اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التابعة للأمم المتحدة، السلطات السورية برفض السماح للاجئين الفلسطينيين الفارين من العراق بدخول أراضيها، وناشدت الوكالة الحكومات العربية باستقبال نحو 600 فلسطيني، تقطّعت بهم السبل منذ شهور على الحدود بين العراق وسوريا، بعد فرارهم من الاضطهاد الذي تمارسه المليشيات الشيعية الصفوية ضدهم في بغداد.
وقال بانوس مومتزيس رئيس الوكالة إن هؤلاء اللاجئين بينهم "نساء حوامل وأطفال ورضّع هناك تحت الثلج والمطر"، مؤكدا أنهم تعرضوا "لانتهاكات مرعبة لحقوق الإنسان في العراق، حيث اختطف كثير منهم وعذِّبوا وضربوا، وفَقد آخرون أفراداً من عائلاتهم، وقتلوا خلال الاستجواب أو أثناء هجمات.
وكان الدكتور عاطف عدوان، وزير شؤون اللاجئين في الحكومة الفلسطينية، قد حذّر من أن الفلسطينيين في العراق يعاقبون على انتمائهم الديني، مشدداً على أن المُعتدون ينفذون سياسة صهيونية أمريكية تهدف إلى النيل من الفلسطينيين.
وكانت مجموعة مسلحة، ممن يطلق عليهم اسم "مغاوير الداخلية"، قد اقتحمت فجر أمس الثلاثاء شارع النضال وسط العاصمة العراقية بغداد، وقامت بدهم بناية يسكنها لاجئون فلسطينيون، حيث جرى اختطاف 27 منهم، بينهم شبان وشيوخ. وأعلن مكتب مفوض شؤون اللاجئين في جنيف أن اللاجئين أطلق سراحهم في وقت لاحق.
وقالت أستريد فان جندرن من المفوضية: إن غالبية المعتقلين "كانوا في حالة رعب هائلة"، مضيفة أن المنظمة كانت قلقة للغاية بشأن ما حدث.
وكانت المنظمة قد قالت إن رجالا يرتدون زيا موحدا اقتحموا منزلا في العاصمة العراقية بغداد مؤجرا لوكالة غوث اللاجئين التابعة للامم المتحدة في نحو الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي وكسروا النوافذ والأبواب واختطفوا الرجال وتركوا النساء.
ومن الجدير ذكره أن قرابة 200 لاجئ فلسطيني قتلوا في ظروف مختلفة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق كونهم من أهل السنة، إلى جانب اختطاف العشرات، 45 منهم على الأقل اعتقلوا على أيدي القوات الأمريكية والميليشيات المسلحة والشرطة العراقية ولا زالوا قيد الاعتقال. إضافة الى المئات الذين تعرضوا للخطف والتنكيل والتعذيب.
ووفقا لمفوضية شؤون اللاجئين فإن هناك نحو 15 ألف فلسطيني يعيشون في بغداد كلاجئين، لكنهم غير قادرين على التنقل بحرية بسبب عدم وجود وثائق هوية بحوزتهم. وقال متحدث باسم المفوضية إن هؤلاء الفلسطينيين يتعرضون للتهديد ويستهدفون في عمليات القتل والاختطاف والتحرش وغير ذلك من الاعتداءات، وأن عددا كبيرا من الفلسطينيين الذين حاولوا مغادرة البلاد واجهوا مليشيات عملت على إعادتهم ثانية.
