النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: كالعادة..... من كتاباتي

  1. #1
    التسجيل
    16-12-2006
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    10

    كالعادة..... من كتاباتي

    (كان يمشي متثاقلا وكأن جبلا على ظهره ...وحيدا محطم الخطوات..عناه تفيضان بحزن أليم ...على وجهه كل معاني الأسى... تعصره كآبة حزن كبير تطوي جنبيه على سر دفين ..لو نطقت نظراته لعبرت عن غصات كآبة من عليل الناي..في وجهه أمواج تتلاطم هنا وهناك لا تستطيع تجميع نفسها وكان يرد كلماته المعتادة من بعد شرود فكر طويل ( آه والله دنيا) الى أن وصل الى المقهى الذي كان قد اعتاد ان يذهب اليه وكأنها عادته اليومية أن يمشي حزينا ويردد كلماته ذاتها ويصل الى الى المفهى الحزين بتلك الكلمات الضائعة في بحر الحزن الدفين .. جلس على طاولته..ونادى بالنادل فرحب به وقال له : (كالعادة) فمن عادته أيضا ان يشرب القهوة المرة ويمد يده على جيبه لكي يخرج علة السجائر و يشعل الجمر في فمه لعلها تطفئ النار في داخله ... ويبدأ لعبته المجنونة مع سحب الدخان... ( آه والله دنيا) و أمسك الورقة والقلم و كتب كلماته الضائعة التي قد تجد مكانها في أوراقه المبعثرة ... فنظر أمامه فشاهد أجمل ما شاهد في حياته... شاهد فتاة ذات جمال متألق ... رائع تجلس على الطاولة التي أمامه ... جمال رائع رآه من خلال عيناها اللامعتين ... شمس أضاءت عليه من وجهها ... اتسعت حدقة عينيه... ورفرفت البسمة على وجهه .. تبادلا النظرات المختلفة ... شعر فجأة أن متاعبه قد تلاشت وتركت المجال للاحساس الممتع بالراحة و الرضى والانتعاش.كتب : ( تحدثنا بالعيون ... لغة بلا حروف ولا أرقام .. لغة ليست سوى علامات استفهام.. و أخرى تلحق بعضها بعضا كي تشكل تلك اللغة العميقة .... ماذا تقول عيناك؟ انهما بحر بلا شاطئ أبحر فيهما عمرا بلا أيام الى عالم بلا حدود ... بلا قيود .... فاق جمالها كل الجمال...و حدود الوصف والخيال ... أسرتني كزهور جميلة تملكني.. عندها أصبحت أمنياتي برؤياك .. كفرحة طفل يحلم بليلة العيد ... كفرحة مسافر يتمنى أن يعود من بعيد .. عيناك نقوش فرعونية فيهما موطني و سكني لا أدري لماذا شدتني هكذا؟ فصمتها وهي جاسة أمامي و كأنني أمام لوحة تنطق بألوانها كل المعاني الراقية ... و لكني كنت أسمعا تناجيني من بعيد ... بعيونها حدثتني عن المها هي الاخرى ... و كأنني كنت أسمعها تقول لي أنها هي تائهة أيضا في هذا العالم المخيف ... تريد سكنا و موطنا ... ويبدو أنها قد وجدت هذا السكن في عيناي ... كوني سكني .. كوني موطني ... فأنا احتاجاليك بقدر ما تحتاجين الي ... هل تسمعين دقات قلبي ؟ انها تغني ... ترقص بلقياك ... فها قد وجدت سميرا .. أنيسا يواسيني في ظلمة الليل .)
    فتتالت اللقاءات في ذلك المقهى ... وكان يراها كل يوم و يتحدث معها لساعات ... دون أن ينطف بكلمة واحدة ... وكان يكتب فيها شعرا ويتغزل ها دون أن تسمع فكتب لها يوما : (اليك ... يامن جئت صبغت بالنور أغاريدي .. و الحاني الحزينة .. للشذا .. للزهر .... للفن للابداع فاورق غصن في الربا و اخضر عود .. فالدنيا ورود من حولي .. يامن لجأت اليك بحقيبة أحزاني .. لتقابليني بأشعة الشمس الجريئة التي اخترقت جدار الظلمات .. فأضاءت غربتي .. فلولا طيفك الذي ما فارقني ما طاب جرح )
    كم أتمنى أن أصارحك بحبي .. أن أهمس لك أجمل الكلمات .. لعينيك أنت .. عندما اقف امامهما لا أدري هل السماء اقتربت ام اني سموت انا الى الأعلى .. لكني أخشى ان أصارحك بحبي فيدي ترتجف والكلمات تتعثر في لساني لن أستطيع التعبير ... لكن يجب أن أصارحك.... فكفى من الزمان غربة .. فمن المؤكد انها تنتظرني أن أقول لها أني .... أحبها .... أعلم أن فؤادك الملهوف يراني.. و العيون السود مكابرة تسمع ندائي فتلك العيون ما خلقت الا للبريق في سمائي و أشهد أنها تهواني كالنهار لماذا الكتمان ؟؟ صارحيني بحب يفوق الوصف و الصور .. أحفريها على القمر أنقشيها فوق الأصداف و فوق الشجر ...)
    فاستجمع قواه و هم بالوقوف و مشى نحوها بخطوات متواطئة .. يسابق عمره .. الدقائق تمشي و كان هو وراء الدقائق .. متحاشيا كل الحواجز ... فقد اقترب السطر الأخير .. كي يغتصب العالم .. يجتاح بكارات الاشياء .. يمحو الخط الفاصل بين اللحظة والساعات .. هاقد انزلق تحت الماء .. آملا أن يرى لؤلؤ البحر الحقيقي .. عيناه تبرقان بلهفة و رغبة قوية في تفجير النبع من الأرض .. يتحدى دورة الفصول ومنطق الأشياء ويخرج الأزهار من عباءة الشتاء .. ما زال يجاهد بالطواحين الكسيرة وقته المنهوب ... ) التكملة فيما بعد

  2. #2
    التسجيل
    18-07-2005
    الدولة
    شمالي شرقاوي ....
    المشاركات
    1,873

    رد: كالعادة..... من كتاباتي

    حياكي اختي
    القصة جميلة ومميزة من ناحية التوصيف والانتقال من لسان الراوي الى كتابة الشخصية.
    والاسطر الجميلة ماشاءالله بكثرة .. ولهذا افضل ان لا اقتبس شيئاً معيناً
    ولكن لي ملاحظة على القصة عند السطر
    "كم أتمنى أن اصارحك بحبي"
    أحس هنا انكي استعجلتي في المشاعر قليلاً .. قصعب ان يأتي الحب هكذا بسرعة ولو اسطردتي بالوصف اكثر كأن قلتي .. "وقد خالجني شعورٌ لم أعرف ماهيته هل هو حب أم إعجاب .. ومع هذا التضارب في نفسي .. لكم تمنيت أن اصارحك بهذا الشعور"
    اتمنى لكي المزيد من الابداع وننتظر التكملة
    وبالتوفيق
    بدر

  3. #3
    التسجيل
    16-12-2006
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    10

    رد: كالعادة..... من كتاباتي

    شكرا على التعليق و سأخذها بعين الاعتبار ارجو ان تقرأ التكملة و اود ان اسمع تعليقك عليها

  4. #4
    التسجيل
    16-12-2006
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    10

    رد: كالعادة..... من كتاباتي

    ( ها قد اقترب منها .. ارتعدت اوصاله .. و جفت عروقه .. و كأنه قشة .. و كأنه غبار ... خائفا .. هل كان يمشي في طريق الموت كالشبح الحزين ؟؟ أم هل كان يمشي فوق النجوم ؟؟ دقات قلبه تتسارع .. لكثرة النبضات فيها ستصبح أشلاء .. الى ان وصل الى طاولتها .. نظر اليها بعينان تمزجهما اللهفة .. السعادة ... الخوف ..و الحزن .. فسلم عليها بصوت يرتعد .. فالتفتت حولها خائفة ... تبحث عن مصدر الصوت .. فصعق بذلك ... و حرك يده أمام وجهها .. فلم ترمش....
    فعاد الى طاولته حاملا معه حلمه الضائع و خياله العائم في فضاءات الامل الضائع ..
    رجع يهذي بقصة حب وهمية .. وسمع صرخات نفسه مع الاحلام التي تموت .. معركة اللاواقعية والتجريد ... من أنين أحلام بكت حتى ارتشفت الدموع....
    ونادى بالنادل و فال بسخرية : ( كالعادة)

  5. #5
    التسجيل
    18-07-2005
    الدولة
    شمالي شرقاوي ....
    المشاركات
    1,873

    رد: كالعادة..... من كتاباتي

    رائع ماشاءالله عليك

    وكيف أن الآمال العظيمة .. لا تحقق في معظم الأحيان
    رغم أن النهاية خيالية .. إلا أنني أرى بها مثال حي على بعض الواقع عندما تصبح الآمال صعبة التحقيق بل ومستحيلة.
    "معركة اللاواقعية والتجريد" .. السطر هذا مميز.

    واعود الى بداية المقطع الأخير واقتبس جزءًا اعجبني كثيرًا
    "هل كان يمشي في طريق الموت كالشبح الحزين؟
    أم هل كان يمشي فوق النجوم؟"
    جميل جدًا واجد فيهما موسيقى شعرية جميلة
    اتمنى ان يتسنى لي ان اقتبس منهما في ابيات شعرية .. ان سهل ربي واستطعت كتابتها
    من بعد اذنك؟

    وفي الختام اتمنى لكي المزيد من الابداع ونرى المزيد من ابداعاتك
    يعطيك العافية وبالتوفيق
    بدر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •