْ حِيكَ مِنْ مَاءٍ وَطِيـنْ

    أَتَحُـولُ دُونَكُمَا حَيَـاهْ
    لَوْ كَـانَ يَبْلُوهَـا الإلهْ
    لبَكَى عَلَى بَشَـرٍ بَـرَاهْ
    رَحِمَاً يُصَارِعُهَا الجَنِيـنْ

    يَا نَفْسُ ، أنتِ لكِ الخلودْ
    ومَصِيرُ جسمي لِلُّحُـود
    سَيَعِيثُ عَيْثَـكِ فيهِ دُودْ
    فَدَعِي لَهُ مَا تَنْخَرِيـنْ

    يَا نَفْسُ هلْ لَكِ في الفِصَالْ
    فالجِسْمُ أَعْيَـاهُ الوِصَالْ
    حَمَّلْتِـهِ ثِقَـلَ الجِبَـالْ
    وَرَذَلْتِـهِ لا تَحْفِلِيـنْ

    عَطَشٌ وَجُوعٌ وَاشْتِيَـاقْ
    أَسَفٌ وَحُزْنٌ وَاحْتِـرِاقْ
    يَا وَيْحَ عَيْشِي ! هَلْ تُطَاقْ
    نَزَعَاتُ نَفْسٍ لا تَلِيـنْ !

    والقَلْبُ , وَا أَسَفِي عَلَيـهْ !
    كَالطِّفْلِ يَبْسُطُ لِي يَدَيـهْ
    هَلاَّ مَدَدْتِ يَـدَاً إِلَيـهْ
    كَالأُمَّهَـاتِ إلى البَنِيـنْ !

    غَذَّيْتِـهِ مُـرَّ الفِطَـامْ
    وَحَرَمْتِـهِ ذَوْقَ الغَـرَام
    وَصَنَعْتِ شَيْخَاً مِنْ غُلامْ
    يَحْبُو إلى بَابِ السِّنِيـنْ

    فَغَدَا كَحَفَّـارِ القُبُـورْ
    يَئِدُ العَوَاطِفَ في الصُّدُورْ
    وَيَبِيتُ يَهْتِـفُ بِالثُّبُـورْ
    يَشْكُو إليكِ , وَتَشْمَتِيـنْ

    أَعْمَى تُطَاعِنُـهُ الشُّجُونْ
    وَجِرَاحُـهُ صَارَتْ عُيُونْ
    وَبِهَا يَرَى سُبُلَ المَنُـونْ
    فَيَسِير سَيْـرَ الظافِرِيـنْ

    حتَّى إذا اقْتَـرَبَ المُـرَادْ
    تُطْلَـى رُؤَاهُ بالسَّـوَادْ
    وَيَعُود مَكْفُوفَـاً يُقَـادْ
    بِرَنِيـنِ عُكَّـازِ الحَنِيـنْ

    يَتَلَمَّـسُ النُّـورَ البَعِيـدْ
    بأنَامِـلِ الفِكْرِ الشَّرِيـدْ
    وَيَسِيلُ مِنْ فَمِـهِ النَّشِيدْ
    سَيْلَ الدِّمَاءِ مِنَ الطَّعِيـنْ

    أَرَأَيْتَ بَيْـتَ العَنْكَبُوتْ
    وَذُبَابَـةً فِيـهِ تَمُـوتْ !
    رَقَصَتْ عَلَى نَغَمِ السُّكُوتْ
    أَلَـمَاً فَلَمْ يُغْنِ الطَّنِيـنْ

    فَكَذاكَ في شَـرَكِ الرَّجَاءْ
    قَلْبِي يَلَـذُّ لَـهُ الغِنَـاءْ
    مَا ذَاكَ شَدْوَاً , بَلْ رِثَـاءْ
    يَبْكِي بِـهِ الأَمَلُ الدَّفِيـنْ

    يَا نَفْسُ إنْ حُـمَّ القَضَا
    وَرَجَعْتِ أنتِ إلى السَّمَا
    وعَلَى قَمِيصِكِ مِنْ دِمَـا
    قَلْبِي فَمَـاذَا تَصْنَعِيـنْ ؟

    ضَحَّيْـتِ قَلْبِي للوُصُولْ
    وَهَرَعْتِ تَبْغِيـنِ المُثُولْ
    فَإذَا دُعِيتِ إلى الدُّخُولْ
    فَبِأَيِّ عَيْـنٍ تَدْخُلِيـنْ !

    * * *

  2. #2
    التسجيل
    18-07-2005
    الدولة
    شمالي شرقاوي ....
    المشاركات
    1,873

    رد: يــا نفسُ .. لنسيب عريضة

    شكرًا لكي اختي على تعريفنا بهذا الشاعر واحضار نموذج من كتابته
    اعجبني اول مقطع منها اكثر شيء .. ومن ثم المضمون ذكرني بالطلاسم لايليا ابو ماضي
    مع فارق الاستحياء هنا .. والاستحياء جميل .. لألا نخرج عن الدين و"الواقع" خروجاً فاضحاً مذمومًا .
    يعطيك العافية وبالتوفيق
    بدر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •